|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
الأخت الدكتورة مهيرة الحوار الموضوعي النافع هو أن يقوم أحد المتحاورين بكتابة ما يريد قوله بصورة واضحة بحيث يفهمه الشخص العادي فهماً واضحاً محددأ ، ثم يقوم الطرف الآخر بقراءته كاملا حتى يفهمه الفهم الواضح الذي يفهمه الشخص العادي إذا قرأه ، ثم يرد عليه إذا لم يكن معقنعاً له .. أما أن يقرأ الشخص جزءا من الكلام فقط ، ويفهم منه غير الفهم الذي يعطيه الكلام كاملاً ، أو أن يقرأه كاملاً ولكنه يفهمه على غير الفهم الواضح منه ، رغم وضوحه ، ثم يخرج تخريجات على فهمه الخاطيء ، ثم يرتب إعتراضات وأسئلة على تخريجاته ، أو يعرض جزءا مبتورا من سياقه من الكلام ، ثم يرتب عليه إعتراضات وأسئلة كان يغنيه عنها باقي الكلام ، ثم يكرر هذا أو ذاك في كل مرة ، رغم التوضيحات التي تأتيه من الطرف الآخر ، فإن هذه الطريقة ليست حواراً موضوعياً نافعا ، وإنما هي نزاع أو صراع ربما يكون عقيدياًً أو آيولوجياً أو سياسياً .. ولست مستعداً للخوض في مثل هذه الصراعات .. وسأضرب لك أمثلة من أقوالك ، وسأوجه لك أسئلة محددة ، فإذا اتجه حديثك بعد ذلك في إتجاه الحوار الموضوعي النافع واصلت الحوار معك ، وإلا فلا
1ـ أوردت أنت من حديثي الجزء التالي : Quote: يقول الاخ ابو ايقان: ( والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر ..)
|
ثم علقت عليه ، فيما علقت ، بالآتي : Quote: ولكن الحقيقة ان العقول السليمة تدرك ان كل مخلوق لابد له من خالق،وان نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مدبر حكيم قدير عليم، من انكره فهو اما فاقد لعقله لا عبرة به، او مكابر مثل فرعون والملاحدة والدهريين فى هذا الزمان،قال تعالىوجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا) . هذا الادراك هو الايمان –عقلا وقلبا- بوجود الله تعالى ولو لم تراه العين .الايمان:هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.
|
وقد كان سياق حديثي الكاملً في هذا الموضع هكذاً Quote: الله تعالى ، في مستوى ذاته ، مطلق ، و(مطلق) هنا تعني أنه تعالى لا تدركه المدارك الشفعية ـ الثنائية ـ وهي العقول ، وهي الأبصار .. قال تعالى عن نفسه : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .. فالعقول تؤمن بوجوده ، وقد تستقين وجوده ، ولكنها لا تدرك حقيقته ، لا تدرك كنهه ، فالعين لا تراه ، لأن إدراك العين هو من إدراك العقول ، وهو إدراك شفعي ، أي ثنائي ، يدرك بالثنائية .. فالعقول لا تدرك معنى النور إلا بوجود الظلام ، ولا تدرك معنى الخير إلاّ بوجود الشر ، ولا تدرك الحياة إلا بالموت ، ولا تدرك اللذة إلاّ بالألم ، ولا تدرك معنى النهار لولا وجود الليل ، وهكذا إلى آخر الثنائيات أو النقائض الموجودة في الوجود الحادث . والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر .. وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول .. ولقد حدث للنبي الكريم في ليلة المعراج أن بلغ فكره قمته ، فتوقف فكره ، أو قل ورفع عنه حجاب الفكر ، فباشر قلبه وظيفته ، فرأى الله تعالى ، في ذاته ، وهي رؤية أقوى من رؤية العين .. وقد حكى الله تعالى عن بلوغ فكر النبي قمته بقوله : ( ما زاغ البصر وما طغى ) أي ما أنشغل الفكر بالماضي ولا بالمستقبل .. فعندما يرتاد الفكر اللحظة الحاضرة ، دون انشغال عنها باللحظة الماضية ، ولا باللحظة المقبلة ، يكون قد بلغ سدرة المنتهى ، فيتوقف ويزيح نفسه عن الطريق ، بين القلب وبين الله ، وذلك هو رفع حجاب الفكر ، فيقوم القلب برؤية الله ، ثم ما يلبث الفكر أن يعود ، فيحجب القلب عن رؤية الله .. وقد عبر النبي الكريم عن رفع حجاب فكره ليلة المعراج بقوله : ( انتسخ بصري في بصيرتي فرأيت الله ) .. (انتسخ) تعني توقف أو تعطل أو تأجل ، مثل نسخ الآيات .. أي توقف فكري وحل محله شعوري فرأيت الله .. والشعور هو الإدراك الوتري ، إدراك القلب . |
ً فإذا قلت أنك تريدين مناقشة جزئية معينة منه فهي : Quote: والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر .. وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول |
ولكنك وقفت في النقل عند عبارة ( برفع حجاب الفكر ) حتى توهمي القاريء بأننا ندعو إلى إلغاء العقول وتعطيلها حتى يتسنى لنا ترويج فكرتنا (المنافية للعقول) .. فلو أوردت باقي الجملة الذي يقول : ( وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول ) لما أسعفك ذلك في إيهام القاريء بذلك .. ولنعد الآن إلى تعليقك الذي جاء كالآتي : Quote: ولكن الحقيقة ان العقول السليمة تدرك ان كل مخلوق لابد له من خالق،وان نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مدبر حكيم قدير عليم، من انكره فهو اما فاقد لعقله لا عبرة به، او مكابر مثل فرعون والملاحدة والدهريين فى هذا الزمان،قال تعالىوجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا) . هذا الادراك هو الايمان –عقلا وقلبا- بوجود الله تعالى ولو لم تراه العين .الايمان:هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.
|
ألم يرد في السياق المنقول أعلاه أن العقول تؤمن بوجوده ، وقد تستيقن وجوده ، ولكنها لا تدرك كنهه ؟؟ .. فهل هناك داعي لهذا التعليق الذي لم يضف شيئاً غير عبارات الخطاب الديني البغيضة مثل ( من أنكره فهو إما فاقد لعقله أو مكابر ) ومثل ( فرعون والملاحدة والدهريين في هذا الزمان ) ؟؟
2ـ في نهاية حديثك وجهت لي السؤال التالي : Quote: سؤال اخير يا ابو ايقان بعد ان افحمتنا بقولك فالإنسان الكامل هو أعلى ـ أكمل وأجمل ـ صور الله في الوجود الحادث ، وإسم (الله) هو إسم علم على الإنسان الكامل ، وهو في نفس الوقت مجرد إشارة قاصرة إلى الذات المطلقة ..) هل وصل احد الجمهوريين او الجمهوريات الى درجة الانسان الكامل بعد الاستاذ محمود محمد طه؟
|
فمن أين لك أن الأستاذ قد وصل مرحلة الإنسان الكامل ؟؟ هل ورد في حديثي شيء كهذا ؟؟ ألم يرد في حديثي ما يفيد بأن الإنسان الكامل هو الحقيقة المحمدية ؟؟ فلنقرأ السياق التالي منه إذن : Quote: خلاصة القول هنا أن ذات الله تعالى مطلقة ، فلا ترى بالعين .. ولكن الله تعالى تنزل من مستوى الإطلاق إلى مستوى القيد ، دون أن يغادر مستوى الإطلاق ، فظل في ذاته مطلقاً ، وفي تنزلاته مقيداً ، والقيد يعني الشكل المحدد الذي يمكن رؤيته بالعين ، فهو قد تنزل من مستوى الذات إلى مستوى الإسم ، فسمى نفسه الله ، وفي هذا المستوى ظهر في صورة الإنسان الكامل ـ الحقيقة المحمدية ـ وفي نفس الوقت ظل في مستوى ذاته مطلقاً .. وبذلك صار هناك الله المطلق ، في الإطلاق ، وهناك صورته المقيدة الأولى ، في عالم القيد ، وهي الحقيقة المحمدية ، وهي هي الإنسان الكامل |
ثم ما معنى السؤال : هل وصل أي جمهوري أو جمهورية مرحلة الإنسان الكامل ، ما المقصود من مثل هذا السؤال سوى المهاترة ؟؟ ختاماً أود أن أهدي إليك بعض الأبيات من النابلسي : أناالنور المبين ولا أكني * أناالتنزيل يعرفني إبن فني يضـل الله بي خلـقــاً كثيراً * ويهدي بي كثيراً فاستبني ولكن لا يضــل سوى نفــوس * بإنكــارٍ بغــت وبسؤ ظن ولك صادق الود والمحبة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | abu-eegan | 02-05-04, 08:30 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | abu-eegan | 02-05-04, 08:48 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | abu-eegan | 02-05-04, 09:02 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | محمد عوض إبراهيم | 02-06-04, 02:15 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | مهيرة | 02-06-04, 07:47 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | مهيرة | 02-07-04, 10:49 AM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | abu-eegan | 02-07-04, 06:08 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | مهيرة | 02-08-04, 02:30 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | abu-eegan | 02-08-04, 10:40 PM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | مهيرة | 02-09-04, 11:15 AM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | مهيرة | 02-10-04, 10:36 AM |
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية | abu-eegan | 02-10-04, 08:58 PM |
|
|
|