التحقيقات في خراب الخرطوم أسبوعين.. وفي انهيار المبنى الطبي 107 يوما.. بقلم د. بكري الصايغ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2005, 04:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48584

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحقيقات في خراب الخرطوم أسبوعين.. وفي انهيار المبنى الطبي 107 يوما.. بقلم د. بكري الصايغ


    التحقيقات في خراب الخرطوم أسبوعين.. وفي انهيار المبنى الطبي 107 يوما..

    بقلم د. بكري الصايغ

    لايبزج ألمانيا
    11 أغسطس 2005

    بالرغم من الآلام المخزونة في صدور الملايين من سكان الخرطوم، وأيضا رغم الخراب الذي لحق بالمدينة في مطلع الأيام الأولى من هذا الشهر، فإن السكان فيها قد وجدوا، ورغم كل هذه المآسي، متنفساً للضحك حتى الاستلقاء على القفا، فراحوا وبملء كل أشداقهم يقهقهون كما لم يقهقهوا من قبل. وذلك بعد صدور القرار الرئاسي الأخير، الذي أصدره رئيس الجمهورية، والخاص بتكوين "لجنة تقصي حول أحداث الشغب"، وهو القار الذي جاء فيه نصٌ مهمُ يقول أنه على هذه اللجنة أن تقوم بتسليم تقريرها الختامي لرئيس الجمهورية بعد أسبوعين من بدء تاريخ عملها. أما سبب الضحك فيعود إلى قصر المدة التي حددها الرئيس البشير، وأنه على هذه اللجنة أن تعاين كل أوجه الدمار والخراب وأماكن الحرائق، والتي تقول الخرطوم أنها خسائر جاوزت المليار دولار، وأنه على هذه اللجنة العسكرية أيضاً أن تستقصي بشدة عن الأسباب التي أدت إلى مصرع 132 مواطناً بالأحياء المختلفة، وأن تدرس كل حالة وفاة على حدة بعيدة عن الأخرى، ومعرفة مصير نحو 300 مواطناً ما زالوا في عداد المفقودين حتى الآن وبعد تسعة أيام من نهاية الأحداث، وفق كل ذلك، معاينة الجرحى والمصابين في منازلهم وبالمستشفيات التي ما زالوا بها، علاوة على الزيارات الميدانية للسجون والمعتقلات للاستماع لإفادات المسجونين بسبب هذه الأحداث، والذين يفوق عددهم الأربعمائة مسجون ومعتقل.. ثم وأيضا على هذه اللجنة القيام بدراسة ميدانية لتقدير حجم الخسائر بصورة أدق من البيانات المتضاربة حول حجم الخسائر والأضرار. ـ وبحسب تقديري ـ ، إنه ما من حل آخر أمام هذه اللجنة لإنجاز مهامها في الوقت المحدد لها، إلا باتباع سياسية "الكلفتة وحشو التقرير النهائي بأي كلام!!"، ولهذا فإن دراسة حال كل قتيل قتل في هذه الأحداث، لن يأخذ من وقت اللجنة إلا ما يعادل نحو ثلاث دقائق وأربعة عشر ثانية!!، ودراسة حال كل مبنى احترق أو تعرض للانهيار والنهب وسقط بفعل الأحداث، سيأخذ ما مدته دقيقة واحدة.. "ولا ثانية زيادة"، أما عن المفقودين، فستتم دراسة حالتهم بنظام "الكوتة"، كما الحال في دارفور الآن، وهو الحل الوحيد أمام اللجنة "التعيسة" لتقديم تقريرها النهائي خلال 336 ساعة فقط. ومما زاد من سخرية الناس واستغرابهم من قرار الرئيس الأخير، أن المدة الزمنية فيه لعمل هذه اللجنة، هي أقل بكثير من المدة الزمنية، التي كانت في قرار وزير العدل، بتاريخ الأول من مارس 2005، والخاص بتكوين "لجنة تقصي حقائق حول أسباب انهيار مبنى المعامل الطبية بمستشفى الرباط الجامعي". وهو القرار الذي أعطى اللجنة المكلفة بدراسة أسباب الانهيار براحاً وزمناً ومدة بلغت 107 يوما بالتمام والكمال "من بدء صدور القرار في 1/3/2005 حتى بيان وزير العدل في 15/6/2005!!". وهو ما يعني أن دراسة أسباب سقوط مبنى المعامل أهم بكثير عند الحكومة من دراسة حالة "تسونامي" الخرطومية، وإلا ما معنى أن يكلف الرئيس السوداني ستة أشخاص فقط بدراسة ما حدث في الخرطوم، بينما لجنة التحقيق في حادث انهيار مبنى المعامل كانت تضم أعضاءً أكثر عدداً أغلبهم من المتخصصين بالمجلس الهندسي ومستشارين في المجالات الفنية والجنائية؟؟!!
    تذكرني قصة قرار الرئيس الأخير، وتحديد عمل هذه اللجنة بأسبوعين فقط، بقصة كنا نتداولها في أعوام الستينيات حول "ثقافة العسكر وكرههم لمادة الرياضيات والانجليزي، وأنهم لا يعرفون الحساب". وتقول الحكاية، أنه قد جرت العادة في ذلك الوقت من الستينيات، أن تقوم وزارة الدفاع بقبول طلبات المتقدمين إليها من الطلاب، الذين رسبوا في امتحانات الشهادة الثانوية العليا ولم يتمكنوا من دخول الجامعات بعد رسوبهم "كان أغلب الطلاب في ذلك الوقت يرسبون في مادتي الحساب والانجليزي بصورة خاصة، أغلب هؤلاء الراسبين كانوا يرفضون فكرة إعادة الكرّة مرة أخرى وتكرار المحاولة لنيل شهادة الثانوية، فيقومون بتقديم طلباتهم للالتحاق بالكلية الحربية، هذه الفئة التي رسبت والتحقت بالعسكرية، كنا نطلق عليهم "البُلدا"، وهي كلمة تعني في اللغة العربية الفصحى بُلداء، ومفردها بليد، وهي ضد فطن وذكي، فهو بليد وأبلد، أي غير ذكي وعاجز الرأي والصحة". وبعدها بسنوات يصبحون ضباطاً كباراً بنجوم صفر وصقور ذهبية وبرونزية، وجنرالات لهم شأن أي شأن في المجتمع، ولكنهم يظلون دوما في نظر أهل المجتمع "البُلدا"، أو البلداء الذين لا يعرفون حاصل ضرب 5 في 6. لهذا لم أستغرب إطلاقاً، أن راح البشير يقرر أن يكون عمل اللجنة الأخيرة محدوداً فقط بأسبوعين، والتي يراها الرئيس رقما (2) كبيييييراً، وكافية لإنجاز معاملات، تستغرق بحساب العقل والمنطق ـ ثلاثة أعوام إن لم يكن أكثر!!
    اللهم لا نسألك رد القضاء.. ولكن اللطف فيه.. وعدم زيادة "البلاء علينا.. والبلدا".


    ==========

    ملحوظة: المقال مكتوب بتاريخ 11 أغسطس، ولكني لم أكن بالمدينة فوصل بالبريد وعندما عدت وجدته أمامي، وأعتذر للأخ بكري عن هذا التأخير.. ياسر
                  

العنوان الكاتب Date
التحقيقات في خراب الخرطوم أسبوعين.. وفي انهيار المبنى الطبي 107 يوما.. بقلم د. بكري الصايغ Yasir Elsharif08-16-05, 04:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de