عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الامة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2004, 02:49 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الامة


    عبدالمحمود أبَّو الامين العام لهيئة شئون أنصار المهدي لـ «البيان» : (1 - 2 )
    طرد الشيوعيين من البرلمان كان خطأ سياسياً نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الامة


    قبل ان تتاح لي فرصة اللقاء بعبد المحمود أبَّو الامين العام لهيئة شئون الانصار ـ الطائفة التاريخية ذات القاعدة الواسعة في السودان، كنت اتخيله شيخاً اكبر سناً صارم القسمات، على خلفية متابعة تصريحاته وخطبه الدينية السياسية النارية التي كان يقارع عبرها النظام الحالي ابان سني عهد السطوة الأولى التي سادها التنكيل بالمعارضين.وهذه فضيلة تنسب للرجل اذ سطع نجمه وعلا صوته في وقت كان الجهر بالحق يكلف الكثير من العنت، وخبا صوته وانزوى بعد ان اصبح «الزعيق» السياسي مجانياً، بل ومصدراً للكسب المادي احياناً.

    وعندما ولجنا في اتون الحوار وجدته هادئاً لا يستجيب لاستفزاز، حريصاً على اختيار كل كلمة يتفوه بها بعربية فصيحة (رداً على اسئلتي بالعامية).ورغم انه حاول كثيراً المراوغة للتهرب من الاجابة بوضوح على بعض الاسئلة التي قصدت لفحه بها، بادعاء عدم علمه احياناً، وبعدم اختصاصه احياناً اخرى، الا انه ظل، والحق يقال، هادئ النبرات قوي الحجة وان جنح كثيراً الى الاجابات الدبلوماسية.


    ورغم هذا وذاك خرجنا من حصيلة اللقاء بإفادات نحسب انها خلاصات جديدة، من ذلك اعترافه من دون مواربة بأن حل الحزب الشيوعي السوداني ابان العهد الديمقراطي كان خطأ سياسياً. وتقديمه اعتذاراً علنياً عن ذلك باسم الانصار وحزب الامة.


    ومن ذلك ايضاً قوله ان الايديولوجيات المستوردة من اليمين او اليسار وراء تدهور السودان. ونجده يدافع بحرارة عن السودان القديم باعتباره ليس كله شراً مذكراً بمآثره المتمثلة في ارساء نظام الدولة وتحقيق الاستقلال والمحافظة على حيادية الخدمة المدنية وارساء النظام الديمقراطي.


    وفيما يلي الجزء الأول من نص الحوار:


    ـ ما سبب زيارتكم للامارات؟


    ـ اتيت في زيارة خاصة للقاء بعض الاصدقاء والاحباب هنا لكن للزيارة جانب اخر يتمثل في حرصنا على الوقوف على تجربة التطور المذهل الذي حققته الامارات عامة ودبي بصفة خاصة.


    ـ وكيف وجدت هذه البلاد؟


    ـ وجدتها حقيقة ابدع مما كنت اتصور وتجربة الامارات كلها بصفة عامة تجربة مذهلة ومثالية.


    ـ تعرفون ان هذه الدولة لم تكمل من عمرها بعد حتى نصف قرن وتعلمون انها توحدت وقامت ككيان واحد بعد انقلاب جعفر نميري في السودان.. ونرى الان ما هو وضع الامارات وما هو وضع السودان.. ترى ما الذي هيأ التقدم والتطور القياسي لهذه الدولة بقدر التدهور القياسي الذي اصاب السودان في الفترة الزمنية نفسها؟


    ـ السبب الأول في تدهور اوضاع السودان عدم اتفاق اهله.. فبالاتفاق يمكن توظيف طاقات البلاد وخدمتها، والسبب الثاني في تخلف بلادنا عن ركب التطور هو الاصرار على الاعتماد على الايديولوجيات المستوردة اليسارية واليمينية التي حاولت القفز فوق واقع البلاد السياسي ومحاولة اصحاب هذه الايديولوجيات محاربة القوى الوطنية الفعلية التي اسموها الطائفية او التقليدية وبعد ان اعتبروا ان وجود هذه الكيانات خصوصاً حزب الامة والاتحاد الديمقراطي، يشكل عائقاً امام تنفيذ تصورهم..


    وبالتالي حاول اليمين المتطرف واليسار المتطرف القضاء على ما اسموه السودان القديم فباتا السبب الاساسي في تدهور السودان وتقهقره الى الوراء.


    ـ ذكرت ان القوى المتطرفة من اليمين او اليسار هي التي تحدثت عن ضرورة انهاء السودان القديم ولكنك لم تذكر طرفاً ثالثاً يتصدر الان هذه الدعوة كاستراتيجية اساسية لنشاطه وأقصد الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تدعو الى اقامة السودان الجديد ومعروف ان الحركة متحالفة مع جزء مما قلت انه السودان القديم اي حزب الاتحادي الديمقراطي، وكل القوى الاخرى فهل اصبحتم وحدكم المتشبثين بالسودان القديم؟


    ـ السودان القديم ليس كله شراً. هنالك قيم ومبادئ كثيرة ذخر بها وأرساها السودان القديم. فالسودان القديم هو الذي استطاع ان يطرد الاستعمار ويحقق للسودان استقلاله. السودان القديم هو الذي استطاع ان يحافظ على مكونات الدولة في اطارها القومي.. التعليم العالي «القوات المسلحة» الخدمة المدنية.. هذه الاشياء كانت قومية وحافظ عليها السودان القديم.. السودان القديم حافظ على الاقتصاد السوداني سليماً ويكفي ان السودان القديم حتى عام 69م (مجيء نظام نميري) كان الجنيه السوداني يساوي اكثر من ثلاثة دولارات (الآن الدولار يساوي 2500 جنيه).


    السودان القديم استطاع ان يذوِّب الثغرات القبلية في الكيانات السياسية للاحزاب. وهكذا تجد ان السودان القديم ليس كله شراً.


    ـ ولكن السودان القديم الذي تتغنى به فشل في حل مشكلة الجنوب أليس كذلك؟


    ـ نعم هذه حقيقة اذ اخفق السودان القديم من ناحية العلاقة بين الشمال والجنوب ولم يتعامل معه بالصورة المطلوبة خصوصاً فيما يتعلق بالتنسيق بين الاصالة والحداثة. واضافة الى ذلك لم يستطع السودان القديم ان يضع بنيات تقوم عليها الدولة بحيث تستطيع الاجيال اللاحقة ان تبني عليها. فأنا لا انكر بعض اخفاقات السودان القديم ولكني اقول انه لم يكن كله شراً.


    ـ اعود الى حديثك السابق عن القوى المتطرفة اليسارية واليمينية التي حملتها مسئولية تدهور السودان، ودعنا اولاً نناقش ما فعله اليسار وننتقل لاحقاً الى اليمين.. وأراك تقصد باليسار انقلاب او ثورة مايو (جعفر نميري) أليس كذلك؟


    ـ نعم اقصد انقلاب مايو.


    ـ اذن ماذا تقول في المبررات التي ساقوها في الانقلاب على الوضع الديمقراطي عندما اشاروا خصوصاً الى ان القوى التقليدية التي كانت مهيمنة على السلطة (الاتحادي الديمقراطي وحزب الامة) ضربت هي نفسها بالديمقراطية عرض الحائط فحلت الحزب الشيوعي وطردته من البرلمان ورفضت الانصياع الى حكم المحكمة الدستورية التي اقرت بعدم شرعية هذه الخطوة؟


    ليس ذلك فحسب بل ان نظام مايو عندما اتى تحدث عن مظالم ومآس كان يرتكبها زعماء الطائفية واستغلالهم للمواطنين ببذل الوعود بمنحهم امتاراً في الجنة. وما الى ذلك مما كنا نسمع حينها.. اليس في هذه المبررات ما يدعو الى الوقوف عندها على الاقل؟


    ـ فيما يتعلق بحل الحزب الشيوعي وطرده من البرلمان، اعتقد انه كان خطأ سياسياً فادحاً ارتكبته الاحزاب الكبيرة وما كان ينبغي لهذه الكيانات الكبيرة ان تستجيب لعاطفة الجماهير التي ربما حركتها بعض الاطراف لاغراض تخصها.


    ـ من تقصد بهذه الاطراف؟


    ـ اقصد بها تحديداً اليمين المتشدد او حركة الاخوان المسلمين بصفة خاصة وما كان يسمى وقتها بـ «جبهة الميثاق الاسلامي».


    ـ هل هم الذين جروا حزبي الامة والاتحادي الى هذه «الورطة» اذا جاز ان نسميها كذلك؟


    ـ هي ليست جراً بالمعنى الحرفي للكلمة ولكن الامر كان تجاوباً ايضاً مع حركة الجماهير التي كانت تتقد بسبب تصرف شاب اساء الى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن ما كان ينبغي ان يعاقب الحزب الشيوعي على تصرف فرد من افراده من منطلق حتى المبدأ القانوني الديني (لا تزر وازرة وزر اخرى).


    وهكذا فإن حل الحزب الشيوعي وطرده من البرلمان كان خطأ. ولكن الخطأ لا يعالج بخطأ اكبر بل بجريمة واقصد الانقلاب فقد كان جريمة بحق.


    ـ هل اعتبر هذا اعتذاراً علنياً باسم حزب الامة وكيان الانصار؟


    ـ بالطبع .. بالتأكيد.


    ـ ما هي الحقيقة الآن.. هل كان الحزب الشيوعي فعلاً وراء هذه الضجة ام كان شيئاً مفتعلاً كما يقول البعض خاصة وان الحزب انكر عضوية الشاب الذي قلت انه اساء الى بيت الرسول الكريم؟


    ـ ليست لدي معلومات استطيع ان اجزم بها في هذا الشأن.


    ـ الم تبحثوا فيها كحركة سياسية على الاقل لاستجلاء الامر؟


    ـ لا استطيع ان انفي أو اثبت صحة الامر او عدمه ولكن مهما كان.. حتى ولو كان الحزب الشيوعي وراءالامر برمته، لا يمكن ان نعاقب حزباً كاملاً لمجرد ان فرداً من افراده تصرف تصرفاً خدش به الحياء العام، او تعرض لمقدسات الناس. ففي دولة القانون ينبغي ان يقدم المتهم للمحاكمة وعلى من اتهمه ان يأتي بأدلته ضده وعلى القاضي بعد ذلك ان يقضي في الامر. لكن ان تحاكم حزباً كاملاً لتصرف من احد افراده فهذا في تقديري كان خطأ سياسياً. لكن الخطأ الاكبر كان ما لجأ اليه اليسار بالانقلاب على النظام كله.


    ـ ماذا كنت تريد منهم ان يفعلوا وقد لجأوا الى اعلى سلطة قضائية وجاءالحكم لصالحهم فضرب النظام الديمقراطي بالحكم عرض الحائط.. وقال الصادق المهدي حينها ان حكم المحكمة حكم استشاري وليس ملزماً.. ماذا كان يمكن ان يفعل هؤلاء بعد ذلك؟


    ـ كان يمكن ان يحاكموا الحكومة امام الجماهير.. اي كان على الحزب الشيوعي ان يعرض قضيته للشعب السوداني وكان عليهم ان يلجأوا الى المحكمة الدستورية مرة تلو الاخرى، فإذا عجزت المحكمة الدستورية عن انفاذ حكمها فهذا يعني انها محكمة ضعيفة.


    ـ وبالتالي يعني هذا ان النظام برمته كان نظاماً ضعيفاً اليس كذلك؟


    ـ في تقديري، مهما كان النظام ضعيفاً، كان من مصلحة الحزب الشيوعي ان يلجأ للجماهير لمحاكمة الحكومة بمعنى ان يعرض القضية على الشعب ويمضي في الشوط الى نهايته ويمارس الصلاحيات المدنية المطلوبة كلها، وربما في الانتخابات كان قد حصد مقاعد اكثر يستطيع بها ان يصحح هذا المسار. كان هذا الخط من مصلحة الحزب الشيوعي (وهذا ما ثبتت صحته اخيراً)، بدلاً من يصحح خطأ بخطأ اكبر ويأتي بروح انتقامية قضت في نهاية المطاف على كل مكونات الدولة السودانية عبر خطوات راديكالية مثل تأميم الشركات الخاصة ومحاولة القضاء على الكيانات التي تسمى طائفية.. والى اخر ذلك.


    اعود فأقول ان بداية تدهور السودان نبعت من الممارسات التي ارتكبها نظام مايو.


    ـ لكن هذا النظام الذي تكيل له الاتهامات الان وتحمله مسئولية تدهور السودان، شاركتم فيه انتم كحزب امة في مرحلة ما، ما يعني انكم مسئولون ايضاً عن هذا التدهور اليس كذلك؟


    ـ نعم شاركنا في مرحلة ما وفق برنامج جديد. فقد دخلنا في معالجة مع النظام بعد ان اعتدى علينا وارتكب المجازر ضدنا في الجزيرة ابا وفي ود نوباوي.. واجبرنا على ان نحمل السلاح لنرد على العدوان الذي بدأ به وعندما خضع النظام لارادة الشعب السوداني وقرر التصالح مع القوى السياسية دخلنا معه في مصالحة.


    اي ان دخولنا كان مبنياً على برنامج محدد وليس اقراراً بنظام مايو بشكله السافر الذي ظهر به بادئ الامر.


    ـ وبالتالي كانت مشاركتكم اقراراً بالنظام السياسي لمايو القائم على الحزب الواحد ونبذ التعددية واقسمتم على الولاء لهذا النظام الشمولي، اليس كذلك؟


    ـ كان ذلك لمرحلة محددة باعتبار ان النظام تحول او ابدى استعداداً للتحول نحو تحقيق الديمقراطية والاعتراف بالآخر، وبالتالي كان من الصعوبة بمكان ان تقول ينبغي ان يحل النظام نفسه ويحل اجهزته وقدرنا نحن اننا بالمصالحة الوطنية والدخول في اجهزة النظام نستطيع ان نغيره من الداخل.


    ـ وهذا ما فعله اليمين المتشدد الذي اشرت اليه في بداية حديثك وحملته ايضاً مسئولية تدهور السودان.. اقصد انصار الزعيم حسن الترابي الذي نجح فعلاً في خلخلة النظام من الداخل فيما فشلتم انتم وخرجتم من النظام، واخذتم عليهم استمرار تحالفهم مع النظام ، ايكم كان على صواب؟


    ـ خرجنا من النظام عندما ثبت لنا ان النظام لم يف بما وعد، وقررنا ان استمرارنا داخل النظام يعد دعماً لشموليته، فكفَّرنا عن الدخول بالخروج.


    ـ السبب الذي اعلنتموه مبرراً للخروج لم يكن الشمولية انما كان موافقته على اتفاقية كامب ديفيد.. وهذا ما سخر منه مؤخراً احمد المهدي الذي ينازع على امامة الانصار.


    ـ اتفاق كامب ديفيد كان احد الاسباب ولكن السبب الحقيقي كان تأكدنا من ان النظام لم يكن صادقاً ولم يكن مستعداً للتحول نحو النظام الديمقراطي وتحقيق اهداف الشعب السوداني.


    ـ تعود الى ايام مايو الأولى والمواجهة التي تمت بينكم وبين النظام في ود نوباوي والجزيرة ابا.


    ـ هنالك من يقول: حتى هذه المواجهة لم يكن يرغب فيها الانصار انما جروا اليها جراً بواسطة قوى اليمين ـ حسب تعبيرك ـ التي كانت تصفي حساباتها مع اليسار باستخدامكم مطية.. هل هذا صحيح؟


    ـ اعتقد ان هذا تبسيط للموضوع، اذ لا يمكن لكيان بحجم وتاريخ الانصار ان يدفع دفعاً ليكون مطية لأحد.. والحقيقة .......


    ـ نسب للصادق المهدي حديث يفيد بأن الاخوان المسلمين آنذاك ـ من امثال مهدي ابراهيم ومحمد صالح عمر كانوا هم من حرضوا الامام الهادي المهدي على الدخول في مواجهة مع النظام.


    ـ نعم كانوا وراءه ولكنهم وجدوا في الانصار اساساً وقاعدة معارضة للنظام.. فالانصار كانوا اصلاً معارضين للنظام واعلنوا انه لا تصالح مع النظام ما دامت واجهته شيوعية حمراء ومادام هذا النظام نظاماً عسكرياً.. وطالبوا برجوع الجيش لثكناته والغاء الواجهة الشيوعية والتفاوض مع اهل السودان لاستعادة الديمقراطية.


    وحصل تحالف بالفعل ما بين الانصار الذين كانوا في الجزيرة ابا بقيادة الامام الهادي وبعض من قيادات الحركة الاسلامية بينهم مهدي ابراهيم والشهيد محمد صالح عمر والشيخ محمد محمدصادق الكاروري الذين كانوا موجودين في الجزيرة ابا متحالفين مع الانصار.


    ـ كانوا متحالفين وليسوا مستغلين للامام الهادي كما ذكر.. اليس كذلك؟


    ـ نعم كانوا متحالفين.. كانوا بضع افراد .. فكيف يستطيعون ان يستغلوا كياناً بحجم كيان الانصار؟


    ـ هل كان كيان الانصار متوحداً في المواجهة؟


    ـ نعم بالطبع.. كان متوحداً .. السيد الصادق كان موجوداً وطلب قادة النظام من الامام الهادي ان يرسل لهم السيد الصادق ليتفاوض معهم.. وعندما جاء للتفاوض اعتقلوه.


    ـ هل ذهب الصادق المهدي للتفاوض مع النظام مبعوثاً من الامام الهادي ام تسلل من وراء ظهر هذا الاخير دون علمه مثلما اشيع؟


    ـ نعم ذهب مبعوثاً من الامام الهادي بعد ان طلب قادة النظام ذلك.. وعندما ذهب اليهم للتفاوض غدروا به واعتقلوه، وثبت لنا مؤخراً ان قادة النظام كانوا قد وضعوا خطة مسبقة لغزو الجزيرة ابا ما يعني ان ما وقع هناك لم يكن مواجهة متكافئة انماكان عدواناً مبيتاً على جماعة سياسية عارضت سياسات النظام معارضة سياسية فواجههم النظام بالقوة والعنف.


    ـ ماذا كنت تتوقع من نظام ارتضى به الشعب وخرج في مظاهرات تأييد وقرر رئيسه ان يزور منطقة ما فإذا بحشود من الناس يمنعونه من دخول هذه المنطقة وكأنهم في ارض ليس تابعة لنطاق حكمه؟!


    ـ هذا الرئيس كان يمكنه، ان كان يريد ان يتقي الفتنة، ان يزور المنطقة بوسيلة غير تلك الوسيلة لأنه يعرف ان هنالك موقفاً ضده وهنالك توتر بينه وبين الانصار وحزب الامة، فعندما قرر هذه الزيارة فكأنه يريد لهذه الفتنة ان تقع، خصوصاً وان كياناً مثل كيان الانصار، قوته ضاربة ولديه حساسية ضد النظام الشمولي، من الطبيعي جداً ان يعبر عن رفضه لهذه الزيارة ويعتبرها مستفزة.


    ـ هذا الكيان بهذه الصفات التي ذكرتها يقال الان انه اصبح مروضاً ومدجناً.. ويتساءل من يقولون ذلك عن موقف الانصار اللين تجاه الفترة الشمولية الثانية المستمرة حتى الآن.. اذ لم نسمع بمواجهة مثل تلك. ما الذي حدث؟ اليست الشمولية هي الشمولية؟


    ـ عدم المواجهة مع النظام الحالي يعود لعدة اسباب اولها:


    ان الكيان قيم ودرس كل تاريخه ووجد ان من مصلحة السودان ومن مصلحة الاسلام ومن مصلحة الكيان الا يلجأ للعنف حتى وان اجبر عليه الا في حدود، لذلك قرر هذا الكيان ان يوجه طاقاته الى العمل المدني اي الجهاد المدني. السبب الثاني ان هذا الكيان لم يقع عليه عدوان يستوجب ان نواجه العنف بمثله وبنفس الاسلوب الذي لجأ اليه نظام مايو الذي اعتدى علينا وقتل منا من قتل حتى امامنا وبالتالي كان هنالك مبرر قانوني واخلاقي وشرعي لمواجهته.


    ـ قبل ان نغلق هذا الملف اريد ان اسمع منك ما ينفي او يؤكد ما ذكر حينه عن تورط مصري في ضرب الجزيرة ابا بالطائرات.


    ـ لا علم لي بذلك لأنني حينذاك كنت حدثاً يافعاً.


    ـ هل يكفي هذا مبرراً لعدم علمك بما حدث، ام انك تتهرب من الاجابة؟ ذكرت بالتفصيل ما حدث من مواجهات فكيف علمت بذلك ان لم تكن متابعاً او بحثت فيما بعد؟ الم تستوضح حتى ماحدث في هذا الجانب وانت الكادر القيادي في كيان الانصار وحزب الامة؟


    ـ لم استوضح.. لم استوضح هذه المعلومة.. وفي تقديري ليس من المصلحة ان استطلع عنها لاننا الان نسعى... (مقاطعة).


    ـ ليس من المصلحة ان تستطلع عن المعلومة او ان تبوح بما عملت؟


    ـ قطعاً ليست لدي معلومات بهذا الشأن.. هذه حقيقة وليست مراوغة وان طلب مني ان استوضح، ارى الان اننا نحن في مرحلة تستوجب توطيد العلاقة مع اشقائنا في مصر وليس من الحكمة ان نستدعي وقائع تاريخية تعكر العلاقة التي نريد ان نبنيها في المستقبل.


    ـ قلت انكم في نهاية المطاف اقنعتم بأن المواجهة مع النظم الشمولية ليست من المصلحة في شيء وتحولتم الى الجهاد المدني.. ولكنكم انخرطتم في فترة ما في العمل العسكري ضد النظام الحالي.. كيف تعلل ذلك؟


    ـ الجهاد العسكري لم يجيء اقتناعاً بأن العنف يحل الاشكال ولكن وقتها كان رئيس النظام القائم تحدى القوى السياسية علناً بأنه جاء بالقوة ولن يستمع الى من يتحدث من المنابر وقال ان من اراد ان يثبت وجوده عليه ان يحمل السلاح.


    في تلك المرحلة حملنا السلاح، لا اقتناعاً بأنه الوسيلة الاجدى لحل المشاكل، انما لنثبت للطرف الاخر ان القوة يمكن ان يمتلكها ويلجأ اليها من يعتقدهم ضعفاء وحملنا السلاح لنبطل مفعول السلاح الاخر، وفي تقديري... .


    ـ وهل نجحتم في ذلك؟


    ـ نعم.


    ـ يقال انكم لم تشاركوا حتى في معركة واحدة.


    ـ فليقل ذلك من يقول.. ولكنها على اية حال مرحلة قد طويت الان.


    ـ ويقال انه حتى الدعوة التي اطلقها الصادق المهدي للهجرة من اجل الجهاد لم تجد من يستجيب لها.. هل هذا صحيح؟


    ـ اعتقد كل الناس يعلمون انه في تلك المرحلة ـ التي نأمل الا تعودمرة اخرى ـ كان لحزب الامة قوات «جيش الامة للتحرير» وكان هذا الجيش موجوداً وفاعلاً ونفذ عمليات مرصودة ومعلومة وخرجت بيانات عنها في وقتها، وعلى اي حال تلك المرحلة وتلك التجربة اثبتت للاخوة في النظام ان القوة لا يمكن ان تردع الرأي السياسي. وكان تلك العمليات السبب الاساسي الذي جعل النظام وقتها ان يقبل بالرأي الاخر ويقبل بالتعددية ويسعى للتحاور مع القوى السياسية وتوج هذا السعي بما تم في اتفاق (نداء الوطن) بين حزب الأمة والنظام في جيبوتي.


    ـ هل تعتقد ان تجربة خوض العمل العسكري من الخارج كانت ناجحة؟


    ـ هذا التقييم ربما يستفيد منه العسكريون اكثر ولكنني كناشط مدني اعتقد قناعة كاملة انه مهما كان.


    ان افضل وسيلة لمواجهة النظم الشمولية هو الحوار المدني والنشاط السياسي وفضح اساليب هذه النظم وتوعية الجماهير وتعبئتها ضدها، وليس العمل العسكري.


    ـ هل تقول هذا بصفتك الانصارية ام الحزبية؟


    ـ اتكلم هنا باسم الانصار.


    ـ وهل هذا كان دائماً رأي الانصار؟


    ـ نعم.


    ـ هل يعني ذلك ان الانصار كان لهم رأي مخالف لرأي حزب الامة عندما اتخذ قرار الجهاد العسكري؟


    ـ ليس مخالفاً بالمعنى الحرفي.. نحن كانصار ايضاً لدينا الاستعداد، متى ما تفرض علينا الضرورة، ان نحمل السلاح لنحمي نفسنا. ولكن حمل السلاح مسألة استثنائية وليست استراتيجية. فمن الناحية الاستراتيجية نرى ان مواجهة النظم الشمولية بالوسائل السلمية السياسية والسلمية كافضل وسيلة.


    ـ لكننا نعرف ان دعوة المهدي الكبير نفسه وفكرة كان يقوم على الجهاد العسكري ولم يكن ينحو نحو الجهاد المدني الذي تتحدث عنه.. هل هذا تحول مفصلي في دعوة المهدية؟


    ـ هنالك فرق .. الامام محمد احمد المهدي كان يواجه نظاماً اجنبياً محتلاً ونظاماً استعمارياً ويواجه حضارة اخرى تريد ان تفرض علينا اسلوبها في الحياة.. والمهدي كان مجدداً ولم يكن يرغب اصلاً في مواجهة الاستعمار بالسلاح ولكنه ايضاً اعتدى عليه وانصاره في الجزيرة ابا.. خاطبهم ولم يستجيبوا وخرج من الجزيرة ابا حتى لا يتكرر العنف فلاحقوه في قدير وفي الابيض. وهنا لجأ الى مبدأ شرعي «اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير» (الآية).


    ولكن مفهومنا نحن كأنصار في الجهاد، مفهوم اوسع من القتال.. وكل طاقة نبذلها من اجل احقاق الحق واعلاء كلمة الله وترسيخ القيم السامية تدخل في نطاق الجهاد.. ولكن نحمل السلاح في حالتين:


    اذا حرمنا من حرية الدعوة اواذا وقع علينا عدوان.


    ـ لكن ما قلته يتناقض مع ثورة المهدي الذي كان يطمح حتى لغزو دول اخرى في سبيل نشر دعوته وهذا ما حاول ان يستكمله خليفة عبدالله التعايشي الذي ارسل جيوشاً الى الحبشة والى مصر حتى انه توعد ملكة بريطانيا بالهلاك، اذا لم تسلم ومعروف انه عرض عليها الزواج.. ارسال الجيوش الى الخارج لم يكن رداً لاعتداء انما كان غزواً اليس كذلك؟


    ـ المهدي الكبير كان يقود حركة تحررية تعلم ان العالم الاسلامي كله كان يقع تحت نير الاستعمار وبالتالي كانت المقاومة مشروعة.. وهكذا فإن تصرف المهدي وخليفته في تلك الفترة كانت تتسق مع الظروف المحيطة. ولكن على الاطار العام نحن في السودان الان لا نواجه نظاماً استعمارياً ولا نواجه نظاماً يريد ان يفرض علينا عقيدة دينية مختلفة، انما اناس من بني جلدتنا استولوا على السلطة بليل وحاولوا ان يفرضوا ايديولوجية اسلاموية ونظاماً سياسياً معيناً.. وفي تقديري مثل هذا النظام ينبغي مواجهته بالوسائل المدنية والسلمية وهي الاجدى للتغيير.


    ـ هل افهم من كلامك ان مقاومة الاحتلال الاميركي للعراق الان مبرر دينياً من وجهة نظر طائفة لانصار؟


    ـ قطعاً.. اي دولة محتلة من حق شعبهامقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل.


    ـ حتى ولو جاء هذا الاحتلال ليخلص هذا الشعب من نير «ابناءجلدته الذين استولوا على السلطة بليل»، كما قلت عن النظم الحالي، واذاق الشعب الامرين؟


    ـ نحن لم نأسف ابداً على سقوط النظام الصدامي السابق، بل بالعكس نعتبر ان سقوطه كان محمدة كبيرة جداً، ولكن من الخطأان يستمر الاحتلال ويبقى في الدولة العراقية ويفرض عليها نظاماً دون ارادة شعبية. وقد قلنا كثيراً ان الادارة الاميركية نجحت عسكرياً واسقطت صدام لكنها سوف تفشل اذا حاولت ان تفرض نظاماً سياسياً دون ارادة الشعب العراقي.


    وهنا نعبر عن املنا في ان تكتمل الخطوات الجادة الجارية لتسليم السلطة للشعب العراقي ليختار حكومته بارادته الحرة.


    ـ سأعيد السؤال بطريقة اخرى: لو افترضنا ان اميركا دخلت العراق بغزو عسكري واصطادت صدام وخرجت على الفور.. هل كنتم تؤيدون ذلك ام انكم ممن تقولون ان اسقاط النظم الديكتاتورية هي مسئولية حصرية على الشعوب لا ينبغي ان تساعدها قوى خارجية؟


    ـ وفي تقديري لسنا نحن الذين نقرر للشعب العراقي من يأتي لكي يحرره من النظام الظالم.. اهل العراق هم الذين يقررون ذلك وبالتالي اي محاولة لفرض حل لمشكلة اهل بلد ما بدون ارادتهم فإن ذلك يعتبر احتلالاً.. فنحن لا نملك حق اننا نؤيد اولاً.. ولكن مهما كانت الوسيلة التي اتخذت في تقديري سقوط نظام صدام كان خيراً للأمة العربية والاسلامية وللشعب العراقي.


    ـ رغم ان النظام الحالي في السودان اقل بكثير فظاعة من النظام العراقي السابق، استعنتم انتم بالخارج وانطلقت قواتكم من الخارج في محاولة لاسقاطه.. هل كنتم ترضون بأن تتدخل اميركا عسكرياً لتزيح لكم البشير؟


    ـ ظروفنا في السودان تختلف بالطبع عن ظروف اخواننا في العراق وكان كلامنا واضحاً: نحن نرحب بالتدخل الدولي لدعم ارادة الشعب السوداني لا لكي يحل مشكلة السودانيين.. اي اننا كنا نرحب بدعم اميركا وغيرها سياسياً لتأييد قضيتنا السياسية التي ندعو فيها للتحول الديمقراطي واحترام حقوق الانسان واقامة دولة المواطنة ولكن ان تأتي اميركا لكي تنقذنا من نظام سياسي بتدخل عسكري، فهذا لم نكن ننادي به ولن ننادي به في اي وقت من الاوقات.


    ـ وما رأيتم من دخول اميركا عسكرياً في افغانستان الذي يرى الكثيرون انها خلصت، ليس افغانستان فحسب بل العالم كله من نظام «انكفائي متخلف» كما يصفه الصادق المهدي، كان يأوي الارهاب ويصدره؟


    ـ ظروف افغانستان ظروف خاصة.. اميركا ضربت في عقر دارها واتهم تنظيم القاعدة بأنه هو الذي قام بهذا الاعتداء على اميركا، وطبعاً من حق المعتدي عليه ان يرد على العدوان بمثله.


    هذه قاعدة اخلاقية ودينية وقانونية. ونظام كان متحالفاً مع تنظيم القاعدة ويشكل حماية له وبالتالي كان لاميركا مبرر كاف لدخول افغانستان.. ولكن ان يستمر الوجود الاميركي وان يفرض نظاماً على اي شعب دون ارادته فهذا ما لا نقره.


    ـ اراك تقرر وتبرر دخول اميركا في افغانستان وفي العراق ولكنك تطالب بخروجها سريعاً لكن منطقياً وسياسياً يكاد يكون معروفاً ما ستؤول اليه الامور في الدولتين اذا خرجت القوات الاميركية.. اقصد ان تعم الفوضى وان تعود الامور اسوأ مما كانت عليه أليس كذلك؟


    ـ نعم اوافقك الرأي على ان هذه مسألة معقدة لااستطيع ان اجيب عنها انا ولا كل المنطقة العربية.. الاخوة في العراق اغلبيتهم يعتقدون ان نظام صدام كان نظاماً ظالماً وعجزوا عن مقاومته وبالتالي رحب كثير منهم بأي تعاون دولي لاسقاط هذا النظام ولكن ثبت الان ان اسقاط النظام شيء مطلوب .. اما ان يأتي نظام اخر ايضاً دون ارادة اهل العراق نكون قد استبدلنا شراً بشر..


    والمسألة فيها تعقيدات اذ لا يمكن ان تأتي اميركا لتحرر شعباً من نظام ظالم وتسلمه السلطة.. مهما كان لاميركا اجندتها الخاصة. وهذه ازمتنا في المنطقة ان تتراكم عوامل داخلية حتى تهيئ المجتمع لقبول الحلول من اي طرف، وهذا ما يسميه المفكر الجزائري مالك بن نبي «القابلية للاستعمار». فإن اي نظام عندما يمارس اضطهاداً لشعبه وانتهاكاً لحقوقه ومواجهة مع جيرانه وتدخلاً في شئون الاخرين وتناقضاً مع المجتمع الدولي، انما يهيئ شعبه لقبول الحلول الخارجية.


    ـ لننتقل الى موضوع اخر.. يتهم الصادق المهدي امام الانصار ورئيس حزب الامة بتقريب آل بيته وضمهم الى قيادة الحزب ويدور الحديث هنا عن زوجته سارة وابنه عبدالرحمن الصديق وابنته وكلهم اعضاء في القيادة العليا.. ما رأيكم؟ وهل هو في حاجة الى اثارة سهام النقد في هذا الخصوص، لماذا لا يدرأ الشبهات وينأى عن ذلك باغلاق الباب الذي يأتي منه الريح؟


    ـ في تقديري هؤلاء الاخوة والاخوات السيدة سارة وعبدالرحمن واخوته جاءوا الى مناصبهم في الحزب ليسوا لانهم من اسرة السيد الصادق كل فرد منهم اتى منتخباً من كلية انتخابية معينة.. فعلى سبيل المثال اعرف شخصياً ان الاخ الصديق انتخبه قطاع الشباب في الخرطوم بحري وهو يقيم معهم هناك.. وهذا رأيهم سواء اقتنعوا به كشخص ناشط او تقديراً لوالده هذا امر يخص من انتخبوه.


    وكذلك عبدالرحمن اتى من كلية «جيش التحرير».


    واختهم رباح فكل الناس يعرفونها مثقفة وناشطة وايضاً جاءت من كلية انتخابية. اما السيدة سارة فجهادها السياسي معروف لدى الجميع منذ مدة طويلة وهذا ما اهلها ايضاً لاختيارها في موقعها.


    ـ هل تستطيع ان تؤكد ان شغل هؤلاء لمواقعهم القيادية في الحزب لاتثير اي حساسية لدى كل جماهير حزب الامة؟


    ـ لا استطيع .. فالناس يختلفون .. وتعلم يا اخي ان حزب الامة تحالف بين جماعات كثيرة جداً من قبائل وجهات وجماعات.. على سبيل المثال كثير من الناس يتصورون ان الامين العام لهيئة شئون الانصار ينبغي ان يكون عضواً في المكتب السياسي لحزب الأمة.. فالحزب جسر للتواصل ما بين الماضي والحاضر وما بين الاصالة والمعاصرة، ما بين غرب السودان ووسطه، وبالتالي كل هذه الكليات تريد ان تجد نفسها في هذا الحزب..


    ويكفي حزب الامة نجاحاً انه استطاع ان يوفق بين هذه التحالفات والكليات.. ونحن في هيئة شئون الانصار قصدنا الا يكون هنالك تأثير ديني على الحزب السياسي لأنه تحالف بيننا نحن الانصار وبين المواطنين السودانيين الاخرين. واجمالاً لا استطيع ان انفي او اذكر ما اذا كان البعض من بين هذه القوى الواسعة يعتمل في صدورها شيء من الحساسية التي اشرت اليها.


    ـ هنالك من اخذ على الصادق المهدي اعتلاءه منصب الامامة وهو على رأس حزب الامة باعتبار ذلك خلطاً بين المنصب الديني والسياسي.


    ـ وقد يجادل المهدي بأنه اختير اماماً بانتخاب حر مباشر ولكن هنالك من يحتاج بأن انتخاب الامام اصلاً عملية مبتدعة لم يحدث ان تم قبل ذلك.. كما قال احمد المهدي مؤخراً.. ما رأيك انت شخصياً.. واذا كان الامر بيدك هل كنت تفضله اماماً للانصار ام رئيساً للحزب؟


    ـ اسمح لي ان استرسل قليلاً في هذا الموضوع.. انا شخصياً انتمي الى جيل، اعتقد انه لولا وجود السيد الصادق في قيادة الانصار لما اتيح لهذا الجيل ان يجد طريقاً الى الثبات في الانصارية.. نحن جيل لم نعاصر اي امام من الائمة الذين سلفوا، لم نعش تلك الفترة التي يتحدث عنها الآباء والاجداد بفخر واعتزاز.. وانما جئنا في ظروف مختلفة ..


    ظروف فيها صراع بين افكار وايديولوجيات متباينة وجماعات تقدم برامج وطروحات لحل المشاكل التي تهم انسان الحاضر، السيد الصادق استطاع ان ينتج لنا ادباً فكرياً يعطينا القدرة على مواجهة هذه التحديات المعاصرة ويمنحنا القدرة على الثبات على مبادئنا والاعتداد بها، السيد الصادق بذل مجهوداً فكرياً كبيراً استطاع عبره ان يستقطب كل جيل الشباب للثبات على مبادئ الانصارية.


    ايضاً من ثمراته انه استطاع ان يحول كيان الانصار من كيان تقليدي يعتمد على الامام ومندوبين ووكلاء يعينهم الامام الى مؤسسة تضم كل الطاقات الانصارية ويعيد اليها الناس وفق الاختيار.


    انا كنت مشرفاً على المؤتمر وكنت رئيساً للجنة العليا لهيئة شئون الانصار واشرفت على هذا المؤتمر من الالف الى الياء واعرف تفاصيل كلها.


    السيد الصادق فرضنا عليه عقد هذا المؤتمر، مجلس الحل والعقد اتخذ هذا القرار وكلفنا نحن اعضاء المكتب التنفيذي ان ننفذه بقيام المؤتمر في اقرب وقت ممكن، واستغرق الامر منذ اتخاذ قرار عقد المؤتمر وعقده بالفعل 107 ايام، كونا خلالها اللجان التي اشرفت على قيام المؤتمرات القاعدية وصعدت ممثليها وانعقد المؤتمر بممارسة شورية ديمقراطية.


    هذه الكليات التي صعدت ممثليها اعتمدت المحليات وعلى القطاعات الحديثة مثل الشباب والمرأة وكل الفئات مثلت في هذا المؤتمر.


    وكان التمويل كله مساهمات صافية من الانصار حتى ان السيد الصادق سلمنا مساهمة صبيحة المؤتمر. وكنا قد عقدنا ورشة عمل للنقاش كل القضايا والمحاور التي ينبغي ان تطرح في المؤتمر وتوصلنا فيها الى توصيات وكان من رأيي ورأي اخرين بينهم السيد الصادق ان موضوع الامامة ينبغي ان يؤجل. وكان المقترح الرئيسي ان يختص المؤتمر باختيار المؤسسات واجازة البرنامج وخطة العمل وتأجيل موضوع الامامة الى وقت لاحق.


    وعندما طرح موضوع الامامة لنقاش في المؤتمر اصر المؤتمرون بالاجماع على حسم قضية الامامة ومبايعة السيد الصادق اماماً. فرض ذلك عليه فرضاً رغم انه كان متمنعاً، وقالوا له هذه الديمقراطية وهذه هي الشورى وعليك ان تقبل برأي الجماعة، فقبل الامامة مجبراً.


    ـ بوصفك الامين العام لهيئة شئون الانصار.. ايهما تفضل ان يكون المهدي اماماً للانصار ام رئيساً لحزب الامة ام ان يجمع بين المنصبين؟


    ـ من ناحية وجدانية انا كنت افضل ان يتفرغ للامامة لاننا نريد ان نبني هذا الكيان بناء شامخاً يحتاج لمن يتفرغ له.

    اجرى الحوار ـ محمد كارة:

    ______________________
    البيان الاماراتية.


    (عدل بواسطة Deng on 07-06-2004, 03:14 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الامة Deng07-06-04, 02:49 PM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام هاشم نوريت07-06-04, 02:55 PM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-07-04, 05:06 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد حسن العمدة08-12-04, 07:12 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام Raja07-07-04, 05:43 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام إسماعيل وراق07-07-04, 07:59 AM
      Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-08-04, 04:09 AM
        Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد حسن العمدة07-08-04, 07:09 AM
          Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-08-04, 02:00 PM
            Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-08-04, 02:03 PM
              Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-08-04, 02:08 PM
                Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-09-04, 06:39 AM
                Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد حسن العمدة07-30-04, 02:12 PM
      Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد اشرف07-09-04, 09:39 AM
        Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-09-04, 12:37 PM
          Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام Abdel Aati07-09-04, 02:18 PM
        Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام إسماعيل وراق07-10-04, 03:12 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام Hani Abuelgasim07-09-04, 03:16 PM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد حسن العمدة07-10-04, 02:25 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام الصادق خليفة07-11-04, 02:37 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام democracy07-10-04, 03:08 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام اميري باراكا07-10-04, 11:08 AM
      Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد حسن العمدة07-11-04, 01:39 AM
        Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام إسماعيل وراق07-11-04, 03:04 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام Hani Abuelgasim07-11-04, 03:24 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-11-04, 10:50 AM
      Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-11-04, 11:12 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام خضر حسين خليل07-12-04, 02:00 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-12-04, 06:56 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام خضر حسين خليل07-12-04, 11:05 AM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد عبدالرحمن07-12-04, 12:42 PM
      Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الام محمد حسن العمدة07-18-04, 02:30 AM
  Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الامة Raja12-12-04, 02:07 PM
    Re: عبدالمحمود أبَّو:طرد الشيوعيين كان خطأ نعتذر عنه باسم الانصار وحزب الامة محمد حسن العمدة12-12-04, 03:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de