عندما تتنفَّسُكَ الأغنيات وتغتابك اللهفة

تنحبسُ أنفاسك لمجرد التفكير في الكتابة عن ذلك الـ " شيئ " الذي يفجِّر فيك صباحاً مفعماً بالغمامات والهديل
وينثر في قلبك حبيباتٍ من الألق والوَلَه والانتشاء
يأخذك بعيداً إلى سماء
ويطوف بك في دنيا لا تشبه الدنيا
تتوه نفسك فيك
تبحثُ عنك و .. تجدك
تجد الأصائل قريبة منك كأنها جلدك
وتشعر بأن الأعشاب النبيلة تتمشّى في أناملك بخدرٍ لذيذ

**

مَنْ ، غيره ، يقوى على زلزلة الارتباك
ومن يجاهر بطرد الضجر كما يفعل
ومنْ تراه لا يستسلم للنعاس ويطرد التثاؤب هكذا ؟
مَنْ ، غير هذا الذي ما إنْ تصابحه حتى تشعّ فيك المهرجانات
وتتنفّسُك الأغنيات
وتغتابك اللهفة !

**

من شجر ضئيل يتبرعم ، ويستلم النشيد
قطافُ ثمراته عيدٌ يزاوجه العشّاقُ بدماء ورداتهم السخية بالألوان والعبير
رحلتُه أطول من شهقة غريق
وحمّالوه يحاكونه في النُّبل

**

الأهازيج كلها في المتناول
الأناشيد
وبياض اللحظة الراعشة
يحدث لك هذا وأنت تتعبّأ بالهتاف الذي ينادي روحك من الأقاصي
ويسلمك إلى هذيان يؤرجحك بين فرح غامر
وسكينة شفيفة أخذتْ من الحزن مَلْمَحَاً متحضّرا

**

نكهة النور
وطعم الانتباهة
ولون ضحكة الأطفال
تجدها كلها تترقرق في جوفك
صباحاتٍ بكامل حدائقها تتمطّى فيك
فراشاتٍ ونحلة وحيدة
غابة من الشموس الصغيرة
وأطنان من الندى ومن كلام الشعراء
كلها تأتيك في نوبة الهذيان الذي أرجحك بين السكينة والفرح
تجد نفسك متصالحاً أكثر مع نفسك
تجدها قريبةً . واضحةً ومنتشية

**

عندما تفرك عينيك صباحاً
وتهيئ روحك لمصافحة الحياة والشمس الجديدة
عندما تهمُّ بمبارحة الغشاوات
التي تتهدّد مصير يومك الحريصُ أنت على اشراقه وتميُّزه وحسن ختامه
عندما يحدث لك ذلك
ما عليك سوى أن تصنع ما يناسب مزاجك من ذلك الـ " شيئ " الذي
تتهجّاه أبجدية البن
وتموسقه اوركسترا الفواح
وعلى مهل .. ارشف ما يقوّي عزمك بالمثابرة
من قهوة تُهَنْدمُ التفاصيل
وتطبعُ الذات باليقين
وتعطي الوقت شرف الذكريات البهية

**
ِ
اقتربوا اكثر بفناجينكم
إنها قد تمطر الآن