إليكم أيها الأحباب الكرام هدية قيمة وهي رسالة لطيفة مهمة بعنوان : ( الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية كُلُّهَا ) تأليف الشيخ الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي ، وهي رسالة جديدة صدرت حديثاً ونفدت الطبعة الأولى في أيام قلائل .
وهنا أرفق نسخة كاملة مزيدة للطبعة الثانية منها على ملف وورد مضغوط ، وقد قام بتقريظها فضيلة السيد يوسف بن السيد هاشم الرفاعي وزير الأوقاف الكويتي السابق ، وفضيلة الشيخ سيدي محمد بن عمر السالك ، والدكتور محمد مطيع الحافظ .
والرسالة المذكورة تنبه المسلمين من خطر التكفير والتطرف وبيان آثارهما السيئة على الأمة ، وتحذر من نشر الكتب والرسائل والنشرات ونحوها التي فيها الدعوة لتكفير المسلمين جملة وتفصيلاً ، فذكر المؤلف الأحاديث التي حذر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من التكفير، وذكر نماذج من الكتب التي تدعو إلى التكفير ورمي علماء الأمة بالشرك والبدعة دون وجه حق !! .
وبين المؤلف الفرق بين أمة الدعوة وأمة الإجابة ، وأنه لا يحكم على من يقول لا إله إلا الله بالخلود في النار ، وأبطل دعوى المتطرفين بأنهم هم الفرقة الناجية وحدهم من دون المسلمين !! ، وأنهم هم وحدهم أهل الحق !! ، وذكر الآيات الداحضة لدعواهم وغيرها من الأدلة الصريحة الواضحة لذي عينين . فجزى الله تعالى المؤلف خير الجزاء . [IMG]
طبعا منقول للفائدة
09-28-2005, 06:11 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
نداء استغاثة إلى الرَّاغبين في معـالجة ظـاهرة التطـرُّف الفكري والعنف لدى الشباب، إلى ناشدي الأمن والأمان في المجتمعات الإسلامية، إلى محبِّي جمع صف المسلمين في مشـارق الأرض ومغـاربها، إلى صـانعي المعروف والباحثين عن الصدقة الجـارية، إليكم أيها السادة: هذه الدعوة المتواضعة من غيور على وحـدة الكلمة ورأب الصَّـدع ولَم شمل المسلمين، للمسـاهمة في إيصال هذه الرسالة إلى المسلمين كافة، من خلال طبعها ونشرها حسبة لله تعـالى، فإن: (حقوق الطبع مسموح بها لكل مسلم).
09-28-2005, 06:12 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
تقريظ فضيلة الداعية والمفكر الإسلامي الكبير العلامة السيد يوسف السيد هاشم الرفاعي حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم نحمده تعالى ونصلي ونسلم على رسوله الكريم وآله وأحبابه أجمعين وبعد: فقد اطلعت على الرسالة القيمة (الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية ) لفضيلة أخينا العلامة الشيخ الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي، من كبار علماء أهل السنة والجماعة، حفظه الله تعالى، ونفع بعلومه المسلمين، فرأيتها على صغر حجمـها مُوَفَّقَةً ، دالة على حسن الظن بكافة المسلمين من أمة سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام، ودَلَّلَ على أنهم جميعا أمة الإجابة، والفرقة الناجية، وأثبت فساد قول وزَعْمِ خوارج هذا الزمان، من الذين احتكروا لأنفسهم وزعموا أنهم وحدهم الفرقة الناجية من دون المسلمين أجمعين ، وقد أورد المؤلف _جزاه الله تعالى خيرا_ الكثير من الاستشهادات الدالة على خروج أولئك، وتطرفهم وتكفيرهم وتشريكهم لغيرهم من الأمة المرحومة، أمة الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان مُوَفَّقًا في ذلك كله، فجزاه الله تعالى خيراً وأدام توفيقه، وقد ورد في الأثر (لن تقوم الساعة حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها)، أي سلفها، وقد فعلوا ذلك، فوجب تحذير الأمة منهم كما فعل المؤلف و(الدين النصيحة ) والحمد لله رب العالمين . يوسف السيد هاشم الرفاعي - دولة الكويت. حرر في 24/ربيع الأول 1425 هـ
09-28-2005, 06:14 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
تقريظ فضيلة العلامة الشيخ الأَجَلِّ أبي عمر السالك حفظه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحـمد لله وبه أثـق ، والصـلاة والسلام على سيد الخـلق . وبعـد : فقد عرض عليَّ البحَّـاثة الدرَّاكـة فضيـلـة الدكتور محمد عـادل عزيزة الكيالي ، ورقـات في مضمونها ما يجـب على العلمـاء تبييـنه ، مما داهـم الأمـة في هذه الفـترة من خلـط وخبـط ، وارتفعـت به حنـاجـر المتعـالمين ، وسـالت به أقـلامهـم ، حتى حـوصر أهـل الديـن باسم الديـن ، فـلا حـول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحيث إنني عجبتُ بما كتبـه في هذه الورقـات كسـابقاتهـا، مما يبين عقـائـد أهل الســـنة والجمـاعــة، والتي عليها جميع المـذاهب الأربـعـة، والتي هي عقيدة إمام أهل السـنـة والجمـاعـة أبي الحـسن الأشـعـري المُبَجَّل رضي الله عـنه، فقد سلَّمت ما كتبه تسليمًا، الجنانُ فيه موافقٌ لما رسمتْه البَنان ، والله الكريم أرجو أن يوفقنا جميعاً لاتباع السنة عند فساد الأمة. أملاه ضحوة الأربعاء 3/صفر الخير 1425 هــ. سيدي محمد بن عمر السالك -موريتانيا وكبير وعاظ –وعضو اللجنة العليا للإفتاء بدائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي_ وعضو اللجنة العليا لمشروع الشيخ مكتوم لطباعة المصحف الشريف
09-28-2005, 06:16 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
بسم الله الرحمن الرحيم قرأت رسالة الأخ الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي (الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية ) فوجدتها جديرة بالتقدير والاحترام، لأنها ترمي إلى توحيد الأمة الإسلامية، وتنـزع فتيل الخلاف، وهذا هو هدف الإسلام الأول الذي جاء به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من جمع الصف وتوحيد الكلمة، فجزى الله الشيخ الدكتور خير الجزاء على هذا الفهم المستنير، وعلى هذا العرض المبسط الواضح، الذي يصل إلى أذهان العامة والخاصة، ويزرع الأمل في القلوب. والحمد لله رب العالمين الدكتور كامل صكر القيسي - العراق وباحث أول بدائرة أوقاف دبي
09-28-2005, 06:18 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
بسم الله الرحمن الرحيم لقد وقفت واطلعت على كل ما كتبه الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي في رسالته (الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية) وإن تلك النظرية التي أتى بها في معنى الفرقـة الناجية، هي التي تتفق مع ما جاء به التشريع الإسلامي، إذ المسلمون المؤمنون الموحدون هم جميعا الفرقـة الناجيـة، أي الفرقـة الناجيـة من الخلود في النـار، لأن العصـاة منهــــم لا يُخَلَّدون في النار، بل إن أمرهـم راجع إلى خالقهم سبحانه وتعالى، وهو أرحـم بهم من أنفسهم، فإن شـاء عفـا عنهم وإن شـاء عاقبهم، وعلى هـذا فإن المسلمين جميعـا، على اختـلاف مذاهبهـم ومشـاربهم وآرائهم التي لا تخرجهـــم عــــن التوحيد، والذين لم يرتكبوا أمرا مكفـرا مجمعـا عليـه؛ يخرجهم عن ربقة هذا الدين، فإنهم جميعا هم الفرقة الناجية، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي الدكتور خير الجزاء، فإنه أول من أفرد رسالة في هذا المعنى، وهو أن الفرقة الناجية من الخلود في النــــار هم الموحدون، وأما النجاة من دخول النار نهائيا فهذا غيب، والغيب لا يعلمه إلا الله سبحـــــانه وتعالى، ولا يستطيع أحد أن يجزم في حق نفسه أنه لن يدخل النار أبدا، ومن باب أولى أن لا يحكم على غيره بذلك . والحمد لله رب العالمين حرر بتاريخ/ 18/4/2004م. قاله : د./تيسير فائق أحمد محمود -فلسطين وواعظ أول في أوقاف دبي
09-28-2005, 06:20 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد : فإن رسالة (الفِرْقَةُ النَّاجِيةُ هِيَ الأُمَّةُ الإِسْلاَمِيَّةُ ) هي إحدى الرسائل الهامة والمفيدة، التي عوَّدنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي على إخراجها، نُصرةً لعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد سبق له أن أصدر العديد من الرسائل في عقيدة السلف الصالح لكبار علمـاء الأمة، مثل : ابن كثير، والقرطبي، وابن عبد الســـلام، وابن عطية ، والبغوي، والنووي، وابن حجر، والشوكاني. وفي هذه الرسالة المفيدة : (الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية ) اعتمد فضيلته على نصوص من الكتـاب والسنة، تؤكد أن الحق الذي يجب المصير إليه هو : الاعتقاد بأن جميع المسلمين الموحِّدين (أهل لا إله إلا الله) هم الفرقة الناجية من الخلود في النار، وأما بالنسبة لدخولها بسبب الذنوب ثم الخروج منها فموكول إلى مشيئة الله تعالى، وهو في هذا النَّهج الطيِّب يريد أن تتوحَّد الأمة لنبذ الخلافات، والاجتماع على كلمة الحق في نصرة العقيدة الصحيحة، التي كان عليها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل بيته المكرَّمون، وأصحابه الطيبون، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. فجزى الله فضيلته خير الجزاء عل أعماله المبرورة ونسأل الله أن يزيده مـن فضله وكرمه ، وأن يُمِدَّه بمزيد من القوة ، ليُتحِفنا بمثل هذه الإنجازات المباركة، والحمد لله رب العالمين ، والله ولي التوفيق . وكتب د. مُحَمَّد مُطِيعُ الحَافِظ- سورية والباحث في التراث والتاريخ الإسلامي والتراجم في دبي
09-28-2005, 06:22 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فتح عقول الأَعْلام بالفهم والإفهام، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام ، سيدنا محمد وعلى آله وأحبابه الكرام أما بعد : فقد اطلعت على ما تفضل به الأخ الهُمَام الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي في رسالته الهامة (الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية ) ولقد لمست فيه صفاء النية، وصدق الدعوة، والمحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والمحبة لنصرة عقيدته، والتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة، مما أراح القلب، وأثلـج الصدر، وطمأن الفؤاد، وجلا الحقيقة في كتاباته الجيَّدة والمفيدة، ولقد دعا فضيلته في هذه الرسالة إلى وحدة الأمة، وتوحيد كلمتها، ولَمِّ شملها، بالحكمة والموعظة الحسنة، بعيدا عن الغُلوِّ والتَطَرُّفِ، محذِّراً من الفرقة والضياع، وشتات الأمر، وهو في هذه الرسالة: يَجْمَعُ ولا يُفَرِّقُ، يوحِّدُ ولا يُعَدِّدُ، يدعو إلى الخير والمحبة، وبخاصة ونحن في زمن أحوج ما نكون فيه إلى هذه المفاهيم . أسأل المولى عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة، وأن يكون عمله هذا خالصاً لوجه الله تعالى، مُتَقَبَّلاً عنده. آمـــين. والحمد لله رب العالمين . وكتب: الدكتور عبد الرحمن جرار - الأردن وكبير وعاظ ، وعضو لجنة التطوير الإداري والإحصاء بدائرة أوقاف دبي
09-28-2005, 06:23 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد : فإننا نعيش في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به أمتنا الإسلامية، من استهداف عالمي استكباري، وتداعي الأمم والشعوب وحثالة البشر علينا، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، كل يريد الظفر بها وتمزيقها شر ممزق، بل محوها من خارطة الوجود، أقول في هذا الوقت الحساس الحرج، يخرج علينا من بين أظهرنا من يزيد النار ضراوة، واللهيب اشتعالا، مفرقا لوحدتنا، ومشتتا لشملنا، وداعيا للشقاق والخلاف والاحتراب، محتكرا لنفسه (المعصومة) دون غيره الحق والصواب، وذلك عبر ما يطرحه من كتب، ويبثه من مقالات، تدعو إلى التشكيك في نجاة أفراد الأمة الإسلامية من الخلود في النار يوم المعاد، فكان لابد من التصدي لهذا الفكر المنحرف، والدعوة الباطلة، إظهارا للحق وجنده، وسَحْقَاً للباطل وحزبه، فتستبين بذلك المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قيض المولى سبحانه وتعالى في هذا الزمان ثلة من أهل الشأن والعرفان، قاموا بنصرة الحق بالدليل والبرهان خير قيام، وكان من أبرزهم فضيلة الداعية إلى الله تعالى على بصيرة ونور، الدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي حفظه الله ورعاه، فقد كتب رسالة تثلج صدور المعتدلين، وتنير الطريق لطالبي الحق والعدل، فاتضحت الرؤية بالأدلة الواضحة النيرة، وزال بذلك الغبش المشين بالنور المسفر المبين، فجزاه الله خيرا عن أمة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين./وكتب:سيد المهدي أحمد -السودان و باحث في أوقاف دبــي
09-28-2005, 06:26 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فهذه الطبعة الثانية من رسالة ( الفرقة الناجية هي الأمة الإسلامية ) أقدمها للسادة القراء، بعد نفاد الطبعة الأولى في غضـون أيام يسيرة، ولله الحمد والمنة، هذا وقد أضفت إلى الرسـالة إضافات مهمة،كحديث البطاقة، وأقوال الصحابة والمفسرين في تفسير قوله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } إضافـة إلى ذكـر الغرض من نشـر العبـارات القاسية التي وردت في كتـب بعضهم ، وأن الغـاية من ذلك تنبيههـم إلى مراجعـة أنفسـهم والتوبـة إلى الله منهـا ، مع حذف كثير من العبارات التي حملـت بعض الشـدة ، والتي نبهني إليها بعض الأحبة جزاهـم الله خيرًا، وقد زدت بعض النصوص المهمـة،والإضافـات والتعليقـات المفيـدة، والتي لا يستغني عنها مسـلم طالـبٌ للحـق والحقيقـة، هذا وقد تعرضت لانتقادات حادة من قبل بعضهم، وقالوا كيف تُدْخِلُ كل المسلمين الجنـة، وتعدهم جميعا من الفرقة الناجية، مع وجود المخالفات والمعاصي عندهم، فأجبتهم بأن الذي أدخلهم الجنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يقطع بدخول المسلمين العصـاة الجنـة ابتـداءً ، وإنما قطع لهم بالنجـاة من الخلـود في النار بمجرد النطق بالشهادتين، وأحـال قضية ذنوبهم إلى باريهم سبحانـه وتعالى وهو أرحم بهم، وعتب عليَّ بعـض الأحبـة إيرادي لنصوص المتطرفين، فأجبتـه بأن أصحابها لا يخجلون منهـا، بل يعدونها من أنفس أبواب العلم التي هي عندهم، بل هي من مـآثرهم ومفاخرهم التي يعتزون بها، ويلقنونها لتلاميذ مدرستهم الفكرية، وهي نصوص مقتطفـة من كتب تملأ أرفف بعض المكتبـات في دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة، التي تنعم بالأمن والأمان والحيـاة الرغيـدة، وأسـأل الله تعالى أن يديم عليها هذه النعـم، وأن يجنبـها وبال الأفكار الإرهـابيـة، والحركـات التطرفيـة، والمـؤلفـات التدميرية التي تدعو إلى إهلاك الحرث والنسـل، وتزلزل الاستقرار والأمان، وتقلب الأوضاع رأسا على عقب, ونجد أن هذه الكـتب قد دُوِّنَ عليه اسم من نشـرها، ومن كتبها، ومن حققها، وعلَّق عليها، قلت : ولو كانت هذه الكتب حبيسة الأدراج والصناديق الحديدية، لاعترفت بجريمة إثارة الفتنة، ونشر غسيل القوم، وإحياء ما مات واندثر من فكرهم، ولكن هذه الكتب المقتطف منها النصوص، تباع علانية من غير خوف أو حذر، ويعاد طبعها مرات ومرات، فهذا يدل حسب الظاهر على قناعة أهلها بها، وأن هذه الكتب هي مناهجهم الدراسية في مدرستهم الفكرية التي ينتمون إليها، وإذا كان الأمر على غير ما أظن، وهذا ما أرجوه ويرجوه معي كل مسلم، فليعلنوا براءتهم منها، ولِيُفْتُوا بحرمة طباعتها وإعادة نشرها، وليُحَرِّقُوا ما تبقى منها حفاظاً على وحدة الأمة الإسلامية، وبخاصة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا، ولقد أدركت حقيقة عند بعض الناس كانت خافية عليَّ ، وهي أن الجريمة عندهم لا تكمن بالقتل الذي صدر من القاتل ظلماً وعدواناً، ولكن الجريمة بكل أركانها تنحصر بالمقتول الذي أساء للبيئة بتلويثه الأرض بدمه ، فالقتيل المظلوم مُدَانٌ من أجل هذا ، والقاتل الظالم بريء لأنه مارس حقه الطبيعي عندهم، ولقد أدركت هذه الحقيقـة من خلال امتعـاض هؤلاء من النصوص التي بَيّنتُها في كتب القوم، دون أن يُوَجَّـهَ اللوم إلى أصحابهـا، فمن يَسُبُّ وَيَشْتُمُ علانية وفي وضح النهار، ومن خلال رسائل وكتب وأشرطة توزع بالملايين، وأحيانا تُبَاعُ بالملاليم، لتصل إلى أكبر عدد من الأمة الإسلامية، فهو البريء والضحية، و كذلك مَنْ يُكَفِّرُ أبا حنيفة وأهلَ دبي و(أبو ظبي)، ويشَبِّه أتباع المذاهب الأربعة بالحمير، ويدعو إلى استتابة من يُلْزِم الناس بالعمل بمذهب واحد معين من المذاهب الأربعة، فإن تاب وإلا قتل _ ( كحال أكثر ولاة الأمور اليوم، فإنهم يلزمون القضاة في المحاكم بالقضاء على مذهب مالك أو الشافعي أو أحمد أو أبي حنيفة ، فولاة الأمور يُسْتَتَابُون عند هؤلاء وإلا ضربت أعناقهم ) _ أقول : رغم كل هذا التجاوز والتَطَرُّفُ والغُلُوُّ والإرهاب الفكري من قبل المتشددين، فإنهم يُعَدُّون- في نظر المعترضين على إيرادي للنصوص الُمُنَوَّه عنها- أُنَاسٌ عاديُّون لأنهم يمارســون حقهم الطبيعي، وهم البريئون والضحية، وأما الجَزَّارُ والمجرم فهو الذي يُحَذِّر من خطورة هذه الأفكار، وكذلك من يُنَوِّهُ إلى أثـرها الفتَّـاك على وحـدة الأمـة الإسـلامية، وهـو: المخطئُ أيضـاً والمقصِّرُ والجاهلُ والمفرِّقُ لشـمل الأمـة والمُمَزِّق لصفهـا، لأنـه يثـير الفتن حسب زعمهـم !!! أقـول : ولو وجد المُحَـذِّرُ وَعَـلِمَ وَرَأَى وَتَيَقَّـنَ أن هذه الكتـب بمثـابة السُـمِّ الذي يُنْـفَثُ بغـزارة، ويَتَدَفَّقُ بقوة في عقول ناشئتـنا، ويُصَـبُّ بإلحـاح ضمن الغـذاء المعـرفي لأبنائنا، ويُحْيُي فيهم حُـبَّ الإرهـاب والغُلُوِّ والتطرف، أقول: ولو وجد وأدرك كل هذا ، فعليـه أن يلتـزم الصمت ، ولا يجوز له أن يُحَذِّرَ من خطـر هـذا الفـكر على أمن الأمـة وحيـاة الأفـراد والشعوب، وإلا يُضْبَـطُ متلبساً بجريمـة زعزعـة الفـكر التَطَـرُّفي، وبجريمـة تنبـيه الأمـة الإسـلاميـة على الخطر القـادم من الغُـلُوِّ والإرهـاب الفكـري. هذا وقد انتشر الفكر التكفيري بسبب رقدة بعض العلماء المعتبرين من أهل السنة والجماعة، وسباتهم العميق، وهم ما بين غافل لا يدري ما يجري حوله في الساحة الفكرية، حيث ترك الذب عن عقيدة الأمة، وحراسة التوحيد من عبث العابثين، وتلاعب المحرفين والمدعين، وترك الدفاع عن المتبعين للأئمة الأربعة، بل ترك المتطرفين يصفونهم بالحمير تارة ، وبالمغضوب عليهم تارة أخرى، وتارة يتوعدونهم بالاستتابة من التزام مذهب معين وإلا ضربت أعناقهم، كما سيأتي في تضاعيف هذه الرسالة، أقول هذا شأن الغافلين من بعض علماء أهل السنة والجماعة، وأما المتغافلون منهم فإنهم يعيشون حياة اللامبالاة بما يصيب الأمة، إيثارا للسلامة على الجهد والتعب، وحفاظا على أقواتهم أن تُقْطَعَ، وأرزاقهم أن تُهَدَّدَ، مما يجعل المدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة يشعر بغربة عجيبة جدا، لقلة المساندين له، ويصبح في نظر الكثيرين من العامة إنسانا غيرَ سَوِيٍّ، مثيرا للفتن والقلاقل، مشاغبا، شاذا، لأنه لم يلتزم الصمت المخيف الذي التزم به غيره، فكل من يؤلف كتابا ينتظر ثناء وإعجابا من القراء، إلا من يؤلف في الدفاع عن عقيدة الأمة، فحسبه أن يُتْرَكَ سالما، والمشتكى إلى الله تعالى ، وصـدق الرسـول صلى الله عليه وآله وسـلم إذ يقـول : ( كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق فتيانكم ؟!!! قالوا يا رسول الله إن هذا لكائن ؟ قال نعم وأشد منه ، كيف بكم إذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قالوا يا رسول الله إن هذا لكائن؟ قال نعم، وأشد منه ،كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا ؟ والمعروف منكرا ؟ ) رواه أبو يعلى في مسنـده حديث رقم : ( 6420 ) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ولا منجى من الله إلا إليه، والحمد لله رب العالمين . وكتب : محمد عادل عزيزة الكيالي
09-28-2005, 06:28 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
مقدمة الطبعة الأولى بسم الله الرحمن الرحيم كثر الحديث عن الفرقة الناجية، وثار حولها جدل كبير، مما جعل بعض الجماعات الإسلامية تضفي على نفسها هذه الصفة دون غيرها، لتحتكر الحق والصواب، ولتجعل من نفسها الناطق الرسمي باسم الإسلام، وأما غيرها من الأمة فليس لـه وجود، ويجب فكرياً أن يعدم، ووجـوده ينبغي أن يتـلاشى، إن هذه الممارسات الجائرة والظالمة تتشح بوشاح الدين، وتتحصَّن باسم الإسلام، إن الخلل في الأمة سببه تلك النظرة الفوقية لبعض الجماعات الإسلامية، فكل جماعة تدعِّي لنفسها أنها هي جماعة المسلمين فقط، وأما ما عداها فهو من الفرق الهالكة أو الضالة، حتى ولو كان عالماً إسلامياً كبيراً لـه جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، وتصحيح النظرة ينطلق من اعتبار كل جـماعة أنها من المسلمين، وكل جماعة على ثغر من ثغور الإسلام، وهي جزء تمثل إلى جانب الجماعات الأخرى كُلاً إسلامياً، وكل جماعة تقوم بجهود عظيمة في خدمة الإسلام، فتضافر هـذه الجهود لـه أكبر الأثر في تقدم المسلمين وازدهارهم وانتصارهم، لهذا أردتُ أن أجلّي حقيقة حديث افتراق الأمة، وأن الحديث لا دخل له في تمزيق الأمة، كما صوَّر ذلك بعض طلبة العلم، بل الحديث يدعو كل المسلمين إلى التماسك والتضامن من خلال جعل الفرقة الناجية هي كل المسلمين، وليس كما توهمه قلة من أفراد الأمة، ويصرُّون على أن أفراد الفرقة الناجية قليلون جداً لهم علامتهم المسجَّلة وشكلهم المتميِّز، وكل من ليس منهم فهو عدو لدود لهم بل عدو لله ولرسوله حسب زعمهم. إن هذه النظرة التي تتسم بِحَوَلٍ فِكْرِيٍّ، وفتنة في القلب، مع لباس الزور والبهتان بأن انطلاقتهم هذه من الكتاب والسنة، ويُلَبِّسُون على العامة بالعبارات الضخمة والألفاظ الخلابة. وأقـول: هل من السنة الحكم على الغالبية العظمى من المسلمين بأنهم من أهل النار؟ هل من السنة تكفير من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ هل من السنة التنطع في دين الله، والمغالاة فيه، وتضييق دائرة الحلال حتى الاختناق، وتوسيع دائرة الحرام؟ إن سنة النبي e قدرت على إحياء أجيال بدلت الأرض غير الأرض، وحطَّمتْ إمبراطوريات ذاهبة في الطول والعرض، كانت قائمة على الضلال والظلم، إن سنة النبي e أنعشت جماهير كانت في غيبوبة فأطلقتها تسعى، فعرفتْ المنهج والغاية، فجمعت بين المسلمين، ورحمت المساكين، ونـاصرت الضعفـاء، والمظلومين، وأوجدت أمة كانت كالجسد الواحد، تعيش قضية واحدة، تدافع من أجلها، وتجاهد في سبيلها، إن المشكلة التي نطلب من أولي الألباب حلها، هي مناصحة نفر من الناس يرون أن الحق حكر عليهم وحدهم، وينظرون إلى الآخرين نظرة انتقاص واستخفاف، وأنهم هلكى وهم الفرقـة النـاجية فقط من دون المسلمين أجمعين، إن هذا التفكير تفكير صبياني والرسول e يرد على من يتحكم بمصائر الأمة ويحكم عليها بالهلاك، بأنه هو الخاسر. فقد جاء في صحيح مسلم حديث رقم ( 2623 ) وصحيح ابن حبان رقم ( 5762 ) وفي سنن أبي داود رقم ( 4983 ) ومسند الإمام أحمد رقم ( 7671 ) أن النبي e قال: (من قال هلك الناس فهو أهلكُهم).كما أن النبي e حذرنا من الحكم على أحد من المسلمين بالكفر، أو بدخول النار، فهذا غيب، والغيب لا يعلمه إلا الله تعالى وبخاصة إذا سمعنا منه كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. فهذا أسامة بن زيد يراقب عدواً يمعن في إيصال الأذى في المسلمين، فترصد لـه حتى تمكن منه فرفـع سيفه ليقتله فقال الرجل: لا إله إلا الله، ومع ذلك قتله، فلما بلغ ذلك رسول الله e عاتب أسامة عتاباً شديداً وقال: يا أسامة كيف تقتل رجلاً يقول لا إله إلا الله؟ قال: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من القتل، فقال e: (هلا شققت عن قلبه؟) وبقي رسول الله e سنة كُلَّما رأى أسامة عاتبه على ذلك حتى تمنَّى أنه لو لم يسلم إلا بعد هذه الحادثة.انظر الطبراني في الكبير( 18/226 ) وابن أبي شيبة(7/32 وجاء في كتاب حسن الظن بالله(1/54) لابن أبي الدنيا عن ضمضم ابن جوس الهفاني قال: دخلت مسجد الرسول e في طلب صاحب لي، فإذا رجل أدعج العينين، براق الثنايا فقال لي: يا يمامي أدنه، فدنوت، فقال لي: يا يمامي لا تقولن لأحد والله لا يغفر الله لك، ولا يدخلك الجنة قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا أبو هريرة، قال: قلت: قد نهيتني عن شيء كنت أقوله إذا غضبت على أهل بيتي وحشمي، قال: فلا تفعل، فإني سمعت رسول الله يقول: كان رجلان من بني إسرائيل، فكان أحدهما به رهق، والآخر عابداً، فكان لا يزال يقول ألا تكف؟ ألا تقصر؟ فيقول: مالي ولك، دعني وربي، فقال: فهجم عليه يوماً فإذا هو على كبيرة، فقال: والله لا يغفر الله لك، والله لا يدخلك الله الجنة، فبعث الله إليهما ملكاً فقبض أرواحهما، فلما قدم بهما على الله عز وجل قال الله تعالى للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للعابد: حظرت على عبدي رحمتي، أكنت قادراً على ما تحت يدي؟ انطلقوا به إلى النار، قال رسول الله e: (والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبق دنياه وآخرته) أي أفسد دنياه وآخرته.وأخرج الحديث أيضاً أبو داود في سننه رقم(4901) وابن حبان في صحيحه حديث رقم(7129) وأحمد في مسنده حديث رقـم: (8272) ولذلك أنصح إخواني في الإسلام أن يكفوا عن رمي مسلم بتهمة الكفر أو فساد المعتقد أو كلمات مشابهة مثل: كلمة تالف، هالك، محترق، فكلها كلمات حرجة سيطالب صاحبها بالدليل على صحة كل ما قال أمام الله سبحانه وتعالى، وسيأتي بعض الأحاديث الواردة في بيان الفرقة الناجية، والحمد لله بجميع محامده كلها ما علمت منها ومالم أعلم، على جميع نعمه كلها ما علمت منها ومالم أعلم، عدد خلقه كلهم ما علمت منهم ومالم أعلم.
وكتب محمد عادل عزيزة الكيالي
09-28-2005, 06:30 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
الأحاديث الواردة في بيان الفرقة الناجية من الأحـاديث الصحيحة التي جـاءت في بيان افتراق الأمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه (1/44). وجاء في سنن أبي داود (4/197) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: (افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة). وجاء في صحيح ابن حبان (6247) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة). فهذه الأحاديث تؤكد أن الافتراق في هذه الأمة واقع، ولكن لم نجد فيها تحديداً للناجي منها، وإنما التحديد جاء في أحاديث أخرى،منها: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي أخرجه الإمام أحمد حديث رقم (12229) عن النبي e أنه قال: (إن بني إسرائيل قد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وأنتم تفترقون على مثلها، كلها في النار إلا فرقة). فهذا الحديث كما نرى يحدد أن هناك فرقة ناجية فقط، بينما نجد رواية أخرى أخرجها ابن النجار وصحَّحها، وذكرها الإمام الشعراني في كتابه القيم (الموازين الذرية في بيان عقائد الفرق العلية) و العجلوني في (كشف الخفاء ومزيل الإلباس) عند حديث: (افترقت اليهود...) أن النبي e قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحــدة،وفي رواية : (الهالك منها واحدة). ويؤكد هذه الرواية ما جاء في مستدرك الحاكم (1/47) عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد عن أبيه عن جده قال: (كنا قعوداً حول رسول الله e في مسجده، فقال: لتسلكن سُنَنَ مَنْ قبلكم حذو النعل بالنعل، ولتأخذن مثل أخذهم إن شبراً فشـبر، وإن ذراعاً فذراع، وإن باعاً فباع، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه، إلا إن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقة، كلها ضالة إلا فرقة واحدة، الإسلام وجماعتهم، وإنها افترقت على عيسى ابن مريم على إحدى وسبعين فرقة، كلها ضالة إلا فرقة واحدة، الإسلام وجماعتهم، ثم إنكم تكونون على اثنتين وسبعين فرقة، كلها ضالة إلا فرقة واحدة، الإسلام وجماعتهم ).هذا الحديث يدل دلالة واضحة على أن الفرقة الناجية هي كل من دخل في الإسلام وصار من جماعته، والمسلم من نطق بـ (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهي الكلمة التي يدخل الكافر إذا نطق بها الإسلام، ويؤكد هذا المعنى الذي ذهبنا إليه ما جاء في صحيح البخاري أن النبي e قال: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة). وجاء عند الطبراني في الكبير (17/13) قوله e في آخر الحديث: ( ثم إنكم تكونون على اثنتين وسبعـين فرقة كلهـا في النار إلا واحدة: الإسـلام وجماعتهم ). ومعنى (الجماعة) هنا: أي كل الأمة إلا من أخرج نفسه من الإسلام بمحض إرادته، أو أتى بمكفر مجمع عليه، ولذلك نجد في أحـاديث كثيرة يشير النبي e إلى الفرقـة بلفظ: (الجماعة) المعرفة بـ(أل) التعريف، أي: جماعة المسلمين وأمة الإسلام، وليس كما يفعله بعض طلبة العلم بنقل التعريف إلى التنكير، فيقولون: (الفرقة الناجية هي جماعة من المسلمين)!!!، ويشغلون بال الأمة بالبحث عن هذه القلَّة القليلة، التي تحوز قصب السَّبق بالفوز بلقب الفرقة الناجية، إنه عبث ما بعده عبث، وتضييع لجهد الأمة، فبدلاً من أن تتقدم تقف لتبحث عن ذاتها، فالنص يشير إلى الجمـاعة وهي: (الملَّة الإسلامية المعروفة والمعهودة)، ولا يشير إلى (جماعة) بلفظ نكرة، والفرق بينهما واضح جداً. وإليكم النصوص التي تعزِّز هذا المعنى، وتؤسِّسه وتؤكِّـده، وتوضِّحه: فقد جاء في سنن ابن ماجة رقم (3994) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقنَّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة و اثنتان وسبعون في النار، قيل: يا رسول الله من هم؟ قالe: الجماعة ). وجاء في سنن ابن ماجة رقم (3995) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله e : ( إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وهي: الجماعة). وجاء في مسند الشاميين حديث رقم(98 عن عوف ابن مالك قال: قال رسول الله e: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وإحدى وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وإحدى وسبعون في النار، والذي نفسي بيده لتفترقنَّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل الجماعة ). وجاء في المعجم الكبير للطبراني (18/70) عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله e: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، والذي نفسي بيده لتفترقنَّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، قيل:يا رسول الله من هي؟ قال: الجماعة ). وقد يعترض بعضهم على مفهوم (الجماعة) ويُصرُّ على جعلها هي الحفنة القليلـة والطـائفة من الأمـة، ويستدلون بالحديث الذي أخرجه الإمام مسلم أن النبي e قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ). فهذا الحديث لم يتطرَّق إلى مصير غير هذه الطائفة، وفي صحيح البخاري توضيح للطائفة: بأنهم: (أهل العلم) عند الحديث رقم (2667)، ولذلك فالحديث لا يَرِدُ في هذا الباب البتة، وحديثنا يتناول: الناجي من النار من الهالك فيها. وأؤكِّد وأجزم وبقوة أن الفرقة الناجية هي ( الأمة بأكملها ) فهي المعبَّر عنها بالسَّواد الأعظم في الأحاديث الكثيرة.
09-28-2005, 06:32 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
فقد جاء في مصنف ابن أبي شيبة(7/544) رقم (7389) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ( افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة، وتزيدها هذه الأمة فرقة واحدة كلها في النار إلا السَّواد الأعظم، عليهم ما حمِّلوا، وعليكم ما حمِّلتُم، وإن تطيعوه تهتدوا، ما على الرسول إلا البلاغ، السمع والطاعة خير من الفرقة والمعصية، فقال له رجل: يا أبا أمامة أمن رأيك أم شيء سمعته من رسول الله e؟ قال: إني إذاً لجريء، قال: بل سمعته من رسول الله e، غير مرة، ولا مرتين، حتى ذكر سبعا ً). وأخرج أبو يعلى في مسنده (32/7) حديث رقـم : (393 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي e قـال: ( إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي تفترق على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا السَّواد الأعظم ). وفي رواية أخرى عند أبي يعلى أيضاً حديث رقم(3944) وفيه: ( وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلهم في النار إلا السَّواد الأعظم )، قال محمد بن بحر ـ وهو شيخ أبي يعلى ـ يعني: الجماعة. وتفسير محمد بن بحر لـ( السَّواد الأعظم ) بـ(الجمـاعة) يعنى به: كل الأمة إلا من انتسب إليها وليس منها، كمَن أنكر ركناً من أركان الإسلام، أو من أَلَّه فرداً من الأفراد، ونحو ذلك من الفِرَق الخارجة بالإجماع عن الملَّة، ونصَّت المجامع الفقهيـة المعـاصرة على خروج هـؤلاء بمحض إرادتهم من الإسلام. وبيَّن النبي e في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الكبير (8/152) عـن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك أن من شرط الفرقة الناجية: عدم تكفير أحد من أهل القبلة، فقـال: ( ذَرُوا المِرَاء ،فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، و تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم على الضلالة إلا السَّواد الأعظم، قالوا: يا رسول الله ومَن السَّواد الأعظم؟ قال: مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي، ومَن لم يُمَارِ في دين الله، ومَن لم يكفر أحداً من أهل التوحيد بذنب غُفِر لـه ـ ثم قال ـ إن الإسلام بدأ غريبـاً وسيعود غريباً، قالوا: يا رسول الله ومَن الغرباء؟ قال: الذين يُصلِحون إذا فسد الناس، ولا يمارون في دين الله، ولا يكفرون أحداً من أهل التوحيد بذنب ). فإذا رأينا مسلماً يكفر مسلماً آخر لأنه يخالفه في دعوته أو ادعاءاته، فإننا نحذره من خطورة التكفير الذي يُوقِع صاحبه في خطر الكفر، كما بين ذلك الحديث الذي جاء في صحيح البخاري رقم : (5752) الذي يقول فيه e: ( مَن قال لأخيه يا كافر فقد باءَ بها أحدهما ).وكذلك من رمى مسلماً بالشرك وقع فيه. فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنََّ ما أتخوَّفُ عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رُئِيَتْ بهجتُه عليه، وكان رِِدْءاً للإسلام، غيَّرَه إلى ما شاء الله فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قلت : يا نبي الله أيهـما أولى بالشرك ؟ المَرْمِي أم الرامي ؟ قال : بل الرامي ) أخرجه ابن حبـان حديث رقــم 81) وابن كثــــــير في تفسيره (2/266) وقـال : إسناده جيد ، و البزار في مسنده بلفظ قريب، والطبراني في الكبير والصغير بنحوه، وابن أبي عاصم في السنة، هذا وقد يستعظم المسلمُ أن يُقْتَلَ مسلمٌ، وحُقَّ له ذلك، ولكن عليه أن يتذكر أن جريمة قتل مسلم، لا تقل عند الله عن جريمة تكفيره، جاء في صحيح البخاري حديث رقـم2227) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله ) والمشكلة أن القانون يُجَرِّمُ على القتـــل، ولا يُجَرِّمُ على التكفير، مع العلم أن كليهما في الخطر سواء،كما أن رَمي المسلِم لأخيه المسلِم بالكفر يُخرِج الأول من الفرقة الناجية، لأنه من شرط الدخُول فيها: عدم تكفير أحد من أهل التوحيد وأهل القبلة بذنب، وعدم المسارعة في رمي المسلمين بالكفر وفساد المعتقَد لشُبهٍ تَخَيَّلوها، وأدعياء الفرقة الناجية اليوم يُصَرِّحون بأنهم لا يكفِّرون أحداً من المسلمين بذنب البتة، ولكن كتبهم طافحة وناطقة بخلاف ذلك تماماً، فهذه نماذج من تكفيراتهم للأمة وللأئمة: 1- قال الألباني في مختصر مسلم للحافظ المنذري (54 معلقاً على حديث رقم (2060) في نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان: ( هذا صريحٌ في أن عيسى عليه السلام يحكُم بشرعنا ويقضي بالكتاب والسنة لا بغيرهما من الإنجيل أو الفِقه الحنفي ونحوه ). فردَّ عليه عميد كلية أصُول الدِّين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور إبراهيم المنصوري في جريدة عكاظ اليومية في ثلاثة مقالات متتالية قـائلاً: (كيف تسـاوي في البطـلان بين المذاهب والإنجيل المُحَرَّف ِ؟ وكيف تجعل أتبـاع المذاهب الأربعـة في الضلال كاليهود والنصارى وأن الكل يتبع باطلا ً) حسب زعمك؟ 2- وقال مفترٍ آخر منهم وقـد انتقـل إلى الحكَم العَدل ـ عامله بما يستحق ـ لما سُئِلَ عن الإمامين العظيمين: النووي، وابن حجَر، رحمهما الله تعـالى ورضي عنهما قـال: ( إنهما كانا فاسدَيْ العقيدة وحرَّفا في مسائل الاعتقاد )!!! نشرَت ذلك جريدة (المسلمون الدولية). 3- وقـال سفر الحوالي في رسالته منهج الأشاعرة في العقيدة ص 28 : ( ولو قيل إن الحافظ ابن حجَر كان متذبذبـاً في عقيدته لكان ذلك أقرب للصواب )!!! فانظر أخي القارئ إلى أدعياء الفرقة الناجــية، و إلى أدبهم الجَمِّ الرفيع مع أعلام الأمة، ومشايخ الإسلام. 4- أعادت دار رمادي للنشر في الدمَّام طبع كتـاب (السنة) لعبد الله بن الإمـام أحمد بن حنبل، ثلاث مرات في ثلاث سنوات متتالية عام 1994م، و1995م، و1996م بتحقيق محمد سعيد القحطاني، الطبعة الرابعة، وهو كتاب لا تصحُّ نسبتـه لعبد الله البتـة - كما حقَّق ذلك فضيلة الشيخ محمود سعيد ممدوح في بحثه ( الأسانيد أنساب الكتب ) - وهو بحث منشور في مجلة الضيـاء التي تصدر عن دائـرة الأوقـاف والشؤون الإسلامية بدبي عام 1994م - وبيَّن أن عِدَّة من المجهولين في سند هذا الكتاب عن عبد الله بن الإمام أحمد!!! وهو كتاب مليء بالتكفير للأمة والأئمة، فيذكُر فيه قرابة مائة نص يصف فيها أبا حنيفة بأنه كافر زنديق، مات جهمياً، ينقض الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام أشأَم ولا أضَر على الأمة منه، وأنه أبو الخطايا، وأنه يكيد الدين، وأنه نبطي غير عربي، وأن الخمَّارين خير من أتباع أبي حنيفة، وأن الحنفية أشَد على المسلمين من اللصوص، وأن أصحاب أبي حنيفة مثل الذين يكشفون عوراتهم في المساجـد، وأن أبا حنيفة سيكُبَّه الله في النار، وأنه أبو جيفة، وأن المسلم يُؤجَـر على بُغض أبي حنيفة وأصحابه، وأنه لا يسكن البلد الذي يُذكَر فيه أبو حنيفة، وأن استقضاء الحنفية على بلد أشَد على الأمة من ظهور الدجال، وأنه من المرجئـة، ويرى السَّيف على الأمة، وأنه أوَّل من قال القرآن مخلوق، وأنه ضيَّع الأصول، ولو كان خطؤه موزَّعاً على الأمة لوسعهم خطأً، وأنه يترك الحديث إلى الرَّأي، وأنه يجب اعتزالـه كالأجرَب المُعـدِي بجربه، وأنه ترك الدين، وأن أبا حنيفة وأصحابه شَر الطوائف جميعاً، وأنه لم يؤت اليقين في دينه، وأنه ما أصاب قط، وأنه استُتِيب من الكفـر مرَّتين أو ثلاثـاً، واستُتِيب من كلام الزنادقة مراراً، وأن بعض فتاواه تُشبِه فتاوى اليهود، وأنه ما وُلِد أضَر على الإسلام من أبي حنيفة، وأن الله ضرب على قبر أبي حنيفة طاقاً من النار، وأن بعض العلماء حمدوا الله عندما سمعوا بوفاة أبي حنيفة، وأنه من الداء العضال، وأن مذهب الحنفية هو رد أحاديث رسول الله e، وأنه يرى إباحة شُرب المُسكر، وأكل لحم الخنـزير، وأنه كان فاسداً، و أن كثيراً من العلماء على جواز لعن أبي حنيفة ، وأنه كان أجرَأ الناس على دين الله، وأن أبا حنيفة يرى أن إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق واحد، وأن حماد بن سلمة كان يقول: إني لأرجو أن يُدخِل الله أبا حنيفة نار جهنم!!! )اهـ. من كتاب السنة المنسوب زوراً وبهتاناً وجهلاً وضلالاً لعبــــد الله ابن الإمام أحمد ( 1/180-228 ).فإذا كان أدعياء الفرقـة الناجيـة لا يُكفِّرون أحداً من المسلمين حسب زعمهم، فلماذا ينشرون مثل هذه الكتب التي هي بمثابة السم الذي يفتُّ بعضُد الأمة ويفرقها، ويطلبون من الأمة بعد هذا السيل الجارف من الاتهامات للإمام الأعظم، أن تصدق أدعياء الفرقة الناجية في ادعائهم أنهم لا يكفرون أحداً من المسلمين البتة، ومن اتهمهم بذلك فهو جاهل أو متجاهل حسب زعمهم، ولكني أترك للأمة الحكم على من ينشر مثل هذه الكتب في تكفير الأئمة بكل جرأة، وبخاصة في زماننا هذا الذي نحتاج فيه إلى وحدة الصف وجمع الكلمة.ولعل قائلاً يقول : 5- إن هذا الكتاب لا يمثل عقيدة السلف، أقول: أتمنى ذلك، ولكن محققه القحطاني قال في صفحة (1/ 65) : هذا الكتاب من أمهات المصادر العقدية في كتب السلف، وقال أيضاً: فهو من هذا الجانب ذو مكانة كبيرة، حيث اعتمدت عليه كثير من الكتب التي صنفت في عقيدة السلف، وقال أيضاً: فهو بحق مصدر رائد برزت قيمته فيمن نقل عنه ، وعزا إليه.
09-28-2005, 06:32 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
الأحاديث الواردة في بيان الفرقة الناجية من الأحـاديث الصحيحة التي جـاءت في بيان افتراق الأمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه (1/44). وجاء في سنن أبي داود (4/197) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: (افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة). وجاء في صحيح ابن حبان (6247) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفت%D
09-28-2005, 06:34 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
6- ونشرت دار الراية في الرياض عام 1994 ،كتاب السنة للخلال، تحقيق: عطية بن عتيق الزهراني، الطبعة الثانية، جاء في: (1/215) الآتي: ( رُوِيَ من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد في قوله تعالى عَسَىَ أَن يَـبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) قال : يقعده معه على العرش ، قال أبو بكر بن أبي طالب : من رده فقد رد على الله عز وجل، ومن كذَّب بفضيلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كفر بالله العلي العظيم، وأخبرني أحمد بن أصرم بهذا الحديث، وقال : من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله، وهو عندنا: كافر، ومن زعم أن من قال بهذا فهو ثنوي، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل ). ا.هـ قلت: مع العلم أن هذه الأثر عن مجاهد ضعفه بعض أهل العلم ، ورده آخرون ، لأن الصحيح أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى يوم القيامة، كما جاء في الصحيحين، ومع ذلك نجد أن المتطرفين يكفرون من خالفهم في المعوج من اعتقاداتهم ، ولو كان ضعيفاً أو باطلاً، والمشتكى إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك حذارِ أخي المسلم أن تنكر أن الله سبحانه وتعالى جلس على العرش ، وفَضَلَ منه أربعة أصابع ، خُصِّصَتْ لإقعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ربه على العرش يوم القيامة، وإذا أنكرت ذلك فقد كَفَرْتَ وخرجتَ من الملة الإسلامية، على رأي هؤلاء المتطرفين، أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم،وجهل فاضح. 7- قامت دار العاصمة للنشر والتوزيع في الرياض بطباعة كتاب (إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية) ألفه الشيخ إبراهيم عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ عبد الله عبد اللطيف آل الشيخ, والشيخ سليمان بن سحمان الفزعي الخثعمي. جمعه وحققه عبد العزيز عبد الله الزير آل أحمد، عام 1995 وبيع في معرض الشارقة للكتاب2000م، وقد ذكر مؤلفه في أكثر من موضع أن أهل دبي وأبي ظبي وإباضية ساحل عمان كفار، وأن الإمام الذي لا يكفِّرهم أو يشك في كفرهم؛ كافر لا يُصلَّى خلفه، انظر الصفحات الآتيـــة: ( 31،32 ،33 ، 51،101،113 ، 124،136، 145 ، 162 ) ولعل جاهلاً غراً يقول: إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وهذا كلام صحيح لا ريب فيـه، ولكن مَن الـذي يُثير الفتنـة ويُوقظها؟ الذي ينشر هذه الكتب ويقوم بتوزيعها؟ أم الذي يحذِّر منها ويبيِّن الزَّلل فيها ويوضح خطورتها؟ وأترك لأمة الإسلام الحكم في ذلك، وهنـاك كتاب آخر بعنوان ( إحكام الدين الحنيف من التحريف ) لعبد الكريم الحاج، وكُتِب على غلافه للمراسلة ( الإمارات العربية المتحدة الشارقة – ص.ب: (19661) يذكر مؤلفه في ص ( 104 ) : ( الذين يدعون إلى الالتزام بمذهب رجل واحد بعينه، فيهم شبه باليهـود الذين يقدِّسون أحبـارهم ) وقال أيضاً : ( لا يجوز التزام مذهب شخص واحد بعينه ، إذ لا دليل على ذلك من الكتاب ولا من السنة، ومَن قـال بالوجُـوب استُتِيب،فإن تـاب وإلا ضُرِبَت عُنقُه ) وقد نسي هذا الكاتب أو تناسَى أن أكثر ولاة الأمور في البلاد الإسلامية يوجبون العمل في المحاكم بمذهب معيَّن من المذاهب الإسلامية، فهل يستتابون جميعاً، وهل جماعة ما يُسَمَّى بأدعياء الفرقة الناجية، هي التي ستقوم بالاستتابة ثم بضرب الأعناق؟ كما فعلت، وتفعل في كثير من البلاد الإسلامية من التقتيل والدمار والفساد والإساءة للإسلام باسم الإصلاح. ونشرت مكتبـة العُمَرِين العلمية بالشـارقة عام 1995 م الطبعة الثانية كتاباً بعنوان ( هل المسلم ملزَم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة ) للمعصومي الخجندي السلفي.
ذكر فيه الآتي: جاء في ص 73 : ( فمن يتعصب لواحد معين غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويرى أن قوله هو الصواب الذي يجب اتباعه دون الأئمة الآخرين، فهو ضال جاهل ، بل قد يكون كافرا يستتاب ،فإن تاب فبها، وإلا قتل، فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس اتباع أحد بعينه من الأئمة، فقد جعله بمنزلة النبي صلــى الله عليه وآله وسلم، وذلـك كفر ).قلت : ويا حسرةً على أتباع المذاهب الأربعة المتمسِّكين باجتهادات أئمتهم ، من هذه الأحكام الجائرة، التي تتعلق بضرب رقابهم من غير جناية ارتكبوها !!!. والمسلمون باتباعهم للشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة، رضي الله عنهم وأعلى مقامهم،والتزامهم باجتهاداتهم إنما يلتزمون ويتمسكون بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتعصبون له أيضاً، ولكن بفهم الرجال لا بفهم العيال، بينما نجد هؤلاء الذين يطلقون هذه الأحكام الظالمة والقاسية والباطلة على متبعي الأئمة الأجلاء، هم من أكثر الناس تبعية وتقليدا والتزاما وتعصبا لآراء علماء لا يصلون إلى درجة الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم في العلم والعمل ، وجاء في ص55 وأما اتباع مذهب من هـذه المذاهب الأربعة أو غيرهـا فليس بواجب ولا مندوب وليس على المسلم أن يلتزم واحداً منها بعينه، بل من التزم واحداً منها بعينه في كل مسألة فهو متعصب مخطئ مقلد تقليداً أعمى، وهو ممن فرَّقوا دينهم وصاروا شِيَعَاً )، ثم استدلَّ بقوله تعالى: } وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ { .
09-28-2005, 06:35 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
فانظر أخي القارئ كيف جعل هذا الجاهل الغر أتباع المذاهب الأربعة مفرِّقين لدينهم، ومن فرَّق دينه كان مشركاً بنص القرآن الكريم، والنتيجة عندهم: أن أتباع المذاهب الأربعة كفرة مشركون، وهذا الفهم يدركه كل مسلم. وقال في صفحة64: ( ولكن لما شاعت المذاهب نشأ عنها افتراق الكلمة ). وقال فيها أيضاً: ( وإن تَقَوَّلُوا بأن أهل المذاهب الأربعة هم أهل السنة ولكن أعمالهم تكذبهم وتعارض قولهم ). أقول انظر رعاك الله إلى نظرة أدعياء الفرقة الناجية إلى السَّواد الأعظم من المسلمين ( لأنهم أتباع المذاهب الأربعة ) النظرة القاتمة المكفهرة، نظرة عليها غبرة ترهقها قترة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر الفرقة الناجية هي السَّواد الأعظم من المسلمين، وأدعياء الفرقة الناجية يعدُّون السَّواد الأعظم مِن المسلمين ليسوا من أهل السنة، لأن أعمالهم بحسب زعمهم تكذبهم وتعارض قولهم، إنها جرأة على رد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعدها جرأة. وقال في ص65 كاذباً على الله ورسـوله بدعـواه أن المسلمين سيُسألون في قبورهم عن جريمة اتبـاعهم للمذاهب الأربعة: ( أسألك بالله العظيم يا أيها المسلم العاقل المنصف: إن الإنسان إذا مات هل يُسأل في قبره أو يوم الحسـاب لِمَ لـَمْ تتمذهَب بمذهب فلان؟ أو لِمَ لمْ تدخل في طريقـة فلان؟ والله إنك لا تسأل ذلك أصلاً بل تسأل لمَ التزمت المذهب الفلاني؟ أو سلكتَ الطريقة الفلانية؟ لأن هذا ولا شك من اتخـاذ الأحبـار والرهبـان أرباباً من دون الله، ولأن هذه المذاهب الخاصة والطرق المشهورة بدعـة في الدين وكل بدعة ضلالة ). فانظر يا أخي القـارئ الكريم إلى تكفيرهم لأتبـاع المذاهب الأربعة تكفيراً صريحاً واضحاً وضُوح الشمس في رابعة النهار، لأنه يعدُّ أتباع المذاهب الأربعة: من الذين جعلوا أئمتهم آلهة من دون الله!!! ومن فعل ذلك فقد كفر. وقال في ص71 : ( والعجب مِن هـؤلاء المقلِّدين لهذه المذاهب المبتدعة الشائعة ، والمتعصِّبين لها، فإن أحدهم يتبع ما نسب إلى مذهبه مع بعده عن الدليل، ويعتقده كأنه نبي مرسل، وهذا نأيٌ عن الحق وبُعدٌ عن الصواب ). وقال في ص79: ( وإذا حقَّقت المسألة حق التحقيق ظهر لك أن هذه المذاهب إنما أُشِيعَت ورُوِّجَت وزُيِّنَت من قِبل أعداء الإسلام، لتفريق المسلمين وتشتيت شملهم، أو إنما أحدثها الجهلة مضاهاة لليهود والنصارى وتشبهاً بهم ). وقال في ص 89 مشبهاً أتباع المذاهب الأربعة حكاماً ومحكومين علماء وعاميين بـ( الحمير )!!!: ( والمقلِّدون الجامدون اتخذوا ذلك ديناً ومذهبا،ً بحيث لو أقمتَ عليه ألف دليل من النصوص لا يُصغي إليه، بل ينفر عنه كل النفور، كحُمُرٍ مُسْتَنْفِرَة، فرَّت مـن قَسْوَرَة ) والقسورة هو: الأسد. وقال في ص98: ( إن فرقة التقليد قد ارتكبت مخالفة أمر الله، وأمر رسـوله، وهـدي أصحابه، وأحوال أئمتهم، وسلكوا ضد طريقة أهل العلم، وهؤلاء الخلف قد عكسوا طريقة السلف، وقلبوا أوضاع الدين، فزيفوا كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال خلفائه، وجميع أصحابه رضي الله عنهم ). وهذا اتهام وتكفير آخر أيضاً لأَتْبَاع المذاهب، بتزييفهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حسب زعمهم. وقال في ص102: ( ولكن رؤسـاء التقليد قد حالوا بين المسلمين وبين كتـاب ربهم، بزعمهم أن المستعـدين للاهتداء به قد انقرضوا ). وقال أيضاً في نفس الصفحة: ( ثم جاء العلماء المقلدون وجعلوا قـول المفتي للعـامي بمنزلة الدليل، ثم خَلَف خلفٌ أغرق في التقليد، فمنعوا كل الناس أخـذ أي حكم من الكتاب والسنـة، وعدُّوا مَن يحـاول فهمهما والعمل بهما زائغاً، وهذا غاية الخذلان، ونهاية الخسران، وعداوة الدين وقد تبعهم النـاس في ذلك فكانوا لهم أنـداداً من دون الله وسيـتبرأ بعضهم من بعض كما أخبر الله تعالى ). قلتُ: ولقد كذب والله على الأئمة، فهم لا يمنعون أحداً من فهم الكتاب والسنة، أو أخذ الأحكام منهما لمن كان أهلاً لذلك، وإنما يمنعون عبث العابثين، وتلاعب الجاهلين، بالكتاب والسنة. وقال في ص105: ( فالتقليد المذهبي صار داءً عضالاً، وبلاء عظيماً عمَّ هذا البلاء العالم ). وقال في ص 106 فيا عباد الله ، ويا أتباع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ما بالكم تركتم الكتاب والسنة جانباً، وعمدتم إلى رجال مثلكم في تعبد الله لهم بهما، وطلبه العمل منهم بما دلا عليه وأفاداه، فعملتم بما جاءوا به من الآراء التي لم تعمد بعماد الحق، ولم تعضد بعضد الدين، ونصوص الكتاب والسنة، وتنادي بأبلغ نداء، وتصوت بأعلى صوت بما يخالف ذلك ويباينه، فأعرتموهما آذاناً صما، وقلوباً غلفاً، وأفهاماً مريضة، وعقولاً مهيضة، وأذهاناً كليلة، وخواطر عليلة، وأنشدتم بلسان الحال: وما أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غَوَتْ غَوَيْتُ وإن تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُد.ِ قلتُ: وهذا كذب محض، وافتراء كبير، ونداء بارد، وفارغ، وهزيل جـداً، فالمقلدون لم يتركوا الكتـاب والسنة ويتبعوا الرجال، وإنما اتبعوا الكتاب والسنة بفهم الرجال، والفرق بينهما واضح، ولذلك لا يجوز أن يُسْأَلَ هذا السؤال : هل نحن مأمورون باتباع الكتاب والسنة، أم باتباع المذاهب الأربعة ؟؟؟ لأن فيه اتهاما مبطنا للأئمة الأربعة بأنهم تركوا الكتاب والسنة، وجاءوا بأقوال من عند أنفسهم، وهذا أمر خطير جدا، وفرية عظيمة، وأرى أن صاحب هذا السؤال يُعَزَّرُ تَعْزِيـرًا بليغاً، ويُصحَّحُ السؤال على الشكل التالي : هل نحن مأمورون باتباع الكتاب والسـنة بفهمنا، أم بفهم من هــم أعلم منا ؟ والجواب : أن اِتِّبَاعَ أهل الفقه والذِّكْرِ والراسخين في العلم في فهمهــم للكتاب والسنة، أولى من اتباع فهمنا القاصر، ولا شك أن الإمامَ الشافعي،َّ والإمامَ مالكا،ً والإمامَ أحمدَ، والإمامَ أبا حنيفةَ،هم أعلمُ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم منا، وهم أولى باتباع اجتهاداتهم وفهومهم من غيرهم، وأي فهم للمذاهب بخلاف هذا فهو فهم سقيم، ورأيٌ مِعْوَجٌّ، وخروج عن الجماعة وعن السَّواد الأعظم. وقـال في ص111: ( تنبيـه: اعلم أن من وَصْفِ المغضوب عليهم، أنهم لا يقبلون الحق إلا من الطائفة التي هم منتسبون إليها، مع أنهم لا يتبعون ما لزمهم في اعتقادهم،كما هو شأن كثير من المنتسبين إلى طائفة معينة في العلم، أو الدين، أو من المتفقهة، وغيرهم، فإنهم لا يقبلون من الدين رواية ولا رأياً إلا ما جاءت به طائفة ). انظر أخي المسلم إلى ورَع(!!!) أدعيـاء الفرقة الناجية وتشبيههم أتباع المذاهب بالمغضوب عليهم – عفواً هم لا يكفرون مسلماً -. وقال في نفس الصفـحة: ( والشر كل الشر والضلال فيما أحدثـه المتأخِّـرون في الأمور الدينيـة، ولا شك أن المذهب من البِدع في الدين، وإنما أحدثه الأمراء والسلاطين، لمقتضَى سياستهم، أو اتباعاً لهواهم، أو حفاظاً لجاههم، أو عصبية لمشايخهم، كما هو معلوم لكل من طالع التواريخ ). وقال في ص120 موجهاً نصيحته بأدب جم رفيع إلى علماء اللغة العربية: ( وأقول لطلبة العلم: أيها السفهـاء(!!!) المسمُّون أنفسكم بالعلمـاء، اشتغلتم بعلـوم اليونـانيين، وبالصرف، والنحو، والمعاني، وظننتم أن هذا هو العلم، وإنما العلم: آية محكَمة من كتاب الله، أو سنة قائمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ). قلتُ: انظر أخي المسلم إلى هذا الأدب الجم الرفيع الذي يتحلَّى به القوم، وقد نسي هذا الجاهل الغر الغبي وأمثاله ممن ينعقون مثل نعيقه ، أن الكتـاب والسنة لا يُفهمَان إلا باللغـة العربية.
09-28-2005, 06:37 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
وأرجو من القارئ الكريم المعذرة في سرد هذه النماذج والتي هي من القليل القليل الذي تنشره هذه الجماعة في تكفير المسلمين زرافات ووحداناً، ومـــا تكفيرهم لأهل دبي و(أبو ظبي) إلا لأنهم مالكية أشعريه قد أوَّلوا بعضاً من آيات الصفات فأطلقوا عليهم اسم (الجهمية المعطِّلة)، وأخرجوهم من الملة!!! وأقول: إذا كان التأويل لبعض آيات الصفات تعطيلاً وكفراً وتحريفاً وفساداً للمعتقد، فهل يصرِّحون بأن هذا الحكم ينسحب على ابن تيميه؟ ويحكُمون عليه بأنه (جهمي معطِّل) مثل المالكية، ويخرجونه من الملَّة لأنه أوَّل بعضاً من آيات الصفات، ويقولون إن ابن تيميه كافر، والإمام الذي لا يكفِّره كافر، ولا يصلَّى خلفه، أسوة بحُكمهم على أهل دبي وأبوظبي لأنه اشترك معهم في تأويل بعض آيات الصفات، أم هم يملكون المعايير المزدوجة، والأحكام المتناقضة، والأعذار التي تنتشل ابن تيميه من تهمة الكفر لأنه من المؤوِّلين؟! وإذا وجدوا عذراً لابن تيميه في تأويلاته، فلمَ لا يجدون عذراً لمالكية دبي وأبوظبي ومَن عداهم من المسلمين في تأويلهم لآيات الصفات؟!قال ابن تيميه في مجموع الفتاوى(2/427) في قولــه تعالى: } كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ُ{ : ( وهو أن كل شيء هالك إلا ما كان لوجهه من الأعمال وغيرهما، رُوِيَ عن أبي العالية قال: إلا ما أريد به وجهه، وعن جعفر الصادق: إلا دينـه، ومعناهما واحد )اهـ. وقال أيضاً في ( 2/428 ): }كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ{: يعني الحق – لكن سألتني بوجهك الخلق ـ كذا في الأصل ـ وعن مجاهد: إلا هو، وعن الضحاك: كل شيء هالك إلا الله والجنة والنار والعرش، وعن ابن كيسان: إلا ملكه ). وقال أيضاً (2/428و429): ( فقوله : }كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ { أي: دينه وإرادته وعبادته ). وقال أيضاً في (2/434) في قوله تعالى: }كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْـهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ{: ( إن بقـاء وجهه المذوي بالجلال والإكرام: هو بقاء ذاته ). وقال ابن تيميه في الفتاوى ( 6/394 ) في قوله تعالى: } يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ{ ( فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة، ثم قال: ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال: }يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ{ نكرة في الإثبات ولم يضفها إلى الله ولم يقل عن سـاقه فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات ). فإذا التُمِس العذر لابن تيميه في تأويلاته هذه، فلماذا يُشنَّع على أهل دبي وأبي ظبي وعلى جميع المسلمين في تأويلاتهم؟ ويكفرونهم، ويعدون الإمام الذي يشك في كفرهم أو لا يكفرهم كافراً لا يُصلَّى خلفه، ورغم كل هذه الهجمة الشرسة على الأمة من قِبَل أدعياء الفرقة الناجية؛ يدَّعون أنهم قوم براء من التكفير. أقول: وليتهم كانوا صادقين.
09-28-2005, 06:40 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
كما أن مِنْ شَرْطِ الدخول في الفرقة الناجية أن لا يسار ع الإنسان إلى تحليل الحرام، وتحريم الحلال، فقد جاء في المستدرك للحاكم حديث رقم(6325) وحديث رقم(8325) وفي مسند الشاميين(2/143) والطبراني في الكبير رقم(18/50) أن النبي e قال: (تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال). قلت : هذا توصيف دقيق من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للفرقة الناجية، التي لا تقدم بين يدي الله ورسوله، فتحل ما حرم الله سبحانه وتعالى، وتحرم ما أحلَّ الله سبحانه وتعالى، وصدق الله العظيم: } و َلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ { النحل (116). وإذا نظرنا إلى أدعياء الفرقة الناجية اليوم، نجدهم من أكثر الناس تحريماً وتشديداً في الأحكام، حتى منعوا قراءة كتاب الأستاذ الشيخ يوسف القرضاوي (الحلال والحرام) ومنعوا إدخاله لبعض البلاد الإسلامية، وقالوا: ليس فيه إلا الحلال والحلال، فأجابهم الدكتور قائلاً: ولست مستعداً لتأليف كتاب الحرام والحرام، سمعتُ ذلك منه مباشرة على قناة الجزيرة في برنامج الشريعة والحياة. فالحلال عند الجمهور هو الأصل والحرام هو ما نُصَّ عليه لقلته، فإنه ينضبط، أما عند أدعياء الفرقة الناجية فالحلال ما نُصَّ عليه والحرام ما سُكِت عنه، أو ما لم يفعله رسول الله e والرسول e يرد على هؤلاء فيقول في الحديث الذي ذكره الإمام النووي في أربعينيته: (إن الله فرض عليكم فرائض فلا تضيِّعوها، وحدَّ لكم حدوداً فلا تعتدوها، وحرَّم عليكم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها)، قال الحـافظ ابن حجر في (الفتح): أخرجـه الدارقطني من حـديث أبي ثعلبة ورفعـه ثم قـال : وأصله في البخاري. هذا ولقد حرَّم هؤلاء كثيراً من المباحات ولعل بعضها من الأمور المشروعة مثل: 1- استعمال السبحة للذِّكر، وقد استعمل الصحابة مشابها لها،كالحصى والنوى ،كما ذكر ذلك الإمام السيوطي في الحاوي للفتاوي . 2- تكبيرات العيد الجماعية، وقد لغزوا لها: ما الشيء الذي إن فعلته جماعة دخلت النار؟ وإن فعلته منفرداً دخلت الجنة؟ جوابهم: هو تكبيرات العيد.انظر كتاب( المتفيهقون) للدكتور حسن هيتو . 3- الدعاء بعد الصلوات جماعةً. 4- رفع اليدين في الدعاء ، مع ثبوت الأحاديث في ذلك ، وتواترت تواترا معنويا ،كما بين فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى في شرحه للمنظومة البيقونية : ( ص 96 /97 ) 5- التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين، وقد قال الشوكاني في (العقد النضيد): (إن هذا التوسل ثابت بإجماع الصحابة ) 6- إطالة الثَّوب ولو بلا قصد الخُيَلاَء. 7- فسَّقوا حليق اللحية ابتداءً؛ ثم كفَّروه في النهاية!!! مع العلم أن توفير اللِّحية جرى فيه خلاف عند أهل العلم ،بين الوجوب عند الأكثرية، والندب عند الأقلية، وهم من متأخري الشافعية . 8- احتفالات المسلمين بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، والتذكير بشمائله وفضائله وأخلاقه العظيمة في يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، للتأسي به . 9- حرَّموا في صلاة التراويح الزيادة على ثماني ركعاتٍ، واعتبروا الزيادة فيها كزيادة ركعة على الفريضة. 10- عدُّوا الأمر بالالتزام بأحد المذاهب الأربعة فسوقاً وضلالاً، ويُستَتاب مَنْ فَعل ذلك وإلا ضُرَِبت عنقه. 11- حرَّموا صوم يوم عرفة إذا صادف يوم السبت ولم ينقل ذلك عن أحدٍ من ثقاة الأمة حسب علمي. 12- إصرارهم على بقـاء تحريم صوم يوم السبت أو الأحد على الانفراد أو الجمع، علماً أن التحريم قد نُسِخَ كما بين ذلك أبو داود في سننه، وابن حجر في فتحه، والطحاوي في معاني الآثار، والصنعاني في سبل السلام. 13- عدُّوا المرأة المسلمة بمجـرَّد وضع العبـاءة على كتفيها: (كاسية عارية محرماً عليها دخول الجنة)!!! (من فتاوى ابن جبرين) مع العلم بأنه يفعل ذلك جميع المسلمات على وجه البسيطة ما عدا القليلات منهن، وبناءً على ذلك فجميع نساء المسلمين عند هؤلاء في نار جهنم. 14- جعلوا قراءة القرآن على القبر أو الميت من البِدَع المحرَّمة، وقد أجاز ذلك أحمد، وابن تيميه, وابن القيم، ومحمد بن عبد الوهـاب، وكـافة الأمـة سواهم، ومنعـوا من تلقين الميت، مع العلـم أنه مشروع كما بين ذلك محمد بن عبد الوهاب في كتابه القيم (أحكام تمني الموت ص 19) تحقيق عبد الرحمن السدحان وعبد الله الجبرين، وأكَّدَ ذلك ابن القيم في كتاب الروح.
09-28-2005, 06:41 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
هذا ولما كنتُ في السابق أشغل منصب رئيس وحدة الرقابة الدعوية في أوقاف دبي، كنتُ دائماً أحذر من خطورة هذه الكتب التي تدمر أفكار الناشئة، وتزرع فيهم نزعة الإرهاب والتطرف الفكري، وكنتُ أحاول جهدي مع موظفين مخلصين معي أن نمنع وصول مثل هذه الكتب إلى أيدي المسلمين في مساجد دبي ومصادرتها منها إن وُجِدت، لأنها كتب ورسائل تجعل من أبنائها قنابل ذرية موقوتة، وألغاماً ضخمةً جاهزة للانفجار في أية لحظة، فتهلك الحرث والنسل، وتقضي على المجتمعات، وتدمِّر الأمن والأمان، فهي كتب كما رأينا في هذه الرسالة تدعو إلى ضرب الأعناق، بمجرد الأمر بالعمل بمذهب معين من المذاهب الأربعة، أو الدعـوة إليه، وتستبيح الدماء والأموال من أجل ذلك. والتطرف كالشرر يبدأ صغيراً ثم يكبر ( ومعظم النار من مستصغر الشرر )، والتطرف له ثلاث مراحل: 1- المرحلة الأولى: تكون بالافتيات على أهل العلم، وذلك بأن يتصدَّر أُنَاسٌ لاَحظَّ لهم من العلم، فيفتون الناس بالجهل،ِ تحريماً وتحليلاً واستباحة للأموال والدماء. 2- ثم تأتي المرحلة الثانية: وتكون بالافتيات على سلطات القضاء، فبعد أن أفتوا بغير علم، وتُرِك لهم الحبل على الغارب، أخذوا ينـزِّلون الأحكام على أعيان وأفراد المسلمين، ويقضون عليهم بالكفر والردِّة والزندقة، وهذه كلها أحكامٌ قضائية لا يجوز أن تُطلَق إلا من خلال أروقـة المحاكم، ليتمكَّن المسلِم المتهَم بالكفر والزندقة والردِّة من الدفاع عن نفسه، ولكن للأسف رغم وصُول التطرُّف إلى هذه المرحلة الخطيرة، نجد أن ولاة الأمور يعدون هذه القضايا مسائل خلافية بين المسلمين لا دخل لهم فيها. 3- وتأتي المرحلة الأخيرة من التطرُّف وهي الافتيات على سلطات ولي الأمر، عندما يأتي هؤلاء الشبان الذين أفتوا بغير علم، وقضوا على الناس بالجهل، يأتون لينفِّذوا في الناس الأحكام الجائرة التي أطلقوها عليهم مِن قبل، وهنا تتدخل ولاة الأمور لتمنع أو لتردع هؤلاء الشباب عن التطرُّف والإرهاب، ولو أنهم منعوا التطرُّف عند هـؤلاء الشباب في مراحلـه الأولى، لما وصل الأمر إلى ما نـراه اليوم من القتـل والتخريب والتدمير واستباحة للدماء والأموال، في كثير من البلاد الإسلامية، هذا وقد نسي أهل الحَلِّ والعَقْد أن التكفير يقود إلى التفجير، بل التكفير أصل كل المصائب التي تهز المجتمعات الإسلامية وتعصف بها، لذلك أقول : إن التطرف ناتج عن فكر مِعْوَجٍّ، فلا يُقاوَم ولا يُعالَج إلا بحوار سليم، وفكر مستنير، ابتداءً من مرحلة التطرف الأولى. وفي الختام أطرح الأسئلة التالية: السؤال الأول: قوله e: (ستفترق أمتي) هل يعـني به : أمة الدعوة ؟ أم أمة الإجابة؟ للإجابة أقول وبالله التوفيق: إن أمة الدعـوة هي الأمـة المتوجَّب عليهـا الإيمان بدعـوة النبي e، وتشمل كل البشرية على وجه الأرض، لأن الخطاب القرآني توجَّه إليهم وشملتهم دعوة النبي e قال تعالى: }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{ [سبأ آية 128]. وقال e: ( وبُعِثتُ إلى الناس كافة ) أخرجه الإمام مسلم، فمَن آمن فهو من أمـة الإجـابة، ومَن لم يؤمن فهو مِن أمة الدَّعوة. وذهب كثير من العلماء إلى أن الافتراق سيكون في أمة الدعوة، أي الذين لم يدخلوا في الإسلام وبقوا على كفرهم، وبناءً على هذا القول: فليس بين المسلمين جماعة وفرقة ناجية على حساب الجماعات الأخرى، بل كلهم ناجون بإذن الله تعالى، وأمة الإجابة هم الذين نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، وهم الغالبية العظمى والسَّواد الأعظم من المسلمين، فإذا حصل الافتراق فيما بينهم فالهالك منهم من خرج من الملَّة بمكفِّر مجمع عليه، كأن يُنْكِر ويَكْفُر برُكنٍ من أركان الإسلام أو الإيمان ،كحال كثير من الفرق التي تدعي نسبتها للإسلام، مع إتيـانهم بمكفّر مجمـع عليه، والقـائلين بحلول الإله في الأشخاص، فهؤلاء قـد يزيدون على السبعين، ومع ادعـاء نسبتهم للإسلام فهم كفرة بالإجماع، كما نصَّت على ذلك قرارات المجامع الفقهية المعاصرة التابعة لرابطة العالم الإسلامي، لأنه ثبت عن هؤلاء الكفر ببعض أركان الإيمان والإسلام، وردّ غالبها عند الكثيرين منهم، وهم يشكلون قلَّة من بين المحسوبين على الأمة، وما عداهم فالمسلمون يشكلون الغـالبية العظمى، وكلهم مؤمنون موحِّدون موعُودون بدخُول الجنة بالنصوص القطعية الثابتة المتواترة. السؤال الثاني: قوله e: (كلهم في النار إلا واحدة) هل هؤلاء في النار مخلَّدون؟ أم يدخلونها ثم يخرجون؟ الإجابة: إذا قلنا بالقول الأول بأنهم مخلَّدون في النار، فهذا ينطبق على الكفَّار الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم، لأنه لا يخلَّد في النار إلا مشرِك بالإجماع، لقوله تعالى :}إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا{ [ النساء آية:48] .
09-28-2005, 06:42 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
وإذا كان الأمر كذلك فكيف يجوز أن نقتطع من جسم الأمة الإسلامية الضخم الهائل جماعة توصَف بأنها هي الفرقة الناجية من الخلود في النار فقط؟ وأما باقي المسلمين حسب زعمهم وافترائهم فهم مخلَّدون في النار، مع أنهم ينطقون بالشهادتين والرسولe قد حكم على هؤلاء بأنهم من أهل الجنة ومن الناجين. فقد جاء في صحيح البخاري حديث رقم (44) أن النبي e قال: ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ). وفي البخاري أيضاً حديث (7072): ( يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها (أي من النار) مَن قال لا إله إلا الله) . وجاء في صحيح ابن خزيمة حديث رقـم: (1231) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال لا إله إلا الله دخل الجنة ). وفي صحيح ابن حبــان حديث رقــم (169) عن أبي ذر رضي الله عنه قـال: قال رسول الله e: (مَن قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقلتُ: يا رسول الله وإن زنى وإن سرق؟ قال e وإن زنى وإن سرق). وفي مستدرك الحاكم حديث رقم (763 أن النبي e قال: ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ووجبت له الجنة ) وأخرج ابن حبان في صحيحه حديث رقم (3004) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت ، دخل الجنة وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ) . وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك حديث رقم : (1299) وأبو داود في سننه حديث رقم : (3116) والترمذي في سننه حديث رقم 977). فأقول: بعد كل ما تقـدَّم كيف يصح أن نطلق على النَّاطقين بلا إله إلا الله محمد رسول الله بأنهم مخلَّدون في النار؟ لأنهم ليسوا من الفرقـة النـاجية، حسب زعم الزاعمين؟ سبحانك هذا ضلال مبين، وردٌّ صريح للأحاديث الصحيحة، وتكذيب بمتواتر الأخبار، إنه خطر ما بعده خطر. وإذا قلنا: إن معنى حديث: (كلهم في النار إلا واحدة )، بمعنى: أنهم يدخلون ثم يخرجون منها، فأقول: كيف عرف هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم أنهم الفرقة الناجية مِن دون المسلمين أجمعين، كيف عرفوا أنهم لن يعذِّبهم الله؟ وأنهم سيدخلون الجنة بغير حساب؟ وهـذا لا يثبُت إلا بطريق الوحي؟ والوحي قد انقطع : }قُلْ هَاتُوا بُرْهَـانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين{ [البقرة :111 ] وربنا سبحانه وتعالى يقول: }وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{ [البقرة :80] فإذا كان قول الله تعالى لليهود بهذه الشدة، مع العلم بأنهم لم يتعرَّضوا لمصير غيرهم، بل جلُّ خطئهم أنهم حكموا على أنفسهم بأنهم سيخرجون من النار بعد مدَّة وجيزة من غير إعلام الله لهم بذلك، فكيف سيكون حال من حكم على نفسه بدخول الجنة؟ وعلى غيره من الموحِّدين المؤمنين الناطقين بالشهادتين بأنهم من أهل النار بسبب ذنوبهم؟مع العلم أن الذنوب مهما عظُمت وبلغت فإن مآلها وأمرها إلى الله تعالى، فقد أخرج الحاكم في المستدرك حديث رقم (1937) وصححه، وابن حبان في صحيحه حديث رقم (225) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( يُصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر لـه تسع وتسعون سِجِلَّّاً ،كل سِجِلٍّ مـد البصر، ثم يُقـال لـه: أتنكر من هذا شيئاً ؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يارب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطـاقة فيها: ( أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله ) فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السِجِلات؟ فيقول: إنك لا تُظلم، قال: فتُوضَع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ) وأخرجه الترمذي في سننه وحسَّنه حديث رقم (2639) وابن ماجه في سننه رقم (4300) وأحمد في المســند حديث رقم (6994). فكيف يجوز لنا بعد هذا الحديث العظيم، الذي يفتح الأمل للمذنبين والمقصرين، أن نحكم على الخطاءين بأنهم من أهل النار، دون إعلام من الله لنا؟!!وربنا سبحانه وتعالى جعل الناس يوم القيامة فريقين ، فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير، فأما أصحاب الجنة فهم المسلمون وهم ثلاثة أصناف، قــال تعالى :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير ، جَنَّاتُ عَدْن ٍ يَدْخُلُونَهَا } ثم بين ربنا سبحانه وتعالى حالَ غيرِ المسلمين فقال :{والَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمُ }إذاً فليس في القيامة إلا مسلم له الجنة، أو كافر له نار جهنم، قال ابن كثير : قال ابن عباس رضي الله عنهما- مبيناً أحوال المسلمين يوم القيامة على ضوء هذه الآية- : ( السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب ، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله ، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) .تفسير ابن كثير( 3/556 ) ولذلك نجد الإمام القرطبي يذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلـم لما قـرأ الآية : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ} قال :كلهم في الجنة ، وقرأ عمر هذه الآية ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلــم سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له ) تفسير القرطبي ( 14/346 ) وجاء فيه أيضاً : وقيل قدَّمَ الظالمَ لئلا يـيأس من رحمة الله، وأخَّر السابقَ لئلا يعجب بعمله، وقال جعفر الصادق بن محمد بن علي رضي الله عنه : قدَّم الظالم ليُخْبِرَ أنه لا يُتقرَّب إليه إلا بِصِرْفِ رحمته وكرمه، وأن الظلم لا يؤثر في الإصطفائية إذا كانت ثَـمَّ عناية، ثُمَّ ثنَّى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجا، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحد مكر الله تعالى، وكلهم في الجنة بحرمـة كلمة الإخلاص لا إله إلا الله، محمد رســول الله تفسير القرطبي : ( 14/349 ) وروى الإمام الثعالبي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : هذه الأمة يوم القيامة ثلاثة أثلاث : ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً، وثلث يجيئون بذنوب عظام، فيقول الله عز وجل : ما هؤلاء ؟ وهو أعلم بهم فتقول الملائكة : هم مذنبون إلا أنـــــهم لم يشركوا،فيقــول الله عز وجل : أدخلوهم في سعـة رحمتي، وروى الإمام الثعالبي أيضاً عن أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه أنه قال :{ أَكْـِرمْ المؤمنين وإن كانوا عصاةً فاسقين، ومُرْهُمْ بالمعروف، وانههم عن المنكر، واهجرهم رحمةً بهم لا تَعَزُّزاً عليهم، فلو كُشِفَ عن نور المؤمن العاصي لطبَّق السماءَ والأرضَ، فما ظنك بنور المؤمن المطيع، ويكفيك في تعظيم المؤمنين، وإن كانوا عن الله غافلين، قولُ رب العالـمين : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فانظر كيف أثبت لهم الاصطفاء مع وجـود ظلمهم }ا.هـ تفسير الثعالـبي : (3/259) فكيف يجوز لمؤمن بعد هذا الكَمِّ الهائل، من الآثار والأحاديث في بيان سعة رحمة الله تعالى أن يُحَجِّرَ واسعا، ويَقْطَع على مسلم بدخول النار بسبب ذنب ارتكبه، دون أن يُحِيلَ عِلْمَ ذلك إلى الله تعالى، إن نظرة أدعياء الفرقة الناجية تضيق في نهاية الأمر إلى درجة تصل بهم إلى الاعتقاد بأنفسهم بأنهم هم وحدهم الفرقة الناجية من دون المسلمين أجمعين، وبهم تنحصر فقط، ولا تمتد إلى أي مدرسة أو مذهب إسلامي آخر، فالجميع عند هذه الجماعة في النار بكل تأكيد، ولن ينجو منهم أحد، ولن يدخل الجنة أحد سواهم، مهما بلغ من التقوى والعبادة والعلم والعمل، وبناءً على سوء الفهم هذا لحديث افتـراق الأمـة، فإن المسلمين الحقيقيِّين هم فقط ما يساوي نسبة ( 1/73 ) من تعداد المسلمين في كل العصور والدهور. أو نسبـــة مئوية (1.3%) من مجموع المسلمين، ويميلون إلى القول بهذه النتيجة وذلك عائد إلى شعورهم بأنهم أقلية أمام أغلبية لا تؤمن بدعوتهم وادعاءاتهم، ولا تقيم وزناً للمعايير التي يقيسون بها أحكامهم ووجهة نظرهم المعوجة، ونظراً لكون المستثمرين لشعار الفرقة الناجية قلَّة تحصَّنوا بـحديث افتراق الأمة، وقد رأى القارئ بأن حديث افتراق الأمة لا يسعفهم بحال البتة، وقد يستدلون على صحة ادعاآتهم بأقليتهم وأن الحق دائماً مع القلة، قال تعالى: }وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ{[ص آية 24 ] وقـال تعالى: }وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{ [سبأ آية 13 ] وقال تعالى عن الكثـرة: }وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ{ [يوسف :106 ]
09-28-2005, 06:44 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
أقول: إن القلَّة هنا نسبية ، وهي إما على العموم، ومعنى ذلك أن المسلمين دائماً قلَّة أمام الكثرة الكافرة، أو على الخصُوص ومعناه : أن الخُلَّص المستقيمين من الأمـة أقل من المسلمين غير المستقيمين وغير الملتزمين التزاماً كاملاً، ولكن الكل ، ومسلم، وموحِّد، ومن أهل الجنة بإذن الله تعالى. وأما الحديث عن الكثرة فكما ذكرنا أن الكفار أكثر من المؤمنين في غالب العصور. وأما تنـزيل آية }وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ{ [يوسف :106] على الأمة الإسلامية ففيه مخالفة لجماهير المفسرين الذين قالوا: إنها نزلت في عبدة الكواكب والأوثان واليهود والنصارى، وحملها على المسلمين خطر جسيم، وتكفير للأمة، وصدق ابن عمر رضي الله عنهما لما تحدَّث عمن يمرق مِن الدِّين فقال عنهم: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين، وكان يراهم شرار خلق الله .(صحيح البخاري، عند الحديث رقم(6531). ولقد ذكر زينو في (منهاج فرقته الناجية)- من دون المسلمين أجمعين- سؤالاً: هل يُوجَد في هذه الأمة شرك؟ ثم قال: نعم، واستدل بقوله تعالى: آية }وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ{ سبحانك هذا بهتان عظيم،واستدلال باطل وفاسد. والنتيجـة: التي نتوصَّل إليها من خلال هـذه الكلمات الموجزة، هي أن نعتقد أن الأمر الذي يجب أن ندين الله به، هو القول بنجاة المسلمين كلهم من النار، مع اختلاف مذاهبهم ومشاربهم واتجاهاتهم، من حيث الخلود فيها، وأما بالنسبة للنجاة منها وعدم دخلوها أبداً فمرده إلى الله سبحانه وتعالى، لأن النبي e جعل الناطقين بلا إله إلا الله محمد رسول الله، مسلمين موحدِّين نـاجين بإذن الله تعـالى، مهما اختلفت وجهات النظر فيما بينهم في المسائل الفرعية، ومهما تعدَّدت مذاهبهم ومشاربهم بشرط أن لا يأتوا بأمر مكفر مجمع عليه، وأرجو أن يكون هذا الشَّرط متوفراً عند الجميع بإذن الله تعالى، وما ذلك على الله بعزيز، وهذه النتيجة التي توصَّلنا إليها هي على طرفي نقيض من أفكار أدعياء الفرقة الناجية الذين يُصِرُّون على إدخال مَن خالفهم في المِعْوَجِّ من أفكارهم النار. جاء في رسالة هذه الجماعات: (مَن الاثنين وسبعين فرقة) لابن باز والألباني والفوزان ولبكر أبو زيد طبع مكتبة الفرقان عجمان ص 9-10 عام 2001م. هل جمـاعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجمـاعة حسن البنا وما عندهم من تحزب وشق عصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة، هل هاتين الفرقتين يعني التبليغ وجماعة حسن البنا من الاثنتين وسبعين فرقة فأجاب سماحته: (من الاثنتين وسبعين فرقة والخوارج من الاثنتين وسبعين فرقة)!!! وأوجِّه لسماحته سؤالاً: هل هم مِن الاثنتين وسبعين فرقة الذين هم في النار مخلَّدين أم يدخلون ثم يخرجون؟ فإن قال: مخلَّدون،فأقول: كيف يستقيم هذا مع نطق هذه الجماعات بالشهادتين؟ وإن قال: يعذَّبون ثم يخرجون، أقول: كيف عرف هذا المتألِّي على الله أنهم يعذَّبون بسبب ذنوبهم ثم يخرجون؟ والرسول صلى الله عليه وعلى آله سلم يقول: (ومَن أصاب من ذلك - أي من الذنوب - شيئاً فعوقِب في الدنيا، فهو كفارةٌ لـه، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله، فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه) صحيح البخاري حديث رقم (1 ثم يدَّعي هؤلاء أنهم متمسكون بالكتاب والسنة سبحانك هذا بهتان عظيم. وقال الفوزان ص 11 من الكتاب نفسهما الجماعات المعاصرة الآن المخالفة لجماعة أهل السنة إلا امتداد لهذه الفرق وفروع عنها). وسُئِل الفوزان: هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة؟ فأجاب: (نعم، كل مَن خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقـة، ويشمله الوعيد ويكـون لـه من الذم والعقوبة بقدر مخالفته). ثم ذُكِرَ في ص14 من الكتـاب: (ومِن الفرق الضـالة المعاصرة: فرقـة حسن البنا (الإخوانية)، وفرقة حسن الترابي (الترابية)، وفرقـة سيد قطب( القطبية)، وفرقة محمد سرور (السرورية)، وفرقة عبد الرحمن عبد الخالق (التراثية) وفرقة محمد إلياس (التبليغية) وفرقة محمود الحداد (الحدادية)، وفرقة الحبشي (الحبشية)، وفرقة أحمد ياسين (الحماسية)، وغير ذلك كثير، كائن ويكون). قلت: ولو قال إن في هذه الجماعات أخطاء، وبيَّنها لهم ليجتنبوها لكان الأمر من باب المناصحة، وهو مقبول؛ أما إطلاق الأحكام عليهم بأنهم من الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة والتي هي من أهل النار!!! فهذه مجازفة عجيبة وغريبة، وتألٍّ على الله تعالى، مع العلم أن هؤلاء العلماء مجتهدون، فمنهم المخطئ، ومنهم المصيب، فمن أصاب منهم فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، ولا يُؤَثَّمُ مُجْتَهِدٌ في الإسلام، قال ابن تيمية في منهاج السنة (3/20) : قول السلف وأئمة الفتوى، كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم : لا يُؤَثِّمُون مجتهداً مخطئا،ً لا في المسائل الأصولية، ولا في المسائل الفرعية . قلت : (ورحم الله الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وتقبَّله الله عنده من أكرم الشهداء، وأرفعهم مقاما، وأعلاهم قدرا). وهو الذي جاهد في الله تعالى حتى أتاه اليقين، ومع ذلك نجد أدعياء الفرقة الناجية يصنفونه مع الفرق الضالة، ولا عجب فلقد أبطلوا من قبل جهاد القائد البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى ورضي عنه، وأعلى نزله، لأنه كان أشعريـا، (والأشعرية تمثل السَّواد الأعظم من المسلمين، ومع ذلك فهم بنظرهم: كَفَرَة، أو على أقَل وأخَف الأحكام: فَسَقَة) كما نشروا ذلك على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) في مواقعهم المعروفة!!!
09-28-2005, 06:45 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
فانظر يا أخي القارئ إلى عبث العابثين، وتهوُّر المتهوِّرين، وإلى مَن يمزِّق الصف، ويزيد في الصَِّدع، ويفرِّق الكلمة، ويشتِّت الشَّمل، ثم يتهمون مَن يكشف تجاوزاتهم, وأخطاءهم ليتداركوا أمرهم، ويراجعـوا أنفسهم، بأنهم يُثيرون الفِتَـن والقلاقل، سبحانك هذا بهتان عظيم. ولعل قائلاً يقول: ما فائدة نشر هذه النصوص اليوم التي تُدمي العيون، وتزلزل القلوب، وتقطع الأوصال، وتفتِّت الأكباد، والتي تصف كما رأينا أتباع المذاهب الأربعة بالحمر المستنفرة، وأنهم فيهم شبه باليهود والنصارى!!! وأن أبا حنيفة كافر زنديق!!! وأن أهل دبي وأبو ظبي كفَرَة، ومَن يشك في كفرهم فهو –عندهم - كافر!!! وأن جماعة التبليغ، وجماعة الشيخ أحمد ياسين، من الفِرَق المعاصرة الضالة، وغير ذلك من النصوص المبثوثة بكثرة في كتب أدعياء الفرقة الناجية؟ وجـوابـه: أني ما نشرت هذه النصوص بقصد التشهير والانتقاص من أصحابها، وإنما من باب إظهار حقيقة ما عليه أدعياء الفرقة الناجية، إضافة إلى أن أصحاب هذه النصوص يعدونها من أنفس أبواب العلم عندهم!!! بل يعدُّونها من أعظم وأكبر مفاخرهم ومآثرهم!!! وما دوَّنوها في رسائلهم، إلاَّ بقصد أن يقلِّدهم الجهلة من المسلمين في المعوج من أفكارهم، ولذلك نجدهم مسرورين غـاية السرور، ومنتشين غـاية الانتشاء، من نشر وإذاعة هذه الأفكار التصحيحيَّة والبنَّاءة في نظرهم القاصر، بينما أعُدُّها: أفكاراً هدَّامة معوجَّة مقوِّضة لكل مقوِّمات وِحدة الأمة الإسلامية، وناسفة لكل الجهود التي يبذلها العلماء المخلصون من هذه الأمة، لتوحيد الصف وجمع الكلمة، والتقريب بين جميع المسلمين، امتثالا لقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وإذا أزعجت هذه النقول أصحابها، فليُعلِنوا توبتهم منها وليكفـــوا عن نشرها، وعن إعادة طبعها، وليستغفروا الله العظيم مما اقترفته أيديهم في حق الأمة والأئمة، من رميهم بالكفر وتشبيههم باليهود والنصارى، فإن الله يقبل التوبة عن عباده، وليرجعوا إلى الحق، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. هذا وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت للصواب، في عرض ما تقدم من القضايا العقدية المهمة، فإن كان كذلك فهو من الله، فله الحمد والمنة، وإن كان غير ذلك فهو من نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله منه، ورحم الله امرأً معتدلا، عاقلا، أهدى إليَّ عيوبي، ونبهني إلى خطئي لأتداركه. والحمد لله رب العالمين ،حمداً خالداً مع خلوده، وله الحمد حمداً لا منتهى له دون مشيئته وعلمه، ولا جزاء له إلا رضاه، وله الحمد في كل طرفة عين وتنفس نَفْس،ٍ وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله، عدد خلق الله، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، في كل نَفَسٍ ولمحة وطرفة يطرف بها أهل السموات والأرض. وكتب: محمد عادل عزيزة الكيالي جامع أسامة بن زيد سورية- حلب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
قرشـــو
وجاء في كتاب حسن الظن بالله(1/54) لابن أبي الدنيا عن ضمضم ابن جوس الهفاني قال: دخلت مسجد الرسول e في طلب صاحب لي، فإذا رجل أدعج العينين، براق الثنايا فقال لي: يا يمامي أدنه، فدنوت، فقال لي: يا يمامي لا تقولن لأحد والله لا يغفر الله لك، ولا يدخلك الجنة قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا أبو هريرة، قال: قلت: قد نهيتني عن شيء كنت أقوله إذا غضبت على أهل بيتي وحشمي، قال: فلا تفعل، فإني سمعت رسول الله يقول: كان رجلان من بني إسرائيل، فكان أحدهما به رهق، والآخر عابداً، فكان لا يزال يقول ألا تكف؟ ألا تقصر؟ فيقول: مالي ولك، دعني وربي، فقال: فهجم عليه يوماً فإذا هو على كبيرة، فقال: والله لا يغفر الله لك، والله لا يدخلك الله الجنة، فبعث الله إليهما ملكاً فقبض أرواحهما، فلما قدم بهما على الله عز وجل قال الله تعالى للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للعابد: حظرت على عبدي رحمتي، أكنت قادراً على ما تحت يدي؟ انطلقوا به إلى النار، قال رسول الله e: (والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبق دنياه وآخرته) أي أفسد دنياه وآخرته.وأخرج الحديث أيضاً أبو داود في سننه رقم(4901) وابن حبان في صحيحه حديث رقم(7129) وأحمد في مسنده حديث رقـم: (8272) ولذلك أنصح إخواني في الإسلام أن يكفوا عن رمي مسلم بتهمة الكفر أو فساد المعتقد أو كلمات مشابهة مثل: كلمة تالف، هالك، محترق، فكلها كلمات حرجة سيطالب صاحبها بالدليل على صحة كل ما قال أمام الله سبحانه وتعالى، وسيأتي بعض الأحاديث الواردة في بيان الفرقة الناجية، والحمد لله بجميع محامده كلها ما علمت منها ومالم أعلم، على جميع نعمه كلها ما علمت منها ومالم أعلم، عدد خلقه كلهم ما علمت منهم ومالم أعلم. 
81) وابن كثــــــير في تفسيره (2/266) وقـال : إسناده جيد ، و البزار في مسنده بلفظ قريب، والطبراني في الكبير والصغير بنحوه، وابن أبي عاصم في السنة، هذا وقد يستعظم المسلمُ أن يُقْتَلَ مسلمٌ، وحُقَّ له ذلك، ولكن عليه أن يتذكر أن جريمة قتل مسلم، لا تقل عند الله عن جريمة تكفيره، جاء في صحيح البخاري حديث رقـم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست