من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2005, 07:45 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق (Re: Ibrahim Adlan)

    الأخ الكريم مرتضى، وكرام المشاركين والقراء،

    نسبة لتعدد مشغولياتي فإنني سأسهم بإعادة نشر سلسلة مقالات كتبتها، ونشرت في سودانيل. وهي عن ذات الموضوع الذي يتم التداول حوله ههنا. أرجو أن تجدوا فيها بعض فائدة، آملاً ملاحظة تركيزي على احتواء الاتفاقية والدستور المزعوم على مواد أسميها "سامة" تسمح باستمرار تحكم قوى الهوس والعنصرية في تحديد أجندة شأننا العام وفي التسلط علينا.

    أكتفى اليوم بإنزال حلقتين من السلسلة، وسأنزل الثلاثة الاخريات إذا رأيتم أن هاتين كان بهما ما يفيد.
    ************

    التجمع المعارض و لجنة الدستور المزيف: هل آن أوان الثورة الفكرية-الثقافية؟ (1)

    حملت صحيفة "سودانايل" الإلكترونية الغراء، خبراً -صباح الأحد 29 مايو المنصرم- مفاده أن التجمع المعارض يرفض المشاركة في لجنة الدستور المكونة، في أغلبها، من الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني الحاكم. وقد ورد في الخبر عن لسان مساعد رئيس التجمع الأستاذ فاروق أبو عيسى أن التجمع يؤكد رفضه القاطع للمشاركة في لجنة صياغة الدستور. وً أن القوى السياسية الحية، ممثلة في التجمع، ومؤسسات المجتمع المدني الوطني-الديمقراطي، ترى بأن أي دستور يصدر عن هذه اللجنة ناقص وسينتهي ميتاُ، وإن لم يمت فسيمشى أعرجاً. و هذه هي عين الحقيقة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ السودان السياسي. مسألة الدستور الانتقالي، الأعرج، المزيف، الواهن، لن تمر، ولا ينبغي لها، دون أن تضع الشريكين في "السلطة والثروة!" في محك طاحن مع كل القوى الفكرية والسياسية الأخرى في السودان.

    لعمري، فإني لم أطلع على تصريح عن التجمع صدر بهذه القوة والصمامة وحسن التعبير منذ إنشائه. وقد بدأت أحس، بفعل من هذا التصريح، بأن التجمع المعارض ربما يخرج من مواته المعهود إلى حيز يسمح له بالحياة الخصبة الفاعلة. والدور المأمول للتجمع كان دوماً هو الفعل النافذ في الواقع السياسي السوداني تجاه تفكيك دولة الهوس الديني التي يبدو أنها، بزيها المخادع، قد بدأت تلف الحركة الشعبية الباسلة في لفافتها المنتنة. أرجو ألا أكون مفرطاً في التفاؤل –عن دور التجمع- فقد كنت من قبل كذلك، وقد خذلني التجمع أيما خذلان، كما خذل أولى قربته في الحركة الشعبية لتحرير السودان -بمثلما خذل كل القوى الحيةالحقيقية، خارج إطار هيكله المتكلس، والواهن في آن معاً. ربما تبعث كلمات الأستاذ فاروق أبوعيسي فينا دواعي استنهاض قوانا الحية، كأفراد، وكمجتمع -وكمؤسسات تمثل المجتمع السوداني النبيل- داخل وخارج التجمع. لأول مرة في التاريخ غير المشرف للتجمع الوطني أشعر - مثل غيري من الكثير من المثقفين السودانيين المخذولين- بأنه يمكنني أن أدعم التجمع الوطني المعارض، إن هو صحح مساره المعوج.

    أقول "ربما" يكون ذلك. نعم، ربما، فقد خذل التجمع الوطني المعارض الشعب السوداني أيما خذلان، ولا يزال يمارس الخذلان، لولا بصيص من نور يبدو من ثنايا تصريحات الأستاذ فاروق أبوعيسى. فقد ظل التجمع، منذ تكوينه، يمارس العادة الرذيلة، عادة تقاعس القوى الشمالية الإسلامو-عربية عن الواجب الوطني . فقد ظلت حليمة تمارس قديمها، كما يفصح المثل السوداني البليغ. ولم يحفظ للتجمع بعض حيويةٍ غير وجود الحركة الشعبية المؤثر في ركابها المتعثر. أما وقد استقلت الحركة الشعبية عن هذا الركاب، واختارت طريقها الشائك -باتفاقها مع قوى الهوس الديني- فقد بدا لي بأن التجمع، بعد ذلك، منزوع الروح، وهامداً، وهو لم يكن بأفضل كثيراً من هذا الواقع علي كل حال. حتى قبل استقلال الحركة الشعبية بموقفها الشجاع تجاه وقف نزيف الحرب لم يكن موقف التجمع يشرف الأحرار. أما الحركة الشعبية فقد اختارت في سبيل حقن دماء السودانيين مهادنة عدو العشب السوداني الحقيقي: الهوس الديني وقواه بكافة ألوان طيفها.

    قول الأستاذ فاروق، إن صح كما أوردته الصحيفة، يبعث على الأمل في الحياة عن الموات المحقق الذي ينتظر نتائج أعمال لجنة الدستور. أجد نفسي، بسبب من هذا الانبعاث، مستعداً للبدء في إعادة تقويمي لقدرة التجمع في التصدي لقضايانا الكبرى. هذا إن هو قام بالتصدي لهذه القضايا أصلاً. هناك قضايا كبرى تحتل –عند من ينتمون للقوى الحية المعارضة ،خارج التجمع- مكان الصدارة في لائحة العمل الفكري-السياسي عند حملة مشاعل التنوير -المكتوين بنيران تلك القضايا الكبرى.

    قبل أن أنفذ إلى جوهر ما أريد إيصاله للقارئ الكريم عن أسباب هذا التحول عندي، أحب أن أوكد أمراً ظللت أؤكده في إسهامي المتواضع في الشان السوداني المعارض - من خلال مشاركاتي في منبر "سودانيل" وجريدة "الوطن" القطرية الغراء، ومنابر فكرية وسياسية واجتماعية أخرى. ما أحب تأكيده هو أن الحركة الشعبية لتحرير السودان، في تقديري، هي أهم فاعل سياسي اليوم في السودان. وأينما ذهبت تذهب معها روح المعارضة الحقيقية لمشروع السودان القديم. الحركة الشعبية، بحق، هي عصب الشأن السياسي السوداني الراهن. وهي لم تصل إلى موقفها القوي الراهن إلا بالبسالة الشاخصة، وبإسالة كثير من الدماء، وتحمل تبعات شهدائها الأبرار، في فترة لم ترزأ فيها كافة القوى السياسية بمثلما رزئت به هذه الحركة الباسلة.

    وقد تم ذلك للحركة الشعبية أولاً لعدالة قضيتهاً. ثانياً، لنصاعة حجتها الأخلاقية لبناء سودان جديد. ثالثاً، لقوة شكيمتها العسكرية، التي تبدت فيها بسالة منقطعة النظير لمقاتليتها – و كثيراً بغير أجر مادي. هذا في حين كرست فيه الحكومة قواتها المتهوسة - دفاع شعبي كانت أو قوات مسلحة- وكل إمكانات الدولة، ودافع الضرائب السوداني الجائع المقهور، في سبيل "السلطة والثروة!!" ولو كان ذلك بتقتيل أهل السودان الجوعي وإذلالهم حتى يقبلوا مشروع الهيمنة و التسلط والثراء الحرام، مشروع الهوس الأساس، عن صغار. ولم تنل قوى الهوس ما أرادت!!! فقد صمدت الحركة في ظل ظروف محلية وإقليمية بالغة التعقيد. وقد مات من جراء تكريس ضرائب الشعب الجائع لصالح آلة الموت. أهدرت ضغمة الحكم الفاسدة في السودان دماءً عزيزة. أهدرت دماء البواسل من طرفي الحرب: شباب حركة الهوس الديني الذين غرر بهم الترابي وعلى عثمان ومن لف لفهم من العبدة المخلصين للسلطة والثروة، وجنود الحركة البواسل. كان هناك شهداء من الطرفين. أهرقت الدماء في حرب، أهدرت فيها أموال كانت تجبى قسراً من شعبنا الجائع المقهور.

    الضرائب في حياة الشعوب الحرة يبعث بها الموات وتحفظ بها الأرواح. غير أن قوى الهوس الديني كرستها لقتل الناس وإذلال الأحرار، والحط من كرامة الإنسان وتجويعه وتعذيبه في كافة أرجاء القطر السوداني الحبيب - من أقاصيه إلى أقاصيه. أذلت طقمة متهوسة، محدودة، تتمثل في قوى نظمت نفسها أشد التنظيم. ولم يحصد السودان والسودانيين من تنظيمها، وإمكاناتها المالية، وفسادها الأخلاقي والإداري، غير الدمار والبوار. فكان ذلك تجلياً من تجليات الانسياب الجارف لطوفان الهوس الديني الذي أنذرنا به الأستاذ محمود محمد طه، فلم نستمع ل!!

    الآن أنفذ إلى جوهر مقالتي هذه: "هذا، أو الطوفان!!!!!!!" أتذكرون هذه المقولة؟ أيذكر الأستاذ فاروق أبو عييسى قائلهاا؟ القائل بها هو الصانع الحقيقي لنهضة السودان القادمة: الأستاذ محمود مخمد طه. وقد يبدو هذا القول مستغرباً، والأستاذ محمود محمد طه قد مضى لانفاذ شأنه الجليل: شأن شهداء الحق، شهداء الحرية، شهداء السودان الأصلاء، وهو سيدهم قاطبة. ولكن التجمع نفسه ماكان ليكون لولا موقف الأستاذ محمود محمد طه الصميم الباسل في الثامن عشر من يناير في العام 1985. ربما لا يعرف كثيرون بأن نواة التجمع في بذرتها الأولى تكونت في ذلك اليوم المشهود.

    إذا كان التجمع يعني ما يقول به وأنه سيقاطع لجنة الدستور، وإذا لم يخذلنا مجدداً هذه المرة، كما خذلنا مئات المرات -شأنه في ذلك شأن القوى الشمالية الصفوية التي ظلت تخادعنا فتخذلنا- فإننا سنضع الحركة الوطنية الحرة في مسارها الصحيح: مسار تفكيك دولة الهوس الديني!!! لقد ظلت القوى القديمة المتكلسة داخل التجمع –بما فيها الحزب الشيوعي- تخون، دون هوادة، عهودها التي تقطعها منذ مطلع تشكيلها. وسيفعل التجمع خيراً إن هو وضع نفسه في الموضع المشرف، الصحيح، وانبرى بحسم، وصرامة، وبسالة وفحولة في تنفيذ مشروع تفكيك نظام الهوس الديني المتهالك. ولكن شرط أن يسرى هذا الموقف الصحيح روحاً، تبعث الحياة في التجمع وفينا كلنا، هو أن تجعل القوى الحية –داخل وخارج التجمع- أمر مواجهة الهوس الديني أولوية تضمخ بها كل رسالتها الإعلامية وكافة أوجه نشاطها الفكري والسياسي. على التجمع المعارض أن يبني علي هذه الأولوية كأفة استراتيجاته للعمل السياسي المعارض، النزيه الشريف، في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ صراعنا مع قوى الجهل من أجل كرامة وحرية إنسان السودان الطيب الصابر المقهور.

    إذا فعل التجمع ذلك، فإنه سيضرب بيد من حديد على تسلط قوى الهوس التي تحاول تمرير مشروعها المتهوس في ثوب جديد، بمخادعة رذيلة، مكشوفة لذوي البصائر - خارج وداخل التجمع. إن فعلت قوى التجمع ذلك، ومعها القوى الحية خارجه ستصبح له قضية عادلة، لأول مرة في تاريخه. وسيصحح التجمع مساره بقوة وعدالة رسالته عالية الأخلاقية، فيكسب بذلك زخماً لم تعرفه الساحة السياسية السودانية من قبل. التجمع المعارض الآن بلا قضية غير قضايا "السلطة والثروة!!" مثله مثل أهل الهوس!!! مثله مثل المؤتمر الوطني الوطني الحاكم باسم الدين، وهو "الجشع" الفاسد اللاعق للدنيا والبائع للدين!

    إن تبنى التجمع ما نقترحه له في تصميم رسالة مواجهة شاملة ضد مشروع الهوس، فإن المتهوسين لن يستطيعوا أن يزايدوا على قوى التجمع. بل سيضطرون لتغيير جلدهم ليواكبوا هبة السودان الكبرى نحو آفاق الكرامة والحرية والعدالة. وسيدعم أهل السودان قاطبة رسالة التجمع، إن أصبحت لديه قضية، خاصة وأنها محمية بحمى سليل السيد الحسن الميرغني "أب-جلابية." من سيستطيع مقاومة رسالة الصوفي الباذخ السيد الحسن الميرغني، الذي رسخ للدين الإسلامي في السودان، كما لم يفعل أحد في زمانه؟ من سيستطيع أن يزايد في دين السيد محمد عثمان الميرغني، حفيد ذلك الرجل الشامخ؟ يقال أن السيد الحسن الميرغني عاش لله في الله وبالله داخل "جلابية" واحدة، كان يغسلها بنفسه، بعيداً عن أعين الناس لأنه لم يكن يملك سواها!! أين ذلك من سفهاء أهل الهوس، الدين يأكلون الدنيا بالدين، ويشترون سمهم الزعاف من مال حرام وتقتيل بظلم؟


    نواصل.
    *************


    التجمع المعارض ولجنة الدستور المزيف: هل آن أوان الثورة الفكرية-الثقافية؟ (2)


    إن تولى السيدين محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي وكافة القوى الوطنية الحية مهمة مجابهة مشروع الهوس، مع أعوانهم -من أمثال الأستاذ فاروق أبوعيسى ود.الشفيع خضر، وغيرهما- من خلال العمل على انجاز دستور نظيف، يحفظ كرامة المواطن ويصون حريته، لأمر مرجو اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. وفي ذلك يمكن أن يتحد التجمع والقوى الحية خارجه توحدا تاريخياً يشترك في برامج الحد الأدني من سقف القضايا الوطنية الكبري غير القابلة للمساومة.

    هنا ستضطلع نخب شمالية، لأول مرة في تاريخ البلاد، بقضية عادلة تكسب قوتها، لا من كثرة الأعداد وتوفر الإماكانات فحسب، بل بنصاعة الحجة، وقوة منطق العدل، الذي أوصل الحركة الشعبية للمكان الذي وصلت إليه اليوم. القوى الحية خارج التجمع، بما فيها أعداد مقدرة من جمهوريين أعرفهم، ستخوض المعركة الفكرية الكبري القادمة في مواجهة المتهوسين وفي مواجهة مشروعهم المتحايل، إن جعل التجمع قضية مواجهة الهوس، ابتداءً من مشروع الدستور المزيف، قضية ذات أهمية كبرى. الواجب الحاسم والحازم في هذه المرحلة يجب أن يكون مواجهة مشروع الدتسور المزيف، وإن اقتضى ذلك التضحية بالمشاركة في "السلطة والثروة!" وليثبت لنا مثقفونا من الساسة بانهم قادرون على اضطراح أهواء أنفسهم اللاهثة نحو المناصب في سبيل الله، والوطن. فليثبتوا لنا بأنهم يدركون بأن حصر التفاوض في موضوعات السلطة والثروة ونصيب هذا الفريق أو ذاك منها لن يعيد غير انتاج الأزمة. ولم نرتض ذلك للحركة إلا لأنها تفاوض عن حقوق تاريخية أجهضت. أما أهل الشمال من الساسة فإنهم كانوا دوماً في مفاصل السلطة ومباهج الثروة، فماذا فعلوا بهما؟ القضية ليست أن تملك السلطة والثروة، القضية هي كيفية توظيفهما لصالج شعب مقهور، جائع، يهده الجهل والتخلف!!

    أي دستور يهزم حق الحياة وحق الحرية، فإنه دستور مزيف، لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به. واحتواء الدستور على مادة تقول بأن أهل الشمال ستحكمهم الشريعة الإسلامية يؤكد لا دستورية الدستور المزيف الذي تقوم بصياغته لجنة الدستور. المتهوسون يبيتون أمراً بليل، كنا تعودوا دوماً. فإنهم يريدون أن يزيادوا بالدين لكي يستخدموه ضد الخصوم بمصادرة حقهم في الحياة وحقهم في الحرية، متى تهددت مصالحهم في التمتع "بالسلطة والثروة!!"
    هذه هي القضية: المواجهة الحاسمة للهوس الديني وتجلياته في مشروع الدستور المزيف!! من الخير للتجمع أن يفهم هذا وأن يتبنى رسالة إستراتيجية، وإعلامية، جديدة، محددة، وبسيطة في شكلها، قوية في المضمون، تقوم بها كوادر تعرف بأن القيام بنشرها عبء عظيم ومسؤلية تاريخية، توظف لأجلها كل الوقت، وكل الجهد، وكل المال، وزبدة الفكر الحر، وكل الكوادر من كافة ألوان الطيف الديني والحزبي والفكري في السودان. نعم، يجب أن تكون المفاصلة المدنية الحاسمة هي سلاحنا الأخلاقي ضد الهوس الديني. هذه المفاصلة المدنية التاريخية يسميها السيد الصادق المهدي "الجهاد المدني."

    وتسميه قوى اليسار بالنضال المدني، ويسميه الجمهوريون بالثورة الفكرية والثقافية، والقصد واحد. نحتاج إلى مواجهة فكرية-ثقافية-سياسية باسلة، حاسمة، في مواجهة قوى الشر المستحكمة، تحاكي مواجهة الحركة الشعبية الباسلة لها عسكرياً. مهمة القوى الوطنية كافة اليوم هي أن تنهض بقضيتها الأم، وبواجبها الأكبر في هذه المرحلة، واجب معاضدة الحركة الشعبية بدفع انجازها التاريخي في مواجهة الظلم إلى آفاق جديدة. أخضعت الحركة الشعبية قوى الهوس للجلوس لطاولة المفاوضات، فقامت بمهمة عظيمة. أما القوى الشمالية فمازالت ترواح مكانها الذي تركها عنده المستعمر إلا قليلاً. بأدوات السلم، وبحزم وحسم الثوار، ولعدالة قضيتنا وقوتها الأخلاقية، نستطيع أن نضع الأيادي في الأيادي وأن نحدث ثورة فكرية-ثقافية . إذا رسمت هذه المواجهة رسماً متعقلاً، مستخدمة كل وسائل الاتصال والانتقال المتاحة، فإنه لن يقف في طريقها حائل مهما عظمت التضحيات.

    هذه مواجهة لا بد منها لترسيخ مشروع الحركة الشعبية، الذي هو هو مشروع السودان الجديد الذي بشر به الأستاذ محمود محمد طه، حين عارض الحزبين الكبيرين، الأمة والاتحادي، قبل وبعد الاستقلال. لم يعد الحزبان اليوم هما الحزبين، ولم تعد القواعد هي القواعد، ولم يعد السيدان هما السيدين. هناك تحولات في الواقع السوداني أثمر حالة حراك جديدة، أدت إلى تحالف عظيم بين الحركة الشعبية وسليل السيد الحسن "أب-جلابية."

    وقد أن للسيد الصادق المهدي، بسبيل الحراك المستمر للقوى السودانية الحية، أن يختم فصول تسكعه السياسي. ونأمل أن يكون حسن ظننا بأنه بالفعل بدأ ينهي تلك الفصول في محله. فقد بدأت تظهر منه بوادر أنه يدرك مخاطر المرحلة، بعد أن ذبلت قواعده وانتمت إلى قوى جديدة في دارفور وغيرها. السيد الصادق المهدي ظل يعرض خارج ساحة العمل السياسي النظيف المشرف، وقد تسبب ذلك في الكثير من مآسينا الراهنة. ولكن بدأت تظهر منه بوادر أنه قابل للتغيير، ولا نرجو إلا انضمامه للصف الوطني الشريف، بعد أن خذل الأقربين والأبعدين. نرجو أن يتحول السيد الصادق المهدي، وهو رجل بارع، ماكر، ذو دهاء، وحنكة، لتوظيف قدراته لبناء سودان للجميع يتسع له ولغيره، لا أن يستمر في توظيفها في جني الحنظل وتضميخ الأيادي بالدماء –كما فعل في الماضي بترسيخه لمشروع السودان القديم بتحالفه المدمر مع نسيبه "الترابي."
                  

العنوان الكاتب Date
من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-13-05, 10:40 PM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-13-05, 11:32 PM
  من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق دمبيك ياي كوال08-14-05, 00:02 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق banadieha08-14-05, 00:28 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-14-05, 01:36 AM
      Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق aydaroos08-14-05, 01:53 AM
        Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-14-05, 03:50 AM
          Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-14-05, 05:06 AM
            Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق aydaroos08-14-05, 06:38 AM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق نصار08-14-05, 05:07 AM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق TahaElham08-14-05, 09:29 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-14-05, 09:38 AM
      Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-14-05, 10:19 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-14-05, 01:19 PM
      Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Haydar Badawi Sadig08-14-05, 08:08 PM
        Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-15-05, 00:38 AM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق ala elfaki08-15-05, 01:30 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-16-05, 11:30 PM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Ibrahim Adlan08-15-05, 09:17 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Haydar Badawi Sadig08-16-05, 07:45 PM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق دمبيك ياي كوال08-16-05, 11:58 PM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Omer5408-17-05, 01:06 AM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Omer5408-17-05, 01:08 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-17-05, 04:42 AM
      Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Haydar Badawi Sadig08-17-05, 03:19 PM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق بهاء بكري08-17-05, 01:29 PM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-19-05, 07:40 AM
      Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-19-05, 07:49 AM
  Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق بهاء بكري08-19-05, 11:34 AM
    Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-19-05, 01:12 PM
      Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Ahmed Abdallah08-19-05, 01:44 PM
        Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Murtada Gafar08-19-05, 09:59 PM
          Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق خرماج08-22-05, 11:06 AM
            Re: من أجل قراءة جماعية لموقف التجمع الوطني الديمقراطي بعد رحيل د. جون قرنق Haydar Badawi Sadig08-22-05, 12:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de