الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2004, 08:00 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه

    * علي خلفية نقاش جري بين الدكتور عبدالله الطيب والاستاذ
    محمود محمد طه،في الخمسينات، عن الدين والادب،كتب محمد محمد علي
    الشاعر والناقد المعروف هذا المقال ردا علي الاستاذ،نورده
    كنموذج ساطع علي ادب الاختلاف .
    ---------------

    الادب والدين


    لا أريد أن أعقد موازنة بين الأدب والدين ، لأرى أيهما أكثر فائدة وأحق بالعناية والاهتمام . لأن عملا كهذا لا يخدم غرضا يستحق أن يبذل فيه جهد من الكاتب أو القارئ . ولا أراه إلا رجوعا إلى ما كان يصنعه القدماء ، ومن المفاضلة بين السيف والقلم ، والمفاضلة بين أصناف الورود وأنواع الرياحين . فللدين رسالته ، وللأدب رسالته ، والمجتمع الإنساني محتاج إلى كلتا الرسالتين ، وليست إحداهما بمغنية عن الأخرى فتيلا .

    لهذا فإني لو لا حديث لصديقنا الفاضل محمود محمد طه ، يحمل رأيا عن الأدب لم يحالفه فيه الصواب ، لما آثرت الخوض في هذا الشأن . وآراء الأستاذ محمود مهما كان موضوعها تستحق المناقشة وامعان النظر . لأنها نتيجة تأمل فلسفي ينفق فيه صاحبه الكثير من صحته ووقته ، ولأن محمودا قد نصب نفسه لتوجيه الرأي العام وهدايته .

    ومجمل رأي الأستاذ أن الأدب وسيلة ناقصة ومعيبة للبحث عن الحقيقة . والحقيقة هي معرفة ذات الله . لذلك فالأدب لا يستحق أن نشتغل به ، وننفق حياتنا في تحصيله وتنميته ، والأجدر بنا أن نشتغل بالدين .

    هذا الرأي على غرابته وشذوذه قديم . فقد حقر بعض الفلاسفة الأدب وأزروا به ، فطرد أفلاطون الشعراء من جمهوريته المشهورة . وقال أرسطو في تحقيرهم ، أنه سأل جماعة منهم عن معاني أشعارهم فوجدهم لا يعرفونها . ولكن صديقنا محمودا وضع أمامنا محكا آخر لتقدير النشاط الإنساني ، محكا لا يخضع لرغبات المجتمع وأهواء الناس المتباينة . فقد جعل معرفة ذات الله هي الهدف لكل نشاط ، والغاية لكل ضرب من ضروب المعرفة وألوان الفن . ومن هنا قد أقترب من رأي القرآن الكريم في الشعراء ، وأبتعد عنه ، لأن محمودا يدخل في دائرة العبث أو ما يشبه العبث " الذين آمنوا " وقد استثناهم القرآن . وموطن الخطأ في هذا الرأي ، أنه يفرض على الأدب غاية ليست غايته ، ويحصره في نطاق لا يستوعب حقيقته ، ثم يرسله مع الدين في مضمار واحد يستبقان إلى تلك الغاية . وعلى هذا فسيكون الأدب من غير شك وسيلة مقصرة معيبة ، لأنه لا يغنى هنا غناء الدين . ولكن هل الأدب وحده المعيب ؟ . أليس اشتغالنا بها مضيعة للوقت والجهد في شئ قليل الجدوى ؟! .

    وليتصور القارئ الكريم الحالة التي يفضي بنا إليها منطق الأستاذ محمود ، ليتصور أن الناس جميعا استجابوا إلى دعوته فأعرضوا عن العلم والآداب والفنـون ، وعكفوا على أنفسهم يتأملون تأملات صوفية ليصلوا إلى معرفة ذات الله ! . وقديما قيل إذا أردت معرفة صحة رأي من الآراء فأفرض تعميمة .

    والحقيقة أني فكرت كثيرا قبل أن أكتب هذا الكلام ، فلم أجد ما يسوغ حصر أهداف الأدب في غرض واحد ، يلم به الأدب في بعض الأحيان كما نرى في أدب المتصوفة . وتعريف الأستاذ للأدب وهو تعريف مقبول لا يؤيد فكرته ، بل ينقضها نقضا . فهو يقول عن حقيقة الأدب " فأما الأدب فهو التعبير عن التجارب الشخصية في أسلوب رشيق " فإذا كان الأمر كما قال الأستاذ أن قوام الأدب هو التعبير عن تجارب الأدباء ، فكيف يصح لنا أن نفرض عليه غاية واحدة ؟ ! . أليس من الجائز أن يكون الإلحاد وتمجيد الأوثان من هذه التجارب . ومع ذلك فهي تجارب مقبولة إذا أخذت مأخذ الأدب ، لأنها تبصرنا بحقائق اجتماعية ونفسية ، وتطير بنا إلى قمم شاهقة من الجمال ؟ . ومعنى هذا أن طبيعة الأدب مختلفة عن طبيعة الدين حتى في نظر الأستاذ محمود .

    والأستاذ يعلم أن الدراسة القيمة المنتجة ، هي أن ندرس الشيء ونحكم عليه في حدود طبيعته . أما أن نفرض عليه طبيعة شئ آخر ، ثم نأخذ في المفاضلة بينهما فأمر لا خير فيه . وللأستاذ أن يشتغل بالدين وأن ينصرف عن الأدب ، ولغيره أن يعجب بالأدب ويعكف عليه ، فالمسألة مسألة ميل واستعداد قبل أن تكون مسألة رأي وفلسفة . فليس كل من أراد الأدب استجاب له ، وسلس له قيادة . وليس كل من زاول دراسة الدين وتفهمه ، وصل إلى هذه الغايات التي يريد الأستاذ الفاضل أن يمنحها حياته ويدعو إليها الناس .

    ومن الطريف حقا قول الأستاذ " أن الأديب يأخذ معانيه من اللغة ويفكر بالكلمات في الوقت الذي يتخذ فيه العالم الرباني اللغة آنية يسكب فيها المعاني التي تفيضها على وجدانه حياة الفكر وحياة الشعور … فهو " الأديب " ينظر إلى الكلمات من أسفل فتقوم عنده مقام الأفكار ، بينما يحلق العالم الرباني فيطل على الكلمات من عل … " .

    وقبل أن أناقش هذه الطرفة من طرائق الأستاذ ، أحب أن أسجل أنها تذكرني بأسطورة الشيطان العلوي والشيطان السفلي ، التي تتحدث عنها كتب الشعوذة أمثال الديربي وشمس المعارف الكبرى . ولا أظن القارئ غافلا عن التناقض الذي وقع فيه الأستاذ . فالأديب في تعريفه للأدب يستوحى تجاربه الشخصية ، ويسجل وحى نفسه وإملاء شعوره ، والأديب في هذا الكلام الأخير عبد للألفاظ يستمد ما أودعه فيها السابقون ! ولا أدرى من الذي أنبأ الأستاذ أن الأديب الأصيل يستوحى الكلمات ؟ ! . وإذا كان الأدباء على إطلاقهم كما وصفهم الأستاذ ، فمن الذي شحن الكلمات بشحناتها الفكرية والعاطفية ؟! ومن الذي جعل لها مدلولات لا تستطيع المعاجم مهما بذلت أن تحيط بها ؟!

    أن الذي أعلمه من تاريخ الأدب ومن قراءتي الشعر أن المتصوفة بل كبارهم قد عاشوا عالة على الشعراء . وللأستاذ أن يرجع إلى ما قاله كبار المتصوفة في العشق والهيام والوجد والفناء والاتحاد .. الخ . وليحدثنا بعد ذلك عن الجديد الذي أضافوه إلى ما قاله أبو نواس وأضرابه ، ومجنون ليلى وأمثاله . فإن أطلعنا على جديد ذي بال ، فأنه يكون قد أفادنا وأمتعنا . والغريب في الأمر أنه حتى في شعر الزهد والندم ومخافة الله ووصف غرور الدنيا ، نجد شعراء المجون كانوا أخصب إلهاما من شعراء المتصوفة .

    والأستاذ محمود يريد أن يفرض علينا مصطلحات خاصة ، لم يلزمنا بها علم من العلوم فيما أعلم . فهو يصر على التفرقة بين الحقيقة والحق ، ويجعل الحق ما له ضد ، والحقيقة ما ليس له ضد . ومعرفة الحق هي معرفة الله بصفاته وأفعاله . ومعرفة الحقيقة هي معرفة ذات الله وهي معرفة ممتنعة .

    وأحب أن أذكر الأستاذ أنه عاب الأدب لأنه لا يوصل إلى الحقيقة ، والآن يقرر أنها ممتنعة ، فكيف كان يريد من الأدب أن يوصل إلي شئ ممتنع بطبعه ؟!. وهل يستطيع الدين أن يوصل إلى ما يستحيل الوصول إليه ؟ وأحب أيضا أن أسأل ، كيف عرف أن ذات الله ليس لها ضد ، وهو يجهلها ، فمعرفتها ممتنعة كما يقول ؟! وأسأل أيضا هل إذا قلت له الحقيقة بنت البحث ، يكون معنى كلامي أن شيئا لا ضد له ، وهو معرفة ذات الله وليد البحث ؟! وإذا قلت له في موقف سياسي معين وقفة ، أنك تجهر بكلمة الحق ولا تخشى في ذلك لومة لائم ، يكون معنى كلامي أنك تجهر بشيء له ضد وهو معرفة الله بصفاته وأفعاله ؟! . يا سيدي الفاضل لا تضيق واسعا ، ولا تلزمنا أمرا لم تلزمنا إياه اللغة ولا العرف .

    وخلاصة القول أن الأدب والدين حاجة من حاجات المجتمع ، ولكل منهما طبيعته وأغراضه . وليست المفاضلة بينهما بمجدية ، لأن الاستغناء عن أحدهما ليس بالأمر الهين ولا بالمطلب اليسير .

    وأرجو أن يتدبر صديقنا الفاضل الأمر ويوليه مزيدا من عنايته ، فما عرفته إلا محبا للحقيقة " كما نفهمها نحن " وله تحيتي وأكباري .


    محمد محمد على
    نشرت بجريدة السودان الجديد 9/11/1958

    كتاب محاولات في النقد
    صفحة 155 -123
    الناشرون :المجلس القومي للآداب والفنون
                  

01-15-2004, 08:47 PM

انور الطيب
<aانور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الأخ عجب الفيا تحياتي الحارة شكرا لك وأن تورد هذا المقال الرائع لأديب كبير كالأستاذ محمد محمد علي صاحب ألحان وأشجان.

    مع خالص تحياتي وتقديري
                  

01-16-2004, 01:01 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: انور الطيب)

    إن وضع هذا المقال هنا لهدف إبراز ماهية الحوار الراقي صحيحة ... و لكن الإختلاط في فهم الأستاذ محمد محمد علي لكلام الأستاذ محمود واضح في نظري ... و سأحاول ما بوسعي توضيح ما أفهمه أنا من كلام الأستاذ محمود و لا أرى فيه تناقضا في هذا الموضوع

    يجدر بالذكر أن رأي الأستاذ محمود في الأدب لا يقتصر على الأدب فقط أساسا .. و إنما يشمل كافة أنواع الفنون البشرية .. و هو يصبها كلها كوسائل للغاية المثلى .. الغاية العليا.. حتى الدين نفسه يضعه الأستاذ كوسيلة للغاية العليا و هي الإنسان .. فتصبح المسألة إذا مسألة أوليات يرتبها المفكر أو الفيلسوف أو العارف و يثبتها بحصافة الرأي و قوة الحجة .. و هذا ما فعله الأستاذ محمود بالضبط .. و ساعود قريبا لأتناول مقال الأستاذ محمد محمد علي نقطة بنقطة

    أتساءل أيضا إذا كان الأستاذ محمود قد كتب ردا على مقال الأستاذ محمد محمد علي اعلاه .. فإن كان كتبه فأرجو من الاستاذ عجب الفيا أن يأتي به .. و إن لم يكن الأستاذ قد كتب ردا عليه فالسبب عندي لوجود الإجابة على نقاط الأستاذ محمد محمد علي فيما أورده هو عن الأستاذ محمود نفسه
                  

01-16-2004, 02:28 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    نعود

    يقول الأستاذ محمد محمد علي في بداية حديثه


    لا أريد أن أعقد موازنة بين الأدب والدين ، لأرى أيهما أكثر فائدة وأحق بالعناية والاهتمام . لأن عملا كهذا لا يخدم غرضا يستحق أن يبذل فيه جهد من الكاتب أو القارئ . ولا أراه إلا رجوعا إلى ما كان يصنعه القدماء ، ومن المفاضلة بين السيف والقلم ، والمفاضلة بين أصناف الورود وأنواع الرياحين . فللدين رسالته ، وللأدب رسالته ، والمجتمع الإنساني محتاج إلى كلتا الرسالتين ، وليست إحداهما بمغنية عن الأخرى فتيلا .



    إن ما يراه الأستاذ محمد ليس هو ما يراه الأستاذ محمود في هذا الأمر .. فالأستاذ محمود قد أفنى كل لحظة من حياته في سبيل نشر الدين .. و إثبات حقيقة حاجة الإنسانية العظمى له في الحال .. و لممارسته و تقديمه على ما غيره في الحال .. إذ أن به الحل و فيه الحل .. فالاستاذ محمود يرى أن إبانة أولوية الدين على كل شيء هي واجبه المباشر .. لهذا فهو لم يضيع دقيقة من زمنه حين حاور الدكتور عبدالله الطيب في موضوع الادب و الدين .. لأنه موضوع مهم و مهم جدا عنده .. و إذا كان محمد علي لا يراه كذلك فهذا لا يعني بالضرورة أنه ليس كذلك .. و الأستاذ قد بين هذا الأمر .. ثم إن الأستاذ هنا يدعو للممارسة .. و الدعوة للممارسة لا تكون أبدا نقاشا بيزنطيا .. أو نقاشا عديم الفائدة ... لأن الدعوة للممارسة يعقبها أحد أمرين .. إما الإقتناع و الممارسة .. و هي غاية واضحة و مفيدة .. أو عدم الإقتناع و عدم الممارسة .. و في هذه لا يعتب على من دعى للممارسة أنه فعل لأنه قد أدى واجبه في الدعوة على أكمل وجه

    من هنا نجد أن مقارنة محمد علي للنقاش عن الأدب و الدين بما كان يصنعه القدماء من المفاضلة بين السيف و القلم و (الورود و الرياحين )مثلا هي مقارنة مخلة بالمعنى .. و لا تعني إلا أن محمد علي لم يفهم مغزى الرجلين العظيمين عندما ناقشا ذلك الموضوع .. إذ أنه يراهمايمارسان شيئا من الترف الفكري الذي لا حاجة له .. و في هذا نجد إتهاما لطيفاغير لائق للرجلين ... و لكن فلنعكف على الأمثلة التي ضربها محمد علي قليلا .. فالمثال الأول كان عن السيف و القلم .. فهو إذا يعتقد أن موضوع المفاضلة بين السيف و القلم هي أمر إنصرافي لا داعي له ... و هذه نقطة تستحق الوقوف برهة و لكنا سنتركها الآن لتأمل القارئ .. فهل حقا موضوع المفاضلة بين السيف و القلم لا داعي له ؟ أما المثال الثاني فهو الحالق .. أصناف الورود و الرياحين .. أعتقد أن محمد علي قد جانبه الصواب تماما في ضرب مثال كهذا .. و هو يتعلق بما قال الأستاذ عن وظيفة اللغة عند العارف و إستعمالها عند الاديب .. و هو ما سنأتي له حالا

    نعود بعد قليل
                  

01-16-2004, 01:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)


    شكرا للأخ عبد المنعم عجب الفيا على إيراد مقال الأستاذ الكبير محمد محمد علي، الأديب والناقد السوداني المعروف.. لدي الكثير الذي يمكن أن أكتبه في هذا المنحى ولكن وقتي هذه الأيام ضيق، وقد أجد الوقت فيما يقبل من أيام.. ولكنني نقلت وصلة هذا البوست إلى منبر الفكرة الحر تحت بوست "نافذة على منبر الفكرة الحر
    هنا
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3311#3311
    وأنا لم أقرأ المقال الأصلي الذي كتبه الأستاذ محمود ورد عليه الأستاذ محمد محمد علي بالمقال الذي تكرم الأخ منعم عجب الفيا وأورده، ولكني اطلعت على كتابة للأستاذ محمود نشرت عام 1954 في جريدة صوت السودان، حول الأدب، يرد فيها الأستاذ محمود على الأديب المعروف ميخائيل نعيمة، سأوردها في هنا..

    الأدب رد على الأستاذ
    ميخائيل نعيمة



    إسترعى إنتباهي حديث طريف معزو إلى الأديب ميخائيل نعيمة عالج فيه ما هية الأدب ومهمته .. أما ماهية الأدب عنده فهو المحيط الذي تنصب فيه، وتلتقي عنده، جميع المعارف البشرية: العلم، الدين، الفلسفة، الفنون إلخ.. أما مهمة الأدب فهي ((التعبير عن الإنسان، وكل حاجاته، وحالاته، تعبيرا جيدا، صادقا من شأنه أن يساعد الإنسان على تفهم نفسه وتفهم الغاية من وجوده، وأن يمهد له الطريق إلى نهايته)) أهـ. والحقيقة أن في هذا خلطا سببه أمران: التعصب للأدب، ((شأن كل ذي مهنة لمهنته)) وسطحية التفكير.. إذ، الأدب، في حقيقته، لا يبلغ هذا المبلغ، وإن كان يتجه إليه.. فالمسعاة الإنسانية كلها، في المعارف والعلوم تتجه إلى الإستزادة من الحياة لتحقيق حياة الفكر، وحياة الشعور.. فالمعارف وسائل، والحياة الخصبة، المحيطة – حياة الفكر الحر، والشعور المتيقظ – هي الغاية.. والأدب ليس خير الوسائل إلى تحقيق هذه الحياة، بل هو لا يمكن أن يفضي إليها، على الإطلاق، لأسباب!! منها الأدب لا يقدم أسلوبا للحياة، وإنما يقدم متاعا للفكر، بما يرصد من تجارب الأديب المنتج.. ومنها أن الأدب لا يعرف قوانين الحياة، ولا يتسع للتعبير عنها، حتى يستطيع أن يرشد إلى أسباب الإستزادة منها، ذلك بأن حياة الفكر، وحياة الشعور، لا تحقق إلا بالحياة، وفق قانون الحياة.. فالوسيلة التي تفضي إليها يجب أن تقدم من أول وهلة، أسلوبا للحياة، وأسلوبا للفكر، وفق قوانين الحياة العليا، حتى يستطيع الحي باتباع تلك الأساليب، أن يترقى من الحياة الدنيا إلى الحياة العليا – حياة الفكر وحياة الشعور.. وأنت لا تجد وسيلة من وسائل المعارف البشرية غير الدين – الدين بوجه عام – والدين الإسلامي بوجه خاص، تقوم هذا المقام.. ذلك بأن أكبر عائق في سبيل تحقيق الحياة العليا – حياة الفكر والشعور – إنما هو الخوف.. ولا تتجه وسيلة إلى تحرير الفرد من الخوف إتجاها مليئا بالنجاح غير وسيلة الدين.. فإذا أخبرنا أديب أن الدين بمثابة ((جدول أو نهر)) يصب في محيط الأدب لم يكن ذلك الأديب إلا متعصبا للأدب، سطحي التفكير..
    ويجب التنبيه إلى أن الشبه شديد بين الوسائل الإنسانية إلى تحقيق الحياة العليا التي هي وحدها الغاية من السعي البشري في هذا الكوكب، ولذلك صعب التمييز، وكثر الخلط.. ولهذا إهتم القرآن إهتماما بالغا أن ينفي من الأخلاد أنه شعر، أو أن محمدا شاعر، كما توهم المتوهمون..

    جريدة صوت السودان 1954


    كما أنني في هذه العجالة أستطيع أن أكتب وصلة لأحد المقالات التي كتبها الأستاذ محمود في عام 1954 يرد فيها على الأستاذ محمد محمد علي.. للأسف هذه الصفحات مصورة فقط وليست مكتوبة، فمعذرة، ولكنها ممتعة غاية الإمتاع، وعنوانها: "أوما علمت أن الأرض قد التحقت بأسباب السماء"..

    http://www.alfikra.org/books/bk027/pg04.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk027/pg05.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk027/pg06.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk027/pg07.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk027/pg08.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk027/pg09.gif

                  

01-16-2004, 02:38 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yasir Elsharif)

    كما أرجو أن أحيل القراء إلى رأي الأستاذ محمود عن الفنون في كتابه "الإسلام والفنون" وخاصة هاتين الصفحتين التي يشير فيهما إلى الأدب أيضا، بصفته أحد أوجه تعبير الحي عن نفسه:

    http://www.alfikra.org/books/bk032/pg02.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk032/pg03.gif

    وهذا الكتاب أيضا لا يزال موجودا في شكل صور، ولم يطبع على الكمبيوتر بعد..

    الفن:
    فأما الفن فقد سبق أن عرفناه في متن المحاضرة، وذلك حيث قلنا: ان الفن هو وسيلة التعبير عن ملكة التعبير.. وقلنا يومها ان ملكة التعبير إنما هي الحياة.. والحياة تعبر عن نفسها بوسائل مختلفة، في مستويات مختلفة.. فهي تعبر عن نفسها بالحركة، وتعبر عن نفسها بالغذاء، وتعبر عن نفسها بالتناسل، كما تعبر عن نفسها بالشعر، وبالنثر، وبالغناء، وبالرقص، بالنحت، وبالرسم، وبالتصوير، وبالتمثيل، وبالموسيقى، وبغيرها من ضروب الطاقة الفكرية، والجسدية، التي تفيض، وتنبجس.. فهل يعني هذا أن كل اساليب الحياة للتعبير عن نفسها فن؟؟ نعم!! هذا على التعميم، وفي جملة الأمر، صحيح.. بيد أن صور التعبير التي تمارسها الحياة البدائية، تعتبر فناً فجاً، وتزيد فجاجته كلما انحصر في التعبير عن مجرد نوازع المعدة، والجسد.. إننا لا نسمي اساليب الحياة، في التعبير عن نفسها، فنا، بالمعنى المخصص لهذه الكلمة، إلا إذا ما دخلت هذه الأساليب على مستوى التعبير عن القيمة ـ القيمة في الحياة ـ وأعلى قيم الحياة الحرية.. هناك الطاقة الحياتية، وهناك الطاقة العقلية، وإنما بالطاقة العقلية دخلت القيمة في الحياة.. فالفن إنما هو تعبير الطاقة الحياتية عن نفسها من خلال مصافي العقول المرتاضة، الصافية، القوية الإدراك.. الفن هو التعبير عن حياة الفكر، وحياة الشعور، في آن معاً.. الطاقة الحياتية إنما هي أصل الحياة، في سذاجة، وبساطة.. وهي لا تفلسف، ولا تتأنق، ولا تحتفل حين تعبر عن نفسها.. وأسلوبها في التعبير أسلوب القصد الصريح، في ممارسة اللذة، واجتناب الألم.. ولكننا نحن لا نعتبر اندفاعات الشهوة في هذا المستوى فنا من الفنون.. وإنما الفن تعبير الشهوة المحكومة بالعقل المهذب، المروض المنضبط بقواعد الخلق الرصين.. وإنما من أجل ترويض، وتهذيب، العقول حمدت مساعي الفنون، في صورها المختلفة، وبأساليبها المختلفة.. وإنما قيمة كل أسلوب من أساليب الفنون هي قيمة ما يقربنا من تلك الغاية.. وفي هذا المضمار يقع التفاوت بين أفانين الفنون، وفيه أيضا يقع اختلاف ما بين الفن والدين ـ الإسلام.. ومعلوم أنه إنما هو دائما اختلاف مقدار.. ولقد تعرضنا لتعريف الفن في الأسطر القليلة الماضية، ولقد قررنا هناك أن الفن والإسلام لصيقان، وهذا يعني أنهما وجهان لأمر واحد.. هذا الأمر الواحد إنما هو الحياة.. فالفن أسلوب تعبير للحياة به يزيد عمقها، واتساعها.. والإسلام اسلوب تعبير للحياة به يزيد عمقها، واتساعها.. ولكن أسلوب الإسلام أشمل، وأعمق، وأبعد مدى، من أسلوب الفنون.. ولقد وردت الإشارة إلى الأسلوبين: اسلوب الفنون، وأسلوب الإسلام، في الآية الكريمة: "سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟؟".. فهذه آيات الآفاق، وآيات النفوس.. وهي جميعها موضوع الفنون، وموضوع الإسلام.. فاما الفنون فإنها تُعنى بآيات الآفاق، أكثر مما تُعنى بآيات النفوس، ولكن عنايتها بهذه غير غائبة.. وأما الإسلام فإنه يُعنى بآيات الآفاق، ويتخذها مجازاً إلى آيات النفوس، وعنايته بهذه، وبخاصة في أخريات مراقيه، أكبر وأعظم.. وللعلم التجريبي في هذين مجال، ولكنه ليس هنا بذي بال.. ويكفي فيه أن يقال: أن الفن، والدين، والعلم، متداخلة، والاختلاف بينها إننما هو اختلاف مقدار..


    .
                  

01-16-2004, 08:27 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yasir Elsharif)

    نعود

    يورد الأستاذ محمد علي من كلام الأستاذ الآتي بتعبيره المتقدم


    ومن الطريف حقا قول الأستاذ " أن الأديب يأخذ معانيه من اللغة ويفكر بالكلمات في الوقت الذي يتخذ فيه العالم الرباني اللغة آنية يسكب فيها المعاني التي تفيضها على وجدانه حياة الفكر وحياة الشعور … فهو " الأديب " ينظر إلى الكلمات من أسفل فتقوم عنده مقام الأفكار ، بينما يحلق العالم الرباني فيطل على الكلمات من عل … " .


    هذا الكلام قد أثبته محمد علي نفسه من حيث لا يدري حين ذكر مثال (أصناف الورود و الرياحين) الذي علقنا عليه أعلاه .. و كلام الأستاذ محمود هنا واضح و منمق و سديد يسبر أغوار مشكلة المشكلة .. فالمعروف أن الأديب سلاحه اللغة .. و هي مفتاح نجاحه كأديب بحيث يختار الحروف إختيارا دقيقا إذا أراد أن يوصل معنى مفيدا للقارئ .. و لكنه في بحثه ذاك غالبا ما يصبح عبدا للغة .. لا مالكا لها .. فهو في أحيان كثيرة قد يفصل تعبيره ليأتي على مقاس اللغة .. و الأمثلة الأدبية كثيرة على هذا الأمر و القارئ دوما يفطن لها و لكن لا يعير لها بالا في أغلب الأحيان .. و هنا نذكر أن الخنساء في عهد الجاهلية قد إنتقدت أفضل بيت كان يفاخر به حسان بن ثابت أمام النابغة الذبياني .. و لا أذكر البيت بالتحديد و لا إنتقاد الخنساء .. و لكن إنتقادها كان كله يصب في إستعمال الكلمة .. و قد إستبدلت بيته كله بصيغة منها هي أدت إلى نفس المعنى بشكل أعمق و أوضح .. حتى قال عنها النابغة الذبياني وقتها (أشعر ذات ثديين) .. فالأمر هنا في الحقيقة واضح و لا يحتاج إلى عميق نظر .. و هو أن الأديب سلاحه اللغة .. في حين أن العارف سلاحه المعنى .. فالعارف ينمق المعنى أولا و يتحقق منه تحقيقا تاما أو شبه تام (بالقياسات الدقيقة) .. ثم يرسل هذه المعاني في قالب اللغة ليوصلها للناس .. و من المعروف أن أشعار الصوفية على سبيل المثال تنسحب على أوجه كثيرة .. فهي في بعضها قد توحي بمجرد الحب الفطير بين الذكر و الأنثى .. في حين أن معانيها الحقيقية يعرفها أهلها .. فالعارف لا يجتهد حقيقة في مضمار اللغة.. لأنها تنسكب عليه إنسكابا من أعلى .. من الوجدان و الفكر .. في حين يسعى و (يبحت) الأديب ليصل للكلمة المناسبة لسياق معلومته أو فكرته

    ثم إن غلبة الدين على الأدب تكون أوضح بكثير إذا نظرنا للقضية من جانب آخر .. ألا و هو جانب الغاية .. فما هي الغاية الحقيقية التي يسعى لها كل إنسان على هذه الأرض ؟ .. إنها السعادة .. فهل إدعى الأدب يوما أنه يستطيع الوصول بصاحبه لذلك المبتغى؟ .. أبدا .. بل إن من الأدباء من يصورون لك أن الأديب المجود لا بد أن يكون قد إكتوى بنار المصائب و مشؤومات الحياة حتى يصبح أديبا .. ثم إن الأديب لا يكون إلا ناقلا لتجربته للعالم..و لكنها لا تصلح في حاله و أحزانه شيئا .. و هو أمر واقع معاش .. أما الدين فهو أقوى زعيم بكفالة السعادة للإنسان إذا خاض غماره .. بل إن تلك هي دوما رسالته.. فكيف نساوي بين الدين و الأدب في حين أن الحصيلة مختلفة بشكل واضح ؟ .. و عندما يقول محمد علي أن الصوفية لم يأتوا بأعظم مما أتى به شعراء مثل أبي نواس فهذا لا يدل إلا على عدم إحتواءه للمعاني السامية في شعر الصوفية .. و التي لا يبلغ أبو نواس منها شبرا .. كما أنهم (الصوفية) يعرفون جيدا خفايا ما يكتبون .. و لكن أبو نواس من المؤكد أنه لا يعرف جميع طبقات المعاني في شعره إذا وجدنا له طبقات .. ذلك لانه أرسل شعره في لحظة معينة ليصف بها شخصا معينا أو موقفا معينا.. و هو لا يجول بخاطره سواه .. و إن جال بخاطر غيره فذلك لا يعزى لان أبو نواس كان يعرف ذلك الخاطر .. و إنما لان طبيعة اللغة (العربية بالذات) تحتمل الكثير من الرمزية .. و من الصوفية من يتغنى بأشعار أبي نواس نفسه لأنها توحي له بمعاني لم تخطر ببال أبي نواس حين قال شعره ذاك .. و لكن لانه ( متكلم هو وحده متكلم .. هذه الحوادث كلها كلماته) .. فأصل المعنى التوحيدي عند الصوفية يعطيهم مجالا رحبا واسعا لتقبل كل ما يرون من ظاهر الواقع (خيرا أم شرا) .. و النظر له بالمنظار الوردي .. الذي أقل ما يفعله هو أن يجعل الصوفي في سلام مع جميع ما حوله من متناقضات .. و من السلام تأتي السعادة

    هنا يستحب أن نكرر بأن الأستاذ محمود قد قدر الفنون أيما تقدير .. و وضعها في مكان علي لم يضعها غيره فيها .. فهو مثلا الذي قال عن الموسيقى في أحد خطاباته لأحد تلاميذه ( ومستقبل الموسيقى مشرق ولا ريب وهى وسيط لنقل الافكار ، أرقى من اللغة نفسها ولقد أسميتها أنت فى خطابك لغة الشعوب المتحضرة .. وتلك تسمية جميلة ولكنها تدعى لنفسها أكثر من ذلك فهى فى صورها البدائية وفى جوهرها لغة كل الاحياء من أحط حشرة إلى أرقى مخلوق. ولامر ما لم تخل منها عبادة متقدمة ولا متأخرة) فهل يقال لمثل هذا أنه أبخس قدر الفنون أو الأدب؟ .. الأستاذ محمود كان حريصا على الأدب أكثر من من حاجه فيه ... و على كافة أنواع الفنون الإنسانية بشكل واضح .. و حسب المرء ان يقرأ كتاب (الإسلام و الفنون) ليجد الطرح العميق المتمكن العارف بأمر الفنون في كليته

    ختاما أنا أرى أن المشكلة الحقيقية في ما جرى به قلم الأستاذ محمد علي هو الجهل بحقيقة الدين .. فالدين عند مثقفينا ما زال يعتبر طقوسا يدمنها الشخص في حياته اليومية أو الموسمية.. تتعلق بكلمات أو همهمات أو حركات معينة .. ثم هي لا تزيد على ذلك إلا قليلا .. و لا تأتي بحصاد محسوس لصاحبها .. و هذه هي المشكلة .. فالدين منهاج قوي .. ليس إعتباطا و لا إرتجالا .. يسير بصاحبه بمهل و أنية إلى مراقي (ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر) .. و تحقيقه و نتيجته يحسها السالك بشكل يقيني واضح لا إشتباه فيه و لا مراء .. في تقويم و تنظيم و توحيد عوالمه الداخلية .. و ترويض و أنسنة الحيوان فيه.. ثم تصب عليه فيوض المعرفة و المشاعر الجمة التي لا تنضب .. لتصل بنا إلى حقيقة وجودنا .. إلى سعادتناالسرمدية.. إلى حياتنا الكاملة .. و رغم كل هذه المعاني التي يراها المعظم (رومانسية) إلا أن وسيلتها متصلة تماما بأرض الواقع .. فهي علم تجريبي بمعنى الكلمة .. و هو مبذول لكل من صدق و طلب و أقبل بكليته.. فهل هناك أجمل من هذا ؟ في ادب أو غيره؟

    مع خالص تحياتي للجميع

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 01-16-2004, 08:30 AM)

                  

01-16-2004, 12:22 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    ياهو زاتو يعود عوداحميدا
    الاحتفال بيك يكتمل فاقدنك والله
                  

01-16-2004, 01:05 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الاخ يا هو ذاتو
    شكرا لك علي اثراء الحوار واهتمامك بالموضوع .

    الحقيقة لم اطلع علي النقاش الذي دار بين عبدالله الطيب
    والاستاذ محمو محمد طه.ولكن علمت من خلال الجزء الثاني من مقال
    محمد محمد علي ،ان الاستاذ محمود،طلب ، في سياق حديث عن الادب والدين
    من الدكتور عبدالله الطيب؛ان من الخير له الاشتغال بالدين بدل
    الاشتغال بالادب.وانه اي الاستاذ محمود ،ليس له وقت لينفقه في الحديث
    عن الادب.وقد اورد محمد محمد علي هاتين العبارتين عن الاستاذ محمود
    في شكل اقتباس مباشر ،لكنه لم يثبت المصدر الذي نشر فيه الاستاذ
    هذا الكلام الموجه الي عبدالله الطيب.
    وقد علمت ان الجزء الثاني من هذاالمقال،والذي لم ننشره ، تعقيب علي رد الاستاذ علي الجزء الذي اوردناه.لكن اين نشر الاستاذ رده علي هذا المقال،فلم يتسني لي معرفة ذلك.

    ليس بالضرورة ان نتفق مع محمد علي في كل ما جاء في رده علي الاستاذ
    لكن ان اراء الرجل فيها كثير من الصحة دون ان يبخس ذلك طبعا من
    افكار الاستاذ.فكل منهما ينظر من زاوية مختلفة،لذلك لابد ان ياتي
    المشهد مختلف.لكن مما حببني في هذا المقال الجدية والموضوعية
    التي يناقش بها محمد محمد علي افكار الاستاذ،في ذلك الوقت الباكر.
    الحقيقة لم اطلع حتي الان علي مثيل لهذا المستوي لكاتب سوداني اخر.
    وذلك علي الرغم انه لم يكتب سوي ثلاثة مقالات عن الاستاذ.

    انطلق محمد محمد علي من نصيحة الاستاذ الي عبدالله الطيب ،الانشغال
    بالدين والانصراف عن الادب.لان الاستاذ يري ن الدين وسيلة قاصرة في بلوغ الحقيقة،بينما الدين وسيلة واصلة وموصلة .
    اما محمد محمد علي ،فيري ان ليس من اهداف الادب بلوغ الحقيقة،
    حسب فهم الدين لهذه الحقيقة.وهو بذلك يري ان الاستاذ يطلب من الادب
    شي ليس من طبيعته.فلكل من الدين والادب دور مختلف .لذلك فهو يري ان
    المفاضلة بينهما ممتنعة.
                  

01-16-2004, 02:52 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الخالة دوما

    لك جزيل الشكر .. و كتر الله خيرك .. و الواحد حاسي بي روحو بقى (حاجة) إذا ناس زيكم بيفتقدوه

    الأستاذ عجب الفيا

    تحياتي و مودتي

    شكرا على توضيح الواقعة أكثر

    كماأحب أن أقول أن المفاضلة ما تزال عندي قائمة .. لسبب عامل بسيط .. هو الوقت .. فإنفاق الوقت في الأدب قد يتجاوز بالشخص عن إنفاق الوقت الملائم للتعبد على سبيل المثال .. و المسألة مسألة أولويات بطبيعة الحال .. و هذا قد أشار له الأستاذ مما أوردته أنت .. فلا أظن أن الأستاذ محمود قد طلب من أحد أن ينتهي تماما عن أي فن من أنواع الفنون البشرية .. و كتاب (الإسلام و الفنون) يغنيني عن الإستمرار في الحديث عن هذه النقطة

    كما أني أفهم أنك أوردت مقال الأستاذ محمد علي هنا كمثال على أدب الحوار .. و ربما كان محمد علي فعلا جادا و عميقا في طرحه كما تزعم .. و لكن بالنسبة لي فأنا أرى في فهم محمد علي للقضية ما أراه في أزمة المثقف عندنا بوجه عام .. و هو عدم إدراك المعنى الحيوي للدين .. فالدين أسلوب حياة .. و هو يدخل في جميع أنواع النشاطات الإنسانية ليقومها و يهذبها و يسمو بها .. فلا إنصراف عن الدين أو تفريق بينه و بين مناشط الحياة الأخرى .. و إلا لكان (طقوسا) فعلا كما يظن به المثقفين و العامة من الشعوب .. و إذا إفترضنا أن (للدين رسالته و للأدب رسالته) و لا مجال للمفاضلة بينهما .. فقد يعني هذا أن الرجل منايخلع ثوب الدين حين يريد أن يلبس ثوب الأدب .. و بهذا الفهم تكون الهزيمة الحقيقية لرسالة الدين

    مع خالص تحياتي

    قصي همرور
                  

01-17-2004, 05:09 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: و هو عدم إدراك المعنى الحيوي للدين .. فالدين أسلوب حياة .. و هو يدخل في جميع أنواع النشاطات الإنسانية ليقومها و يهذبها و يسمو بها .. فلا إنصراف عن الدين أو تفريق بينه و بين مناشط الحياة الأخرى .. و إلا لكان (طقوسا) فعلا كما يظن به المثقفين و العامة من الشعوب .. و إذا إفترضنا أن (للدين رسالته و للأدب رسالته) و لا مجال للمفاضلة بينهما .. فقد يعني هذا أن الرجل منايخلع ثوب الدين حين يريد أن يلبس ثوب الأدب .. و بهذا الفهم تكون الهزيمة الحقيقية لرسالة الدين

    كانك تريد يا قصي ان تقول بذلك ان الادب ،دين ،وان ممارسة الادب
    سلوك ديني.واذا كان ذلك كذلك ،فلماذا اخذ الاستاذ محمود علي عبدالله
    الطيب انشغاله بالادب،لماذا لم يري في انشغال عبدالله الطيب ممارسة
    دينية في حد ذاتها!ان مجرد طلبه من عبدالله الطيب ان ينصرف الي
    الانشغال بالدين هو مفاضلة بين الادب والدين وبالتالي تفريق بين
    الممارستين.وهذا ما جعل محمد محمد علي يري ان لكل من الدين والادب
    رسالته الخاصة.


                  

01-17-2004, 04:33 PM

ابراهيم حموده

تاريخ التسجيل: 12-03-2003
مجموع المشاركات: 415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ عجب الفيا
    لك مني التحية ولجهودك الدؤوبه والرصينه , وانت تفتح نوافذ (( انتاج الكلام علي
    الكلام )) ..
    احاول بدءا الانصات الي ما لم يقله هذا المقال , الي ادب الحوار , وادب الاختلاف .
    الي الاحترامية العميقة ومحاولة الاصغاء للاخر , والاصغاء هنا ليس مجرد اجراء شكلي ولكنه
    استراتيجيه لتبادل المواقع واستدراج الاسئلة التي يكون انتاجها هو الهم الشاغل , اكثر
    من تسجيل النقاط علي الاخر . بمثل هذه الروح الشاعرية ينهمك المتصوف والمتأمل
    والشاعر في انشغلهم الوجودي والمعرفي ويقتربان من بعضهما اكثر مما يبدو .
    لذلك احسب انه من البؤس ان نضع مثل هذا الحوار ضمن ثنائية صواب - خطأ
    موقف الاستاذ محمود من ( الادباء ) بصيغة التعريف , يهمل بهذه الفرضية تعريفات
    ومواقف مختلفة من فكرة الادب الذي يتمظر هنا في شكل الشعر كتعريف جامع ..
    واحده من هذه القضايا فكرة اللغة كأداة وكموضع في العملية المعرفية والفلسفية بشكل
    عام .
    فمقولة ان ( الاديب ياخذ معانيه من اللغة ويفكر بالكلمات ) تفترض ضمنا ترسيم حدود
    بين اللغة والتفكير , مما يوحي بان التفكير ذاكرة متوارثة وان الكلمات او الكتابة
    ما هي الا تكرار وتقليد لصوت الذاكرة , لتصير اللغة مجرد تمثيل لاصوات .بهذا الاصغاء
    تنتفي صفة الفردية ليكون التفكير هم جماعي علي الفرد الاصغاء لاصواته عبر التاريخ .
    تتجلي لنا هذه المسألة في الشعر عند اصحاب مدرسة ( كلمة - معناها ) وهي المدرسة التي
    تفترض ان من يود ان يصير شاعرا عليه بحفظ الف من بيوت الشعر , كنوع من تغذية الذاكرة ثم يأتي بعد ذلك التنويع علي هذا المخزون الذاكرة ليميز الشاعر نفسه عن
    الاخرين و ( يبدع ) .
    بهذا المعني يمكن فهم حديث الاستاذ محمود عن عبودية الانسان للغة واخذ معانيه منها ,
    لانه من الاستحالة - نظريا - التفكير بشكل مغاير داخل لغة غير مغايره , بالشكل الذي
    تصير به اللغة اواني نقوم بتفريغها وملئها بمحتوي جديد كلما اردنا ذلك .
    يقول الاستاذ الشهيد محمود ( الاديب ينظر للكلمات من اسفل فتقوم عنده مقام الافكار )
    اتخيل هنا المعاناة التي يواجهها شاعر ما , حين اراد تصوير الطائرة فوصفها بانها مثل
    ( حصان ) ينتعل السحاب ( ولا مؤاخذة في ذلك ) ولكنه نوع الاجهاد ( الدلالي ) في وصف
    منتج حديث بمفردات انسحب حقلها التاريخي واقتفاء ذاكرة لا وجود لها الا في المكتوب
    كأثر يوحي لنا ويغرينا باقتفاءه .
    ثمة موقف اخر من اللغة ينسف هذه الثنائيه : كلمة - معناها
    ليتحدث عن اللغة في تعددها وعلاقاتها , فالكلمات لا تاخذ معانيها , والي الابد ,
    كمفردات تحتفظ بالمعني وصلاحية الاستخدام . ولكن المعاني تولد لحظة دخول الكلمات في
    علاقات مع بعضها لنتحدث عن نص وكتابة , الكتابة كفعل له مفعولات هي المعاني
    لتصبح المعرفة وانتاجها في شكل كتابة مغايرة تماما لمألوفها وللذاكرة التراكمية
    احسب انها فعل فردي
    وانها ( مكابدة ) بلغة استاذنا الشهيد
    وانها بذلك تؤسس لقطيعة ما مع المؤسسة , التي تسارع الي فرض ( النظام ) في حقل التفكير
    وهو اجراء صارم تستخدم فيه جميع الوسائل بما في ذلك القتل ..
    يحدوني الان الفضول الشديد لعقابيل هذا الحوار وما تلاه من مساجلات - ان حدث ذلك
    ولكن من المؤكد ان الاستاذ محمد محمد علي قد التقط واحده النقاط المثيرة للجدل
    وان الاستاذ الشهيد محمود كان سيقول لنا الكثير حول هذه التوأمة بين اللغة والتفكير لو العمر قد امتد به وامتد الحوار .
                  

01-17-2004, 04:41 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: ابراهيم حموده)

    الحمدالله رب العالمين اشهد ان لا إله إلا هو ولي المتقين وأشهد أن محمد رسول الله إمام المجاهدين وقائد الحر المحجلين والشفيع المشفع يوم الدين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وإلى من اتبعهم باحسان الى يوم الدين .

    يا عباد الله لقد شرع الله من الحدود ما يكفل حفظ الدين وهو حد الرده الذي يحفظ به الإسلام من الهدم يكبت فيه الباطل والمتقولون بالباطل والرافعون لرايات الكفر الذين يتفوهون به ويتشدقون ولهذا شرع حد الرده لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه " والمقصود بالدين ولا شك هو الاسلام وإلا فمن بدل من النصرانية الى اإاسلام لا يقتل بل أنه يصبح أخاً في الإسلام

    لا يحل دم امرء مسلم يشهد ان لا إله إلا الله إلا باحدى ثلاث:

    - الثيب الزاني

    - والنفس بالنفس

    - والتارك لدينه المفارق لجماعة المسلمين الذين هم على منهاج الصحابة على دين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

    فلو لم يقتل المرتد لكان الداخل في الدين يخرج منه بكل سهوله وهذا الحد العظيم الذي عطله أكثر المسلمين في هذا الزمان بل لم يكد يعد يسمع مطلقا لأي سبب أيها الاخوة مع كثرة المرتدين وكثرة المتشدقين بالكفر الذين لا يشهد على ردتهم واحد او اثنين بل المشاهدون من الالوف والمئين الذين يشهدون على ردتهم وعلى كفرهم وعلى زندقتهم فيعرض الكفر والإلحاد الآن في قصة تطبع وتروج أو فلم ينشر في القاعات ليشاهده الناس أو في مناظرة تلفزيونية بزعمهم يسمح للمرتد بعرض دينه الكفري وعقيدته الباطلة وزندقته وانحلاله وهجومه على شريعة الله ورسوله وطعنه في هذا الاسلام ويشهد على ردته عشرات الآلاف من الناس أو اكثر إذاً حد الرده ضرب عنق المرتد بالسيف هو أمر شرعه الله لحفظ دينه.

    "اذهب يا انت ابا موسى او يا عبد الله بن قيس إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه القى له وسادة قال أبو موسى لمعاذ انزل فاذا رجل عنده موثق قال معاذ ما هذا قال: كان يهوديا فاسلم ثم تهود فقال ابو موسى لمعاذ اجلس قال معاذ: لا اجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله قضاء الله ورسوله رواه البخاري فضربت عنقه لماذا؟؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ارسل معاذ الى اليمن قال له : أيما رجل ارتد عن الاسلام فإن عاد وإلا فاضرب عنقه وأيما امرأة ارتدت عن الاسلام فادعوها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها قال ابن حجر رحمه الله سنده حسن هذا حكم الله ورسوله فيمن يرتد عن الدين ويخرج منه ) وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:217)

    الذين يسبون الرب في المسلمون ، والذين يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم , والذين يسبون الدين ، والذين ينتقدون القرآن , والذين يعيبون الحدود الشرعية , والذين يحلون ما حرم الله من الربا وغيره , والذين يقومون بالسحر والشرك والاتصال بالشياطين والتكهن كل هؤلاء ما هو حدهم ؟؟

    ضربة بالسيف تقطع رقبتهم هذا إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

    تاريخ المرتدين في عهود الصحابة والتابعين :
    - أبو بكر الصديق :

    منذ ان ارتد المرتدون من العرب فقام لهم الصديق رضي الله عنه قومة لله عز وجل وجرد الجيوش لقتال المرتدين الذين خرجوا عن الدين هكذا فعلوا ببني حنيفة وبمسيلمة وبغيرة من الكفار فقتلوا من قتلوا حتى رجع الى الدين صاغرا من كان قد خرج عنه .

    - علي بن ابي طالب :

    قام على ابن طالب رضي الله عنه فيمن اعتقدوا فيه إلاهية لما دخل الكوفة فسجدوا له فدعهم الى التوبة فأبوا فخد لهم الاخاديد وملأها حطبا واضرم فيها النيران فقذفهم فيها

    فاني لما رايت الأمر أمرا منكراً أدجت ناري ودعوتكم ضرا وهو مولى علي بن ابي طالب ولم يعترض ابن عباس على هذا الحكم اطلاقا وإنما كان رأيه ان لا يحرقوا وأنما يقتلوا قتلاً

    - خالد بن عبدالله القسري :

    وهكذا حصل في عهد من بعدهم من المسلمين وفي عهد التابعين قام اميرهم على المنبر في يوم الاضحى خالد بن عبدالله القسري يقول ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم فانه زعم ان الله لم يتخد ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه في اصل المنبر شكر الضحية كل صاحب سنة.

    هكذا يرتدع كل من تسول له نفسه الخروج من الدين او التهجم على الدين وما أكثرهم في هذا الزمان هذه من الوسائل التي جاءت بها الشريعه لحفظ الدين فما احكمها وما اعدلها وما اقواها وما احزمها وما اشدها على من بغى وطغى .

    نسأل الله تعالى ان يعاملنا بلطفه وان ينقلنا الى رحمته اللهم انا نسالك ان تخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين قائمين بشرعك يا رب العالمين اللهم اقم علم الجهاد واقمع اهل الزيغ والفساد والعناد وانشر رحمتك على العباد اللهم انا نسألك أن تحرر بلاد المسلمين من الكفرة المغتصبين اللهم اذرأ عن اخواننا المسلمين كيد المعتدين اللهم انزل بأسك وصفوتك باليهود والنصارى والمرتدين
                  

01-17-2004, 05:21 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    شكرا الاخ ابراهيم حمودة
    علي هذه الساحة الفكرية اللغوية الممتعة والتي اتفق معك
    فيها دون تحفظ
    الحوارات التي جرت بين الاستاذ محمود والاستاذ محمد محمد علي من امتع واخصب وارقي الحوارت الفكرية،
    وسوف انزل الجزء الثاني من مقال محمد محمدعلي هنا بعد قليل

    واتبعه ببوست منفصل عن حوار اخر امتع بكثير بين الاستاذيين
                  

01-18-2004, 04:39 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :الجزء الثاني (Re: Agab Alfaya)

    (2)

    أنكر صديقنا الأستاذ الفاضل محمود محمد طه في رده على وضع هذا العنوان على رأس كلمتي وإدارة الحديث عليه ، واعتبر ذلك صرفا للحديث عن وجهة ، وفضل أن يكون مدار الحديث " الأدب والحقيقة " . وللأستاذ أن يختار من العناوين ما يشاء ، أما أنا فلم أفهم من كلامه منذ أن بدأ يناقش الأخ الفاضل الدكتور عبد الله الطيب شيئا ، غير أنه يقيم موازنة بين الأدب والدين .

    أما الحقيقة في حديثه فهي غاية من الغايات ، أو غاية الغايات . فالأدب وسيلة مقصرة لأنه لا يوصل إليها ، والدين وسيلة واسلة كما يقول ، لأنه هو الذي يفضي بنا إليها . وإذا لم يكن هذا هو غرضه ، فإني لا أظن أن أحدا من القراء فهم من كلامه شيئا . وقد قال صراحة في بعض كلماته للدكتور عبد الله الطيب : أنه يفضل له أن يشتغل بالدين بدلا من اشتغاله بالأدب . وقال عن نفسه : إنه ليس لديه وقت يضيعه في مناقشة الأدب . وقال في كلمته الأخيرة : أن الحديث عن الدين وليس عن المتصوفة . وقال أيضا " أن الاختلاف بين الوسائل جميعها اختلاف مقدار لا اختلاف نوع ، وكل ما في الأمر أن وسيلة الفنون قاصرة ، ووسيلة الديـن واسلـة " .. ثم أن الأستاذ مضى في مناقشة كلامي عمليا باعتباره موضوع المحاجة . ازاء هذا كله لا أظن منصفا يطلب من قارئ عادي من أمثالي أن يفهم من كلام الأستاذ غير ما فهم ، وأن يرى في المسألة رجوعا إلى المفاضلة بين السيف والقلم ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

    وبعد هذا أمضى في مناقشة حجج الأستاذ الفاضل مؤثرا الاختصار ، والبعد عن الأمور التي لا تمس جوهر الموضوع ، ولا تخدم غرضا من أغراض البحث . وأول ما بدأ به الأستاذ قوله : إن غرابة رأيه وشذوذه لا تمنع أن يكون هو الحق . وأنا لم أنكر ما قاله ، ولم أقل أن رأيه زائف لأنه شاذ وغريب ، بل ناقشته وفندته بحجج لم ينل منها رده ولم يضعفها . فهو يسلم بأن للأدب طبيعة متميزة تغاير طبيعة الدين ، وبالرغم من هذا يقرر أن جميع الوسائل تسعى إلى بلوغ غاية واحدة ، ولم يقدم على ذلك برهانا غير إيمانه هو ، ودعوى أن هذا أمر لا يقبل الشك !! . ولا عبرة بقوله أن هدف جميع المعازف والفنون الحياة ، والحياة هي الله . فأني لا أعلم تعريفا للحياة كهذا إلا عند أصحاب وحدة الوجود ، ولست منهم ، ولست مقتنعا بما يقولون . وأعلم زيادة على هذا أن البحث عن معرفة ذات الله محظور في الدين ، لأنه مضلة . فذات الله تعالى لا يلزمها كذواتنا الزمان والمكان والكيف والكم إلى آخر المقولات ، ونحن لا نستطيع إدراك أمر ينأى عن هذه الاعتبارات . ومن المأثورات المشهورة التي تكشف عن اتجاه المسلمين العام ، " تفكروا في مخلوقاته ، ولا تفكروا في ذاته ، فتهلكوا " . فرأي الأستاذ في الدين نفسه شاذ وغريب .

    وأخشى أن يكون صديقنا محمود الذي رفع عن بصيرته حجاب الكلمات قد ساقته كلمة " أهوائهم " في حديثي إلى ايراد الآية الكريمة " ولو أتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض " . ومعلوم أني قصدت بالكلام كله الاستعداد والرغبة الشديدة . فمن الناس من خلق مستعدا للتعمق في العلم ، ومنهم من خلق مستعدا للتعمق في الأدب .. الخ . ومعلوم كذلك أن الدين لا يرى في تمكين الناس من رغباتهم العلمية والفنية وتنمية استعدادهم الفكري ، فسادا للسموات والأرض . وقد أخطأ أيضا في استشهاده بالآية الثانية الدالة على النظر في ملكوت السموات والأرض ، فأوردها في غير موردها . فهي حث على المعرفة والاعتبار ، في غير ما تحيز ، وهي لذلك لا تلائم رأيه المتحيز الذي يحارب التخصص ، والانقطاع لمعالجة الفنون القاصرة عن بلوغ الحقيقة في نظره . والذين يعلمون تأويلها أمثال ابن عباس كانوا ينصرفون عن المستفتين في حرم المسجد ليستمعوا إلى عمر بن أبي ربيعة ينشدهم .

    أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر

    وعمر كما يعلم الأستاذ ممن وهبوا حياتهم للفن ، والفن الداعر . فدعوة الأستاذ محمود خارجة عن سماحة الدين ، متنكبة عن نهج النبي الكريم ، الذي كان يهتز لشعر نصفه غزل ويثيب عليه . فهي من غير شك دعوة للانصراف عن النشاط البشري المثمر إلى التأملات الصوفية المريضة .

    ويرى الأستاذ الفاضل أنني أوردت تعريفه للأدب مبتورا عن شرط يقترن به ، وهو قوله " أن هذا التعريف لا يسلم به للأدب إلا بشرط اعتبار افتقار الأدب إلى أسلوب " تربوي يوسع تجارب الأديب ، لا أسلوبا يقوم أساسا على أن يرتفق الأديب بتجارب الأدباء في توسيع تجاربه الخاصة " وقد تركت هذا الشرط لأني فهمت منه أن الأستاذ يشترط الأصالة ، والمفروض أن تعريفه كان للأدب الأصيل ، ولذلك لم أحس بأن تسجيله كان مهما . ولم يخطر بذهني قط هذا المعنى الذي قال الأستاذ في مقالته الأخيرة أنه يقصده وهو : " أنه لا عبرة في مضمار الحقيقة بالتعبير عن التجارب الشخصية ، إذا كانت هذه التجارب لا يوجهها أسلوب تربوي يجعل صلتها بالحقيقة موصولة " وعذري في ذلك أن العبارة لا تؤدي المعنى أداء جيدا . والمعنى نفسه غامض ، لأن الأستاذ لم يتكرم ببيان نوع الأسلوب التربوي الذي يريده . وإذا كان قصد الكاتب أنه يجب أن نحول بين النشء وتجارب الأدباء خشية أن يتأثروا بها ثم يختبروها ، فهو من أشنع أنواع الخطأ . فالأديب الأصيل يضيف تجارب الأدباء إلى تجاربه ، ولكنه لم يجترها ، بل تتحول في نفسه إلى قوى وطاقات خلاقة ، ثم أنك لا تستطيع أن تخلق شيئا من لا شئ . فالأديب يجب أن تصقل حاسته بتجارب الأدباء ، والرسام يجب أن يهذب بتجارب الرسامين الخ . وأما إذا أراد أن الأدب يجب أن يجند لخدمة أغراض معينة فهذا أمر آخر ، عالجه الأدباء تحت عناوين مختلفة . منها الأدب للأدب أم الأدب للمجتمع . وكان الأفضل أن يتحدث عنه بوضوح وعندئذ تتغير القضية ، ويصبح تفضيل الأستاذ منصبا على نوع معين من الأدب ، وزرايته موجهة إلى نوع آخر .

    ومهما يكن من شئ فهو أما متناقض أو مخطئ أو ملتو . والتواؤه في قضية ليست موضع تسليم ، بل ما يزال غبارها يطرف العيون . والجزء الذي تركته عندما تكلمت عن رأي الأستاذ في " الحقيقة " لا فائدة منه ، لأنه لا يثبت أن إدراك ذات الله ممكن . فما دمنا لا نحيط بالشيء فأنا لا نعلمه علم اليقين . والعبارة التي نقلها " العجز عن الإدراك إدراك " ، أشك في نسبتها إلى أبي بكر الصديق ، لأنها تشبه أساليب المتصوفة ومغالطاتهم . وهي تورد عادة مقرونة بعبارة أخرى هي " والبحث عن الإدراك إشراك " . فهل يريد الأستاذ محمود أن يسوق الأدباء إلى بحث يفضي بهم إلى الإشراك والعياذ بالله ؟!

    فالتناقض في كلام الأستاذ ماثل ، ولا يكفي في دفعة قوله لا تناقض في كلامي . وحديثي عن الحق والحقيقة لا يوهنه ولا ينال منـه بحـال قولـه أنـه لا يحتاج إلى رد . وقد فهم محمود " العرف " في قولي : ( لا تلزمنــا أمــرا لا يلزمنا إياه لغة ولا عرف ) فهما غريبا حين علق عليه بقوله : فلو كانت المعارف تتقيد بما تلزمنا إياه اللغة والعرف لما بلغت البشرية مبلغها الحاضر الـخ . وواضح أن المراد بالعرف في كلامي مصطلحات العلوم . فالكلمة إما أن تكون مستعملة استعمالا لغويا أو استعمالا عرفيا أي مصطلحا . والمصطلحات كما هو معروف تأتي بعد اكتشاف الحقائق العلمية لتحديدها وضبطها . وأخشى أن يكون اطلال الأستاذ على الكلمات من عل قد أذهله عن هذه الأوليات .

    وبمناسبة المصطلحات أحب أن أنبه الأستاذ إلى أنه غير دقيق في استعمالهـا . فهو يستعمل كلمة " ضد " مكان كلمة " نقيض " في تعريفه العجيب للحقيقة والحق ، وين المصطلحين فرق كبير عند المناطقة القدماء . وأبسط ما يوضح الفرق أن الضدين لا يجتمعان وقد يرتفعان . فالشيء لا يمكن أن يكون أبيض وأسود في آن واحد ، ويمكن أن يكون غير ذلك بأن يكون أحمر . والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، فالمرء لا يمكن أن يكون أعمى وبصيرا في آن واحد ، ولا يمكن أن يكون إلا موصوفا بإحدى هاتين الصفتين ، هذا هو منطق أرسطو . وعلى ذلك فإن المقابل لصفات الله تعالى نقيض وليس ضدا .

    أما عجزي عن فهم شياطين الدجالين وكتبة الاحجبة والتمائم ، وقصورى عن معرفة ما ترمز إليه ، فإني أعترف به ، وأدع المجال للأستاذ ليتتبع هؤلاء المردة ، ويأتينا بجلية أمرهم ، ونسأل الله أن يحفظه من شرهم .

    بقى أنى ما زلت أطالب صديقنا محمودا أن يورد علينا من كلام المتصوفة ما يصور تفوقهم على الأدباء ، فإن قوله " ذلك بأنا نتحدث عن الدين لا عن المتصوفة ومن بديهيات الفكر أن أحدا ليست حجة على الدين " قوله هذا ليست حجة هنا ، بل غفلة عن مدلول الألفاظ ، فأنا لم أطلب منه أن يحتج بهذه الأشعار على صحة الدين ، ولكني طلبت منه ذلك ليبرهن لنا على أن الرجل الرباني ، الذي يطل على الكلمات من على متفوق على الأديب في وحيه ، وفرق شاسع يا سيدي محمود بين هذا وذاك . وإذا لم يكن الجنيد والحلاج ورابعة العدوية .. الخ من الربانيين ، فإنا لا نعرف هذا الشخص الذي يشير إليه محمـود ، وما نـراه إلا أخا للغول والعنقاء ، ولذلك أعتبرنا حديثه طرفة من طرائفه الرائقة .



                  

01-18-2004, 10:28 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: [واتبعه ببوست منفصل عن حوار اخر امتع بكثير بين الاستاذيين

    يلا ما تطول
    نحن منتظرين
                  

01-18-2004, 01:03 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: الجندرية)

    الأستاذ عجب الفيا .تحية و سلام

    لا أملك الكثير من الوقت حتى أسهب الآن في التعقيب على الرسالة الثانية التي نقلتها للأستاذ محمد محمد علي .. و لكني أفترض أن وجود رسالة ثانية يعني أن الأستاذ محمود قد رد على الرسالة الأولى (إذا كان النص الأخير من كتابة محمد علي حسب ما اتوقع) .. فهل لديك نص ذلك الرد؟

    أود التعليق على تعقيبك على جزء من كتابتي .. و لكني لن أفعل الآن لضيق الوقت .. و يمكن أن أجمل لك الآن أنني لم أعني ما فهمت أنت .. كما أن المقال الأخير الذي نقلته لمحمد علي ( حسب ظني) يدل على صدق كلام الأستاذ بشكل أكبر .. فمحمد علي يخطئ في إستخدام الكلمات و المصطلحات و من ثم يقول أنه لم يعني بها هذا أو ذاك .. و يعتقد أن الفهم واضح من سياق كلامه .. في حين أن الفهم الواضح من سياق كلامه هو ما فهمه الأستاذ منه ..و الأستاذ معروف بتمكنه المحكم من أمر اللغة بشهادة الخبراء في ذلك المجال و منهم الدكتور عبد الله الطيب نفسه .. فمحمد علي أصبح يتلاعب بمعاني المصطلحات ليبقى في ميدان النقاش و لا يرحل مزودا بإجابة شافية .. أعني هذا القول تماماو أعرف أن فيه نقدا قويا لمحمد علي ,, و لكن هذا ما أراه .. ثم إنه أصبح يطالب بمطالب يظن أنها تعجيزية و مفحمة للأستاذ ... مثل أن يطلب ادلة على أن شعر الصوفية أفضل من شعر الشعراء (الأدباء) .. و هم أمر يعتمد على الذوق بطبيعة الحال .. وأنا مثلا كمطلع على الأدب الصوفي و الأدب (الأدبي) مثلا أرى بوضوح أن رقة المعاني و سهولة إنسياب اللغة عند الصوفية أكبر بكثير مما هو عند الادباء و الشعراء

    أنا أعتقد أن كلام الأستاذ واضح جدا من ناحية الأدب .. و أي محاولة لجعل موقفه من الادب و الفنون مشابه و لو قليلا للمواقف المتزمتة التي تدعي التحدث باسم (الدين) مهزومة إبتداءا .. كماأني أعتقد أن لو أن محمد علي قرأ كتاب (الإسلام و الفنون) لوفر ذلك عليه الكثير من الوقت .. و على الأقل كان من الممكن له أن يصبر حتى يفهم إذا كان بنفسه يقول أنه لا يفهم كل كلام الأستاذ .. لا أن يدعي أن كل الناس لا يفهمهوه .. فهو يحاول أن يضفي صيغة الجماعة على عدم قدرته على الفهم في حين أن تلك مشكلته هو وحده و عليه أن يلتفت لحلها قبل أن يواصل النقاش .. أنا شخصيا أزعم أني فهمت كلام الأستاذ بشكل أفضل بكثير مما فهمه محمد علي .. كما أن الواضح أن محمد علي سطحي جدا من ناحية المعرفة بالفكرالصوفي مما يجعله ينسج إجابات و ردود على ما لم يقله الأستاذ أصلا

    و لنا عودة .. خلال يومين بإذن الله
                  

01-18-2004, 01:22 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    عليك السلام في يوم شهادتك ايها النقي المسالم
                  

01-19-2004, 04:38 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: doma)

    شكرا الاستاذة دوما



    الشكر الجزيل الاخ انور الطيب
                  

01-19-2004, 04:35 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الاخ قصي عدونا الاول هو الوقت فنحن نجاهد حهاداحتي ننزع
    لحظات نتواصل فيها عبر هذا الوطن الاثيري.

    كما ذكرت لك انني لم اعثر علي مقال الاستاذ الذي رد عليه محمد محمد علي او رد الاستاذ علي محمد علي حول موضوع الادب والدين
    لقد نشر محمد محمد علي مقاله بكتابه محاولات في النقد ولم ينشر
    مقاللات الاستاذ.كما ان الاستاذ لم ينشر مقاله في كتبه.

    ارجو الاطلاع علي بوست :تكرموا يانزال الفلسفة من السماء الي الارض!
    اكيد سيفتح لك طاقات من النقاش العميق حول الفكر الجمهوري
                  

01-20-2004, 07:36 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الأستاذ عجب الفيا

    الوقت لم يمنحني الفرصة لأرد اليوم .. و أعدك بأن أواصل الكتابة في أقرب فرصة .. ربما غدا

    قرأت البوست الذي أشرت له .. و لك الشكر عليه فقد إستمتعت به
                  

01-20-2004, 07:11 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    الأستاذ عجب الفيا و الجميع .. لكم التحية

    أعود في محاولة أخرى للتعقيب .. و قد كنت في أيوا سيتي خلال اليومين الماضيين .. و مناسبة ذكر ذلك أن حوارا جميلا قد جرى هناك حول هذه القضية.. و قد كان فيه أساتذة كبار لي و قد إستفدت منه إستفادة عظيمة .. و أرجو أن تنعكس فائدتي منه هنا

    بدءا أرد على تعقيب الأستاذ عجب الفيا على قولي


    و هو عدم إدراك المعنى الحيوي للدين .. فالدين أسلوب حياة .. و هو يدخل في جميع أنواع النشاطات الإنسانية ليقومها و يهذبها و يسمو بها .. فلا إنصراف عن الدين أو تفريق بينه و بين مناشط الحياة الأخرى .. و إلا لكان (طقوسا) فعلا كما يظن به المثقفين و العامة من الشعوب .. و إذا إفترضنا أن (للدين رسالته و للأدب رسالته) و لا مجال للمفاضلة بينهما .. فقد يعني هذا أن الرجل منايخلع ثوب الدين حين يريد أن يلبس ثوب الأدب .. و بهذا الفهم تكون الهزيمة الحقيقية لرسالة الدين


    ما عنيته يا أستاذ عبد المنعم أن الدين هو قوام الأدب .. بل هو القيمة الحقيقية في الأدب إذا أردنا أن نبحث عن قيمته .. فالدين في خلاصته هو القيمة الإنسانية في البشر .. بمعنى أنه الطريق أو الأداة التي بها نستخرج هذه القيمة الإنسانية من بين حنايانا.. فتنعكس هذه القيمة على كتاباتنا الادبية .. كما هو الحال في شعر الصوفية و كتاباتهم.. أو على فنوننا الموسيقية أو التشكيلية .. فالأدب ليس له معنى بذاته إذا لم تكن القيمة التي خلفه ذات معنى قيم ... فمقولة (الفن من أجل الفن) مثلا هي عبارة عن تخرصات لا تخلو من تعصب صاحب المهنة لمهنته .. و لقد ورد في ذلك الحوار الذي جرى في أيوا سيتي كلاما عن بعض الشعراء المشهوريين على المستوى العالمي بإنتاجهم .. في حين كانوا على مستوى الوعي المجتمعي غاية الأنحطاط .. إذ كانوا ينتمون إلى مدارس فكرية قمعية و عقيدية إستقصائية كما هو الحال في فكر جماعات التكفير و الهجرة على سبيل المثال في ميداننا الإسلامي

    الأستاذ محمود في إعتقادي قد وجه نصيحته للدكتور عبدالله الطيب شخصيا بأن ينصرف عن الأدب إلى الدين لأمر رآه الأستاذ في قامة عبدالله الطيب .. فعبدالله الطيب كان قد قام بأداء حلقات إذاعية لتفسير القرآن أذيعت على الشعب السوداني و قد كانت إنجازا عظيما و مشادا به للدكتور الطيب .. و لكنه صرف أغلب وقته في الإتجاهات الأدبية رغم حسه و وعيه الديني المتسامي .. فقط كان من المؤسف حقا أن ينصرف عن الكتابة في الدين أناس مثل عبدالله الطيب ليترك الساحة لأمثال رجال الدين من الفقهاء ليملوها بغثاثاتهم الفكرية التي عانى و لا يزال يعاني منها المسلمون في السودان و غيره إلى الآن .. و هذه الدعوة من الأستاذ لعبدالله الطيب هي في نفس نسق مناداته القديمة للمثقفين ليسمكوا زمام أمرهم و يتوغلوا في امر دينهم برفق حتى لا يتركوا دينهم للفقهاء .. و قد كانت الرسالة الخاصة لعبدالله الطيب بهذا الطلب لأن الدكتور عبدالله الطيب من المثقفين الأصلاء الذين ندروا في ذلك الزمان

    هذا هو تعليقي على تعليقك .. و أعود مرة أخرى للتعليق على مقال الأستاذ محمد محمد علي الثاني .. و آسف لكوني سألتك عن رد الأستاذ محمود عليه مرتين ... إذ أنني إفترضت عند نقلك للمقال الثاني لمحمد علي أنك تحصلت على مقال الأستاذ محمود أيضا في تلك الفترة

    قصي همرور

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 01-20-2004, 08:03 PM)

                  

01-20-2004, 07:55 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    نعود للمواصلة .. و أحاول الآن التعقيب على مقال الأستاذ محمدمحمد علي الثاني

    إن حديث الأستاذ محمد علي عن الغاية قد يعني فيما يعني أنه لا يدرك حقيقة فكر الأستاذ محمود إدراكا كافيا ... فالأستاذ محمود ليس أديبا .. و لا يكتب لمجرد الكتابة أو إثراء الفضاء اللغوي و الحالم للقارئ .. فهو صاحب رسالة واضحة قد نذر لها نفسه منذ البداية .. و هي "بعث الدين" في تلخيص شديد .. و الغاية من هذا البعث هو "الله" في إختصار شديد ايضا .. و عند الله تنتهي كل الغايات في الحقيقة و الواقع الملموس إذ أن هذا الكلام ليس كلاما حالما .. فما هي الغاية التي تستحق النظر في الأدب إذا لم يكن يجلب شيئا و لو قليلا من السعادة ؟ .. بل و ما هي الغاية التي تستحق الوقوف عندها لدقيقة واحدة غير السعادة؟ ... إن إختلاط الغاية و الوسيلة عند العقل البشري الغير مروض و مؤدب بأدب الدين هو أمر أشار له الأستاذ كثيرا في كتاباته .. فها هو مثلا محمد علي يدافع عن الأدب بإستماتة في حين لا حاجة له للدفاع عنه .. و هو في دفاعه هذا يرمي جانبا و يغفل عن أهم عنصر في هذا الحوار .. إنه الغاية .. فلا يكتب فيها كتابة ذات نظر في مقاله لأنه يشتغل بالكلمات و الحروف أكثر من غيرها... كما هو حال الأديب

    و هناك نقطة يبدو من خلالها واضحا أن الأستاذ محمد علي يحتاج إلى أن يعكف طويلا على دراسة الفكر الصوفي قبل أن يقرر تقريرات تخرج به عن فحوى المقال .. و لا تؤيد حجته في شيء .. مثل حديثه اعلاه عن موضوع الذات الإلهية بين الإطلاق و التقييد .. فهو يظن أنه قد إنتقد كلام الأستاذ بشكل فلسفي عندما تناول تلك النقطة .. في حين لم يفعل إلا أن برهن أنه يحتاج أن يسن سهامه المعرفية قبل أن يخوض في ما لا علم له به .. و لا يدخل في موضوع النقاش أساسا.. و على كل فقد تكلم الأستاذ في تلك النقطة بالذات بإسهاب شديد في كتبه بشكل يغنيه عن أن يذكر أي جديد فيه ردا على ذلك المقال

    و نأتي هنا لننقل جزءا من مقال الأستاذ محمد علي يبرهن أشد البرهان على النقطة التي أظهرها الأستاذ في موضوع اللغة بين الأديب و العارف
    فلنقرأ ما قاله الأستاذ محمد

    Quote:
    وأخشى أن يكون صديقنا محمود الذي رفع عن بصيرته حجاب الكلمات قد ساقته كلمة " أهوائهم " في حديثي إلى ايراد الآية الكريمة " ولو أتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض " . ومعلوم أني قصدت بالكلام كله الاستعداد والرغبة الشديدة . فمن الناس من خلق مستعدا للتعمق في العلم ، ومنهم من خلق مستعدا للتعمق في الأدب .. الخ


    من الناحية اللغوية البحتة .. كلام الأستاذ محمد علي أعلاه منقوض تماما .. فكلمة (أهوائهم) لا تعني في اللغة العربية غير ما فهمه الأستاذ محمود .. و الدليل كذلك أن القرآن نفسه يؤيد ذلك الفهم .. و قد أورد محمد علي تلك الآية و هو لا يعلم أن فيها دحض حجته إيتداءا .. فالآية تقول أن فهم الأستاذ محمود لكلمة (أهوائهم) صحيح .. و ما زال محمد علي يحاجج .. كما هو الحال أيضا في حديثه عن كلمة (العرف) .. و المنحى اللغوي في الفهم فيها واضح أيضا.. أتمنى حقا لو أن الأستاذ عبدالله الطيب كان قد رد على محمد علي ليريه فداحة أخطاءه اللغوية التي تنسف حجته نسفا كما هو واضح .. و الغريبة أنه بعد كل هذا يتهم الاستاذ أنه يستخدم المصطلحات إستخداما غير واضح

    ثم ينهي الأستاذ محمد علي مقاله بأن يطالب الأستاذ محمود بأن يبين لنا بشكل واضح كيف أن الأدب الصوفي تفوق على باقي أشكال الأدب .. و هنا ترد نقطة كنا قد إجتررناها في حوارنا الذي دار في أيوا سيتي .. فالأدب الصوفي لم ينل من النشر ما نالته أشكال الأدب الأخرى .. ففي المناهج المدرسية نقرأ لكافة الشعراء . حتى شعراء الجاهلية .. و لا نجد إهتماما بالشعر الصوفي على سبيل المثال .. و كذا هو الحال أيضا في المحافل الثقافية الأخرى في بلادنا الإسلامية .. لهذا ليس من الغريب أن تكون ثقافة الأستاذ محمد علي في الشعر الصوفي ضحلة بشكل جعله يتصور أن شعراء الصوفية قد عاشوا عالة على الشعراء .. و هنا أذكر مثالا بسيطا .. ففي سوريا على سبيل المثال .. و في العالم العربي بشكل عام لا نجد الشاعر الصوفي عبد الغني النابلسي معروفا بشكل جيد .. بل هو حقيقة مجهول بشكل مخجل .. في حين أن الجمهوريين قد أنشدوا العديد من قصائده العرفانية البليغة التي أبهرت المستمعين من المثقفين و الشعراء و غيرهم .. و قس على ذلك

    نهاية التعليق تكمن في أمر مخجل بالنسبة لي أكثر من غيره .. فهنا في امريكاالآن .. نجد أن أكثر الشعراء مبيعا في أمريكا هو جلال الدين الرومي .. الشاعرالصوفي الفارسي .. و الذي أكاد أجزم أن نسبة الذين يعرفونه في العالم الإسلامي قد لا تتجاوز الخمسة بالمائة .. و نلحظ هنا أنه قد كتب أشعاره بالفارسية في الزمن الغابر .. و ثم ترجمت قصائده للإنجليزية .. و هي الآن الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة بين مجموعات القصائد .. أليس هذا بأمر عجاب ؟

    هذا و للجميع سلامي و عميق مودتي و إحترامي

    قصي همرور

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 01-20-2004, 08:02 PM)

                  

01-20-2004, 09:06 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    (وا حلاتى وا حلاتى يا خوانى ولدنا كبر وبقى يناقش عجب الفيا...)هههههههههههه.

    اطراف الحوار، الكبار على الصغار..

    نتابع بحراره.
                  

01-21-2004, 00:48 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Tumadir)

    يعني يا تماضر كان في داعي للكلام ده هنا ؟

    أنا هنا قاعد و عامل فيها بناقش ناس في قامة عجب الفيا .. تجي تقولي لي واحلاتي ؟ .. طيب أنا حسي أمشي وين ؟

    طبعا (وا حلاتي) دي عادة بكون فيها( قريص جضوم) .. فإنت أتخيلي معاي أنا كده قاعد و خالف كراع فوق كراع و خاتي لي كرسي قدام الأستاذ عجب الفياو قاعدين ناخد و ندي في الكلام .. تقومي تجي إنتي تديني قرصة في جضومي .. أنا حسي أعمل شنو ؟

    ولدكم الله يكبرو كمان و كمان .. لكن ياهو برضو في النهاية ولدكم

    و أنا أيضا أتابع بحرارة
                  

01-21-2004, 05:36 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    سلام يا كرام،
    أمتعني هذا الخيط أيما إمتاع، وللمتحاورين الرئيسيين فيه أزجي أزكى التحيات والشكر. عبد المنعم هذا الرفيق الشقيق، وقصي همرور "ياهو ذاتو،" الإبن-الأخ-الرقيق.

    قضيت مع قصيى أياماً عذبة في مدينة أيوا، يا تماضر، ونحن نحتفل بذكرى أبينا الشهيد، كما قضيت سنوات عديدة في معية الأخ منعم بجامعة الخرطوم، حين كان قصي رضيعاً " وا حلاتو" يا تماضر. وقد أبهجني أن ضمتني نفس المنزلة التي كان ينزل فيها قصي لليلتين إثنتنين مشحونتين بأطايب الفكر، وبالشعور الدافئ بأنبل معاني الأخوة والبنوة.

    لمن لا يعرف قصي فإن تماضر شيخ الدين هي عمته، شقيقة أبيه همرور. لهذا فإنها تتحدث من واقع من "جضم،" هذا الفتى النابغة الذي لم يتجاوز بدايات العشرينات من العمر بعد. أقول هذا وأنا أعرف بأن قصي ليس من طينة من يزهون بالمدح. ولو كان من تلك الطينة لما شعرت برغبة في المشاركة أصلاً.

    بقي قبل أن أختم مداخلتي هذه العجلى أن أقول بأن الأستاذ محمد محمد على، شأنه شأن العديد من المثقفين السودانيين لجأ إلى الدين في نهايات عمره لجوءاً كان فيه شطط بالغ. فقد وصفه أحد أصدقائه من الكتاب الأنجليز بأسىً بالغ في كتاب أورد فيه شيئاً عن ذكراه وصداقته لذلك الرجل النابغة. وصفه وهو يحمل المصحف في يده، أكثر من مرة، وهو في حالة أشبه بالجذب، قبل أن تتدهور حالته النفسية إلى أسوأ من ذلك. لا أذكر الكتاب ولا عنوانه ولا إسم كاتبه الآن لطول عهدي به. ولكني تذوقت طعم الأسى الذي كتب به الكاتب تلك الكلمات عن صديقه. وقد وضح لي بأن نفس محمد محمد على كانت مجالاً لصراع محموم بين الأدب والدين. وما كان ينبغي لهذا الصراع أن يكون لو وضع كل منهما في موضعه. ومعلوم أنه توفى في عمر مبكر.
    وقد كان تعليق الأستاذ على النهاية المأسوية للأستاذ محمد محمد على، بأنه "أحترق." وعندي أن هذا الاحتراق كان بسبب تعالي المثقف على الدين، وكان هذا بادياً بشكل واضح في كتابات محمد محمد على. ولكن يبدو أن المتصوف السوداني فيه أبى إلا أن يأخذ بتلابيبه فكان ما كان من أمر حياته القصيرة الخصبة في نهاياتها. فقد أراد أن يرجع للدين، ولكن يبدو أنه لم يلجه بالمدخل السليم فحدث له ما حدث.

    سأعود، بإذن الله. أما الآن فإني ذاهب إلى المطار لاستقبال الأسرة ياقصي، حيث أنها قضت يوماً إضافياً في مدينة أيوا، حيث كان الاحتفال الذي شهدناه معاً. لك ولعبد المنعم وللجميع عاطر المحبة والتقدير.
                  

01-21-2004, 05:53 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    لست أدرى إن كنت فهمت تعليق الأخ حيــدر على عبارة الأستــاذ..
    ولكنى إنزعجت لما فهمتـه منهــا.
    وعنـدمـا قال الأستـاذ أن محمــد محمــد على قـد إحتـرق، فهـو قـد عنى نفس المعنى عنـدما قال أيضـا أن أبى القـاسـم الشـابى إحتـرق.. وهـو يعنى أنـه بذل طـاقـة ذهنيـة أكبـر من أن يحتملهــا جـرمـه الفيزيـائى..
    مثل قولك، أن فلانـا شمعـة إحتـرقت لتضئ للأخــرين.
                  

01-21-2004, 06:04 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Abureesh)

    شكرا الاخ ابو الريش اتفق معك في هذا التفسير
    ولي عودةالرد مفصلا علي تعليق الاخ حيدر
                  

01-21-2004, 06:07 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الف مرحب بالاخ الدكتور الشفيف الثائر حيدر بدوي
    ساعود للرد عليك تعليقك عن محمد محمد علي


    الاخ قصي الف شكرا علي هذا الحوار الراقي
    ساعود
                  

01-21-2004, 06:35 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: وقد وضح لي بأن نفس محمد محمد على كانت مجالاً لصراع محموم بين الأدب والدين. وما كان ينبغي لهذا الصراع أن يكون لو وضع كل منهما في موضعه. ومعلوم أنه توفى في عمر مبكر.
    وقد كان تعليق الأستاذ على النهاية المأسوية للأستاذ محمد محمد على، بأنه "أحترق." وعندي أن هذا الاحتراق كان بسبب تعالي المثقف على الدين، وكان هذا بادياً بشكل واضح في كتابات محمد محمد على.

    الاخ الدكتور حيدر،هل تقصد بكلامك هذا فعلا محمد محمد علي ؟
    لانني سمعت وصف الاستاذ بانه :"احترق "لاكثر من اديب فتارة ينسب
    هذا الوصف الي التجاني وتارة الي معاوية محمد نور ومرة الي
    الشابي وكلهم يمكن ان ينطبق عليهم وصف انهم احترقوا ،بمعني ان
    ارواحهم الشفيفة وحسهم المرهف وبصيرتهم النافذة كان اكبر من طاقة
    اجسامهم فلم يتحملوا تناقضات الواقع فاحترقوافي شرخ الشباب.

    لكن اقبل الظن المقصود هنا هو معاوية محمد نور؟

    اما اذا كنت تقصد محمد محمد علي،فكلامك هذا لا ينطبق عليه ،لانه وضع كل من الادب والدين في موضعه،وهذا سبب خلافه مع الاستاذ،فهم يقول
    في الجزء الاول من المقال:

    "فللدين رسالته وللادب رسالته،والمجتمع الانساني محتاج،الي كلتا
    الرسالتين،وليس احداهما بمغنية عن الاخري فتيلا"

    اذن ان محمد محمد علي لم يكن ينطلق من تعالي علي الدين
    كما ورد الاقتباس اعلاه،انما يريد ان يضع كل من الدين
    والادب في موضعه.لذلك كان اعتراضه مبني علي ان الاستاذ يطلب من الادب
    ما ليس من طبيعة الادب وهو بلوغ الحقيقة!

    يقول محمد علي في ذلك- الجزء الاول من المقال:
    "ومجمل راي الاستاذ ان الادب وسيلة ناقصة ومعيبةللبحث عن الحقيقة
    والحقيقة هي معرفة الله،لذلك فالادب لا يستحق ان يستحق ان ننشغل به
    وننفق حياتنا في تحصيله وتنميته والاجدر بنا ان نشتغل بالدين"
    ولذلك طلب الاستاذ من عبدالله الطيب الانصراف عن الادب الي الدين.
    الا اذا كان وضع كل شي في موضعه تعني بالنسبة لك اخي حيدر،ترك
    الادب والانصراف الي الدين؟

    لو افترضنا ان محمد محمد علي او التجاني او معاوية احترقوا
    لانهم اشتغلوا بالادب وانصرفوا عن الدين ،فيا تري هل كان المطلوب
    منهم ترك الادب واتباع طريق الهداية ،اي الدين حتي
    لا يحترقوا؟!

    اخي قصي اسمح لي اني بدين بدكتور حيدر سوف اتي الي
    مداخلاتك الثرة

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 01-21-2004, 08:17 PM)

                  

01-21-2004, 06:01 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Tumadir)

    تماضر
    قالوا شكارتها دلاكتها ههههههههههههههههههه

    قصي دا الله يخلي ليكم ويحفظه من العين

    بعدين تعرفي يا تماضر نحن بعد دا احسن ننسحب
    ونخلي المسرح لناس قصي ديل دا عصرهم

    وسلمت انت وود اخوك وسعدنا بطلتك جدا والله
    يا نوارة البورد
                  

01-21-2004, 10:13 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ عجب الفيا والله الموضوع شيق خاصة وانه دار في الخمسينات يعكس الروح الطيبة التي كانت سائدة والحوار الواعي ، تحية للمداخلين وحاصة الابن قصي
                  

01-22-2004, 05:58 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: أن الذي أعلمه من تاريخ الأدب ومن قراءتي الشعر أن المتصوفة بل كبارهم قد عاشوا عالة على الشعراء . وللأستاذ أن يرجع إلى ما قاله كبار المتصوفة في العشق والهيام والوجد والفناء والاتحاد .. الخ . وليحدثنا بعد ذلك عن الجديد الذي أضافوه إلى ما قاله أبو نواس وأضرابه ، ومجنون ليلى وأمثاله . فإن أطلعنا على جديد ذي بال ، فأنه يكون قد أفادنا وأمتعنا . والغريب في الأمر أنه حتى في شعر الزهد والندم ومخافة الله ووصف غرور الدنيا ، نجد شعراء المجون كانوا أخصب إلهاما من شعراء المتصوفة

    ما يقصده محمد محمد علي هنا يا قصي ان المتصوفة استعاروا
    كل فنون واساليب ومعاني واخيلة شعراء الغزل لا سيما العذريين
    فمفردات العشق والوجد والهيام والاتحاد والفناء في ذات المحبوب
    حتي فكرة التغزل والتغني في الذات الالهية والاشارة اليها باسماء انثوية مثل ليلي،ماخوذة من شعر الغزل.
    اذن هو محق اذا كان مقصده النواحي الفنية والبلاغية.

    وانا اعتقد ان محمد علي كان علي ثقافة صوفيه عالية وهو من وسط صوفي- الحلفاية- وتعلم تعليما دينيا.والدليل علي ثقافته الصوفية
    تحفظه علي نسب الاستاذ مقولة :"العجز عن الادراك ادراك"الي ابو بكر
    الصديق،وهو يري انها اشبه باساليب المتصوفة،ويقول انهم يكملون
    العبارة بالقول:"والبحث عن الادراك اشراك"

    نرحب بالاستاذة عاشة بت فاطمة وتحياتي لسعد ابو نورة
    وجاينكم بهناك

    ونواصل
                  

01-22-2004, 07:06 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    أشكر الأستاذ حيدر بدوي و الأستاذ عجب الفيا و الأستاذة عشة بت فاطمة.. و كلامكم ده أخير منو "جضيم" تماضر



    الأستاذ عبد المنعم

    تحية و سلام و تقدير

    لاحمد شوقي قصيدته الشهيرة (على نهج البردة) إن كان ذلك إسمها .. فهل يمكن أن نقول أن أمير الشعراء قد عاش عالة على البوصيري أمام المديح؟

    شعر الغزل كان تراثا عربيا منذ عهد الجاهلية ... حتى أشعار الحماسة التي تذكر فيها الحراب و السيوف كانت تبدأ بالغزل . .. و أعلم أنك تعلم ذلك تماما .. كما أن حسان بن ثابت قد بدأ قصيدته في مدح النبي بالغزل .. و لكنها كانت (مدحة) على أي حال

    هنا نقف لنجري مقارنة قد تسوقنا إلى الموازنة .. فشعر المدح في النبي عليه الصلاة و السلام هو من تخصص الصوفية عبر التاريخ ... بمعنى أنهم هم الذين برعوا فيه و جعلوا منه مدرسة شعرية قائمة بذاتها.. و قد قام الشعراء بمحاولات في تقليدهم .. حتى أن الشاعر من غير الصوفية كان يحرص أن يسجل التاريخ له قصيدة أو إثنتين في مدح نبي الله .. فهل نحسب أمثال هؤلاء عالة على الصوفية؟ و هم على أي حال لم تبلغ قصائدهم أي مبلغ في تسامي المعاني و معرفة حقيقة النبي مقارنة بشعر الصوفية

    علينا ان نكيل بمكيال واحد في هذه النقطة .. كما أن علينا أن نعي جيدا حقيقة أن الإعلام كان في صالح شعراء الغزل و المجون عبر التاريخ الإسلامي و إلى الآن .. أنا من ناحيتي أرى أن الأستاذ محمد محمد علي قد أخفق إخفاقا عظيما بقولته تلك عن شعراء الصوفية .. و لا يشفع له أنه تربي في بيئة صوفية إذ أن ذلك ليس ضروريا حتى نجزم بأنه قد إطلع على الأدب الصوفي بشكل كافي .. و إذا كان ذلك صحيحا فهذه أيضا تكون في غير صالحه .. إذ أنه يعرف تميز الشعر الصوفي و بعد كل هذا قال ما قال

    ثم إن من شعر الصوفية ما خاض في المعاني السرمدية دون غزل .. و دون أي إرتباط أو تشابه مع الشعر السائد .. رغم أن التشابه في حد ذاته ليس معيبا، بل هو أداة من أدوات الصوفية في التعامل مع المجتمع بإعتبار أعرافه .. و يمكنني أن آتي بأمثلة كثيرة تدعم قولي هذا .. إذ يمكن أن آتي بقصيدة لا تمت للغزل من أولها لآخرهابصلة و لكن المعاني فيها جميلة و سامية حتى لمن لا يفهمها.. و لكني لن أفعل ذلك مباشرة لعلمي أن ماعونك يا أستاذ عبد المنعم يفوق ماعوني فيها كثيرا

    و للجميع سلامي
                  

01-22-2004, 07:15 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: ما عنيته يا أستاذ عبد المنعم أن الدين هو قوام الأدب .. بل هو القيمة الحقيقية في الأدب إذا أردنا أن نبحث عن قيمته .. فالدين في خلاصته هو القيمة الإنسانية في البشر .. بمعنى أنه الطريق أو الأداة التي بها نستخرج هذه القيمة الإنسانية من بين حنايانا.. فتنعكس هذه القيمة على كتاباتنا الادبية .. كما هو الحال في شعر الصوفية و كتاباتهم.. أو على فنوننا الموسيقية أو التشكيلية .. فالأدب ليس له معنى بذاته إذا لم تكن القيمة التي خلفه ذات معنى قيم ... فمقولة (الفن من أجل الفن) مثلا هي عبارة عن تخرصات لا تخلو من تعصب صاحب المهنة لمهنته ..

    انت تلخص بذلك اهم مذهبين من مذاهب الادب
    الاول يقول ان الفن للحياة وهو يضع بذلك للادب والفن عموما غاية
    او يجعل من الفن وسيلة الي غاية وهي خدمة القيم الانسانية
    وهذا هو المذهب الكلاسيكي في الادب .وهو المذهب الاخلاقي.
    وعندما استغل هذا المذهب لخدمة الاغراض الايديلوجية كما تجلي ذلك
    في الواقعية الاشتراكية،ظهرت مذاهب الفن للفن كرد فعل علي استغلال
    الادب والفن لخدمة الاهداف الايديلوجية حتي تحول الفن الي بروباقندا
    وفقد استقلاليته وحياده.

    ان مدرسة الفن للفن هي رد فعل طبيعي علي النزعات الايديلوجية التي حاولت ان تسخر الفن،وتحويله الي وسيلة رخيصة لخدمة غايات قاصرة
    او قل هي حرص علي حرفية الادب والفن في مواجهة الفجاجة والمجانية
    الايديلوجية التي تبتذل الفن!
    الفن للفن لا تعني باية حال تجريد الفن من القيمة ولكنها محاولة
    لتحصين الفن من الاستغلال والابتذال.

    ونواصل

                  

01-22-2004, 10:15 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الأخ الكريم عبد المنعم،
    يبدو أن هناك بالفعل خلط عندي بين معاوية نور ومحمد محمد والشابي وتعليق الأستاذ عن أحتراقهم جميعاً. وعن ذلك أعتذر، فإن الدقة أمر مطلوب في لك الأحوال.

    ولكن أساس حجتي، وهو نفس أساس حجة قصي فيما أظن، ما زال قائماً، فيما أزعم. فإن الأستاذ محمود لم يقل بعدم جواز الاهتمام بالأدب بالمطلق، بل على العكس من ذلك فقد شجع على تجويد أدواته، دون التمسك بالأدوات عوضاً عن المحتوى. فعنده مثلاً أن اللغة وسيلة، وليست غاية في ذاتها. ولكنه مع ذلك كان كثيراً ما ينصحنا بتجويدها كأداة. واللغة هي أهم أدوات الأدب. ومن باب تجاوز الشكل إلى المضمون حرص الأستاذ على المضمون القيمي للأدب وشجعنا عليه.
    فإنك تعرف بأن الشعر الصوفي مثلاً من أرفع فنون الشعر، وقد شجعنا الأستاذ محمود علي قراءته وتجويده بلا حدود. وتعرف أن الأدب الصوفي المنثور، وبالأخص ما يدور منه حول سيرة النبي، الأمي، محمد بن عبد الله، تجد فيه ثمرات أرفع ما كتب في الأدب. وقد شجعنا الأستاذ محمود على قراءته، بلا حدود. أشعار عبد الغني النابلسي وإبن الفارض وإبن عربي -من أسلافنا المتصوفة- وكتابات طه حسين والعقاد-من المعاصرين- والإمام الغزالي -من الأسلاف- وغيرهم، كانت تجد منا تذوقاً كبيراً، وكان الأستاذ محمود يستبشر للغاية حين يعرف تنامي اهتماماتنا بها. كما كان الاهتمام بالفكر العالمي، بكافة أفرعه، وتشكيلاته، مثار اهتمام الأستاذ محمود وتلاميذه من بعده، وما يزال. ولا يخفى عليك بأن الكثير من المفكرين جمع جمعاً بارعاً بين نصاعة لغة الأدب ونجاعة المحتوى الفكري، مثلما فعل الأستاذ محمود نفسه.

    الأستاذ محمود، ياعزيزي الفاضل، عرف قيمة "الأدب وأدواته" بازاء "الدين وأدواته،" فوضع كل في موضعه، دون أن يسفه الأدب كما تبادر إلى ذهن الأستاذ محمد محمد على. ولكنه أدرك قصور أدوات الأدب، بالمقارنة مع قدرة الدين وأدواته إلى النفاذ إلى جواهر الأشياء، فعبر عن إدراكه هذا بصورة لم ترض بعض محاوريه. وقد أدرك الفطنون منهم ما كان يقصده الأستاذ محمود بأخرة. ومنهم من تأسف على تأخر إدراكه لما كان يعنيه أستاذنا الشهيد. ومن يقرأ قصيدة الدكتور عبد الله الطيب، عليه الرضوان، عن موقف الأستاذ في يوم استشهاده، يدرك هذه الخلاصة.

    ببساطة شديدة أقول لك، أيها الحبيب، بأن الأستاذ محمود قدم الدين على الأدب، لأن الدين يشتمل على الكثير من تفانين وأدوات الأدب، ولكن بحقها، وزيادة. في حين أن الأدب كثيراً ما ينشغل بتجويد الأدوات فيزهل عن المعاني، أو ينزل قدراً ضيئلاً منها في أنية ضخمة جميلة مزخرفة. هناك الكثير من الأمثلة التي يمكن أن تساق ههنا. ولكني أكتفي بالقول بأن مقالاً مختصراً مسدداً، مكتوباًبلغة سلسة بليغة، عالية الجرس والحس، مهما كان حجمه، قد يؤدي ما لا تستطيع أن تؤديه رواية أو قصيدة رمزية. هذا لا يقدح في أن للرواية دور تلعبه، خاصة في سياق أنظمة القهر والتسلط. ولا شك أنها لعبت دوراً كبيراً في تحفيز الوعي الإنساني في أزمان الهيمنة والتسلط القاهر.
    ولكن هل تقوم المقارنة بين دور الدين ودور الأدب بصورة تضعهما كندين في صناعة التاريخ البشري وتحريكه إلى المستقبل، حيث ينتظرنا جميعاً أسمى آيات التجسيد لأرفع القيم الإنسانية؟
    إجابتي على هذا السؤال هي "لا." ونظرة عجلى لدور البوذية واليهودية والمسيحية والإسلام، وغيرها من الأديان، ومركزية النص الديني فيها، تؤكد ما أقول.

    لك محبتي وتقديري يا منعم. ولنواصل في حمل مشاعل التنوير، بفضل الله، ثم بفضل تمسكنا بأدب الحوار، القيمة السامية التي حفزتك لاستهلال هذا الخيط الرفيع، الذي بدأت ترصعه اللألئ!
                  

01-23-2004, 03:38 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: ولكن هل تقوم المقارنة بين دور الدين ودور الأدب بصورة تضعهما كندين في صناعة التاريخ البشري وتحريكه إلى المستقبل، حيث ينتظرنا جميعاً أسمى آيات التجسيد لأرفع القيم الإنسانية؟
    إجابتي على هذا السؤال هي "لا." ونظرة عجلى لدور البوذية واليهودية والمسيحية والإسلام، وغيرها من الأديان، ومركزية النص الديني فيها، تؤكد ما أقول.


    يخيل الي يا دكتور حيدر انك تنطلق في هذا الحوار من افتراضات
    من عندك وليس من واقع قراءتك لمقال محمد محمد علي!
    انت هنا كانك تعكس مدلول كلام محمد محمد علي وتظهره كانه
    يدعو الي نبذ الدين والاكتفاء بالادب!
    وكانك تفترض انني كذلك ادعو الي نبذ الدين والاكتفاء بالادب
    ان منطلق كلام محمد علي هو رفض اية مقارنة بين الادب والدين
    لانه يري ان لكل منهما دوره.وان الدور الذي يقوم به الدين
    لا يمكن للادب ان يقوم به وهو بالتالي يرفض ان نطالب اي منهما
    القيام بدور الاخر.

    الاستاذ محمود يري ان كل الوسائل موصلة الي الله/ الحقيقة
    وان الدين هو اقصر هذه الوسائل،والادب وسيلة مقصرة غير موصلة
    اي ان الاستاذ يفترص ان غاية الادب الوصول الي الحقيقة/الله
    وطالما ان هذه الوسيلة قاصرة والدين هو الوسيلة الموصلة
    فهو يفضل الدين علي الادب .من هنا تاتي دعوته الي عبدالله الطيب
    بان ينصرف عن الادب الي الدين!
    وهنا يبرز سؤال جوهري هل اشتغال عبدالله الطيب بالادب جعله يعلي من
    شان الادب ويفضله علي الدين؟

    اما محمد محمد علي ،فيري ان الادب لا يفترض فيه ان يكون وسيلة
    الي الحقيقة /الله اصلا، لان ليست هذه رسالته،ولا يجوز مقارنته هنا
    بالدين للمفاضلة بينهما من حيث ايهما اقدر علي بلوغ تلك الغاية.
    واذا كانت ثمة غاية للادب فهي ليست بلوغ الحقيقة/الله .
    لذلك يختم محمد علي مقاله بنفس العبارات التي ختمت بها انت يا حيدر مداخلتك الاخيرة :
    Quote: وخلاصة القول أن الأدب والدين حاجة من حاجات المجتمع ، ولكل منهما طبيعته وأغراضه . وليست المفاضلة بينهما بمجدية ، لأن الاستغناء عن أحدهما ليس بالأمر الهين ولا بالمطلب اليسير .

    فها انت كما تري ،

    انت ومحمد محمد علي متفقان،لذلك قلت لك في اول حديثي كانك تنطلق
    من افتراضات وليس من واقع قراءتك لمقاله .


    ونواصل



                  

01-23-2004, 06:51 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)



    شكرا منعم على هذا البوست ذي النكهة الخاصة. وحسنا فعلت حين ذهبت في الإحتفال بذكرى الأستاذ محمود هذا المذهب المتميز، فجئتنا بالحوار بينه وبين الشاعر الرقيق محمد محمد علي. فنهجك هذا، إضافة إلى كونه يفتح لنا كوة نطل منها على ماضينا الثقافي، ونتعرف عن كثب، على ما كان يدور وقتها من حوارات هادئة، وعميقة، في خمسينات القرن الماضي، فإنه أيضا، يعطي فرصة لتناول طروحات الأستاذ محمود في شؤون مهمة كشؤون الأدب والفن. وأرجو ان أجد منى الوقت ما يمكنني من الإسهام في هذا البوست الرفيع المستوى.




                  

01-24-2004, 00:27 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Dr.Elnour Hamad)

    قرأت مقال الأستاذ محمد محمد على بدقة يا منعم قبل أن أشارك بالكتابة. وقد استمعتعت به أيما استمتاع. ومثلك، أشعر بضرورة أن نقرأه جميعاً لنتعلم منه قيم الحوار الموضوعي الحر الجاد، والممتع.

    تقول بأنني ألتق مع الأستاذ محمد محمد على. وهذا صحيح. ولكن هناك فارق جوهري في مفترق الطرق بين الأدب والدين، أرجو أن تتأمله معي. الفارق بيني وبينه يامنعم هو أنني لا أنظر للدين بعين المتشكك، مثلما يفعل هو، وهذا بفضل التمييز الدقيق الذي أعانني عليه الأستاذ محمود في المفاضلة بين الدين والأدب. ولا أستخدم كلمة متشكك هذه تقولاً وتغولاً، فإن الأستاذ محمد محمد على لم يكن بدعاً من المثقفين من أبناء جيله في هذه الناحية. ولكنه كان من أقدر الناس على التعبير عن أرائه وقتها، ولذلك برز لنا بهذا الرأي المتميز فهو لايرى أن تكون هناك مفاضلة بين الأدب والدين في الأساس لان أهدافهما محتلفة. هذه هي خلاصة فهمه، وهو فهم أحسبه خاطئاً، مع تقديري الشديد له ككاتب.
    عندي أن كل وسائل التعبير، بما فيها وسائل التعبير الديني والأدبي، تهدف إلى نفس الغاية -وهنا أفارق كاتبنا الكريم. هذه الغاية، كما يرد التعبير عنها كثيراً عند الأستاذ محمودهي تخصيب الحياة الإنسانية -حياة الفكر وحياة الشعور- بالإشارة لأرفع القيم الإنسانية، والحث على تجسيدها. الدين، بفهم الأستاذ محمود، يحقق هذا التخصيب لأنه يوظف وسائل التعبير المختلفة، بما في ذلك أرفع أساليب الأدب، من شعر ونثر، كما أسلفت، دون الأخذ بأساليب الأدب وأدواته حصراً، وتمييزها على حساب أساليب الدين. الدين ههنا يمكن أن يرتفق ببعض أدوات وأساليب الأدب في تحقيق غاياته. في حين أن الأدب، بفهم الأستاذ محمد محمد على، كائن قائم بذاته، لا تلتقي أهدافه مع أهداف الدين.

    هذه منطقة جديرة بالتأمل والتعاطي الحر. فإني كما تعلم، من متعاطي الأدب، ولكني اتخيره كما يتخير آكل التمر أطايبه. ولكني، من حيث توظيفي للكتابة، لست ممن يرغبون في أن تلجمني كوابح الأدب، وبخاصة كوابح الشطح اللغوي بحيث تصبح الرشاقة في التعبير كانها غاية في ذاتها. ولا أبرئ نفسي، من أنني أحياناً أقع في الفخ اللغوي، فإن النفس أمارة بالسوء!

    أغعف أنك لن تستسيغ كلمة "السوء" ههنا لأنها مشحونة بشحنات الماضي.

    "لاكين سوء لسوء يفرق يا أخوي. ولا شنو؟"
                  

01-24-2004, 01:32 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الاعزاء جميعا

    اتابع باهتمام هذا النقاش الشيق؛ واقول انه ينتقصه كثيرا؛ عدم وجود النص الاصلي لمقولات الاستاذ محمود؛ ولكن اذا كانت الاقتباسات التي اتي بها الاستاذ محمد محمد علي صحيحة ؛ ولم نجد من ينفها حتي الان؛ ففما لا ريب عندي ان الاستاذ محمود قد كان مشتطا في دعواه لتفضيل الدين علي الادب؛ ولنصح الادباء بترك الادب والتوجه نحو الدين ..

    محالفتي الاساسية للاخوين قصي همرور - ياهو ذاتو - وخيدر بدوي؛ تاتي من انهما لا ينطلقان مما قاله الاستاذ محمود؛ وما نقده الاستاذ محمد محمد علي؛ وانما من دفاع عن موقف الاستاذ محمود؛ المتعين ذاك؛ بوسائل شتي؛ هي من خارج حيثيات ذلك الحوار

    قالاخ قصي؛ يخيلنا الي مؤلفات اخري للاستاذ محمود؛ كتبت في فترات لاحقة .. ونحن لا نجادل في ان مفهومها للادب قد يكون متطورا ؛ ولكن هذا المفهوم لم يكن هو نفسه عند الاستاذ محمود؛ عندما جادل الادباء وحاور الاستاذ محمد محمد علي . ومما لا شك فيه عندي ان اراء وافكار الاستاذ محود؛ كاراء كل مفكر؛ قد تعرضت الي التغيير والتطور ؛ في خلال الاربعين عاما من اسهامه الثقافي والاجتماعي؛ ومن هنا يمكن ان نفهم ان يكون له راي ما في مرحلة معينة ؛ يتطور الي راي محايث او مخالف في مرحلة اخري

    هذا التطور في مواقف وشخصية الاستاذ محود؛ لا يراه اغلب الجمهوريون؛ اذ هم يعتقدوا ان ادوات المعرفة والتنظير عنده؛ غير قادمة من جهد بشري؛ اي لا تسري عليها القوانين العادية التي تسري علي كل مفكر وناشط عام؛ وانما هي من قبيل العلم اللدني؛ والذي اكتسبه منذ البدء - منذ متي تحديدا؟ - ولذلك لا يروا ولا يسعوا لان يروا ما فيها من تطور؛ وما فيها من تناقضات مرات؛ وما فيها من قصور احيانا

    بالمقابل فان الاستاذ خيدر بدوي؛ وهو يشكل جيل جديد ومختلف تماما في وسط الاسرة الجمهورية ؛ يريد ان ينسب رؤاه هو ؛ في مطلع القرن العشرين؛ للاستاذ محمود في الخمسينات من القرن الماضي .. واذا كان الاستاذ حيدر يواجه عنتا؛ في اقناع الجمهوريين الحاليين؛ بان قرائته الحالية ؛ هي اس الفكر الجمهوري؛ فان في محاولته لان ينسب هذه القراءة للاستاذ محود؛ نوعا من انعدام النظرة النقدية والتاريخية ؛ اما لانتاجه هو ؛ او لانتاج الاستاذ محمود

    يقول الاستاذ حيدر" عندي أن كل وسائل التعبير، بما فيها وسائل التعبير الديني والأدبي، تهدف إلى نفس الغاية -وهنا أفارق كاتبنا الكريم. هذه الغاية، كما يرد التعبير عنها كثيراً عند الأستاذ محمودهي تخصيب الحياة الإنسانية -حياة الفكر وحياة الشعور- بالإشارة لأرفع القيم الإنسانية، والحث على تجسيدها. الدين، بفهم الأستاذ محمود، يحقق هذا التخصيب لأنه يوظف وسائل التعبير المختلفة، بما في ذلك أرفع أساليب الأدب، من شعر ونثر، كما أسلفت، دون الأخذ بأساليب الأدب وأدواته حصراً، وتمييزها على حساب أساليب الدين. الدين ههنا يمكن أن يرتفق ببعض أدوات وأساليب الأدب في تحقيق غاياته. في حين أن الأدب، بفهم الأستاذ محمد محمد على، كائن قائم بذاته، لا تلتقي أهدافه مع أهداف الدين."

    من الواضح ان هذه هي قراءة الاستاذ حيدر؛ والتي يمكن ان يتفق معه فيها حتي الملحدين واللاديننين؛ والذين يرمي بعضهم ايضا الي تخصيب الحياة الإنسانية -حياة الفكر وحياة الشعور- بالإشارة لأرفع القيم الإنسانية، والحث على تجسيدها. وهذه القيم الانسانية لا تقتصر فقط عندهم علي الدين ؛ كما ان تخصيبها (اي الحياة الانسانية ) - بوسائل التعبير الديني والأدبي -؛ للاشارة لتلك القيم وتجسيدها؛ لا تشكل لهم ادني مشكلة.

    بالمقابل فمن الواضح من كلام الاستاذ محمود؛في هذا النقاش علي الاقل؛ انه يري ان غاية الحياة هي معرفة الله(الحق)؛ ووسيلتها هي الدين؛ والادب وسيلة قاصرة عن تحقيق هذه الغاية ؛ وهو بهذا يبتعد كثيرا ؛ عن الفهم الذي يطرحه دكتور حيدر؛ والذي يري في الدين والادب؛ وسائل لتخصيب الحياة الانسانية ؛ بالاشارة الي قيم انسانية عامة ؛ والدعوة الي تجسيدها .. لم يكن الاستاذ يتحدث عن قيم انسانية عامة ؛ قد تكون قيما لا دينية مثلا؛ بل كان يتحدث عن الدين؛ ولم ير ان الادب يمكن ان يخصب الحياة الانسانية ؛ بالاشارة لقيم انسانية والدعوة الي تجسيدها؛ بل راه وسيلة قاصرة عن الوصول للغاية التي يراها؛ والتي لم تكن متمحورة حول الانسان؛ كما يطرح دكتور حيدر ؛ بل جعلها معرفة الله او الحق ؛ كاقصي غاية للانسان؛ اي ان المحور هنا هو الله

    لماذا اذن؛ يلجأ عقلان جباران مثل عقل الشاب قصي والمخضرم حيدر؛ الي مثل هذه التخريجات ؛ ولا يروا التناقضات الكامنة فيها؛ وانهم انما يتحدثوا بلسانهم هم ؛ وبفهمهم هم ؛ وليس بمنطوق كلمات الاستاذ محمود؛ في ذلك الحوار؛ ومعناها الواضح المباشر؟

    لانهم لا يريدوا النظر الي انتاج الاستاذ محمود؛ بمنهج نقدي تاريخي؛ ولانهم لا ينظروا لها؛ كاسهام بشري ؛ محدود بحدود تجربة منتجها؛ وبظروف الزمان والمكان ؛ والتكوين والمزاج .

    عادل

    عادل
                  

01-25-2004, 06:26 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :الي الاستاذ عادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)

    Quote: ومما لا شك فيه عندي ان اراء وافكار الاستاذ محود؛ كاراء كل مفكر؛ قد تعرضت الي التغيير والتطور ؛ في خلال الاربعين عاما من اسهامه الثقافي والاجتماعي؛ ومن هنا يمكن ان نفهم ان يكون له راي ما في مرحلة معينة ؛ يتطور الي راي محايث او مخالف في مرحلة اخري

    هذا التطور في مواقف وشخصية الاستاذ محود؛ لا يراه اغلب الجمهوريون؛ اذ هم يعتقدوا ان ادوات المعرفة والتنظير عنده؛ غير قادمة من جهد بشري؛ اي لا تسري عليها القوانين العادية التي تسري علي كل مفكر وناشط عام؛ وانما هي من قبيل العلم اللدني؛ والذي اكتسبه منذ البدء - منذ متي تحديدا؟ -

    تمام يا عادل
    ان الاستاذ محمود يكبر في نظرنا كلما نظرنا اليه كمفكر!

                  

01-25-2004, 06:11 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :الي الانسان الحر الدكتور النور حمد (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Quote: شكرا منعم على هذا البوست ذي النكهة الخاصة. وحسنا فعلت حين ذهبت في الإحتفال بذكرى الأستاذ محمود هذا المذهب المتميز، فجئتنا بالحوار بينه وبين الشاعر الرقيق محمد محمد علي. فنهجك هذا، إضافة إلى كونه يفتح لنا كوة نطل منها على ماضينا الثقافي، ونتعرف عن كثب، على ما كان يدور وقتها من حوارات هادئة، وعميقة، في خمسينات القرن الماضي، فإنه أيضا، يعطي فرصة لتناول طروحات الأستاذ محمود في شؤون مهمة كشؤون الأدب والفن.

    هكذا انت دائما استاذي النور نموذج للانسان الحر
    التحرر من الخوف ليس مجرد كلام جميل وواردات منمقة
    تقال في سكينة ودعة!
    وكيف يكون التفكر عبادة ،اذا جاء مبرا من قلق السؤال
    واذا لم يكن تقليب للنظر،وانفتاح علي الآخر

    انظر الي وصفك لمحمد محمد علي" بالشاعر الرقيق"
    ووصف الاخرين له بالجنون ورقة الدين!فقط لانه حاور الاستاذ
    بهذا الاسلوب الذي وصفته انت بالهدوء والعمق،
    ومع ذلك يزعمون انهم دعاة ثورة واصلاح وتجديد!
    ويحاولون ان يهبطوا بهذا الحوار الي مسالك ابعد ما تكون
    عن الثورة والاصلاح
                  

01-24-2004, 01:48 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)
                  

01-24-2004, 07:45 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :رد علي دكتور حيدر (Re: Agab Alfaya)

    Quote: الفارق بيني وبينه يامنعم هو أنني لا أنظر للدين بعين المتشكك، مثلما يفعل هو، وهذا بفضل التمييز الدقيق الذي أعانني عليه الأستاذ محمود في المفاضلة بين الدين والأدب

    هل مجرد اختلاف محمد محمد علي مع الاستاذ حول وظيفة كل من الدين
    والادب يجعلك تحكم علي الرجل بالتشكك في الدين ،يا حيدر؟!
    اليس هذا هو نفس النهج الذي كفر به، الاستاذ، معارضوه؟
    في مداخلتك الفاتت اتهمته بالجنون ظلما ،دون تثبت،ثم اعتذرت
    وقلت انك خلطت بينه وبين معاوية محمد نور!و ها انت تتهمه
    في دينه دون دليل!
    Quote: عندي أن كل وسائل التعبير، بما فيها وسائل التعبير الديني والأدبي، تهدف إلى نفس الغاية -وهنا أفارق كاتبنا الكريم. هذه الغاية، كما يرد التعبير عنها كثيراً عند الأستاذ محمودهي تخصيب الحياة الإنسانية -حياة الفكر وحياة الشعور- بالإشارة لأرفع القيم الإنسانية، والحث على تجسيدها.

    وهل يوجد انسان في هذه الدنيا ينفعل بالكلمة والفن ,من اي ملة
    كان، يري غير هذا الراي،دعك ان يكون هذا الانسان هو الشاعر
    والكاتب والناقد محمد محمد علي؟!
    الخلاف كما قال لك عادل عبد العاطي ليس حول كون ان الادب وسيلة
    للسمو بحياة الفكر وحياة الشعور.ولو كان الاستاذ قال هذا بهذه
    الكيفية التي قلتها بها انت ،لما كان لمحمد محمد علي اصلا
    موضوع يناقش به الاستاذ،فهو ليس بهذه السذاجة ليجادل حول وظيفة الادب
    في تخصيب الحياة.بل هذا هو رايه اصلا.
    وانا اتفق هنا مع عبد العاطي ان هنالك تطورا طرا علي موقف الاستاذ
    حول الادب والفنون، بعد نقاش محمد محمد علي وبعد ظهور الكثير من
    الافكار الجديدة في الادب والفنون بعد ذلك.
    Quote: فإني كما تعلم، من متعاطي الأدب، ولكني اتخيره كما يتخير آكل التمر أطايبه.

    وهل يوجد قاري رشيد لا يتخير ما يقرأ؟!
    Quote: ولا أبرئ نفسي، من أنني أحياناً أقع في الفخ اللغوي، فإن النفس أمارة بالسوء!

    أغعف أنك لن تستسيغ كلمة "السوء" ههنا لأنها مشحونة بشحنات الماضي.

    "لاكين سوء لسوء يفرق يا أخوي. ولا شنو؟"

    ما فاهم يا حيدر !ممكن تشرح؟
                  

01-26-2004, 01:45 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :رد علي دكتور حيدر (Re: Agab Alfaya)

    أخي الكريم عبد المنعم،
    لم أقل بأن محمد محمد على "مجنون" مطلقاً. ولم أقل بأنه "رقيق دين،" فمن أين أتيت بكل هذا؟ لقد خلطت بينه وبين معاوية نور في لحظة انبهام، وإرهاق، واعتذرت عن ذلك. وشرحت فهي لمقولة الأستاذ باحتراق بعض كتابنا وشعرائنا العباقرة. وقد تعاملت مع إسم وميراث الأستاذ محمد محمد علي بكل التجلة والاحترام.
    أما مسألة التشكك في الدين، فإن هذه تحدث حتى للمارسيه. ولا يقدح في شخص، ولا يجعله رقيق دين، أن نقول بأنه يتشكك! اليس الشك نفسه مادة اليقين؟ وأليست المعرفة بنت السؤال؟
    ما لك تذكرنا بما أصبح لدينا من البديهيات، ثم تتهمنا بالانحطاط بالحوار؟

    ثم إنني لم أحاول أن أهبط بهذا الحوار، وإنما كنت أظن بأنني أثريه!

    عفواً على كل حال، فإنني ربما أكون حسنت الظن بنفسي وبتفاعلك مع أكتب أكثر مما يجب. وعلى هذا لا ألوم إلا نفسي.

    أما ما قصدته، في السطر الأخير من مساهمتي السابقة، وكنت أظن أنه لن يفوت عليك، فهو أنني أجد نفسي، أحياناً، أصارع نفسي حتى لا تنساق خلف جرس الكلمة على حساب المعنى. هذا كل ماقصدته.

    فهل كان كل ذلك يستلزم كل ذلك العنف في المواجهة؟

    عذراً على كل حال فكما دخلنا مسالمين، نخرج من نفس الباب، مسالمين، ومحبين لك ولكل من يطربنا، ولو بكلمة واحدة!
                  

01-27-2004, 05:03 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الاخوة الكرام لاسباب خارجة عن الارادة انقطعنا عنكم
    ساعود لمواصلة الحوار
                  

01-28-2004, 08:06 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: أما مسألة التشكك في الدين، فإن هذه تحدث حتى للمارسيه. ولا يقدح في شخص، ولا يجعله رقيق دين، أن نقول بأنه يتشكك! اليس الشك نفسه مادة اليقين؟ وأليست المعرفة بنت السؤال؟
    ما لك تذكرنا بما أصبح لدينا من البديهيات، ثم تتهمنا بالانحطاط بالحوار؟

    اليس هذا هوالالتواء بعينه يا دكتور حيدر
    تعلم انت قبل غيرك انك عندما وصفت محمد محمد علي بالتشكك
    في الدين انك تعني بذلك الشك الغليظ الذي يخرج الانسان من الدين
    ولم تكن تقصد شك المؤمن العارف الذي هو درجة من درجات الايمان!!
    او كما يقول الجمهوريون شك اليقين !

    ومهما يكن من امر فليس لديك اي حجة لاقحام مسالة تدين الرجل
    او عدم تدينه هنا،فالحديث كان عن الادب وهل يكمن ان يكون
    وسيلة موصلة الي الله مثل الدين؟،هل هذه غاية الادب؟
    فهل كون محمد محمد علي يري غير ذلك يجعله انسان متشكك في الدين
    لو كان قال :ان الدين لا يوصل الي الحقيقة/الله
    كان اتهامك يكون في محله.
                  

01-28-2004, 08:25 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :التناص بين الاستاذ محمود وحمزة الملك طمبل (Re: Agab Alfaya)

    حمزة الملك طمبل ذلك الكنز المخفي،رجل سبق زمانه كثيرا
    يلتقي هنا مع الاستاذ محمود حول كثير من الافكار خاصة حول
    النظرة الي الادب وغايته ،وغاية الدين في تحقيق النفس الكاملة
    * * *
    "..أما الشعر الحقيقي فهو صورة حقيقية لنفس الشاعر " أعني الشاعر المطبوع لا الشاعر المقلد " .

    وتكون صورة نفس الشاعر كاملة في كل شعره لا في قصيدة واحدة من قصائده إذ أن القصيدة الواحدة إنما تعبر عن خلجة من خوالج النفس أو أثر من آثار الأعراض الظاهرة في باطنها . ولو جاز التمثيل على هذا بجملة واحدة لقلنا إن شعر المرحوم ( ولي الدين يكن ) في مجموعه عبارة عن " خلاصة نفس كريمة تحترق " وشعر ( شوقي ) في مجموعه عبارة عن " ماء البحيرة " .

    لقد قرأت بعضا مما كتبه دعاة المذهب ( الأدبي ) الجديد عن المذهب القديم ودعاته فلم أهتد فيما قرأت إلى تعريف ظاهر يصح أن يكون حدا فاصلا بين المذهبين ولكنني اقتنعت بأنهم لو قالوا ( اصدقوا ) وسكتوا لكان في هذه الكلمة فصل الخطاب .

    أجل . لا تظن أيها القارئ أنه مطلوب من الشاعر العصري شيئا أكثر من صدقه في التصوير والتعبير . والواقع أن النفس الشاعرة لا يروقها من الشعر إلا الصورة الصادقة الرائعة والروعة لا تكون على أتمها إلا في التزام الصدق والدقة والبساطة وهي كما قلت في المقال السابق " مظهر من مظاهر الجمال " . ويمكن أن نختصر المسافة على القارئ بجملة واحدة وهي أن كل المطلوب هو " إخراج الصورة على أصلها " .

    أقرأ الديوان للشاعر في بعض الأحيان فأنتقل من القصيدة إلى القصيدة كمن ينتقل من العالم إلى الآخر . تلك ترفعني إلى السماء وهذه تهوي بي إلى الأرض . وقد أقرأ بيتا من الشعر فتنبعث ضحكة بريئة من قرارة نفسي أو تنحدر عبرة صادقة من طرفي بل قد استرسل في قراءة قصيدة من القصائد فينحدر بي معنى بيت من أبياتها إلى غير قرار ! أو يكشف لي بيت من أبياتها عن عالم كان عندي مجهولا .

    ولا عجب في هذا فمجال الأدب غير محدود بل له مجال ( عرضه السموات والأرض ) خليق به ( الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ) هذا هو الأدب الحق فأين نحن منه ؟ نحن كما قلت لم نزل في أول الطريق .

    قد يظن قارئ أن في هذا خلطا مني بين الدين والأدب وإني لأرجو أن يتحول ظنه إلى يقين فيؤمن بأن الأدب يصح أن يكون قاعدة يقوم عليها أساس صالح للتدين لأنه عامل آخر ( غير العبادة ) من العوامل الموصلة إلى معرفة حقائق الأكوان والأشياء وبالتالي إلى معرفة بارئها العظيم القديم !
    لن أتركك تبتعد عني أيها القارئ قبل أن أقنعك بصحة رأيي هذا من الجهة التي تميل إليها أنت فأسمع :

    قال النبي محمد عليه السلام : " تفكر ساعة خير من عبادة سنة " أتدري لماذا ؟ الجواب عندي هو لأن التفكر يكشف للمتفكر عن لباب المخلوقات وحقائقها فيدفعه الشعور بعظمة صانعها إلى إجلاله والاقتراب من دائرة معرفته .

    لعلك ستقول مستفهما : وما علاقة ذلك بالأدب والشعر ؟ والجواب هو أن الشعر كما عرفه الأستاذ ( العقاد ) : " لب اللباب وحقيقة الحقائق والجوهر الصميم من كل ظاهرة من متناول الحواس والعقول .. الخ " .

    أرأيت إذن مبلغ أصابتي في قولي أن للأدب مجالا عرضه السموات والأرض خليق به ( الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ) وأنه " موصل " آخر إلى ما وراء الطبيعة . إلى المولى سبحانه وتعالى .

    أنظر معي أيها القارئ إلى الأدب من الناحية التي تتصل بالأخلاق فماذا ترى ؟ ترى أن سيدنا محمدا وغيره من الرسل عليهم السلام إنما بعثهم الله للهداية والإرشاد وتتميم مكارم الأخلاق . لعلك ستسأل متعجبا وهل أخلاق البشر عند الله من الأهمية بمكان يستندي كرمه لبعث رسول فيهم ؟ وجوابنا ( نعم ) لأن المقصود شئ عظيم هو الكمال لأن :

    غاية الله والطبيعة في الخلق كمال النفوس والأبدان .

    تذكرت وأنا أكتب هذا ، الحالة التي تعتري بعض المخلصين من الأدباء والفلاسفة التي يعبرون عنها بـ ( حالة الصفاء والإشراق ) فلم أتردد في الاعتقاد بأنها شبيهة بحالة ( البسط ) التي تغمر بعض التقاة المتدينين !

    وبعد ألا يرى معي القارئ أن في هذا مثلا شبه عملي لالتقاء الأدب بالدين في الطريق المؤدي إلى الله ؟
    هذا رأي جديد في الأدب لا يسلم صاحبه من النقد . وإذا قلت ( الأدب ) فإنما اعني ركنه الأهم وهو الشعر . وإذا قصت هذا الرأي على الشعر فلن أعدم من يصدمني بقوله تعالى : " والشعراء يتبعهم القاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون " وهذا القول لنا منه مخرج وهو أن رأينا قاصرا على الشعراء الحقيقيين لا الشعراء المقلدين الثرثارين الذين هم في كل واد يهيمون والذين يقولون ما لا يفعلون . وإني لأذكر بعظيم الإجلال استثناء المولى سبحانه وتعالى للشعراء الحقيقيين بقوله في سياق الآية : " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " .

    وقصارى قولي إن الشاعر الحقيقي مؤمن حقيقي وبديهي أني لا أشترط أن يكون المؤمن الحقيقي شاعرا حقيقيا لأنه يسير إلى المولى بطريق التعبد ولكن مصدر وحي الاثنين واحد .

    والشاعر الذي شغله التمتع بجمال الطبيعة عن السير إلى ما ورائها شبيه من بعض النواحي بالولي الذي استوقفته الآيات والكرامات عن السير إلى الله . ومن النوعين من إذا زل هوى إلى غير قرار وذلك كالشاعر الملحد والولي المسلوب المطرود .

    بعد هذا أقول إنه قد آن الأوان لنفض غبار هذا الكسل وتحطيم قيود هذا الاستسلام للنقائض والشهوات والبروز إلى ميدان العمل الجدي لبلوغ الكمال : كمال النفوس والأخلاق .



    حمزه الملك طمبل
    المناقل في 11/8/1927
    جريدة الحضارة 17 أغسطس سنة 1927
    كتاب : الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه
    الطبعة الأولى 1927 - القاهرة
                  

01-28-2004, 08:53 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :التناص بين الاستاذ محمود وحمزة الملك طمبل (Re: Agab Alfaya)

    سلام يا منعم. لك ما تشاء حين تصفني بالالتواء حين أقول، وأعني ما أقول، بأن محمد محمد على متشكك في الدين. ولم يكن جدلناحول "مدى" وعمق تشككه، بحيث يجعله هذا من المتشككين العارفين، او غير العارفين. ولا شك عندي بأن "شكه" كان بالغلظة التي كان يحملها كثير المثقفين في وقته، وإن لم يكن بغلظة من يرفض الدين برمته، وينكر دوره في الحياة. واضح لي، كما هو واضح لك بأن الأستاذ محمد محمد على لا ينكر دور الدين في تخصيب الحياة. ولكنه ينكر عليه أن يكون وسيلة أعمق من الأدب، بمفهومه السائد الحاضر. وقد قلت لك بأن الأستاذ محمود لا يرفض الأدب من حيث هو، ولكنه يرفض ما لا يعين منه على تجويد تحقيق أنبل القيم الإنسانية، التي ماجاء الدين إلا ليشحذ ويحفز ويعين الناس لطبلها.
    ولأن تشكك الأستاذ محمد محمد على في الدين كأداة بأزاء دور الأدب كأداة، كان هو الدافع من وراء نقده لرأي الأستاذ محمود أحببت أن أدلو بدلوي.

    أنت رجل حساس ورقيق يا منعم. وإني أستغرب نوع اللغة التي بها تصف ما أكتب، من نوع "التواء" وغيرها من الكلمات. كما إنني أعاتبك على أنك قولتني ما لم أقل به من قبل في رسالتك السابقة، حتى كدت أن أخرج إلى غير رجعة، مسالماً، كما دخلت.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-29-2004, 05:01 AM)

                  

01-29-2004, 04:09 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :توارد خواطر عجيب وغريب! (Re: Agab Alfaya)

    Quote: إن شعر المرحوم ( ولي الدين يكن ) في مجموعه عبارة عن " خلاصة نفس كريمة تحترق "

    نقل الدكتور حيدر بدوي هنا عن الاستاذ،وصفه لمعاوية محمد نور
    ورحيله الماساوي :" انه احترق "!
    وقد سمعت هذا التعبير كثيرا من الاخوان الجمهوريين!
    Quote: كل المطلوب هو " إخراج الصورة على أصلها " .

    يقصد حمزة الملك طمبل هنا؛في المعني البعيد،باصل الصورة الذات القديمة ،الله،والصورة الذات المحدثة؛الانسان!
    "وخلق ادم علي صورته"!- الحديث.
    اما المعني القريب فيقصد به ،ان يكون ادب الشاعر صورة صادقة
    عن نفسه!
    Quote: الأدب يصح أن يكون قاعدة يقوم عليها أساس صالح للتدين لأنه عامل آخر ( غير العبادة ) من العوامل الموصلة إلى معرفة حقائق الأكوان والأشياء وبالتالي إلى معرفة بارئها العظيم القديم !

    هذه نفس عبارة الاستاذ التي اشار اليها محمد محمد علي:
    الادب وسيلة من الوسائل الموصلة الي الحقيقة/ الله ،لكنه وسيلة
    قاصرة. وان كان طمبل يري ان الادب يمكن ان يكون وسيلة موصلة!
    Quote: قال النبي محمد عليه السلام : " تفكر ساعة خير من عبادة سنة " أتدري لماذا ؟ الجواب عندي هو لأن التفكر يكشف للمتفكر عن لباب المخلوقات وحقائقها فيدفعه الشعور بعظمة صانعها إلى إجلاله والاقتراب من دائرة معرفته .


    كثيرا ما يستشهد الاستاذ بهذا الحديث.وعنده ان الفكر اس العبادة
    Quote: غاية الله والطبيعة في الخلق كمال النفوس والأبدان .

    غاية الدين عند الاستاذ هو تحقيق كمال حياة الفكر وحياة الشعور
    وغاية التوحيد، توحيد بنية النفس البشرية،وبلوغ النفس الكاملة!
    Quote: وقصارى قولي إن الشاعر الحقيقي مؤمن حقيقي وبديهي أني لا أشترط أن يكون المؤمن الحقيقي شاعرا حقيقيا لأنه يسير إلى المولى بطريق التعبد ولكن مصدر وحي الاثنين واحد .


    عند الاستاذ ان الادب والفنون من وسائل السير الي الله.
    Quote: والشاعر الذي شغله التمتع بجمال الطبيعة عن السير إلى ما ورائها شبيه من بعض النواحي بالولي الذي استوقفته الآيات والكرامات عن السير إلى الله . ومن النوعين من إذا زل هوى إلى غير قرار وذلك كالشاعر الملحد والولي المسلوب المطرود

    كثيرا ما يرد الجمهوريون علي الذين يطالبونهم بالكرامات:
    ان الاستقامة خير من الف كرامة.وكثيرا ما يرد عندهم تعبير
    فلان هذا مسلوب او انه سلب.والسلب الروحي هو التجريد والطرد
    من المقام الروحي.وهو عقاب روحي من الشيخ مثلا لمريده!

    توارد خواطر عجيب وغريب !! يا تري كيف يفسر!؟
    ولا شنو يا حيدر وياسر وابو الريش وقصي؟
                  

01-29-2004, 07:40 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :توارد خواطر عجيب وغريب! (Re: Agab Alfaya)

    الأستاذ عجب الفيا .. تحياتي

    الجميل في مقال الأستاذ حمزة الملك طمبل هو أنه نشر عام 1927.. و رؤيته فيها جميلة جدا و فيها الكثير من الدقة .. خصوصا باعتبار زمان المقال

    رغم ذلك ... أنا أعتقد أن موضوع الوسيلة ما زال قاصرا لشيء ما عند الأستاذ حمزة .. هذا رغم أني فهمت كلامه بشكل يختلف عن فهمك يا أستاذ عبد المنعم .. فالأدب لن يكون قادرا على عملية تحييد الفكر وحده أبدا .. فهذه فوق طاقته و أدواته .. رغم أن الأستاذ حمزة يكاد أن يزعم له ذلك (لا حظ يكاد) و يمكنني هنا أن أعود لقولك عن منهجية (الفن من أجل الفن) إذ قلت أنت أنها كانت ردة فعل طبيعية لإستغلال الفن .. و أنا أقول أن الفن لا مناص له من أن يستعمل و يستغل .. و إستغلاله هو بيت القصيد و أساس وجوده كأداة تعبير إنسانية .. و الحل لن يكون يوما في منهجية مثل (الفن من أجل الفن) لأنها منهجية لا تشبع و لا تغني من جوع .. و هي منهجية التعصب للمهنة بعينها.. فماذا سيكون الإفتراض لو قال صاحب دين ما ( الطقوس الدينية غاية في ذاتها .. و نحن نصلي و نصوم فقط من أجل الإبقاء على الصوم و الصلاة كجزء لا يتجزأ من عاداتنا و تقاليدنا و ممارساتنا اليومية .. و منا من يقتات و ياكل عيش من وراء هذه الطقوس) .. هل ترى معي شناعة هذا الموقف ؟ .. و هو بالطبع سيكون واضحا عندما نضرب المثل بالدين .. و لا ادري لماذا يكون خفيا بهذا الشكل عندما نضرب المثل بالأدب .. و على العموم فالمثال الديني أعلاه وارد على أرض الواقع و هناك من يمثله .. كما أن هناك من يمثل جانب التعصب الأدبي أيضا

    إن قول الأستاذ حمزة (تذكرت وأنا أكتب هذا ، الحالة التي تعتري بعض المخلصين من الأدباء والفلاسفة التي يعبرون عنها بـ ( حالة الصفاء والإشراق ) فلم أتردد في الاعتقاد بأنها شبيهة بحالة ( البسط ) التي تغمر بعض التقاة المتدينين !) هو قول قد لخصته أنا من قبل اعلاه في كتاباتي السابقة بإشارة بسيطة .. هي بيت الشعر (متكلم هو وحده متكلم .. هذه الحوادث كلها كلماته) فتلك الحالة التي تعتري الأدباء و الفلاسفة نجد أن لعلماء الفيزياء و الرياضيات و العلوم الطبيعية نصيب كبير منها أيضا .. فهل سنقول أيضا أن العلم المادي التجريبي وسيلة موصلة إلى الله تعالى في إطلاقه؟ .. هذا الحديث سيعود بنا إلى نقطة البداية التي حددها الأستاذ محمود ببساطة و وضوح إعجازي .. فقد ذكر مثلا عن العلم التجريبي أنه يزيد من معرفة الإنسان إلى قدر معين .. و لكنه في لحظة من اللحظات يصبح "حجابا" عن المعرفة الحقيقية إذا تشبث الناس به تشبثا غير ناضج ... و هذا الأمر يحكيه قوله تعالى ((وعد الله لا يخلف الله وعده و لكن اكثر الناس لا يعلمون .. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون)) ... فهو قد أثبت لهم العلم هنا .. و نفاه عنهم في نفس الوقت .. و هو إنما يقصد العلم المادي .. و الذي هو دون مستوى العلم الروحي ... إذ أن العلم المادي تسيطر فيه المادة على عقل الإنسان .. لأنها سابقة له في حيز الوجود المحسوس .. و لكن العلم الروحي هو العلم المكنون عند العقل القديم الذي أوجد المادة و سيرها ليسير من ورائها العقل الحادث الذي هو عقل الإنسان .. و لولا الفضل الإلهي لكان هذا حال الإنسان دوما .. و لإنتهت الفلسفة عند ماركس تحديدا.. و لكن الفضل الإلهي مكن الإنسان ( العقل الحادث) من السيطرة على المادة التي سبقته إلى الوجود عن بوسيلة بناء العلاقة مع العقل القديم ... العقل السابق للمادة .. فعندما يقوي العقل الحادث أواصر العلاقة مع العقل القديم يصبح قادرا على التخلص من أغلال المادة .. و يصبح مسيطرا عليها .. و هذا المبتغى لا وصول له إلا بوسيلة واحدة .. هي وسيلة الدين .. لأنها الوسيلة التي تنزل بها العقل القديم إلى أرض المادة ليأخذ بها العقل الحادث في طريق العودة إليه .. لهذا فليس هناك وسيلة .. أيا كانت .. تضاهي وسيلة الدين .. و لم نسمع بأديب أصبح يسيطر على قوانين المادة بوسيلة الأدب .. فيمشي فوق الماء .. أو يجلس في الهواء .. أو يقرأ الخواطر ... في حين أن هذه الأفعال هي من أبسط نتائج الممارسة الدينية في أي شكل من أشكالها .. و نرى أصحاب اليوجا مشغولين بمثل الأفعال ليلهم و نهارهم .. الشاهد في هذا الكلام أن ممارس اليوجا قد أدرك علوما و معارفا لم يدركها أكثر الأدباء أدبا .. رغم أن هذه الممارسات هي في الدين مجرد محطة لا يجب الوقوف عندها.. دون أن ندخل في نقاش كرامات الصوفية .. و موقفهم الأصيل من الكرامات أساسا

    لهذا فإن محاولة الأستاذ حمزة .. على عمقها و جمالها .. لا تخلو من رومانسية تجاه الأدب .. رغم أن الواقع المعاش يثبت لنا بوضوح إستحالة هذه الرومانسية .. و سأضرب هنا مثلا واضحا من كلام الأستاذ حمزة نفسه ... يقول الأستاذ حمزة (وقصارى قولي إن الشاعر الحقيقي مؤمن حقيقي وبديهي أني لا أشترط أن يكون المؤمن الحقيقي شاعرا حقيقيا لأنه يسير إلى المولى بطريق التعبد ولكن مصدر وحي الاثنين واحد ) الخلط الواضح في كلام الأستاذ حمزة هنا يكمن في ان الشاعر الحقيقي و الذي يمكن أن نسميه مؤمنا حقيقيا هو في الحقيقة ليس غير الشاعر الصوفي العارف .. بالمعنى العرفاني الكوني لمصطلح صوفي .. أما غيره فهم ليسوا كذلك . وذلك لأسباب كثيرة .. فمثلا كتاب (لاوتزي) الكتاب التاوي المقدس (داو دي جينق) هو عبارة عن أشعار غاية في الرمزية و السحر البلاغي .. و لكنه شعر عارف صوفي و ليس شعر غيره .. أما أعلام الشعر من غير المتصوفة فيكفي أن نلقي نظرة إلى تاريخهم لندرك حقيقة أنهم ليسوا أصحاب مبادئ .. و ليسوا مخلصين .. و المتنبي يقف كأحد الأمثلة الشديدة الوضوح على ما أعني ... إذ أنه ما كان إلا متملقا للحكام يمدح حين يعطى و يهجو حين يبعد .. و كذا جرير و الفرزدق .. و كذا الزير سالم الذي عاش حياته سكيرا ماجنا فلما وضع كأس الخمر أصبح يسفك دماء بني عمومته .. و مات في النهاية ميتة الجبان .. و كذا غيرهم من شعراء السلاطين و المجون .. الذين هم في كل واد يهيمون .. و يقولون ما لا يفعلون .. و نستطيع أن نضرب الأمثلة أكثر و أكثر حتى بعمالقة الموسيقى أمثال موتزارت .. و أمثال بيكاسو .. و الشاهد أن هؤلاء يكادون يكونون قديسين و أبطالا في مجالاتهم في عيون المفتونين بهم .. كما أن هناك نقطة مهمة جدا .. هي ان مجرد السعي للتكسب المادي من الأدب يجعل الأديب غير مخلص في أدبه للدرجة التي يمكن ان نقول معها أنها وسيلة موصله له لطرف الغيب .. دع عنك ان يخوض في غماره .. و نكيل بنفس المكيال في موضوع الدين

    هذا رغم أنه من المعروف أيضا أن هناك بعض الفنانين و الأدباء الذين عاشوا من أجل أدبهم و فنهم و تذوقوه تذوقا مختلفا .. و مثل هؤلاء نحترم .. و لكنهم لا يزالون غير قادرين على إحداث تغير ملحوظ في مشاكلهم الخاصة .. دع عنك العامة .. فمعظمهم عاش مكتئبا أو مدمنا و كانوا "عالة" على من "يعولهم" .. و باسم أنهم فنانين و متميزين وأصحاب مواهب

    كما أن المسألة في النهاية لا تحتاج إلى تشعبات كثيرة .. أنا أظن أننا لو ركزنا على أصل الموضوع و هو الغاية لوصلنا إلى الفائدة العظمى بشكل سريع و مجد .. فمحمد علي يقول أن الأدب ليس من وظيفته أن يوصل للحقيقة .. و هذا القول يكفي لنقول أن محمد علي قد إختلطت عنده الوسائل و الغايات بشكل مؤسف .. إذ ما هي الغاية التي تستحق الإنشغال بها للحظة واحدة في عمر المرء إن لم تكن الحقيقة؟ و الأستاذ حمزة يحاول أن يوجد مرتعا خصبا للادب بين أسوار الحقيقة .. في حين أن هذا المرتع مكفول أساسا منذ البداية .. و قد جسده شعراء الصوفية أيما تجسيد .. في بيانهم و في حالهم

    و في قول الأستاذ حمزة (والشاعر الذي شغله التمتع بجمال الطبيعة عن السير إلى ما ورائها شبيه من بعض النواحي بالولي الذي استوقفته الآيات والكرامات عن السير إلى الله . ومن النوعين من إذا زل هوى إلى غير قرار وذلك كالشاعر الملحد والولي المسلوب المطرود .) نقول كما قلنا سابقا .. إن الشبه قائم ... و لكن المقدار و الميزان يختلفان .. فليس الإختلاف إختلاف نوع .. و لكنه إختلاف مقدار

    إن ترتيب الأوليات ليس فيه إخلال أو أجحاف .. بل هو إيفاء كل ذي حق حقه .. وزنا بالقسطاس المستقيم

    و لك مودتي

    (عدل بواسطة Yaho_Zato on 01-29-2004, 07:53 AM)

                  

01-29-2004, 05:10 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الاخ العزيز قصي - يا هوذاتو
    احيك مرة اخري علي هذه المثابرة والروح الطيبة للنقاش
    واسمح لي ان اوضح نقطة في غاية الاهمية،ارجو ان اضع بها
    النقاط فوق الحروف كما يقولون,

    انني عندما اوردت ما اوردت عن محمد محمد علي وحمزة الملك طمبل
    لم يكن غرضي تقديم الادب علي الدين،في المفاضلة بينهما
    ولم يكن غرضي من ذلك هو تخطئة افكار الاستاذ في مقابل الدفاع
    عن صحة افكار محمد محمد علي وطمبل،
    وانما غرضي ، بكل وضوح هو،محاولة للفت انتباه الجمهوريين الي الاستاذ
    محمود كمفكر وباحث ومجدد مثله مثل سائر المفكرين،يتاثر
    وياثر وتخضع افكاره لكل المعايير التاريخانية والنسبية التي
    تخصع لها افكار الاخرين،
    لقد بدات منذ فترة انظر الي الاستاذ بهذا المنظور،واعتقد ان
    قيمة الاستاذ الحقيقية هي في ان ننظر اليه كمفكر .

    اعلم ان ذلك يشق علي الكثيرين،ولكن لابد مما ليس منه بد
    وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،
                  

01-29-2004, 07:17 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    الإبن العزيز قصي،
    لقد أوفيت. فأفلحت. وكل ما أقرأ لك تقر عيني، وكأني أبو قصي. وقد بدت ثمرة حوارك المثابر مع الأخ الكريم عبد المنعم في الخلاصة التي خلص إليها، في مداخلته العميقة بعاليه.

    ولك أقول يا عزيزي منعم، بأننا التقينا. فقد كنا منذ البداية نرى بأن أهدافك كما أوضحت أنت، وستجد في مداخلاتنا ما يثبت ذلك. ولكننا، نرى الأستاذ كمفكر، في سياق المفكرين المعاصرين، وزيادة. ففي "زيادة" هذه يجئ بأننا نراه أيضاً "عارفاً،" ممارساً للمنهاج الديني في أرفع صورة، في سياق المفهوم الصوفي للكلمة. ولأ أحسب بأن هذه القناعة تجردنا من قيمة التفكر الناقد العميق للفكر الجمهوري، وللتجربة الجمهورية برمتها، ولما حولنا من أفكار وتجارب، في سياق الفكر العالمي المعاصر (بما فيه ثمراته من الدين والأدب، بكل أشكالهما وأدواتهما).
    أعرف حساسيتك المفرطة تجاه "التفكير الشمولي" الاقصائي القاطع، الذي ينتج من الاعتقاد الفج. وأتفهم أن انزعاجك من بعض ما اكتب، يأتي من هذا الباب. ولكني لك عاذر، إن قسوت علي بين الفينة والأخرى. فإنه بأمثال عقلك هذا الكابح بالفكر الناقد، نستطيع أن نمشي بين الناس في الأرض، مع الاستمتاع بملامسة السماء. كل ذلك نرجو له أن يكون في اتساق غير مخل بطبائع الأشياء بين الناس، وبالقانون الطبيعي الذي يربط السماء بالأرض! وفي هذا تكون الاستقامة، التي هي خير من ألف كرامة، كمتا تفضلت أنت ويا قصي، والأستاذ محمود وطمبل من قبلكما.

    وكل ما أرجوه من الأخ منعم، هو ألا يقسو علينا، وعلى نفسه. فإن للعقل جنوح وجموح، مهما سما في مدارج التفكر الحر عند أمثالنا. وههنا -أي في مقام التفكر الحر، حيث يقيم هذا الخيط المشرق- لا يليق بنا التراشق بكلمات مثل التواء، وغيرها. ثم إني لك محب يا منعم، في احترام عميق، متجذر، منذ أن كنا نؤآكل ونشارب ونؤأنس بعضناً بعضاً في عهد الدرس. وهذا، في تقديري، يستحق الصون المستمر، بالفكر الناقد، المؤدب، المستنير، دون أي احتقانات تعرف وأعرف أسبابها. التصافي يسمو بعلاقتنا الفكرية والشعورية معاً، سمتاُ فوق سمت في مدارج القيمة الإنسانية. وها نحن نمارسه، عن الطريق الفكر الحر، لا عن طريق المجاملة الفجة. فهنيئا لبعضنا ببعضنا.

    أرموا لي قدام يا أخوانا وأخواتنا، فإننا مازلنا مستمتعون، ولن نخرج ما دمنا ودمتم مسالمون!
                  

01-30-2004, 06:22 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: وكل ما أرجوه من الأخ منعم، هو ألا يقسو علينا، وعلى نفسه. فإن للعقل جنوح وجموح، مهما سما في مدارج التفكر الحر عند أمثالنا. وههنا -أي في مقام التفكر الحر، حيث يقيم هذا الخيط المشرق- لا يليق بنا التراشق بكلمات مثل التواء، وغيرها

    الا تري يا دكتور حيدر ان كلمة التواء ملطفة اكثر بكثير
    من كلمة سوء؟
    لقد وصفتني بالسوء ووصفت علاقتي بالفكرة الجمهورية بالماضي
    لمجرد ايرادي لردود محمد محمد علي ،علي الاستاذ محمود!
    Quote: ولا أبرئ نفسي، من أنني أحياناً أقع في الفخ اللغوي، فإن النفس أمارة بالسوء!

    أغعف أنك لن تستسيغ كلمة "السوء" ههنا لأنها مشحونة بشحنات الماضي.

    "لاكين سوء لسوء يفرق يا أخوي. ولا شنو؟"



    ولك محبتي
                  

01-30-2004, 09:55 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)

    Quote: وانما غرضي ، بكل وضوح هو،محاولة للفت انتباه الجمهوريين الي الاستاذ
    محمود كمفكر وباحث ومجدد مثله مثل سائر المفكرين،يتاثر
    وياثر وتخضع افكاره لكل المعايير التاريخانية والنسبية التي
    تخصع لها افكار الاخرين،
    لقد بدات منذ فترة انظر الي الاستاذ بهذا المنظور،واعتقد ان
    قيمة الاستاذ الحقيقية هي في ان ننظر اليه كمفكر .


    أخي الأستاذ عبد المنعم
    أتفق معك في مسألة النظر للأستاذ محمود كمفكر إذا أن الفكر هو أعلى القيم الإنسانية والدينية ، وهو "إكسير الحياة" كما عرفه الإستاذ بيد أن هنالك فرق كبير بين فكر العابد ، المتأدب بأدب الحقيقة والشريعة ، والموصول بالعقل الكلي ، كما وضح الأخ قصي ، وبين فكر غير العابد والذي لا يعدو أن يكون نحتا للعقل ، وبه الكثير من الفجوات ، هذا في أغلب الأحيان .. وينطبق هذا التمييز على الشعر و الأدب وغيرهما من ضروب نتاج العقل البشري .. ولعلك تذكر بيت شعر النابلسي في قصيدته "أنا النور المبين ولا أكن" حيث قال "وما أنا شاعر وجميع شعري بعيد عن مدى شعر المغني" .. وشعر المغني لا عبرة كبيرة به في ميزان القيمة الدينية - القيمة الإنسانية - لأنه ينقصه صدق التجربة (والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون) وقد ساق الأخ قصي أمثلة في هذا الباب تغني عن مزيد ..
    والآن نأتي لتجربة الأستاذ محمود .. فمعلوم أنه شارك في الحياة الأدبية قبيل قيام الحركة الوطنية ونشرت له عديد المقالات في الصحف وقد كانت سببا في تعرف بعض المثقفين من أمثال أمين مصطفى التني وعبدالقادر المرضي ومنصور عبد الحميد على الأستاذ محمود وخطه الفكري حيث أعجبوا بكتاباته وبوضوح رؤيته بشأن القضايا التي كانت تشغل الساحة حينها فاتصلوا به وطرحوا عليه فكرة تكوين الحزب الجمهوري والعمل سويا من أجل رفعة الوطن ، وبعد موافقته ، انتخبوه رئيسا في اجتماع آخر خصص لتقسيم مكاتب الحزب كما هو معروف .. وسار الأستاذ محمود ورفقائه سيرتهم الأولى في مواجهة المستعمر الإنجليزي ، حتى إذا دخل الأستاذ السجن للمرة الثانية ، بعد ثورة رفاعة ، شعر بأنه جاء الى السجن على قدر من ربه فاتجه بكليته لأمر اصلاح نفسه وصقلها بمنهاج العبادة - الصوم والصلاة والتفكر .. دعوني أترك المجال لقلم الأستاذ ليتحدث عن تلك المرحلة في معرض رده على تساؤل الأستاذ سعيد الطيب شايب عن سر غياب الأستاذ عن الساحة:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( الذين قال لهم الناس : إن الناس قد جمعوا لكم ، فاخشوهم ،
    فزادهم إيمانا وقالوا : حسبنا الله ، ونعم الوكيل ) ..
    صدق الله العظيم
    جريدة الشعب - السبت 27/1/1951م
    حضرة صاحب جريدة الشعب ص ب 226 الخرطوم ..
    تحية وبعد :-
    فقد اطلعت بعددكم السادس ، على كلمة من الأخ سعيد يتساءل فيها عنى، و قد اعلم أن كثيراً من الأخوان يتساءلون ، كما تساءل ، فلزمنى لهم حق الشكر ولزمني لهم حق الإيضاح ..
    عندما نشأ الحزب الجمهوري أخرج فيما أخرج منشورين : أحدهما بالعربية ((قل هذه سبيلى)) ، والآخر بالإنجليزية : ISLAM THE WAY OUT ضمنهما اتجاهه فى الدعوة إلى الجمهورية الإسلامية .. ثم أخذ يعارض الحكومة فى الطريقة التى شرعت عليها تحارب عادة الخفاض الفرعونى ، لأنها طريقة تعرض حياء المرأة السودانية للإبتذال ، وعلى الحياء تقوم الأخلاق كلها ، والأخلاق هى الدين ..
    ثم نظرت موضوع الدعوة إلى الإسلام ، فإذا أنا لا أعرف عنها بعض ما أحب أن أعرف .. فإن قولك (( إسلام )) كلمة جامعة ، قد أسئ فهم مدلولها الحقيقى، لأن الناس قد ألفوا ، منذ زمن بعيد ، أن تنصرف أسماعهم ، عند سماعها ، على ما عليه الأمم الإسلامية اليوم من تأخر منكر .. وما علموا أن المسلمين اليوم ليسو ا على شئ..
    فأنت ، إذا أردت أن تدعو إلى الإسلام ، فإن عليك أن ترده إلى المعين المصفى الذى استقى منه محمد ، وأبو بكر ، وعمر .. وإلا فإن الدعوة جعجعة لا طائل تحتها .. ولم تطب نفسى بان أجعجع ..
    وبينما أنا فى حيرة من أمرى إذ قيض الله (( مسألة فتاة رفاعة )) ، تلك المسألة التى سجنت فيها عامين أثنين ، و لقد شعرت ، حين استقر بى المقام فى السجن ، أنى قد جئت على قدر من ربى ، فخلوت إليه .. حتى ما إذا انصرم العامان، وخرجت ، شعرت بأنى أعلم بعض ما أريد .. ثم لم البث ، وأنا فى طريقى إلى رفاعة ، أن أحسست بأن علىّ أن اعتكف مدة أخرى ، لاستيفاء ما قد بدأ .. وكذلك فعلت ..
    فهل حبسنى ابتغاء المعرفة ؟؟
    لا والله ولا كرامة .. وإنما حبسنى العمل لغاية هى أشرف من المعرفة .. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها .. تلك الغاية هى نفسى التى فقدتها بين ركام الأوهام ، والأباطيل .. فإن على أن أبحث عنها على هدى القرآن - أريد أن أجدها .. وأريد أن أنشرها .. وأريد أن أكون فى سلام معها ، قبل أن أدعو غيرى إلى الإسلام .. ذلك أمر لا معدى عنه .. فإن فاقد الشىء لا يعطيه .. فهل تريدون أن تعلموا أين أنا من ذلك الآن ؟؟ إذن فاعلموا : إنى قد أشرفت على تلك الغاية ، ويوشك أن يستقيم لى أمرى على خير ما أحب ..

    محمود محمد طه
    رفاعة

    فالرسالة أعلاه تبين منذ الوهلة الأولى أختلاف منهج الأستاذ وهو هو منهج الدين ، عما سواه من المناهج ، إذ يرمي الأول الى ترويض الفكر وتأديبه بالصورة التي يصير فيها مسددا وبلا فجوات وهو بسبيل من سبر أغوار النفس ومعرفتها و(من عرف نفسه فقد عرف ربه) .. وآية هذا التسديد ما يعرف بالعصمة وهي من حظ الأنبياء والحفظ وهو من حظ الأولياء .. فالعصمة تعني بأن النبي لا يخطيء أخطاءا واضحة وإن أخطأ يصححه الوحي ، فالنبي لا ينطق عن الهوى .. والولى يصحح بوسيلة الفكر ذاتها ذلك أن فكره الدقيق دائما في منطقة أعلى من مناطق تفكير الذين هم أقل منه علما (وفوق كل ذي علم عليم) والولي أو العالم دائما فوق ما يقول إذ هو متحقق بمعرفته .. وهذا فرق جوهري بينه وبين الأديب الذي يتطاول الى المعاني العليا فيصيبها أحيانا ويخفق دونها أحايين أخر ..
    ولذلك أخي عبد المنعم فإن محاولتك تصوير الاستاذ محمود "كمفكر وباحث ومجدد مثله مثل سائر المفكرين، يتاثر وياثر وتخضع افكاره لكل المعايير التاريخانية والنسبية التي تخصع لها افكار الاخرين" محاولة غير موفقة في تقديري .. ففكر الأستاذ موصول بالعقل الكلي الذي دبر هذا الوجود وسيره الى غاياته بحكمة ولطف (علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى ) وهو ليس قول بالرأي الفطير أو نحت للعقل كما هو حال الباحثين الذين يعتمدون على عقولهم فقط للإلمام بحقائق الوجود .. ولا غرو أن قرآءة الأستاذ وآرائه في كبريات القضايا لم يطرأ عليها تغيير يذكر منذ خمسينات القرن السابق .. فهي لا تزال تنطبق على واقع اليوم وبلا تغيير يذكر .. أرجو أن تكون قد لا حظت معي هذا الفارق الكبير ..
    بطبيعة الحال لا يعني هذا التسليم للأستاذ محمود في آرائه في القضايا التي طرحها ، بلا جدال ، فالطريق المضمون الى المعرفة وسيلته العقل .. ولذلك سعى الأستاذ لطرح أفكاره وانبرى لشرحها والدفاع عنها بمنطق الحجة والعقل وبسبيل من هذا السعى جرى هذا الحوار الذي نقلت لنا طرف منه هنا ، بينه وبين الأديب الكبير محمد محمد على ، ولا يزال ..
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 01-30-2004, 10:03 AM)

                  

01-30-2004, 09:16 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Omer Abdalla)

    أخي عبد المنعم،
    لقد أوضحت لك بأنني قصدت نفسي بالآية " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء،" بما لا يحتاج إلى إعادة ههنا. ولم أقصدك البتة، والله على ما أقول شهيد.

    سوء التفاهم هذا سيجعلني شديد الحرص ضبط عباراتي ضبطاً شديداً في المستقبل في الحوار معك، ومع غيرك، دون مجاملة في الحق، أو تحامل على أحد.

    وأشهد الله، مرة أخرى بأني لم أرك في أي يوم، منذ أن عرفتك، بمنظار كلمة "سوء." فإن ما بيننا أعظم وأجل من أن يأتيه السوء، لأننا محاطون بسياج جدرانه من مودة وبابه هو باب المحبة. وغاية الدين وغاية الأدب تعميق ما نحنا محاطون به. ولهذا فإني أرجو ألا نهزم الغاية بالوسيلة!

    ولك مني وافر التقدير، أيها المحترم، من أي جهة أنظر إليك. وأرجو ألا تعتبر هذه في باب المجاملات الفطيرة، فإني لست من صناعها.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-31-2004, 08:37 PM)

                  

01-31-2004, 06:18 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :هذا هو بيت القصيد يا عمر! (Re: Omer Abdalla)

    Quote: وينطبق هذا التمييز على الشعر و الأدب وغيرهما من ضروب نتاج العقل البشري .. ولعلك تذكر بيت شعر النابلسي في قصيدته "أنا النور المبين ولا أكن" حيث قال "وما أنا شاعر وجميع شعري بعيد عن مدى شعر المغني" .. وشعر المغني لا عبرة كبيرة به في ميزان القيمة الدينية - القيمة الإنسانية - لأنه ينقصه صدق التجربة

    مرحب الاخ عمر عبدالله هواري
    لا اري فرق يا عمر بين التجربة التي يصدر عنها النابلسي
    والتجربة التي يصدر عنها العاشق الولهان،
    فلاكهما يعبر عن حالة وجدانية ذوقية لا سبيل لنا للتحقق من صدقها
    فما القيمة المعرفية الملموسة التي يضيفها الينا بيت شعر
    النابلسي سوي اعتقاده الشخصي بان مدي شعره ابعد من مدي شعر
    المغني؟؟!!
    تقول ان شعر المغني تنقصه التجربة وهذا قول غير دقيق
    فكثير من الشعراء يصدرون في اشاعرهم عن تجارب صادقة
    ويمكن ان تراجع تعريف حمزة الملك طمبل للشعر بانه صدق التعبير
    عن التجربة.
    هنالك شعراء لا تقل وارداتهم المعرفية عن كبار المتصوفة،علي
    الاقل في ما يتنزل من هذه الواردات في مستوي الكلمة،ودونك
    شعرالتجاني يوسف بشير ووليم بليك ووردورث وجون كيتس ويتيس
    وكل الشعراء الرومانتكيين والميتافيرقيين.
    اشرت يا عمر الي مساهمات الاخ قصي اكثر من مرة،والحقيقة انا لم
    اتفق مع قصي في هذه الاشارات لكنني لم اشا ان ارد عليها في حينها
    لعدة اسباب وربما اذا سمح الوقت ساعود اليها.
    Quote: وآية هذا التسديد ما يعرف بالعصمة وهي من حظ الأنبياء والحفظ وهو من حظ الأولياء .. فالعصمة تعني بأن النبي لا يخطيء أخطاءا واضحة وإن أخطأ يصححه الوحي ، فالنبي لا ينطق عن الهوى .. والولى يصحح بوسيلة الفكر ذاتها ذلك أن فكره الدقيق دائما في منطقة أعلى من مناطق تفكير الذين هم أقل منه علما (وفوق كل ذي علم عليم) والولي أو العالم دائما فوق ما يقول إذ هو متحقق بمعرفته .. وهذا فرق جوهري بينه وبين الأديب الذي يتطاول الى المعاني العليا فيصيبها أحيانا ويخفق دونها أحايين أخر ..

    وهذا هو بيت القصيد يا عمر - العصمة
    عقيدة الجمهوريين ان الاستاذ معصوم وبالتالي كل افكاره مسددة
    لاحظ انك قلت "وآية هذا التسديد ما يعرف بالعصمة"
    اي انك تستدل بالعصمة علي التسديد،وليس العكس .او بعبارة
    اكثر وضوحا انك تستدل علي العلم بالعقيدة،وليس العكس
    وهذا ما عليه الجمهوريون اليوم.وهو حسب الفكرة نفسها يعتبر منطق
    معكوس . اذ تدعو الفكرة الي تجاوز العقيدة الي العلم - حيث
    تنتهي العقيدة ويبدأ العلم!!
    ولكن لا يزال الجمهوريون يعيشون في منطقة العقيدة.
    ولا سبيل الي الخروج من هذه المنطقة الا اذا تم التجسيد في
    اللحم والدم.والا فان اي كلام عن العلم في غياب التجسيد
    يظل كلاما غامضا لا طائل منه.
    Quote: ولذلك أخي عبد المنعم فإن محاولتك تصوير الاستاذ محمود "كمفكر وباحث ومجدد مثله مثل سائر المفكرين، يتاثر وياثر وتخضع افكاره لكل المعايير التاريخانية والنسبية التي تخصع لها افكار الاخرين" محاولة غير موفقة في تقديري .. ففكر الأستاذ موصول بالعقل الكلي الذي دبر هذا الوجود وسيره الى غاياته بحكمة ولطف (علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى ) وهو ليس قول بالرأي الفطير أو نحت للعقل كما هو حال الباحثين الذين يعتمدون على عقولهم فقط للإلمام بحقائق الوجود ..

    هل لك يا عمران تدلني علي حقائق الوجود التي عجز العلماء والباحثيين
    عن الوصول اليها بعقولهم القاصرة،وتوصل اليها الفكر الموصول
    بالعقل الكلي؟!
    قد تبدو صيغة السؤال قاسية ولكن لا بد منه!
    واذا كانت هذه المعارف التي توصل اليها ذلك الفكر في منطقة الشريعة
    الفردية فقط،فانه لا معني اذن للمقارنة بينه و بين اؤلئك الباحثيين
    لانهم ينطلقون من العلم ،والعلم لا يكتسب صفة العلم الا اذا كان
    في منطقة الشريعة الجماعية،اذا جاز هذا التعبير.


    ونواصل
                  

02-02-2004, 08:59 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :هذا هو بيت القصيد يا عمر! (Re: Agab Alfaya)

    عفريتة - بمناسبة العيد

    وكل عام وانتم بخير. أقصد: العيد مبارك عليكم وان شاء الله ربنا يحقق المراد
                  

02-02-2004, 10:36 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :هذا هو بيت القصيد يا عمر! (Re: Shinteer)

    كل عام وأنت وجيمع رواد هذا الخيط بخير، يا شنتير.
                  

02-03-2004, 01:12 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الادب والدين :بين محمد محمد علي ومحمود محمد طه (Re: Agab Alfaya)


    ألأخ العزيز عبد المنعم
    كل عام وأنت وقراء هذا الخيط الشيق بخير
    لقد استدليت على عدم صدق التجربة عند الشعراء غير العارفين بالآيات القرآنية التي ذكرتها لك (والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون) .. فهذه الآيات حددت علة هؤلاء الشعراء وهي عدم تطابق عملهم مع قولهم وهو هو ما عنيته بحديثي عن "صدق" التجربة .. أما استثناء شعر العارفين من أمثال الشيخ عبد الغني النابلسي فهو وارد أيضا بنص الآية الخاتمة من سورة الشعراء والتي تلي هذه الآيات وهي قوله تعالى (الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) .. فهولا استثناهم الله لأنهم انتصروا على أنفسهم بعد أن ألزموها بمنهاج الصدق: الصدق مع النفس والصدق مع الآخرين والصدق مع الله .. واستدلالي ببيت النابلسي إنما كان بسبيل من تقريب الصورة وبطبيعة الحال يمكن لكل شاعر أن يدعي أن تجربته صادقة وتبرز المطالبة بالدليل من القرآن نفسه (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) .. ويأتي ذلك بطبيعة الحال من سيرة الشاعر التي عاشها وسط الناس ولذلك يمكننا أن نستثني ابتداءا كل شاعر متملق من دائرة "صدق التجربة" مهما كان رأينا في شاعريته فالتملق والرياء والمبالغة هي كلها تبحر في تيار معاكس لتيار الصدق ومنطلقها في أغلب الأحيان هو الخوف أوالطمع وكما ذكرت لك سابقا فإن الأخ قصي قد كفاني مشقة ذكر الأمثلة على ذلك وخاصة عندما استدل بفطاحلة الشعر والأدب عندنا .. وترجمة الشيخ النابلسي عن المعارف الإلهية العميقة في جميع أشعاره بعد الزامه نفسه بمنهاج التصوف الذي أثمر هذه المعاني هي عندي الدليل على صدقه ولك أن تعلم أن الجمهوريين ينشدون ما يفوق المائة من قصائده لأنه يلمسون فيها صدق التعبير ودقة التصوير في التجربة السلوكية والمعرفية المشتركة .. ويسرني أن أعطر هذا الخيط ببعض أبيات "الصدق" الكثيرة التي يسهل تلمسها في قصائد هذا الشيخ العارف:
    أدر صرفا خمور الأندرينا على شعث الرجال الأندرينا
    وروق أيها الساقي شرابا طهورا لذة للشاربينا
    ولا تمزج فإن المزج شرك حرام في طريق العارفينا
    وخذها من يد الساقي ودندن لها واسلك بها الدرب اليمينا
    وعربد بين أقوام كرام متى قاموا يقوموا أجمعينا
    وتكشف وجهها لرجال صدق محارمها وليسوا أجنبينا
    هلموا يا رجال الغيب واسعوا وصلوا واركعوا لي ساجدينا
    وإنك أنت نور النور باد وإن سموك لي طه الأمينا
    ألا يا بن المدامة كن رفيقي على صرف زكت شرعا ودينا

    وفي قصيدة أخرى يقول:
    عندي خبر يروى عني وعن الساقي
    الصدق له نالت أهل الشرف الباقي
    غير المولى عدم لا شيئا هنا يجدي

    فهو في هذه الأبيات وفي غيرها يتحدث عن تجربة شعورية راقية لا تخطئها الأذن الصاغية .. ويمكن الأستزادة في هذا الباب من قصائد العارف بالله عمر بن الفارض في خيط الأخ ود محجوب .. وبطبيعة الحال هنالك فرق كبير بين معيشة التجربة الشعرية قبل التعبير عنها بقوالب الكلم كما يفعل المتصوفة وبين الإلهام والمعاني الراقية التي تطالع الكثيرين من الشعراء فيتغنون بها وإن لم يعيشوها وهم مع ذلك يأتون بمعان راقية وإلهامات تحرك القلوب قبل الآذان .. ثم أن هنالك من الشعراء من هم متصوفين بطبعهم فتجد حياتهم كلها تأمل وانشغال بالقيم الإنسانية الرفيعة وإن لم يدرجوا مدارج السلوك والعرفان بالصورة التقليدية ويطالعك في هؤلاء زهدهم في الدنيا وفي الشهرة وما الى غير ذلك من الآفات التي لم يستطع كبار الشعراء مقاومتها بدافع الخوف والطمع كما سبقت الى ذلك الإشارة وقد ذكرت أنت أمثلة من هؤلاء .. لا يغيب عني أن هنالك تجارب صادقة في الحب وفي الحزن وغيرها من المشاعر الإنسانية النبيلة ولكن الوقوف عندها والإنشغال بها عن القضية الوجودية الكبرى وعن المحبوب الأصلي الذي هو أصل الحياة لهو الذي يحد من قيمتها لدى التناهي وإن كانت في محتواها ومبناها أرفع من شعر المنشغلين بمدح الملوك وتملق الحكام .. فالله هو غاية المنى والقصد الذي منه صدرنا وإليه نعود وما الجمال الذي يتراءى أمام أعيننا الا قبس من جماله ومظهر من مظاهره .. إذا فالاختلاف اختلاف مقدار والصدق درجات (هم درجات عند ربهم) .. هذا هو ميزاني الذي وفقا له تحدثت عن بيت النابلسي ولا أتوقع أن ترى أنت أو يرى غيرك الأشياء بنفس المنظار أو يزنها بنفس الميزان ..

    أما حديثك عن العصمة:
    Quote: وهذا هو بيت القصيد يا عمر - العصمة
    عقيدة الجمهوريين ان الاستاذ معصوم وبالتالي كل افكاره مسددة
    لاحظ انك قلت "وآية هذا التسديد ما يعرف بالعصمة"

    أرجو أن تقرأ ما كتبته لك مرة أخرى حيث أنك قولتني كلاما لم أقله .. فأنا قلت أن العصمة "هي من حظ الأنبياء" وقلت أنها تعني "أن النبي لا يخطيء أخطاءا واضحة وإن أخطأ يصححه الوحي" وبما أن النبوة قد ختمت بصريح نص لا مرية فيه وأن الوحي بواسطة الملك جبريل قد انقطع بعد أن اكتمل نزول كل ما أرادت السماء أن توحيه الى الأرض وكنت أظن أن هذا مفهوم عندك ، فليس هنالك مجال للحديث عن "العصمة" كعقيدة للجمهوريين .. أما مسألة "الحفظ" عند الولى أو العارف فقد ذكرت لك أن سببها هو دقة ونفاذ فكره والتي تجعله لا يقع في أخطاء يلتقطها من هم دونه في المعرفة والسلوك فإن كنت تريد المجادلة في أمر "الحفظ" من حيث المبدأ فيمكننا التفصيل في ذلك أما مسألة انطباقها على الأستاذ محمود فالدليل عليها هو فكر وسلوك الأستاذ محمود نفسه وهما مرصودان ويمكن لمن يريد أن يحاجج فيهما أن يفعل ذلك بدل اللجوء الى أسلوب إطلاق العبارات المعممة عن عقيدة الجمهوريين .. عموما أمر الحفظ وارد في الحديث النبوي (إحفظ الله يحفظك) وارتباط دقة الفكر والفرقان بالتقوى وارد في الآية الكريمة (وإن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) .. فأنا هنا أتحدث عن مبدأ معروف في التجربة الدينية وزعمت أنه منطبق على الأستاذ والدليل هو أن أفكاره المكتوبة والمنشورة منذ الخمسينات لم تحتج لمراجعة أو تغيير .. فأين هو المنطق المعكوس الذي أشرت اليه في قولك:
    Quote: لاحظ انك قلت "وآية هذا التسديد ما يعرف بالعصمة"
    اي انك تستدل بالعصمة علي التسديد،وليس العكس .او بعبارة
    اكثر وضوحا انك تستدل علي العلم بالعقيدة،وليس العكس
    وهذا ما عليه الجمهوريون اليوم. وهو حسب الفكرة نفسها يعتبر منطق
    معكوس . اذ تدعو الفكرة الي تجاوز العقيدة الي العلم - حيث
    تنتهي العقيدة ويبدأ العلم!!

    أنا لم أسمع بجمهوري طرح عقيدته في الأستاذ محمود بديلا لفكر الأستاذ وسلوكه .. هذا طبعا لا ينفي حقيقة أن الأستاذ فوق الفكرة فهي ثمرة من ثماره ولكن مع ذلك فالمحاججة دائما تتم بفكر وبمواقف الأستاذ .. بل إن الأستاذ محمود نفسه أورد هذا الأمر في مقدمة كتاب الرسالة الثانية حينما أورد حديث السيد المسيح (احذروا الأنبياء الكذبة .. قالوا وكيف نعرفهم .. قال: بثمارهم تعرفونهم) .. ولا أحتاج هنا أن أقول أن الفكرة الجمهورية فكرة علمية تتجاوز مرحلة العقيدة في الدين كما أشرت أنت .. ولا ينتقص من ذلك أن تحقيقات الجمهوريين في المستوى اليقين (مستوى العلم) متفاوتة .. فهي كما تعلم لا تقفز بهم عبر الهواء بل تبدأ من مستويات الإيمان ودرجاته المعروفة ولكنها منفتحة على درجات اليقين ومطلبها الإطلاق .. ولذلك فإن تعميمك:
    Quote: ولكن لا يزال الجمهوريون يعيشون في منطقة العقيدة.
    ولا سبيل الي الخروج من هذه المنطقة الا اذا تم التجسيد في
    اللحم والدم.والا فان اي كلام عن العلم في غياب التجسيد
    يظل كلاما غامضا لا طائل منه.

    يحتاج لمراجعة إذا لا أخالك تتدعى معرفة بقامات الجمهوريين حتى تحكم عليهم بمثل هذا الحكم المعمم .. أما مسألة التجسيد التي تتحدث عنك وأظنك تلمح فيها الى تجسيد مقام المسيح في اللحم والدم ، فهي عندما تتم ستزيد من يقين جميع الناس بمستوياتهم المختلفة ، جمهوريين وغير جمهوريين .. وهو تجسيد لا محالة حاصل (هل ينظرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى الله ترجع الامور) ..
    لقد سرقني الوقت ولذلك سأؤجل الحديث عن النقطة الأخيرة التي أثرتها في ردك الى فرصة أخرى ، ذلك حينما قلت:
    Quote: هل لك يا عمران تدلني علي حقائق الوجود التي عجز العلماء والباحثيين
    عن الوصول اليها بعقولهم القاصرة،وتوصل اليها الفكر الموصول
    بالعقل الكلي؟!
    قد تبدو صيغة السؤال قاسية ولكن لا بد منه!
    واذا كانت هذه المعارف التي توصل اليها ذلك الفكر في منطقة الشريعة
    الفردية فقط،فانه لا معني اذن للمقارنة بينه و بين اؤلئك الباحثيين
    لانهم ينطلقون من العلم ،والعلم لا يكتسب صفة العلم الا اذا كان
    في منطقة الشريعة الجماعية،اذا جاز هذا التعبير.

    والى ذلك الحين أتركك في رعاية الله وحفظه
    عمر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de