"الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2007, 06:04 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه (Re: Omer Abdalla)


    الأستاذ عبد الوهاب حجازي
    تحية طيبة
    لقد سعدت بمداخلتك الأخيرة لأنها جاءت بروح تبعث على الحوار الموضوعي ولا يملك الشخص الا أن يحترم آراءك فيها برغم اختلافه مع جل ما جاء فيها كما سأبين .. ولا غرو من الاختلاف والنظر للمواقف والأفكار من زوايا مختلفة واسماع الآخر صوتنا فيما نراه الحق حتى ولو جاء ذلك على غير ما يهوى وهو ما فعلته أنت وما أظن أنني قمت به ايضا في كتابتي السابقة والحكم في الآخر للقراء وللتاريخ ..
    دعني أبدا بقولك حول ما أسميته "التشويه المريع الذي أصاب وصية الأستاذ محمود" في اشارة لما كتبه الأستاذ الراحل جلال الدين الهادي .. فأنت قلت عن ذلك أنه:
    Quote: أمر يمكن أن يصيب الكثيرين بالهلع من مقدار الجسارة التي يمكن أن يقبل بها البعض في تشويه آثار الآخرين أو صورتهم. رغم أن ذلك ربما يكون بدافع الجهل أو التصور الخاطئ. وقد صدمت بشكل خاص بما ورد من أنه أوصى بأن لا يصلى عليه. فذاك أمر جلل. حيث أن الأمر إن كان كذلك لكنتم أنتم أنفسكم قد خالفتم هذه الوصية بحسن ذكركم إياه. إذ حتى تلك يمكن أن تكون صلاة.

    أولا ، أنا تحدثت عن الملابسات التي كتب فيها الأستاذ جلال الدين تلك الوصية من الذاكرة وبعيدا عن أي مصادر توثيقية يرجع لها حيث كتب مذكراته تلك في القاهرة تلبية لطلب من الأستاذة أسماء محمود وواضح فيها أن كلمات الوصية التي طال عهده بقرائتها اختلطت عليه حيث أوردها كالآتي: "لا أغسل.. ولا يكشف عن جسدى.. وأكفن فى ملابسى القديمة وتوبى القديم.. ولا يصلى علىّ، ولا توضع على قبرى إشارة أو علامة" بينما كانت كلمات الوصية: "لا يفرش على ولا يتصدق ولا أكفن في جديد ولا يناح علي ولا تجعل علي قبري أي علامة ويباشر غسلي زوجتي" ..
    وهو خطأ غير مقصود ولا يمكن أن يحسب كدليل على "الصورة المبالغ فيها في تعظيم الأستاذ محمود" والتحوير الذي حدث لصورة السيد المسيح بالفلم المذكور."
    ثانيا ، إن ما نسبه الأستاذ جلال للوصية قد تم بالفعل ، وربما يكون ذلك سببا أساسيا في الخلط الذي وقع في تذكره لنص الوصية ، حيث لم نسمع ممن قاموا بأخذ جسد الأستاذ محمود بالطائرة ودفنوه في صحراء امدرمان بأنهم صلوا عليه أو غسلوه أو حتى وضعوا علامة على قبره بل المؤكد أنهم دفنوه بملابس السجن (عراقي الدمورية والسروال) التي أعدم فيها ويجدر هنا ذكر أن الأستاذ محمود كان قد علق في أثناء سجنه على أن تلك الملابس بـأنها أشرف لبس يلبسه .. فقد كان أن ألبستها له الحكومة الاستعمارية في الأربعينات بسبب مقاومته لقوانينها القمعية ثم ألبستها له حكومة الهوس الديني في عهد نميري بعد ذلك بأربعين عاما لمقاومته أيضا لقاونينها القمعية ولدفاعه عن الشعب السوداني في كلا الحالتين .. وطرف كبير من هذا الذي تم له ورد في تلك الوصية التي كتبت في بداية الخمسينات .. ثم لو كان غرض الجمهوريين "تضخيم" الصورة "الحقيقية" بمثل هذه الأقوال كما أشرت أنت فمن الذي قام بتصحيح ذلك الخطأ (أو قل التضخيم) في رواية الأستاذ جلال ، أولا ، بأيراد صورة الوصية كما هي تحت حديث الأستاذ جلال مباشرة ، وثانيا ، بإيراد تصحيح الأستاذ عصام عبد الرحمن وهو من الجمهوريين؟!!
    أما أن يكون دافع كاتب المقال هو الشفقة لا التشفي كما أشرت أنت ، فالله أعلم بما في الصدور ولكننا علقنا على ما بدا لنا من ظاهر كتاباته التي بدا لنا فيها التحامل والتشفي حتى في عنوان المقال "محمود اغتالوه أم قتل نفسه؟ ".. وعلى أي فقد ظهر جليا أن حال هذا الكاتب هو الذي يدعو للشفقة لا ما حاول أن ينسبه هو للجمهوريين من تصورات وأوصاف تحاملا واعتسافا كما بينا .. ولم يكن ما نقله من أحاديث للجمهوريين في موقع الفكرة غير تلك الصورة الحقيقية التي حاول هو تطفيفها لشيء في نفسه .. ولذلك ليست هنالك صورة أخرى حقيقية ليوظفها الجمهوريون بديلا لصورة التقديس "إلى الحد الذي ينال من مجاهدات آخرين سبقوا الأستاذ محمود في الفداء الفكري والبلاء السياسي كليهما." كما قررت أنت هنا ، وسنعود لذلك ..
    Quote: بظني أن المقال لم ينكر الجريمة ولم يحاول تطفيف الثبات الذي أبداه الأستاذ فقد جاء بالمقال ما يلي:
    (وشد ما يعجب الاحتفاء المشتط الذي شارك فيه بعضُ غير يسير من التيارات السياسية السودانية الأخرى والتي جعلت من الرجل سيد شهداء الفكر على الأقل بالنسبة للسودانيين خلال ربع القرن الأخير أو نحوه. والحق أن الثبات الذي أبداه الرجل والجسارة التي بدا عليها في خواتيم أيامه تؤهله لينال حظاً من ذلك.) أكرر يقول تؤهله أن ينال حظاً من ذلك – أي من ذلك (الاحتفاء المشتط الذي جعل الأستاذ سيد شهداء الفكر على الأقل بالنسبة للسودانيين خلال ربع القرن الأخير أو نحوه.).
    وأعتقد أن المقال قد نبه إلى السوء الذي ربما ينجم عن المغالاة في الأمر.

    قولك بعاليه يحتاج الى مراجعة فصاحبك أنكر الجريمة في العنوان التقريري الذي اختاره لمقاله كما أشرنا "محمود اغتالوه أم قتل نفسه؟" ثم أنه طفف صمود الأستاذ وشجاعته أمام قتلته التي تمثلت في مواجهته لقضاة السلطان وفي الثبات وتلك الإبتسامة الأسطورية أمام الموت وذلك بمحاولة مقارنته بصدام حسين .. ثم انه استنكر احتفال التيارات السودانية التي رأت في وقفة الأستاذ القوية ضد الظلم ومن غير سلاح غير سلاح الكلمة والفكر ولذلك أطلقوا عليه "شهيد الفكر" أو "سيد شهداء الفكر" خاصة وأنه حوكم على آرائه بينما حوكم غيره من الشهداء على محاولات أحزابهم للأنقلاب المسلح على السلطة .. هو استنكر عليهم ذلك ووصف احتفالهم بال "الأحتفاء المشتط" فإذا قال بعد ذلك "والحق أن الثبات الذي أبداه الرجل والجسارة التي بدا عليها في خواتيم أيامه تؤهله لينال حظاً من ذلك" فهل تظن أن هذا يغير في حكمه المتعسف شيئا ؟!!..
    ولقد يعجب الواحد من قولك:
    Quote: أما من جانب آخر فأدعوك للتمهل قليلاً في الإساءة إلى ذكرى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إذ أن هناك من يجلونه جلالكم لمحمود. ومن بين هؤلاء زملاء لكم بهذا المنبر. وإن أنت فعلت فما فضلك على كاتب المقال والذي يرى أن محموداً لا يعدو أن يكون سياسياً يناور كما يفعل الآخرون. هذا فضلاً أن الرجلين الآن في جوار ربهما. والله أعلم برجعاهما. وأرجو أن تستذكر هنا الحديث (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع... الحديث)
    لعلك تشاركني الرأي أن التزام ما نذيع من مناهج ليس بالشيء اليسير.

    فمن هو الذي قارن بين وقفة الأستاذ محمود ووقفة صدام حسين أن لم يكن غير هذا الكاتب الذي تحاول أن تدافع أنت عن آرائه .. بالطبع يمكن للكاتب أن يصف الأستاذ محمود بما يريد ويحق لنا أن نفند دعاويه ونذكره بأن الأستاذ محمود داعية فكر ومواقف لم تمتد يده لبطش أحد ولم تحرك مواقفه أطماع سياسية أو اقتصادية كما حركت غيره وحياته كانت كتابا مفتتوحا يعرفه الجميع كما يمكننا أن نتحدث عن تاريخ صدام حسين ، كدكتاتور حكم شعبه لمدة ثلاثين عام بحد السلاح وقتل من معارضيه الألاف وسجن الآلاف وأحرق من مواطنيه المئات بالمواد الكيمائية بل امتدت أياديه بالقتل حتى لأفراد أسرته .. هذا تاريخ معروف ومرصود لا يقوى أحد على أنكاره أو إثارة الغبار حوله وإذا وُجد من يظن أن في الأمر تزييف فالفرصة متاحة لديه ليوضح مبلغ الخطأ في حديثنا .. الى هنا وحديثنا محصور عن سيرة الرجلين والظروف التي أدت لقتل (أو اغتيال) كل منهما والتي حاول الكاتب بقدرة قادر أن يطابقها فاستوجب ذلك منا التصحيح والتوضيح .. فلماذا تلومنا على ذلك ولماذا تحاول أنت الآن أن تلوي عنق الحديث وتجعله عن رجعاهما أو تقبلهما عند ربهما ,, فهل هذا كان مجال حوارنا؟!!!!
    والموقف الذي ذكرته عن الإنتفاضة لا أدري ما هو سبب ذكره هنا حقيقة فليتحدث من يشاء عن مواقفه وعن بطولاته وسيحكم الشعب وسيحكم التاريخ وقبل ذلك سيحكم رب العباد ان كان ما ادعاه صحيح أو باطل والموقف الذي ذكرته أنت يقف خير دليل على ذلك .. فإذا كان للراحل عمر نور الدائم عليه رحمة الله غرض سياسي من حديثه ذلك فما هو غرضنا نحن من كتابة سيرة الأستاذ محمود وحركته برغم أن نظرة الناس لا تزال مشوبة بعدم الفهم للكثير من تلك المواقف؟ مثلا هل تعلم أن الجمهوريين لو اختاروا معارضة نظام مايو كما فعلت بقية التظيمات بيسر لكانوا وجدوا قبولا أكثر وسط الناس فما أسهل أن تحدث الناس وقتها عن أن سعر الرغيف فاق القرشين أو أن الامبريالية الأمريكية والبنك الدولي تدخلا في الشأن السوداني .. وهل تعلم أن عدد كبير من الأصدقاء الذين كانوا مقتنعين بالفكرة الجمهورية أيام أركان النقاش في السبعينات وأوائل الثمانينات لم يحل دون التزامهم غير موقف الجمهوريين من مايو؟ ولكن رغم ذلك ولأن الجمهوريين كانوا مستيقنين من أن مصلحة الشعب السوداني وقتها كانت في بقاء نظام مايو لم يبالوا بكل هذا واستمروا في موقفهم حتى استنفد النظام غرضه وفقد صلاحية بقائه فبادروا بمعارضته وهو في أعنف حالاته بمعارضيه ودفعوا في ذلك أغلى ثمن.. فالجمهوريون لم تكن لهم مطامح سياسية في تأييدهم أو معارضتهم لنظام مايو فقد كان همهم الأول والأخير هو مرضاة ربهم ورعاية مصلحة الشعب السوداني وقول الحق حتى ولو وضعهم ذلك في كفة ووضع بقية الناس في كفة .. فهم لم يساوموا الناس في دينهم وفكرتهم برغم محاكم الردة التي نصبت لهم منذ الستينات وبرغم العداء المستفحل الذي شنه عليهم السلفيون على طول المدى وكذلك هم لم يساوموا في مواقفهم السياسية برغم غرابتها وعدم تفهم الناس لها (ومن ذلك معارضتهم لسياسات جمال عبد الناصر في الحرب والأرتماء في احضان السوفييت وكذلك معارضتهم لملوك السعودية وتأييدهم للسلام بين العرب وإسرائيل وتأييدهم لمايو) وهم في ذلك يقتدون بالنبي الكريم الذي حينما أرادت قريش أن تساومه في دينه قال "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه" ..
    ثم أني أراك تستنكر علي قولي عن الأستاذ محمود أنه:
    (كان أقوى من واجه الاستعمار بجسارة منقطعة النظير فكان أول السجناء السياسيين في الحركة الوطنية والتي بمواقفه تلك دب فيها الحماس حتى تمكنت من إخراج الاستعمار من السودان .. وبين مواقف الأستاذ محمود في أربعينات القرن العشرين و وثمانيناته يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء بقوة الفكر وبالشجاعة الأسطورية وبالصدق والصمود ثم بالسلام الذي عاشه في نفسه وألزم به اتباعه فساروا سيرة لم يجد إليها المهوسين من سبيل غير التشويه والكبت والتعنيف ثم محاولة التشويه مرة أخرى كما نرى من هذا الكاتب الآن .. ولكن رغم العداوات الكثيرة التي قابلت الأستاذ محمود وحزبه من قوى اليمين ومن قوى اليسار طوال مسيرته ، ذلك انه لم يكن يجامل أيهما ، فإنه لم يأبه ولم يلتفت ولم يتنازل عما يراه الحق قيد أنملة).
    متسائلا:
    Quote: أليس فيما تقول إجحاف بحق من دفعوا حياتهم ثمناً لخروج المستعمر؟
    ماذا يساوي سجن عامين بفداء الأبرار من حركة 24 المجيدة؟ أو ود حبوبة أو ... أو ...؟
    ثم ماذا تقصد بقولك: (والتي بمواقفه تلك دب فيها الحماس حتى تمكنت من إخراج الاستعمار من السودان)؟
    ولماذا يتصور الكثير من السياسيين وصنّاع الفكر أن الكون إنما يتحرك بالهام منهم هم وحدهم دون غيرهم؟

    بالرغم من أن لنا رأينا وتحفظاتنا على ثورة 24 الا أننا هنا نتحدث عن الحركة الوطنية الحديثة وهذه يؤرخ لها ببروز مؤتمر الخريجين في الثلاثينات والظروف التي أدت لذلك منذ اضراب طلاب كلية غردون الشهير .. فعندما تكون الحزب الجمهوري في اكتوبر 1945 وجد أن الأحزاب السياسية التي خرجت من المؤتمر كانت منضوية تحت الطائفتين الكبيرتين "الأنصار" و"الختمية" ووجدها تتبادل المذكرات الهادئة بشأن الاستقلال مع حكومة الاستعمار الثنائي وكانت بعض هذه الأحزاب تريد تحالف مع بريطانيا والأخرى اتحاد مع مصر فلم يرق هذا الأمر للجمهوريين فجاءت دعوتهم بصورة صارخة وقوية في مواجهة الاستعمار ولقيام "جمهورية" سودانية مستقلة بدل النظم الملكية التي كانت تظمح اليها بقية الأحزاب .. وقد واجهوا تلك الأحزاب مواجهة شديدة لالتماسها السند الطائفي ولعدم مواجهتها للمستعمر .. على أي حال سنسرد ما جرى حينها (نقلا من كتاب "معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية" الأول) حتى نقف جميعا على حقيقة دور الحزب الجمهوري في مواجهة الاستعمار وفي اثارة حماس الشعب ضده:

    الجمهوريون يلقون بكلهم في المعركة
    لقد شهدنا آنفا كيف بدأ النشاط السياسي من خلال المؤتمر وأحزابه حبيسا بين جدران مكاتب المؤتمر ودواوين الحكومة ، لم يزد على تبادل المذكرات بين الجانبين ، فكانت خطوات زعماء المؤتمر مكبلة بتوجس وحذر شديدين .. وكان الميدان السياسي يعاني فراغ الفكرة ، وفراغ الحماس .. فرأى الجمهوريون أن يملأوا أولا فراغ الحماس ، وان لم يغب عنهم أمر الفكرة ، فاندفعوا في مواجهة صميمة يوزعون المنشورات الموقعة باسمهم ، ويلقون الخطب السياسية على الشعب في أماكن وجوده .. في الميادين العامة ، في المقاهي ، وحيث وجدوه يبصرونه بقضيته ويثيرون حماسه ضد الأستعمار ، فانزعج الأنجليز لهذا الأقدام وهذه الصلابة ، في مواجهتهم فهبوا لكبت الجمهوريين واسكات صوتهم ، ولكن الجمهوريين صمدوا ، وأروا الانجليز أنهم لايهابون سجنهم وارهابهم ، بل رفضوا أن ينصاعوا لأمرهم بوقف النشاط السياسي ، وفضلوا السجن في سبيل ذلك .. فلقد اعتقل الأستاذ محمود وكان في معتقله أكثر مواجهة للأنجليز مما اضطرهم لاطلاق سراحه قبل تمام مدة الحكم المقررة ، فقد خرج من السجن بعد خمسين يوما بلاقيد ولاشرط ..

    صورة خطابي استدعاء البوليس للتحقيق مع الأستاذ محمود
    نثبت فيما يلي صورة الخطابين الموجهين للأستاذ محمود : الأول من البوليس للتحقيق معه في شأن نشاطه السياسي ، والثاني من قاضي الجنايات للمثول أمام المحكمة لمواجهة الأتهام بالنشاط السياسي وتوقيع تعهد بالكف عن ممارسته النشاط ضد الحكومة :

    ((
    CID/36.H
    Criminal Investigation Department
    P.O.Box 288 Khartoum,
    24 March, 1946
    Mahmoud Mohed Taha,
    Merchant, Omdurman,

    Dear sir,
    You are hereby required to attend at the C.I.D office at 9 a.m on 25/3/46 to answer questions respecting some circulars purporting to have been issued by the
    Republicans. Please acknowledge receipt of the letter

    Yours Faithfully,
    (G.E.S Price)
    Superintendent, C.I.D.


    Summons on information of a probable Breach of the peace.
    (see sections 81 and 84)
    To Mahmud Mohed Taha,
    Contractor, Omdurman.
    Whereas it has been made to appear to me by credible information that you have issued a pamphlet which is deemed to be likely to excite feelings of disaffection to the government and to lead to a breach of the peace or to disturb the public tranquility:
    You are hereby summoned to attend in person at the Police Magistrate’s Court on the 2nd day of June, 1946 at 08:45 a.m to execute a bond for £s 50 and also to give security by bond of one surety in the sum of £s 50 that you will keep the peace and refrain from illegal acts likely to disturb the public tranquility for the period of two years or to show cause why you should not execute such bond and give such security.
    Dated this 29th of May, 1946
    W.C. McDowell
    Police Magistrate, Khartoum
    ))


    ترجمة الخطابين
    (( مكتب التحريات الجنائية
    36هـ/م.ت.ج
    ص.ب 288 الخرطوم
    في 24 مارس 1946م

    محمود محمد طه
    تاجر
    أم درمان

    السيد المحترم
    بموجب هذا مطلوب حضورك بمكتب التحريات الجنائية الساعة 9 صباحا يوم 25/3/46 للاجابة على اسئلة تتعلق بمنشورات يعتقد انها صدرت عن الجمهوريين … أرجو التكرم بالتوقيع باستلام هذا الخطاب.

    المخلص
    ج.أ.س برايس
    ملاحظ، مكتب التحريات الجنائية

    "ورقة تكليف بالحضور للأدلاء بمعلومات تتعلق باحتمال الاخلال بالسلام"
    "انظر المادتين 81 و 84"
    الى محمود محمد طه، مقاول، أم درمان.
    بما انه قد تبين لي بمعلومات موثوق بها انك قد اصدرت منشورا يعتقد انه من المحتمل أن يثير الشعور بالكراهية ضد الحكومة ويؤدي الى الاخلال بالسلام، أو الى ازعاج الطمأنينة العامة.
    فأنت بموجب هذا، مطلوب حضورك شخصيا للمثول أمام محكمة الجنابات في اليوم الثاني من يونيو 1946 الساعة 8:45 صباحا لتوقع على كفالة مالية قيمتها خمسون جنيها، وأيضا لتوقع على كفالة بواسطة ضامن واحد بمبلغ خمسين جنيها على أن تحفظ السلام وتمتنع لمدة سنتين عن القيام بالاعمال غير المشروعة والتي من المحتمل أن تخل بالطمأنينة العامة، أو تبين السبب الذي يمنعك عن التوقيع على هذه الكفالة وهذا الضمان..

    بتاريخ اليوم التاسع والعشرين من مايو 1946
    و.س ماكدوال
    قاضي جنايات، الخرطوم ((

    * يلاحظ في خطابي البوليس وقاضي الجنايات تعمّد الانجليز تجاهل مخاطبة الاستاذ محمود بوصفه رئيسا لحزب .. فقد خاطبوه في الخطاب الأول بأنه "تاجر" وفي الخطاب الثاني بأنه "مقاول" !! ولكن أي تجارة هذه، وأي مقاولة، تلك التي تقض مضاجع الاستعمار، حتى يحاول أن يكمم الافواه ويغيّب الاحرار بين جدران الزنزانات!؟

    انباء مواجهة الجمهوريين تشغل صفحات الصحف
    وقد شغلت انباء مواجهة الجمهوريين للانجليز صفحات الصحف في تلك الايام. وهذه نماذج لما كانت تنشره من انباء :-
    ((الرأي العام – 3/6/1946 مثل الاستاذ محمود محمد طه المهندس امس امام قاضي الجنايات المستر مكدوال متهما من بوليس الخرطوم تحت قانون التحقيق الجنائي لتوزيعه منشورات سياسية من شأنها الاخلال بالأمن العام، وقد أمره القاضي أن يوقع على صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيها لمدة عام لايشتغل خلالها بالسياسة ولا يوزع منشورات. ويودع السجن لمدة سنة اذا رفض ذلك.. ولكن الاستاذ محمود رفض التوقيع، مفضلا السجن، وقد اقتيد لتوه الى سجن كوبر.)) …
    هكذا اراد دهاء الانجليز!! لا أن يسكت صوت الوطنيين وحسب، وانما ان يذلهم ليطأطئوا رؤوسهم الى الابد، وذلك بأن يوقعوا وثيقة تخاذلهم وتنازلهم عن مبدأ النضال، ولكن الجمهوريين لم يفت عليهم ذلك، ولم يهنوا أمامه.. فاختارو السجن على أن يتعهدوا بالاستكانة في وجه المستعمر ..

    داخل السجن
    وفي داخل السجن لم يصمت الاستاذ محمود ولم يخضع لما يهين كرامة الانسان.. والبيان الرسمي التالي يعطي صورة عن مواقفة داخل السجن:
    (( الرأي العام – 26/6/1946" بيان رسمي من مكتب السكرتير الاداري عن رئيس الحزب الجمهوري: (ظهرت بيانات في الصحف المحلية حديثا بخصوص محمود محمد طه الذي هو الآن تحت الحراسة بالخرطوم بحري نتيجة لرفضه أن يمضي كفالة المحافظة على الأمن.. وهذه البيانات قد احتوت على معلومات غير دقيقة، والحقائق كالآتي: لمدة يومين رفض محمود محمد طه أن يشتغل، وهذا يخالف قوانين السجن فلم يعمل له أي شئ في اليوم الاول، أما في المرة الثانية فقد حكم عليه بالبقاء ثلاثة أيام "بالزنزانة" و "الاكل الناشف" ولو أنه رفض أيضا أن يقف عند الكلام مع ضابط السجن فان العقوبة التي نالها الان لم تعط له نتيجة المخالفة لنظام السجن، وبهذه المناسبة يجب أن يعلم أن كل المساجين مهما كانت جنسياتهم يجب أن يقفوا الى ضابط السجن انجليزيا كان أو سودانيا ..))

    الاستعمار يرغم على اطلاق سراح الاستاذ محمود محمد طه، فيتأجج اضرام الوطنية في أوساط الشعب
    لقد كانت مواجهة الجمهوريين داخل السجن وخارجه مقلقة للاستعمار ومحطمة لكبريائه فاضطر الى اطلاق سراح الاستاذ بلا قيد ولا شرط قبل أن يكمل مدة الحكم بسجنه سنة، وذلك بعد مضي خمسين يوما من سجنه، فكان لهذا الموقف صدى طيب في أوساط الشعب على اختلاف اتجاهاته، فانهالت برقيات الاعجاب والتهنئة من المواطنين وفيما يلي نعرض نماذج منها :-
    * سكرتير الحزب الجمهوري – أم درمان
    كان سجن الرئيس درسا وطنيا قيما لشباب الجيل في الايمان والروح وقد سررنا لخروجه لا شفقة عليه ولكن ليواصل الجهاد الوطني
    حسن بابكر – القضارف 24/7/1946.

    * محمود محمد طه – الحزب الجمهوري أم درمان
    تأكل النار الصدأ واللمما وبها يسمو كريم الذهب
    ويرى الحر العذاب المؤلما لذة في الحق يا للعجب
    ياسجينا قدره قد عظما وسما حتى جثا في السحب
    أحمد محمد عثمان – عطبرة 29/7/1946

    * الاستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري – أم درمان
    أعضاء جبهة المؤتمر الوطنية بالابيض يرون في خروجك من السجن آية واضحة للايمان بالوطنية الصادقة ويعدّون جهادكم رمزا للكرامة السودانية، فبقلوب مفعمة بالغبطة يشاركون اخوانهم الجمهوريين السرور بعودتكم لميدان الجهاد .
    السكرتارية 24/7/1946


    • أمين صديق ، البوستة الخرطوم للرئيس
    دخلته رجلا وغادرته بطلا وضربته مثلا
    علي عبد الرحمن – الابيض 23/7/1946

    * سكرتير الحزب الجمهوري – الخرطوم
    ان جميع اعضاء الجبهة الوطنية بسنجة مستبشرون بالافراج عن رئيس حزبكم العظيم وهم جميعا يبتهلون الى الله أن يسدد خطاكم ويتمنون للرئيس العافية وحسن الجهاد.
    سكرتير عام الجبهة الوطنية – سنجة 2/8/1946

    * محمود محمد طه – أم درمان
    عرفنا فيك المثل الاعلى منذ عهد الطلب، فسرّنا أن يعرف القاصي والداني هذا القلب الكبير
    صديق الشيخ – كوستى 30/7/1946

    * محمود محمد طه – أم درمان
    أوفيت كرامة السودان وابائه حقهما – فلتعش رمزا صادقا للوطنية الخالصة ، لك تقديرنا واعجابنا .
    اتحاد طلبة كردفان – الابيض 23/7/1946

    * محمود محمد طه – أم درمان
    لقد سجلت بعزمك القوي وايمانك الصادق فخرا للأجيال فلتعش مرفوع الرأس – لك منى التهاني؟
    الطيب حسن/عطبرة 24/7/1946

    وهكذا كان رد الفعل وسط المواطنين، اذكاء لروح الوطنية، واحياء للشعور بالعزة والكرامة، بعد طول موات


    نشاط الجمهوريين يتصعـد
    ونشرت جريدة الرأي العام في نفس الأسبوع الذي سجن فيه الاستاذ الخبر التالي:
    ((القى الاستاذ أمين محمد صديق سكرتير الحزب الجمهوري خطابا عاما أمس الاول عن الجنوب في الخرطوم بحري في جمهور كبير أمام السينما الوطنية، وأعاد القاءه مرة أخرى في نفس الليلة في مكان آخر في الخرطوم بحري، وقد استدعاه البوليس هذا الصباح وحقق معه فاعترف بكل ما حصل وزاد بأن هذا جزء من خطط كبيرة ينفذها الحزب الجمهوري )).
    كان هذا هو شأن الجمهوريين في العمل السياسي حين كانت الاحزاب قد شيعت وفدا جمع شتاتها لمراقبة المفاوضات الانجليزية المصرية التي عقدت بالقاهرة .. فكان رجال الوفد ينزلون بأفخم الفنادق ويعقدون المؤتمرات الصحفية ويقيمون الحفلات الفاخرة .

    مطالب الوفد السوداني بالقاهرة
    ففي جريدة الرأي العام بتاريخ الاربعاء 28/3/1946 نشر خبر جاء فيه أن الوفد السوداني عقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه : (( أن مطالب السودانيين تتلخص في :
    (1) اقامة حكومة سودانية ديمقراطية حرة في اتحاد مع مصر وقد ترك تحديد نوع هذا الاتحاد معلقا لم يبت فيه
    (2) مصر والسودان سيقرران معا طبيعة هذا الاتحاد .
    (3) عقد محالفه مع بريطانيا العظمى على ضوء هذا الأتحاد المصري السوداني ))

    طلبة الكلية والطائفية
    وفي الوقت الذي كان الجمهوريون فيه ينددون بانسياق زعماء الاحزاب والمؤتمر وراء الطائفية ، نجد حتى طلبة الكلية مظنة الثورة ، والتحرر ، والنزوع الى التطرف في نبذ القديم .. نجدهم دون المستوى المطلوب ، فهم أيضا قد انخدعوا بالطائفية .. فهذا وفد من اتحادهم يتصل بزعماء الطائفية فيما تحدثنا جريدة الرأي العام بتاريخ 10/4/1946م:
    ((اتحاد الطلبة في دار السيدين
    جاءنا البيان الآتي من سكرتارية اتحاد طلبة كلية غردون : بمناسبة الحوادث الوطنية الأخيرة وسفر وفد السودان الى مصر زار جماعة من اتحاد طلبة كلية غردون السيدين الجليلين في داريهما فوجدوا زيادة على الترحاب والمقابلة الحسنة روحا وطنية فياضة وتلقوا من السيدين العظيمين نصائح ثمينة وآراء قيمة تنير السبيل السوي للخدمة الصادقة في سبيل الوطن .. حيا الله السيدين الجليلين وأبقاهما ذخرا لهذه البلاد .))
    هذه هي الروح التي كانت تلف المثقفين ، وهذا هو مدى وعيهم .. لقد تصدى الجمهوريون لمواجهة الاستعمار لما رأوا فتور الهمم ووجل القلوب ، حين كان رجال الأحزاب يجعلون بأسهم بينهم ، ويستغرقهم صراعهم على زعامة الشعب ، حتى ساروا في ركاب الطائفية ، ومن ورائها دولتي الحكم الثنائي ..
    وكما رأينا ، من مذكرات المؤتمر ، ومن بيانات الوفد السوداني بمصر ، فان الصراع غدا ، في الحقيقة ، من أجل الانجليز والمصريين ، وليس من أجل استقلال السودان ، ولاحرية السودان ، وان لم يشعر بذلك هؤلاء المتصارعون .. فانبرى الجمهوريون ينبهون لخطورة الانقسام في الحركة الوطنية على ذلك النحو المزري .. وهذا واحد من بياناتهم التي صدرت في ذاك الحين ، بتاريخ 18/2/1946م :
    (( هذا نذير من النذر الأولى
    ياجماعة الأشقاء وياجماعة الأمة – أيها القاسمون البلاد باسم الخدمة الوطنية – أيها القادحون قادحات الاحن بين أبناء الأمة – أيها المذكون ثائرات الشر والتفرقة والقطيعة ، أيها المرددون النغمة المشئومة – نغمة الطائفية البغيضة – انكم لتوقرون أمتكم وقرا يؤودها ..
    ياهؤلاء ، وهؤلاء ، أنتم تلتمسون الحرية بالانتماء الى المصريين فتتمسكون بأسباب رمام ، وأنتم تلتمسون الملك بالبقاء تحت الانجليز فتتهيأون لدور الهر الذي يحكي بانتفاخه صولة الضرغام .. أنتم تريدون ابقاء المصريين ، وأنتم تريدون ابقاء الانجليز ، فاذا اجتمعت كلمتكم فانما تجتمع على ابقاء المصريين والانجليز معا ..
    ياهؤلاء ، وهؤلاء ، أنتم تتمسحون بأعتاب المصريين لأنكم لاتقوون على مواقف الرجال الأشداء ، وأنتم تتمسحون بأعتاب الانجليز لأنكم صورتم المجد في أخلادكم صورا شوهاء .. أنتم تريدون السلامة ، وأنتم تريدون الملك .. أنتم تضيعون البلاد لمّا تجبنون وأنتم تضيعون البلاد لمّا تطمعون .. أنتم تستغلون سيدا لايعرف ماتريدون ، وأنتم يستغلكم سيد يعرف مايريد ، والبلاد بينكم أنتم ، وأنتم ، على شفا مهواة ومهانة .. فليلطف الله ببلاد لايخدم نهضتها الا صغار الموظفين ، أو كبار الموظفين ، وليتدارك الله دينا باسمه يحيا أناس في برد العيش ، وقرار النعمة ، ورخاء الدعة ، وباسمه هم لأبنائه يكيدون ..
    ياهؤلاء ، وهؤلاء : ان الله لواحد ، وان الدين لواحد ، وان الوطن لواحد ، ففيم تنقسمون على هذا النحو المزري . ياهؤلاء ، وهؤلاء : كونوا ليوثا غضابا ، أو فكونوا قردة خاسئين ، وارحموا شباب هذا الوادي المسكين ، فقد أوسعتموه غثاثة وحقارة وهوانا ..
    ياهؤلاء ، وهؤلاء – لأنتم أشأم على هذه البلاد من كل شؤم وشؤم .. أيها السادرون من هؤلاء وهؤلاء ، لاتحسبن الكيد لهذه الأمة مأمون العواقب ، كلا !! فلتشهدن يوما تجف لبهتة سؤاله أسلات الألسن ، يوما يرجف كل قلب ، ويرعد كل فريصة .. أما بعد : فهذا نذير بين يدى صاخة ، تمزق مسامع من أصمّه الطمع ))

    ثم لما أصدر الانجليز قانون الخفاض الفرعوني ليثبتوا أن الشعب السوداني شعب متخلف وغير مؤهل للأستقلال حين يعارضه فيطيلون أمد حكمهم واستعمارهم ولكن الجمهوريون فطنوا لهذه الخدعة وقاوموه وقد قاد ذلك لثورة رفاعة المشهورة .. ننقل من نفس المصدر السابق بعض ما جاء في هذا الخصوص:


    مواجهة عملية
    كان هذا البيان قد خرج ساعة صدور قانون منع الخفاض في ديسمبر 1945م .. وفي سبتمبر 1946م ظهرت أول آثار القانون التي توقعها بيان الجمهوريين ، فقد اقتيدت الى السجن سيدة سودانية ، في رفاعة ، لأنها خفضت ابنتها ، مخالفة للقانون .. ولقد أهدت تلك الحادثة مواجهة عملية للقانون من الجمهوريين .. فقد ألقى الأستاذ محمود خطبة بمسجد رفاعة جاء فيها : - ((ليس هذا وقت العبادة في الخلاوي ، والزوايا ، أيها الناس ، وانما هو وقت الجهاد .. فمن قصّر عن الجهاد ، وهو قادر عليه ، ألبسه الله ثوب الذل ، وغضب عليه ، ولعنه . أيها الناس : من رأى منكم المظلوم فلم ينصفه ، فلن ينصفه الله من عدو . ومن رأى منكم الذليل فلم ينصره ، فلن ينصره الله على عدو . ألا ان منظر الظلم شنيع ، ألا ان منظر الظلم فظيع .. فمن رأى مظلوما لاينتصف من ظالمه ، ومن رأى ذليلا لاينتصر على مذلّه ، فلم تتحرك فيه نخوة الاسلام ، وشهامة الاسلام الى النصرة ، والمدافعة ، فليس له من الايمان ولاقلامة ظفر .))
    واستجاب الناس لهذه الخطبة ، وتحركوا من توهم ضد الاستعمار وقانونه المجحف .. ونترك تصوير الأحداث لجريدة الرأي العام التي تابعت تطوراتها :

    • (( الرأي العام 21/9/46 - نشرنا قبل أيام ، أن السلطات في رفاعة حكمت على امرأة بالسجن تحت قانون منع الخفاض ، لأنها خفضت بنتا ، وأن الجمهور قابل هذا العمل بروح الاستياء العميق واضطرت السلطات الى اطلاق سراح المرأة بضمانة .. وجاءنا اليوم تلغرافيا ، بتوقيع أهالي رفاعة ، أن السلطات عادت فسجنت المرأة ، وعندما علم الجمهور بالأمر خرج من الجامع ، واقتحم السجن ، وأطلقوا سراح المرأة ، ومكث أفراده الذين ملأوا السجن بدلا عنها .. فأمر المفتش بسجن الضامنين ، ولكن الجمهور رفض ذلك أيضا ، وفي منتصف ليلة البارحة اقتحم البوليس منزل المرأة ، وأخذها الى جهة غير معلومة .. فقامت رفاعة بأسرها قاصدة الحصاحيصا ، ومنعت السلطات المعدية من العبور ، وأضربت المدارس ، وأغلق السوق ، وقامت مظاهرة عمومية ، ويحتشد الجمهور الآن بالشاطيء ، وفي كل مكان))
    تعليق :- رغم منع السلطات عبور المعدية فان الجمهور عبر بقوارب الصيد ..
    • ((الرأي العام الأثنين 23/9/46 - وقفنا بالقارئ أمس الأول عند تجمع سكان رفاعة على شاطئ النهر ، ومنع المعدية من العبور .. وقد عبر بعد ذلك فريق من المتظاهرين الى الحصاحيصا ، ومن هناك انضم اليهم خلق كثير من الناس .. فتوجه الجمع الى المركز في مظاهرات واسعة ، وبدأوا في قذف المركز بالطوب وغير ذلك ، فتحطم كثير من الأبواب ، والنوافذ ، واصطدم المتظاهرون بالبوليس الذي عمل جاهدا لتفريق المتظاهرين .. وعلى أثر ذلك ، أمر سعادة مدير الجزيرة بالنيابة باطلاق سراح المرأة السجينة ، فأخذها جمع من الناس وتوجه بها الى منزلها برفاعة))
    • (( الرأي العام 25/9/46 - تمّ اعتقال بعض الناس من رفاعة ، والحصاحيصا ، منهم الأستاذ محمود محمد طه ، وشقيقه مختار محمد طه ، فوضعوا في سجون رفاعة ، والحصاحيصا ، ومدني .))
    • ((الرأي العام 25/9/46 - اجتمع أعضاء الحزب الجمهوري مساء أمس ، وساروا في موكب اخترق شارع الملك بالخرطوم .. وقد خطب منصور عبد الحميد في احدى المقاهي التي صادفتهم في الطريق ، فاعتقله البوليس للتحقيق - وكان الغرض من الموكب ، والخطبة ، الأحتجاج على اعتقال رئيسه ، والتنديد بقانون الخفاض. ))
    • ((الرأي العام 27/9/1946 - اعتقل بوليس الخرطوم بحري مساء أمس ذا النون جباره ، وعبد المنعم عبد الماجد عندما ألقيا خطابين أمام السينما الوطنية بالخرطوم بحري .. نددا فيهما بالمجلس الاستشاري ، وقانون الخفاض ، وكبت حرية الرأي والخطابة ))
    • (( الرأي العام 1/10/1946م
    بيان رسمي عن الحزب الجمهوري
    تريد الحكومة أن تؤكد أن الأشخاص الذين قبض عليهم ، في رفاعة ، ثم في الخرطوم ، والخرطوم بحري ، لم يقبض عليهم لآرائهم عن القانون الذي يمنع الخفاض الفرعوني .. فكل شخص له الحق في أن يكون له رأيا خاصا ، وأن يعرب عنه ، بالطريقة المشروعة .. فالاشخاص الذين في رفاعة قبض عليهم لاثارة الشغب ، والذين في الخرطوم والخرطوم بحري ، قبض عليهم لالقاء خطب مثيرة ، علانية ، يحتمل أن تعكر صفاء الهدوء العام ، وأن تثير اخلالا بالأمن .))

    اطلاق الرصاص على الجمهور الثائر
    وفي بيان رسمي آخر عن اعتقال الأستاذ برفاعة ، وثورة الجمهور ، وتحركه لاطلاق سراحه ، واطلاق البوليس الرصاص عليهم جاء مايلي :
    * ((الرأي العام 7/10/1946 : جاءت قوة كبيرة من البوليس من مدني ، برئاسة مفتش المركز وفي نفس الوقت عسكر خارج رفاعة البلوك الرابع من فرقة الهجانة بقيادة الصاغ أحمد عبد الله حامد الذي دخل الى رفاعة برفقة ضابط سياسي ، وقابل المفتش ، وقمندان البوليس ، ورجع الى مقر فرقته .. واعتقل الأستاذ محمود محمد طه ، وأحضر الى المركز .. وأثر ذلك تحرك جمهور كبير نحو المركز ، وفي الحال نقل الأستاذ محمود الى معسكر البلوك الرابع ، خارج المدينة .. وتحركت فصيلة من البلوك الرابع لتعزيز قوة بوليس مركز رفاعة .. وكان اطلاق الرصاص بأمر مفتش المركز ، عندما رفض الجمهور اطاعة أوامر البوليس المتكررة بأن يتوقفوا عن تقدمهم صوب المركز ، وقد أطلق البوليس دفعة فوق رؤوس الجمهور وهم على بعد 40 ياردة تقريبا من المركز ، ولما لم يقفوا ، أطلقت دفعة أخرى على الأرض أمام أقدامهم ، في وقت كانت فيه مقدمة الجمهور على بعد 25 ياردة من المركز ، ولم يصب غير أربعة أشخاص ، أثنان منهم باصابات بسيطة جدا ، وأما الرابع ، فقد كسرت ساقة كسرا سيئا))

    اشتراط مناقشة القانون
    • (( الرأي العام 10/10/1946 - علمنا أن الأستاذ محمود محمد طه رفض أن يقبل محاميا للدفاع عنه ، وأنه أعلن بأنه لن يدلي بأية أقوال للتحقيق الا على أساس مناقشة قانون منع الخفاض .))

    محكامات أحداث رفاعه
    * (( الرأي العام 21/10/1946 - صدرت أحكام بالسجن بمدد تتراوح بين شهر وسنة على كل من : عباس المكي ، عوض القريض ، أحمد الأمين ، محمد الياس ، الزبير جاد الرب ، عبد العال حسن ، أحمد عثمان ، حمد النيل هاشم ، علي مالك ، محمد الحاج على ، بابكر وقيع الله ، عبد الله حامد الشيخ ، حسن أحمودي ، منصور رجب ، عبدون عجيب - وحكم على "صبي" بالجلد .))

    محكمة كبرى بمدني
    • (( الرأي العام 17/10/1946 – حكمت محكمة كبرى بودمدني برئاسة القاضي أبورنات ، بسنتين سجنا على الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري ، بتهمة اثارة الشغب في رفاعة .. كما حكم عليه بوضعه تحت المراقبة لمدة سنة أخرى بعد اتمام مدة سجنه .))

    محاكمة الجمهوريين بالخرطوم بحري تحت المادة 105
    • (( الرأي العام 19/10/1946 – أصدرت محكمة الجنايات حكمها على بعض أعضاء الحزب الجمهوري المتهمين تحت المادة 105 وكانت الأحكام كالآتي : عثمان عمر العتباني 3 شهور سجنا ، سعد صالح عبد القادر ، شهر سجنا ، ذا النون جباره شهر سجنا وكانت المحكمة برئاسة استانلي بيكر ، وعضوية محمد أفندي محمود الشايقي مفتش الخرطوم بحري ، والعمدة عمر كويس .))

    صوم الأستاذ
    لقد كانت أيام الأستاذ بالسجن عامرة بالصيام ، صيام النهار وصيام المواصلة ، ولقد ظنه الناس اضرابا عن الطعام ، على مألوف العادة لدى السجناء السياسيين أحيانا ، وماهو بذاك وقد تواترت الأخبار عنه في الصحف ، واهتم به الناس ، وأشفقوا ولقد كان هذا الصوم من مذكيات روح السخط على الاستعمار .. وقد جاء هذا الخطاب مصححا للأعتقاد الخاطيء عن صوم الأستاذ :-
    • (( الرأي العام 5/10/1946
    حضرة رئيس تحرير الرأي العام ..
    بالاشارة الى الخبر المنشور في صحيفتكم عن اضراب رئيس الحزب الجمهوري عن الطعام ، أعرفكم أن الأستاذ كان صائما في اليوم الذي أعتقل فيه ، وليس مضربا ، وأنه قد أفطر ليلا .. وقد قابلت ضابط السجن – بوصفي خالا للمعتقل – في يوم وصوله ، وسمح لي بتقديم الطعام اليه في كل يوم .. ومن هذا يتضح أن الأستاذ لم يكن مضربا عن الطعام كما نشر .. وختاما تقبلوا سلامنا .
    التوم محمد حمزه ))

    اغلاق الأندية احتجاجا
    • (( الرأي العام 24/10/1946 - بهذا اليوم ، أتم الأستاذ محمود محمد طه ، رئيس الحزب الجمهوري السجين ، ستة أيام من صيامه .. وقد أغلقت أمس أندية الخريجين في مدني ، والأندية الرياضية ، احتجاجا على سوء معاملته .. وتتوالى برقيات الحزب الجمهوري ، والمواطنين على السلطات بالاحتجاج .))

    كيف تعاملون رئيس حزب بأسوأ من معاملة اللصوص ؟؟
    • (( الرأي العام 24/10/1946 من كلمة بعنوان "خواطر" ((وشاءت الحكومة أن تضع الأستاذ محمود محمد طه ، رئيس الحزب الجمهوري ، في الدرجة الثالثة بالسجن ، حيث يلقى المعاملة التي يعامل بها حثالة المجرمين من أحقر طبقات المجتمع .. وكان أن صام الأستاذ محمود ، وأضرب عن تناول الطعام ، والشراب ، منذ أربعة أيام ، احتجاجا على هذه المعاملة القاسية)) .. ((هذا التصرف الغريب من قبل حكومة السودان ، لايقابل من كل السودانيين الا بالاستنكار ، فليس من الأنصاف في شيء ، أن يوضع شخص مثل الأستاذ محمود له مكانته الملحوظة في المجتمع في الدرجة الثالثة بالسجن ، وينال هذه المعاملة القاسية ..))

    الشعب السوداني شعب عملاق
    لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل ، شجاع ، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة ، والشرف ولاينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته ، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا ، في مستواه ، فان المعجزات تجري على يديه ، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده .. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار ، فيما بعد ، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام ))

    أواصل بقية النقاط في وقت لاحق
    عمر
                  

العنوان الكاتب Date
"الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-13-07, 11:12 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-13-07, 11:35 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-14-07, 01:10 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-14-07, 06:20 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-17-07, 06:50 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-14-07, 01:15 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-14-07, 10:40 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Ahmed Khalil03-16-07, 07:38 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبدالله عثمان03-20-07, 11:53 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Sabri Elshareef03-14-07, 11:48 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig03-16-07, 06:17 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم03-16-07, 08:22 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين03-16-07, 08:40 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-17-07, 06:58 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-17-07, 07:06 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-21-07, 04:14 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati03-21-07, 02:45 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 03:06 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 03:11 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 08:21 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-22-07, 09:00 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-23-07, 05:07 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-24-07, 03:49 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-24-07, 06:21 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-24-07, 06:26 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-25-07, 04:12 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-25-07, 05:43 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-26-07, 01:29 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-27-07, 05:09 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati03-27-07, 10:20 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-29-07, 01:25 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-29-07, 01:30 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-29-07, 01:36 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم03-29-07, 04:29 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-30-07, 05:07 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla03-30-07, 05:14 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin04-02-07, 04:56 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin04-03-07, 07:03 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin04-04-07, 12:20 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه MAHJOOP ALI04-05-07, 03:00 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-05-07, 04:08 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-05-07, 04:13 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin04-05-07, 12:08 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin07-01-07, 11:06 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-08-07, 02:39 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin04-11-07, 07:14 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-14-07, 07:57 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla04-14-07, 08:13 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin05-14-07, 03:27 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad05-14-07, 07:44 AM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:15 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Sabri Elshareef05-14-07, 11:48 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin05-16-07, 03:42 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه NEWSUDANI05-16-07, 04:05 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-17-07, 04:18 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin05-17-07, 07:23 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:28 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه maia05-17-07, 08:31 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:33 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin05-19-07, 09:09 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Osman Musa05-20-07, 04:40 AM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:36 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin05-20-07, 11:21 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin05-20-07, 11:11 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-21-07, 04:03 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:41 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla05-23-07, 04:45 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-04-07, 05:43 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه adil amin06-04-07, 11:37 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-05-07, 11:53 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-05-07, 11:54 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-16-07, 09:35 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-16-07, 10:12 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-17-07, 12:54 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه عبد الحي علي موسى06-25-07, 10:20 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-26-07, 04:18 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-29-07, 03:48 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-29-07, 03:56 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه abdelwahab hijazi07-01-07, 12:49 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-01-07, 05:19 PM
      مسألة مايو ومواقف الجمهوريين.. Yasir Elsharif07-01-07, 06:54 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-06-07, 08:00 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-06-07, 10:00 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه abdelwahab hijazi07-07-07, 10:54 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه abdelwahab hijazi07-08-07, 02:12 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-09-07, 06:04 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-09-07, 03:01 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin07-10-07, 06:31 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-10-07, 07:13 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-10-07, 02:08 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-11-07, 08:52 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-11-07, 10:40 PM
      Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-18-07, 11:04 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-11-07, 06:49 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-13-07, 03:35 AM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-18-07, 11:15 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla07-13-07, 03:46 AM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-18-07, 02:54 PM
    Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه اشرف السر07-19-07, 01:00 PM
  Re: "الديباجة" - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه Dr. Ahmed Amin07-28-07, 04:25 AM
    - آخر ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه ... فى معتثلات مايو kh_abboud09-30-07, 05:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de