الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 03:15 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    الحلقة السابعة

    من أوراق الأستاذ محمود محمد طه داخل معتقلات مايو (7)
    الأرض هي مركز المجموعة الشمسية من الناحية الروحية

    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    لقد كتب الأستاذ محمود هذه الديباجة في أكتوبر 1984م ، وأختصر فيها كل ما أراد أن يقوله للناس ولذلك قلنا أنها الدعوة الإسلامية الجديدة موضوعة في كبسولة.. وقد وضع الأية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) في صدر البحث من غير أن يتحدث عنها مباشرة، ثم أوردها ثلاثة مرات أخرى ، فصل في الثانية أن هذا اليوم هو يوم عرفة سنة عشرة هجرية، وقد لبث النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بعدها بين الناس بقية ذي الحجة، ومحرم، وصفر ثم لحق بالرفيق الاعلى يوم 12 ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة المباركة.. وعندما تحسب الفترة التي قضاها الأستاذ محمود بيننا من تاريخ إصدار الديباجة حتى تنفيذ الإعدام في 18/1/1985م ، تجدها مساوية تقريباً للفترة التي قضاها النبي بين الناس بعد ذلك اليوم المذكور .. وفي إشارة لطيفة وخفية إلى ذلك قال: (بدأنا هذا البحث بالحديث عن الديمقراطية .. ولقد جاء الحديث عن الديمقراطية، بعد الآية العظيمة، التي صدرنا بها حديثنا هذا، بدون أي مقدمة حتى أني لأظن أن بعض الناس قد يستغرب هذا الأمر !!)..
    الأستاذ محمود صاحب حقيقة وشريعة .. الحقيقة في الدين الخاص هي معرفة أسرار الألوهية، أما الحقيقة في الدين العام فهي ما عليه الخلق من خير وشر .. والمطلوب من الإنسان السالك على طريق محمد أن يبدأ بالشريعة، يعني بالعلم الظاهر، ثم يتطور تدريجياً فيتلقى فيوضاً من المعرفة بالله، أو قل معرفة بالحقيقة .. وخير مثال يوضح هذه المعاني ما جرى بين العبد الصالح والنبي موسي .. فعندما خرق العبد الصالح السفينة كان على علم بالمستقبل، وكذلك عندما قتل الغلام .. وكان موسي حينها في بداية مجاهداته في معرفة الحقيقة ولم يكن على علم بالحكمة في أفعال العبد الصالح ولذلك أعترض.. وقد فسر القرآن تلك الحكمة في الآيات: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً* وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً).. والعارف بعلم الحقيقة يحاول دائماً ضبط الشريعة مع ما يعلمه من الأسرار، أما صاحب الشريعة فمحاولته هي الالتزام الدقيق بمقتضياتها حتى تكون وسيلة موصلة إلى الحقيقة.. ولذلك قال الأستاذ محمود عن نفسه: (بدأت بالجانب التطبيقي في العبادة بتجويد وإتقان منتظراً موعود الله حين قال: "واتقوا الله ويعلمكم الله" وفي قول المعصوم: "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم"، فلما جرى على لساني وقلمي ما علمني الله من أسرار دينه ظنه بعض الناس ليس من الدين، وما علموا أن ما أدعوا إليه هو الإسلام عائداً من جديد)..
    لقد ورد الحديث كثيراً في هذا البحث عن الدستور والحكم الدستوري، وقلنا أن الدستور يؤخذ من أصول القرآن وليس من فروعه .. الدستور يقوم على المسئولية الفردية، والشريعة قامت على الوصاية، وصاية النبي على المؤمنين، ووصاية المؤمنين على غير المسلمين، ووصاية الرجل على المرأة.. ولذك فإن الشورى ليس ديمقراطية، فالشورى هي حكم الفرد الوصي الرشيد على القصر ليرشدهم .. وولي الأمر غير ملزم بالأخذ بإستشارة المستشارين، قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله).. وآيتا الديمقراطية هما: (فذكر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر) وهما منسوختان في الشريعة السلفية ..
    إن الفكرة الجمهورية تدعو إلى الإنتقال من الشريعة التي طبقت في المدينة في القرن السابع الميلادي إلى شريعة جديدة قائمة على السنة النبوية، وسندها آيات الأصول المكية التي نسخت في ذلك الوقت لأنها أكبر من طاقة المجتمع.. إن مثل هذا التحول كان يقوم به في الماضي الأنبياء الرسل فكيف يتسني لإنسان أن يدعو لمثل هذا التحول الأساسي الجوهري في الدين وهو ليس نبياً؟؟ الجواب هو: أن الفرصة متاحة أمام الناس ليمارسوا المنهاج النبوي بتجويد وإدقان فيعلمهم الله أسرار دينه، وليس لهذا التعليم حدود، فكلما زاد الإنسان في التقوى زاده الله في العلم .. ولذك قال النبي الكريم: (علماء أمتي كأنبياءِ بني إسرائيل) وقال أيضاً: (إن من أمتي لأناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء ويغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من الله).. ما هي وسيلة الدعوة إلى الناس؟ هي الحجة بالمنطق والإقناع وبحسن السيرة والإستقامة..
    الرسالات السماوية مربوطة إرتباطاً وثيقاً بحركة تطور المجتمع وبالأعراف التي يتواضع عليها الناس.. ويمكن أن نلخص مسيرة البشرية من خلال دورتين: الأولى دورة الحقيقة والثانية دورة الشريعة.. دورة الحقيقة هي الفترة التي ليس فيها رسالة نبوة، وإنما تتحرك البشرية من خلال الصراع في الحياة بوسيلة العقل حسب ما تعطيه الطاقة في الوقت المعين.. فتنبت أعراف اجتماعية من هذا الواقع وتصبح قواعد ثابتة ينبني عليها العمل في تنظيم المجتمع.. وعندما تأتي دورة الشريعة، يقوم النبي المرسل الممدود بواسطة الوحي الملائكي بتنقية تلك الأعراف، فيبقي على الصالح منها ويزيل غير الصالح.. وهنا تكون شمس الشريعة قد سطعت في كبد السماء .. ثم يمضي الزمن فتضيق تلك الشريعة أمام حركة المجتمع الصاعدة، ويدخل الناس في دورة الحقيقة مرة ثانية.. فتنبت أيضاً أعراف جديدة لا تنضبط إلا إذا جاء نبي مرسل جديد بشريعة جديدة، وهكذا تستمر حركة التطور.. إن مثل الأنبياء في التعامل مع الأعراف الاجتماعية كمثل المزارع الذي يزرع القمح فتنبت الحشائش الضارة، فيقوم المزارع بإزالة الحشائش ويترك القمح لينمو.. وإعتماد التشريع على أعراف المجتمع وارد في القرآن بكلمات العرف والمعروف في حوالي تسعة وثلاثين موضعاً، كمثال: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)..
    إن هذه المسيرة لم تتوقف إلى الآن .. وعندما جاء الإسلام في مكة نظر في الأعراف التي تواضع عليها الناس، فأقر ودعم إكرام الضيف وإغاثة الملهوف، وأزال وأد البنات وعبادة الصنم .. ثم أقام شريعته في المدينة من وحي ذلك الواقع، فنسخ القيم التي ثبت بالتجربة العملية أنها أكبر من طاقة المجتمع في ذلك الوقت ولكنه ترك الآيات الداعية لتلك القيم في المصحف بالرغم من أنها معطلة في الحكم .. وبمرور الزمن ضاقت تلك الشريعة عن أن تواكب حركة التطور السريعة، فأستجدت الآن في الحياة الحديثة مفاهيم وأفكار جديدة إنطلقت من التطور في العلم المادي .. إذاً نحن في فترة حقيقة ونحتاج إلى دورة شريعة تعيد شمس الشريعة إلى كبد السماء، فتوجه البشرية التوجيه الروحي المطلوب بنفس القدر الذي كان يقوم به الأنبياء السابقون .. فإذا نهض عارف بالله قوي الحجة مستقيم السيرة فتصدى لهذا التحدي وأخرج من القرآن معالم الشريعة الجديدة، فليس للناس حجة في رفض هذه الدعوة لمجرد أنه ليس نبياً .. وإنما يجب أن ينظروا في قوة الاستدلال بالقرآن والسنة النبوية .. أن الدور الذي كان يقوم به النبي المرسل في الماضي لم يتوقف وإنما توقفت النبوة الممدودة بالوحي الملائكي لحكمة أن الناس يمكن أن يأخذوا المعرفة من القرآن .. هذا هو ما تدعوا إليه الفكرة الجمهورية، وهو بعث آيات الأصول المنسوخة لتكون هي هادية التشريع في وقتنا الحاضر ..
    قلنا أن الإسلام في أصوله أسس الدستور ودعا إلى إقرار مبادئ حقوق الإنسان، في حق الحياة وفي حرية الرأي.. قال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. ولما كانت هذه المبادئ أكبر من الواقع نسخت واستعيض عنها بتشريع في مستوى الناس .. فإذا كان المجتمع الآن قد تطور عبر ألف وأربعمائة سنة على دورة الحقيقة، واستجدت أعراف جديدة منها مبادئ حقوق الإنسان نفسها التي إستهدفها الإسلام في بداية أمره، فهل يعقل أن تصد الدعوة الإسلامية الناس عن مقاصدها؟ أن المنطق المستقيم يقول: يجب علينا أن نرجع إلى الآيات المنسوخة ونبعثها لأنها هي مقصود الإنسان بالأصالة، فنتولى الدعوة إلى الدستور ومبادئ حقوق الإنسان نحن المسلمين قبل الآخرين.
    لقد تبني جميع قادة السلفيين في السودان، حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في منتصف الستينات، وهم يرون حسب الشريعة السلفية أن الحزب الشيوعي يجب أن يحرم من حقه في الحرية لمخالفته الإسلام في الرأي.. فهم لم يعطوا أي قيمة لما توصل إليه الصراع الاجتماعي من إنجازات في مجال حقوق الإنسان، وهم بالطبع لا يعرفون شيئاً عن شريعة الأصول .. فأخرج د. حسن الترابي كتابه (أضواء على المشكلة الدستورية) يدافع فيه عن مصادرة حرية الحزب الشيوعي، فرد عليه الأستاذ محمود في كتاب (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان: 1/ الثقافة الغربية 2/ الإسلام )، نقتطف منه هذا الجزء الذي يدور حول الحقوق الأساسية تحت عنوان عقلية الدكتور الترابي:
    (ونحن لا نعتقد أن الدكتنور الترابي ذهب مذهبه في كتابه الغريب بفعل الرغبة أو الرهبة، بقدر ما ذهبه بفعل ضحالة الثقافة وسطحية التفكير .. يمد له في مذهبه كونه مفتوناً بثقافته القانونية أشد الفتون .. ومفتاح عقلية الدكتور ومفتاح ثقافته في هذا الباب يمكن أن يلتمس في فقرات كثيرات من كتابه هذا الغريب، ولكننا نرشح هنا لهذا الغرض قوله من صفحة 16: (وليس في متن الدستور ولا في مبادئ التفسير بالطبع ما يعول عليه للتفريق بين نص ونص على أساس أن هذا قابل للتعديل، والآخر غير قابل، ولا ما يسند الزعم بأن لفضل الحقوق الأساسية خاصية تميزه في هذا الصدد عن سائر الفصول، فكلها تستوى في قوة مفعولها، وأيما قانوني يقول بمجرد الأهمية النسبية في هذا الفصل أو ذاك في تقديره الشخصي، فإنما هو متكلف لا شاهد له من الدستور، ومغالط لا حجة له من القانون، ومعتبط يتجني على القانون .. ولو صحت المفاضلة القانونية بين فصول الدستور لكان فصل الحريات من أضعفها) .. هذا ما قاله د. الترابي في ذلك الموضع من كتابه، والتماس فتون الدكتور بثقافته القانونية في هذه الفقرة لا يعيي أحداً من القراء، ولذا فإنا سنمضي في تبيين ضحالة الثقافة وسطحية التفكير..ونبادر فنعيد إلى التفكير ما سبق أن قررناه في صدر هذا الباب من أن الدستور إنما هو لازمة من لوازم الحكم الديمقراطي، هو القانون الأساسي، وهو إنما سمي قانوناً أساسياً لأنه ينصص على هذه الحقوق الأساسية وإنما سميت الهيئة التي تضع الدستور جميعية تأسيسية لأنها تضع القانون الأساسي، وواضح أن الحقوق الأساسية إنما سميت حقوقاً أساسية لأنها تولد مع الإنسان.. الحياة والحرية، وهي حقوق لأنها لا تمنح ولا تسلب في شرعة العدل.. وهي أساسية لأنها كالغذاء وكالهواء والماء.. ويمكن إذاً أن يقال أن الدستور هو (حق حرية الرأي) وأن كل مواد الدستور الأخرى، بل وكل مواد القانون موجودة في هذا العبارة الموجزة كما توجد الشجرة في البذرة.. فإن النخلة بكل عروقها، وفروعها وساقها موجودة في (الحصاية) تراها عين العقل، فإذا وجدت (الحصاية) الظرف المناسب من التربة والماء خرجت منها النخلة بكل مقوماتها، وأصبحت ماثلة تراها عين الرأس أيضاً بعد أن كانت معدومة في حقها .. وكذلك الدستور، هو موجود بالجرثومة في الحق الأساسي (حق حرية الرأي) وما الجمعية التأسيسية إلا الظرف المناسب الذي يجعل شجرة الدستور، بفروعها وعروقها وساقها، تنطلق من تلك البذرة الصغيرة، كما إنطلقت النخلة من (الحصاية) .. هذا فهم للديمقراطية وللدستور وللحقوق الأساسية يفهمه كل مثقف استطاع أن ينفذ من قشور الثقافة الغربية إلى اللباب ولكن الدكتور الترابي وقف مع القشور حين ظن أن (ليس في متن الدستور ولا في مبادئ التفسير بالطبع ما يعول عليه في التفريق بين نص ونص على أساس أن هذا قابل للتعديل والآخر غير قابل) ولو كان الدكتور الترابي قد نفذ إلى لباب الثقافة الغربية لعلم أن المادة 5-2 من دستور السودان المؤقت (56 المعدل 64) غير قابلة للتعديل، وهذه المادة تقول: (لجميع الأشخاص الحق في حرية التعبير عن آرائهم والحق في تأليف الجمعيات والاتحادات في حدود القانون) وهي غير قابلة للتعديل لأنها هي جرثومة الدستور، التي إنما يكون عليها التفريع.. وهي الدستور، فإذا عدلت تعديلاً يمكن من قيام تشريعات تصادر حرية التعبير عن الرأي فإن الدستور قد تقوض تقوضاً تاماً .. ولا يستقيم بعد ذلك الحديث عن الحكم الديمقراطي إلا على أساس الديمقراطية المزيفة.. وهو ما يبدو أن الدكتور الترابي قد تورط في تضليلها..
    المادة 5- 2 هي دستور السودان المؤقت، وهي دستور السودان المستديم، وهي دستور كل حكم ديمقراطي حيث وجد هذا الحكم الديمقراطي، وعمل الجمعية التأسيسية في وضع الدستور إنما هو تفريع عليها ليجعل تحقيقها أكمل وأتم..
    وهناك قولة قالها الدكتور هي أحدى الكبر في شرعة العقل المفكر والثقافة الصحيحة وتلك هي قوله: (ولو صحت المفاضلة القانونية بين فصول الدستور لكان فصل الحريات من أضعفها لأنه يخضع للتشريع) فعبارة (لأنه يخضع للتشريع) تدل دلالة قوية على أن الدكتور يجهل أموراً ما ينبغي أن تجهل في أمر الحرية وفي أمر التشريع.. وأول هذه الأمور أن الحرية لا تضار بالتشريع، وإنما تزدهر بالتشريع، اللهم إلا إن كان هذا التشريع يقوم على نزوات الحكم المطلق، الذي يسمي نفسه ديمقراطياً زوراً وبهتاناً.. وهذا ما يبدو أن الدكتور يعنيه.. وهذه أحدى مشاكل تفكير الدكتور الترابي، وعبارة (في حدود القانون) التي وردت في عجز المادة 5-2 هي روح المادة، لأن القانون هو الذي يعطي الحرية معناها، ويميزها عن الفوضى.. فالتشريع صديق الحرية وليس عدوها، وكل تشريع غير ذلك لا يسمي تشريعاً، إلا من قبل تضليل الناس.. فالتشريع في النظام الديمقراطي طرف من الدستور وهذا هو المعني بدستورية القوانين... فكل تشريع يعارض الحرية ليس تشريعاً دستورياً..) ... أنتهي.
    نواصل الآن ما جاء في (ديباجة الدستور) حول قصة خلق الإنسان في القرآن الكريم:
    لقد بدأنا هذا البحث بالحديث عن الديمقراطية .. و لقد جاء الحديث عن الديمقراطية ، بعد الآية العظيمة ، التي صدرنا بها حديثنا هذا ، بدون آيّ مقدمة ، حتى اني لأظن ان بعض الناس قد يستغرب هذا الأمر .. قلنا ان الديمقراطية إنما هي حكم الشعب ، بواسطة الشعب ، لمصلحة الشعب .. و هذا الحكم إنما هو الحكم الباقي.. و هو حكم لم يجد تطبيقه ، إلى اليوم ، و لن يجده إلا في الإسلام .. و إنما من اجل تحقيق هذا الحكم العظيم ، في واقع الناس ، كتبنا هذا الاستقراء لنشأة الحياة ، و نشأة المجتمع ، و مجيء الأديان ، و تعاقبها ، حتى جاء دين التوحيد ، في المصحف الشريف ، الذي رسم خطة العودة إلى الله ، في إطلاقه .. في الإسلام الديمقراطية هي حق الخطأ.. و حق الخطأ هو كمال النشأة البشرية ، علي النشأة الملائكية .. و قد وردت الإشارة إلى ذلك ، و قيل ، وقتها : ان حق الخطأ يمكن الإنسان من ان يكون عالما ، و حرا ، في نفس الأمر .. و الحرية وسيلة الحياة .. و العلم وسيلة الحرية .. و الحياة وحدها هي الغاية في ذاتها ، فأكرم بالحرية من وسيلة ، هي طرف ، من اعظم غاية ــ الحياة ــ و لقد كرم النبي الكريم حق الخطأ ، اعظم تكريم ، حين قال ( ان لم تخطئوا و تستغفروا فسيات الله بقوم يخطئون و يستغفرون فيغفر لهم )).. و ذلك لمكان الحرية ، في الخطأ ، و الصواب .. و لمعزة الحرية ، عند الله ، قال تعالي لنبيه الكريم ( و قل: الحق من ربكم ، فمن شاء ، فليؤمن ، و من شاء فليكفر .. انا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ، و ان يستغيثوا ، يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ، بئس الشراب ، و ساءت مرتفقا ..))هذه هي الحرية ، و هذا هو ثمنها ــ المسئولية .. و الحرية ، في الإسلام ، مطلقة ، لأنها إنما تتضوع من المطلق .. الحرية ، في الإسلام ، هي العبودية لله ( و ما خلقت الجن ، و الإنس ، إلا ليعبدوني )) و يقول ( ان كل من في السموات ، و الأرض ، إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم ، و عدهم عدا * و كلهم آتيه، يوم القيامة ، فردا )) و العبودية هي ان تنعتق من رقك للعناصر .. من رقك للأحياء ، و الأشياء ــ ان تنعتق حتى من سيطرة الزمان ، و المكان عليك ، لتكون عبدا ، خالصا لله ، لا يشاركه في رقك شيء ، علي الإطلاق .. و من ثم قلنا : ان الحرية ، في الإسلام ، مطلقة ، و هي لا تقيد إلا بمقدرة الحر علي القيام بحسن التصرف فيها ..

    40) ان الفرد البشري ، حين قيد نفسه بقيود أعراف المجتمع ــ طائعا أو مكرها ــ إنما من اجل الحرية قيدها .. كأنه تنازل عن بعض حريته ليستمتع بباقيها ، بفضل العيش في المجتمع ، و الانتفاع بالأمن ، و الحب ، و الدفء ، الذي يوفره له المجتمع .. الديمقراطية هي نظام الحكم ، في وقتنا الحاضر ، الذي يجب ان يوفر للفرد البشري كل الحرية التي تمكنه من ان يحقق فرديته ، التي ينماز بها ، عن أفراد القطيع .. و هذه لا تتحقق بمجرد الحرية في الجماعة التي يقوم الحكم الديمقراطي علي توفيرها ، و إنما تتحقق ، بها ، و بالمنهاج التعبدي والتعاملى ، و التعامل الذي يسوق الفرد ، سوقا فرديا ، في طريق الرجعي ، إلى الله ، تبارك ، و تعالي ، حيث صدرنا ، أول الأمر ، في طريق الاغتراب .. (( لقد خلقنا الإنسان ، في أحسن تقويم * ثم رددناه، أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا ، و عملوا الصالحات ، فلهم اجر غير ممنون ..)) .. (( فلهم اجر غير ممنون )) يعني ان حبل العودة لهم من (( أسفل سافلين )) إلى (( أحسن تقويم )) موصول، غير مقطوع .. ذلك هو الإيمان ، و عمل الصالحات ــ منهاج العبادة ، و المعاملة .. و لقد قلنا : أننا إنما هبطنا من (( أحسن تقويم )) إلى (( أسفل سافلين )) بالمعصية فنحن ، إذن ، لا نعود إلى (( أحسن تقويم)) إلا بالطاعة ــ هذا هو قانون المعاوضة ــ
    لقد قلنا ، عند حديثنا عن الفطرة ، ان الله فطر الناس علي الحياة الكاملة ، و قلنا ان الحياة الكاملة عالمة ، و هي ، من ثم ، طائعة لله ، لا تعصيه ــ مسلمة له .. و نقول ان معني الإسلام : الاستسلام ــ الطاعة .. قال تعالي ، لأمة المؤمنين ( يا آيها الذين آمنوا !! اتقوا الله ، حق تقاته ، و لا تموتن إلا و انتم مسلمون )) ، أي مستسلمون ، طائعون .. و لقد سبقت الإشارة إلى انه علي الأمر التكويني تقوم حكمة الخلق ، و انه ليس ، في الأمر التكويني ، معصية ، فليس ثمة إلا الطاعة ، و إنما المعصية في الأمر التشريعي ، و لاشتمال الأمر التكويني ، علي الأمر التشريعي ، فليس هناك معصية ، في الحقيقة ، و إنما المعصية في الشريعة لحكمة التعليم .. فلكأن الفطرة التي فطر الله الناس عليها إنما هي الطاعة .. و هو ، تبارك و تعالي ، يقول ، في ذلك ( تسبح له السموات السبع ، و الأرض ، و من فيهن .. و ان من شيء إلا يسبح بحمده ، و لكن لا تفقهون تسبيحهم ، انه كان حليما غفورا ..)) و لكن لا عبرة بتسبيح غير العقلاء ، عند الله ، و إنما العبرة ، كل العبرة ، بتسبيح ــ قل بطاعة ــ العقول ، و لذلك فانه ، تبارك و تعالي ، يقول (( و من أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله ، و هو محسن ، و اتبع ملة إبراهيم حنيفا ، و اتخذ الله إبراهيم خليلا ؟؟ )) و يقول (( و من يسلم وجهه إلى الله ، و هو محسن ، فقد استمسك بالعروة الوثقي ، و إلى الله عاقبة الامور..)) و روح هاتين الآيتين في قوله ( و هو محسن )) يعني يسلم وجهه لله ، و هو عاقل ، و مدرك ، و مختار لهذا الإسلام ــ هو عالم ، و حر ، في ذلك التسليم .. و في موضع آخر يقول تبارك و تعالي ، ( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد ، من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ، و يؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقي ، لا انفصام لها ، و الله سميع ، عليم )).. و العروة الوثقي هي القرآن .. قاعدته شريعة ، و قمته حقيقة .. و هو ، بين الشريعة ، و الحقيقة ، موصل إلى الله ، و لذلك قال ( و إلى الله عاقبة الأمور )).. العروة الوثقي هي طرف الحبل الممدود بين الله ، و الناس ، من استمسك به سار إلى الله ..
    41) لقد تحدثنا عن التعليم ، و قلنا : انه ، في جميع المجتمعات ، قد كان محاولة لإعطاء الحي مقدرة علي المؤاءمة بين حياته و بين بيئته .. و قلنا ان المشكلة إنما هي البيئة !! ما هي ؟؟ و لقد فهمناها فهما خاطئا .. و لقد ظل هذا الفهم الخاطئ يلازمنا إلى اليوم ، و إليه ترجع مشاكل المجتمع البشري برمتها و أخطاء تعليمه ، بصورة خاصة .. و لقد قلنا ان العلم المادي التجريبي قد كشف لنا ، بانفلاق الذرة ، ان المادة ، بالصورة التي تألفها حواسنا ، و تعرفها عقولنا ، ليست هناك ، و إنما هي ، لدي التحليل الأخير ، طاقة ، تدفع و تجذب ، في الفضاء .. هذه الطاقة معروفة الخصائص ، مجهولة الكنه ، و ليس في طوق العلم المادي ان يعرف كنهها ، لا الآن ، و لا في المستقبل ، بل انه لا يدعي لنفسه هذه الإمكانية ، بل انه يقرر أنها خارج نطاقه .. هو يقف ههنا و يسلمنا إلى العلم الروحي ــ تؤامه الأكبر ــ ليسير بنا ، أمامه ، في رحاب الوادي المقدس .. هذا هو موقف العلم المادي التجريبي ، بعد ان قطع مراحل التطور البدائية ، من التعدد ، إلى ان وصل إلى الوحدة .. فما هو موقف العلم الروحي التجريبي ، بعد ان قطع مراحل التطور البدائية ، من التعدديات ، إلى ان وصل إلى الوحدة ؟؟ (( كان الله و لا شيء معه .. و هو الآن ، علي ما عليه كان .. )) هذا حديث نبوي شريف .. و في حديث قدسي قال تعالي : (( كنت كنزا مخفيا ، فأحببت ان أعرف ، فخلقت الخلق ، فتعرفت إليهم ، فبي عرفوني .. )) و أصحابنا الصوفية يقولون : (( مافي الكون إلا الله ــ ذاته ، و أسماؤه ، و صفاته ، و أفعاله .. )) .. و أسماء الله ، و صفاته ، و أفعاله ، إنما هي تنزلات من ذاته .. و هي لدي التناهي ، ذاته.. فرجع الأمر إلى صاحب الأمر .. (( ألا له الخلق و الأمر)) .. (( كنت كنزا مخفيا )) ، ذاتا ، صرفا ، مطلقا ، فوق العبارة ، و فوق الإشارة ــ فوق الأسماء و الصفات .. (( فأحببت ان أعرف فخلقت الخلق )).. و لقد كانت أول حركة في الخلق تنزل الذات من الصرافة ــ من الإطلاق إلى القيد ــ إلى مرتبة الاسم، (( الله )) .. و هذه مرتبة الإنسان .. و هي مرتبة (( أحسن تقويم )) التي جاءت الإشارة إليها في قوله ، تبارك ، و تعالي : (( و لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) .. و لقد خلق الله بالإنسان الأكوان .. فجاء الفتق : (( ثم رددناه أسفل سافلين )) .. (( و أسفل سافلين )) هي أدني ، و أوهن ، صورة التجسيد ، و هي ذرة بخار الماء ــ ذرة غاز الهيدروجين ، و هي في مركز الأرض .. لقد كان الفتق من أعلي عليين إلى أسفل سافلين ــ من ألطف اللطائف ، إلى أكثف الكثائف ، فظهر بذلك النقيضان ، و تحرك بندول الإنسان ، في طريق الرجعي ، من (( أسفل سافلين )) إلى (( أحسن تقويم )) .. و لقد قلنا تحرك بندول الإنسان لأنه ، ما في الكون الحادث ، إلا الإنسان .. ان الاختلاف بين (( أحسن تقويم )) و ((أسفل سافلين )) ليس اختلاف نوع ، و إنما هو اختلاف مقدار .. التوحيد يمنع اختلاف النوع ان يدخل في المملكة ، فلم يبق إلا اختلاف المقدار .. و عن البندول يقول تبارك ، و تعالي : (( الله الذي خلق سبع سماوات ، و من الأرض مثلهن ، ينزل الأمر بينهن ، لتعلموا ان الله علي كل شئ قدير ، و ان الله قد أحاط بكل شئ علما .. )) فالنقيضان هنا هما السموات السبع ، و الارضين السبع ، و البندول الذي يتحرك بين النقيضين ــ بين اللطيف ، و الكثيف ، هو الأمر ــ (( يتنزل الأمر بينهن )) .. و الأمر هو روح الله المنفوخ في الإنسان .. الأمر هو روح الإنسان .. الأمر هو الإنسان حين تتزاوج نفسه مع روحه هذه ــ حين تتم وحدة بنيته .. قال تعالي عن عيسى بن مريم : (( قال : كذلك !! قال ربك : هو علي هين ، و لنجعله آية للناس ، و رحمة منا .. و كان أمرا مقضيا !!))

    42)الإنسان ، من حيث الحجم ، لا يذكر ، إذا ذكرت الأكوان ، و لكنه من حيث القيمة لا يذكر معه شئ ، لأنه هو سيد الأكوان .. خلق الله الإنسان بذاته من ذاته ، و خلق الله بالإنسان الأكوان .. نفخ الله روحه في الإنسان ، و نفخ روح الإنسان في الأكوان .. و قال الله ، تبارك و تعالي ،(( خلقت الإنسان لي و خلقت الأكوان للإنسان .. و قال تعالي ( ما وسعني ارضي ، و لا سمائي ، و إنما وسعني قلب عبدي المؤمن)) .. لقد خلق الله كل شئ بالفتق ــ فتق النقيض من النقيض ــ فجاءت المثاني .. قال تعالي ( و من كل شئ خلقنا زوجين ، لعلكم تذكرون .. )) ثم حرك بندول فكر الإنسان بين النقيضين ليتعلم ، فهو يفهم الضد ، بالضد ــ يفهم الخير ، بالشر .. و قال تعالي : (( سبحان الذي خلق الأزواج كلها ، مما تنبت الأرض ، و من أنفسهم ، و مما لا يعلمون..)) .. و أعلي الأزواج الذات المطلقة و الذات المقيدة ــ حيث قيدت الذات المطلقة نفسها ، بمحض الفضل ، في مقام الاسم ــ الله ــ الإنسان ــ الذات المحمدية ، التي هي أول قابل لتجليات الذات المطلقة .. فتنزل الذات الصرفة المطلقة لمقام الاسم ــ الله ــ هو أول الحركة ــ أول الفتق ــ أول الزمن ــ و ان كان زمنا يكاد يلحق بالمطلق .. ثم جاء الفتق الثاني من روح الإنسان إلى نفس الإنسان ــ من (( أحسن تقويم )) إلى (( أسفل سافلين )) .. ثم جاءت الفتوق كلها ، ذلك بان كل زوجين إنما هما مفتوقان من بعضهما ، لتقوم الضدية ، و تحدث حركة فكر الإنسان ، بين الضدين ، فيحصل العلم ، (( و من كل شئ خلقنا زوجين ، لعلكم تذكرون .. )) قال ، تبارك ، و تعالي ، : (( يأيها الناس !! اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، و خلق منها زوجها ، و بث منهما رجالا كثيرا ، و نساء ، و اتقوا الله الذي تساءلون به ، و الأرحام ، ان الله كان عليكم رقيبا!! )) .. فالنفس الواحدة ههنا هي نفسه ، تبارك ، و تعالي ، في المكان الأول ، ثم نفس آدم ــ الإنسان ــ في المكان الثاني .. و زوج آدم المخلوقة منه هي حواء ، و عنها جاءت الإشارة في آية ((يس )) بقوله (( و من أنفسهم )) .. و زوج الذات المطلقة ، المخلوقة منها ، هو آدم ، و عنه جاءت الإشارة في آية (( يس )) بقوله : (( و مما لا يعلمون)).. و من لقاء حواء بزوجها آدم جاء الاستمتاع الجنسي ، في علاقة زواج الحقيقة ، و الشريعة ، و جاءت المعارف ، و جاءت الذرية ، من رجال و نساء .. و من لقاء آدم بزوجه الذات الصرفة جاءت العبودية ، و جاءت المعارف .. و من المعارف رجال ، و نساء ــ معارف فكر ، و معارف شعور .. سبحان الذي خلق الأزواج كلها ، مما تنبت الأرض ، و من أنفسهم ، و مما لا يعلمون !!)) و داخل الفتق الثاني ــ من روح الإنسان ، إلى نفس الإنسان ــ تقع كل العوالم ، ما نري منها، و ما لا نري ، و ما نعرف منها ، و ما لا نعرف .. كل العوالم في الإنسان مطوية ، و لقد قال أحد العارفين في ذلك :

    و تزعـــم انك جـــــــرم صغيــــر **** و فيـــــك انطـــــوي العـــالم الأكبـــــر؟؟
    و هذا هو المعني الذي أشرنا إليه ، عندما قلنا : ان الله تبارك ، و تعالي ، قد خلق الإنسان بذاته ، ثم خلق بالإنسان الاكوان.

    43)و عن فتق الأكوان قال تعالي : (( أو لم ير الذين كفروا : ان السموات ، و الأرض ، كانتا رتقا ، ففتقناهما ، و جعلنا من الماء كل شئ حي ؟؟ أفلا يؤمنون ؟؟ )) و لكن هل رأى الذين كفروا : (( ان السموات ، و الأرض ، كانتا رتقا ؟؟ )) نعم !! و لا !! و إلا لما جاز السؤال !! ، رأوا ، لأنهم كانوا في جرم الإنسان .. و بالإنسان خلقت السموات ، و الأرض ، مرتتقة .. و بالإنسان فتقت.. و هم قد كانوا هناك !! و لم يروا ، عندما برزوا ، من جرم الإنسان ، إلى أجرامهم الخاصة بهم ، و التي وقع عليها التكليف الشرعي بالأيمان .. فالحقيقة دائما بين بين ، لا هي في النقيض الأيمن ، و لا هي في النقيض الأيسر ، و إنما هي بينهما ، و يمر عليها البندول ، و هو في حركته يمنة و يسرة ..
    بانفتاق السحابة التي كانت مرتتقة برز الكون ، باجرامه التي لا تحصي .. و الكون كونان ،انفتق أحدهما من الآخر ، وفق السنة الإلهية في خلق الزوجين .. الكون الخارجي ، و الكون الداخلي .. الكون الخارجي هو كون الشموس ، و المجرات ــ كون الشموس الثابتة .. و هي لم تسم (( الثابتة)) لأنها غير متحركة ، فما في الكون الحادث إلا متحرك ، و إنما سميت (( الثابتة )) لأنها محفوظة النسب ، في مواقعها ، رغم حركتها الدائبة ، حول نفسها ، و حول و نحو مركز ، هو نفسه ، متحرك ، يطلب من لا تصح في حقه ، الحركة ، و لا السكون : (( و إن من شئ إلا يسبح بحمده ، و لكن لا تفقهون تسبيحهم !!)) .. و الكون الداخلي هو كون المجموعة الشمسية ــ و هو جيب صغير جدا ، داخل الكون الخارجي .. و لقد كان الكون الخارجي سحابة مرتتقة ، فانفتقت ، فبرزت ، من تلك السحابة ، النجوم ، و الشموس ، و المجرات .. و لقد كان الكون الداخلي سحابة مرتتقة ، فانفتقت ، فبرزت من تلك السحابة شمسنا المعروفة ، و بناتها ، الكواكب السيارة التسعة ــ الأرض ، و الزهرة ، و عطارد ، و المريخ ، و المشتري ، و زحل ، و يورينص ، و نبتون ، و بلوتو .. ومن الناحية المادية فان مركز الكون الداخلي الشمس .. و لكن ، من الناحية الروحية ، فان مركزه الأرض ، لأن الأرض هي موطن الإنسان .. و الإنسان سيد الأكوان .. و كان القدامى ، السذج ، البسطاء ، الطيبون ، يظنون هذا الظن .. فلما تقدم العلم المادي ، و جاء الفلكيون ، المحدثون ، اكتشفوا ان مركز الكون الداخلي ، إنما هو الشمس ، و ما الأرض إلا كوكب سيار ، لا نور له من ذاته ، و إنما هو يستمد نوره من الشمس .. و هذا صحيح ، في المرحلة .. و عندما يجئ الوقت المعلوم .. عندما تتحد المادة و الروح .. فستظهر الأرض الكبرى، من الشمس ، و بناتها ، و منها ، و أهمها ،الأرض .. و يومها تنطفئ الشمس ، و تبرد ، و تنشأ فيها الحياة الأخري .. و تصبح هذه الأرض الكبري هي الكون الداخلي ، و حولها يدور الكون الخارجي ، و الجميع يدور حول المطلق ، حيث لا حول ، يومها يتحقق حلم القدامى السذج ، البسطاء ، الطيبين ، الذين ضحك ، من سذاجتهم ، الفلكيون ، الماديون ، المتحذلقون ، اليوم .. يومها يصبح مركز الكون الداخلي، و الكون الخارجي ، مركز الأرض الجديدة ، الأرض الكبري ــ يصبح المركز المادي ، و الروحي ، واحدا ، لأن المادة ، و الروح ، قد زوجتا ، فبرزت الوحدة ..
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de