الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 03:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    من أوراق الأستاذ/ محمود محمد طه داخل معتقلات مايو (3)
    ما هو الفرق الأساسي الجوهري بين الطريق (العلمي) والطريق (العلماني)؟ ؟
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
    [email protected]
    تتحدث الدعوة الإسلامية الجديدة أو الفكرة الجمهورية ، باستمرار في كتاباتها عن الإسلام في مستواه العلمي أو المرحلة العلمية من الإسلام ، ذلك في مقابلة المرحلة العقائدية أو الإسلام في مستواه العقائدي .. وتقول أن الإسلام في حقيقته ليس ديناً بالمعنى المألوف للأديان العقائدية السابقة كاليهودية والمسيحية ، وإنما هو علم نفس يعالج بمنهاجه العلمي وفق السنة النبوية العقد النفسية الموروثة والمكتسبة ، ويحرر الإنسان من الخوف الذي هو الأب الشرعي لجميع آفات السلوك التي إيفت بها الحياة البشرية في جميع العصور .. وبالتحرر من الخوف تتسع الحياة داخل النفس تدريجياً يغذيها الالتصاق بالله حتى تصل مرتبة ما لا عين رأت وأذن سمعت ، ولا خطرت على قلب بشر .. هذا العلم المعرف بالألف واللام كان عليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في خاصة نفسه ، ولم تكن طاقة المجتمع في القرن السابع الميلادي تسمح بالأخذ بهذا المستوى الذي عاشه النبي الكريم بين الناس ، فنسخ من ثم واستعيض عنه بتشريع أقرب إلى واقع الأمة تنزل عن المستوى العلمي لضرورة حكم الوقت .. ذلك هو المستوى العقائدي .. ما هو الفرق الأساسي بين المستويين العلمي والعقائدي ؟ الجواب هو أن المستوى العلمي يخاطب الناس على أنهم مسئولين ويعطي الفرد مطلق الحرية في التصرف بشرط ألا يتعدى على حريات الآخرين ، يدعمه في أن يحسن التصرف المنهاج التربوي .. وإذا تعدى تصادر حريته وفق قانون دستوري .. القانون الدستوري هو الذي يحفظ في سياق واحد حق الفرد في الحرية وحق المجتمع في الأمن .. مصدر هذا الفهم والسبب فيه هو المسئولية أمام الله يوم الحساب مسئولية فردية: (ونرثه ما يقول ويأتينا فردا) أو (كل نفس بما كسبت رهينة) أو (ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) .. هذه هي المسئولية الفردية التي أثبتت في آصل أصول الدين .. من هذا المنطلق نجد أن القرآن المكي عندما بدأت الدعوة أعطى الحريات بصورة واضحة: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) أو (فذكر إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر) أو (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) أو (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ..واستمرت الدعوة الإسلامية على هذا المنهج ثلاثة عشر عاماً ، تحمل النبي الكريم وأصحابه خلالها الأذى الجسيم في سبيل إرساء هذه الأسس على ارض الواقع .. الشاهد في الأمر أن المجتمع الجاهلي في ذلك الوقت لم يستجب لهذه المبادئ ، فدبر المشركون مكيدة لقتل النبي الكريم والتخلص منه ، فاختاروا شبان أقوياء من مختلف القبائل وتجمعوا حول بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل ولا يعرف من هو القاتل بالتحديد ، فيقبل أولياء الدم بالدية ..هذا الانتهاك الصارخ للحقوق الأساسية للإنسان نموذج ، دل دلالة واضحة وعملية على أن ذلك الأسلوب العلمي أرفع من الواقع ، ولا بد من مرحلة عقائدية تكون قاعدة للانطلاق والانفتاح على مرحلة العلم .. فهاجر النبي وأصحابه إلى المدينة وبدأ عهد جديد ، فيه فرضت وصاية النبي على الأمة ، وشرع القتال في مواجهة المعتدين وفق الآيات المدنية: (إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) إلى أن نزلت سورة براءة وجاء فيها: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) .. وأصبح الدخول في عقيدة الإسلام إجبارياً على كل فرد ولو كان منافقاً غير مقتنع ..وعليه نسخت الآيات المكية وأحكمت الآيات المدنية .. ما هو الحد الفاصل بين المستوى العلمي والمستوى العقائدي ؟ الجواب هو مستوى المسئولية .. هل الفرد مسئول مستعد لتحمل مسئوليته أمام القانون ، أم هو قاصر محتاج لوصي يرشده ويدرجه بصورة مباشرة نحو تلك المسئولية ؟ لقد كان المستوى العقائدي هو الأنسب لذلك الوقت ، وتربى عليه رجال كانوا نماذج في الانضباط وفي مستوى المسئولية ، وانتشر الإسلام عن طريق الجهاد والسيف ، وهذا الأسلوب أوقف العديد من ممارسات الجاهلية المتخلفة كوأد البنات وأكل الربا وقطع الرحم .. الخ .. وذلك بحشد الناس داخل العقيدة الواحدة حتى لو كانوا منافقين .. وعلى هذا ارتفع المجتمع درجة في التطور ما كان يمكن تحقيقها عن طريق المستوى العلمي الذي يريده الإسلام في الأساس ..
    اليوم هو يوم المستوى العلمي ، ما في ذلك أدنى ريب ، فإذا كانت الدعوات تنطلق من جميع الاتجاهات تؤسس لحقوق الإنسان عبر المواثيق والعهود الدولية وتبحث عن قانون الإنسان بكل سبيل ، فهل يعقل أن ندعو الناس للمستوى العقائدي ونترك المستوى العلمي الذي أسس مبادئ الحقوق الأساسية من قبل أن يعرف الناس شيئاً عن تلك الحقوق ؟؟ إن حكم الوقت يقتضي أن نحكم الآيات المكية وننسخ الآيات المدنية ، لكي نقيم الحكم الدستوري الذي يكفل حقوق المواطنة المتساوية للجميع ولا يفرق بين مواطن وآخر بسبب العقيدة أو الجنس .. وأي تأخير في الأخذ بهذه الدعوة إنما هو مضيعة للوقت وهروب من مواجهة المسئولية التي كلفنا بها الإسلام في أصوله .. العيب ليس في أحكام الشريعة الإسلامية أو الفروع التي أحكمت في القرن السابع وإنما العيب في العقول التي تحاول إقحامها في زمان غير زمانها ، وتطبقها على مجتمع لا تشبه مشاكله مشاكل ذلك الوقت بأي وجه من الوجوه .. لقد خدمت الفروع غرضها حتى استنفذته وعالجت مشاكل مجتمعها بالحلول الناجعة ، فوجب الآن الانتقال منها إلى الأصول حتى نظفر بالحلول الناجعة لمشاكل عصرنا نحن .. هذه هي الدعوة الجمهورية ، أو الرسالة الثانية من الإسلام ، وقد كتب الأستاذ محمود منذ عام 1951م عن أساس دعوته فقال: (إن ما جئت به من الجدة ، بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب ، وبحسبك أن تعلم أن ما أدعوا إليه هو نقطة التقاء الأديان جميعها حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم ، وتلك نقطة يدخل بها الإنسان عهد إنسانيته ولأول مرة في تاريخه الطويل) ..
    هنا يبرز سؤال في غاية الأهمية: هل ما حدث بالسودان خلال تجربة الحركة الإسلامية السلفية نابع من المستوى العقائدي أم من المستوى العلمي ؟؟ الجواب: إن ما شاهدناه على أرض الواقع لا علاقة له لا بالمستوى العلمي ولا بالمستوى العقائدي ، وإنما هو انحراف عن المستوى العقائدي سببه ضعف التربية الدينية .. فهم أقرب إلى عصابة نهب تلهث خلف السلطة من أجل المال ، هذا هو منهجها منذ المصالحة الوطنية أيام مايو ، وحتى لا يتهمنا القارئ بأننا إنما نبالغ بهذا الاتهام أو نصفي حسابات قديمة مع تلك الجماعة نقدم فيما يلي دليلنا على ما نقول .. عندما أنشأت الحركة الإسلامية بنك فيصل الإسلامي في عهد مايو ، لم يكن همها أن ترسي تعاليم الإسلام في العدل بين الناس على الأرض ، ليتساوى الناس في الحقوق أو على الأقل ليجد كل إنسان الحد الأدنى من المال الضروري للحياة الكريمة .. وإنما كان هدفها الأول هو تجميع أقصى قدر يمكن تحقيقه من أموال الشعب لمصلحة تنظيمهم هم .. ولذلك خدعوا السلطة بالإرهاب الديني ، بفكرة الصيغ الإسلامية فاستجابت لهم فأقاموا بنك فيصل لتنفيذ خطتهم .. ففي عام 1979م – 1981م ، ارتفع حجم التمويل لدى البنك بنحو 318% بينما لم تتجاوز الزيادة في حجم التمويل لدى البنوك التجارية الأخرى مجتمعة نسبة 56% !! فهل نتجت هذه الطفرة من التجويد والكفاءة أم من الزج باسم الإسلام واستغلال العاطفة الدينية ؟؟ لقد نال بنك فيصل من الإعفاءات والامتيازات ما لم تنله البنوك المملوكة للدولة في ذلك الوقت ، واليك قائمة بذلك:-
    1- كل أموال وأرباح البنك معفاة من جميع الضرائب..
    2- الأموال المودعة في البنك بغرض الاستثمار معفاة من الضرائب..
    3- مرتبات الأجور ومكافئات العاملين بالبنك وأعضاء مجلس إدارته ، ومكافئات هيئة الرقابة الشرعية ، معفاة جميعها من الضرائب..
    4- خول القانون محافظ بنك السودان إعفاء البنك من أحكام القوانين المنظمة للرقابة على النقد في الحدود التي يراها مناسبة.. وعند افتتاح البنك أعفى المحافظ كل معاملات وتحركات رأس مال البنك وودائعه بالعملات الأجنبية من القوانين المنظمة للرقابة على النقد.
    5- القوانين المنظمة للخدمة وفوائد ما بعد الخدمة غير ملزمة للبنك ، كما أن قانون المراجع العام لسنة 1970م غير ملزم أيضاً..
    لقد مكنت هذه الإعفاءات والامتيازات البنك من أن يحقق أرباحاً عالية جداً ، إذ ارتفع صافي أرباحه من 2.5مليون جنيه عام 1980م إلى 10.2ميون جنيه عام 1981م ، أي بنسبة زيادة 330% في عام واحد!! (للمزيد راجع كتاب بنك فيصل الإسلامي – الأخوان الجمهوريون).. تصور كم من الأموال ضاعت على الخزينة العامة بسبب تلك الامتيازات والإعفاءات التي انتزعها هذا البنك من سلطة مايو عن طريق الإرهاب الديني ؟؟ إن تلك الأموال هي أموال الشعب نهبت في وضح النهار باسم الإسلام ، ولذلك قلنا أن ممارسة هذه الجماعة لا علاقة لها بالإسلام في أي مستوى من مستوياته .. هذا ما كان في عهد مايو ، وفي فترة الإنقاذ خاصة التسعينات من القرن الماضي وجدت جماعة الحركة الإسلامية الفرصة كاملة في السلطة ، وشرعت منذ اليوم الأول في السيطرة على كل مفاصل الاقتصاد .. وقد عبر أحد قادتهم بعد الانقسام الشهير: (في عهد الإنقاذ عندما كنا سوياً في السلطة لا فرق بين أموال الدولة وأموال الحركة الإسلامية !!) لقد فصلوا للصالح العام كل من يظنون أنه عقبة في طريق هذا النهب المنظم ، فشردوا بذلك أبناء الشعب في أصقاع الأرض المختلفة تركوا زوجاتهم وأطفالهم وهاجروا يبحثون عن لقمة العيش الكريم .. فتعرضت تلك الأسر لضربات الخصخصة الموجعة ففقدت العلاج ، وفقدت التعليم .. أكثر من ذلك فإنهم مسخوا الخلق السوداني الأصيل الذي زرعه قادة الطرق الصوفية في هذه البلاد ، والذي شكل سمة الجاذبية التي تميز بها السودانيون عندما اغتربوا في الخارج .. هذا في القطاع العام ، أما في القطاع الخاص فقد سيطروا على كل قطاعاته سيطرة تكاد تكون تامة ، ولم يتركوا مجالاً في السوق إلا احتكروه لأنفسهم ، يستغلون الأسماء المنسوبة للإسلام كلافتات لأعمالهم الخاصة فمثلاً :المستوصف الإسلامي ، المخبز الإسلامي ، الصيدلية النبوية .. الخ .. إن الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي عانى منها الشعب السوداني تحت سلطة هذه الجماعة ، نحتاج في متابعتها وتسجيلها إلى مجلدات ، فهذه مجرد خطوط عريضة .. فهل في هذا الواقع المرير ما يدل على وجود روح تربية دينية في أي مستوى من مستوياتها ؟؟ ألم نكن على حق عندما قررنا بصورة حاسمة أن ما جرى في السودان على يد الحركة الإسلامية لا علاقة له بالمستوى العلمي ولا بالمستوى العقائدي ؟؟
    في الفقرة التالية نقدم من ديباجة الدستور: ما هو الفرق بين الطريق العلمي والطريق العلماني ؟ ونترك للقارئ الفرصة ليقيم من خلال شرح الأستاذ محمود لهذا الموضوع هل ممارسات الحركة الإسلامية التي أشرنا إليها موجهة من عقل المعاش العلماني أم من عقل المعاد العلمي ؟ فإلى الديباجة:-
    يسمي كارل ماركس اشتراكيته : الاشتراكية العلمية .. في حين يسمي اشتراكية روبيرت اوين: الاشتراكية المثالية.. و الناس يتحدثون، في الوقت الحاضر ، عن العلمية بتأثر كبير برأي كارل ماركس عن اشتراكيته ، و لكنهم غير دقيقين في هذه التسمية .. اشتراكية ماركس علمانية ، و ليست علمية .. و كذلك كل ما يتحدث عنه الناس الآن ، إنما هو علماني ، و ليس علميا .. الفرق بين العلمية ، و العلمانية ، ان العلمانية علم ناقص .. و تجيء العبارة عنه في القرآن ( وعد الله ، لا يخلف الله وعده ، و لكن اكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، وهم ، عن الآخرة ، هم غافلون!!)) سماه ، و نفي عنه ، انه علم .. قال ((لا يعلمون)) ثم قال " يعلمون ظاهرا" .. و هذا الظاهر إنما هو المادة كما تتبادر إلى حواسنا .. العلمانية تتعلق بالحياة الدنيا ــ الحياة السفلي ــ حياة الحيوان ، و تغفل عن الحياة الأخرى .. الحياة العليا ، و هي حياة الإنسان .. كارل ماركس ينكر الغيب ، و ينكر الحياة الأخرى ، و تتعلق اشتراكيته بالسعي في الحياة الدنيا ، وفي ، ظاهرها ، و من ثم فهو علماني ، و ليس عالما .. العلم هو الذي ينسق بين الحياة الدنيا ، و الحياة الأخرى، علي غرار العبارة النبوية : "الدنيا مطية الآخرة “ .. العالم ذكي، و العلماني شاطر.. و الفرق بين الذكي و الشاطر ان الذكي يملك ميزان القيمة ، و يقيم الوزن بالقســــط .. و الشاطر لا يملك هذا الميزان ، فهو يخبط كحاطب ليل .. الذكي يعرف الوسائل و الغايات ، و ينسق بينها ، فلا يصرف ، في سبيل الوسيلة ، من الجهد ، ما ينبغي ان يصرف في تحصيل الغاية .. و الشاطر قد يفني حياته في سبيل الوسيلة ، لأنه لا يملك التمييز الدقيق بين الوسائل،والغايات.. الدنيا وسيلة الآخرة ، فيجب ان تنظم بذكاء ، و بعلمية لتتأدي إلى الغاية المرجوة منها.. و لا يستطيع ذلك العلمانيون و إنما يستطيعه العلماء..

    16) الحضارة الغربية الحاضرة بشقيها ــ الاشتراكي و الرأسمالي ــ إنما هي حضارة مادية ــ قيمة الإنسان فيها مهدرة ، و قيمة الحطام مرتفعة.. هي حضارة، و ليست مدنية.. هي حضارة التكنولوجيا الهائلة ، و الآلات الرهيبة ، و لكن الإنسان فيها ليس سيد الآلة .. لقد نمت التكنولوجيا الثروة بصورة خيالية، و لكن ، لغياب القيمة ، لم يكن هناك عدل في توزيع الثروة ، و إنما انحصـرت في أيدي القلة ، و اصبح الفقر نصيب الكثرة ، فذهل الغني ، بالغني ، عن إنسانيته، كما شغل الفقير ، بالفقر ، عن إنسانيته، فانهزم الإنسان ، في هذه الحضارة المادية ، الآلية الهائلة، المذهلة.. لقد وصلت هذه الحضارة إلى نهاية تطورها ، ووقف طلائعها في نهاية الطريق المقفول ــ طريق المادية الخالية من الروحية.. و لا بد للبشرية التي سارت في هذا الطريق العلماني حتى بلغت نهايته من ان تعود لتدخل من جديد ، في الطريق العلمي..

    17) من الأمم الإسلامية أمم متقدمة ، بمقاس الوقت الحاضر ، فدخلت خلف طلائع الحضارة الغربية في هذا الطريق العلماني، و قطعت فيه شوطا ، به اعتبرت متقدمة ، في الوقت الحاضر.. و من الأمم الإسلامية أمم متخلفة ، بمقاس الوقت الحاضر ، فلم تصل حتى إلى مفترق الطريقين ــ الطريق العلمي و الطريق العلماني ــ وهي بذلك اعتبرت متخلفة .. أما نحن السودانيين ، فإننا ، بفضل الله علينا ، نقف اليوم في مفترق الطريقين .. لقد دخل بعضنا في طريق الحضارة الغربية الحاضرة ، تبعا لطلائـع هذه الحضارة ، و لكنه لم يوغل ، و لم يبعد عن مفترق الطريقين .. أما الشعب فانه بفضل الله علينا ، و علي الناس ، يقف عند مفترق الطريقين ، تماما ، محتفظا باصائل طبائعه التي قد قدها الله تعالي له من شريحة الدين (( أما نحن الجمهوريين ، فبفضل الله علينا ، و علي الناس ، قد امتد بصرنا حتى رأينا قافلة البشرية الحاضرة ، و هي تقف حائرة، عند نهاية طريق العلمانية المسدود ، و اصبح واضحا عندنا، ان علينا لأن ندخل بشعبنا طريق العلمية حتى نكون للبشرية ــ قل للإنسانية ــ طليعة جديدة .. طريق العلمية طريق مفتوح علي الإطلاق ، و سير الإنسانية فيه سير سرمدي .. فهو يحقق فيه ، كل حين ، قدرا من إنسانيته ، و من كرامته ، و من عزه ، و من كماله.. و ليس لكمال الإنسان نهاية ، لان نهايته عند الله (( و ان إلى ربك المنتهي )) و لا منتهي لكمال الله تبارك و تعالي .

    18) ان العلمية لا تستغني عن العلمانية ، و إنما تضعها في موضعها ، و هو موضع الوسيلة من الغاية ، علي غرار (( الدنيا مطية الآخرة)) .. فمن استغني بالدنيا عن الآخرة لقد ضل ضلالا بعيدا .. و من حاول ان يطلب الآخرة بدون الدنيا فقد ضل .. و القصد القويم هو ان تأخذ من دنياك زاد الراكب ، لتسير إلى أخراك .. هذا هو المقصود بقولنا ان العلمية لا تستغني عن العلمانية .. الحضارة العلمانية ، المادية الآلية ، الحاضرة ، حضارة عملاقة ، و لكنها بلا روح ، فهي تحتاج إلى مدنية جديدة تنفخ فيها هذا الروح و توجهها الوجهة الجديدة ، التي تجعلها مطية للإنسان بها يحقق إنسانيته، وكماله.. وهذا ماعلينا ان نقدمه نحن من الاسلام.. ان الطريق العلمي الجديد الذي علي الشعب السوداني ان يدخله منذ اليوم ، هاديه كتاب الأجيال ــ القرآن ــ و دليله محمد ، النبي الأمي، الذي جسد القرآن ، في اللحم و الدم فمعرفة الأكوان ــ العلمانية ــ و معرفة الله ــ العلمية ــ يجب التنسيق بينهما بعلم ، لان الأكوان إنما هي مطية الإنسان، في سيره إلى الله .. يقول تعالي : ((سنريهم آياتنا في الآفاق ، و في أنفسهم ، حتى يتبين لهم : انه الحق.. أو لم يكف بربك ، انه علي كل شيء شهيد ؟؟)) و يقول ( خلقت الأكوان للإنسان ، و خلقت الإنسان لي.. )) و هذا هو معني قوله تعالي : (( ما وسعني أرضي، و لا سمائي ، و إنما وسعني قلب عبدي المؤمن !!))

    19) علينا ان نعلم أنفسنا ! و ان نعلم شعبنا، و ان نعيد تعليم المتعلمين منا ، من جديد ، فنخرجهم من الطريق العلماني، إلى الطريق العلمي.. ان علينا لان ننشئ التربية ، و التعليم .. فأما التربية فببعث سنة النبي فينا معاشة .. و هي تعني ((العدل)) : العدل بين العبد و الرب ، و العدل بين العبد و نفسه، و العدل بين العبد و أهله ، و العدل بين العبد و الناس، و العدل بين الناس.. و هذا كله وارد في الكتب الجمهورية ــ ((طريق محمد)) و (( أدب السالك في طريق محمد )) و (( الرسالة الثانية من الإسلام)) و (( رسالة الصلاة)) و (( تعلموا كيف تصلون)) الخ الخ .. و سيكون مجال التربية التعليم الرسمي ، في المدارس ، و المنابر الحرة ، في كل ميادين القرى ، المدن ، و منابر المساجد ، و منابر المدارس ، و المعاهد ، و الجامعات ، و كل مجاميع الشعب .. و أما التعليم الرسمي سيكون مجاله المدارس ، و المعاهد ، و الجامعات ،هو تعليم يقوم علي العلم المادي التجريبي، حتى يتقن المواطن، و المواطنة ، المقدرة علي تصميم الآلة ، و صنعها ، و استعمالها ، و صيانتها ، لكي يكون نافعا لمجتمعه بتسخير العلم المادي لخدمته .. لقد قلنا ان العلم المادي ، و العلم الروحي، قد اتفقا علي وحدة الوجود ، و ذلك يعني ان بيئتنا التي ظللنا نحاول التعرف عليها في الآماد السحيقة بوسيلة العلم المادي ، و العلم الروحي ، قد ظهرت لنا علي حقيقتها ، بفضل الله علينا ، ثم بفضل هذين العلمين.. ان علينا لان نعيد توجيه برامج تعليمنا حتى يجد الفرد منا المقدرة علي المواءمة بين حياته وبين بيئته هذه الجديدة ، و لما كانت هذه البيئة الجديدة ، إنما هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي كما سبق ان قررنا فقد أصبح علي الحي ان يعلم مظهرها و مخبرها ــ خصائصها و كنهها ــ و هذا ما يوجب تعلم العلم المادي ، التجريبي ، و العلم الروحي كليهما ، لكي يتم تواؤم الحي مع بيئته هذه القديمة، الجديدة..


    20) لقد أصبح علينا ان نعطي كلمة الديمقراطية : حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب معني جديدا يناسب المرحلة المقبلة من مراحل تطور البشرية المعاصرة .. لقد سبق ان قررنا ان كلمة الديمقراطية قد تطورت في معناها عبر ما يزيد علي الألفي سنة بتطور معني كلمة الشعب .. لقـد أصبحت كلمة الشعب في الديمقراطيات النيابية عندنا اليوم تعني كل المواطنين ، من رجال، و نساء، منذ ان يبلغوا الرشد .. هذا تطور في ((الكم)) لا يكاد يحتاج إلى مزيد ، و إنما يجب ان ندخل ، في تطوير كلمة الشعب ،((الكيف)) بعد ان استوفينا ، أو كدنا نستوفي ، (( الكم)) .. ذلك بان الحكم الديمقراطي لا يمكن ان يحققه شعب جاهل كما سبقت إلى ذلك الإشارة .. و لا نعني بالجهل هنا عدم تعليم المدارس ، فقد سبق ان بينا ان تعليم المدارس، الحاضر ،علي النهج الغربي وحده ، ليس بعلم ، و إنما هو علم ناقص ــ هو علمانية ..
    هذه مرحلة البشرية ، و أمامنا مرحلة الإنسانية .. و مرحلة الإنسانية تطور فوق مرحلة البشرية ، كتطور مرحلة البشرية ، فوق مرحلة الحيوانية .. و لقد فصّلنا في ذلك في مقدمة الطبعة الرابعة من كتابنا : (( رسالة الصلاة)) حيث تحدثنا عن مراحل نشأة الإنسان ، و قلنا ان له أربع مراحل ، في نشأته هذه المباركة .. قلنا هناك (( لقد تحدثنا عن المراحل الأربع من نشأة الإنسان .. تحدثنا عن المرحلة الأولى فقلنــا : ان بدايتها في الأزل ، حيث برز الإنسان في الجسد ، في المادة غير العضوية تلك التي نسميها ، اصطلاحا ميتة ــ ونهايتها عند دخول المادة العضوية فى المسرح..
    (( و تحدثنا عن المرحلة الثانية ، و قلنا : ان بدايتها عند ظهور المادة العضوية ــ تلك التي نسميها ، اصطلاحا ، حية ــ و نهايتها عند ظهور العقل .. و يتضح لنا من هذا ، ان الشبه كبير بين المرحلتين : الأولى و الثانية ، فهما معا مرحلة الجسد الصرف ، علي اختلاف مستوياته من ذرة بخار الماء وإلى أعلي الحيوانات الثديية ، ما خلا الإنسان ..
    وأما المرحلة الثالثة فهي تتميز عن المرحلة الثانية ببروز العقل من الجسد، و هو عهد جديد و خطير .. (( و أما المرحلة الرابعة فهي تتميز عن المرحلة الثالثة ، بدخول الحاسة السادسة ، و الحاسة السابعة ، في المسرح ، و تلك درجة جديدة من درجات الترقي ، تصبح بها الحياة البشرية شيئا جديدا ، مختلفا عما ألفنا من قبل .. و لذلك فأنا نستطيع ان نقول : ان لدينا ثلاث مراحل لنشأة الإنسان ، مرحلة الجسد الصرف ، و مرحلة الجسد و العقل المتنازعين، و أخيرا مرحلة الجسد ، و العقل المتسقين .. )) انتهي..
    و أما مرحلة الجسد و العقل المتنازعين هي مرحلة البشرية ، منذ بدء الخليقة ، و إلى اليوم .. و أما مرحلة الجسد و العقل المتسقين ، فهي مرحلة الإنسانية ، التي هي قبلة البشرية الحاضرة ، منذ اليوم ، و ليس لها منها بد ..

    21) مرحلة الجسد و العقل المتنازعين، هي مرحلة الكبت ، التي نعيشها الآن و التي بها ارتفع الإنسان فوق مرتبة الحيوان ــ فوق مرحلة الجسد الصرف ــ و الفضل في ذلك لله ، ثم للعقل.. و العقل عقلان، عقل المعاش، و عقل المعاد .. فأما عقل المعاش فهو القوة الّدراكه فينا التي استلها من الجسد ، الخوف من القوي الرهيبة التي هددت الحياة بالموت الذريع ، منذ أول النشأة .. فهو ، من أجل ذلك ،قلق، مضطرب ، خفيف ، يجسد الخوف و يجسد الحرص .. و هو موكل بمجرد حفظ حياة الحيوان و حركته ليست فكرا ، و إنما هي قلق ، و خوف مما يجيء به المستقبل المجهول .. هو غريزي ، و ليس مفكرا .. هو شاطر، و ليس ذكيا ، و إدراكه علماني، و ليس علميا .. و قد وردت الإشارة لهذين المعنيين قبل حين .. و من هذا العقل يجيء الجبن، و الحرص ، و حب الادخار ، و البخل ، و كل مذام الصفات .. و أما عقل المعاد فهو أيضا القوة الدّراكه فينا ، و هو الطبقة التي تقع بين عقل المعاش ، والقلب ، وهو أيضا خايف ، و لكن خوفه ليس عنصريا ، ساذجا ، و إنما هو خوف موزون بالذكاء الوقاد ، الذي يملكه حين يفقده عقل المعاش الشاطر .. عقل المعاد ،موزون،رزين ، وقور .. و هو أيضا موكل بحفظ الحياة ، و لكنه لا يخاف عليها من كل ناعق ، كما يفعل عقل المعاش ، و ذلك لأنه يملك موازين القيم .. فهو قد يستهين بالخطر الماثل ، في سبيل الآمن الدائم ، و هو قد يضحي باللذة العاجلة ، ابتغاء اللذة الباقية ــ هو ينشغل بالحياة الأخرى ، اكثر مما ينشغل بالحياة الدنيا ــ عقل المعاد هو عقل الدين ــ هو الروح ــ نحن لا نفهم الدين بعقل المعاش ، و إنما نفهمه بعقل المعاد.. و عقل المعاش يتأثر بعقل المعاد ، و يؤثر فيه ، قال تعالي في العقلين ( الشيطان يعدكم الفقر ، و يأمركم بالفحشاء ، و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا ، و الله واسع عليم ..)) الشيطان هنا عقل المعاش ، و الرحمن عقل المعاد .. و الشيطان داخلنا ، و خارجنا.. خارجنا هو الروح الشرير الذي لا يأمر بخير ، و داخلنا هو عقل المعاش ، الذي ينصت للشيطان ، و يأتمر بأمره .. و إنما هو داخلنا لأننا خلقنا مـن الطين المحروق بالنار ، في حين خلق الشيطان من النار .. (( خلق الإنسان مـن صلصال كالفخار* و خلق الجآن من مارج من نار )) .. و عقل المعاش حين يؤثر علي عقل المعاد يزلزله ، و يخرجه من وقاره ، و يذهله عن قيمه ، و إنما من أجل تهذيب عقل المعاش جاءت الشريعة .. فهي، بوسيلة العبادة ، و بوسيلة العقوبة ، تسير عقل المعاش ليتهذب ، و يلتقي بعقل المعاد ..

    22) و العبادة ثلاث مستويات: فكرية و قولية ، و عملية .. و اعلي مستويات العبادة العملـية الصلاة .. و هي تشمل الفكر، و القول، و العمل، منذ بداياتها .. و الصلاة تهذب عقل المعاش ، بصورة أوكد من كل عبادة ، لأنها تحارب الجولان بين الماضي، و المستقبل، و تروض المصلي على ان يعيش اللحظة الحاضرة .. و هي قد فرضت في مقام ( ما زاغ البصر و ما طغي)) .. و من ههنا اكتسبت المقدرة علي محاربة الجولان ، بين الماضي و المستقبل، الذي هو آفة فكر المعاش الأساسية .. و أما وسيلة العقوبة و أعلاها الحدود.. و الحدود خمسة ، و قد وردت الإشارة إليها في موضع سابق من هذا الحديث.. و الحدود يمكن ان تنضوي تحت القصاص .. فالقصاص معاوضه ــ من اتلف شيئا يعوضه ــ و الحدود معاوضه و القصاص قانون حياة ، أولا ، ثم قانون دين، ثانيا .. قبل ظهور العقول كان القصاص ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* و من يعمل مثقال ذرة شر يره)).. ثم بعد ظهور العقول جاء قانون الدين ( و كتبنا عليهم فيها: أن النفس بالنفس ، و العين بالعين ، و الأنف بالأنف ، و الأذن بالأذن ، و السن بالسن، و الجروح قصاص..)) و اليوم فان قانون الحياة ساير.. و أحسن حالات الناس ان يسيروا بقانونهم مصاقبين لقانون الحياة .. و قد جاء قانون الدين مصاقبا لقانون الحياة ، لان الله تبارك و تعالي ، يريد ،بمحض فضله، للعقل البشري ان يصاقب ، و ينطبق ، علي العقل الكلي ــ العقل المحيط ــ العقل الالهي.. و من اجل ذلك أرسل الرسل ، و أنزل الكتب ، و شرع الشرائع.. و لقد جاء عندنا في القرآن ( و أنزلنا اليك الذكر ، لتبين للناس ما نزل إليهم ، و لعلهم يتفكرون ..)) فبالعبادة و المعاملة ، في المجتمع ، وفق الشريعة ، و الطريقة ، و الحقيقة ، يــقوي الفكر ، و يسير العقل بالحياة مصاقبا للعقل الكلي ، كل حين، و في ذلك كمال العقل ، و القلب ، و الجسد..

    _________________
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de