منوت بوستك دا بيشبه كوب ليمون مثلج في نهار أغسطسي خرطومي منذ لحظات كنت أتحدث مع صديق عن الشعر والشعراء ، تحدثنا عن حميد وأزهري محمد على وعن عفيف إسماعيل وعن شاعر مجهول في السودان اسمه كاظم أبوبكر، تحدثنا عن كاميرا عاطف خيري وقدرتها على حشد هذا الكم الهائل من الصور في النص الواحد وعن شعر عثمان بشرى عندما تسمعه منه، وذلك لجمال الصوت وملكةالإلقاء عنده، و.و. وعندما جاء ذكر مظفر لم نستطع أن نحدد فيما تفرده ،الموضوع، الصور، التمكن من اللغة، المعرفة الموسوعية، الصدق أم ملكة الإلقاء فتوقفنا هنا وما زال للحديث بقية. بعدها بقليل فتحت البورد لأجد –ودون مقدمات ماذا يمحو من حزنِ الشاعرِِ صفرَ العمرِ و بضعَ سنين .. ؟ ماذا يمحو من ذاكرةِ البستانِ زهورَ اللوزِ تدقُّ الزهرةُ بالأخرى ، يمتلئُ البستانُ رنين .. في ماءِ الساقيةِ النائمِ أودعتُ كنوزَ سكوتي .. ما جاءَ ببالي تستيقظُ موجاتُ الفجرِ الفضيةُ تسرقها آهٍ من صمتكَ يا قلبي ... آهٍ من لغوِّكَ آهٍ يا قلبي في الصمتِ وفي اللغوِّ حزين في العدمِ المزهرِ في زاويةِ الروضِ رأيتُ مِظلةَ فِطرٍ بيضاءَ فأصدرتُ أوامرَ عشقي للغصنِ المكتظِ غيوماً أمطر.. أمطر.. أمطر خالفَ أمري!! فأخذتُ الغصنَ بكفيَّ إلى الروضِ ومنه شكوتُ به آهٍ من غصنِكَ آهٍ من حكمِ الروضِ عفا عنه وصاح بوجهيَّ –والريحُ تقصفُ عودي الواهنَ- إزهر عودي المتعلقُ بالكسرِ بدنياهُ أطاعكَ مولايَّ وأزهرَ لكن هذا الزهرُ الجبريُّ يثيرُ الإشفاق ألا يُحزِنُ كسرٌ تتطوحهُ الريحُ يصيحُ زهورا..؟ ألا يدعو للسُخطِ على الدنيا أن أمير الروضِ اجتزَّ لسان البلبلِ فانطلقَ المغرمُ من عينيه العاشقتينِ يصفِّر لم تعدِ الأحزانُ الطفلةُ تلعبُ في قلبي صار الحزنُ أميرُ الروضِ حزين
(مظفر النواب ) مظفر زرقاء يمامة هذا العصر ولكن... لم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
تنويه: الرسالة دي من صديقي محمد السر وصديقه المذكور هو أنا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة