الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 08:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2008, 11:43 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    (أجراس الحرية) في حوارها مع البروفيسور عبد الله أحمد النعيم:

    علمانية الدولة لازمة لمستقبل الشريعة في المجتمعات الإسلامية

    أنا أدعو لفصل الدين عن الدولة وليس لفصل الدين عن السياسة

    أنا لا أدعو الي إعتماد المرجعية البشرية العقلانية علي حساب المرجعية الدينية

    الإسلام يتسامى بكرامة الانسان الى قمم أرفع من الخطاب المعاصر لحقوق الانسان

    أجرته: لبنى عبد الله

    * لماذا يتخوف الناس في الدول الإسلامية من المفهوم العام للعلمانية، وهل فهمك أنت للعلمانية يختلف عن هذا الفهم العام، وهل أنت حقاً تدعو إلى العلمانية؟

    - للإجابة عن هذا السؤال يجب أن أوضح أن عبارة الدولة الإسلامية لا يصح استخدامها إلا مجازاً بقصد القول أن غالبية سكانها من المسلمين، ولا يمكن للدولة نفسها كمؤسسة أن تكون إسلامية، الدولة كمؤسسة لا تستطيع الاعتقاد في أي دين ولا أن تكون متدينة، فبحكم طبيعتها كمؤسسة لا تقدر على العمل الديني ولا تكوين النية اللازمة لصحة العمل دينيا؛ لذلك فالدولة دائماً غير دينية، مهما زعم البعض أنها إسلامية، ولكن الأفراد الذين يعيشون فيها هم الذين يمكنهم الاعتقاد والتدين بالنية الخالصة اللازمة لصحة إسلامهم.

    وعند الحديث عن العلمانية نلاحظ أن هناك مفاهيم عديدة ومتنوعة للعلمانية ومتفاوتة في علاقتها بالدين، كما نرى مثلاً في كتاب عبد الوهاب المسيري (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة- جزئين- دار الشروق 2002 م) بعض هذه المفاهيم المتطرفة في عدائها للدين، وتحاول إقصاءه عن الحياة العامة، وأخرى معتدلة في ذلك، بل داعمة وداعية لدور الدين في المجتمع، وأعتقد أن عامة المسلمين، وأنا منهم، يتخوفون من العلمانية المتطرفة، وهي تمثل رأي الأقلية حتى في الدول الغربية التي توصف بأنها علمانية، مثل بريطانيا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا اليوم، وحتى لدى غالبية الرأي العام في فرنسا.. ففي تلك الدول وغيرها في مختلف أنحاء العالم يفهم غالب الناس العلمانية بأنها التمييز بين السلطة السياسية للدولة والسلطة الدينية في المجتمع، وهي لذلك علمانية الدولة وليست علمانية المجتمع بإقصاء الدين عن الحياة العامة، وأنا أوضح كل هذا بالتفصيل وأدعمه بالبينات بمصادرها في كتابي (الشريعة وعلمانية الدولة) الذي صدر أولاً باللغة الأندنوسية في يوليو 2007 وسيصدر باللغة الإنجليزية في مارس 2008، كما يجري إعداد طبعته العربية الآن.

    أنا لا أدعو إلى اعتماد المرجعية البشرية العقلانية على حساب المرجعية الدينية، بل على العكس، فأنا أدعو لعلمانية الدولة، بمعنى حيادها تجاه المعتقدات الدينية من أجل مستقبل الشريعة في المجتمعات الإسلامية، وذلك يتحقق بالفصل المؤسسي بين الدين والدولة وليس بين الدين والسياسة، من أجل ضمان الظروف اللازمة لإمكانية التديّن الصادق والحماية من دواعي النفاق والغرض عندما يستخدم الحكام سلطة الدولة لفرض رأيهم على الآخرين. هذه المعادلة تقتضي التمييز الدقيق بين الدولة والسياسة، حتى يمكن الفصل بين الدين والدولة مع تداخل الدين والسياسة.. فالدولة هي استمرارية المؤسسات مثل أجهزة القضاء والأمن العام والدفاع والخدمة المدنية والتعليم والسلك الدبلوماسي، والسياسة تتمثل في الحكومة القائمة في أي وقت معين، وهي متغيرة وتفصيلية في تمثيلها للمصالح البشرية المتصارعة، ولذلك يجب أن تخضع لضوابط الدستور والحقوق الأساسية لجميع المواطنين.

    علمانية الدولة بمعنى حيادها تجاه المعتقدات الدينية أصلح لمستقبل الشريعة من تمكين الحكام لفرض آرائهم وخدمة أغراضهم باسم الإسلام، فصل الدين عن الدولة يحمي الشريعة من أهواء الحكام ويضعها لدى المسلمين، كل على مسئوليته الشخصية.

    لا يتسع المجال هنا للتفصيل الذي سيجده القارئ في الكتاب، ولكن يجب تأكيد أنه لا يمكن عملياً إبعاد المعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة.

    إن سلوك الناخبين وكذلك القائمين على مؤسسات وأجهزة الدولة يتأثر بمعتقداتهم الدينية الخاصة، إلا أن ذلك لا يجعل الدولة نفسها دينية، أو إسلامية في حالة السودان، وإنما تؤكد حقيقة هذا الارتباط الدائم بين الدين والسياسة ضرورة تميز الدولة كمؤسسة يتشارك فيها جميع المواطنين على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم عن الإسلام كدين يختلف المسلمون أنفسهم في فهمه، حتى في إطار المذهب الواحد. فبما أن سلوك الحاكم إنّما يعبر عن فهمه هو للأحكام الشرعية وهو مجال اختلاف واسع ومتشعب بين المسلمين، فلا يجوز له ادعاء قداسة الإسلام لعلمه وعمله البشرى الناقص.

    * على حد قولك "إن إضفاء القداسة على المؤسسات وممارساتها تقليد سياسي قديم منذ أن قال فرعون (أنا ربكم الأعلى) وحتى الدعوة المعاصرة (لتحكيم الشريعة في الأوضاع القانونية" هل أطروحتك ترمي إلى نبذ هذه القداسة الملتبسة بالبرامج الكلية كمثل أي علماني.. أم أنّ جوهر أطروحتك هو تلطيف لهذه القداسة ورفع الغلظة الأيديولوجية عنها؟

    - أنا في سبيل رفع القداسة عن أي فكر أو عمل بشري، وخصوصاً عندما يدّعي له أصحابه قداسة الدين باسم الدولة الإسلامية، ولكن أقول بهذا من منظور مرجعية الدين الإسلامي نفسه وليس استناداً على مجرد العقلانية البشرية، أنا كمسلم أعتقد أن القداسة تحق لما هو إلهي، وليس للفهم والعمل البشري، وبما أن كل فهم للشريعة هو فهم بشري لذلك يجب أن تنتفي القداسة عن هذا الفهم البشري للشريعة، وأستطيع مناهضة جميع البرامج الكلية أو الشمولية لأنها دائما ظالمة ومحتومة الفشل، ولكن ذلك يصعب عليّ كمسلم إذا كان المشروع الشمولي يلتحف قداسة الإسلام، وعندما يظهر لي أن الأمر هو مجرد زعم بشري، يمكنني مناهضته مثل أي عمل بشري آخر..

    و نلاحظ هنا أن كلمة "دولة" لم ترد في القرآن، وإنما هي ضرورة عملية، تعارف عليها البشر على مدى التاريخ في جميع الحضارات. إلا أن شكل وطبيعة الدولة تختلف حسب السياق التاريخي والواقع السياسي لكل مجتمع. مع التفاوت بين المجتمعات الإسلامية اليوم لاعتبارات مختلفة، فإن مفهوم الدولة الغالب في العالم الإسلامي بما في ذلك السعودية وإيران والسودان، قائم على النموذج الأوربي للدولة الوطنية الذي أدخلها علينا الاستعمار، ولم تحدث منذ الاستقلال أي دعوة جادة لتغيير هذا الوضع، ولا يمكن ذلك في الواقع الدولي الراهن. فمن العجب العجاب إدعاء البعض أنهم يحققون الهوية الإسلامية على ذلك النموذج الغربي، فهذه مغالطة كبيرة.

    وحقيقة الأمر أنه لا يوجد نموذج إسلامي للدولة، وإدعاء هذا النموذج باطل من الناحية النظرية، كما لا يمكن تحقيقه عملياً في أي مكان، فكما قلت أعلاه، لا يمكن لأي دولة أن تكون إسلامية، وأي زعم بتطبيق الحكام للشريعة إنّما هو تطبيق ما تزعمه الصفوة الحاكمة. الدولة لا يمكن أن تكون إسلامية وإنما هي مؤسسة بشرية دائماً، ولا تستحق أن نضفي عليها قداسة الإسلام، وكل ما تشرعه الدولة من قوانين وتنفذه من سياسات لا يمكن أن يكون هو الشريعة الإسلامية، بل إرادة الحاكم السياسية. فالمبدأ الشرعي تصح له هذه الصفة عندما يمارسه المسلم طوعا وبالنيّة الصحيحة، وتنتفي عنه صفة الشرعية عندما يفرضه الحاكم قسراً من خلال مؤسسات الدولة.

    * هل تعتقد أن تطبيق المفهوم العام للشريعة يتعارض مع حقوق الإنسان وإلى أي مدى؟

    - إجابتي عن هذا السؤال تتكون من شطرين:

    أولاً، أي تطبيق للشريعة الإسلامية من خلال أجهزة الدولة بهذه الصفة أي باعتبارها الواجب الديني على المسلم يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان ومقتضيات الحكم الدستوري الديمقراطي؛ لأن ذلك يكون دائماً وفق فهم الحكام للشريعة، وفيه تمييز ضد المسلمين الذين يخالفوهم الرأي كما هو إسقاط لحقوق المواطنة لغير المسلمين.

    ثانيا، تطبيق الشريعة من خلال الممارسة الاجتماعية بين المسلمين خارج إطار مؤسسات الدولة إنما يكون وفق فهمهم واعتقادهم في الأحكام الشرعية، وهذا مجال للاختلاف و التفاكر والحوار بين المسلمين. على هذا المستوى أرى أن في الفهم التقليدي لأحكام الشريعة مخالفة لمقتضى الحكمة والعدل من المنظور الإسلامي، وهو لذلك يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان كما أفهمها وألتزم بها كمسلم. فالتمييز ضد المرأة وضد غير المسلمين ومصادرة حرية الاعتقاد في حكم الردة هي من نماذج انتهاك مبادئ العدل والكرامة الإنسانية من المنظور الإسلامي، كما هي انتهاك لحقوق الإنسان.

    وأنا شخصيا ألتزم بمنهج الأستاذ محمود محمد طه في الإصلاح الإسلامي الذي يحقق الفهم الصحيح للإسلام اليوم. ولكن هذا لا يمنعني من النظر في أي منهج آخر في الإصلاح الإسلامي يحقق الغاية التي أنشدها في رفع الاضطهاد عن النساء وغير المسلمين، وحفظ الحريات العامة لجميع المواطنين.

    وخلاصة الأمر عندي أن الإسلام نفسه يتسامى بكرامة الإنسان إلى قمم أرفع مما هو معروف في الخطاب المعاصر بمبادئ حقوق الإنسان. إلا أن الفهم السلفي التقليدي للشريعة الإسلامية بين المسلمين اليوم يخالف المرجعية الإسلامية كما ينتهك حقوق الإنسان.

    *هل يمكن حل التعارض بين الإسلام كما هو عند المولى عزّ وجل ثم النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام كما في فهم البشر؟ بمعنى من يحدد هذه المرجعية؟ أليس هم البشر؟

    * تتصاعد الإنسانية في فهم وممارسة الإسلام من الواقع البشري بين الناس إلى نهايات الإسلام المطلقة عند الله سبحانه وتعالى، كما تفيد الآية: "إنا جعلناه قراءنا عربياً لعلكم تعقلون، وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم".

    والإشكال هو أن بعضنا ينسب كمال الإسلام في تناهياته عند الله سبحانه وتعالى إلى فهمه هو البشري والقاصر، ودليلي كمسلم إلى الفهم الصحيح والمتصاعد للإسلام هو النبي عليه الصلاة والسلام لأنه معصوم وإذا أخطأ صححه القرآن. وعندما التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى أصبح كل ما تم بعد ذلك من تحاور أو طرح أو حتى إجماع على أحكام الشريعة هو مجرد جهد بشري قابل للخطأ والهوى الإنساني.

    ولكن بما أن المرجعية من الناحية العملية هي للبشر في هذه الحياة الدنيا فيجب أن يكون الأمر بين المسلمين وخارج إطار مؤسسات الدولة التي تضمن الحقوق والمصالح على أساس الجهد البشري الذي لا تتحقق له القداسة الدينية. وفي هذا الإطار يتحاور ويتفاكر المسلمون في حرية تامة وصدق وقبول كامل لحق الخطأ بلا إرهاب ولا تقييد للرأي المعارض، وذلك لكي يعيش كل مسلم على حسب علمه وعمله المسئول عنه أمام الله.

    هذا هو غرض دعوتي لعلمانية الدولة، توفير الضمانات لكل مسلم ليلتزم بأحكام الشريعة كما يفهمها ويعتقد بها هو ويحاسب عليها أمام الله سبحانه وتعالى، وتبقى شئون الإدارة والحكم وفق القانون العام من مرجعية المواطنة بين جميع المواطنين.

    * مفهوم الدولة كمصطلح لديكم يقول بأنها نسيج متشابك من السلطات يقوم بالتوسط بينها والبرامج وفض النزاعات.. ألا يصادم ذلك القول بأن الدولة هي جهاز واحد يعبر عن سلطة (مصالح) مجموعة من الأفراد وليس كل الناس؛ بمعنى أن الدولة ليست ذات طابع ينطوي على المصلحة العامة؟

    الإجابة:
    كما سبق من القول يجب التمييز بين الدولة والحكومة.. فالدولة هي النسيج المتشابك من السلطات أو المؤسسات التي يتم من خلالها فقط توفير الأمن والقضاء، وتوفير الخدمات للمواطنين وضبط الإنفاق العام وما إلى ذلك.. فبحكم طبيعة مهامها تمثل الدولة الجانب الأكثر استقراراً وتروياً في عمليات الحكم، بينما تكون الحكومة القائمة نتاجاً للتنافس السياسي اليومي على تحديد وتطبيق السياسات العامة.. فالحكومة هي التي تحكم من خلالها مجموعة من الناس، والقائمون على أمور الدولة يتبعون فهمهم البشري في إنفاذ سياسات معينة وفق الضوابط الدستورية والمحاسبة القانونية والسياسية، وبهذا فمن المؤكد أنه يوجد اختلاف بين البشر في فهم المصلحة العامة مثلاً في تنمية موارد الثروة وتوزيعها والسياسة الخارجية وتوفير الخدمات، هذه المسائل يختلف حولها الناس على اختلاف الرؤى حول متابعة المصلحة العامة. والمطلوب هو حماية مؤسسات الدولة عن الرأي والغرض الضيق الذي تخدمه الحكومة أو الذي ينفذه الموظف باسم الدولة. فمثلاً قد يقوم ضابط في الإدارة المحلية بمنع نوع من السلوك أو يصادر عقاراً بفهمه هو بأن ذلك للمصلحة العامة، ولكن لابد من الاحتفاظ بالحق الدستوري على مستوى الدولة ليستطيع المتضرر اللجوء للقضاء في مواجهة أي عمل حكومي ضد مصلحته هو، وهذه المعادلة الدقيقة والصعبة تختل تماماً إذا سمحنا للقائمين على مؤسسات الدولة مثل القضاء والأمن العام الزعم بأن ما يقومون به من أعمال هو بمقتضى حكم الإسلام نفسه، ولتفادي هذا الخلط الخطير نقول بأن كل أمور الدولة والحكومة هي دائما عند البشر الخاضعين لسيادة الدستور والقانون، على أساس مرجعية المواطنة، ولا تكون أبدا مقدسة لأنها حكم الإسلام.. فالدولة والحكومة خاضعتان لحكم الدستور والقانون، ولكن لمؤسسات الدولة استمرارية وثبات في خدمة جميع المواطنين وليس فقط إسناد الحكومة القائمة.

    * ما الخطر من الدولة المتلفعة بالدين برنامجياً وسياسياً إذا صبّ كل ذلك في صالح الناس على مختلف أديانهم وأعراقهم وفي الخير والتقدم للجميع؟

    * لا يمكن لأي مؤسسة بشرية أن تحقق الحياد والمساواة وحقوق المستضعفين وهذا هو خطر جوهري في زعم الدولة الدينية، هنالك من يدعي أن الدولة الدينية خالصة من الفساد والغرض والهوى وأنا (عبد الله أحمد النعيم) أقول من يزعم هذا إما مضلل لنفسه أو مخادع للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر وأنا أصر على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة، وإذا ادّعت الدولة بأنها دينية فلن يكون هنالك فرصة للمصادمة والمعارضة لأي سياسة حكومية. وإذا نفيت صفة الدين عن الدولة فذلك يوفر للمواطن فرصة في أن ينازع في أي أمر بدون إرهاب ديني. وفي نفس الوقت تبقى فرص الطرح السياسي للجميع، المسلمين وغير المسلمين في إطار المواطنة وليس العقيدة الدينية.

    * كثير من الحركات في العالم الإسلامي تستخدم اللغة الدينية لتصل إلى السلطة، وبعضها صار دولة كما في إيران، وبعضها تطالب بحقوقها بلغة الدين ومفاهيمه.. هل يمكن رفض ذلك بمجرد أن هذه المفاهيم دينية؟

    هذا السؤال يمكنني من توضيح ما أعني بقولي بضرورة فصل الدين عن الدولة مع ارتباط الدين بالسياسة.. الشطر الأول من هذه المعادلة يعني عدم نسبة قداسة الدين لأعمال موظفي الدولة في المؤسسات المختلفة مثل القضاء وتنظيم الاقتصاد. ولكن يحق للمسلمين الاعتماد الذاتي على عقائدهم الدينية في المجتمع.. فإذا أرادوا أن يتم تطبيق أي حكم شرعي من خلال أجهزة الدولة فعليهم تقديم الحجج الداعمة لذلك من غير الاعتماد على مرجعيتهم الدينية، وهذا ما أسميه مرجعية المواطنة والمنطق الوطني العام.

    ولتوضيح المعنى المقصود لنأخذ نموذج الربا مثلاً، فهو موضوع هناك خلاف في تعريفه وترتيب تبعاته. فأنا كمسلم محرم عليَّ دينا أن أتعامل بالربا كما أقبل تعريفه أنا على مسئوليتي الشخصية، وإذا فعلت فأنا محاسب على ذلك أمام الله، سواء منعت الدولة التعامل بالربا أم أجازته، ولكن إذا أردت أن يحرم القانون العام التعامل بالربا فعليَّ أن أقدم هذا المقترح من خلال التنافس السياسي بشرط أن أقدم له الأسباب الموضوعية التي يمكن لجميع المواطنين قبولها أو رفضها على أساس مرجعية المواطنة وليس لأن الربا حرام شرعاً عليّ أنا كمسلم. فالتحدي الذي يواجهني كمسلم هو أن أبين حكمة وعدالة تحريم الربا من غير استدعاء عقيدتي الدينية لدعم موقفي لأن غيري لا يشاركوني هذا المعتقد الديني، فإذا تم منع الربا قانوناً على هذا الأساس غير الديني فيمكن تغيير القانون في المستقبل إذا ثبت ضعف حجتي المدنية في الواقع العملي. وهذا غير ممكن إذا كان أساس المنع هو الزعم الديني.

    May 5th
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de