في حوارصحفي مع قرنق:..السلام سيؤس لاول دولة سودانية حقيقية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-15-2004, 04:52 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في حوارصحفي مع قرنق:..السلام سيؤس لاول دولة سودانية حقيقية

    حوار اجرته معه صحيفة "الشرق الاوسط"
    العدد الصادر بتاريخ 16يوليو 2004


    جون قرنق لـ«الشرق الأوسط»: لم نقم أية علاقات مع إسرائيل منذ تأسيس حركتنا ومن سياستنا عدم الخوض في القضية الفلسطينية
    الخرطوم هي التي روجت لوجود علاقة لنا مع إسرائيل لإبعادنا عن العرب وهذا «أسلوب رخيص» * قدمنا طلبا لعمرو موسى لقبول حكومة الجنوب كمراقب في الجامعة العربية لكن الخرطوم رفضت * نريد مساعدات عربية مباشرة لحكومة الجنوب وليس عبر الخرطوم

    كبويتا (جنوب السودان): مصطفى سري
    قال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق ان «اتفاقية السلام» المزمع توقيعها بين حركته والحكومة في الخرطوم ستؤسس لأول دولة سودانية حقيقية تجمع كل السودانيين، وتأتي بالمساواة والعدل. وقال في اول حوار صحافي شامل معه بعد توقيع 3 بروتوكولات للسلام في اواخر مايو (ايار) الماضي، ان السودان لم يشهد منذ استقلاله قيام دولة حقيقية، وقال ان ما تحقق هو دولة استعمارية أسسها الاستعمار، وهي بالتالي «أكذوبة». ونفى قرنق في حديث الى «الشرق الاوسط» الذي تم خلال قيامه بجولة في مدن وقرى الجنوب أخيرا، ان تكون حركته اقامت في أي وقت من الاوقات منذ انشائها في العام 1983، علاقات مع اسرائيل، لكنه رفض الحديث عن القضية الفلسطينية، مشيرا الى ان مشاكل الحركة وتحدياتها كبيرة وهو لا يريد ان يغضب احدا. وقال ان الخرطوم هي التي روجت لوجود علاقة للحركة مع اسرائيل «لإبعادنا عن العرب» مشيرا الى انه «اسلوب (سياسي) رخيص» وكشف قرنق انه قدم طلبا لعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية لقبول حكومة الجنوب كمراقب في الجامعة العربية لكن الحكومة السودانية رفضت. واوضح انه اخبر موسى بضرورة ان ترسل الدول العربية مساعدات مباشرة لحكومة الجنوب وليس عبر الخرطوم، واشار الى انه سيقوم بزيارة عدد من الدول العربية، ومن بينها السعودية لشرح وجهة نظره هذه.
    وقال قرنق ان حركته حققت بعض اهدافها بنيل حق تقرير المصير وبناء السودان الجديد، وقال «في الفترة المقبلة سيتم تحقيق بقية الاهداف». واوضح ان اولوية حكومته في الجنوب هي للتنمية وبناء الطرق والاتصالات وقال «بدونها لن تتم تنمية» واضاف «لدينا افكار وليس عصا سحرية» لتحقيق التنمية. وقال: تحدثت مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه لإنشاء طرق برية تربط بين الجنوب والشمال واعادة تعمير السكك الحديد لتحقيق التنمية. وقال قرنق ان وجود زعيم المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي في الحبس من دون محاكمة يخالف اتفاقية السلام، واضاف «من الطبيعي اطلاق سراحه بعد توقيع الاتفاقية او تقديمه للمحاكمة». واشار الى ان حركته تنوي اقامة حوار جنوبي جنوبي، لتحقيق الاجماع الوطني الجنوبي، ودعا الى اقامة حوار مماثل في الشمال، لحل قضايا التهميش والحروب في الغرب والشرق واقصى الشمال، قبل ان تختتم هذه الحوارات بحوار سوداني سوداني، يحفظ للجميع حقوقهم، باقامة دولة للجميع.
    * ما هو تقييمكم الشخصي لبروتوكولات السلام الستة التي تم توقيعها خلال عامين؟
    ـ نعم، نحن حققنا اتفاق السلام في البروتوكولات الستة التي تم توقيعها منذ يوليو (تموز) 2002 في ماشاكوس وبقية الاتفاقيات في الترتيبات الامنية، وتقاسم الثروة والسلطة والمناطق الثلاث، لكن تبقت ملاحق خاصة بوقف اطلاق النار وآليات تنفيذ الاتفاقية واذا تم توقيعها سنحصل على اتفاق سلام شامل.
    ونحن نعتبر البروتوكولات الستة هي جوهر الاتفاقية الخاصة بالسلام في السودان، واعتقد ان هذا السلام وسيلة لتحقيق اهداف الحركة التي ابتدعتها في مؤتمرها الاول عام 1994 وهي حق تقرير المصير وبناء السودان الجديد، وهذا السلام سيحقق تغييراً جذرياً في السودان، ولن يكون له معنى اذا لم يحدث تغييراً في حياة الناس، لأن السلام يعني التعليم لأطفالنا الذين اختفت الضحكة البريئة من أفواههم طوال واحد وعشرين عاما، والسلام يعني كذلك التحول الى السودان الجديد وان تؤسس حكومة صالحة، وان يحدث الاستقرار والامن لتحقيق التنمية في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وابيي ولتقاسم كعكة السلطة لكل هذه الشعوب بمعنى حكومة تستوعب كل الناس، وهذه الكعكة تكفي كل السودانيين، ونحن قاتلنا من اجل هذا التغيير الشامل في السودان.
    ونوعية هذا السلام شيء جيد يجب المحافظة عليه وان نستمر في نضالنا بشكل سلمي لتحقيق اهدافنا، ولذلك قمت بجولة مع قيادات الحركة لأقاليم السودان الجديد لنخاطب الجماهير مباشرة ونشرح لهم هذه الاتفاقيات التي وقعناها، لأن هذا السلام هو هدية لهم ووجدنا حماساً كبيراً منهم، وخاطبناهم في هذه الجولة، وشاهدت انت بنفسك ان ما يصل الى نحو (600) ألف مواطن استمعوا لخطابنا وشرحنا لهم الاتفاقيات وكذلك استمعنا لهم.
    اخلص الى القول، ان هذه الاتفاقية حققت الكرامة للانسان والحريات ونحن حاربنا طوال الواحد والعشرين عاما الماضية من اجل الحريات وكرامة الانسان وضد التهميش، ولذلك هي اتفاقية تختلف عن اتفاق اديس ابابا 1972 كلياً.
    * اذن ما هي الرسائل التي وجهتها لهذه الجماهير التي خاطبتها؟
    ـ اولا، ان السلام يبدأ مع النفس ثم مع الاخرين والمجتمع كله، وان السودان سنغيره تغييرا جذريا بهذا الاتفاق، ولن يصبح السودان كما كان في السابق، ثانياً، وكما ذكرت لك نوعية هذا السلام شيء جيد ان نحققه لكي نحقق اهداف الحركة في هذا السلام والتي تتمثل في السودان الجديد وحق تقرير المصير والتنمية وعلى ان يستمر نضال الحركة لتحقيق كل اهدافنا.
    ثالثا، قدمنا الشكر للمواطنين الذين ساهموا معنا خلال (21) عاما وقدموا المساعدات لقواتنا من غذاء وغيره، كما ان الجيش الشعبي والحركة كتنظيم حققا هذا الانتصار وسيكون لهما دور في تنفيذ اتفاق السلام، ومن غير هذه الجماهير وشعبنا لم يكن لهذه الثورة الاستمرارية، وهذا الشعب جعلنا نحرر جزءاً كبيراً من الجنوب ونصل الى جبال النوبة والنيل الازرق وابيي، وكما انني شكرت هذه الارض بل لعلك سمعتني في جبال النوبة اقول للجبال التسعة والتسعين شكراً لأنها حمت وحافظت على ارواحنا.
    اذن هذه الاتفاقية ليست للمتعلمين والسياسيين فقط بل هي لشعبنا في كل مكان. وعلى كل مواطن في هذه المناطق ان يملك هذه الاتفاقية لكي يستخدم حقوقه في الحريات الاساسية.
    * الآن انتم تتحولون من الثورة الى الدولة، لكن هناك مجموعة داخل الحركة غير راضية عن الاتفاق وتعتبر ان الحركة قدمت تنازلات كبيرة، هل يمكن ان تحدث انقسامات داخلكم خاصة ان كل ثورات العالم بعد وصولها السلطة تحدث فيها انشقاقات؟
    ـ حسناً، ثورة الغوريلا (العصابات) تعتمد على الشعب والجماهير، وانت تجولت معي طوال هذا الشهر، ورأيت هذا التأييد الكبير في كل الاقاليم، الاستوائية وبحر الغزال، والنيل الازرق وجبال النوبة، ثانياً مؤتمر السلاطين الذي عقدناه قبل ايام مضت هم كذلك ايدوا الحركة.
    الانقسامات حدثت من قبل في الحركة واصبحت في حكم التاريخ ولقد كلفنا ذلك كثيراً، ويصيح من غير الممكن ان يجري انشقاق من جديد، لأن تكاليف ذلك عرفناها جيداً، والانقسام شيء غير جيد، لكنه حدث في الحركة.
    ونحن لسنا الوحيدين الذين انقسموا، الحكومة الحالية كذلك فيها انقسامات بين البشير والترابي، وهكذا هي السياسة ونحن في الحركة نقول ليس هناك فرصة للانقسامات، والتاريخ يوضح لنا الى أي اتجاه يقود الانقسام وهناك تجربة.
    اعتقد ان هناك تشويشاً في الخرطوم بأن الجنوبيين قبائل ويمكن ان ينقسموا، ولذلك لن يحدث هذا الانقسام كما يتوقع البعض، واي شخص يريد ان ينفرد لن يجد هذا الدعم والتأييد، لأنه خلال الفترة الماضية عرفنا معنى ان يحدث انقسام داخل الصفوف.
    * هذه الاتفاقية اقرب الى الكونفيدرالية من الفيدرالية، بمعنى تقاسم الثروة في البلاد بـ50%، ووجود جيشين ما رأيكم؟
    ـ التسمية نتركها للاخرين وليس مهماً بالنسبة الي شخصيا تسمية كونفيدرالية او فيدرالية، هذا ليس حقيقة مهماً، لكن المهم الان هو الدولة السودانية التي تأسست في السابق، على اسس خاطئة وعلى اوهام كاذبة، لذلك لا يمكن ان تقول في هذه الاتفاقية نظامين في دولة، لان الدولة اصلاً غير موجودة والان نحاول ان نؤسس هذه الدولة، نريد ان نؤسس دولة لكل السودانيين بالمساواة جنوبيين وشماليين ومن هم من غرب السودان وشرقة، وان يكون هناك عقد اجتماعي بين الشعب والحكومة، هذا لم يحدث مطلقاً فيما يسمى بالدولة السودانية الموجودة الآن.
    لذلك نحن ورثنا دولة استعمارية اسسها الاستعمار البريطاني ـ المصري قبل (4 عاما، ولذلها هي ليست دولة السودانيين، لكن ما فعله السودانيون من خلال الحكم الوطني هو الترقيع وسميناها الدولة السودانية، هذا كذب كبير، وعليه نحن نحاول ان نؤسس ونصحح هذه الاوضاع بدولة نؤسسها نحن السودانيين بشكل حقيقي، ولذلك ناضلنا وقاتلنا من اجل دولة سودانية حقيقية تشمل الجميع ويجد كل سوداني نفسه فيها، لأن هذه الرقع التي تمت في السودان منذ عام 1956 عام الاستقلال رقع بالية، كل حاكم لديه (ابرة وخيط) يأتي ويرقع المكان الذي تمزق وكل الحكومات العسكرية والديكتاتورية او أي شكل من اشكال النظام الذي يدعي الديمقراطية، وكذلك كانت هنالك حكومات خليط من العساكر والمدنيين مثل تلك التي شكلها جعفر النميري ولم تفصل شيئا، كذلك الحكومة الحالية والتي حكمت على اساس الدين وهي ايضا لم تفعل شيئا، لذلك فان هذه الدولة السودانية تأسست كما ذكرت على اساس كاذب، وعليه لا يمكن الحديث عن كنفدرالية او فيدرالية لان الدولة غير موجودة اصلا.
    * اذن ما هي اولوياتكم بعد تشكيل الحكومة الجديدة في الجندي والمناطق الثلاث والحكومة المركزية؟
    ـ الاولويات تتمثل في تأسيس البنيات التحتية للحكومة، ويشكل الحكم الذي نريده ان يشمل الجميع، وان يكون حتما صالحا، وليس حكاما يريدون حكم الناس فقط، ولذلك تجدني لم ابدأ بالسلاطين بل بدأته مع الجماهير بمخاطبتهم مباشرة حول هذه الاتفاقيات وتبصيرهم بها، ليعرفوا حقوقهم حتى لا يخدعهم احد، لذلك نحن بدأنا من الاسفل الى الأعلى، الجماهير ثم السلاطين وسنمضي حتى القمة، هذا ما نفعله عندما نشيد المنازل، لا نبدأ بناءها من السقف وننزل الى اسفل، بل العكس نبدأ من الاساس لنصل الى السقف.
    ومن الاولويات كذلك البنيات التحتية في تشييد الطرق، لانك لن تفعل اي شيء ان لم تشد هذه الطرق ونحن الآن بدأنا قبل ان نصل الى الحكم ببناء الطرق، هناك طريق يربط كينيا مع جوبا في جنوب السودان وبدأنا فيه قبل اتفاق السلام، كذلك هناك طريق يربط اوغندا يصل الى يايي ثم واو، ولقد تحدثت مع نائب الرئيس علي عثمان طه على القيام بربط طريق من كوستى في الشمال مع الرنك في الجنوب ثم يصل سلكان وجويا ليربط الجنوب مع الشمال وان نعيد بناء طريق السكة الحديد الذي يربط يانبوسة في الشمال بواو في الجنوب وان نفتح كل الانهار ونشيد موانئ.
    كذلك ان نعمل شبكة اتصالات تربط هذه المناطق في الجنوب مع بعضها ومع كل السودان، لانك لن تستطيع ان تقدم على الاستثمار من دون شبكة اتصالات وطرق، وبعد ذلك، التمويل، مثل البنوك والتسهيلات المالية، كل هذه بنيات تحتية، بنية تحتية للحكم وبنية تحتية فعلية من طرق واتصالات والتمويل والبنوك والسوق، والخدمات الاجتماعية لانه لا يمكن ان تقدم هذه الخدمات من دون ان يكون لديها البنيات التحتية التي ذكرتها، هذا هو الاستثمار الحقيقي لانك لا يمكن ان تستدعي المستثمرين دون ان توفر لهم هذه البنيات التحتية، ولو فعلنا ذلك نكون قد بدأنا بداية فاشلة كما بدأ الآخرون ذلك خلال (4 عاما. كما اننا نريد ان نبني مدنا صغيرة او مساكن نموذجية في كل القرى والمحليات توفر فيها المستشفيات والمدارس وان يكون لديهم مصادر الدخول ومراكز للتدريب المهني وبذلك يصبح لدينا اقتصاد يتطور وينمو بنفسه بعد توفير وتأسيس هذه البنيات، لذلك ليس لدينا عصا سحرية ولكن لدينا افكارنا وليس ان تأتي لهم باشياء جاهزة يجب ان ينتج المواطنون بانفسهم.
    * مع كل هذه الطموحات التي تريدون تحقيقها لنفترض ان انقلابا عسكريا حدث في الخرطوم خلال الفترة الانتقالية، ما هو مصير اتفاق السلام؟
    ـ من الذي سيقوم بهذا الانقلاب؟ انا اشك في ان يقوم احد بهذا الانقلاب، واصبح من يفكر في الانقلاب مجرد غبي، واذا حدث انقلاب في الخرطوم هذا يعني الفوضى بعينها وهذا يعني خرقا للقانون والنظام.
    * وما هي الحقائب الوزارية التي تريدها الحركة، لان في الخرطوم تحدث قادة في الحكم بان الوزارات السيادية لن تعطى للحركة؟
    ـ هذا موضوع تفاوض، والخرطوم قالت هذا الحديث في المفاوضات، لذلك لن نتحدث عن موقفنا بالتفاوض من خلال الاعلام.
    * ما هو الدور العربي الذي تتوقعونه، خاصة ان هناك اتفاقيات بين الجامعة العربية وحكومة السودان حول دور العرب في مرحلة السلام؟
    ـ الدور العربي مهم خالص، وانا ذهبت الى الجامعة العربية وتحدثت مع امينها العام عمرو موسى وقلت له، انا شخصيا قائد الحركة الشعبية ومعظم قيادات الحركة تفضل وحدة السودان على اسس جديدة، ولدينا ست سنوات تمكننا من صنع وحدة جاذبة، وفي نهاية السنوات الست سوف يكون هناك تصويت والاستفتاء بحق تقرير المصير، وهل سيكون السودان موحدا ام يحدث انفصال ويصبح دولتين ربما اكثر واذا كنا نريد الوحدة يجب ان يكون هناك تحول من السودان القديم الحالي واذا تم التصويت سيختارون الاستقلال لجنوب السودان لانهم لم يروا وحدة جاذبة، ولذلك نحن نريد ان نقيم هذا، لكي يرى الشعب ان هناك شيئا جيدا في الوحدة، والآن هم يرون ان هذه الوحدة الموجودة بشكل ما غير جيدة، لكن بعد ست سنوات نريد ان يرى الشعب ان هناك شيئا جيدا للوحدة اذن الدور العربي مهم في هذه الفترة لكي يرى الجنوبيون ان هناك شيئا جيدا في الوحدة، وما هو الدور الذي سيقوم به العالم العربي؟ هو في الحقيقة التنمية ليس للحكومة المركزية في الخرطوم لانها لن تذهب للتصويت في حق تقرير المصير بل هم الجنوبيون الذين سيذهبون للتصويت على هذا الحق، ولذلك نريد ان يرى الجنوبيون مكاسب الوحدة التي تأتي من العالم العربي، ومن ثم التأثير الايجابي من الدول العربية، ولذلك اذا اراد العربي ان تأتي هذه المساعدات عبر الخرطوم سيكون استمرارا لما تم في الماضي وسيرى الجنوبيون ان العرب يدعمون الخرطوم وان ذلك ضد الجنوبيين، ولذلك قلت لعمرو موسى ان اية مساعدات للجنوب، من الجامعة العربية، يجب ان تأتي مباشرة لحكومة جنوب السودان وليس عبر الخرطوم، وهذا هو الذي سيحقق للوحدة الدعم المباشر من العالم العربي الى حكومة الجنوب، ولذلك سأقوم بزيارة للدول العربية لاعطائهم هذه الرسالة، وهذه الزيارة تشمل دولا عديدة بما فيها السعودية، والدول العربية التي توافق على الزيارة الا التي ترفض لقاءنا. واقول لك ايضا انني قدمت طلبا لعمرو موسى لتنال حكومة الجنوب صفة مراقب، لكن الخرطوم رفضت. كما قدمت طلبا مماثلا الى الاتحاد الافريقي.
    * علاقاتكم مع مصر كانت في الفترة الماضية بعد وثيقة ناكورو متوترة، هل تم تصحيح هذه العلاقات؟
    ـ انا لا اعتقد ان علاقتنا مع مصر شهدت توترا، هذا من افكار بعض الناس سواء في مصر او في داخل الحركة، لكنني انا شخصيا مع العلاقة الجيدة بمصر منذ 1997 هي المرة التي زرت فيها مصر هذه سبع سنوات الآن، وخلالها زرت القاهرة، واحيانا ازورها مرة او مرتين او حتى ثلاثا خلال عام، ولذلك علاقاتي الشخصية مع مصر جيدة.
    * يتردد كثيرا ان للحركة علاقات خاصة باسرائيل ما صحة ذلك؟
    ـ نحن مطلقا لم نقم علاقة مع اسرائيل منذ 1983 وحتى تاريخ اليوم، والمصريون لديهم مخابرات قوية كانت ستعلم بشكل خاص اذا كانت لدينا علاقات مع اسرائيل، لكن كل حكومات الخرطوم بما فيها الحكومة الحالية تتهم الحركة الشعبية بأن لديها علاقات مع اسرائيل، هذا استخدام سياسي رخيص حتى يحولون عنا الدول العربية، وهذا ليس حقيقية، نحن لم نقم علاقات مع اسرائيل كما ذكرت لك، منذ تأسيس الحركة وحتى اليوم.
    * لكن كيف تنظرون للقضية الفلسطينية؟
    ـ اولا نحن لدينا مشكلتنا الخاصة التي نريد حلها وهي مشكلة كبيرة حكومات الخرطوم جميعها يتهموننا بصورة مستمرة خطأ بأن لدينا علاقات مع اسرائيل، وان ينشئوا اوضاعا معقدة، وفي سياستنا ان لا نتحدث عن قضية الشرق الاوسط واذا أقدمنا على موقف كهذا، لا يساعدنا ولا يساعد الفلسطينيين او الاسرائيليين، واذا فعلنا ذلك سيجلب تعقيدات لنا، ولذلك لماذا نطرح رأيا لا يساعد أي طرف.
    * ما هي انطباعاتك الشخصية عن نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه؟
    ـ حسنا، نحن ظللنا في طاولة المفاوضات لمدة تسعة اشهر طورنا خلالها علاقاتنا، وكل منا بات يعرف الآخر جيدا وبشكل افضل واذا كان هناك حديث عن شخصية علي عثمان طه يمكن ان نقول اسسنا اسساً جيدة للحكم.
    * وما هي مسؤوليات الحركة في الفترة المقبلة بعد توقيع اتفاق السلام الشامل وعلاقاتكم مع التجمع الوطني الديمقراطي مستقبلا؟
    ـ حسنا، مسؤولياتنا ضخمة بتأسيس حكومة الجنوب وفي جبال النوبة والنيل الأزرق وأبيي وفي الحكومة المركزية وولايات الشمال الثلاث عشرة لدينا نسبة 10% اضافة لمسؤولية الحركة بجيشها وللقوات المشتركة مع الجيش الحكومي، وكذلك احداث التنمية في الجنوب والمناطق الثلاث.
    ومن ضمن المسؤوليات المهمة للحركة التحول الديمقراطي لذلك نحن أصررنا على اعطاء القوى السياسية الأخرى بما فيها التجمع الوطني الديمقراطي، ونحن اعضاء فيه، نسبة في الفترة الانتقالية لكي لا نعزل احدا من هذه الاتفاقية ولكي نحدث التحول الديمقراطي الحقيقي وهذا لا يأتي إلا باشراك الجميع.
    علاقاتنا مع التجمع جيدة وأنا أشارك في اجتماعاته الحالية في اسمرة، ونحن نتشاور مع زملائنا في التجمع ولذلك ستكون العلاقة متميزة في الفترة الانتقالية وهناك ثقة متبادلة بيننا.
    * لكن لديكم شراكة مع المؤتمر الوطني الا يخلق ذلك تناقصا؟
    ـ شراكتنا مع المؤتمر الوطني تتمثل في تنفيذ الاتفاقية وسنكون شركاء في الحكم خلال الفترة الانتقالية، وهذا ليس فيه تناقض، المؤتمر الوطني كذلك لديه حلفاؤه، لكن جميعا نريد ان نحقق سلاما مستقرا ونظاما ديمقراطيا وتداولاً سلمياً للسلطة، لا اظن ان أي قوى سياسية ترفض هذه المبادئ، ونحن لا نرفض احداً.
    * وموقفكم من حسن الترابي الآن هو حبيس من قبل الحكومة التي وقعتم معها اتفاقا؟
    ـ حسناً، موقفنا واضح بأن يتم اطلاق سراحه وكل السجناء السياسيين، لأن هذا يناقض الاتفاقية التي تحدثت عن حقوق الانسان، لذلك يجب اطلاق سراحهم او أن يقدموا لمحاكمة عادلة لا ان يتركوا شهورا او سنين في المعتقلات.
    * والآن الوضع في دارفور معقد وأنتم كنتم متهمين من قبل الخرطوم بدعم هذه الحرب؟
    ـ اولا هذه اتهامات غير صحيحة، والاحداث عندما بدأت في دارفور الحكومة في الخرطوم كانت تقول هذا نهب مسلح وقليلا قليلا بدأت تعترف بالمشكلة، ومن غير المنطقي ان نكون نحن في عمليات نهب مسلح تنطلق من الجنوب لتقوم بالنهب في دارفور وانت تعلم طول هذه المسافة.
    الأمر الثاني لدارفور قضية سياسية يجب ان تحل سياسيا ونحن ممكن ان نساهم في هذا الحل، والآن نرى تحركا في ذلك وهذا جيد، لكن لم يكن يحتاج كل هذا الوقت، حتى تدخلت اميركا والامم المتحدة، لذلك يجب التفكير والعمل على حل هذه القضية سياسيا.
    * هل ستجرون الحوار الجنوبي ـ الجنوبي، نظرا لأن هناك تعقيدات في الجنوب؟
    ـ نعم سنجري هذا الحوار ولن نستثنى احدا منه، لأن حكومة الجنوب وولاياتها تستوعب الجميع، وكما يقول المسيح «لدينا غرف كثيرة» ونحن بدأنا بالسلاطين في السودان الجديد وعقدنا مؤتمرا لهم استمر لاسبوعين هذا جزء من الحوار الجنوبي ـ الجنوبي.
    لكن نحن كذلك نريد حوارا شماليا ـ شماليا لأن في الشمال مشاكل والخرطوم نفسها مشكلة، وانت تعلم ان دارفور الآن تشهد حربا وهي جزء من الشمال، وكذلك جبال النوبة والفونج وشرق السودان، كذلك نريد ان يجري الشماليون حوارهم ثم كل الأطراف السودانية تجري حوارا مع نفسها لننتقل الى حوار سوداني ـ سوداني، ولمن يصدق ان الجنوبيين هم اساس المشكلة فهو مخطئ، كمن تقول لمن تحمله بأنه يجلس على كتفيك، كما فعلت الخرطوم مع الجنوبيين وفي ذات الوقت تقول المشكلة في الجنوبيين، فهل المشكلة من الذي يجلس على كتفك وفوق رأسك ام انت الذي تحمله؟! واعتقد ان الحوار الجنوبي ـ الجنوبي مهم وكذلك الحوار السوداني ـ السوداني ونحن ملتزمون به لكي نحقق الاستقرار والتنمية لأن التنمية تهرب من الأماكن غير المستقرة.
    واظنك سمعتني اردد كثيرا ان السودان الجديد الذي نريده مثل افطار رمضان عند المسلمين في السودان، عادتهم ان يأتي كل من الجيران بمائدة طعامه ليشارك الآخرين فيه، نحن نريد من كل اطراف السودان ان يحملوا موائدهم بعد ان يتحدوا فيما بينهم ويأتوا بعدها الى الخرطوم، يعني اهل الجنوب وجبال النوبة والفونج وابيي والرشايدة والبجة من شرق السودان واهالي دارفور من الغرب كل يحمل مائدته ويأتي بها في الخرطوم لأننا نريد ان ننقل السلطة الى الاطراف وان تكون الخرطوم للجميع لا ان ينظر الى المواطن من جنوب السودان وينادونه يا جنوبي لأنه ليس هناك من ينادي الشايقي يا شمالي مثلا، نريد ان تكون هناك مواطنة حقيقية.
    * وما هي الضمانات التي ستنفذون بها الاتفاقية؟
    ـ هناك ضمانة ذاتية تتمثل في وجود الجيش الشعبي بشكل مستقل لحماية الاتفاقية من الخروقات، وستكون لدينا قوات مشتركة مع الجيش الحكومي، كذلك هناك ضمانات دولية في مراقبة الاتفاقية والتنمية، وما يحقق الضمانة ايضا حكومة جيدة وصالحة فيها الشفافية وتبعد عن الفساد، وان تشكل هذه الحكومة في الضوء وليس في الليل الى جانب ديمقراطية حقيقية ولا مركزية في الحكم وهذا افضل طريق للحكم لتحقيق العدالة والمساواة في التنمية لكل اقاليم السوادن وان نعقد عقدا اجتماعيا بين الشعب والحكومة لأن الشعب هو الذي سيساهم في تشكيل الحكومات عبر الانتخابات.
    ولذلك نحن نتجه لتحويل السودان الجديد الذي حاربنا من أجله لمدة واحد وعشرين عاما ونحقق التنمية الشاملة كل هذا يمثل ضمانة لتنفيذ الاتفاقية، لأن عدم تنفيذ الاتفاقية سيكون أعلى تكلفة، ولذلك يجب ان يتم تنفيذ الاتفاقية لا بد من ذلك.
    * اذن كيف تنظر لمستقبل السودان بعد تحقيق السلام؟
    ـ أنا دائما أردد ان هذا السلام فيه خير، لكن المسألة كلها مرتبطة بتنفيذ الاتفاقية بشكل ممتاز وان تتوفر الشفافية، ونحن ننظر الى المستقبل ومتفاؤلون دائما لأننا نريد تحقيق السودان الجديد لأننا سنشارك في الحكومة المركزية وفق النسبة التي اتفقنا عليها وكذلك في حكومة الجنوب لدينا نسبة 40% وحكومات جبال النوبة والنيل الأزرق وابيي، وايضا سننتشر في كل السودان وحتى الشمال الأقصى لذلك سنحقق السودان الجديد لأنه الحكم الوحيد الذي يمكن استخدامه لتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي، لأن الديمقراطية التي جربت في السودان من قبل كانت (خشم بيوت)، لذلك لن يعود السودان كما كان في الماضي. التغيير سيكون شاملا.
                  

07-16-2004, 03:37 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حوارصحفي مع قرنق:..السلام سيؤس لاول دولة سودانية حقيقية (Re: omar ali)

    شكرا عزيزي عمر
                  

07-17-2004, 04:55 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حوارصحفي مع قرنق:..السلام سيؤس لاول دولة سودانية حقيقية (Re: omar ali)




    وشكرآ للعزيز الموصلي علي هذه الطلة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de