وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2004, 01:28 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة (Re: عشة بت فاطنة)


    الأخت عشة بت فاطنة،
    تحية لك ولقراء بوستك والمتداخلين به..
    قولك:
    Quote: يا ريت لو المداخلات تكون مناقشة حول الاطروحات المهمة مثل فكرة الخوف والكبت ومستويات مشاهدة الحق ووغيرو من النقاط الواردة ف يالموضوع

    لا أريد لهذه المساهمة أن تكون جدلا حول مقولات الأخ سعد أبو نورة، ولا جدلا حول مقولات الأستاذ محمود في كتاب رسالة الصلاة وغيره من الكتب التي اهتمت بمسألة الكبت والخوف.. وإنما أريد أن ألفت نظر المتحاورين إلى أن الأستاذ محمود قد طبق ما يقوله عمليا.. ومن هنا أدلف للتعليق على سؤال الأخ أسامة الخواض في مداخلته.
    الأخ أسامة يسأل:
    Quote: ويبقى السؤال هل من الجمهوريين من وصل مقام محمود على الاقل كي يناقشه,
    او على الاقل له علم لدني ؟؟؟؟

    سوف آتي إلى مسألة العلم اللدني بعد قليل..
    ولكن في البداية لا أدري لماذا يشترط أحد على إنسان معين أن يصل مرتبة إنسان آخر حتى يتمكن من مناقشته.. إذا اتفقنا على أن هذا الافتراض لا داعي له، يصبح من غير المعقول أن يشترط الأخ أسامة على الجمهوري أن يصل إلى مرتبة الأستاذ، أو يكون لديه "العلم اللدني" بمعيار معين، حتى يتمكن من مناقشته.. في الحقيقة، كثير من الجمهوريين ناقشوا أفكار الأستاذ محمود، أو على الأقل سمعوا النقاش حولها قبل أن يقرروا الاقتناع بها، أو الاتجاه إلى مزيد من القراءة في كتب الفكرة.. إذا وجدت إنسان آخر سأل نفس السؤال الذي يدور بذهنك ثم سمعت إجابة الأستاذ عنه واقتنعت بها، فليس من الضروري أن تسأل نفس السؤال.. الجمهوريون اقتنعوا بالفكرة الجمهورية، وليس من واجبهم نقد الفكرة الجمهورية، وإنما يقع هذا الواجب على المثقفين الآخرين.. يقول الأخ أسامة من هذه المداخلة:
    Quote: هذا البوست يدافع عن افكار الاستاذ محمود,
    ولا يضيف كما عودنا الجمهوريون دائما,
    ولا يحتوي على اي افكار نقدية


    ومن هذا المنطلق أنا أنتظر من الأخ أسامة أن يقدم نقده لأفكار الأستاذ محمود، أو على الأقل للأفكار الواردة في هذا المقال لسعد أبو نورة..

    يقول الأخ أسامة:
    Quote: ولذلك ستظل المشكلة قائمة وهي ان اعداء الفكرة يحاكمونها من الماضي
    وانصارها اي الجمهوريون يتحدثون عن اصالتها المطلقة واخراجها من التاريخ

    لا أعتقد أن الأستاذ محمود تحدث عن فكره بأنه "مطلق الأصالة"، ولم يخرجه من التاريخ وسيرورته، ولكنه وصف نفسه وفكره بالأصالة، ودلّل على ذلك باتساق تفكيره مع قوله وعمله، وعلى من يشكك في هذا الأمر أن يبرز الدليل.. وأنا لا أريد أن أسبق الأخ سعد في التعليق، ولكني سأطرح على الأخ أسامة رأيي الشخصي في فكر الأستاذ محمود، وفي معيشته لذلك الفكر وتطبيقه، بعد التعليق على نقاطه هنا..
    يقول الأخ أسامة:
    Quote: واعتقد ان الجمهوريين ليس بوسعهم فعل ذلك لان المسالة هنا كما ارساها الخطاب الجمهوري ليست معرفية فقط وانما روحية

    ليت الأخ أسامة أبان أكثر.. ولكني، على كل حال، سأحاول التعليق.. سأحاول أن أبين أنه بوسعي القول، أن نظرية المعرفة التي طرحها في فكره هي أكمل صورة عرفها التاريخ حتى اليوم.. ولكن لا أقول أن التاريخ قد توقف.. دعونا نناقش ذلك.. وأبادر فأقول للأخ أسامة أن الأستاذ محمود يقول بأن المادة والروح مظهران لحقيقة واحدة.. وقد جاء ذلك في سياق مقال الأخ سعد.. سأضرب مثال لمسألة المادة والروح، أو، الظاهر والباطن، أو الشريعة والحقيقة، في مواجهة الأستاذ محمود الأخيرة لسلطة مايو التي حاولت فرض قوانين سبتمبر، وسأستعين بما جاء على لسان الأستاذ محمود وما جرى به قلمه.. وفي نفس الوقت فإنني، بذلك، أبذل المزيد من مقولات الأستاذ الغير معروفة للناس، خاصة المثقفين، وأنا سعيد بهذا الشرف، وشاكر للأخ أسامة الذي جعل لذلك مناسبة..
    وسأبدأ بالتعليق على مسألة العلم اللدني التي ذكرها الأخ أسامة وتساءل لو كان لأي من الجمهوريين قدم في العلم اللدني.. إن مسألة العلم اللدني مسألة أساسية في طريق المعرفة، خاصة المعرفة بالجانب غير المادي في الحياة، أو الجانب الغير ظاهر.. وهي تبدأ بداية بسيطة من المعرفة بالجانب المادي والظاهر ثم تتدرج صعودا، وهي تستصحب الفكر معها في هذا الصعود، ولكن هناك مسائل أكبر من الفكر، تنكشف للإنسان بدون إمعان الفكر، وقد أسماها المتصوفة الكشف، وقد كان الوحي نموذج لها عند الأنبياء.. وأي إنسان لديه نصيب من "الكشف" البسيط، يعبر عنه البعض بقولهم "قلبي بقول لي"، وهو يظهر لبعض الناس من خلال رؤى في المنام، ولا أشك أن أي واحد منا له تجاربه في هذا الاتجاه.. إذن هذا النوع من المعرفة، "العلم اللدني"، يمكن أن يكون للجمهوريين نصيب فيه.. ودعني أحكي لك وللقراء هذه الحادثة حتى أدلل على أن بعض الناس يكشف لهم الله المسائل بغير تخطيط.. السيدة "حليمة" وهذا هو اسمها الأول الحقيقي، توفيت إلى رحمة الله قبل أقل من سنتين، جمهورية وأم لمجموعة من الجمهوريين والجمهوريات ولغير الجمهوريين وغير الجمهوريات أيضا.. سأنقل هذا الجزء من خطاب أرسلته إحدى بناتها للجمهوريين تحكي لهم عن والدتها الراحلة وعن سبب حضورها للأستاذ محمود والتزامها "طريق النبي محمد" عليه السلام، كجمهورية.. وأنا أعرف أن هذا الخطاب خاص بالجمهوريين، ولكن بما أن الخطاب قد أرسل لي، فجزء منه يخصني، ومن حقي أن أنشر [بقليل من التصرف] ما أراه ضروريا لتعريف الناس بالأستاذ محمود، وبمن رحل من الجمهوريين، فهذه أمانة يلزمني تأديتها..

    أمنا الحبيبة آمنة
    الأخوات والأخوان الكرام
    لكم التحية والمحبة
    لا نريد ان نشكركم علي تعزيتكم لنا في وفاة الوالدة حليمة بل نعزيكم أيضا فيها فليس هناك شكر بين الأشقاء في وفاة والدتهم ، رحم الله أمنا حليمة رحمة واسعة .
    اعتقد ان معظم الأخوان والأخوات يعرفها. ويعرف سيرتها في مسيرة الحركة الجمهورية، ولكن اسمحوا لي ان اكتب عنها قليلا لعل سيرتها تذكرنا بتلك الأيام المضيئة التي عشناها في كنف الحضور الحسي للأستاذ محمود .
    ولدت حاجة حليمة في مدينة طوكر من أب مزارع بسيط وكان رجلا صالحا ينتمي لقبيلة الزهايرة من عرب مدينة جدة بالسعودية وقد هاجر أبوه الى السودان في مطلع التسعينات طلبا للرزق _ أي اغترب في السودان_
    عندما بلغت الرابعة عشر تزوجت أبونا عليه رحمة الله وكان في الخامسة والخمسين من عمره أي يكبرها بأربعين سنة ، كان رجلا طيبا وصالحا. كان يدللها كثيرا لأنها كانت في عمر اصغر بناته.
    وعند الخامسة والثلاثين من عمرها كانت قد أنجبت عشر من البنين والبنات ، وكان أبى قد اصبح شيخا تجاوز الخامسة و السبعين من عمره وفقد بصره واصبح ملازما للسرير . كانت تتفانى في رعايته وخدمته وتتحمل في سبيل ذلك الكثير من المعاناة وقد قال عنها الأستاذ محمود في ذلك ( حليمة أخذت ولاية بتحملها وتفانيها في خدمة ورعاية هاشم )
    التزامـــها :_
    في عام 1969 في مدينة كسلا، التزم ابنها الكبير يوسف الفكرة الجمهورية. جاءها الأهل والمعارف لتحذيرها من خطورة الطريق الذي سلكه ابنها، ولكنها كانت تثق في رجاحة عقله وحسن تصرفه وإحساسه العميق بالمسؤولية تجاه أسرته فكانت دائما تدافع عنه وعن الجمهوريين من غير ان تعرفهم .
    في إحدى الليالي نامت وهي مكدرة وغاضبة وكانت تبكي من كثرة الضغوط اليومية التي تعاني منها. رأت في منامها أنها تسير في ممر مضيء وحول الممر ظلام دامس سارت فيه وهي ما زالت تبكى ، وجدت في نهاية الممر قطيه ( بيت شعبي من القش) وعندما وقفت في باب القطية رأت في الوسط طاولة بها مفرش ابيض ويقف من وراء الطاولة رجل مربوع القامة ، اخضر اللون ، صبوح الوجه ، مشلخ شلخات خفيفة وكان يرتدى قميص بلدى وسروال طويل ويتلفح بثوب ويضع عمامة على رأسه وكانت ملابسه ناصعة البياض كذلك كان مفرش الطاولة ، كان يرفع يده اليمنى الى أعلى وكفه قابضا على شئ ما ، طلب منها الدخول وعندما دخلت رمي ما بيده في الطاولة فإذا بها عدد من حبات الودع الأبيض !! نظر لها وابتسم ابتسامة مضئية وقال لها ( ابشري بالخـــير ) قالها ثلاث مرات ..... استيقظت من نومها وهي في حالة سرور وانشراح وفرح عارم تعجبت له ، ولحقت بيوسف قبل مغادرته للبيت وسألته عما إذا كان شيخه بهذه الأوصاف؟؟ بكى يوسف وقال لها هو بعينه يا أمى !!!
    وكانت هذه الرؤيا هي بذرة التزامها
    مسيرتها في الحركة :
    في عام 1973 استقر بنا المقام في الثورة الحارة الرابعة . كان التزامها بالطريق عجيبا !! قال عنها الأستاذ ( الجمهوري في بداية التزامه بالطريق يكون كالرتينة بلورته متسخة وبها عتمه شديدة وعندما ينخرط في السلوك تنظف البلورة وتنجلي، ولكن حليمة جاءت وبلورتها بها غبره خفيفة ( وضغط على كلمة خفيفة) من أول نفخة أصبحت بلورتها صافية ولامعة) أتمنى ان أكون قد وفقت في نقل النص بدقة وإلا فليسامحني الله .
    كان برنامجها اليومي ولمدة عشرة سنين متواصلة كالآتي... تذهب في وقت الضحى لتصبح على الأستاذ وترجع حوالي الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر للبيت ، وفى الساعة الخامسة مساء تكون أمام منزل الأستاذ لحضور الذكر ومن بعده للحملة [توزيع الكتب ونقاش الجمهور] وحضور جلسة الانطباعات وترجع الي البيت ومن معها من أهل بيتها [الجمهوريين] بالترحيل الجماعي [الباقين يكونون مع والدهم في البيت إلى حين حضورها] ، أي أنها كانت تقطع الطريق مشيا من الحارة الرابعة الى الحارة الأولي ثلاث مرات في اليوم ،،، ولا تفوتها ليلة واحدة من غير ان تقيمها في الثلث الأخير شأنها شأن بقية الجمهوريين في ذلك الوقت. لم يكن يثنيها عن ذلك إلا المرض الشديد .
    وهناك حكاية طريفة كان يحكيها الأخ مختار مختار انه صادفها في ضحي إحدى الأيام وهي تقترب من منزل الأستاذ ووجدها تبكي فانزعج مختار وسألها إذا كانت تشعر بأي شئ فردت عليه بأنها تشعر بحضور فقط
    كانت لا تتعب من الحركة الشديدة وكانت تستمد قوتها من تعلقها ومحبتها للأستاذ والأخوان حتى قال أهلها وأصدقاؤها ان حليمة قد جنت،، وهجت،، وقاطعت أهلها بعد متابعتها للجمهوريين .....وكان لسان حالها دائما يرد عليهم ( قـيل عني جُـن وجدا * ليتهم ذاقوا جنوني .. صار مني الفتق رتقا * والتقت يائي بسيني ) . [إشارة إلى الياء والسين في يس]
    كان التحدي الحقيقي لها يتمثل في رجوعها الي بلدها بور تسودان مع وفد القضية [قضية بورتسودان الشهيرة التي رفعها أحد القضاة الشرعيين على الأستاذ محمود والجمهوريي] .. جاءتها والدتها قبل سفرها بيوم وقالت لها ( إياك ان تبيعي الكتب في شوارع بورتسودا ن وتفضحينا وسط الأهل وأنت من أسرة معروفة في البلد)
    وفي بورتسودان كان خروجها للحملة يعد حدثا وسط أهالي البلدة وكانت ردود الفعل مختلفة فقد نالت إعجاب جميع شباب أهلها ومعارفها وعلى النقيض صب عليها كبار السن غضبهم ولعنتهم..... لدرجة ان أحدهم قابلها في الحملة فبصق على وجهها وكانت كمية البصاق كبيرة سالت على وجهها الطاهر فمسحته بهدوء بطرف ثوبها وواصلت عملها غير هيابة ولا وجلة .
    مدرســـة لا اله إلا الله :_
    كان لمواظبة الوالدة على حضور الجلسات والخروج في حملات توزيع الكتب سواء في داخل البلد أو في السفر مع الوفود أثرا كبيرا علي اكتمال نضجها الفكري والثقافي، وفي سنين قليلة أصبحت تتحدث وتناقش بطلاقة شديدة أهم القضايا الفكرية والسياسية المعاصرة ومن يسمعها تتحدث يحسبها أنها ناظرة مدرسة !
    وكانت دائما تقول إنها كانت تتحسر على نفسها لعدم دخولها الى المدرسة لكن بعد التزامها شعرت إنها دخلت مدرسة لا اله إلا الله وبعد ذلك لم تشعر بأي نقص أو حسرة على أميتها .
    أذكر مرة ان شقيقها طه إبراهيم المحامى قد زار الأستاذ وبعد انتهاء الزيارة لاحظ الأستاذ بأنني كنت مبهورة بكلام خالي ونقاشه فسألني سؤال عجيب ( مين تفتكري بيفهم اكتر _ حليمة ولاّ طه؟ ) باغتني السؤال فلم أستطع الإجابة فرد هو ( حليمة بالطبع ) وعندما رأى الذهول على وجهي ضحك لي مداعبا وخرج من الصالون ( أتذكرون ضحكته العذبة تلك عندما يداعب أحدكم ..)
    عقــيدتها في الأستاذ :
    كانت عقيدتها في الأستاذ قوية راسخة وكانت تعتقد ان الأستاذ أهم من الفكرة وعندما جاء الحديث عن الحضور في الصلاة باستشعار المطلق والتجسيد كانت تقول أنها منذ التزامها لم يغب عنها هذا الموضوع .
    وكان الأستاذ دائما يشيد بأدبها وحضورها في الجلسات وقد قال عنها مرة ( لو الطير حط على رأس حليمة وهى جالسة في الجلسة لبقى في مكانه ساكنا غير منزعج) ) – لو لم أوفق في نقل النص نفسه فقد نقلت المعنى بالضبط )

    بعد التنفيذ أصيبت بصدمة شديدة وانزوت علي نفسها وصمتت عن الكلام والنقاش في أي موضوع وقد قال عنها ابن أختها ( ان خالتي محمودية وليست جمهورية ، لاننى عندما كنت أتناقش معها قبل التنفيذ كنت أحس بالخوف ويخيل الي ان محمود محمد طه هو الذي يتحدث معي )
    وبعد هذا سارت بها الأيام خالية رتيبة وتنقلت فى ارض الله الواسعة، إلى ان استقر بها المقام في مدينة جدة مسقط رأس أجدادها.
    اذكر إنني عندما أبلغتها بخبر انتقال أستاذ سعيد قالت لي بهدوء شديد ( تعرفي ان سعيد من تقديسه الشديد للأستاذ كان لا يبصق في حوش الأستاذ بل يخرج الشارع ويبصق بره ، فزول زي دا تفتكري بيكون عاش مرتاح بعد انتقال الأستاذ ؟؟ الموت اخير ليه من الحياة بعد الأستاذ )


    [يكفي هذا الجزء من الخطاب وأنا أهديه إلى نساء البورد أمثال عشة بت فاطنة وإشراقة وتماضر وأماني "الجندرية" وهالة ويُمنى وراوية ورجاء ودوما وصديقتها بيان ولتعذرني من سقط إسمها من ذاكرتي.. وأنا أقول لمن تسأل عن الجمهوريات، هالة، بالتحديد، لا تنتظري أن يعاود الجمهوريات العمل التنويري، فقد تكون ظروفهن صعبة وغير مناسبة، ولكن بإمكان أي مثقفة أن تنقب في فكر الأستاذ محمود وتتخذه سلاحا لها في النضال لقضية المرأة.. بإمكان أي امرأة مثقفة أن تقول بالصوت العالي أن قوانين الأحوال الشخصية المعمول بها في الدول الإسلامية قوانين غير دستورية.. لا يلزم أن تكون الواحدة جمهورية حتى تقول مثل هذا القول.. ولا يلزم أن تنتظر المثقفة من الجمهوريات أن يقمن بهذا الدور، فكثير منهن يعملن بطريقتهن في مجالات غير هذا المنبر وأمثاله من المنابر.. ]

    يقول الأخ أسامة:
    Quote: هنا تبدو الحداثة والمعرفة مرهونتين بالديني

    واعتقد ان هذا ما يجب ان نفكر فيه جميعا


    لقد كانت محاولة الأستاذ أن يجسد نموذج المثقف المتدين، ولكن ليس الدين في مستوى العقيدة الضيقة.. لقد سأل الصحفي، وقتها، محجوب شريف، من مجلة الحياة السودانية، الأستاذ محمود هذا السؤال، وهو جزء سقط سهوا في موقع الفكرة وسأنبه الأخ عمر عبد الله لإثباته:


    س: ما هو الشئ الذي لن يحققه العلم مهما كبرت انتصاراته؟


    ج: الحرية من الخوف.. لأن قمة الحرية من الخوف تجيء عن طريق الاطلاع على ما بعد الموت وليس للعلم هنا مجال وإنما المجال للدين..


    وهنا سأجيئكم ببعض ما جاء على لسان وقلم الأستاذ محمود من النوع الذي يوضح أنه كان يتوقع القتل، ويعرف أنه الامتحان الأخير له..
    في أواخر عام 1983 كتب الأخ سعد أبو نورة قصيدة يشير فيها إلى الأستاذ بصفته الرجل الذي أحرز الحرية والسلامة الداخلية، وأرسلها للأستاذ في معتقله، فاقترح الأستاذ عليه تعديل بعض الأبيات، وأنا هنا سأبرز القصيدة وسأثبت الخطاب الذي أرسله الأستاذ للأخ سعد وكذلك البيت الأخير بعد التعديل الذي أجري على القصيدة، وأنا لا أعرف من الذي أجرى التعديل وأنتظر من الأخ سعد أن يجيء للتعليق.. فهذا التراث الغني لا بد أن ينشر للمثقفين السودانيين من عيار تماضر وعشة بت فاطنة وأسامة وعجب الفيا وغيرهم من كرام الحي هنا..
    يقول سعد مخاطبا الأستاذ من غير أن يذكره بالإسم بطبيعة الحال:


    من ذا يخبى الشمس يطفــئ جذوة العرفان يعتقل الضيـاء
    طوعا ذهبت السجن للانسـان للرحم المـــدثر بالسـماء
    ستعود تلغى الظلم تستصـفى رحيق الحق تنســخ كربلاء
    يا من يحيل السجن معراجـاً الى الخير المخفّى فى الفضاء
    فقط السوى قد مـات منـك فجزت للحيوان للجرم المضاء
    فضلاً ستظهر آيـة الجسـد المترى بالحيـاة وبالبـــهاء
    وتعود ترقى عنفوان الاسـم بكر النور عرش الاســـتواء
    فترد تخضل النبوة بالولايـة بالشـــميم ...وبالعطـــاء
    وتعود تنزل كل امر مستكن بالغيـــوب وبالخفــــاء
    تستظهر القران كــــنزاً تنتضى ام الكــتاب من العماء
    فتــؤول تنــداح المثانى ترتـقى بالانـطواء وبالفــناء


    وقد كتب الأستاذ للأخ سعد الخطاب التالي في يوم 30 ديسمبر 1983.. لاحظوا أن الأستاذ اعتقل في مايو 1983 وأفرج عنه في 19 ديسمبر 1984، وقبض عليه مرة أخرى في 5 يناير 1985، وقُتل في 18 يناير 1985:


    30/12/1983م
    إبني المحبوب سعد .. أسعده الله وأسعد به
    تحيتى ومحبتى وإعزازى

    هذه قصيدة عظيمة الروحانية والعرفانية .. فأهنئك عليها وأرجو الله أن يفتح عليك فتح العرفان ..
    أنا أفضل الكلمتين الاصليتين يا سعد على الكلمتين الجديدتين، خصوصا "المخفى، فى الفضاء" فهى أفضل وأعمق معنى من كلمة "المخبا" فى الفضاء ".. ومن ذا "يخبى" أفضل ببعيد من كلمة "يوارى" وهى صحيحة بالتضعيف بدون همزة..
    فأفضل لو تركت القصيدة من هذه الناحية على قديمها .. ولكن فى نفسى شئ من البيت الاخير ، لا يزال ، وبخاصة كلمة "بالانطواء" بعد كلمة "تنداح" ولا إعتراض على كلمة "ترتقى" .. أرجو أن تنظر إذا أمكنك تعديله مرة أخرى.. لولا البيت الاخير لاخبرتك أن تعطى نسخة منها لكل من عبد الله فضل الله وكرومة وسأنتظر حتى أسمع منك عن البيت الاخير.. وفقك الله وحفظك وحفظ عليك..

    والدك
    محمود


    لاحظوا معي أن الأستاذ لم يصحح لسعد اعتقاده بأن الرجل سوف "ينسخ كربلاء" التي تشير إلى القتل.. كما أنه ترك الأمر مفتوحا لسعد في أمر البيت الأخير.. أما عبد الله فضل الله وكرومة فهما الملحنان والمنشدان اللذان ينشدان قصائد الجمهوريين وغيرهم من شعراء الصوفية.. وتدور الأيام.. وتمضي حتى قرب خروج الأستاذ من المعتقل، فدعونا نقرأ معا هذا الخطاب من الأستاذ إلى الأخ عبد الله فضل الله وبعده نقرأ تعديل الأستاذ للبيت الأخير من قصيدة سعد..


    إبني المحبوب عبد الله .. حفظه الله

    لك تحيتى وموفور محبتى ..

    لقد سرنى تعليقك اعلاه .. اما ملاحظتك الاولى فمقبولة ـ وتعديل الصياغة سيقبله إبني سعد .. الملاحظة الثانية طيبه .. لقد رأيت انت صاحب المقام ، وهو يتقلب فى مقاماته ، رؤية اوضح من رؤية إبني سعد .. سعد رآه فى مقامة سابقة للمقامة التى رأيته انت فيها .. هو حسنى حسينى .. ولكن له مقامان بعد هذا .. فى اولهما يفنى عن حسنيته فى حسينيته فيكون حسينياً .. ثم يفنى عن حسينيته ، ويبقى فهو يترقى بين الفناء والبقاء .. فحين يفنى عنهما يصير مطلقاً ، بلا كيفية .. وهذا وجهه الذى يلى الاطلاق .. وحين يبقى بوجهه الذى يلى المقيد ، او قل هو وجهه المقيد .. وانما يفنى برفع حجاب الفكر وانما يبقى بعودة هذا الحجاب ، وهكذا دواليك وهذا هو السر العظيم وراء فصل رأس الحسين فى كربلاء عن جسده .. وراء هذا كثير يمكن ان يقال
    حفظك الله
    والدك

    17/10/84


    وهذا هو تعديل الأستاذ للبيت الأخير من قصيدة سعد :
    فتؤول تنداح المثانى ترتقى لطفا بمعراج الرضاء
    لاحظوا أن الأستاذ تحدث هنا عن الرضاء، وهو تعبير يقصده تماما.. لاحظوا أن الأستاذ قال للحارس الذي يرافقه عندما رأى الجموع في ساحة التنفيذ: لماذا كل هذا الخوف؟؟ إن الأمر سيتم بمنتهى اللطف الإلهي؟؟ [أرجو مراجعة مقال الصحفي هاشم كرار الذي نشره في جريدة الوطن القطرية ونقله الأخ عماد بليك لهذا البورد قبل شهرين تقريبا]

    ولاحظوا قول الأستاذ لعبد الله فضل الله أعلاه، وحديثه عن الفناء والبقاء، وعن السر في فصل رأس سيدنا الحسين عن جسده، ثم إمساكه عن الحديث بقوله: "وراء هذا كثير يمكن أن يقال".. فالأستاذ لم يرد أن يقول هنا صراحة أنه سوف يُمتحن بالقتل، وعليه أن يجتاز ذلك الامتحان.. ولكنه صرح لبعض الجمهوريين، والجمهوريات، بهذا الأمر منذ وقت طويل قبل التنفيذ، وبعضهم سمعه منه منذ سنوات من حدث التنفيذ، ولكنهم جميعا فوجئوا بمسألة التنفيذ.. الشاهد أن الأستاذ محمود لم يتحدث في هذا الأمر، أقصد امتحان القتل، في مجالس الجمهوريين العامة لأن العبرة فيه ليست بالحديث وإنما بالفعل والتجسيد كما قال في آخر مؤتمر جامع تحدث فيه للجمهوريين يوم الجمعة 4 يناير.. وكل هذا موجود ومسجل على الأشرطة ومنقول للورق وسيطلع عليه الناس في يوم من الأيام، بإذن الله وبتوفيقه..
    ومن هنا أعود للتعليق على بعض ما ورد في مداخلات الأخ عبد المنعم عجب الفيا، فأنا لا أريد أن أجادله في من هو المحق الأستاذ محمود أم الأستاذ محمد محمد علي..
    أرجو أن ينصرف النقاش نحو النهايات وترك الأقوال جانبا.. السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا كمثقفين: هل كان الأستاذ محمود في مستوى مقاله أم أنه كان مدعياً..
    في المداخلة التالية سأبين أنه تمكن من تجسيد أفكاره وأقواله في هزيمة الخوف..
    لقد طالت هذه المداخلة أكثر مما ينبغي، وأرجو حضور الأخ سعد.. ولكن قبل أن أبرح أود أن أشير إلى مقابلة محجوب شريف من مجلة الحياة، فقد كان فيها سؤال عن الأدب وفيها تلخيص لموقف الأستاذ من الأدب:


    (س) هل كان أو مازال لديك أي أهتمام بالأدب ؟


    (ج) أنا دائما مهتم بالأدب .. كنت و ما أزال و لكني أعتقد أن الأدب هو ملكة التعبير عن النفس المؤدبة. النفس المؤدبة هي النفس التي حققت السلام في داخلها .. فالأدب صحة داخلية تسيل في الكلمة .. أما الأدب الذي يمارسه الكتاب و الشعراء و لا يتقيدون فيه بالخلق و لا بالصدق فلم أهتم به و أضع نفسي ضده و أعتبره من آفات الفكر والخلق ، و أرمي الي تخلص الشباب منه.


    لقد مضى الأستاذ في طريق تحقيق السلام مع نفسه، فكان مسالما، ولكنه لم يكن مهوّما كما يحلو للبعض أن يصفوه.. لقد واجه محكمة المهلاوي التي وجهت له تهمة معارضة الدولة في قوانين سبتمبر بقوله المشهور.. ولم يقل للقاضي أنني لا أبالي بالموت.. لقد أعجتني عبارة الأخ حافظ خير في بوست له هنا، بأن الأستاذ كان يخاطب المثقفين وذوي الضمائر قبل أن يخاطب المهلاوي أو النميري وجلاوزته.. لقد كان الموقف الأول أمام المحكمة يتسق مع الظاهر، يتسق مع المادة، أما الموقف الأخير في المشنقة فيتسق مع الباطن، يتسق مع الحقيقة.. في المداخلة القادمة سوف أثبت بعض خطابات الأستاذ إلى الجمهوريين وإلى الجمهوريات وسأحاول أن أتناولها بالتعليق كما فعلت في هذه المداخلة..

    وشكري وتقديري للجميع، مع وافر السلام والمحبة..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-24-2004, 11:28 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-24-2004, 11:54 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-20-04, 09:53 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-20-04, 10:04 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-20-04, 10:24 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة doma01-20-04, 01:42 PM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة منصوري01-20-04, 01:18 PM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-21-04, 10:08 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-21-04, 10:15 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-21-04, 10:20 AM
      Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-21-04, 12:25 PM
        Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-21-04, 10:46 PM
          Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-22-04, 02:59 PM
            Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-22-04, 11:52 PM
              Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Tumadir01-23-04, 01:29 AM
              Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-23-04, 08:37 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة osama elkhawad01-23-04, 03:09 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-23-04, 09:11 AM
      Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-23-04, 09:22 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Tumadir01-23-04, 09:42 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Agab Alfaya01-23-04, 11:06 AM
  Re: حول التحرر من الخوف والكبت Agab Alfaya01-23-04, 01:54 PM
    Re: حول التحرر من الخوف والكبت عشة بت فاطنة01-23-04, 09:45 PM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-24-04, 08:09 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-24-04, 09:04 AM
      Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-24-04, 09:28 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-24-04, 01:28 PM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-24-04, 11:46 PM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Mohamed Adam01-25-04, 08:21 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-25-04, 07:08 PM
      Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-26-04, 09:39 AM
      Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة kh_abboud01-26-04, 09:40 AM
        Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-26-04, 03:11 PM
          Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة kh_abboud01-26-04, 09:15 PM
            Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-27-04, 09:09 AM
              Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-28-04, 04:05 PM
                Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Haydar Badawi Sadig01-28-04, 08:16 PM
                Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-28-04, 08:45 PM
                  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Yasir Elsharif01-29-04, 10:29 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة osama elkhawad01-29-04, 01:51 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة د.أحمد الحسين01-29-04, 10:45 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة د.أحمد الحسين01-29-04, 10:46 AM
    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة عشة بت فاطنة01-29-04, 11:30 AM
      Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة Haydar Badawi Sadig01-29-04, 08:55 PM
  المؤامرة السلمية نحو التغيير.. البورد مثال للمتآمرين والمتآمرات Yasir Elsharif02-05-04, 04:26 PM
    Re: المؤامرة السلمية نحو التغيير.. البورد مثال للمتآمرين والمتآمرات محمد عوض إبراهيم02-06-04, 02:26 PM
  Re: المؤامرة الحميدة.. التحوّل.. Yasir Elsharif02-10-04, 01:07 AM
    Re: المؤامرة الحميدة.. التحوّل.. عشة بت فاطنة02-13-04, 08:40 AM
  Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة منصوري02-13-04, 09:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de