قصفت أميريكا مصنع الشفاء للأدوية.. فعلقت الجماهير "بحري نورت" بقلم د. بكري الصايغ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-31-2005, 04:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصفت أميريكا مصنع الشفاء للأدوية.. فعلقت الجماهير "بحري نورت" بقلم د. بكري الصايغ


    قصفت أميريكا مصنع الشفاء للأدوية.. فعلقت الجماهير "بحري نورت"
    بقلم د. بكري الصايغ - لايبزج ـ ألمانيا

    إن الذي يقلب صفحات كتاب التاريخ السوداني، يجد أن مدينة الخرطوم لم تتعرض، وطوال تاريخها الطويل، إلى أي قصف جوي أجنبي إلا مرتين فقط.. لقد كانت المرة الأولى عام 1943 ـ إبان فترة الحرب العالمية الثانية ـ عندما أغارت إحدى الطائرات الحربية الألمانية، وألقت بقنبلة على إحدى ضواحي العاصمة فقتلت (كما يقول المؤرخ المرحوم حسن نجيلة في كتابه ذكرياتي في البادية) حُمارة كلتوم "ست [بائعة] اللبن"!! أما المرة الثانية، والتي تعرضت فيها الخرطوم لقصف أجنبي آخر، فقد جاء في 20 أغسطس 1998، أي بعد 55 عاما من القصف الألماني في سنوات الأربعينيات، وذلك عندما قامت بارجة أميريكية، كانت متواجدة خصيصاً لهذا الغرض، بإطلاق صاروخين، فأصابا مصنع "الشفاء للأدوية" بدقة متناهية، ودون أن يصيبا أية مبانٍ أخرى مجاورة للمصنع بأي أضرار أو خسائر، (المسئولون السودانيون يؤكدون أن المصنع قد استهدف بخمسة صواريخ، بينما الوثائق الأمريكية تقول، أن البارجة أطلقت صاروخين فقط لا غير). ودون الدخول في تفاصيل هذا القصف الأميريكي، أو تناول ذكر الخلفيات والأسباب التي استندت عليها واشنطون في تدمير هذا المصنع "والتي أصبحت رواية يعرف كل سوداني كامل خفاياها ودقائق تفاصيلتها"، رأيت اليوم وبمناسبة ذكرى الاعتداء على السودان أن أطرح سؤالا يقول: لماذا تمر مثل هذه الأحداث التاريخية الهامة مرور الكرام بلا ذكرى، أو حتى مجرد كلمات بسِنّة قلم أي من الصحافيين السودانيين أو المهتمين بالتوثيق ورصد الحقائق أو من المؤرخين وعلماء التاريخ؟ ومما يؤلم ويحبط النفس والروح، أن نجد بعضاً من الصحف العربية الكبرى في الخارج، تقوم دوماً ونيابة عن مؤرخينا وصحافيينا بإحياء ذكرى أحداث بلادنا الهامة.

    أكتب اليوم، عن بعض التعليقات الساخرة المُرة، التي اقترنت بالشماتة الشديدة على حال الإنقاذ وحكومتها بعد القصف، وهي تعليقات جاءت بصورة عفوية وكمتنفس لانفعالات ظلت مكبوتة طويلاً وتفور في الصدور، ولم تجد لها وسيلة للخروج إلا بعد حادث القصف. تقول إحدى هذه التعليقات، أنها عندما احترق المصنع، كانت مدينة الخرطوم بحري وقتها غارقة في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وما أن ارتفعت هالة كبيرة من اللهب بعد القصف مباشرة في شكل كرة حمراء شغلت مساحة كبيرة من الفضاء الأعلى للمصنع، وظلت متوهجة زماناً طويلاً وأعطت مساحة كبيرة من الضياء على حساب ظلمة الليل، حتى قام بعض الساخرين بالتعليق : "بحري نوّرت"، وعلق آخرون "حلة تنوري"، والتي هي مقطع من أغنية "مروي" للاستاذ الكبير الفنان عبد الكريم الكابلي. آخرون سخروا من تصريح الرئيس البشير، والذي لم يعرف في بداية الأمر أن المصنع قد قُصف بصواريخ من خارج البلاد، وتسرع وندد بالقصف الجوي بالطائرات؛ وتساءلوا هل يُعقل لفريق كبير وجنرال (قدر الداهية) أن لا يستطيع أن يميز بين ما هو قصف بالقنابل، وما هو ضرب بالصواريخ!!؟؟ مجموعة أخرى (شطحت بأفكارها بعيدا)، وراحت تؤكد، وعن اقتناع لا يقبل الجدل بصحة روايتهم، التي تقول، أن الصاروخ الأميريكي الأول كان موجهاً نحو القصر... والآخر (الكبير والمليان) كان هدفه "المنشية"!! ولكنهما سقطا بسبب خطأ تكنيكي في أجهزة الإطلاق بالبارجة على المصنع "المسكين"!! وأوردوا، لتأكيد صحة مقولتهم حول هذه الرواية، ذكر تفاصيل تلك الحادثة التي تقول أن البارجة الأميريكية، التي أطلقت الصاروخين على السودان من عرض البحر الأحمر، هي نفسها البارجة التي قامت وفي نفس اللحظة والمكان، بإطلاق قذيفة صاروخية على باكستان مستهدفة مقراً ظنت المخابرات الأميريكية وقتها، أن أسامة بن لادن كان متواجداً فيه لحظتها، فانحرف هذا الصاروخ هو الآخر ـ كمثيليه الآخرين على الخرطوم ـ فسقط في مكان آخر من الأراضي الباكستانية مودياً بحياة بعض المواطنين الأبرياء في المنطقة!! إنهم يقولون وبحسرة شديدة، لو كان القصف على السودان حقق أغراضه، وأيضا على باكستان، لكانت الخارطة السياسية الآن مختلفة كماً وكيفاً في البلدين وفي المنطقة العربية والإسلامية برمتها!!

    تقول أحداث ما بعد القصف، أن أميريكا قد قامت بتقديم اعتذار رسمي عن الحادث للحكومة الباكستانية، وفي نفس الوقت رفضت بشدة التحاور مع حكومة الخرطوم حول تعويضات مالية لصاحب مصنع "الشفاء للأدوية"، والتي طلبتها الخرطوم من واشنطون. تساءل عدد آخر من الشامتين سؤالا يقول: هل حلقت طائرات القوات المسلحة السودانية فوق البحر الأحمر، بحثاً عن البارجة وتأديبها، عملاً بالقول المعروف "العين بالعين .. والسن بالسن.. والبادئ أظلم"؟؟ أم أن الأمر ـ وبحسب كلام هؤلاء الشامتين ـ (طائراتنا الحربية أسد عليّ وفي الحروب الأمريكية ... نعامة!!؟؟)

    نعود لتحليل أسباب هذه الشماتات، والتي كانت في غاية القسوة، وجاءت من قطاعات كبيرة مختلفة في الأمزجة والآيديولوجيات، وراحوا كلهم، وغير عابئين بالفادحة الاقتصادية وبتداعياتها السياسية، يكيلون أنواعاً من النكات والسخرية، والتي تجاوز بعضها حدود الأدب واللياقة للنظام الحاكم وأهله. نقول أن عام 1998 (عام القصف على السودان)، كان من أسوأ أعوام حكم الجبهة الإسلامية خلال أعوام التسعينات، كان عاماً مليئاً بالإحباطات والتردي المريع في كل أنواع الخدمات، والفشل الحكومي التام في تحسين أحوال المواطنين المعيشية والحياتية، فقد انشغلت الحكومة بقضايا فارغة وانصرافية، أبعد ما تكون حتى بالاهتمام بالحفاظ على هيبة ومكانة الدولة. في ذلك العام، طفح على السطح بصورة حادة وواضحة، ذلك الصراع (المقرف) ما بين البشير والترابي، وذلك بعد أن تسيّد الترابي على الموقف تماماً، واستطاع أن يحجّم سلطات رئيس الجمهورية، وأبقاه رئيساً "فخريا" "صورياً" للبلاد، حتى أن الرئيس المصري حسني مبارك، ضمن حربه الباردة وقتها مع البشير بعد واقعة الاعتداء عليه ومحاولة اغتياله في أديس أبابا، راح يصف البشير بأنه ليس أكثر من "سكرتير للترابي"!!! في ذلك العام أيضاً بالذات، ظهرت قوة تجار الجبهة الإسلامية، الذين عاثوا فساداً في الاقتصاد واحتكروا أعمال البنوك والمصارف، وما كانت هناك سلعة أو بضاعة دخلت البلاد، إلا وراءها "مافيا إسلامية" محمية من الحكومة وحزب الجبهة الإسلامية، وفي ذلك العام أيضاً، كانت أخبار السودان (محلياً وعالمياً) مليئة بأخبار حروب الإبادة، والجوع في الجنوب، ودخلت مجازر "الجنجاويد" المدعومة من الحكومة أجندة المنظمات الدولية وفتحت الدول الأوروبية بشدة ملف المناطق السودانية المهمشة والآيلة للزوال من الخريطة السودانية، ومما زاد من إحباطات السودانيين أيضاً، أن لا أحد في السلطة كان عابئاً بقلق الرأي العام العالمي على السودان. فالحكومة والحزب الإسلامي بالتعاون مع إيران، انشغلوا بتحقيق حلم الترابي بإقامة "إمبراطورية إسلامية تمتد من القاهرة وحتى جنوب أفريقيا"!! وهو المشروع الذي لم يخفيه الترابي عن أعين الصحافة والإعلام. أما عن وضع رئيس الجمهورية في ذلك العام (199، فقد كان مزريا، وفي حالة يُرثى لها على كل المستويات المحلية والعالمية. فقد انهالت عليه الاتهامات (عربياً وعالمياً)، وحتى من أقرب أصدقائه الرؤساء في اليمن وليبيا ودولة الإمارات العربية، بأنه يأوي الإرهابيين ويساند الأنشطة الإرهابية ويحمي المرتزقة في بلاده، التي فتحها لكل من هب ودب ولمن هم مطلوبون في بلادهم بتهم خطيرة وكبيرة، وأنه يعمل بصورة لا تخفى على العيان على تشجيع حملات الإبادة ضد الأقليات الغير عربية في السودان، أحياناً حرباً وتقتيلاً، ومرات بمنع قوافل الإغاثة من دخول المناطق المتضررة بالمجاعة، وبأنه يسكت (خوفاً من الترابي والمافيا الإسلامية) على الفساد الاقتصادي والسياسي والإداري، وانتشرت في البلاد أيضا وقتها أنه (أسير) لجهاز الأمن الذي يحصي عليه خطواته وأنفاسه.. وقد راحت الصحف العالمية تكتب عن "أطفال المجاعة"، في الجنوب والغرب، وتصورهم وهم يقتاتون من المخلفات وصناديق القمامة.. وقد كانت اللقطة الفوتوغرافية لإبن حسن الترابي (الأنيق القيافة) وهو وسط خيوله العربية الأصيلة (والتي تجد العناية والاهتمام الصحي، أكثر مما يجده آلاف من الأطفال "الشماسة") محل نقد إعلامي عالمي واضح لسياسات دولة تنادي بتطبيق شعائر الإسلام!!

    لقد حفل عام 1998، أيضاً بأخبار كثيرة محبطة نشرتها الصحف العربية في لندن وقتها، وأبرزت بعضها بالخطوط الكبيرة في صفحاتها الأولى، وحملت عناوين مثل "سفراء يلجئون لأوروبا ويرفضون العودة.. رجال أمن يعترفون بارتكابهم مخالفات ضد المعتقلين.. إنهيار بنوك وإعلانها التفليسات بسبب قروض كبيرة لإسلاميين وتجار جبهة".. وطفحت أخبار الاغتصابات التي يقوم بها بعض من رجال القوات المسلحة ورجال "الجنجويد" ونددت صحف عربية بهذا الاستهتار بالقيم والأخلاق، ولكن من المؤسف أنه وبدلاً من أن تقوم الحكومة بالاهتمام والتحليل العلمي لما ينشر عنها عالمياً، راحت توجه رجال الأمن باعتقال المراسلين الصحافيين الأجانب، وليلقى بعضاً منهم أنواعاً من التعذيب النفسي والبدني في مراكز الاعتقال، وأغلبهم عملت الدولة على إبعادهم وإغلاق مكاتبهم بالخرطوم. لقد شهد ذلك العام أيضا، مآسي تكميم الأفواه ومراقبة الصحافيين والمحامين بصورة خاصة، وإغلاق بعضا من دور الصحف، وبسط رجال الأمن سيطرتهم على كل المرافق والمصالح، مستندين إلى قانون الطوارئ، الذي كان يجدد لصالحهم منذ عام 1989 ..

    من أخطر الأمور التي وقعت في ذلك العام، تلك الأخبار، التي تسربت من الحزب الإسلامي، تقول أن النائب الأول الجديد وقتها (علي عثمان محمد صالح)، والذي جاء خلفاً للقديم المقتول بصورة غامضة، الزبير محمد صالح، أنه هو الذي سيقود البلاد بدلاً عن البشير، وأن توجيهات النائب الأول ستكون صورة طبق الأصل مما يجري في إيران، وفي ظل كل هذه الأجواء المحبطة وغيرها، ما كان المواطن السوداني يعرف ما يجري في بلاده إلا من خلال ما تبثه محطة "الجزيرة الفضائية القطرية، والإذاعة البريطانية "بي بي سي". لقد كان السودان معزولاً عربياً وعالمياً، ومكروهاً إفريقياً وإسلامياً، ومُنتقداً أوروبياً وآسيوياً، أما أميريكا فإنها، وبعد أن يئست من إصلاح الإنقاذ لنفسه، قررت أن تعاقب الخرطوم بحزمة من القرارات الصعبة القاسية، فكان هناك القرار بالمقاطعة الشديدة، والتي أيضا أيدها بعض من الدول الأوروبية، وكان هناك أيضا تجميد فوري لأرصدة بعض المؤسسات الاقتصادية، وصدور قرار (ما زال ساريا منذ عام 1998 حتى اليوم)، بمنع دخول الدبلوماسيين لأميريكا، بل ومن مهازل القدر، أن الرئيس البشير، هو الرئيس الوحيد منذ عام 1989، الذي لا ترغب أي دولة أوروبية في استقباله أو دعوته لزيارتها!!!.

    لقد بلغ اليأس بالناس حداً جعلهم يتمنون زوال هذا النظام الفاشي، سلماً أو حرباً، أو حتى بانقلاب عسكري، دموياً كان أو أبيضا، أو بفرج من "دولة الاستكبار"!!. ولما جاء العدوان الأميريكي وقصفت البارجة المصنع، وجد الناس في المناسبة فرصة لا تعوض للتنفيس عما هو ممتلئ ومخزون في الصدور. تقول أحداث ذلك اليوم، أنه ما إن خرجت المظاهرات في شوارع الخرطوم، والتي نظمتها الحكومة بالتنسيق مع منظماتها الإسلامية للاحتجاج على العدوان الأميريكي، حتى فوجئ البشير بكم هائل وضخم من النكات اللاذعة والتهكمات تنهال عليه دفعة واحدة، وبصورة تكاد تكون شبه منظمة ومدبرة مسبقاً، بل وأكثر ما صدم أهل الإنقاذ، أنهم فوجئوا بضآلة حجم المظاهرات، وأنها ليست بالمستوى المطلوب لإظهارها عالمياً كمستند على حب الناس لنظامهم!! وكان الرئيس وبطانته يأملون في مسيرة تكون بمثابة الرد على تهكمات الشامتين، فجاءت المظاهرات أقل بكثير من مظاهرات "المليون" التي كانت تخرج في مناسبات أقل بكثير من القصف الأميريكي، فقد قدر عدد المتظاهرين وقتها ـ وبحسب شهادات الدبلوماسيين الأجانب ـ بنحو 80 ألف متظاهر لا أكثر، وهو ما زاد من حجم السخرية على النظام. عندها عرف البشير تماماً، أن نجمه بدأ في الأفول، وأن الشارع السوداني، لا يسانده ولن يقف معه مجدداً، حتى لو تعرض نظامه للقصف بالصواريخ. تقول أحداث ذلك الزمان أيضاً، أن البشير راح يراجع أوراقه، فوجد العلة في وجود الترابي معه في السلطة، فقرر إزاحته بانقلاب أبيض، لا يخلف وراءه أي فتح ملفات قديمة أو إثارة مواضيع تحتها ألف خط أحمر ما بينهما، فتولى (ثعلب الجبهة وخبير الانقلابات) علي عثمان محمد طه موضوع إزاحة شيخه، الذي فوجئ أن الضربة قد جاءته ممن حماه سابقا في قضية محاولة اغتيال الرئيس المصري [المتهم بها علي عثمان كمدبر]، ويقال أن الترابي وبعد أول مقابلة له مع النائب الأول (علي عثمان)، وبعد إزاحته ولجوئه للمنشية، قال له "حتى أنت يا بروتس"؟؟!!.

    جاء ديسمبر من عام 1999، وفيه جاءت الأخبار أن الترابي لم يعد رجل السلطة القوي، وأن تركيز السلطات الجديدة قد وقعت في أيادي البشير والذين كانوا وطوال عشرة أعوام من عمر الإنقلاب اليد اليمنى للترابي، والذين أصلا جاء بهم الترابي من قاع وظائف الخدمة المدنية، وهم الجماعة التي تطلق على نفسها زهواً "جماعة القصر"!!

    تمر اليوم الذكرى السابعة (المنسية) على الاعتداء الأميريكي وقصف مصنع "الشفاء للأدوية"، والتي نسي الناس تداعياتها وما تلاها من أحداث. لقد انشغل أغلب الناس في الخرطوم، ومنذ أعوام طويلة ـ وتماما بعد القصف ـ في تقليب ملف شخصية صاحب المصنع الغامضة (صلاح إدريس). ولا غرابة أن نجد الآن هناك بعضاً من الناس راحوا يطلقون عليه تهكماً بسبب غموضه وعدم وضوح تصرفاته مصطلح "جيمس بوند السعودي" أو "007 السوداني".. لقد أصبح معروفا عنه أنه شخصية تحصلت على "السعودة"، وتخلت عن السودانية، وهذا شئ لا غبار عليه، ولكن أن يقطن بصورة دائمة في السودان ولا يقرب بلده الأصلي، ولم يعتب السعودية منذ أن وقعت أحداث تدمير مصنعه (بحسب روايات نشرت عنه سابقاً)، فهذا غموض يحتاج إلى تفسير، فهل هو مرفوض في بلده الأصلي كما في أميريكا، أم هناك موانع أخرى لا نعرفها؟ إن الشئ المريب أيضاً، أن لا أحد يعرف من أين له هذه الملايين، ولا كيف حصل عليها، ولا من أين جاءته؟ ومما يزيد الغموض حوله أيضا، أنه لم يكن معروفاً ولا مشهوراً بين أوساط السودانيين بالمملكة العربية، ولكنه برز فجأة كرجل أعمال وصاحب مشاريع ضخمة بالبلاد، وراح يفرض نفسه بقوة في المجتمعات السودانية، ووجد له مساحات واسعة من الاهتمامات بفضل أمواله.. وكما يقول نزار قباني "بدراهمي، بدراهمي.. لا بالحديث الناعم" أصبح هو "رامبو" الذي لا منافس له في كل المجالات.. الإعلامية.. والفنية.. والرياضية.. والإجتماعية، وليس هناك ميدان جديد إلا وهو فيه.. إنه نوع من الرجال كما يقول المثل المصري "يلعب بالبيضة والحجر" دون أن يكسر الأولى!! إنه شخصية غامضة وستظل غامضة حتى على أقرب الملتفين حوله، وبعض من الصحافيين الذين شغلوا الناس بأخباره وصوره..

    تُرى هل كانت المخابرات الأميريكية هي الجهة الوحيدة التي تعرف كل خفاياه وأسراره، وتعرف تماما لماذا يلف نفسه بهذا الغموض، وتدري أيضا حقيقة أعماله الاقتصادية، فضربت مصنعه كإنذار أميريكي له، حتى لا يتمادى ويتوسع فيما يرمي إليه مستقبلا!!!!؟؟

    بكري الصايغ
    23/8/2005


    تاريخ النشر: 31/8/2005
                  

العنوان الكاتب Date
قصفت أميريكا مصنع الشفاء للأدوية.. فعلقت الجماهير "بحري نورت" بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif08-31-05, 04:00 AM
  Re: قصفت أميريكا مصنع الشفاء للأدوية.. فعلقت الجماهير "بحري نورت" بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif08-31-05, 04:31 AM
  Re: قصفت أميريكا مصنع الشفاء للأدوية.. فعلقت الجماهير "بحري نورت" بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif08-31-05, 11:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de