لكي لا نفقد السلام أيضاً !!....د. عمر القراي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2005, 10:17 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لكي لا نفقد السلام أيضاً !!....د. عمر القراي

    لكي لا نفقد السلام أيضاً !!

    د. عمر القراي

    جريدة الوطن القطرية 8 مايو 2005

    [email protected]

    (... بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون * قد قالها
    الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون* فأصابهم
    سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما
    كسبوا وما هم بمعجزين) صدق الله العظيم

    دعاة الفتنة:
    إن التحقيقات الجارية الآن ، ستظهر ما اذا كانت الحكومة
    متورطة ، في حادث مقتل السيد نائب رئيس الجمهورية ،
    ورئيس حكومة الجنوب ، وقائد الحركة الشعبية لتحرير
    السودان ، الدكتور جون قرنق ام لا، ولكن تصرف الحكومة
    حتى الآن ، لا يبعدها عن الشبهه !! فلقد وقعت الحكومة
    اتفاقية السلام ، ثم لم تسكت اصوات من داخلها ، كانت
    تندد بالسلام ، وتدق طبول الحرب !! بل ابقت على هذه
    التيارات ، وشجعتها ، وانشأت منظمات جديدة ، قصدت منها
    التعبئة ضد السلام ، مثل هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن
    ، وهيئة علماء السودان ، وغيرها ، مما كان ينبغي حلها ،
    بمجرد اعتراضها على اتفاقية السلام ..
    ولقد تاخرت الحكومة ، في إعلان مقتل الفقيد د. قرنق ، بل
    أذاعت اقوالاً متضاربة ، ثم سارت في برامج عادية. ولقد
    ظن بعض المواطنين ، حتى من معارضي الحكومة ، انها انما
    تصرفت بهذه الطريقة ، حتى تكسب وقتا فتنزل القوات
    النظامية في الشارع ، تحسباً لأي شغب .. ولكن حكومة
    الجبهة لم تعلن خبر الوفاة ، وحين أعلنته لم تنزل أي
    قوات للشارع !! وانما تعاملت مع الحدث ، ليس باهمال ،
    وانما بنية مبيتة ، في اطلاق يد الحاقدين ، والمهووسين ،
    لاثارة الفتنة ، وتصعيدها لحرب اهلية ، تتخذها ذريعة
    للتنصل من اتفاقية السلام . وكأنها كانت تتوقع وتنتظر
    تذمر بعض الأخوة الجنوبيين ، وبالفعل تجمعت منهم مجموعات
    غاضبة ، في شكل تظاهرات محدودة ، تعبر عن سخط على
    الحكومة ، التي لم تحرك ساكناً لمقتل نائب رئيس
    الجمهورية . وتبعتهم بعد ذلك ، اعداداً من المتشردين،
    والعاطلين، والحانقين من غير الجنوبيين. وبدأوا في تحطيم
    السيارات والمتاجر، واستغل بعض الناهبين الشغب من اجل
    السرقة . و كان من الممكن ان تنزل الحكومة قوات مكافحة
    الشغب ، التي اعتادت على انزالها ، في لحظة ، متى ما
    قامت اي مظاهرة في جامعة من الجامعات. وكان يمكن لها ان
    تفرق هذه المجموعات ، بمجرد تجمعها ، بالغاز المسيل
    للدموع . ولكنها لم تفعل ذلك ، بل سحبت القوات الرسمية
    من الشارع ، وتركت الميدان لمليشيات منظمة ، تستغل
    سيارات ، تقودها كوادر الجبهة ، المضللة بالتعبئة
    المنظمة في المساجد. ومن أمثلة تلك التعبئة ، الفتوى
    الرعناء ، التي اطلقها من سموا انفسهم علماء السودان ،
    ووزعوها في المساجد ، والمدارس ، وهي تكفر كل من لا
    يعادي الحركة ، ولا يناهضها باعتبارها عدوة المسلمين !!
    ولم يلق هؤلاء العلماء بزعمهم ، بالاً لاتفاقية السلام ،
    ولا لكون الرجل الذي يصّعدون العداء ضده ، قد اصبح
    حاكماً عليهم ، ونائباً لرئيس الجمهورية !!
    ومن الأمثلة القميئة ، الناعقة بالخراب ، ما ورد عن
    السيد وزير الاوقاف والشئون الدينية ، فقد (دعا عصام
    أحمد البشير وزير الشئون الدينية والاوقاف في حكومة
    الانقاذ جموع المصلين في مسجد الشهيد بالخرطوم والمسلمين
    في السودان في خطبة الجمعة الفائتة الى التعاضد والتآزر
    للوقوف ضد من اسماهم العلمانيين والحداثيين الذين يريدون
    اطفاء نور الاسلام بحرمان الاغلبية المسلمة من حقها في
    ان تحكم بشرع الله )** !! ولقد تمت هذه الخطبة بعد
    التوقيع على اتفاقية السلام ، وبعد ان تحدد ان الفقيد د.
    جون سيكون نائباً لرئيس الجمهورية . ولو كان عصام البشير
    هذا رجلاً عادياً ، أو كغيره من المهووسين ، الذين
    يثيرون الفتنة في سودانيزاونلاين ، لما اقمنا لحديثه
    وزناً . ولكنه وزير ينبغي ان يمثل رأي الحكومة التي
    يستوزر فيها .. فاذا كان يتناقض كل هذا التناقض ، فيهاجم
    من اسماهم العلمانيين والحداثيين ، بعد ان عقدت حكومته
    مصالحة معهم ، وشاركتهم في السلطة ، فقد كان أولى له
    وأكرم ، ان يستقيل لأن حكومته الاسلامية ، قد خالفت ما
    علمه من الدين بالضرورة !! فان لم يفعل ذلك ، لأن منصب
    الوزير أهم لديه مما قال الله ورسوله ، فان على رئيس
    الحكومة ، الذي قال انه سيطبق الاتفاقية حرفاً حرفاً ،
    ان يقيله من منصبه ، ويحاسبه ، لانه يعارض سياسة الحكومة
    جهاراً نهاراً ، من منابر المساجد؟!
    وانما بسبب هذه القيادات البائسة ، وهذه الدعاوى الحاقدة
    ، خرجت جموع المواطنين ، وفتكت باخواننا الجنوبيين ..
    ولم تقم هذه المليشيات العنصرية ، بضرب الجنوبيين
    المتظاهرين فقط ، وانما تعدت الى غيرهم ، في اماكنهم ،
    وقتلت عديد الابرياء .. وكانت تستوقف الحافلات والسيارات
    ، والبصات ، وتنزل الجنوبيين وتفتك بهم . واوشك الأمر ان
    يفلت الى حرب اهلية . ولكن عناية الله، ووعي كوادر
    الحركة الشعبية في العاصمة ، ومسالمة الاخوة الجنوبيين ،
    وتصعيد التوعية بالاخبار عن الاحداث في الانترنت حتى
    بدأت جهات دولية تتساءل عما يجري في الخرطوم ، هو الذي
    أحبط هذه الفتنة ، واضطر الحكومة الى انزال القوات
    وتهدئة الوضع.
    ان فتنة الخرطوم الاخيرة ، على بشاعتها ، دلت على ان
    الشعب السوداني شعب عملاق . اذ لم تمر الخدعة الا على
    فئة قليلة ، لم يجاريها الشعب من الشماليين او الجنوبيين
    في هوسها واعتداءاتها . ولقد اثبت الشعب السوداني انه
    معلم الشعوب ، حين استقبل د. قرنق كما لم يستقبل احد من
    قبل . وذلك رغم ان اعلام الجبهة ، ظل يشوه صورته ، ويشكك
    في خطابه طوال ستة عشر عاماً ، حتى جاز ذلك على بعض
    المثقفين الجنوبيين، وكثير من المثقفين الشماليين ،
    الذين نراهم الآن ، يحاولون اللحاق بما فاتهم ، فيثنون
    على الفقيد ، بعد ان اشاد العالم به. ولقد دل الشعب بهذا
    الاستقبال "الاستفتاء"، انه قادر على تجاوز الفوارق
    العرقية ، والدينية ، وانه حريص على الوحدة والسلام ،
    رغم طبول الحرب التي يدقها هؤلاء الاشياخ الجهلة .

    واجب المثقفين:
    لقد دعوت المثقفين من قبل ، الى تكوين جبهة عريضة لحماية
    السلام ، والديمقراطية ، لشعوري باتجاهات الجبهة للتنصل
    ، وافتعال المشاكل ، التي من شانها ان تعرقل الاتفاق ،
    الذي اضطرت له اضطرارا .. ولقد اصبحت الحاجة الى هذا
    الأمر ، الآن ، اوكد من ذي قبل. فالجبهة يمكن ان تفتعل
    مشكلة أخرى، تقصد بها كما فعلت الآن ، الى ازكاء النزعة
    العنصرية والدينية ، فلا بد من مواجهة كل ذلك بكشفه
    واظهاره واطلاع العالم عليه. ولا بد من تحميل حكومة
    الجبهة مسؤولية فتنة الخرطوم الاخيرة ، والمطالبة ان
    تطال التحقيقات المسؤولين ، الذي تقاعسوا عن بسط الأمن
    بين المواطنين ، لا ان تنال البسطاء ، الذين وضعهم حظهم
    العاثر ، في الطرقات حين نزلت قوات الشرطة للشوارع .
    ان الارث الذي تركه الفقيد جون قرنق ، في العلائق
    الراسخة بين الجنوب والشمال ، يجب ان ينمو ويزداد ..
    وذلك بالتعاون بين مختلف الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني
    والحركة الشعبية . لا بد من الاتصال بالحركة ، والتفاكر
    معها ، والتعاون مع قيادتها وكوادرها ، من اجل وضع
    البرامج الاقليمية والقومية ، لتحقيق السودان الجديد ثم
    التصدي في نفس الوقت ، للمهووسين والموتورين ، الذي
    يرددون نقمة العنصرية البغيضة ، والهوس الديني ، في
    منابر الحوارالديمقراطي الحر.

    التحدي الذي يواجهه الحركة الشعبية:
    حين أعلن د. جون قرنق عن حركته ، في مطلع الثمانينات ،
    وسماها الحركة الشعبية لتحرير السودان ، تساءل بعض
    المثقفين الشماليين باستنكار (تحرير السودان من منو؟
    السودان تحرر من الانجليز سنة 1956) في ذلك الوقت
    المبكر، اجاب قرنق على هذا السؤال بقوله ( مش تحرير
    السودان من منو تحرير السودان من شنو؟! تحريره من الجهل
    والفقر والمرض والظلم ..) !! بهذه العبارة البسيطة ،
    الواضحة ، حدد قرنق اهداف حركته ، في انها ترمي الى
    تحرير كل السودان ، مما يرسف فيه من اغلال التخلف.
    وفي اول لقاء بين حكومة البشير والحركة الشعبية عام 1989
    ، كان يقود وفد الحركة د. لام أكول ويقود وفد الحكومة
    محمد الأمين خليفة . وفي بداية الاجتماع ذكر محمد الامين
    خليفة ، ان الحكومة تريد ان تناقش الحركة حول مشكلة
    الجنوب . فرد عليه د. لام أكول بانهم لا يعرفون شئ عن
    مشكلة الجنوب . وانه باصراره على الحديث عن مشكلة الجنوب
    ، انما يتحدث للاشخاص الخطأ ، في المكان الخطأ. ولكنهم
    يتحدثون عن مشكلة السودان ، ثم قرأ له من بيان الحركة
    الصادر عام 1983 بان المشكلة ليست مشكلة الجنوب ، وانما
    هي مشكلة السودان ، التي اندلعت في الجنوب ، وسوف تندلع
    في الغرب ، والشرق ، وكل المناطق المهمشة.
    لقد صارعت الحركة الشعبية ، في كافة الجبهات، لاكثر من
    عشرين عاما ، تحت قيادة د. قرنق. واستطاعت في ظروف صعبة
    ، وبغير جيش نظامي ، ان تنتصر في الميدان الحربي ،
    والميدان السياسي ، والدبلوماسي . ولكن التحدي الذي
    يواجهها الآن اكبر من كل التحديات السابقة . التحدي هو
    ان تصبح حركة سياسية فاعلة ، مثلما كانت حركة عسكرية
    ناجحة . ومعلوم ان تاسيس السلام اصعب من الحرب. إن
    الزعيم قرنق ، قد كان بلا شك ، زعيماً قومياً يمثل الوطن
    كله. والسؤال الذي ينتظر التاريخ جوابه ، من قيادة
    الحركة ، الآن ، ومن قواعدها ، هو: هل تريد ان تصبح حركة
    سودانية قومية أم تصبح حركة جنوبية؟!
    فاذا استطاعت الحركة الشعبية ، ان تسير على المبادئ التي
    تركها الفقيد قرنق ، واتسع صدرها للشماليين في الحركة ،
    كما كان يتسع لهم صدر الفقيد ، وللآلاف منهم الذين هرعوا
    في الايام الماضية للتسجيل في مواقعها المختلفة بشتى
    أقاليم السودان ، واستمعت لتصوراتهم لمستقبل الحركة،
    فانها ستسير مفتوحة العينين الى تحقيق السودان الجديد ..
    وستكون الأمل المنشود للثوار، والمهمشين في جميع اطراف
    هذا الوطن الحزين . ولكن اذا لم تستطع قيادة الحركة
    الجديدة ، ان تفتح قلبها وعقلها لكل السودانيين ، كما
    فعل د. جون ، فانها ستصبح حركة جنوبية ، كما تريد لها
    الجبهة الاسلامية دائماً. ويمكن للجبهة ان تعطيها الجنوب
    ، وتشجعها على الانفصال ، ولكنها لن تترك لها الجنوب
    نفسه!! بل ستسعى في محاولة اغراء كوادرها بالاموال ،
    وشغلهم بالمناصب ، وازكاء النزاعات بينهم ، حتى تضعف
    حكومة الجنوب ، وتضطرب ، فتنقض عليها الجبهة ، وتحكم
    سيطرتها على الشمال والجنوب ، او تدخل في حروب أخرى تجد
    لها تبريرات جديدة ..

    الفقد الجلل:
    ان فقد الزعيم د. جون قرنق ، ليس فحسب ، فقد زوجته ربيكا
    ، الصابرة ، المصابرة ، المرابطة، الثابتة كالطود على
    المبادئ السامية .. والتي رفعت بعباراتها الخالدة ، هامة
    المرأة السودانية ، على مر العصور .. وانما هو فقد الوطن
    جنوبه وشماله شرقه وغربه . وهو فقد لا يدانيه فقد ، ورزء
    لا يعوضه البكاء والنواح، وانما حسب المخلصين الوقوف على
    المبدأ ، الذي بذل له الفقيد حياته ، حتى حق فيه قول
    القائل:

    متجردا عرف الحياة فعافها وابى تجرع كرمها وسلافها
    عيناه صومعتان في غيبيهما ألق يمس من القلوب شغافها
    قهرت سفينة فكره بحر المدى ما اوهنت ريح الهوى مجدافها
    فمضى يسطر للعلاء بيراعة حتى غدا نور الدجى عرّافها
    يرنو الى حرية سلمية في الدين يرسم اصله اهدافها

    * * * * * * * * * *
    ما بال من وهب المبادئ روحه لم يثن جهل الجاهلين طموحه
    حمل الحياة رسالة علوية وبنى من الامل المشع صروحه

    سلام على جون قرنق ديمبيور في الصالحين المصطفين
    الاخيار.

    د. عمر القراي
    ** جريدة الوطن القطرية 8 مايو 2005

    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de