تموليلت: سيرة وحَجَر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2005, 08:04 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات (Re: محسن خالد)

    يتسلسل



    سيمو: (تمسح الأُمومة وتكتب تيموليلت)


    أنا المرفعين،..
    أشيل رجولي علي حُجار الجبل، هوب هوب هوب
    والعواء يَنْسَنُّ وينشحز علي حواف الصخر، يُطَرِّق المرفعين صوته في جُملة أصوات المؤذنين،...
    هنا مدينة من "المح"، شفائف مخلّلة بالشري والنبيذ، نمص السَّكَر من عروقو، والفتنة من تُرَعها الراكدة بالدم، الشفاه،...
    يا مدائن "ألن غينسبرغ"، يا مدائن زعيم البتنكس حي الله قُومي،...
    أشيل رجولي علي المدن الطاعون، هوب هوب هوب
    وأوصل مبيتي ومعاي حق المبيت،...
    حيَّ يا لَبَّ الشجر للشجر وقَّافي
    وحيَّ يا شوق الطيور تحت الرفيف متخافي
    الليلة الكلام أجرح من كلامو
    البنات ويقود،
    والمرايس رايبه روب،
    ويا ليلنا الطويل، عوّافي

    وأوصل بيتي قرقور المرفعين، الليل الأملس وممسَّح بالزيت، أنا لن أعيش حياتي كَعَرَض للحياة، ولن يبلغ شَقَّتي شبحٌ ليتأسرن في الأُسرة بدلاً عني،...
    الليل نادل كبير،..
    يقسمنا مننا وفينا في فت كاس، نصف وَنَسْ ونصف شلهتة،..
    تدير تيموليلت كاسيتة أو شريط لـ"ناس الغيوان" والغناء يتلخم فينا وفي الوجيب الفيهو يدخلنا سريح سريح،...
    والغُربة بمَصْرها لنا، لو كانت تشرّنا على درابزين السياج كنّا سنقفز من بلكونتها إلى الطريق، أبداً، كنّا منديل قبضتها،..
    ناس الغيوان: آآآه وا ندامتي، مَالْ كأسي حزين ما بين الكيسان
    الكورس:
    آآآه آآآآلصينية، وآآآه يااا الغربة،....
    نَسْمُوا و نَسْمُوا، نترك بهو الشقّة، أرضيّتها المُرَبّعات مُرَبّعات، أريكة تنطّط فوقها أشباحنا، الشبح قالب لطوب إنسان ما انضرب لسّه، أو قالب لطوب إنسان آخر، ما عجبتو ملامحو على بوخ الحصى، ونصعد نصعد، نخرج من جفيرنا ونصعد، نتعنقل التلاتة في بورتريه تاني يكون قريب من ناصية بورتريه العارف محمود،..
    ملائكة ملائكة، سريح سريح، صينية صينية،..
    وكل كلام في تلك الساعة مدفوع بنسخة ثانية منه، وبنسخة من ملامحٍ لنا أخفت من وظائف للوجه مشرورة على العظام، وأثرى من تفرّعات اللحم،...
    الآن حفريات على الوجه، لا تخص وسيم وحلوة بأي نظرة، لا يهمّها شيء، ولا حتّى إنجاز مرحلة في الاستدلال والتعارف ناهيك عن التوصيف،..
    آآآه آآآآلصينية، وآآآه يااا الغربة،.... الكورس: آآآلصينية...
    يصيح "ناس الغيوان" كلهم، ممكونين،.. (آآآلصينية)... حينما يغشاهم عَبّار الليل،...
    الصينية بمعنى اللّمة للأكل، مع الأسرة بتمامها، الطبلية في مصر، وفي حالة السودان يخذلني قاموس عون الشريف قاسم لأعثر لكم على مرادف، فما بين -الديوان- وبين عورة مخازن النساء يركن أصغر فتى في البيت درّاجته لوردية الخدمة،..
    يخذلني عون، ولكني لا أخذل فتى الدرّاجة، الفتى تفوّزه حَيْرتي في سباق، فمع شُح صحونه يعثر على رديف،..
    الليل نادل كبير، يلمّنا فاضيين، وفي بالو يقفِّل من التعب،..
    ونَحْنُ لَسْنَا منكتّين أغبياء، لنطالبه بواحد طلب من شطّبنا،.. كلا،..
    نحن نُشَطِّب معه، وندّخر النهايات لعروق نهاياتها،..
    ما نعستِ ياك؟
    وقولي نعست! يعني أنا منك لسيمو ناقصني النوم؟
    ربما ترثي لحالي:
    "أكلّم مُنى تجيك؟ تُعزّك هي، صارت تحبك، ماذا فعلت لها؟"، تهشني تيموليلت بعيداً،...
    من بُعدي ذلك أفلقها بحجر: نكتها من وراء،...
    آويلي آويلي، ما تحشمش، مريض ياك؟ تسألني هي، ثم تضحك فيتسمكر الشغف، عيناها تضيئان بلمعة ندى بديع وباقي السَّكَر، ضحكتها تلف هالات هالات، ترفرف على وجهها كله كالفقاعة، ثم تذهب لتغطس في عينيها وتستحم بنداهما، تغرف تغرف ويتطاير الندى، يا ديني هذه الضحكة-البسمة، "جناح عصفور" راعشة ومبتلة ومتشظية ألوان، ملكها، ملكها وحدها، لكم هذه الفتاة ثرية، ولن تخوض يدي في جيب حالي بحثاً عن ثمن تذكرة لرهان ما،...
    أضحك أنا، فيتسمكر حرمان الحرمان،...
    الحرمان يتشتّح مطروحاً على الأرض، ليضاجعه نمل الغُربة اللحوح بتقاطراته كلها، يتناك نملة نملة، فيحمل بي منوي في ضنب منوي،.. ليلدني قويم كائنٍ واحد، خمّنوا ماذا يكون؟..
    أقول لها، من منا المريض؟ برضو أنا جُوَّة الخط، الآوت وفاول كمان الله عالمبو!
    الرجال كلهم يتزحزحون الليل بطوله، ليؤبِّروا المرأة من الخلف، أضيف أنا،...
    "ليسوا كلهم"، تحتج تيموليلت،..
    أتحداك، الكذب وحده من يضعهم في نظرية كلهم وبعضهم هذه، لو كانوا بلا أقنعة مثلي لعرفتِ مزاجهم على حقيقته،..
    خيَّبتيييها يا، خيَّبتي الهَدْرَة؟ تقول تيموليلت، بينما تنخفض نحو الأرض لتغرف سيمو من جواري،...
    أضحك بدوري، ولا أسألها: هسي البتعتِّلي فيها دي مودّياها الكَشِف؟
    سيمو من اللين تدفّق وتسيل مثل مولاص السُّكَّر، الشراب كافر يدفّق النسوان مني على الطاولات هَدْر هَدْر، تَبَخُّر تَبَخُّر، وعِبِّي فضاء فوق الكائن الصاحي وممكون،...
    تخمخم تيموليلت البنيّة اللادنة جقمة جقمة،...
    ترفع تيموليلت رأسها وتقول: بغيتِ "مُنى" نعيطلها ياك؟
    لا، شُكراً،..
    بغيتِ شيء واحدة لوخرا؟... أي أُخرى،...
    لا يا تيموليلت،... أُعابثها... أنا إن شاء الله أموت ذاتو، مُش مهم، أهو قاعد هنا يونِّسني النبيذ وأونّسو، والليل يقول لينا نكتة، بس إنتِ وسيمو لو انغرضتو في النيك أب ولادة، والبِقد السدادة، ويأكِّل الواحدة منكن الوسادة، ويحميها تقلب الشهادة، قولوا عووك،..
    والسجع على وزنة عصر ابن العميد هذه، نكاية في إيتل عدنان،..
    تضحك المسخوطة،...
    تغمغم بمرح لا أفهمها معه جيداً، وتأخذ مفتاحين من طبلون المفاتيح المعلَّقة. هناك مفاتيح كثيرة لفتيات الخدمة في البار، تحتفظ بمفتاح وتناولني الآخر -تُلقي نظرة في المرآة الواقفة لجوار طبلون المفاتيح- هي تحتفظ إذن بمفتاح دربها إلى المرآة الثانية، المرآة الآدمية –سيمو، ثم تُسَرِّح شعرها في مرآة الزجاج بأصابعها فحسب، وتذهب لتتبادل الانعكاسات العميقة مع ذاتها الأنثى-سيمو،..
    أنهضُ قليلاً لأتناول المفتاح من يدها، يبرز وجهي في المرآة الزجاجية، أسَرِّح مصيري وقَدَري، ليس في المقابل، ولا في الموازي للحركة التي قامت بها تيموليلت، بل في غارق جهة لا تبين،...
    أتذكر فتيات الخدمة، بار تيموليلت، الفنادق، الطيران، المؤسسات،...
    الجِدّية المعطونة في الحلاوة واللباقة، المساخة الخفيفة والمحنَّكة لزوم لجم الجامحين من الزبائن،..
    فتيات خدمة البار يُقِمْن في الشقة المواجهة لشقتها، الباب مفتوح، تلمح إحداهن تيموليلت بجوار طبلون المفاتيح فتبدأ استفتاءً ما:
    ... آلشريفة؟،... بغينا؟،..
    تُؤشر لها تيموليلت بالانصراف دون أن تدعها تُكمل،..
    الليل انمحق خلاص، ولم تعد تيموليلت تُميِّز طيزو عن طيز سيمو،..
    خُطا فتاة الخدمة المنكسفة قليلاً تبتعد في الليل، خُطَا ثانية ومسرعة لأُخريات تتوزّع الممر، طَقْ طَق طَقْ، الكعب العالي، القفا العالي ومزاج ومنتهى الشهادات العالية، أعرف من وقع خُطاهن زنة الردف من كل عابرة فيهن، يا لني من مرفعين عاطل،...
    تمضيان ناحية غرفتهما، وكُلُّ واحدة منهما، تشتل جسدها في الأخرى، وأبقى وحيداً، لا بَرَم ولا عُلّيف لي، ولا يُشاتلُني إلا الشراب،...
    أتظاهر بالصلابة والحسرة تطلع من منابعي إلى أقرب باب شارع جُوَّاي، تضع كُرسيها وتصنقر في درب الروح، نداء أهلنا الشوايقة يزيدني من اللؤم المفلس:
    العُمُر لا حَدُّو
    والمَسير لا مَقَدُّو
    البريدنا نريدو
    واليابانا قَدُّو
    الحسرة تصنقر في درب الروح، تُكَفِّر المارَّة بسرحان مشيها:
    معاك سَفَّة،... ولعة يا حبيب،...
    جِنّي يبقه قِبلة ومشهاد صلاة، وعليهو جنس وضوء من الهيمان، لا تشطبه المؤخرات مهما ترنَّمت وزمبرت، لأُكافح في أعماقي النداء الآخر:
    الليل برد وكلو زول طَبَق بُرِّيبتو
    وخَلُّوا المتلي راقد في السَّقَط.. وا صيبتو
    أسمع مشية تيموليلت المستأنسة من جديد، بداخل الغرفة، وَضْع الفينشينغ لتلك الليلة، زلقات الشبط الخفيف، الشبط المخصّص كسمسار بين سرير شخص نعسان، وبين مفاوضات دولابه وتفاصيل آخر الليل، اللمسات الصغيرة والأشياء القريبة، في حدود أن تستبدل لسيمو قميصها بقناع قميص، ستيان متهاون وغير جاد، يبتسم في جهة ويشرد منه الحليب في جهة، تسليم حَلَقهما للدولاب، الغوايش والسلاسل الرفيعة والرقيقة، ما يؤكّد قيمة العنق والزند وليس قيمة الذهب كما هو الحال مع نساء السودان والخليج. شبط خفيف، سمسار، يادوب بووم بووم يسوق قِطار تيموليلت وسيمو للحمام، لأجل كريم أو لتفصيلة نسائية –خاصة بالليسبيان- ليس بوسعي توقعها مهما خمّنت، بووم بووم يجوا راجعين، ترلّة وراء ترلّة،..
    تخت الخمسة وبرضو معاك الخمسة، ينزلق الشبط مختصراً هذا القطار لدى صنفور، زَلْقة مَنْ رفع رجيله على السرير، ليضرع بهما من بعد في دعاء الجسد،..
    فيهلوس بي الشراب، في أسئلة الرجل الأميبي، وليس الشفقة على وجودي ولا الرثاء على المآل،..
    إيه الخلاني ضيعتك يا روح
    وعَمّدك في ريفي الحزين؟
    لو فكرة جابوك من وجود
    ذي حداشر بُعُد
    الباقي من أبعادي وين؟
    ومن قبلك كيف كان طقس الكلام
    وآدم صانِّي طين

    مخلوق صغير وفانٍ هاهنا يا رب، حكمة صغيرة وهالكة لا محالة، تنقر أيامها كعلبة التمباك وتستمخ،..
    هذا أنا يا ربي، محسن خالد، أنت دائماً تقول أيها الناس، وأيها المؤمنون، ويا بني آدم، أو باختصار (أيها المبهمون – أيها الـ"س")،.. ولكن هذا التعميم، أو وجودك الذي خلقته بكامله، هو في الحقيقة الشخص فحسب، أنا محسن خالد، لستُ الناس ولستُ "س" ولا "ص"،..
    زول "محسن خالد" له اسم وليس رقم، كي يتحدّد مصيره وتوابعه بدقة، وكي يجنح به الحال نحو أقدار مُتَعَيِّنة، وكي لا تُسقطه مشغولياتك مع العباد الكثيرين في الرمز وحال الرياضيات، زول بعضَ روحٍ منك، خلقتو سمبرية وسُقدة في فت رقبة ومنقار، تنقد النهار كلو، وتتلفت الليل بطولو، وبعد دا لا حايقة في دنياها لا حايقة في التوهان عليك ومنك،...
    جسدي مزنَّد نار تمددو في كل اتجاه، دبيب غربة وسندالة حلب يطيّعوا عليها شفاف الروح، وتندق عليها الأحزان،..
    روحي تتشقَّق من وجيبها أرواح في تصاريف أرواح
    ليلي أليَل من ليلو، ونهاري أشرَق من إملاء تديها الشمس،..
    وكل حاجة مني داشرَة فوق ما عونها، وأبعاضها تشتر أبعاضها عن قصد وبواقع التكوين،..
    أنا لستُ منحطَّاً كسقراط، إذ يصفه نيتشه، لأعتمد على العقل وحده كمُنجَز لي،..
    أنا فنَّان وأعرف ألعاباً أكثر استكناهاً للوجود ولك من العقل،..
    أنا المفكِّر من النوع الذي يُرصّص الأشياء بفأسه، كما تُحفر القبور وتُشَق الترع وتُزرع الأشجار،..
    يغور المُفَكِّر أب مسطرينة، يملِّس يملِّس، حيط لا تحتمل حجاوي المطر،..
    البيني بينك يا ألله أكثر من طاولة المحاسبين وكُرسي استجواب،...
    وبرضي بعَقَاب الخوف الفيني مستغفرك،..
    وبرضي لا أنجو من عذاب التفكير هنا، لعلّ أقوى عبارة كتبتها في (إحداثيات الإنسان) وفي مجمل حياتي: جهنم ليست حَلَّ الله الوحيد،...
    أمَّا حل الإنسان الوحيد لكي يواجه العذابات الكثيرة وأصناف هذه، فهو استئناس هذه العذابات والاستمتاع بها بدل الهرب منها، إذ لا يُجدي، فما معك سوى أن تجنح لاستئناسها بتحويلها إلى عذابات أليفة وداجنة، مثل "الكُرّكاب –صغير الدجاج"، ككووك كووك، كككوووك، ويا أذّانات السماء ضوقي طعم أذّان الأرض،...
    بغيتِ شيء حاجة آلشريف؟ يُوقظني صوت تيموليلت من ورائي،..
    ما زلتُ أتمدّد على الكنبة، فألمح الرداء القصير لصبية المدارس من جديد،..
    مفَاحة الغواية للأفخاذ المستديرة وبندق، مفَاحة تيموليلت طاخ طاخ طاخ، لآكلها ظرف بارود وراء ظرف بارود، فعلاً بت رصاص، مندفعة، حامية ومولّعة، صدر دوائر محكمة، وكذا الأرداف، الأفخاذ، الوجنات، والرصاص بمشي كيف؟ حلزوني، دوائر دوائر، وفي خط مستقيم وقاتل الوصول،..
    الآخرة التي شاءت أن تنبت تلك، تَحَتِل من جديد، أريتها ما قَلَّعت، أنا ذاتي أحتل أحسن من أقلِّع جنازة بحر، تحتل بمفاهيم ادَّخاراتها وكونها بائتة كلها، هاهي الحياة طازجة، وكاش داون،..
    وكمان، مدعومة بعُطب بنيوي لآلة اسمها البشري، من أعلى درجات الارتباط بالحياة المصمّم بداخلها ذلك، وحتى انفلات اليأس،..
    إيش بغيتِ إنت يا تيمو؟
    أغمغم بمرح لن تفهمه هي: أنا قلت لا دربي ودرب قزازتي دي، سيمو كرعيها يكونو بين أب ريا والتريا، في أعرض دعاء للجسد،..
    تضحك، إيش إتقول إنت يا؟ شيء هدرة خايبة ياك؟
    تأخذ قنينة ماء من الثلاجة، وتمر قريباً مني، أديها رصعة، علي الكدايس،..
    القطط التي لم يُؤذن لي بفتح الجوال حتى الآن، لأعرف عددهن،..
    وهولبلب، يا كعوات تيموليلت كم في الميس؟ وهو-وَيْ وَيْ،..
    (أزقا يا- روق ياخ)،.. وتلتفت مبتسمة مع الرصعة، لتصب عليّ شيئاً من ماء قنينتها،..
    يتمرجح بندول الرجل بين فخذي، كينغ كينغ كينغ، تصحو كنائس الجسد مرتِّلة، يترجل المسائح كلهم من فوق الصليب، ويا كنائس المسبّحنو بالمسام، حي الله قومي،...
    التراتيل،...
    قدوُّسٌ هو واهب الإنسان لأجراس العدم،..
    جنس بنيَّة زي دي، وسريرها سيمو، خدّها ينوم فوق خد المولاص، أنا ما أشوف لي حَلَّة فوق نار أبيت فيها لان، شكيتك علي الله يا تَمْلِي موت،..
    تبتلعها الغرفة السايحة في مولاص سيمو من جديد، من حلاتها لحلاة السَّكَر وكلّ اللوادن وموائع، تغار المياه المصبوبة ناحيتي، التي لا طعم ولا لون ولا رائحة لها كما في درس العلوم، تنزل عليّ قطرة بنزين وراء التانية، وأنا أصلاً كبريت،..
    يطير قلبي من حرائق الروح ويقع على أرض جُوّاي في تشظياته، يقع صَدَفة الودع الكبرى، فيجد أنّ تيموليلت هي "الجودلة". إذ ذاك يعم الرمز طريق الحِلّة والبيوت، وعيون نسوة تنتظر تموين الغيب... الودّاعية/ الربَّالية/ الشُّوفَة... ويقع النداء بكامله في حارة الأغنية، الرمز المختزل،...
    الرمز ماعون ما لا ماعون له،..
    البدولة حبيبتي البدولة، هَيْ يا شامة وشامة شامة، شامَة لا..
    وكان المُغَنّي يزيد من عند رأسه، كما كنتُ أظن:
    هووي البدولة، وهَييي الجُودلة، أموووت الجودلة،..
    وهَي يا شامَة، وشامة أوعَ تقولي لا...
    فيمتلئ طريق الحلّة الضيّق، في رأسي، باستبصاراته المختلفة، إلى النهر، إلى السواقي، إلى السوق، وحتَّى المقبرة، ناس يمشوا ويمشوا، لا يكمل عليهم الدرب لا ينولد ليهم المكان القاصدنو،..
    وأقعد أنا في ضُلي وضُل الشراب، مدنقر –متوحّد- وغير مدعو، والله يفوت مع ناس الشمس وناس تانيين، كشكيش كرعيهن البَشُوش علي الرمل، ريحة ريحتن وقرقرابن، العازمن منو يا ربي؟
    أزمان تمتطي ظهور أزمان أخرى، وتقطعان مخاضة الدهر، الحياة مخاضَة واحدة، وكذلك الإنسان،..
    عَرَضاً، تمرُّ تيموليلت لأفهم أنا نقطة ما وقديمة، كتاب "تشحيذ الأذهان، بسيرة بلاد العرب والسودان" لابن عمر التونسي، مُواطِن أعزّ أصدقائي الروائي التونسي والمترجم القاطع عن الألمانية "علي مصباح"، المتخصِّص في فريدريك نيتشه، وفي حب السودانيين على وجه الخصوص، لدرجة تجعله يهاتفني دوماً –ومن برلين- بآخر نكتة سودانية قبل أن تصدر في الخُرطوم، أحببتُ منه "هذا هو الإنسان" ليس لأنَّه كتاب نيتشه، وليس لأنَّه ترجمة صديقي، ولكن لأنه أشجع سيرة حياة مُفَكّرة ومصادمة، الذي يُريد أن يكتب والذي يُريد أن يهندس على نحو جديد، وحتَّى الذي يُريد أن يُعَرِّس ويعثر على عروسة له بالفعل، وينجو من مجرّد التحالف مع إمرأة لإنشاء (ميز سكني) وليس بيت مُحِبِّين، أو الذي يُريد أن يتعرَّف على الـ(CNS) ليُطَبِّب بأسس فاهمة وتضع الجنون في اعتبارها، فلا بُدّ له أن يقرأ نيتشه لدى هذا الكتاب،..
    أزمان تمتطي ظهور أزمان أخرى، وتقطعان مخاضة الدهر، الحياة مخاضَة واحدة، وكذلك الإنسان،..
    أكون بالجزائر العاصمة، دون مواقيت، أنا حياتي كلها، ورواياتي كلها، تزهد في الزمكانية، أريد لها أن تكون متوحّدة، بَريّة ومُرضعة وحش، وشريدة أبداً، لأجل أن تبحث عليك لهفة ما، اللهفة نقَّاع الوحشة،..
    - أين هو؟ أين هو؟
    يُسلِّم علي مصباح على الناس دون أن يعيهم،..
    يسأل زميلنا "علاء البيوك -فلسطيني"، أين عُطيل؟
    بدّك الأزرق؟ الأزرق بمعناها الفصيح والسوداني هذا يُعَلِّمها لعلاء التشكيلي السوداني "ناصر بخيت"،..
    علي مصباح وجَوَّاد الأسدي، لا يعرفان لي اسم عدا عُطيل،..
    ولكي تتراكم الصُدَف جيداً لدرجة تَضَرِّي الوهم والحقيقة في جِهَة محاصيل واحدة،..
    أمرُّ أنا مع فتاة جزائرية صغيرة، 16 سنة وغاية الفتنة الطفولية، الصورة والتكوين بالضبط لسلوى، فتاة قصتي "الوجود والوجود الآخر"، الربشة الخفيفة مع ذكاء خام وفطري لبصيرة متقدة، الدروشة، كنتُ أراجع مهاراتي أو إخفاقاتي بمذاكرة البنيَّة مع قصتي، ولَمَّا أحسست بلاوعيها وصِغَر سنّها يكادان التعلّق بي، أخذتُ أتهرّب منها كي لا تُضارّ،..
    تآلفتْ هي أيضاً مع صديقي الكاتب والباحث د. عبد النبي ذاكر -مغربي، استبدلت به أباها المُتَوفى، ولكم هو ذاكر عزاء جميل وهكتارات من الآباء، وربما هو من عَزّز لها فكرة تطوير علاقتها معي، إذ لم يلاحظها جيداً في البداية،..
    نزوجك أحلى روائي، إيش قلتِ يا؟
    وبنفس سُهوم وعفوية رَبْط قيطان الحذاء، تُجيب: كحلوش؟ حلو كحلوش، بس أنا بخاف من الطيّارات،..
    أنزل أنا من الضحك تحت الطاولة،..
    هسي دي يعرّسوها من وين؟ غرقانة كأجمل ما يكون، دايرة تعرّسني! وألا تعرّس رقبتها المسافرة! وألا زول تاني! شِنْ خَبَّرها،..
    بوقاره الشديد يضحك ذاكر هامساً لي: ود الكلب، ما قلت بتكتب الاندراوة وعاجباك، أمشي أمسح القصة الأسمح وأرجل منك دي،..
    عَرَضاً، من العَرَض العميق كوجودنا نفسه، نمرُّ أنا وهي، تتعلّق هي بشنطة أوراقي الصغيرة إذ تخجل من مَسْك يدي،..
    لدى المدخل، يلمحني الروائي التونسي "حَسّونة المصباحي"، يصيح من مكانه، فين رايح بالطفلة آذبي؟.. ثم يقهقه،..
    الظنون السيئة هنا مشروعة طبعاً، لأنَّ مسرح الأحداث، الهول العريض بفندق الأوراسي،..
    آجي آجي آخالد، ينادي هو، وأتطارش أنا،..
    حَسّونة المصباحي لا يتفوّه بمفردة مطلقاً إلا ومسبوقة أو متبوعة بمفردة "ذِبي"، هي عادة تونسية في المزاح،..
    ألفُّ بعيداً عن طاولتهم، فينادي صوتان بتوقيت أمكر ما يكون،..
    "ينعل عَرْضك، يا ملعون، عُطيل"، ينادي بها جَوَّاد الأسدي، الذي جاء لإقامة أحد عروضه المسرحية هناك، الرجل عبقري والمغرب الكبير كله يحبّه،..
    "عُطيل آشقي، من الصباح ندورو عليك نحن آذبي"، علي مصباح،..
    يلتفت الممثّل المصري "محمد رياض"، لدى الكاونتر، يضحك بروحه الحلوة،.. الله! إيه الحكاية يا جماعة؟ دا أنا كنت فاكر عطيل دا حدوتة،..
    يطير قلبي من حرائق الروح، قلنا، ويقع على أرض جُوّاي في تشظياته، يقع صَدَفة الودع الكبرى، فيجد أنّ تيموليلت هي "الجودلة".
    كتاب "محمد بن عمر التونسي"، الذي يُقَدَّر لي مراجعته وتحريره ووضع كَشَّاف حضاري له، يخوض في سيرة "علم الرَّمل السوداني"، كما يُسميه ابن عمر. فتنشرح لي تلك الأغنية القديمة،..
    هووي البدولة، وهَييي الجُودلة، أموووت الجودلة،..
    وهاهي رسمة الجودلة –الرمز، في الكتاب:





    ويشرحها ابن عمر: (الجودلة، وهو شكلٌ سعيد، يدلُّ على الفرح والسرور، وأنَّ الحامل تلد أنثى، وأنَّ الأمر يأتي على أحسن حال).
    يعني الجودلة، هي الطوطم أو الفيتيش –للكُس،...
    رموز "الرمل" كلها 53 رمزاً، أها آذبي! لو صدقت قراءتي للجودلة، فأين تلبد أنت؟ منذ افترعكما ربي وأنتما توأم، لا تفترقان أبداً، سكّين وجفيرها،..

    وهذا اسمه "العتبة الداخلة"،.. عتبة وداخلة،




    ومحسن خالد ما بفسِّر وإنت ما تقصِّر، يقول ابن عمر: (وهو شكلٌ سعيد في جميع الأحوال. فمن كان أوَّل خَطِّه هذا الشكل أو ثانيه، إن كان مغموماً زال غَمُّه، وإن كان مُتَرَقِّباً لمجيء غائب، قَدِم عليه سريعاً، وإن كان مُعْسِراً زال عُسْرُه).
    ولاحظ أنّها أشكال سعيدة فحسب، دون أن يستثني منها كما هو الحال مع بعض الأشكال السعيدة الأخرى، إذ يحذف من سعادتها كأن يقول، إلا في حالة المرض، المريض يموت، أو إلا في قبض الدراهم، يطلع شيك طائر، وهكذا،...
    أجي يا يمّة، أريد الله، محمّداني العتبة،..
    محمّداك، أمشي ولِّعي حُفرة دخانك ساي وأنبسطي وأبسطي رفيقك، تقول علوية الربَّالية والوداعية في آن، فتجيبها المُحمَّدة بالعتبة مقرقرة:
    عاد يا يُمَّة إنت لسانك لسان حَلَبة وفالت، ..
    من ناحية أخرى، ومحزنة، تدافع علوية "البائرة" عن قصة وحدتها،..
    "عاد يا يُمّة إخير أنا، اللساني وحيدو فالت، إنتن هووي، أسمعن يا نسوان،.."،..
    تخفت الرجَّة قليلاً، والمنتكية منهن تزيح فنجان قهوتها من أمامها بظهر يدها، وتُمَيِّل ناحية علوية الضحّاكة ومضحكة، تواصل هي:
    هووي آنسوان، بركة أنا الفالت لساني وحيدو، نعمنكن كلكن، القاعدات هنا ديل، جُملاتكن فالتات،..
    وينطلق القرقراب والمَقَارَصَة،..
    "شكيت محنك، أم سبيع دِقَق،.."،..
    "عاد علوية اللّيلا جنسو برا"،..
    آمنة إمرأة مؤدّبة وتقية، ذهب بها ابنها العشريني إلى الحج، تعارض النميمة والفُحش منذ رأت قبر الساكن أم صيني:
    كدي آبت أفتحي الشي دا، -الراديو-، إمكن تجينا مدحة، علوية شدّاها عاد،..
    مافيهو حُجار آخالتي آمنة، تزوّر البنت، فهي شابة ومراهقة، طاعم لسان علوية الفالت وألا المديح؟
    حاجة آمنة إبليسة: عاد إنت آلممحوقة! عاجباك طمسة المطموسة دي، تمدح آمنة، للشيخ علي المبارك "الصوت الجارف والوحشي"، فَذّ الجمال:
    شوووقك شاويني
    طاااهِا يا الساكن أم صيني
    وشوووقك شاويني
    ***
    آآهييي...
    لاحن لي بروقاً من جيهة البلد الفيهو يقيني
    ويا ألله تحلحل قيدي توديني
    وشووقك شاويني،..

    مدحة آمنة تحمّسها، تُغبِّش لها جيداً غواية علوية، فتقول: هووي آعلوية، كان كدي قولينا قوموا ساي، خربتيهو الكلام يا بت أمي،..
    (خيبتيييها الهدرة!)
    تطالبها النعمة، صَرفاً للغلاط، هَيْ يا يمّة ختلينا الودع، والله (الربل) المسيخ وأب ريحةً رجال دا بمرق لي الجبنة من نفسي،..
    لا عَجَب، فالغيب ضرب من ضروب أمزجة الناس،...
    تدلق علوية جُراب الودع الصغير، على خطوط الرمل في ضارب الأرض والقَدَر، ثم تستعدل كَشَرها، تُضايره، كي تتكلم، أصابع يدها المعروقة تنغرز بين خطوط وحَبَّات مصيرها، صَدَف الودع، وظيفتها أن تُفَلِّي مصيرها ومصائر الآخرين إلى الأبد، إذن لن تجامل أحداً مهماً كان في الطريقة التي تقضي بها يومها، أو تُعَبِّر بها عن حالها، والوحدة تساعد الإنسان على استنباط السخرية، وملاحظة الوجود بمشرط. الذي بوسط القطيع لا يلتمس من وجوده سوى أذناب من معه وجشاءهم، والتفاته مع ضراط كل من ضرط،..
    "هووي يا آمنة، أملي بطاطيرك ساي، وخلينا من علم أبو جليقة الليلك دا، الساكن أم صيني فوق عديلو، سمع أضاني دي، قالوا راجلك محمود سروال صلاة الجمعة ما عندو ليهو طَبَيق"،..
    "التاية" قرقارة وكاواية هي الأخرى، كدي يا يُمَّة، عافية منو محمود ود عمتي، باقي الأسبوع أم ميطي ساااي مع حاجّة أمونة، وصارعِني وأنصارعَك؟،..
    النسوان ملاعين، وأفحش وأشطن من الرجال حين خلوتهن، حاجّة أمونة إمّا أن تحرد حجّها، وإمّا أن تحرد تتبع أخبار ولدها المغترب، حيازة علوية،..
    (أملي بطاطيرك ساي) هنا الريف تيكنيكس، الحُلُم،.. الحب،.. الأخبار،.. السينما،.. أفلام البورنو،.. الفياغرا،.. ومجمل حياتهم ينجزونها بتحلّقهم حول صَدَفة الودع الشيطانة هذه، والمأمول لها أن تنفذ عبر السرمد والعوالَم الخبيئة كلها وصيرورتهم القاسية،..
    كنتُ سأجن إن لم أعثر على رواية (شيفرة دافنشي: The Davinci Code) للكاتب (دان براون: Dan Brown)، ولكم خذلني الرجل وكتابه، وهكذا هو الحال معي دوماً، مع مثل كُتب الدعاية والإعلانات هذه، كُتب يؤلّفها الشخص ليكرّس فكرة واحدة ولا يهم إن كانت غبية أو ذكية، لأنها بالأساس تدلُّ على محدودية كاتبها وركاكته، الركاكة نتيجة حتمية لضعف الخيال وغياب بصيرة الإدراك وبطء الدماغ، مثل هذه الكتب تقبلها كمقال عمومي مزعج، أمّا لو خضت معها في البناء الفكري والفني والتفاصيل، إلا تدفع ليها حق المبيت في رأسك من جيبك،..
    خلاصة الرواية، صفحتها الأخيرة، ينتهي المؤلِّف بالعمل كله إلى الرمز،..
    السيف رمز الرجل، بشكله الأقل شيوعاً كما يقول "براون" ليرسمه هكذا:




    وإذا رسمنا الشكل نفسه على نحو مقلوب، نحصل على رمز "القدح"، مُمَثِّل الأنثى:






    وباستدخال الرمز الأول على الثاني عمودياً، الناتج:




    نجمة داؤود، الاتحاد الكامل بين الذكر والأنثى كما تثرثر شخوص المؤلِّف،..
    مجمل الكِتاب (هنا اليهود)، انظر بنفسك خِفَّة العقل والضحالة، الكاتب أو الفنّان بحق لن يُكَرِّس نفسه لقبيلة ولا لدين ولا لأي أحد أو جهة سوى الفنّان فيه، ليس الفن للفن المستهلكة والتافهة هي الأخرى، بل الحرية كميزة للفنان الحقيقي،..
    في دينكم وذمتكم، رمل علوية الفوق دا، ما مدروج ومكرّب أكتر من الشكل الأقل شيوعاً والكأس، لأنّ رموز علوية نبتت من الطبيعة –الحُرَّة- وليست من فكر انحيازي مُهَرِّج وصغير،..
    أسمع الهمهمة المعزولة لمخلوقين يصطرعان والعدم، صوصوة الأنثى ومنقار الحنان، عَجْن الرائحة برائحة من تدرّجاتها،..
    أنا يا ربي أغمس ريحتي دي وين الليلة، أشرّها في رأس ياتو شجر، كان يشيلها غُراب ويشيلني نوم،..
    وبرضو الشجر يكلكل في كرعيهو الجدول، الضحك ما شَرَطَك عاد،..
    من غرفة تيموليلت، أسمع الهمهمة الخافتة لموسيقى "تريستان"، يوزّعها شاب مغربي كاسر العبقرية، يا راقية وبراك إنتِ يا تيموليلت،..
    فأرى وجه نيتشه، الذي يجلس في الظلام، هذا أنا يا نيتشه، يا عدوَّ سقراط وشكسبير والفلاسفة الألمان إجمالاً، يا عدوّ الأيقونة المجتمعية ومُقَلِّب القيم، ويا صديق ستاندال والموسيقى مثلي، ويا صديق ريتشارد فاغنر بـ"مولد التراجيديا" كلها،..
    اليوم ليس بمقدور الموسيقي أن يصادق كاتباً أو مفكّراً، لقد انتهى زمانكم، زمان العباقرة في كل شيء، الموسيقي الذي بوسعه مجاراة الفيلسوف، ذاك انقرض، اليوم مزيكاتية يجارون الراقصات هزّة جعبة تلو ترويب نَهَد،..
    أعرف أنَّ الأرض ستُقَشِّرني ذات يوم لدود مَعَجَّن، طبعو شين، وبتاع ملاين،..
    ورغم ذلك، أُفتَن، وينملص الدين مني بخوفو وكلام ربَّطيهو زي شبط،...
    حين أسمع الوحوحة وقِرْقِر الخافتة ومتقلِّبة، مرّة أسمعها من جهة فوق، وتانية من جهة تحت، أتلفَّت، الشَّقّة بنكهة طراز الأندلس القديم، هناك فتحات عُلوية للطابوق قريبة من السقف، بتتباصر، بس أتطفل يا ربي وألا بتصبح أتجسس؟..
    يا خوي بتصبح الدنيا، إن لم تطابق دربك ومصيرك كروائي ومفكّر شرس،..
    آه، تذكرت، الممر يتدلى بعيداً في سرداب، السلّم الرشيق مساهر هناك، فتيات الخدمة ينزلن به زجاج الشراب وعلب البيرة من الرفوف،..
    سَكَر الجنائن وشجر الفواكه ناسو خلاص نامو، أها يا محجان الكنوز دَلّي لينا سَكَر الناس، ناس تيموليلت وسيمو البرمو في الشوك،..
    الليل يحدّثو قلبو معاي، أها.. أها.. عديلة يا ود أبوي، ونجيب سلّمنا، يطقني علي كتفي وأطقو علي كتفو، الخائن الله يخونو، والبنشوفو ندفنو في محلّنا دا،..
    يشاغلني الليل، لكن أنا دفني ما قالوا كراعو برَّه،..
    إخير إنت، أنا كمان جَبّانتي نص الكتب، أقوليهو وتشيل حِسَّنا ضحكة أظرف اتنين قَوّالين،..
    الليلة يا ود الحرتي تشوف الزرّيعة ورُبط البرسيم ببتّقن من براهن كيف!
    الليل يتاوق معاي من جسم مبناه الأساسي، شُرَف وبلكونات، نجلس في همبريبها، نقرمش تسالي الوجيب، ونكتح قُنَّانة المُر والعذاب،...
    قلوبنا البندق،..
    قلوبنا الكرباج،..
    صج صج، جبتك جبتك، يطيع ضهر العذاب نستأنسو، نسكّنو برج الحمام ونوّلفو طعم عَليقة الكُرّكاب،...
    ككووك كووك، كككوووك، ويا أذّانات السماء ضوقي طعم أذّان الأرض،...

    (عدل بواسطة محسن خالد on 04-03-2005, 09:00 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 04-03-2005, 09:02 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 04-03-2005, 09:10 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 04-05-2005, 01:44 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
تموليلت: سيرة وحَجَر محسن خالد01-10-05, 01:46 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات المعتمد01-10-05, 11:07 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات خالد أحمد عمر01-10-05, 11:58 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات مصطفى عجب01-11-05, 00:10 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:25 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:26 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:26 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:28 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-11-05, 00:18 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات عاطف عبدالله01-11-05, 00:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات بدري الياس01-11-05, 05:04 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-11-05, 08:45 AM
          Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-12-05, 05:50 AM
            Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات أسامة معاوية الطيب01-12-05, 10:26 AM
              Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Abo Amna01-12-05, 04:25 PM
            Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-16-05, 11:27 PM
  تيموليلت محسن خالد01-13-05, 03:31 AM
  البيضاء هشام المجمر01-13-05, 05:21 AM
    Re: البيضاء حبيب نورة01-13-05, 06:00 AM
      Re: البيضاء محسن خالد01-13-05, 12:13 PM
        Re: البيضاء bayan01-14-05, 01:35 AM
          Re: البيضاء sympatico01-14-05, 03:48 AM
            Re: البيضاء Tumadir01-14-05, 04:15 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات fadlabi01-14-05, 04:29 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-14-05, 09:29 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات صلاح نور01-14-05, 10:29 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات TahaElham01-14-05, 10:50 AM
  ندعو لك بعاجل الشفاء هشام المجمر01-15-05, 01:56 AM
    Re: ندعو لك بعاجل الشفاء عاطف عبدالله01-15-05, 07:45 AM
  محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة هشام المجمر01-15-05, 10:02 PM
    Re: محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة bayan01-15-05, 10:48 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-16-05, 11:40 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 08:44 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات bayan01-17-05, 09:16 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Isam Widaa01-17-05, 09:38 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 09:46 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Fadel Alhillo01-17-05, 09:34 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-17-05, 09:45 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 04:20 PM
  تيموليلت: يتسلسل محسن خالد01-17-05, 04:36 PM
  حسناء هشام المجمر01-17-05, 10:25 PM
    Re: حسناء محسن خالد01-18-05, 03:28 PM
  يتسلسل محسن خالد01-18-05, 03:38 PM
  (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) محسن خالد01-19-05, 10:06 AM
    Re: (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) عاطف عبدالله01-20-05, 09:00 AM
  (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) محسن خالد01-20-05, 06:36 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-20-05, 11:37 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-21-05, 04:06 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-22-05, 06:18 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Sabri Elshareef07-16-06, 10:12 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات عبدالله الشقليني09-25-06, 06:06 AM
  يتسلسل: تيموليلت محسن خالد01-22-05, 10:01 AM
    Re: يتسلسل: تيموليلت شادية عبد المنعم02-28-06, 05:41 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات AlRa7mabi01-22-05, 11:06 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-22-05, 01:43 PM
  زوغة حلوة هشام المجمر01-22-05, 11:11 PM
    زوغة حلوة محسن خالد01-24-05, 04:53 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-24-05, 09:46 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محمد خليفة محمد جميل01-24-05, 02:22 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Ishraga Mustafa01-24-05, 03:58 PM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات yumna guta01-24-05, 08:50 PM
  البيضاء هشام المجمر01-24-05, 10:15 PM
    تيموليلت محسن خالد01-25-05, 12:24 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات مريم بنت الحسين01-25-05, 12:34 PM
    تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-25-05, 01:04 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات 3mk-Tango01-25-05, 02:27 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Abomihyar01-25-05, 07:14 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-25-05, 10:45 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الجندرية01-25-05, 11:30 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات abas01-25-05, 11:49 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-26-05, 05:36 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-26-05, 05:36 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-26-05, 01:34 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات برهان تاج الدين01-26-05, 06:35 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الجندرية01-26-05, 11:04 PM
  البيضاء هشام المجمر01-27-05, 01:30 AM
    تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 02:18 AM
      تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 04:02 AM
        Re: تيموليلت (الجمال غول الجمال) kabaros01-27-05, 04:24 AM
          Re: تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 09:33 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات السمندل01-27-05, 05:56 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-27-05, 08:25 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات فتحي الصديق01-27-05, 10:37 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الوليد محمد الامين01-28-05, 03:54 AM
          تيموليلت: (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-29-05, 00:17 AM
          تيموليلت: (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-29-05, 00:18 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات nashaat elemam06-17-05, 09:12 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات بخاري بشير07-12-05, 12:51 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات السمندل01-29-05, 06:47 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 08:40 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات طارق جبريل10-15-05, 00:16 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-29-05, 09:30 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Balla Musa01-29-05, 09:53 AM
      تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 10:25 AM
    تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 12:27 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Balla Musa01-29-05, 08:18 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محمد السر01-29-05, 11:17 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-30-05, 04:29 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-30-05, 04:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de