حكايا شاهين - نص للشفيف احمد عمر

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2004, 12:58 PM

شبشة

تاريخ التسجيل: 06-10-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكايا شاهين - نص للشفيف احمد عمر

    .حكايا شاهين

    كالنار
    أو كتماوج الأطياف
    مع كل لحظة تحترق فيها عيون
    أو تنطفيء
    بعيدة هي الأيام
    تودعنا المرافيء
    مبتلة مناديلها ، مكسورة الخاطر .

    0 0
    0 0

    لم اعرف يوماً شاهين
    لم اعرف عنه سوى انه ذلك الذي رحل ، ثم
    عاد ليبدأ الفصل الثاني والأخير
    من حياته
    رويداً رويداً تلاشت تفاصيل الفصل الأول من
    ذاكرة الناس ، او ربما اختاروا
    هم ان يدفنوها في ذلك الحيز الزمني ما بين
    رحيله وعودته .
    قالوا له : انت شاهين ، فكان شاهين .

    0 0
    0 0

    حين تغيب الشمس ، وتبدأ الأمهات في اشعال
    نيران العشاء والشاي ، يحلو
    للصغار طرح ذات السؤال البغيض الذي حفظنه جيداً
    وحفظن اجابته اكثر :
    أين اختفى شاهين يا أمي ؟
    والإجابة كانت دائماً واحدة ، وكأن القرية كلها
    اتفقت عليها :
    ( شاهين لفظته الأرض ولعنته السماء ، كتب على
    نفسه الا يحب احداً ولا احد
    يحبه ، فما عرفنا له بيتاً ولا عرفنا له
    قبراً )
    القرية كلها اتفقت على انه الشيطان ، لكن
    صغيراً ماكراً أراد ان يعرف
    اكثر فباغت امه بما لم تتوقعه :
    ولكن ماذا فعل شاهين ؟
    الأم التي بوغتت بالسؤال اخذت تستعيد احداثاً
    بعيدة ، ويبدوا انها شردت
    مع ذكرياتها ناسية ان تجيب الصغير ، فقط
    رددت في صوت واهن :
    وما الذي لم يفعله شاهين ؟
    الصغار سريعوا الإصابة بالعدوى ، لذا اصيب كل
    اطفال القرية بذات السؤال :
    ماذا فعل شاهين ؟
    ويبدو ان الكبار تعلموا منهم هذه الحكمة فباتت
    الإجابة هي ذات الإجابة :
    وما الذي لم يفعله شاهين ؟

    0 0
    0 0

    كنا نجلس في ديوان القرية نرقب ذلك الزقاق
    الضيق ما بين منزل الخليفة
    وحوش حسين ، حتى إذا لاح لنا شاهين اوسعنا
    له مكاناً وسطاً وتحلقنا حوله
    مشدوهين نتأمل ملامحه السمراء وتلك الندبة فوق
    حاجبه الأيسر ، الندبة
    التي دلتنا عليه ، وكانت اول ما بعث الشك
    بأنه قد عاد ، هو ذاته شاهين
    ، وتأكدنا من ذلك حين وجدنا الجروح في
    مواضعها التي يعرفها الشيوخ
    الذين عاصروه طفلاً .
    وها نحن الآن نتحلق حوله نتأمل هذا القادم
    من الغيب في رهبة وحب ، كنا
    نقول :
    حدثنا يا شاهين ، فيحدثنا .
    لم نعرف يوماً ما نريده ان يحدثنا به ،
    والغريب انه لم يسألنا بم يحدثنا
    ، فقط نقول: حدثنا يا شاهين ، فيحدثنا .
    وحين يتحدث شاهين ، تنصت كل الأشياء .

    0 0
    0 0

    هل يصوغ التاريخ ذاكرتنا ، ام تصوغ ذاكرتنا
    التاريخ ؟
    هل يصنع الخيال ذاكرتنا ، ام ان الذاكرة
    تبتدع خيالنا من بين التفاصيل
    المتشابكة ؟
    هل حقاً حدث ما حدث ، هل وجد شاهين اصلاً
    او عاش يوماً بيننا ؟
    0 0
    0 0
    يقولون :
    يوم ولد شاهين اندلع حريق هائل في القرية
    اتى على معظم بيوتها ، وقضى
    نفر غير قليل جلهم من العجائز والأطفال .
    ويقولون :
    كان وهج النار ينعكس يومها على عيني شاهين
    الذي لم يكمل يومه الأول بعد
    ، فبدا كشيطان صغير .
    وقالوا :
    حين اكمل عامه الرابع كانت النيران وأعواد
    الثقاب هما لعبته المفضلة ،
    ومن يومها لم تسلم القرية .
    كانت الحرائق تندلع فجأة ودونما سبب ، وفي
    كل مرة تفيق القرية على صراخ
    شاهين المبتهج ( النار ... النار ) ، لكن اسوأ
    حريق حدث كان ذلك الذي
    قضى فيه والدي شاهين ، واعتقد الجميع ان
    شاهين احترق هو الآخر ، لكنه
    عاد ببساطة في الصباح!! ، وجده الناس واقفاً
    على اطلال بيتهم المحترق ،
    وسأله اهل القرية في ريبة : اين كنت ، ما
    الذي يفعله صغير مثلك خارج
    منزله طوال الليل؟ من اشعل النار؟
    رفض الجميع الإعتناء بشاهين ، ولم يجرؤ احد
    على ادخاله منزله خوفاً على
    نفسه واسرته من حريق مفاجيء ، وشاهين اصبح
    لا يرى إلا نادراً كان يشاهد
    خلال النهار يبحث بين اكوام القمامة بحثاً عن
    شيء يأكله ، او ربما قدم
    احدهم شيئاً اليه ، وقرب الغروب يتحول الى
    نقطة سوداء صغيرة تتحرك نحو
    الخلاء ، ماذا يفعل هناك؟ واين يقضي ليلته؟
    بعد وقت ليس بالطويل عادت الحرائق من جديد
    لكنها هذه المرة كانت في
    الحقول ومزارع اهل القرية ، وكالعادة يوقظ صراخ
    شاهين القرية من نومها:
    النار النار .
    كان يجري كشيطان صغير مبشراً بالنار في ابتهاج
    جهنمي .
    وضاق الناس به ، وسرعان ما اخذت الهمسات
    تنتشر بين اهل القرية ، وبات
    واضحاً ان شيئاً ما يعد في صمت .
    ثم اختفى شاهين فجأة ، ولم يسأل احد عنه
    ولا اين اختفى .
    لكن حين يتذكره الأطفال عرضاً ، تبدو في
    عيون الكبار لمحة من الشعور بالإثم
    .
    بعد اربعة اعوام من اختفاء شاهين ، اصيب (ود
    سليم) بالجنون ، كان يطوف
    القرية شبه عاري ويصرخ :
    نحن قتلنا شاهين ، كل رجال القرية فعلوا ،
    رجمناه في الخلاء وانا شققت
    راسه بحجر ضخم ، الصغير كان يقاوم كشيطان .
    لكن (ودسليم) كان مجنوناً ، ومن يصدق المجانين؟
    0 0
    0 0

    كما تعود الذكرى عاد
    او كما الروح
    فهل تذكروه؟

    0 0
    0 0

    كانت قريتنا ثابتة والعالم يتحرك ، مرت علينا
    السنين والأيام
    مرت علينا قوافل التجار ، ومواكب الطرق الصوفية
    ، وارتال المدرعات .
    مرت علينا رسل الحكومات المتعاقبة ، وشاحنات
    البضائع المهربة ، وحملات
    النهب المسلح .
    ترى مع ايها وفد الينا شاهين؟
    كل ما نذكره انه قدم الينا ضيفاً ، ثم
    اصابه داء غامض منعه من الرحيل ،
    كانت الحمى تشتد عليه حتى نعتقد انه سيفارق
    الحياة ، لكنه سرعان ما يهدأ
    .
    تقول (رضية) التي كانت تمارضه :
    كان يهتف إذا اشتدت عليه الحمى (النار، النار
    هي التي اشعلتني ، انا لم
    اشعل النار)
    وحين تأملت تلك الندبة فوق حاجبه الأيسر تذكرت
    احاديث ودسليم المجنون .
    حين تعافى الغريب تحلق حوله اهل القرية في
    الديوان ، كانوا صامتين ،
    وكان هو حائراً لا يدري ماذا يفعل ، فقط
    قال احد الأطفال :
    حدثنا يا شاهين .
    عندها بدت على وجه الغريب اشراقة لطيفة كأنه
    وجد ضالته ، واخذ يحكي ،
    ومن يومها لم نمل احاديثه بل غدت حكاياه
    بوابتنا لعالم لم نعرفه يوماً ،
    ورغم اصراره بأن اسمه ليس شاهين إلا اننا
    جميعاً استمرينا نناديه به ،
    ورويداً رويداً نسي هو اسمه واكتفى بأنه شاهين .
    عاش بيننا وتزوج منا ، شاركنا افراحنا واحزاننا
    ، كان منا ، منذ الأزل
    من ، كالطير جذوره تمتد من السماء وحتى
    الأديم .
    عاش بيننا حتى قدم العساكر ذات ليلة واقتادوه
    معهم بعدما طال هروبه .

    0 0
    0 0

    كان منا
    منذ الأزل منا
    كالطير ، جذوره تمتد من السماء ، وحتى
    الأديم .
    كنا نقول حدثنا يا شاهين
    فيحدثنا
    وحين يتحدث شاهين تنصت كل الأشياء
    0 0
    0 0

    عبر المدى
    هذا القصي
    لا ينتهي
    لا ينتمي
    او يختلج في دربه امل الوصول

    ( في تلك الليلة لفظتنا القرية الغربية ، خرجنا
    تسترنا ظلالها وتفضحنا
    نجومها ، لم نحمل معنا سوى عصي نتوكأ عليها
    ، ونطرد بها الكلاب الضالة
    وكل العسس .
    كانت الأرض قد انهت حصادها ، وباتت متشققة
    الجبين ، جرداء الملامح ، حتى
    اذا انهكنا المسير ، استلقينا على ظهورنا فوقها
    لتصطدم نظراتنا بالسماء
    الخاوية ، فيما مضى كنا نرنو للسماء في
    دعواتنا كل صباح وحين يأسرنا
    الخيال او حين نحلم بأيام اجمل ، الآن لا
    ننظر إليها إلا حين نصلب او حين
    ننام .
    يا اشجار الطلح الغافية ، كيف رضيت فروعك
    التي تسلقناها صغاراً ، ان
    تعلق فيها مشانقنا؟ ام تراك نسيت ملامحنا؟
    لكن الى اين تهرب إذا كانت الأرض تشي بك
    ، والنجوم تنزع عنك اللثام؟!
    قالت الأرض :
    خطواتكم فوق ترابي اضعف من ان تخلف اثراً
    يراه من يأتي بعدكم
    قالت الريح :
    انفاسكم التي تحمل رائحتي اهون من ان تجعل
    قلوب الناس تنبض
    قال الليل :
    عيونكم اعجز من ان ترى عبر ظلماتي ذاك الفجر
    القادم
    وقالت السماء :
    قضيت عليكم انكم ابداً على سفر ، غرباء على
    انفسكم ، دخلاء بين الناس .
    عندها واصلنا الرحيل ننتظر محالاً لن يأتي .

    0 0
    0 0

    كالجرح
    او كما الساري انكسر
    كالصمت
    او كما الآلام تخبو
    كالسكون
    او كما الأيام يمضي
    كل الديار تذكرته
    وكم ودعته العيون

    متى اكتشفنا انه يحب الغناء؟
    كان ذلك في آخر ليلة قضيناها معاً في
    المعتقل ، كان يغني لنا وكأنه يمسح
    عن مآقينا الدموع ، ويضمد الجراح التي خلفتها
    القيود وآلات الزبانية
    الجهنمية ، في تلك اللحظات العصيبة كان يغني
    ، وحين عدنا من غرف
    التعذيب الى الزنزانة لنجد اننا اصبحنا خمسة
    بدلاً من ستة ، ليلتها غنينا
    جميعاً وودعنا شهيدنا .
    صنعنا زوارق من ورق وارسلناها مع النيل ،
    فالنيل يعرف من اين نبت ابناءه
    .
    لكن حكايا شاهين بقيت وترددت بين الناس
    بعضها كان تاريخ شاهين ، احتفظنا به في
    الذاكرة ثم رويناه ، فبدا محض
    خيال .
    بعضها كان ما نذكره عنه وصغناه تاريخاً ،
    فاعتقده الناس خيالاً .
    بعضها كان محض خيال تذكرناه جيداً ثم رويناه
    ، فإذا به يصير تاريخاً لا
    يمحى .
    وحين باغتني صغيري بالسؤال الماكر:
    لكن ماذا فعل شاهين كي تحكوا لنا عنه؟
    حينها اخذت استرجع الأحداث والوجوه ، ويبدو
    انني شردت فنسيت ان اجيبه
    على سؤاله ، فقط كنت اردد:
    وما الذي لم يفعله شاهين؟
    0 0
    0 0

    حين تغيب الشمس ، وتبدأ الأمهات في اشعال
    نيران العشاء والشاي ، يحلو
    للصغار طرح ذات السؤال المحبب الذي حفظنه جيداً
    وحفظن اجابته اكثر :
    أين اختفى شاهين يا أمي ؟
    والإجابة كانت دائماً واحدة ، وكأن القرية كلها
    اتفقت عليها :
    شاهين احبته الأرض وأحبته السماء ، كتب على
    نفسه ان يحب الناس ويحبه
    الناس .
    شاهين منا
    منذ الأزل منا
    كالطير جذوره تمتد من السماء وحتى الأديم
    لم نعرف له بيتاً ، كانت بيوتنا كلها بيته
    لم نعرف له اهلاً ، كان أهلنا كلهم أهله
    ولم نعرف له قبراً .

    0 0
    0 0
    لتراب أوطان بعيدة
    تلك العطشى لدمي
    الفارهة الأسى
    الرافلة في ثوب فقر
    المترفة بمعاناة اطفالها
    (سعيدة هي بأحزانها)
    مغمضة العيون
    وبانكسار .

    احمد عمر
    تمت
                  

06-28-2004, 01:30 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايا شاهين - نص للشفيف احمد عمر (Re: شبشة)

    الاخ شبشة

    النص الذي كتبه محمد عمر لا ادري هل هو قصيدة ام قصة ام قصة قصيرة


    لفتت نظري هذه العبارة

    (سعيدة هي بأحزانها)

    بصراحة لا احب مثلها من النساء

    هن ماساويات

    النص جميل او بصراحة ما بطال
                  

06-28-2004, 03:08 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايا شاهين - نص للشفيف احمد عمر (Re: اساسي)

    تجتمعون في بوست واحد فيزدوج الفرح
    ولكني سعيد بالنص وحضوركما
    وكنت سأصرخ لحيني أنا والله اعرف شاهين واعرف ماذا فعل واعرف اين مضي
    هذا الشاهين قصتي الذاهبة نحو الخيال فقط من باب الحقيقة


    انتظركما دوما علي اعتاب بابي المزروع بخضرة الاحلام لم تتقابل ضلفتيه منذ زمان غيبنا ولكن عودوا حتي لا تفقد الفة التلاقي هذه الضلف الحميمة
    عودوا سريعا
    نحن جميعا
    كلنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de