مؤتمر الحزب الشيوعي العام..اين المشكلة؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2005, 00:41 AM

صباح احمد
<aصباح احمد
تاريخ التسجيل: 02-04-2005
مجموع المشاركات: 2082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مؤتمر الحزب الشيوعي العام..اين المشكلة؟؟

    المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي... أين المشكلة!!
    إعداد: صباح احمد
    * السياسي الشاب القادم من احدى الدول الأوربية لحضور مؤتمر حزبه العام في ذلك الزمن البعيد.. كانت فرائصه ترتعد وزعيم الحزب ينظر للمؤتمرين من فوق نظارته السميكة ويتحدث معهم بصرامة بالغة.. الامر الذي جعله يهمس لاصدقائه بعد انتهاء جلسات المؤتمر بأنه توصل الى قناعة بأن البلاد لم تكن في حاجة إلا لحزب ديمقراطي.. وان عملية الاصلاح والتجديد لا يمكن حدوثها إلا بوجود الديمقراطية الحقيقية.. ولعل ما ذكره ذلك الشاب منذ سنوات بعيدة يصلح لاستصحابه أُنموذجاً في الوقت الراهن..
    * فالتنظيمات كالأجسام بالضبط تمر بمراحل مختلفة من الطفولة الى الشباب الى الشيخوخة.. ويهرم الجسم حينما تنضب طاقته وتعجز اجزاؤه عن اداء وظائفها.. واذا نظرنا للطاقة التي كانت تسري في جسد الحزب الشيوعي نجدها تتمثل في الماركسية التي قال عنها الفيلسوف الوجودي سارتر إنها فلسفة القرن العشرين بلا منازع.. وقال عنها المستقبليون الجدد بقيادة الفن توفلر مؤلف كتاب الموجة الثالثة إنها لا تصلح للقرن الواحد والعشرين باعتبار أن لكل قرن نظريته الاجتماعية.. وهكذاحال البشر ..لأنهم دائماً يغالطون حقائق الواقع مثلما الرجل العجوز يصبغ شعره ويضع فيه الحناء كيما يبدو شاباً.. لكن المقدرات الحقيقية لجسمه تفضحه..
    * ومنذ اكثر من ثلاثين سنة ظل الحزب الشيوعي السوداني يفكر في عقد مؤتمره الخامس حتى ان ورقة (حول البرنامج) التي كتبها عبد الخالق محجوب عام 1971 كانت مقدمة اصلاً للمؤتمر الخامس.. لذلك لم استطع ان اجزم ،او حتى يجزم غيري ان المؤتمر الخامس سيعقد هذا الاسبوع كما قال كمال الجزولي عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر او سيعقد بعد شهر او سنة او حتى بعد عشر سنين.. فزعيم الحزب الشيوعي - ظل ولمرات عديدة - يقول إن انعقاد المؤتمر مرهون بـ (الانفراج السلمي) أو ما يسمى بـ (هامش الحريات) الذي لم يرفع عن قيادات الحزب الشيوعي محقة الاعتقال والمداهمة والاستدعاء.. وحتى لحظة اعلان قيام المؤتمر اجهل ان كان الحزب يعمل بلائحته القديمة أم انه بدأ في تطبيق الدستور الجديد..
    * وقد اثار دستور الحزب الجديد جدلاً واسعاً وسط الشيوعيين فاللجنة المركزية عقب عجزها عن تطوير الماركسية سعت لتقليص مساحة الآيديولوجيا.. حتى ان عدداً من الشيوعيين اقسموا ليَّ بأن ما ورد في الدستور المقر من اللجنة المركزية للحزب لم يكن نتاج المناقشة العامة.. وان النية كانت اصلا مبيتة لتصفية الحزب وحتى لا يصبح حديثي هنا كمن يضع ملحاً على الجرح لا بد لي من الاشارة الى مقالات كتبها صديق كبلو في (قضايا سودانية) عن موسم الهجرة لليمين.. تحدث فيها عن اتجاهات تصفوية داخل الحزب.. وكذلك مقالات الزعيم نقد التي تحدث فيها عن استشراف الافق الاشتراكي والبحث في جذور العدالة الاجتماعية في الاسلام والثقافة العربية تمهيداً لما شعر به كثيرون أنه (اتجاه عدمي) تجاه الماركسية.. والشاهد ان الدستورسبقته تصريحات لقيادات شيوعية داخل البلاد وخارجها دعت لتقليص مساحة الماركسية والآيديولوجيا ونادت بالانفتاح على كافة النظريات وتطور العلوم تمهيداً لصدور الدستور.
    * وفي وقت ظل فيه الحزب الشيوعي السوداني لاكثر من ثلاثة عشر عاماً يدير مناقشة داخلية عامة (منذ اغسطس 1991) واكد زعيم الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد انها كانت مناقشة مفتوحة للاعضاء في كافة منابر الحزب قال ليَّ بشرى الصائم عضو الحزب الشيوعي إنها كانت مناقشة مفتوحة بالقول فقط.. واكد ان الوثائق - حتى اللحظة - لم تصل لفروع الحزب.. واضاف الصائم (بوصفي عضواً بفرع من فروع الحزب الشيوعي - لم يسمه - لم تصلني ولم تصل الفرع أو حتى تصل المدينة التي اقيم بها أية وثائق لمناقشتها)..
    وحديث بشرى الصائم هنا قد يبدو للبعض متقاطعاً مع معلومات تفيد أن المناقشة لقيت حظاً وافراً من النقاش خارج السودان ـ فقد علمت ـ ان عضوية الحزب الشيوعي في الخارج تمكنت من المناقشة لاسيما ومحدثي اشار في ذات الوقت الى ان الفرصة اتيحت لعضوية الحزب بالخارج بصورة اكبر من تلك التي اتيحت للعضوية في الداخل ،وبسؤالي للصائم عن ماهية الاسباب التي جعلت المناقشة متاحة لعضوية الحزب خارج السودان دوناً عن العضوية بالداخل يجيبني في بساطة (لا ادري) لكن ربما لأن الاعضاء بالخارج هم من يمول الحزب.
    * وكان قراراً قد صدر العام الماضي باغلاق المناقشة العامة قبل صدور الدستور الذي اجيز من اللجنة المركزية صاحبة قرار فتح المناقشات واغلاقها فيما دأب الحزب الشيوعي على نشر مساهمات عضويته في شكل تلخيص او كامله في اعداد مجلته الداخلية (الشيوعي) وفي نشرة (قضايا سودانية) بالقاهرة وقد صدر اكثر من عشرين عددا خصصت لمساهمات عضوية الحزب الشيوعي حول البرنامج والدستور (جوانب تنظيمية واخرى مرتبطة ببرنامج الحزب).
    وفي هذا الصدد قال ليَّ سليمان حامد القيادي الشيوعي البارز إن المناقشة العامة لخصت بواسطة لجنة تحضيرية وقدمت للجنة المركزية التي ستنشرها وترفعها للمؤتمر في شكل وثائق.
    * ويرى مراقبون ان صدور ملخص وافٍ لتلك المناقشة من حيث عدد المشاركين فيهاوالاوراق التي قدمت لها والمناقشات التي دارت داخل فروع الحزب او في أي منابر اخرى بشأنها يمكن ان يساهم في تحديد معالم الازمة التي عانى منها الحزب وتحديد القضايا التي نوقشت والمنهج الذي اتبع في ذلك حتى تساهم المناقشة العامة في رفع درجة الوعي الديمقراطي لدى الآخرين.
    * مركزية وديمقراطية
    مصادر مطلعة تحدثت معيَّ بشأن الاوراق التي تزمع قيادة الحزب الشيوعي تقديمها كوثائق في المؤتمر العام الخامس.. وأكدت انه لم تطرح حتى الآن إلا ورقة الدستور واللائحة المقترحة للحزب.. أما بقية الاوراق المتعلقة بنشاط الحزب ما بين المؤتمرين والانقسامات وموقف الحزب من حركة 19 يوليو وانقلاب الانقاذ وغيرها من القضايا فلم يتم طرحها حتى الآن.. وهو الامر الذي دفع عضواً بالحزب الشيوعي للقول بإن اوراق المؤتمر لم تحدد او تطرح حتى الآن ولا يعلم عنها أي عضو.
    * حسناً.. فالاوراق التي تنوي قيادة الحزب تقديمها كوثائق في المؤتمر لم تطرح حتى الآن على العضوية وكان يتعين ان تقدم للعضوية لتطرح رأيها فيها لكن ذلك لم يحدث حتى الآن حسبما اكدت المصادر . اذ ان الرأي الذي سيناقش في المؤتمر ـ كما علمت ـ ينبغي ان يكون رأي عضوية الحزب لا عضوية المؤتمر.. واللائحة المعمول بها الآن تتحدث في مجملها عن ذات ما طرحته بشأن طريقة التحضير للمؤتمر وتمثيل العضوية..
    * التمثيل في المؤتمر - كما فهمت - لابد ان يتم من القواعد.. ويكون الاختيار متدرجاً من الفرع (المنطقة) الى المدينة ومن المدينة للمديرية.. ويأتي الشخص المصعد للمؤتمر حاملاً لآراء الهيئة التي يعمل بها حتى وان كان رأيه مخالفاً لرأيها..وقد اشار سليمان حامد القيادي بالحزب الشيوعي في حديثه معي حول هذه النقطة بالذات ان الامر يحتاج لتوضيح ليبدو دقيقا وان ما ذكرته يحتاج لبعض التصحيح.
    * .. وهنا يبرز سؤال موضوعي عن هل حدث كل هذاعلى عدم دقته او صحته وما هو الامر الصحيح؟.. طرحت السؤال على سليمان حامد فاعتذر ليَّ في لباقة بأنه مشغول هذه الايام في اجتماعات متواصلة ووعدني باتاحة الفرصة لاجراء حوار مفتوح حول كل القضايا المثارة وقال لي يمكنك نشر المادة كحلقة اولي علي ان تستكل لاحقا..
    * إذن.. فان مياهاً كثيرة جرت ولابد انها تجري الآن من تحت الجسر.. اذ انه وخلال الـ 38 عاماً التي مضت على انعقاد المؤتمر الرابع للحزب فقد الحزب قادته الاساسيين ولم يتبقَ له من قيادته المنتخبة إلا عدد قليل.. وبقية القادة معنيون وحتى تبدو الصورة اكثر وضوحاً اقول إن غالبية اعضاء اللجنة المركزية جاءوا بالتعيين.. وقد بلغت نسبة التصعيد بالتعيين من أصل المنتخبين في عام 67 (المؤتمر العام الرابع) اكثر من 300%.. وهذه تركيبة يعتقد كثير من المحللين انها لا تسمح بطرح برامج التجديد والاصلاح والديمقراطية بأكثر من النجاح في عقد المؤتمر غض النظر عن نتائجه..
    *غير ان د. فاروق كدودة يلفت نظري الى قيام دستور ولوائح الحزب على الديمقراطية مع اشارته ايضاً الى ان هذه اللوائح نفسها تعطي القيادة حق (تعليق) بعض المواد في الظروف الاستثنائية.
    * ويبدو كدودة هنا كمن يعتقد ان السودان عاش ظروفاً استثنائية لفترات طويلة على أيام حكم عبود والرئيس جعفر نميري والانقاذ وبهذا اصبحت البنود التي تعطي القيادة حق (تعليق) بعض المواد.. سارية.. من وجهة نظره لهذا غلبت المركزية على الديمقراطية..
    * مسألة القيادة الحزبية في الحزب الشيوعي محسومة - كما علمت - بموجب لائحة مجازة من أعلى سلطة في الحزب وهى المؤتمر العام.. وبالتالي يصر نقد ـ دائما ـ على القول بأن مسألة القيادة محسومة بموجب اللائحة وليست وقفاً على مزاجه أو تقديراته الشخصية.
    * مراجعة وتحديد أدوار
    * صحيفة «الخرطوم» نقلت امس الاول عن الدكتور فاروق كدودة قوله« إن مؤتمر الحزب الخامس سيبحث امر انتخاب قيادة جديدة للحزب وربما تأتي الانتخابات بزعيم الحزب الحالي نقد او اية قيادة اخرى ،كما سيبحث المؤتمر العام امر تغيير اسم الحزب وبرنامجه..» في وقت يرى فيه مراقبون وجود قضايا اخرى لابد للقيادة من بحثها وان تتقدم بكشف حساب حولها.. ويبقى أي شيء آخر غير هذا الاجراء محاولة لتجنب المحاسبة بعد اكثر من 37 عاماً من انعقاد المؤتمر الرابع للحزب..
    * اذكر ان ابو بكر الامين (شيوعي خارج التنظيم) كان قد اشار في حديث سابق معي بشأن مؤتمر الحزب الخامس الى جملة قضايا رأى أنها تستحق النقاش داخل المؤتمر دعا الى ان تكون على رأس اجندة المؤتمر قال ليَّ ابو بكر يومها في سياق تحقيق قمت بإعداده العام الماضي عن دستور الحزب الشيوعي الذي اجيز من اللجنة المركزية ان مأساة 19 يوليو تحتاج للمراجعة وتحديد الادوار وكشف المستور وليس هناك مكاناً انسب لذلك غير المؤتمر الخامس ،غير ان فاروق كدودة اكد أن هذا الموضوع نوقش داخل الحزب ولفت نظري الى تقييم صدر لاحداث 19 يوليو.. لكنه اعترف في ذات الوقت بأن صدور هذا التقييم اخذ وقتاً اكثر من اللازم.. أما فيما يخص موقف الحزب من 25 مايو فقد صدر التقييم من قيادة الحزب في بيان اصدرته اليوم التالي للانقلاب ،ووفق هذا البيان صاغ الحزب تعامله مع النظام..
    * وبين يديَّ هنا حكاية حدثت في اول ايام مايومعلومة للجميع.. فقد انضم عدد من قيادات الحزب الشيوعي لنظام مايو أظن انها لا تحتاج مني الى كثير حديث لكن كدودة مع اعترافه بحدوث ماوصفه بالتجاوزات والمواقف التي حدثت من بعض القيادات الشيوعية بانضمامها لنظام مايو ذكر ان ذلك حدث دون موافقة الحزب الذي اصدر قراراً بفصلهم من الحزب.. ولم يمضِ عام على نظام مايو حتى اعتقل السكرتير العام للحزب ونفى للقاهرة..
    * نقطة اخرى آعتقد انها تحتاج لقتلها بحثاً وتنقيباً خلال المؤتمر تحدث عنها الراحل الخاتم عدلان زعيم حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) تتعلق باتهامات لقيادة الحزب الشيوعي العليا بالتقاعس عن كشف انقلاب 89 والتقاعس كذلك عن مقاومة الانقلاب الى الحد الذي بدأ فيه موقف الحزب كمشاركة ضمنية في الانقلاب.. وهو الامر الذي قلل منه كدودة وقال ليَّ إن الحزب لم يكن في السلطة حتى يتحمل مسؤولية عدم وقف الانقلاب العسكري وقتها.
    * حديث كدودة حول هذه النقطة بالضرورة يحتاج الى مزيد من التوضيح فهناك معلومات كثيرة تحدثت عن ان انقلاب الانقاذ كان معروفا لدى سكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد.. وهو الامر الذي لم يقر به كدودة وألقى بالمسؤولية على عاتق الحكومة القائمة آنذاك.. وهي النقطة التي دفعتني للقول بإن الحديث حول علم قيادة حزبه بالانقلاب ان صح يجعلها متهمة بالقصور.. وذلك لعجزها عن تعبئة الرأي العام ،لكنه اتهام لا يصح من وجهة نظر كدودة اذ ان قيادة حزبه لم تكن على يقين من الحدث المتوقع..
    * والشاهد ان كدودة عاد واشار بالقول الى ان هذا الامر يمكن ان يثار اما داخل المؤتمر او بعده باعتبار ان المؤتمر سيتعرض لكافة الاحداث التي مرت على البلاد بين المؤتمرين..
    * وفيما اكد كدودة لصحيفة الخرطوم ان حزبه لن يطرح تغييراً في الآيديولوجيا التي يهتدي ويسترشد بها.. قال إن بعض الاحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية جعلت كثيراً من الاحزاب الشيوعية تغير مناهجها واسمائها واشار لوجود احزاب - اصلاً - هي شيوعية غير انها لم تطلق على نفسها اسم الحزب الشيوعي.
    * وحديث كدودة هنا يأتي وفي بالي ان أغلب الاحزاب الشيوعية الستالينية - ان لم اقل كلها - التي حكمت الاتحاد السوفيتي ودول شرق اوربا قامت بحل احزابها وتأسيس احزاب غير ماركسية عقب تخليها عن الماركسية ومباديء التنظيم.. وهنا يبرز سؤال متعلق بـ (هل ترغب قيادة الحزب الشيوعي في خلق حزب شيوعي غير ماركسي ليرث الحزب الشيوعي القديم.. تاريخاً ومؤسسة وعضوية و..وهلجمرا.. بدعوى ان الحزب الجديد امتداد للحزب القديم؟)..
    * في المادة المتعلقة بمنطلقات الحزب الفكرية في دستور الحزب الشيوعي المقترح حاول الحزب التخفيف من غلواء الارث الماركسي الآيديولوجي العقائدي اذ نص على ان الحزب الشيوعي (حزب سوداني يسترشد بما توصلت اليه البشرية من مصالح لمصلحة السودان وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من انتمائنا العربي الافريقي) ،لكنه ختم المادة بفقرة تقول (مستعينا بالماركسية كمنهج في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع).
    * وهي فقرة رأى الحاج وراق زعيم حركة القوى الحديثة (حق) السابق عندما استطلعته العام الماضي عن المقترح الجديد لدستور الحزب الشيوعي السوداني انها تؤكد طابع الحزب كحزب ماركسي مما يعني انها تأخذ باليسار ما سبق واعطته باليمين ،اضافة الى انها تورث التناقض. اذ ان الحديث عن تطور المعارف البشرية يتناقض مع التزام نهائي بالمنهج الماركسي.
    * اذن.. فالمؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي سيطرح على رأس اجندته مسألة تغيير اسم الحزب وبرنامجه. ويرى مراقبون ان البرنامج هو المعبر عن الحزب وان برنامج الحزب الشيوعي يرتبط ايما ارتباط بالشيوعية الماركسية اللينينية ويمتد اسمه من هذه النقطة.
    * د.كدودة يقول إن الدستور يحوي أشياء جديدة.. وحاول استيعاب القضايا التي طرحت في السودان والعالم خاصة بعد الثورة العلمية وثورة الاتصالات والعولمة الاقتصادية والعسكرية.. ويشير الى ان هذه قضايا جديدة لم تكن مطروحة عام 67.
    * أقول ... استيعاب هذا الجديد فسره كثيرون على أنه حزب جديد.. فيرد بأن الصحيح هو غير ذلك.. وانه الحزب القديم الذي سعى الى تجديد رؤاه بحكم تلك المتغيرات.. فمثلا ـ ولازال الحديث لكدودة ـ قد يحتفظ الحزب باسمه القديم وقد يغيره ،وهذه النقطة بالذات يتصور كدودة انها ليست النقطة الاهم باعتبار ان الحزب سيحتفظ بسماته الاساسية ونظريته الاساسية لكن بطريقة جديدة مستنيرة الامر الذي يمكن الحزب من تطبيق شعار ظل مطروحا منذ اكثر من نصف قرن (اجعلوا من الحزب الشيوعي قوى جماهيرية كبرى).. وقال بامكانية تبدل هذا الشعار الى (اجعلوا من الحركة الاشتراكية حركة جماهيرية كبرى).
    * اسأل كدودة عن اسباب ذلك فيقول لأن قوى اليمين الآن تبحث عن القواعد المشتركة بينها وقد تتوحد لحبس السودان في اطار ما كان ،لكن الصراع الاجتماعي بين القوى الجديدة والقديمة آخذ في الامتداد وبالتالي قد يكون الشعار الجديد اكثر الهاما للحركة الجماهيرية الديمقراطية عموما.
    * عموماً.. هذا موضوع آخر سآتي اليه في وقت لاحق في سياق موضوع جديد غير اني معنية هنا بمؤتمر الحزب الشيوعي الخامس الذي وصف شيوعيون خارج اطار التنظيم وداخله الاتجاه لتغيير اسم الحزب وبرنامجه بأنه عبارة عن تيار يميني تصفوي كامل الملامح، مع ملاحظة ان الحزب في كل ندواته الجماهيرية ظل يؤكد على ماركسيته والتزامه بها.
    * صحيفة الايام نقلت الاسبوع الماضي تصريحات نسبت للاستاذ كمال الجزولي قال فيها إن مؤتمر الحزب قائم خلال اسبوع وان اسباب التأخير مرتبطة بموقف مالي يعمل الحزب على تجاوزه لعقد مؤتمر عام لا يوجد فيه (بوبار).. وأشار الى ان نقد قد فرغ من اعداد تقرير ما بين المؤتمرين.. وهذا أمر يدفعني للاعتقاد بأن المؤتمر قائم في غضون الفترة القريبة القادمة ولا احدد مواعيد قاطعة لقيامه لأني وبسؤال وجهته لسليمان حامد عن هل سيعقد المؤتمر هذا الاسبوع حسبما قال الجزولي ـ الذي عاد ثانية وسحب تصريحاته بشأن الاسبوع وابدلها ـ اكد لي حامد ان مواعيد المؤتمر لم تحدد بعد.. في وقت اعرب فيه بشرى الصائم عن اعتقاده في انعقاد المؤتمر في غضون الايام القليلة القادمة من وراء ظهر الشيوعيين والدليل هو تصريحات الجزولي وكدودة الاخيرة بشأن قرب انعقاد المؤتمر العام.
    * فجة الموت
    قرشي عوض، الامين العام لحركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق) وصف لي حال الحزب الشيوعي بأنه يعاني من (فجة الموت).. يقول قرشي إن الحزب الشيوعي الآن في رمقه الاخير يشتد عليه الوجع والهجر، ارفع حاجب الدهشة فيفسر لي المعنى بالعامية السودانية ويقول ضاحكاً :أي انه في حالة «هضربة» و«هلوسة» كتلك التي تنتاب المريض وهو على اعتاب الموت.. غير انه في اللحظات الاخيرة تظهر بعض العافية على جسد المريض ويعود كما كان صحيحا وهي ما يسميها اهلنا بالعامية (فجة الموت).. هذا ما يلحظه قرشي عوض ويفسر به الاقبال الشديد على ندوات الحزب الشيوعي في ميدان عقرب والحاج يوسف والديم والثورة وعطبرة.. ويؤكد لي ان مؤتمر الحزب الخامس يأتي في إطار (فجة الموت).
    * قرشي اشار في حديثه لوجود خيارين ـ احلاهما مر ـ امام الحزب الشيوعي.. اما عقد مؤتمره ومواجهة التيار المناويء للاصلاح الذي يستهدف حتى اسم الحزب نفسه ناهيك عن برنامجه و هذه حالة يعتقد قرشي ان الحزب سينقسم فيها الى تيار ماركسي متزمت وتيار ديمقراطي سيتجه نحو الوسط شاءوا ام ابوا.. واما ان (يتلكلك) الحزب في عقد مؤتمره.. وهذا ما يعتقد انه سيحدث بتأجيل مواعيده وبالتالي سيفقد الحزب كل كوادره التي يقول إنها تنتظر المؤتمر لا لشيء الا لتطرح رأيها الصريح في الحزب وقيادته ،واذا تأخر انعقاد المؤتمر يعتقد قرشي انها ستخرج ايضا الى تيار الوسط والوسط به يسار ويمين.
    * اسأل قرشي.. عن هل سينعقد المؤتمر ام لا؟ لكنه يحيل السؤال الى حصافة القاريء..
    وقبل ان اواصل.. هناك تساؤلات كثيرة مشروعة.. سأحاول البحث لها عن إجابة قبل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس..
                  

10-03-2005, 09:09 AM

صباح احمد
<aصباح احمد
تاريخ التسجيل: 02-04-2005
مجموع المشاركات: 2082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مؤتمر الحزب الشيوعي العام..اين المشكلة؟؟ (Re: صباح احمد)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de