ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2004, 08:30 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية

    هذا الموضوع هو مجموعة مقالات وإسهامات فكرية وردت أصلاً في بوست أو خيط آخر في هذا البورد عنوانه ( أعدم الأستاذ محمود لأسباب سياسية ، ولكن ) إفترعته بهذا العنوان الأخت الدكتورة مهيرة .. وحيث وردت فيه مقالات ومعارف رفيعة لا تتناسب مع عنوانه الذي لا يدل على ما جاء فيه ، من مواضيع ، رأيتُ أن أنقل هذه المعارف المأخوذة من كتب الأستاذ محمود إلى هذا البوست الجديد :
    ورد هذا المقال في الرد على بعض أقوال الدكتورة مهيرة في ذلك البوست :
    ذكرتِ أنت أن (سم الخياط) يعني (ثقب الأبرة) وذلك ، في تفسير ظاهر النص ، أمر لا خلاف عليه .. فهل تظنين أني لا أعلمه ؟؟ ، وحتى في هذا المستوى من المعاني الظاهرة فإن مرور الجمل من ثقب الإبرة ليس أمراً مستحيلاً كما تتصورين ، فإن مثل هذه الإستحالة هي من وهم العقول ، ولكني مع ذلك لم أتكلم عن ظاهر النص ، وإنما تكلمتُ عن طرف من المعاني الباطنة ، في بعض الآيات ، في حدود ما أفهمه من الفكرة الجمهورية ، حيث تأخذ كلمة (سم الخياط) معنى الجرم البشري ، وتسأليني : كيف يلج الجمل في الجرم البشري ؟؟ ، والإجابة هي أن الجمل لا يتحول مباشرة إلى بشر ، وإنما يموت عندما يحين أجله ، فيولد في صورة أخرى ، أي أنه يولد كحيوان آخر من رحم أنثى ذلك النوع ، ويظل هكذا يتقلب في الصور ، عن طريق الموت والحياة ، إلى أن يأتي اليوم الذي يولد فيه بشراً سويا .. وفي تقلب الكائن في الصور المختلفة ، يعيش حيوات كثيرة ، ويكتسب في كل حياة من هذه الحيوات تجربة جديدة ، من المعاناة ، تؤهله للحياة التي بعدها ، وتزيد رصيده من التجربة الموروثة التي تكيف نفسه تكييفاً معيناً ، فتقربه بذلك من مقام عزه وسعادته ، وهو المقام الذي يصير فيه إنساناً كاملاً في الملك والملكوت ، فلقد خلق الله تعالى الإنسان كاملاً في عالم الملكوت ، وعالم الملكوت هو عالم الأرواح ، ثم رده إلى أسفل سافلين ، حيث أبرزه في عالم المُلك مادة في أسفل سافلين ، وتلك المادة هي غاز الهايدوروجين ، وعالم المُلك هو عالم الأجساد ، والإختلاف بين الأرواح والأجساد ليس اختلاف نوع ، وإنما هو اختلاف مقدار .. ولقد رُد الإنسان ، من مقام كماله في الملكوت ، المعبر عنه بـ (أحسن تقويم) ، إلى (أسفل سافلين) ليعود كاملاً في المُلك والملكوت .. ومن مقام (أسفل سافلين) بدأ تطور الإنسان في رحلة العودة إلى مقام (كمال الملك والملكوت) ، وهذا المقام الأخير منفتح على الإطلاق ، ولذلك لا نهاية لرحلة العودة ، وذلك كله محكي في قوله تعالى : ( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) .. ومن الخطأ الفادح أن نفهم ، من الآية الأخيرة ، أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لم يردوا أصلاً إلى أسفل سافلين ، كما قد تعطي اللغة لبعض المفسرين ، والحق أن الآية الأخيرة تقرر ، فيما تقرر ، أمرين : الأول أن سبيل العودة ، منذ البداية ، هو الإيمان والعمل الصالح ، والثاني أن العودة أو الرجعى لا نهاية لها ، لأنها رجعى إلى الله .. ( إن إلى ربك الرجعى ) .. أو ( إن إلى ربك المنتهى ) ولا منتهى .. فعبارة ( فلهم أجر غير ممنون ) تعني حبل غير مقطوع ، أو طريق غير مسدود ، مما يفيد السير بغير نهاية .. ولقد قال الأستاذ محمود : ( ليس في الوجود الحادث غير الإنسان ) .. وذلك بالمعنى العام لكلمة (إنسان) ، والوجود الحادث هو وجود المخلوقات ، والوجود القديم هو وجود الله تعالى ، فالوجود القديم هو الله ، والوجود الحادث هو مخلوقات الله ، وليس في هذا الأخير غير الإنسان ، بالمعنى العام لكلمة (إنسان) ، وهذا يعني أن كل كائن ، من كائنات الوجود الحادث ، هو إنسان في مرحلة من مراحل تطوره ، فذرة غاز الهايدوروجين هي إنسان في مرحلة غاز آيدوروجين ، وذرة الرمل هي إنسان في مرحلة ذرة رمل ، والأميبا هي إنسان في مرحلة أميبا ، والنملة هي إنسان في مرحلة نملة ، والجمل هو إنسان في مرحلة جمل ، وهكذا .. والإنسان في مراحله البدائية ، كمرحلة الغازات والسوائل والعناصر ، أمامه رحلة طويلة جداً ، ربما تستغرق ملايين السنين ، وربما أكثر ، حتى يبلغ مرحلة بشر ، ثم يبلغ مرحلة إنسان ، بالمعنى الخاص ، فيما بعد .. ومرحلة الإنسان بالمعنى الخاص هي مرحلة الإنسان الكامل في الملك والملكوت ، وهي أكمل من مرحلة البشر الحاليين .. وأحياناً ترتد بعض الكائنات في سلم التطور ، فعندما أراد الله تعالى أن يرد بعض الناس ، من بني إسرائيل ، في سلم التطور ، إلى مرحلة قرود ، بسبب فسادهم ووضاعتهم ، قال لهم : ( كونوا قردة خاسئين ) فكانوا قردة ، وليس معنى ذلك أنهم قد تحولوا مباشرةً إلى قرود ، بل ماتوا موتاً عادياً ، ثم ولدوا كقرود من أرحام إناث القرود .. ومن أقوال الأستاذ محمود أيضاً أن ( كل ذرة من ذرات جسد الإنسان هي مشروع إنسان كامل ، له قلب وله عقل ) .. ويلاحظ أنه قال ذلك قبل إكتشاف ما يسمى بالإستنساخ .. وخلاصة القول هنا أن الجمل سيلج في (سم الخياط) يوماً ، بمعنى أن كل الكائنات التي هي في مرحلة الجمل ستبلغ يوماً مرحلة البشر ، وذلك عن طريق الموت والحياة ، أو قل عن طريق الموت والميلاد .
    رابعاً : أنت تعتمدين على اللغة العربية في معاني القرآن ، وهي تصلح لتفسير ظاهر النصوص فقط ، ولكن القرآن لا يتقيد باللغة العربية في بواطن معانيه ، وفي هذا المعنى يجيء قوله تعالى : ( حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) .. فقوله : ( حم ) إشارة لايدرك معناها باللغة ، وإنما يدرك معناها بالمعرفة التي تتجاوز اللغة ، وهذه المعرفة سبيلها التقوى ، وليس سبيلها التعليم في المعاهد الدينية ، وذلك وفقاً لقوله تعالى : ( واتقوا الله ، ويعلمكم الله ، والله بكل شيء عليم ) .. ووفقاً للحديث النبوي : ( من عمل بما علم ، أورثه الله علم ما لم يعلم ) .. وأما قوله : ( إنا جعلناه قرآناً عربياً ) فيعني عربياً في طرفه الذي يلامس أرض الناس ، وذلك هو ظاهر النصوص ، وقوله : ( لعلكم تعقلون ) يوضح الحكمة من جعل ظاهر القرآن عربياً ، وهي أن نعقله ، وأما قوله : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) فيخبر أن معاني القرآن ، في نهاياته ، علية وحكيمة بصورة لا تكفي لإدراكها اللغة .. ثم أنك تذكرين المفسرين المعروفين ، من أمثال الجلالين وابن كثير وغيرهما ، وهؤلاء كلهم ينحصر إختصاصهم في تفسير ظاهر النصوص ، مما تعطيه اللغة العربية ، ولكن عند الحديث عن المعاني الباطنة ، مما لا تكفي لإدراكه اللغة وحدها ، لا يصلح الإستشهاد بهم أو بأقوالهم ، وإنما يصلح الإستشهاد بأقوال أئمة التصوف الإسلامي ، من أمثال الشيخ محي الدين ابن عربي ، وعبد القادر الجيلاني ، وعبد الكريم الجيلي ، وأبو القاسم الجنيد ، وعبد الغني النابلسي ، وغيرهم من أهل التصوف ، وهم كثر ، وذلك لأن هؤلاء لم يعتمدوا في تحصيل المعرفة الدينية على الدراسة في المعاهد والمؤسسات الدينية ، كما فعل (الفقهاء) و (العلماء) و(رجال الدين) ، وإنما طلبوا المعرفة عن طريق التقوى ، فأدركوا من المعاني الباطنة ، ما لا تكفي لإدراكه اللغة وحدها .. ولقد قال الإمام علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : ( إن هذا القرآن لا ينطق ، وإنما ينطق عنه الرجال ) .. وفي نفس هذا المعنى يجيء قول الله تعالى : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) .. ذلك في مستوى بواطنه ، حيث آياته بينات في صدور الذين أوتوا العلم فقط ، وليست واضحة لكل الناس ، وأما في ظاهر نصوصه فهو واضح ، كما تعلمين ، لكل من يعرف اللغة العـربيـة .. هذا ولك الشكر .. أبو إيقان

    ثم ورد هذا المقال من الأخ أبو ريش في الرد على الأخ ياسر حنا ، وفيه أورد جزءاً من حديث الأستاذ محمود في كتاب رسالة الصلاة :
    إن فكرة تناسخ الأرواح عند الهنود، أو نظرية التطور عند داروين، هى بمثابة خواطر المراهقين، إذا ما قيست عما أخبر به القرأن عن قصة الخلق
    والأستاذ محمود يشرح قصة الخلق كما وردت فى القرأن، قبل أن يصدقها العلم الحديث بصورة تكاد تكون حرفية، وستكون حرفية عندما يتطور العلم
    أسمعه يقول
    المرحلة الأولى من نشأة الإنسان :
    هذه تعني تطوره في المادة غير العضوية منذ بروزه في الجسد.. وهو بروز في الأزل - في بدء الزمن.. وإلى هذه البداية السحيقة أشار تعالى بقوله: ((أولم يرالذين كفروا أن السموات، والأرض، كانتا رتقاً، ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شئ حي، أفلا يؤمنون؟)).. الرتق ضد الفتق، وهو يعني الالتئام.. وعن هذا الأمر المرتوق ، قال تعالى، في موضع آخر: ((ثم استوى إلى السماء، وهي دخان، فقال لها، وللأرض، ائتيا طوعاً، أو كرها. قالتا أتينا طائعين)) والدخان هنا يعني الماء، في حالة بخار.. فقد كانت السموات والأرض سحابة من بخار الماء، مرتتقة، ففتقت، وبرز التعدد من هذه الوحدة.. ولم تكن جرثومة الانسان يومئذ غائبة.. وإنما كانت هي ذرات بخار الماء ، ومن يومئذ بدأ تطور الانسان العضوي يطرد، تحفزه، وتوجهه، وتسيره، وتقهره، وتصهره، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكمة .. وقد أنفق في هذه المرحلة من مراحل النشأة أمداً يعجز الخيال تصوره.. ثم انتهت هذه المرحلة ببروز المادة العضوية .
    المرحلة الثانية من نشأة الانسان :
    وببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية ظهرت الحياة، كما نعرفها نحن.. وإلا ، فإن جميع المادة، عضوية، أو غير عضوية، حية.. وكل ما هناك، أن الحياة بدأت تبرز في المادة العضوية، بعد أن كانت كامنة في المادة غير العضوية.. فهي لم تجئ من خارج المادة..

    وأدنى درجات الحياة، التي نسميها اصطلاحاً حياة أن يكون الحي شاعرا بحياته، وآية ذلك أن يتحرك الحي، حركة تلقائية، وأن يتغذى، وأن يتناسل.. وقد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة.. وبهذه الخطوة الجليلة، والخطيرة، افتتح عهد جديد.. عهد عظيم.. عهد الحياة والموت.. ومن يومئذ بدأ رأس سهم الحياة، وطليعتها في السير.. يالها من بداية!! وفي ذلك قال تعالى: ((ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون)) .. الحمأ الطين الأسود.. والحمأ المسنون الطين المتغير، المنتن.. والصلصال الطين اليابس، الذي يصل أي يصوت إذا لمسته.. وإنما احمومى الحما لأنه قد طبخ بحمو الشمس.. وذلك لأن الأرض قد كانت قطعة من الشمس انفصلت عنها، وأخذت تبرد، وتجمد، وتتهيأ لظهور الحياة عليها.. ثم ظهرت الحياة بين الماء والطين.. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا.؟ * إنا خلقنا الانسان من نطفة، أمشاج، نبتليه، فجعلناه سميعا بصيرا)).. فإن النطفة، في هذه المرحلة من مراحل النشأة البشرية تعني الماء الصافي.. وأمشاج ، جمع مشيج.. من مشج، يمشج، مشجاً، إذا خلط بين شيئين.. وهما هنا الماء والطين.. فالنطفة الأمشاج، هي الماء المخلوط بالطين ..
    وهذه المرحلة الثانية، من مراحل النشأة البشرية، التي بدأت بحيوان الخلية الواحدة في القاعدة، تنتهي عند أعلى الحيوانات الثديية، في القمة.. وحين تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل النشأة، إنما تبدأ بقفزة جديدة، مذهلة، بها يدخل الانسان، كما نعرفه اليوم، في مسرح الحياة .
    المرحلة الثالثة من نشأة الانسان ..
    هذه هي المرحلة التي نحن نعيش الآن في أخريات أيامها، وهي قد بدأت يوم ظهور آدم النبي - الانسان المكلف - في الأرض.. وآدم هذا، ليس هو آدم الخليفة، الذي خلقه الله كاملا، أو يكاد، في الجنة، وأسجد له الملائكة.. وإنما هو طور من أطوار ترقى الخلقة التي انحطت عن آدم الخليفة، نحو مرتبة آدم الخليفة.. ذلك بأن آدم الخليفة - آدم الكامل - قد خلق في الجنة - في الملكوت - ثم لما أدركته الخطيئة طرد من الجنة، وأهبط الى الأرض.. وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: ((فتعالى الله الملك الحق، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، وقل رب زدني علماً * ولقد عهدنا إلى آدم، من قبل، فنسي، ولم نجد له عزماً * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم، فسجدوا، إلا إبليس، أبى * فقلنا: يا آدم، إن هذا عدو لك، ولزوجك، فلا يخرجنكما من الجنة، فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها، ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها، ولا تضحى * فوسوس إليه الشيطان، قال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ، وملك لا يبلى؟ * فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وعصى آدم ربه، فغوى * ثم اجتباه ربه، فتاب عليه، وهدى * قال: اهبطا منها، جميعاً، بعضكم لبعض عدو، فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل، ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً، ونحشره، يوم القيامة، أعمى)) . وعن طرد آدم من الجنة، وإهباطه إلى الأرض، بعد خلقه في أقرب صورة إلى الكمال. ورد القول الكريم: ((لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير ممنون)) وكان آدم، وزوجه، من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهما تابا، وندما، بعد الزلة، وقالا: ((ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا، وترحمنا، لنكون من الخاسرين)) هذا في حين أن إبليس الذي تولى إغواءهما، لم يتب، ولم يندم، ولم يطلب المغفرة، ولا الرحمة، وإنما طلب الإمهال، والانظار: ((أنظرني الى يوم يبعثون)) فلما أجيب الى طلبه: ((إنك من المنظرين)) أظهر إصراراً على الاستمرار في الإغواء: ((فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين)) ولذلك لما ردوا جميعا إلى أسفل سافلين ترك هو هناك، واستنقذ الله آدم وزوجه، وهداهما بإيمانهما سبيل الرجعى.. فهذا معنى قوله تعالى: ((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)) وعندما رد آدم إلى أسفل سافلين كان في نقطة بدء الخليقة - في مرتبة بخار الماء - ثم بدأ سيره، بتوفيق الله، في مراقي القرب، حتى إذا بلغ مبلغ النبوة على الأرض، فكان الإنسان المكلف الأول، كان قد بدأ ينزل بصورة، محسوسة، أول منازل القرب من مقام الخلافة العظيمة التي فقدها بالمعصية، ولكنه كان لا يزال عن كمالها بعيدا . وبنزوله هذه المنزلة الشريفة أصبح له ذكر في الملكوت، بعد أن سقط ذكره زمنا طويلا.. وفي ذلك يقول تعالى: ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟))
    ( بقية هذا الحديث في كتاب رسالة الصلاة ـ مقدمة الطبعة الرابعة )
    ونواصل
                  

العنوان الكاتب Date
ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية abu-eegan02-05-04, 08:30 PM
  Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية abu-eegan02-05-04, 08:48 PM
  Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية abu-eegan02-05-04, 09:02 PM
    Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية محمد عوض إبراهيم02-06-04, 02:15 PM
      Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية مهيرة02-06-04, 07:47 PM
        Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية مهيرة02-07-04, 10:49 AM
  Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية abu-eegan02-07-04, 06:08 PM
    Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية مهيرة02-08-04, 02:30 PM
  Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية abu-eegan02-08-04, 10:40 PM
    Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية مهيرة02-09-04, 11:15 AM
      Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية مهيرة02-10-04, 10:36 AM
  Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية abu-eegan02-10-04, 08:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de