ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 08:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2004, 05:32 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد

    مقال للدكتور منصور خالد نشرته الرائ العام اليوم
    للتعليق والأفادة

    ويل للمتربصين
    الإمام الحبيب والدكتور الأديب وصاحب المنبر المريب

    بقلم: د. منصور خالد

    ترددت عندما طلب مني الأستاذ إدريس حسن مخاطبة قارئ «الرأي العام» حول اتفاق السلام عبر حوار صحفي، ودعوته أن يتمهل ريثما أتوفر على كتابة مقالات تلقي الضوء على ذلك الاتفاق التاريخي. والاتفاق كما ظللت أقول في أكثر من منبر هو أول محاولة جادة لإعادة تشكيل السودان سياسياً وإدارياً واجتماعياًَ واقتصادياً بصورة تنهي الحروب الأهلية المشتعلة، وتُزيل الاحتقانات التي تُهدد بالانفجار، وتُنهي التشوهات الهيكلية للاقتصاد. ولا مهرب من القول إن الاتفاق في مجمله حدث زلزالي سيهز عند تطبيقه الألواح التكتونية (( tectonic plates للجسم السياسي السوداني. تمنيت أن لا نُخضِع حدثاً كهذا لحديث مختزل يُحَمِل فيه المتحدث حملاً على تكثيف الأفكار وتشفير الكلمات بحكم المساحة المتوفرة للحوار الصحفي في صحيفة سيارة. تمنيت ذلك أولاً لإدراكي أن في السودان خاصة ـ وفي الوطن العربي بوجه عام ـ نوعاً من القراء، لا أكثر الله منهم، لا يفهمون غايات الكاتب مما تدل عليه معاني كلماته، بل يقرأون ما خلف السطور دون أدنى وعي أو حرص على الوعي بما احتوته وعنته السطور. ثانياًَ لأنني درجت في تناولي للقضايا العامة على الالتزام بتقاليد في البحث العلمي احتراماً لعقل القارئ ولنفسي من قبل. القضية التي بين يدينا وراءها فكر سياسي، والفكر السياسي ـ شأن أي فكر ـ صناعة مفهومية لها فروض (postulates). إنطلاقاً من تلك الفروض يقوم الباحث بتشخيص الواقع وتحليل معطياته بهدف استنبات أو استنباط حكم تدعمه تجربة امبريقية. هذا المنهج يعرفه العرب والعجم ويلتزم به الباحث المسلم والنصراني والمجوسي، ويسميه فقهاء الإسلام تطابق البرهان مع العيان. الباحث الذي لا تحكم مقالاته معايير ضابطة أو يَسند مزاعمه استدلال منطقي استنتاجي، فيرمى القول على عواهنه، أو يورد الحقائق دون توثيق، أو يخلط بين المتون والحواشي، أو لا يحيل القارئ على مصادره يصبح إمعة بين الباحثين. أما ذلك الذي لا يقرأ الوقائع إلا انتقاءً، ولا يستدل بها إلا بعد اختزال هو في أحسن الأحوال اكروبات، وفي جميعها جلاد للحقيقة (hangman of truth).

    ما انتويت أن أتوفر عليه ـ بإذن الله ـ في مقالات عشر ليس هو استعراض نصوص الاتفاق، فجميعها مبسوط على صفحات الصحف والانترنت. وبالقطع ليس هو تحليل كاريكاتيري لتلك النصوص مختزلة مقتلعة من إطارها كما فعل البعض، وهم يخلطون عملاً سيئاً بما هو أسوأ. غايتي هي إلقاء اضاءات كاشفة على الظروف التي قادت للاتفاق حتى أصبح ثنائياً، والثنائية هي ما ينعاه الناس على الاتفاق وهم على حق، إلا أنها نتاج ظروف موضوعية وليست وليدة تآمر. وعلى ضروب الإصلاح الإداري العميق الذي سيترتب عليه والذي قد يصيب جمهورية المدن الثلاث في مقتل. والتعبير ـ لمعرفة من لا يعرف ـ جاء به الراحل الأستاذ الفاتح النور وكأنه كان يقول إن دولة الخرطوم لم تكن تتسع حتى لأهالي الأبيض وأب زبد ناهيك عن سكان شنقلي طوباية. وعلى التحولات الاقتصادية الجذرية التي ستنجم عن الاتفاق، فبروتوكول اقتسام الثروة ليس هو حساب لوغاريثمي لاسلاب توزع وإنما هو ـ في جوهره ـ بداية تحول أساس في النموذج المثال paradigm shift)) لمناهج التنمية. وعلى إعادة هيكلة السلطة بما هو أبعد بكثير عما يحسب البعض أنه محاصصة بين طرفين. نلقي الضوء لمصلحة الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فالآيات تبين لمن يعقل "قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون" (آل عمران 118،3)، كما تبين حتى للموقن "قد بينا الآيات لقوم يوقنون" (البقرة 118،2). هذا هو الإطار الذي سنتناول فيه دور القوى السياسية الأخرى في هذا التحول لأن تحولاً جذرياً بهذا الحجم لا يمكن أن يستأثر به طرفان مهما كانت قوتهما الراهنة. فلا الحركة ـ كما سنبين ـ قد استهانت بحلفائها وحسبتهم في عداد الموتى ناهيك عن الظن أنهم فوضوا لها الأمر ولسان حالهم يقول : "كل البتريدو لي لا شك جميل يا جميل"، ولا الطرفان قررا البت في أمر تَيْم وتَيْم لم تغب عن المشهد.

    ويُقضي الأمرُ حيث تغيب تَيْم

    ولا يُستأذنون وهم شهود

    ذلك أيضاً هو الموقع الذي نتناول فيه قضية التحول الديموقراطي ومفهوم شمولية الحل وقضية المشاركة في الحكم. هذه القضايا ليست تهويمات نظرية، ولا لعب ذهنية، كما ليست هي تحالفات انتهازية في لعبة توازن للقوى. فالذي نسعى إليه هو حل نهائي لأزمة وجودية لا تعالج إلا في إطار عقد اجتماعي شامل يتضمن اتفاقيات السلام ويضيف إليها. وفي خطابه عند توقيع إعلان نيروبي (5/6/2004) دعا قائد الحركة لذلك العقد قائلاً: "اقترحنا وضع عقد اجتماعي جديد ينعقد عليه وفاق شامل، ويكون ملتزماً باتفاقيات السلام، كما يوضح بجلاء محددات الحكم الصالح، وأهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية خلال الفترة الانتقالية. يتضمن العقد أيضاً التزاماً أخلاقياً ببعض القيم التي لا يستقيم الحكم دون الالتزام بها ويكون هذا في مدونة سلوك تضبط عمل اللاعبين السياسيين".

    تناول المحللون والباحثون وأهل السياسة الاتفاق بنقد موضوعي هادئ أبانوا خروقه، وكشفوا عن بعض ثغراته وتناقضاته، وفي الاتفاق ـ شأن أي اتفاق يسعى للتوفيق بين النقائض ـ خروق تستلزم الرتق، وثغرات ينبغي أن تسد. من ذلك مقالا محمد الحسن أحمد في الشرق الأوسط (10/6/2004 و 24/6/2004) واللذان اتسما بموضوعية وحس وطني عرف بهما الكاتب، مقالا د. حيدر إبراهيم ود الشفيع خضر في مجلة المصور القاهرية وكتب كلاهما بمهنية عالية وبحس سياسي رفيع. هناك أيضاً التحليل الضافي للاتفاق من جانب حزب الأمة، ومقال د. حسن مكي حول مخاض السلام (الرأي العام 6/6/2004)، ومقالات الأستاذ محمد أبي القاسم حاج حمد (الصحافة 20/6/2004)، وأخيراً المقال المتروي للأستاذ كمال الجزولي (30/6/2004). هذه المقالات جميعاً تُعين الباحث كثيراً على إدراك ما التبس فهمه على الناس، كما ستعين طرفي التفاوض على استدراك ما ينبغي استدراكه. ويقيني أن الأخ إدريس حسن لم يحضنا على الكتابة إلا رغبة منه في إثارة بحر السكون، كما نحسب أن أغلب القراء معنيون بمثل هذه الإضاءة أكثر من اهتمامهم بمنصور. الاهتمام بمنصور تركوه، فيما نظن، لخريجي مدرسة التفسير البوليسي للتاريخ وهي مدرسة أنجبت جحافل من سفهاء الأحلام، ومنهم من يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم.

    رغم ذلك لم يَعِّنُ لي أن هناك متربصة لا يملكون الصبر على انتظار ما سنكتب حتى يكون ردهم على بينة، ولعلهم يصيبون ضالتهم في مقتل. بدلاً عن ذلك اندفعوا في تهجم لا يصدر إلا ممن في جوفه حقد يكفي لقتل المئيين من الرجال، عافاهم الله. لم يَعِّنُ بفكري أيضاً أن بين هؤلاء ملأ ما فيه من يملأ العين بكماله، ائتمر بنا لا يبغى غير قتلنا المعنوي. هذا ما أنبأنا ـ ونحن في لندن ـ رجال تسارعوا إلينا من أقصى المدينة. عَلَّ هؤلاء الصحاب أرادوا مني التقاط القفاز، فما أنا بخارج منها كما يعلمون. وكما يعلمون أنا أجبن من أن أخاف.

    وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى

    ولا الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا

    في قديم الزمان كنت أوثر الصفح عن المتربصين. لا أجادلهم فجدالهم شغب أزهد فيه حماية لحبالي الصوتية. ولا أتناول ما يقولون كتابة حتى لا أسخر قلمي لنحت الصخر. وحمداً لله على لطفه بنزع الغل من صدري أمس واليوم. ذلك لطف كبير لأن الغل والحقد والغضب أحاسيس غبية تنهك(consume) من تنتابه، ولا تضر الضالين المغضوب عليهم. ولكن في اخريات العمر لم أعد اوثر الصمت على الأذى. لا أدري، ربما بسبب إفراطي في قراءة أبي الطيب: "واحتمال الأذى ورؤية جانية غذاء تضوي له الأجسام". قال لي فاروق محمد ابراهيم عند ما أطلع على بعض ما كتبت أخيراً: "لقد انتظرت حتى عقد الستينات لترد على من تجاهلتهم طوال عمرك متنازلاً عن شعارك القديم". فاروق صديق قديم منذ عهد الدراسة الأولى، وطوال ذلك الزمان ما فتر بيننا جدل ولا فترت الصداقة. كان يشير إلى شعار اتخذته للصحيفة الحائطية التي كنت أصدرها في الجامعة هو "الناس يقولون، دعهم يقولون ماذا يقولون (People say, what they say, let them say). ولعل العقل الباطن قد أخذ ينتابه خوف غريب، كخوف صلاح جاهين عندما بدأ الكلام يحتقن في صدره، والأفكار تتزاحم في عقله والزمن القصير محدود.

    أنا شاب لكن عمري ألف عام

    وحيد ولكن بين ضلوعي زحام

    خايف ولكن خوفي منى أنــا

    أخرس ويكون قلبي مليان كلام

    وعلى أي، ففي مقدمة الكتاب الذي أشار اليه فاروق قلت "لن أصبر بعد اليوم على الذين يكذبون على الأحياء ويتكذبون على الموتى". ولم أخيب ظن هؤلاء أبداً. ومنذ أن كتبت ذلك أخذ هؤلاء يتناسلون بل يتكاثرون كوحيد الخلية (الاميبا). ولن أخيب اليوم ظن وحيدي الخلايا.

    من هو هذا الملأ الذي أصبح المتحدث (منصور خالد) وليس موضوع الحديث (اتفاقيات السلام) هو مدار بحثهم ومناط تحليلهم، أو بالحرى موضوع مُسابتهم. ليسوا قوماً عاديين فمنهم الزعيم المفكر، ومنهم الأديب النحرير، ومنهم صاحب المنبر الذي تملكته فكرة طرية استهام بها أيما هيام وأخذ يوزعها على كل الصحف كما كانت توزع أقوال كيم ايل سونغ الزعيم المحبوب لأربعين مليون كوري. وليت حديث هؤلاء عنا جاء بين معقوفتين تبعه تحليل لأفكارنا. لو فعلوا لهان الأمر، ولما أولينا السباب اهتماماً أو ـ على الأقل ـ نفس القدر الذي نوليه له الآن. كأنهم جميعاً رموا عن قوس واحدة لتحقيق هدف واحد هو الإئتمار بموسى ليقتلوه، وما فعل موسى غير الاستجابة لرغبة صحفي هميم أراد إثارة بحر السكون بتعصيف فكري يتمحور حوله النقاش.

    وحتى لا أذهب للتخليط أقول إنه رغم التقاطعات في تعديات المتهجمين فثمة فروق بينها: صاحب المنبر، مثلاً، انطلق من فهم خاص به للهوية السودانية، وهذا حقه فله فهمه ولنا فهمنا. وكما أسلف في تعليق سابق حول ذلك الفهم قلنا إن الدعوة لفصل الجنوب ليست بالأمر البدع إذ نادى بها كثيرون في الشمال من قبل مثل يوسف التني، حسن محجوب، حسن وحسين الكد، وكانوا أمناء مع أنفسهم. الهوية السودانية عند هؤلاء هي الهوية العربية الإسلامية، في اعتقادهم، وهي هوية عذراء لا تشوبها مخلفات النوبية المسيحية التي درست وانمحت ولم يبق لها مكان إلا في المتاحف، ولا يصح أن تلوثها الثقافات الأفريقية "المستحقرة" وهي مستحقرة لأنها، في تقديرهم، لا تملك ما تضيف للحضارة "الأعلى". ولو قبل أهل الحل والعقد ذلك الرأي يومذاك لما قامت حروب. أهل الحل والعقد أقسموا على أن يبقى السودان موحداً ولو بحد السلاح، فكانت الحروب. ثم جاء من بعدُ على الناس زمان اختلط فيه الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه بالجهاد في سبيل الله، واختلط فيه الرأي المعارض في السياسة بالجحود لشرع الله، وبسبب من ذلك غدا الإرهاب فصيحاً والعنف عارياً. كل ذلك باسم الدين علماً بأن الله لم يسوغ حتى للأنبياء ظلم البشر وان كفروا. ولا سبيل لمن دفعوا بالسودان في هذا السبيل حتى تهتكت أنسجته العضوية في الشمال والجنوب معاً أن يرتدوا اليوم مسوح الوطنية ظانين أن في سلطان النسيان معين. نحن لا نخاطب أفكار حسن محجوب والتوأمين الكد رحمهم الله جميعاً، وانما نخاطب مهندس ساحات الفداء. لن نترك له منجي ولا مهرب، كلا لاوَزَر.

    حديث المهندس صاحب المنبر تقاطع مع حديث الكاتب النحرير حول مؤامرة تحاك ضد الهوية العربية الإسلامية. وحين ترك الأول الموضوع الأساس وهو اتفاقيات السلام أخذ يغوص في الاضابير بحثاً على خطب ومقالات قرنق، كان الثاني أكثر وضوحاً. قال: "التغيير الذي تتبناه الحركة هو تغيير في هوية السودان وفي تركبية وميزان القوى فيه بحيث يصبح الجنوب كتلة متماسكة قوية تتمتع بحشد دولي كبير وهيمنة عسكرية واقتصادية وسياسية في مواجهة كيانات ضعيفة في الشمال تشعل فيه نيران الفتنة القبلية والجهوية والعنصرية دول جوار معينة" (الرأي العام 21/6/2004). وفي الحالتين لم يبين الكاتبان عناصر هذه المؤامرة في الاتفاق وفي أية صفحة من صفحات البروتوكولات (مشاكوس 16 صفحة)، (الإجراءات الأمنية 7 صفحات)، (اقتسام السلطة67 صفحة)، (اقتسام الثروة 24 صفحة) برتوكول ابيي (9 صفحات)، البرتوكول حول المنطقتين (20 صفحة) أو لعلها في برتوكولات وقف العدائيات. هذا النوع من الحديث يذكرني بما كان يقوله حول البنود السرية الذين كادت تقتلهم الغيرة قتلاً من نجاح نظام مايو في تحقيق اتفاق أديس أبابا 1972، خاصة والاتفاق لم يتجاوز تطبيق قرارات لجنة الأثني عشر التي عجزت عن تنفيذها الأحزاب التي وقعتها.

    المتربصان الآخران منهما الزعيم المفكر الصادق المهدي والذي هو ـ بحق ـ مفكر ذو حضور اتفقت معه أم اختلفت. هو أيضاً زعيم ذو زهاء أي سند، كما هو رقم في السياسة لا يمكن تجاهله. تعجبت كثيراً لانفعاله بما قلت إذ لم أذكره بشر في حواري الصحفي إلا ان كان هناك ما تخيله من قراءته لما بين السطور في الإشارة مثلاً للـ "القوى التقليدية". قال إن "المارشال منصور" يرغب في إقامة مايوية جديدة "يُنََمِر" فيها جون قرنق أي يجعل منه نميرياً. وشكراً للصادق عندما ذهب للتفريق بين قائد الحركة ومستشاره ففي ذلك تطور حميد في التفكير. فقرنق بحمد الله لم يعد هو أمير الحرب، ولم يعد هو صاحب الأجندة الحربية. لقد كتبت عن الصادق الكثير الذي لم يُرضِه ولعله لم يُرضِني على المستوى الشخصي. وأذكر أني بعثت بمسودة كتابي الأخير لصديق عرف بالنصفة والموضوعية ليقضي ان كنت قد قسوت على الصادق في كتابي، وجاءني رده "طالما كانت الحقائق التي ذكرت مثبتة فالحقائق هي التي قست على الرجل وليس أنت". مع هذا حرصت على أن لا يؤثر كتابي على العلائق الخاصة بيننا، وبالقطع أن لا تؤثر على موقف الحركة التي أنتمي لها مع حزب الأمة آرائي كمؤرخ سياسي أو اجتماعي واجبه هو تسجيل التاريخ لا تحويره. الصادق لا يتريث أبداً في أحكامه حتى بعد أن صار إماماً. يترصد دوماً كل حدث في العالم، ويندفع لابداء الرأي فيه وكأنه أصيب بشهوة إصلاح الكون. ولايبدي الرأي أولاً لخاصته من الناصحين حتى يُمحصَ بل ينطلق به دوماً إلى مؤتمر ارتجاليimpromptu) ) لا يبالي فيه بما يقول. فالإمام، مثلاً، لا ينبغي أن يكون شتاماً وله في عبدالرحمن اسوة. كان الإمام عبد الرحمن يقول للسعاة: "البشتمني بَسِد اضاني من شتيمته والبِكَضب علي بصدقه. أنا داير ألم الناس". أو هل أتى "الأخ الحبيب" خبر هذا. "الأخ الحبيب" أيضاً يغضب أشد الغضب ان أصابه أحد بنقد، رغم أنه صاحب رأي في كل شئ، ولآرائه في بعض الاحيان حدة بالغة. يكاد يوحي دوماً أنه لا يخطيء ولا يهفو، وتلك من صفات رب العباد. حاله يذكرني بالفيلسوف بانقلوس في قصة فولتير كانديد، فبانقلوس كان رغم كل الكوارث المحيطة به يظن أنه يعيش في حديثه ورود ولعل رئيس تحرير «الرأي العام» أراد أن يذكرنا جميعاً أنا خطاءون عند ما كتب "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" (الرأي العام 17/6/2004) قال: "اعتاد بعض السياسيين في هذا البلد أن يكيلوا الاتهامات لبعضهم البعض وكل فريق منهم يحمل الفريق الآخر ما حدث من أخطاء في مسيرة العمل ناسين ان للناس عقولاً ترصد وذاكرات تخزن وأن التاريخ القريب مازال معاشاً".

    المتربص الثاني ما زال يحتسب زعيم الحركة أمير حرب، ومازال يظن أن د. منصور (وليس المارشال منصور) هو أس البلاء، وأن أصل كل هذه الحركة هو رغبة شمالي طامح جعل الجنوبيين يرفعون سقف مطالبهم التي كان ينبغي أن لا تتجاوز الحكم الذاتي أو على الأكثر الانفصال. قال "كان على د. منصور إذا أراد الاتكاء على الحركة الشعبية أن يرفع من سقف طموحاتها من حركة إقليمية حقيقة وواقعاً إلى أكثر من مجرد حركة قومية بل حركة تسعى للسيطرة على الشمال" (الرأي العام 23/6/2004). في هذا الحديث ما هو أكثر من التجاهل المرعب للحقائق، وأكثر من الاستهانة بعقل القارئ والاستحقار له. فيها أيضاً ما هو أكثر من الاستحقار للجنوبيين الذين يرى الكاتب أنهم "حقيقة وواقعاً" لا يمكن أن يكونوا إلا جنوبيين. وأنهم جميعاً بقانونييهم، وأطبائهم وعسكرييهم، "ودكاترتهم" في انتظار "ود رحمة" عصري، لا لكي يدلهم كيف يرتقون بسقف طموحهم، بل ليحملهم على هذا تحقيقاً لمصلحته لا مصلحتهم. فلتات اللسان تنبئ دوماً عما يخفيه القلب، وهذه وأيم الحق جاهلية سفيانية مثل تلك التي حدت بابن حرب أن يقول: "لا خير في مكان يكون فيه بلال شريفاً". البلوى أن يكون أبو سفيان مشلخاً.
                  

العنوان الكاتب Date
ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-03-04, 05:32 PM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد Shinteer07-03-04, 06:10 PM
    Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد Shinteer07-03-04, 10:10 PM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد عبدالماجد فرح يوسف07-04-04, 01:16 PM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-04-04, 05:38 PM
    Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد محمد حسن العمدة07-04-04, 06:54 PM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 01:34 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 01:49 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 03:44 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 03:54 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 03:57 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 03:58 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 04:00 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 12:20 PM
    Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد Agab Alfaya07-05-04, 07:46 PM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-05-04, 09:14 PM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-06-04, 09:52 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد Amjad ibrahim07-06-04, 10:52 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-07-04, 01:15 AM
  ويل للتكفيريين .. Yasir Elsharif07-07-04, 05:17 AM
  Re: ويل للمتربصين- الي صاحب المنبر المريب- مقال لد/منصور خالد ahmed haneen07-07-04, 10:20 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de