هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2004, 11:57 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ (Re: Yasir Elsharif)

    لقد كانت هناك بعض التعديلات والأخطاء المطبعية في الاقتباس من كتاب "أدب السالك في طريق محمد" اكتشفتها بعد أن أرسلت التنصيص.. أعتذر عن التعديل المتواتر لبعض المشاكل الفنية التي جعلت أعديد التحرير.. وأرجو أن تعتمد هذه الصورة الأخيرة للرد على أسئلة الأستاذ أسامة ميرغني المحترم..

    الأعزاء ابو قوتة وأسامة ميرغني،
    تحيتي واحترامي

    لقد قمت بالإجابة على مزيد من الأسئلة على "أبو منيب" في منبر الفكرة الحر هنا:

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=167&start=10

    أما سؤال الأخ أسامة عن : "هل بلغ أي واحد من الجمهوريين مقام الأصالة؟" أقول أن هناك واحد من الجمهوريين على عهد الأستاذ محمود قبل التحاقي بالحركة، يعني قبل عام 1972، اسمه محمد خير محيسي، عليه رحمة الله، زعم أنه بلغ مرحلة الأصالة، فترك الصلاة الشرعية بناء على رؤية نبوية رأى فيها النبي عليه السلام.. قال أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام يجلس على "عنقريب" فجاء هو ليسلم عليه فأعرض عنه النبي وتحول بوجهه إلى الجهة الأخرى، ففهم هو من هذه الرؤية أنه قد وصل مرحلة الأصالة بتأويل هذه الرؤية وكأن النبي قد قال له: "ها أنت وربك".. ولكن الأستاذ محمود نصحه بأن هذا مجرد تلبيس ومعنى الرؤية هو عكس ما فهمه محمد محمد خير، ولكنه لم ينتصح.. ومن هنا فقد اختار الابتعاد عن الجمهوريين عندما خيّره الأستاذ بين ذلك وبين العودة إلى "طريق محمد".. الشاهد أن الأستاذ محمود قد أوضح فيما بعد في كتاب "أدب السالك في طريق محمد" أن ترك التقليد في هذه الحياة الدنيا لا يتم إلا لشخص واحد.. إذن هناك كلام ضمني يقول بأن الأستاذ محمود يزعم بأنه أصيل، ولكنه طلب إلى تلاميذه ألا يقولوا عنه أنه الأصيل، وإنما ينقلوا عنه قوله أنه يرجو أن يكون الأصيل، ولكنه لا يقول بأنه قد اتخذ عند الرحمن عهدا بذلك، وأن الله مطلق ولذلك فإن الأمر مفتوح على احتمال أن يكون هذا الأصيل بحق هو شخص آخر.. أما أنا فلا أعرف حتى هذه اللحظة من هو أكمل من الأستاذ محمود في علمه وفي سلوكه وفي فكره، ليس ذلك فحسب، وإنما المهم في تطابق الفكر مع القول والعمل.. لقد أثبت لي الأستاذ محمود بأنه رجل حر يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول، ثم أنه محسن في كل ذلك..
    وأقول للأخ شتات أن أبيات الإمام الجنيد قد أوردها أيضا الأستاذ محمود في كتاب رسالة الصلاة:
    تطهر بماء الغيب إن كنت ذا سر * وإلا تيمم بالصعيد وبالصخر
    وقدّم إماما كنت أنت أمامه * وصلّ صلاة الفجر في أول العصر
    فتلك صلاة العارفين بربهم * فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر
    وقد أورد أيضا عن تلك الأبيات هناك.. ما يلي:
    ولسنا، في هذه الرسالة، بصدد شرح هذه الأبيات، وإنما يهمنا منها في هذا المقام:-
    وقدم إماماً،كنت أنت أمامه، وصل صلاة الفجر، في أول العصر، (( قدم إماماً)) يعني الله (( كنت أنت أمامه)) كنت في حالة جهلك تقدم نفسك عليه، وتجعله وراء ظهرك، كناية عن إختيارك إرادتك على إرادته، وسخطك على إرادته. (( وصل صلاة الفجر)) يعني فجر الروح، قبل خلق الأجساد، (( في أول العصر)) يعني أول عصر الخليقة، في عالم الأجساد، وذلك عالم الذر الذي قال تعالى عنه (( وإذ أخذ ربك من بني آدم، من ظهورهم، ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألست بربكم؟ قالوا بلى!! شهدنا! أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ـ أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا، من قبل، وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟ ـ وكذلك نفصل الآيات، ولعلهم يرجعون))..
    انتهى النقل..

    وقد بدا لي الآن أن مسألة صلاة الأستاذ لم تكن كعب أخيل كما تساءلت أنت يا شتات، وإنما هي، في تقديري، أعظم سر من أسرار الأستاذ محمود ومن أسرار الفكرة الجمهورية.. لقد كانت هي الجدار الذي حال دون دخول من لا يؤمن بصدق الأستاذ محمود إلى تلك الدائرة الصغيرة التي عرفت بالجمهوريين.. لقد كان في ذلك حفظ للفكرة من أن يجتاحها الأتباع بغير فهم وإنما فقط بالعاطفة الدينية الفجة، وهو ما قد كان نصيب دعوات أخرى مثل دعوات الوهابية والأخوان المسلمين.. إن من يدخل إلى غرفة الأستاذ محمود الصغيرة يجد الفروة وجميع أدوات الصلاة، كما أورد الأخ صديق منصوري في بوست آخر، بل يلاحظ أن مواضع السجود ووضع الأيدي في تلك الفرود خالية من الشعر "مسهوكة" وقد رأيته مرارا يتوضأ ولم يخطر على بالي أبدا إلا أن في الأمر سر كبير.. وقد سأله محجوب شريف في مقابلة صحفية عن أحب الأوقات إليه والهواية التي يمارسها: فكانت إجابة الأستاذ: "أحب الأوقات إلي هي الثلث الأخير من الليل والهواية التي أمارسها هي قيام الأسحار".. أذكر في مرة من المرات طرح أخ جمهوري اسمه أحمد الحسين موضوعا للنقاش في جلسة داخلية بحضرة الأستاذ.. قال: إن مسألة صلاة الأستاذ تمثل حلقة عصية وتساءل كيف نستطيع أن نكسر هذه الحلقة فيقبل الناس على الالتزام بالفكرة الجمهورية وتصير فكرة شعبية.. أعتقد أن الإجابة على سؤال الأخ أحمد الحسين جاءت في كتاب "أدب السالك في طريق محمد" وهو ما أود أن أحيل الأستاذ أسامة ميرغني والأخ شتات إليه لمحاولة مقاربة فهم هذا الأمر الدقيق.. أما القول الفصل فقد حدث بالفعل في يوم 18 يناير، وبان الأمر في صدق الأستاذ وثباته على علمه، وعدم شكه في صحة ما علّمه إياه ربه.. وأشكر الأخ أحمد صديق أجزل الشكر على فتح الموضوع..
    ياسر

    أدب الصــــلاة :

    إن جماع أدب الصلاة هو الحضور مع الله فيها .. فللصلاة هيئة ، وروح : ( حضور ) .. والى هذين المستويين من الصلاة ترد الإشارة فى قول المعصوم : ( الصلاة معراج العبد الى ربه ) .. و ( الصلاة صلة بين العبد وربه ) .. فالصلة هى الحضور مع الله ، وهى روح الصلاة ، وأدبها ، فإذا لم تقم هذه الصلة أصبحت الصلاة باطلة ، وقد تتسبب فى الطرد ، والبعد ، كما بينا .. فهذه الصلة – أو الأدب – هى الصلاة الحقيقية ، أما الهيئة فهى القشرة التى تحفظ الصلاة ، وتعين على الحضور فيها ، ولذلك فلتجويد الحضور فى الصلاة لا بد من إتقان هيئتها .. ولا بد قبل ذلك ، من التهيؤ للحضور فيها ، قبل الدخول فيها .. وذلك بخلق علاقة المحبة معها ، وإنما تتم علاقة المحبة هذه إذا عرفنا للصلاة قدرها ، وقيمتها .. فهى إنما هى أكمل منهاج نحقق به حياتنا الكاملة ، عن طريق تحقيق التوحيد ، توحيد بنيتنا .. وقد قال المعصوم عن الصلاة : ( حبب الى من دنياكم ثلاث ، النساء ، والطيب ، وجعلت قرة عينى فى الصلاة ) .. وقرة عينى تعنى طمأنينة بالى ، ورضا نفسى .. فالصلاة وسيلة الى الحضور مع الله ، والرضا به ، وفى ذلك يقول الله تعالى : ( فاصبر على ما يقولون ، وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها ومن أناء ، الليل فسبح ، وأطراف النهار ، لعلك ترضى ) .. وقد وقد ذكرنا أن هذه الآية تشتمل على الصلوات الخمس .. وواضح من الآية إنها تجعل الصلاة وسيلة الى الرضا .. وقد بينا كيف إن الحضور مع الله ، والرضا به ربا ، هما ، أكبر الوسائل لتحقيق العبودية ، والتأدب بأدبها .. ولقد كان المعصوم لشدة معرفته بقيمة الصلاة ، واهتمامه بها ، وحرصه عليها ، يقول لسيدنا بلال مؤذنه : ( أرحنا بها يا بلال ) ، فهو يجد راحته فيها ..وقد ورد عنه انه كان ( كلما حزبه أمر فزع الى الصلاة ) !! فقد كان النبى شديد الحرص على الصلاة ، شديد الاهتمام بها ، وهكذا يجب أن نكون نحن ، فعلينا أن نتوخى معها كل صور الأدب التى تليق بها .. ومن أدب الصلاة أن ننتظرها ونحن فى شوق إليها ، وكأننا ننتظر الحبيب الغائب ، لأننا فيها نلاقى الحبيب الأعظم ، نلاقى الله .. وعندما تحضر الصلاة يجب علينا أن نكرم وفادتها ، فلا ننشغل عنها بغيرها ، فعلينا أن نعاملها معاملة الضيف العزيز .. ومن أدب الصلاة أن نقبل عليها ونحن نشعر بالحاجة إليها ، فنحن نلقى فيها الله ، ونحول همومنا ، ومشاكلنا ، عليه .. ومن الأدب مع الله أن نشعر بالحاجة إليه ، فى كل وقت ، وفى كل شئ .. وللحضور فى الصلاة لابد من تفرغ البال قبل الدخول فيها ، ولا بد من الحضور فى الوضوء عن طريق المحاسبة ، وإتقان الهيئة ، فى كل جزئياتها .. ونحن إذا قمنا للصلاة علينا أن نحاول الحضور فى كل حركة من حركاتها ، فلكل حركة معناها ، وأدبها .. وعلينا أن نحضر فى الصلاة ونحن نتلو القرآن فيها ، فهو حديث الله إلينا ، فالأدب يقتضى أن نستمع له ، وننصت كما بينا .. والحضور فى الصلاة يبدأ بداية يسيرة ، ثم ينمو ، ويزيد ، بفضل الله ، ثم بفضل المران على الصلاة .. والمطلوب أن نملأ هيكل صلاتنا كله بالصلة ، بالحضور ، وبالأدب ، وهذا هو سبيلنا الى الحياة الكاملة .. فالقدر من الصلة ، أو الحضور الذى نحققه فى صلاتنا ، هو جرثومة حياتنا الكاملة ، التى علينا أن ننميها حتى تكتمل ، وهو شريعتنا الفردية ، وصلاة أصالتنا ، داخل صلاة تقليدنا للنبى .. ولتوضيح هذا الأمر ، نضرب المثل التالى : أن الصلاة أشبه بالبيضة .. فهيئة الصلاة ، بالصورة التى نقلد فيها النبى ، تمثل قشرة البيضة ..وداخل البيضة توجد جرثومة الحياة التى ينمو منها الكتكوت ، وهذه الجرثومة ، بالنسبة للصلاة ، هى الحضور ، أو هى الصلة .. والبيضة التى لا تجد الحضانة والرعاية ، قد تفسد ( تمزر ) ، فلا ينمو داخلها كتكوت ، أو هو قد يبدأ النمو ثم يموت قبل أن يكتمل .. وكذلك الصلاة التى لا تجد الرعاية والاهتمام بأدبها ، والاهتمام بالحضور فيها ، تكون قشرة بلا حياة داخلها ، مثل البيضة الفاسدة .. أما إذا اهتممنا بأدب الحضور في الصلاة ، ورعيناه ، فان الحضور ينمو ، ويزداد كما ينمو الكتكوت داخل البيضة حتى يملأ قشرتها ، ويكسرها ، ويخرج الى حياة أرحب .. إلا أن المثل هنا لا ينطبق تماما ، فقشرة الصلاة لا تكسر ، وإنما هى نفسها تملأ بالحياة ، وهذا هو المعنى الذى به يسقط التقليد ، وتتحقق صلاة الأصالة – الصلاة الفردية – وهذا الأمر لا يتم على كماله فى هذه الحياة الدنيا ، إلا لرجل واحد هو صاحب المقام المحمود ، الذى تحدثنا عنه ، أما كل من عداه فهم يحققون أصالتهم وفرديتهم ، داخل إطار تقليد النبى .. والبيضة المشار إليها فى المثل هى نحن ، هى أجسادنا .. فنحن فى الحقيقة عبارة عن بيضة ، فالمراة تبيض ولكنها فى الداخل ، فى الرحم ، وهى ما تسمى ( بالبويضة ) ، التى تخصب بحيوان الرجل فيتكون منها الجنين .. ونحن بزيادة الصلة ( الحضور ) فى صلاتنا ، إنما نصل حياتنا بمصدرها ، بالله ، نستمد منه الحياة الحقيقية ، فتنمو الحياة داخلنا كما ينمو الكتكوت داخل البيضة .. والمطلوب أن تنمو الحياة ، وتنبع من الداخل ، لتشيع فى جميع جسدنا ، فيصبح حيا كله ، بالصورة التى عليها حياة القلب والعقل .. فإذا بلغت الحياة عندنا هذا المستوى فإنها تنتصر على العجز ، وعلى المرض ، وعلى الموت .. فقد ذكرنا أن هذا لا يتم فى هذه الحياة إلا لرجل واحد ، هو الإنسان الكامل .. أما من عداه من الناس ، فهم يتفاوتون فى كمال حياتهم ، حسب توفيق الله لهم ، وحسب تحقيقهم فى الحضور فى صلاتهم .. وبهذه الصورة يتضح أن صلاة كل فرد هى حياته الباقية ، فان شاء نماها بالحضور ، وان شاء أهدرها ، وعطل نموها بالغفلة وبعدم تجويد الحضور في الصلاة .. وهذا حديث عام ، وموجز ، عن أدب الصلاة ، وقيمته وللتفاصيل الوافية يمكن الرجوع الى كتابنا : ( تعلموا كيف تصلون ) .. ونحن لا نملك الحيز للتفصيل عن آداب العبادات الأخرى ، ولكن يمكن أن يقال إن القاسم المشترك فى آدابها جميعا ، هو إخلاص النية ، والحضور فيها .. هذا بالنسبة لأدب العبادة فى الشريعة ، وفى الطريقة .. أما بالنسبة للحقيقة ، فهى حالة القلوب التى تكون عليها من المعرفة بالله ، نتيجة العمل بالشريعة ، أو العمل بالطريقة ، حسب مقتضى الحال .. فان العمل بالشريعة ، أو الطريقة ، يثمر حالا .. إلا إذا كان عملا باطلا .. والأدب فى الحقيقة هو أدب العبودية ، وهو يكون نتيجة للعمل بالأدب فى الشريعة ، وفى الطريقة ، وهو قد تحدثنا عنه فى بداية الكتاب ، بما يغنى عن الحديث عنه هنا .

    أدب الصــــلاة :

    إن جماع أدب الصلاة هو الحضور مع الله فيها .. فللصلاة هيئة ، وروح : ( حضور ) .. والى هذين المستويين من الصلاة ترد الإشارة فى قول المعصوم : ( الصلاة معراج العبد الى ربه ) .. و ( الصلاة صلة بين العبد وربه ) .. فالصلة هى الحضور مع الله ، وهى روح الصلاة ، وأدبها ، فإذا لم تقم هذه الصلة أصبحت الصلاة باطلة ، وقد تتسبب فى الطرد ، والبعد ، كما بينا .. فهذه الصلة – أو الأدب – هى الصلاة الحقيقية ، أما الهيئة فهى القشرة التى تحفظ الصلاة ، وتعين على الحضور فيها ، ولذلك فلتجويد الحضور فى الصلاة لا بد من إتقان هيئتها .. ولا بد قبل ذلك ، من التهيؤ للحضور فيها ، قبل الدخول فيها .. وذلك بخلق علاقة المحبة معها ، وإنما تتم علاقة المحبة هذه إذا عرفنا للصلاة قدرها ، وقيمتها .. فهى إنما هى أكمل منهاج نحقق به حياتنا الكاملة ، عن طريق تحقيق التوحيد ، توحيد بنيتنا .. وقد قال المعصوم عن الصلاة : ( حبب الى من دنياكم ثلاث ، النساء ، والطيب ، وجعلت قرة عينى فى الصلاة ) .. وقرة عينى تعنى طمأنينة بالى ، ورضا نفسى .. فالصلاة وسيلة الى الحضور مع الله ، والرضا به ، وفى ذلك يقول الله تعالى : ( فاصبر على ما يقولون ، وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها ومن أناء ، الليل فسبح ، وأطراف النهار ، لعلك ترضى ) .. وقد ذكرنا أن هذه الآية تشتمل على الصلوات الخمس .. وواضح من الآية إنها تجعل الصلاة وسيلة الى الرضا .. وقد بينا كيف إن الحضور مع الله ، والرضا به ربا ، هما ، أكبر الوسائل لتحقيق العبودية ، والتأدب بأدبها .. ولقد كان المعصوم لشدة معرفته بقيمة الصلاة ، واهتمامه بها ، وحرصه عليها ، يقول لسيدنا بلال مؤذنه : ( أرحنا بها يا بلال ) ، فهو يجد راحته فيها ..وقد ورد عنه انه كان ( كلما حزبه أمر فزع الى الصلاة ) !! فقد كان النبى شديد الحرص على الصلاة ، شديد الاهتمام بها ، وهكذا يجب أن نكون نحن ، فعلينا أن نتوخى معها كل صور الأدب التى تليق بها .. ومن أدب الصلاة أن ننتظرها ونحن فى شوق إليها ، وكأننا ننتظر الحبيب الغائب ، لأننا فيها نلاقى الحبيب الأعظم ، نلاقى الله .. وعندما تحضر الصلاة يجب علينا أن نكرم وفادتها ، فلا ننشغل عنها بغيرها ، فعلينا أن نعاملها معاملة الضيف العزيز .. ومن أدب الصلاة أن نقبل عليها ونحن نشعر بالحاجة إليها ، فنحن نلقى فيها الله ، ونحول همومنا ، ومشاكلنا ، عليه .. ومن الأدب مع الله أن نشعر بالحاجة إليه ، فى كل وقت ، وفى كل شئ .. وللحضور فى الصلاة لابد من تفرغ البال قبل الدخول فيها ، ولا بد من الحضور فى الوضوء عن طريق المحاسبة ، وإتقان الهيئة ، فى كل جزئياتها .. ونحن إذا قمنا للصلاة علينا أن نحاول الحضور فى كل حركة من حركاتها ، فلكل حركة معناها ، وأدبها .. وعلينا أن نحضر فى الصلاة ونحن نتلو القرآن فيها ، فهو حديث الله إلينا ، فالأدب يقتضى أن نستمع له ، وننصت كما بينا .. والحضور فى الصلاة يبدأ بداية يسيرة ، ثم ينمو ، ويزيد ، بفضل الله ، ثم بفضل المران على الصلاة .. والمطلوب أن نملأ هيكل صلاتنا كله بالصلة ، بالحضور ، وبالأدب ، وهذا هو سبيلنا الى الحياة الكاملة .. فالقدر من الصلة ، أو الحضور الذى نحققه فى صلاتنا ، هو جرثومة حياتنا الكاملة ، التى علينا أن ننميها حتى تكتمل ، وهو شريعتنا الفردية ، وصلاة أصالتنا ، داخل صلاة تقليدنا للنبى .. ولتوضيح هذا الأمر ، نضرب المثل التالى : أن الصلاة أشبه بالبيضة .. فهيئة الصلاة ، بالصورة التى نقلد فيها النبى ، تمثل قشرة البيضة ..وداخل البيضة توجد جرثومة الحياة التى ينمو منها الكتكوت ، وهذه الجرثومة ، بالنسبة للصلاة ، هى الحضور ، أو هى الصلة .. والبيضة التى لا تجد الحضانة والرعاية ، قد تفسد ( تمزر ) ، فلا ينمو داخلها كتكوت ، أو هو قد يبدأ النمو ثم يموت قبل أن يكتمل .. وكذلك الصلاة التى لا تجد الرعاية والاهتمام بأدبها ، والاهتمام بالحضور فيها ، تكون قشرة بلا حياة داخلها ، مثل البيضة الفاسدة .. أما إذا اهتممنا بأدب الحضور في الصلاة ، ورعيناه ، فان الحضور ينمو ، ويزداد كما ينمو الكتكوت داخل البيضة حتى يملأ قشرتها ، ويكسرها ، ويخرج الى حياة أرحب .. إلا أن المثل هنا لا ينطبق تماما ، فقشرة الصلاة لا تكسر ، وإنما هى نفسها تملأ بالحياة ، وهذا هو المعنى الذى به يسقط التقليد ، وتتحقق صلاة الأصالة – الصلاة الفردية – وهذا الأمر لا يتم على كماله فى هذه الحياة الدنيا ، إلا لرجل واحد هو صاحب المقام المحمود ، الذى تحدثنا عنه ، أما كل من عداه فهم يحققون أصالتهم وفرديتهم ، داخل إطار تقليد النبى .. والبيضة المشار إليها فى المثل هى نحن ، هى أجسادنا .. فنحن فى الحقيقة عبارة عن بيضة ، فالمراة تبيض ولكنها فى الداخل ، فى الرحم ، وهى ما تسمى ( بالبويضة ) ، التى تخصب بحيوان الرجل فيتكون منها الجنين .. ونحن بزيادة الصلة ( الحضور ) فى صلاتنا ، إنما نصل حياتنا بمصدرها ، بالله ، نستمد منه الحياة الحقيقية ، فتنمو الحياة داخلنا كما ينمو الكتكوت داخل البيضة .. والمطلوب أن تنمو الحياة ، وتنبع من الداخل ، لتشيع فى جميع جسدنا ، فيصبح حيا كله ، بالصورة التى عليها حياة القلب والعقل .. فإذا بلغت الحياة عندنا هذا المستوى فإنها تنتصر على العجز ، وعلى المرض ، وعلى الموت .. فقد ذكرنا أن هذا لا يتم فى هذه الحياة إلا لرجل واحد ، هو الإنسان الكامل .. أما من عداه من الناس ، فهم يتفاوتون فى كمال حياتهم ، حسب توفيق الله لهم ، وحسب تحقيقهم فى الحضور فى صلاتهم .. وبهذه الصورة يتضح أن صلاة كل فرد هى حياته الباقية ، فان شاء نماها بالحضور ، وان شاء أهدرها ، وعطل نموها بالغفلة وبعدم تجويد الحضور في الصلاة .. وهذا حديث عام ، وموجز ، عن أدب الصلاة ، وقيمته وللتفاصيل الوافية يمكن الرجوع الى كتابنا : ( تعلموا كيف تصلون ) .. ونحن لا نملك الحيز للتفصيل عن آداب العبادات الأخرى ، ولكن يمكن أن يقال إن القاسم المشترك فى آدابها جميعا ، هو إخلاص النية ، والحضور فيها .. هذا بالنسبة لأدب العبادة فى الشريعة ، وفى الطريقة .. أما بالنسبة للحقيقة ، فهى حالة القلوب التى تكون عليها من المعرفة بالله ، نتيجة العمل بالشريعة ، أو العمل بالطريقة ، حسب مقتضى الحال .. فان العمل بالشريعة ، أو الطريقة ، يثمر حالا .. إلا إذا كان عملا باطلا .. والأدب فى الحقيقة هو أدب العبودية ، وهو يكون نتيجة للعمل بالأدب فى الشريعة ، وفى الطريقة ، وهو قد تحدثنا عنه فى بداية الكتاب ، بما يغنى عن الحديث عنه هنا .
                  

العنوان الكاتب Date
هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-16-04, 01:53 PM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ MaxaB01-16-04, 02:45 PM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Yasir Elsharif01-16-04, 06:30 PM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ HOPEFUL01-16-04, 06:56 PM
      Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Yasir Elsharif01-16-04, 07:45 PM
        Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-16-04, 09:47 PM
          Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ WaD OmI01-17-04, 03:38 AM
            Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-17-04, 12:28 PM
          Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ منصوري01-19-04, 05:25 PM
        Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ HOPEFUL01-17-04, 00:17 AM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ مهيرة01-17-04, 11:15 AM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Yasir Elsharif01-17-04, 11:43 AM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ SAdo701-17-04, 12:15 PM
      Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-17-04, 12:56 PM
        Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Yasir Elsharif01-17-04, 01:14 PM
          Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-17-04, 03:20 PM
            Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-17-04, 04:19 PM
              Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ HOPEFUL01-17-04, 04:22 PM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ مراويد01-17-04, 04:25 PM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Ahmed Alrayah01-17-04, 08:35 PM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Osama Mirghani01-17-04, 11:30 PM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Abureesh01-17-04, 11:45 PM
      Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-18-04, 09:35 AM
        Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ شتات01-18-04, 12:41 PM
          Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-18-04, 12:52 PM
            Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-18-04, 01:46 PM
              Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-18-04, 02:26 PM
                Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-18-04, 02:47 PM
              Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ شتات01-18-04, 02:47 PM
                Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-18-04, 03:02 PM
                  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-18-04, 04:06 PM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Osama Mirghani01-18-04, 09:22 PM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-18-04, 09:42 PM
      Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ abuguta01-19-04, 09:56 AM
        Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ doma01-19-04, 10:53 AM
  Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Yasir Elsharif01-19-04, 03:00 PM
    Re: هل كان محمود يصلى صلاة التقليد المعروفة ..طبعا ..لا..؟؟؟؟؟ Yasir Elsharif01-21-04, 11:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de