|
Re: بين "نيروز" الحلاج" ... و "نيروز" الأستاذ &quo (Re: الجندرية)
|
الأعزاء .. خالد .. ياسر .. د. النور .. الجندرية .. لكم أطيب التحايا الصوفية.. فى الذكرى التاسعة عشر ل"نيروز" أستاذنا "محمود محمد طه". احتفاءا "بنيروزنا" هذا المجيد, و استجابة لطلب "خالد" و "الجندرية", سأواصل ما استطعت انزال أشعاره و مقتطفات من سيرته مع بعض التعليقات. و كنت أرغب أن أتابع بالكتابة عن تجربتى مع "الفكر الجمهورى", اذ كنت عدوا له فى البدء, و أدركت لاحقا, ابان "نيروز" الأستاذ حين توسعت مداركى و اطلعت على بعض أفكاره, أنه كان من سؤ حظى أن لم أتعرف عليه حين كان يجب على ذلك, و ما لذلك من علاقة بالوعى السائد فى بلدنا السودان الذى يجعل من افلات مثل هذا الفكر الراقى من بين أيدينا و اقصائه عن دائرة الفعل فى مجتمعنا شيئا من السهولة بمكان.
... اليكم بعض من شعر "الحلاج", و أعذرونى ان واجهتم صعوبة فى قراءة الكتابة غير المشكلة لعدم توفر هذه الامكانية لدى, و من هنا تأتى مصاعب اللغات المقروءة بغير شكل كتابتها أو ال " Inphonetic Language ":
فى قافية الهمزة قال:
و أى الأرض تخلو منك حتى تعالوا يطلبونك فى السماء
تراهم ينظرون اليك جهرا و هم لا يبصرون من العماء
و قال: ما يفعل العبد و الأقدار جارية عليه فى كل حال أيها الرائى القاه فى اليم مكتوفا و قال له: اياك اياك أن تبتل بالماء
وقال: لبيك, لبيك, ياسرى و نجوائى لبيك, لبيك يا قصدى و معنائى
أدعوك, بل أنت تدعونى اليك فهل ناديت اياك أم ناديت ايائى
يا عين عين وجودى يا مدى هممى يا منطقى و عباراتى و ايمائى
يا كل كلى, يا سمعى و بصرى يا جملتى و تبا عيضى و أجزائى * التباعيض = الأجزاء يا كل كلى, و كل الكل ملتبس و كل كلك ملبوس بمعنائى
يا من به علقت روحى فقد تلفت وجدا فصرت رهينا تحت أهوائى
أبكى على شجنى من فرقتى وطنى طوعا, و يسعدنى بالنوح أعدائى
أدنو فيبعدنى خوفى, فيقلقنى شوق تمكن فى مكنون أحشائى
فكيف أصنع فى رحب كلفت به ؟ مولاى, قد مل من سقمى أطبائى
قالوا: تداو به منه, فقلت لهم: يا قوم, هل يتداوى الداء بالداء * (هذا البيت يذكرنا بقول "أبى نواس": دع عنك لومى فان اللوم اغراء و داونى بالتى كانت هى الداء)
حبى لمولاى أضنانى و أسقمنى فكيف أشكو الى مولاى مولائى
انى لأرمقه و القلب يعرفه فما يترجم عنه غير ايمائى
يا ويح روحى من روحى, فوا أسفى على منى فأنى أصل بلوائى
كأننى غرق تبدو أنامله تغوثا و هو فى بحر من الماء * تغوثا = القول: وا غوثاه, أى أنجدونى.
و ليس يعلم ما لاقيت من أحد الا الذى حل منى فى سويدائى * السويداء = الحزن الشديد, و المرض النفسى من شدة الحزن.
ذاك العليم بما لاقيت من دنف و فى مشيئته موتى و احيائى * الدنف = شدة الحب, أو مرضه.
يا غاية السؤال و المأمول يا سكنى يا عيش روحى, يا دينى و دنيائى
قل لى – فديتك – يا سمعى و يا بصرى لم ذى اللجاجة فى بعدى و اقصائى
ان كنت بالغيب عن عينى محتجبا فالقلب يرعاك فى الابعاد و النائى ************************
|
|
|
|
|
|