بكثير من الغضب والحزن..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2005, 04:15 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بكثير من الغضب والحزن..

    الإرهابيون يهددون ويغتالون الكتاب والصحفيين والدبلوماسيين..
    الشواهد تقول ان الذين قتلوا الدبلوماسي المصري قبل مدة والذين قتلوا الدبلوماسيين الجزائريين يوم البارحة والذين قتلوا السودانيين الستة في بغداد لهم صلة بالذين هددوا الدكتور سيد القمني وربما يكونوا بالفعل قد اغتالوا الصحفي المصري رضا هلال الذي اختفى منذ سنتين ولم يظهر له أي أثر.. لدي شعور يقول بأن لهم علاقة ما بصدام حسين..



    http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=1&arti...le=314702&issue=9739

    Quote: جماعة «الجهاد» للكاتب المصري سيد القمني: نجوت من مصير رضا هلال الذي قتلناه بالرصاص



    القاهرة: محمد حمدي لندن: «الشرق الأوسط»
    فجرت جماعة الجهاد المصرية مفاجأة بإعلانها أمس، أنها اغتالت مساعد رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية رضا هلال قتلا بالرصاص، وذلك في ذكرى مرور عامين على اختفائه الغامض الذي حير جهات الأمن. وجاء هذا الاعلان في ثنايا رسالة إلكترونية أرسلتها جماعة الجهاد إلى الكاتب المصري الشهير سيد القمني تعلن فيها قبول توبته وتوقفه عن الكتابة.
    وقالت الرسالة التي لم يتم التأكد من مصدرها أو صحتها، ان القمني نجا من مصير هلال، وقالت الجماعة في رسالتها «لقد نجوت بأعجوبة حقيقية، وكنا قد أعددنا الخطة وندرس تصوير عملية اغتيالك واستثمارها، حيث أننا تعلمنا من حادثة رضا هلال الذي أردي برصاص الموحدين، أن ذلك النمط من الحرب لا يكون مجدياً إلا إذا صاحبته دعاية».واختفى هلال من منزله بشارع القصر العيني بوسط القاهرة في الثانية من ظهر الحادي عشر من أغسطس (آب) عام 2003، ورغم أن أجهزة الأمن المصرية باشرت أكبر حملة من نوعها لمعرفة مصيره، فإنها لم تتوصل إلى أي معلومات. وسبق للجماعات الأصولية في مصر اغتيال الكاتب فرج فودة مطلع تسعينات القرن الماضي، كما حاولت اغتيال الحائز جائزة نوبل الأديب نجيب محفوظ، اضافة إلى الصحافي مكرم محمد أحمد.

    واعتبر محامي الجماعات الاسلامية في مصر ممدوح اسماعيل، ان هذه القصة برمتها مصطنعة، والهدف منها إلقاء الضوء على القمني وان الزج باسم رضا هلال في هذه الرسالة هو أمر مستبعد تماماً، فما الذي يمنع الجهاد من تبنيها اغتياله في وقته لو أنها نفذت ذلك. وقال ان الدولة وكافة أجهزتها كانت منشغلة بقضية رضا هلال، ولو حدث واغتيل لعثرت على جثته. وأضاف أنه لو صح أن هذه الرسالة وصلت بالفعل إلى القمني فقد تكون مفبركة عن طريق أحد محترفي الإنترنت الذين يعبثون في محاولة لاستغلال الأحداث الساخنة على الساحة وآخرها موضوع تفجيرات شرم الشيخ. وكان القمني قد أعلن بشكل مفاجئ قبل 10 أيام تقريبا توقفه عن الكتابة وتوبته عن كل ما نشره بعد تهديد تلقاه من الجهاد من أجل الحفاظ على حياته وحياة أفراد أسرته، كما قال.

    ومن جهته استبعد الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن تورط جماعة «الجهاد» في اختفاء الكاتب الصحافي رضا هلال. واوضح الاسلامي المصري ان اغلب حوادث الاعتداء على الصحافيين والمفكرين المناهضين للتيار الاصولي كانت من تدبير «الجماعة الاسلامية» المصرية في حقبة التسعينات، مثل اغتيال فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ. أما محاولة اغتيال وزيري الداخلية المصريين حسن ابو باشا والنبوي اسماعيل والكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد نهاية الثمانينيات فكانت من تدبير جماعة «الناجون من النار «بحسب السباعي».


    Quote: جماعة الجهاد تعلن أنها قتلت الصحافي المصري المختفي رضا هلال بالرصاص ونجاة القمني من مصيره

    في رسالة إلكترونية قبلت فيها «توبة» الكاتب القمني

    القاهرة: محمد حمدي
    في ذكرى مرور عامين على اختفائه، فجرت جماعة الجهاد المصرية مفاجأة غير متوقعة بإعلانها أمس أنها تخلصت من مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية رضا هلال قتلا بالرصاص.
    وجاء هذا الاعلان في ثنايا رسالة إلكترونية أرسلتها جماعة الجهاد إلى الكاتب المصري الشهير سيد القمني تعلن فيها قبول توبته وتوقفه عن الكتابة.

    وقالت الرسالة التي لم يتم التأكد من مصدرها أو صحتها، ان القمني نجا من مصير هلال، وقالت الجماعة في رسالتها «لقد نجوت بأعجوبة حقيقية وكنا قد أعددنا الخطة وندرس تصوير عملية اغتيالك واستثمارها حيث أننا تعلمنا من حادثة رضا هلال الذي أردي برصاص الموحدين أن ذلك النمط من الحرب لا يكون مجدياً إلا إذا صاحبته دعاية».

    واختفى هلال منزله في شارع قصر العيني بوسط القاهرة في الثانية من ظهر الحادي عشر من أغسطس ( اب) عام 2003، ورغم أن أجهزة الأمن المصرية باشرت أكبر حملة من نوعها لمعرفة مصيره، فإنها لم تتوصل إلى أي معلومات.

    وسبق للجماعات الأصولية في مصر اغتيال الكاتب فرج فودة مطلع تسعينات القرن الماضي، كما حاولت اغتيال الحائز على جائزة نوبل الأديب نجيب محفوظ اضافة إلى الصحافي مكرم محمد أحمد.

    واعتبر محامي الجماعات الاسلامية في مصر ممدوح اسماعيل ان هذه القصة برمتها مصطنعة، والهدف منها إلقاء الضوء على القمني وان الزج باسم رضا هلال في هذه الرسالة هو أمر مستبعد تماماً، فما الذي يمنع الجهاد من تبنيها اغتياله في وقته لو أنها نفذت ذلك.

    وقال ان الدولة وكافة أجهزتها كانت منشغلة بقضية رضا هلال ولو حدث واغتيل لعثرت على جثته وأضاف أنه لو صح أن هذه الرسالة وصلت بالفعل إلى القمني فقد تكون مفبركة عن طريق أحد محترفي الإنترنت الذين يعبثون في محاولة لاستغلال الأحداث الساخنة على الساحة وآخرها موضوع تفجيرات شرم الشيخ.

    ووفقاً للرسالة التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من ناشر القمني خالد زغلول، فقد أعلنت الجهاد قبول توبته مشيرة إلى أن بعض «الأخوة» اعترضوا على وقف العملية، لكن الأمير حسم الخلاف بترجيح أن المرتد ان تاب قبل القدرة عليه تقبل توبته لقوله سبحانه «إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم».

    وأشار البيان إلى أن الجماعة كانت قد أعدت خطة قتل القمني وتصويرها ودعته إلى الالتزام ببيانه الذي أعلن فيه توبته وتوقفه عن الكتابة. وكان القمني قد أعلن بشكل مفاجئ قبل 10 أيام تقريبا توقفه عن الكتابة وتوبته عن كل ما نشره بعد تهديد تلقاه من الجهاد من أجل الحفاظ على حياته وحياة أفراد أسرته، كما قال.

    وقال في بيان إنه تلقى رسائل تهديد بالقتل من تنظيم «الجهاد» المصري عبر البريد الإلكتروني. وتطالب الرسائل، التي لم يتسن التأكد من مصدرها، القمني بإعلان «توبته من كل الكفريات» التي كتبها. واشترطت الرسائل أن تكون البراءة «تامة صادقة يؤكدها عزمه على اعتزال الكتابة نهائياً». وأشار بيان اعتزال القمني إلى أن آخر رسالة تهديد تضمنت نسخة من بيان تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» بقتل السفير المصري في العراق ايهاب الشريف مصحوباً بعبارة «عقبالك». وقال القمني في بيانه انه يقدم على هذه الخطوة ليبقى له من العمر «ما يكفي لرعاية من يستحق رعايتي.. فلذات كبدي، هذا في حال قبول هذا البيان». وقال «إنني أعلن براءة صريحة من كل ما سبق وكتبته.. ولم أكن أظنه كفراً فإذا به يفهم كذلك». والقمني حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة عين شمس وله العشرات من الكتب المثيرة للجدل، من أبرزها كتاب «شكراً بن لادن» الذي صادره الأزهر، وكتاب «رب الزمان» الذي قدم فيه إلى المحاكمة وحصل على البراءة، و«الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية».

    المصدر الشرق الأوسط اليوم الخميس 28 يوليو 2005


    وهذا مقال سابق للصحفي رضا هلال يرد فيه على فهمي هويدي قبل 7 أشهر من اختفائه الغامض..
    http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issue=8828&article=149584

    Quote: ردا على فهمي هويدي .. الإرهاب يبدأ في العقل

    أسرف فهمي هويدي، الموصوف والواصف نفسه بأنه «الكاتب الإسلامي»، على نفسه وعلى القراء بمقاله: «حين يعتبر تديين المجتمع سبب كراهية أمريكا»، المنشور في «الشرق الأوسط» بتاريخ 20 يناير 2003، والذي ردّ به على مقالي: «ماذا يغضب جاردن سيتي من أمريكا»، متحاشياً أن يذكر أنه مقالي.

    وذكّرني رد هويدي بكتاب درسناه في جامعة نيويورك للبروفيسور إريك هوفر بعنوان «المؤمن الحقيقي: العقائد وطبيعة الحركات الجماهيرية» عن سيكولوجيا المتطرف الآيديولوجي في علاقته بالجماهير.

    فالمتطرف الحقيقي ـ برأي هوفر ـ يدعي أنه مالك الحقيقة المطلقة ولا يقبل من يقول بأن الحقيقة الاجتماعية نسبية، بل يسعى إلى عزله أو أبلسته قبل نفيه. وهو أحادي التفكير لا يقبل بتعددية الأفكار، مقتنع بأن «القضية» التي يطرحها مقدسة، والبرهان عليها إشراق من داخله، وليس بالحجة والمنطق والمعرفة. ولا يعني ذلك أن المتطرف صاحب مبدأ، بل انه يمكن أن ينتقل من مذهب آيديولوجي إلى آخر، وفي كل مرة يضفي القداسة على مذهبه وبنفس الدرجة من التطرف. لذلك، فهو يتوافق نفسياً مع المتطرفين في المذاهب الأخرى، لأنهم مثله لا يقبلون بنسبية الحقيقة. ويدلل هوفر على ذلك بالنازيين الذين تحولوا إلى شيوعيين متطرفين بعد اندحار النازية.

    كما أن المتطرف، بتأثير البارانويا، يدعي الوصاية على الجماهير حتى لو قادها إلى حتفها باسم الحقيقة المطلقة، أو إقامة «الفردوس الأرضي». هكذا كان هتلر وستالين، وهكذا صدام حسين.

    وفهمي هويدي في رده على مقالي، رد وكأنه يملك الحقيقة المطلقة، من دون حاجة إلى برهان الإثبات، وبادعاء أن رأيه هو «الإسلامي». وعندما يدعي أن خطابه «إسلامي»، فإنه ينفي عن الآخرين إسلامهم، في حين تجب التفرقة بين «المسلم» و«الإسلامي». فالمسلم من رضي بالإسلام ديناً، أما الإسلامي فهو من يبتغي توظيف الإسلام كتابة أو تجارة أو إمارة أو إرهاباً. وقد دفع الإسلام والمسلمون تكلفة باهظة من جراء ما اقترفه الإسلاميون في أفغانستان وإيران والجزائر ومصر.. تكلفة اقتطعت من أرواحهم وأموالهم وفرصهم في الحرية والتقدم.

    وكما لا يفرق هويدي بين المسلم والإسلامي، فإنه لم يفرق في مقالي بين الدين والتدين و«التديين». فالدين هو اعتقاد بالخالق الذي خلق الخلق، والتديّن هو ممارسة الاعتقاد وفق صحيح الدين.. أما «التديين» فهو إسباغ الصفة الدينية بالترغيب أو الترهيب أو التنظيم على الممارسة الإنسانية، مثل تديين العلم أو الهندسة أو الحرب أو السياسة.

    ولا يمكن لي أن أكون ضد الدين أو ضد التديّن، لأن ذلك ضد حرية الاعتقاد، وضد الحرية الشخصية، وضد التعددية، وتدخل في الضمير الفردي.

    وكل ما قلته إن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية، استغلت انشغال الدولة المصرية في حربها ضد جماعات العنف، في «تديين» الممارسة الاجتماعية في النقابات والمدارس والجامعات والشوارع.. وأن هذا «التديين» قد أجّج غضب المصريين ضد أمريكا. ولكن فهمي هويدي، بطريقته في خلط الحقيقة بنصف الحقيقة وعكس الحقيقة، رأى أنني أبرئ السياسة الأمريكية لأني ـ كما فهم فهمي ـ أعتبر تديين المجتمع سبب كراهية أمريكا. ولكني ذكرت أسباباً عديدة، وقلت إن للمصريين أسبابهم الوجيهة للغضب من أمريكا، ومن تلك الأسباب ـ كما ورد في مقالي ـ أن المصريين يعتبرون فلسطين قضية مصرية وأن فلسطين جرح مصري، كما ذكرت أن المصريين غاضبون من الأمريكيين لأن السودان هو الآخر جرح مصري، كما فسرت الغضب المصري ـ أيضاً ـ بأن المصريين يشعرون بأن أمريكا تسقط دورهم في المنطقة.

    أما عكس الحقيقة، فهو ما وصفني به بأنني أنتمي إلى جماعة كوبنهاجن ومن أشد دعاة التطبيع مع إسرائيل والاستتباع للولايات المتحدة.

    وقد جانب الكاتب الحقيقة، لأنني لم أكن يوماً عضواً في جماعة كوبنهاجن (وقد أرفقت لـ «الشرق الأوسط» مع هذا المقال وثيقة إعلان كوبنهاجن للتدليل على خطأ هويدي)، وليس هذا تنكراً لجماعة كوبنهاجن، فقد كان ضمن الوفد الفلسطيني المناضل مروان البرغوثي، فك الله أسره، وقد باركها استاذنا نجيب محفوظ عندما صدر إعلانها وقبله أبو عمار.. وقد اجتهدت الجماعة، وناصرتُ من جهتي حقها في الوجود والتعبير عن نفسها، ثم هاجمتها عندما خرست بعد انتفاضة الأقصى ـ ولا يخيفني أن يُقال إنني من أنصار (السلام) الذي يراه الكاتب تطبيعاً، برغم أني لم أزر إسرائيل في حياتي، مثلما رأى أنني من دعاة الاستتباع لأمريكا في حين أنني مؤلف ثلاثة كتب عناوينها: صناعة التبعية (مصر وصندوق النقد الدولي)، وتفكيك أمريكا، والمسيح اليهودي (المسيحية السياسية والأصولية في أمريكا).

    ان صاحب الرد يخلط الحقيقة بنصف الحقيقة بعكس الحقيقة، لأن المطلوب هو الإيمان بالحقيقة المطلقة التي يعتنقها. فهو ضد السلام، لأنه يرى فلسطين من النهر إلى البحر وقفاً دينياً، يتطلب استرداده الحرب حتى آخر مصري. وأنا مثله أتمنى استرداد فلسطين من النهر إلى البحر، ولكن مفردات القوة والسياسة والعقل تجعل ذلك التمني مستحيلاً، وإلا خسرنا مصر وفلسطين في آن معاً.

    لقد كتبت مرة تحت عنوان «الحربجية»، مذكراً المصريين بما كتبه عباس محمود العقاد في الأربعينيات في صحيفة «الدستور». فقد كتب العقاد: «فلسطين بلاد إسلامية، حسن، ونحن نرجو لها الخير ونعمل في سبيلها ما نستطيع، ولكن هل فلسطين وحدها بلاد المسلمين؟ أليست مصر بلاد المسلمين والدفاع عنها مسألة تهم من يهمهم شأن الوطن والإسلام؟ لا يجب أن يستغفلنا المستغفلون باسم التشنج الوطني المصطنع واسم الحماسة الإسلامية المزجاة..».

    وإذا كان صاحب الرد يرفض السلام مع إسرائيل ويطلب منا التضحية لإزالتها، فلا أعتقد أن ذلك موقفه من أمريكا، فهو بالتأكيد يستخدم الكومبيوتر ـ وهذا اختراع امريكي ـ وكذلك شبكة الانترنت التي تسعون بالمائة من مواقعها امريكية، وهو حرص على تعليم أبنائه تعليماً أمريكياً، وليس في الازهر الشريف، وهو يفخر بأنه مرجع للصحفيين الأمريكيين، ولكني أقدّر أنه يواجه تناقضاً وجدانياً إزاء أمريكا، فتجتذبه التكنولوجيا والديمقراطية والحرية في أمريكا، ولكنه يكره القيم والأخلاق الأمريكية، بالرغم من أن تلك القيم هي التي أنجزت التكنولوجيا والديمقراطية والحرية.

    انني أفهم أن نغضب كمسلمين وكعرب من السياسة الأمريكية في منطقتنا وفي العالم، ولسنا وحدنا في ذلك، فالأوربيون والروس والصينيون غاضبون من أمريكا، ولكنهم لم يبرروا قتل الأمريكيين المدنيين لأنهم مثل أي شعب بينهم الصالح والطالح، كما أنهم لم يبرروا ـ كما فعل صاحب الرد ـ التحريض عليهم وعلى غيرهم في دور العبادة.

    وقد حاول صاحب الرد إقناعنا بأن الدعاء على غير المسلمين بخراب بيوتهم ويتم أطفالهم وتشريدهم، هو مسألة لها أصلها في القرآن الكريم. وألفت نظر كاتبنا، أن تلك الأدعية تجاوزت الأمريكيين إلى من دونهم من غير المسلمين. ولفت النظر هنا واجب، لأن بين مواطنينا في مصر إخوة غير مسلمين.

    لقد نصّب صاحب الرد نفسه للحكم عليّ في الصحافة والسياسة والإيمان، ولكني في غنى عن حكمه.. ليس من باب الترفع لأني عوّدت نفسي على أن أقول كلمتي وأمشي، بل لأن حكمه مجروح فهو معتبر بين الصحفيين سياسياً، وبين السياسيين صحفياً، وبين الفقهاء داعية ليس له أن يفتي. كما أنني أعذر مسلكه في السب والتهكم وأتفهم مغالاته في ذلك، فقد سقطت نماذجه الآيديولوجية، من ناصرية هيكل، إلى بعثية استاذنا أحمد بهاء الدين، وصولاً إلى سقوط نموذج طالبان وتصدع خمينية إيران. غير أن المرء لا بد أن يتوقف عند خطابه التحريضي عندما حرّض عليّ ـ في رده ـ الإخوان المسلمين وجهاز الدولة في آن معاً.

    وقد تعودت الحياة الثقافية المصرية على من سبقه من المحرضين ضد كل مختلف أو جديد في الثقافة منذ الشيخ علي عبد الرازق وطه حسين ومنصور فهمي إلى نجيب محفوظ.. وقد عايشنا تحريضه ضد نصر حامد أبو زيد حتى هرب إلى منفاه الاختياري، وضد فؤاد زكريا وسعد الدين إبراهيم، بل امتد تحريضه خارج مصر ليطال الاستاذ الجامعي الكويتي احمد البغدادي والمناضل اللبناني مارسيل خليفة.

    وعندما يسترجع المرء دورة الإرهاب التي اكتوت بها مصر في التسعينيات، يدرك أن وراء كل إرهاب «متطرفاً حقيقياً» ـ بوصف إريك هوفر ـ يعطي الإشارة للإرهابي، وأن الإرهاب يبدأ في العقل، حسبما ورد في ميثاق اليونيسكو. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    * للاطلاع على مقال فهمي هويدي فبامكانك الرجوع الى ارشيف «الشرق الأوسط» ليوم 20/1/2003 (صفحة الرأي)




    وهذا مقال آخر قبل نحو شهرين من اختفائه..
    لخميـس 12 ربيـع الثانـى 1424 هـ 12 يونيو 2003 العدد 8962


    Quote: أمركة العالم.. وعولمة الإرهاب


    خلال حملته الانتخابية للرئاسة الاميركية شن المرشح جورج دبليو بوش هجوما على ادارة كلينتون بدعوى انها زادت من التدخلات العسكرية الاميركية في العالم. وكان المجلس العلمي للدفاع DSB، قد أصدر تقريرا، اعتمد عليه بوش في هجومه على كلينتون، توصل الى «ان هناك علاقة قوية بين التدخلات الاميركية في العالم والهجمات الإرهابية ضد اميركا».

    وبعد الهجمات الانتحارية على واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر (ايلول) 2001، تجاهل بوش ما قال به خلال حملته الانتخابية وما ورد في تقرير المجلس العلمي للدفاع، وتساءل مع الاميركيين: لماذا يكرهوننا؟

    وتعددت الاجابات الاميركية على السؤال: لماذا يكره المسلمون أميركا؟ واختار الاميركيون الاجابات المريحة لهم، مثل أن اميركا غنية وقوية ولذلك يحسدها ويمقتها المسلمون، أو مثل ان المسلمين يكرهون الحريات والقيم الاميركية. وعندما حاول الاميركيون انتقاد سياسة بلدهم، قالوا ان الشعوب الاسلامية تعيش في ظلال حكومات قمعية وغير ديمقراطية ويعتبر بعضها حليفا مقربا من الولايات المتحدة. وقد حاول الكاتب فريد زكريا رئيس تحرير الطبعة الدولية لمجلة «نيوزويك» ان يكون منصفا، عندما كتب ان أحد أسباب كراهية اميركا هو السياسة الاميركية في المنطقة والتي يراها العرب في دعم اميركا لاسرائيل، وفي تركيزها ـ أي اميركا ـ على مصالحها البترولية وتأييد الحكام المستبدين والطغاة (نيوزيوك 2001/10/16).

    بيد ان التفسير الاقتصادي (الفقر)، لم يعد مقنعا في تفسير لجوء أفراد من خلفيات موسرة الى الإرهاب وحصولهم على الدعم المادي والتأييد المعنوي من جمهور ينعم بالثروة.

    كما ان التعويل على العامل الديمقراطي، لا يكفي في تفسير اللجوء الى الإرهاب. فصحيح ان «العملية» الديمقراطية، هي الوسيلة الفضلى المجربة لادارة الصراع السياسي والاجتماعي سلميا، ولكن ازدهار الديمقراطية لم يمنع اللجوء الى الإرهاب في النظم الديمقراطية في الغرب والهند، كما ان غياب الديمقراطية ارتبط في حالات كثيرة بتعذر حدوث عمليات إرهابية في كثير من النظم الديكتاتورية، وفي حالات أخرى، ارتبطت مواجهة الإرهاب بتقييد الحريات الديمقراطية لبعض الوقت، كما حدث في اميركا ذاتها.

    واذا قيل ان المسلمين يكرهون اميركا لما تمثله من نمط حياة وقيم، فان كراهية اميركا ليست قصرا على المسلمين بل تشاركهم شعوب أخرى في ذلك، وان لم تترجم الكراهية في أعمال ارهابية، برغم ان من غير المسلمين بل من الاميركيين من اقترف الإرهاب ضد اميركا بسبب نموذج الحياة والقيم فيها.

    ان من غير الأخلاقي ومن غير السياسي تبرير الإرهاب بأي عذر، بل يجب رفض الإرهاب اخلاقيا وسياسيا من غير «لكن».

    بيد ان من الواجب البحث في دوافع الإرهاب، لقد ركز الاميركيون على الدافع «الاقتصادي»، واضطروا، بما يثير المفارقة والسخرية، للحاجة الى التفسير الماركسي.

    كما ضخم الاميركيون من دور الدافع «الثقافي» تارة بتفسير «انعدام الديمقراطية» أو تارة أخرى بتفسير «تناقض القيم الاسلامية مع القيم الغربية»، ونبه اميركيون الى النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، غير ان مسألة اسرائيل ليست الدافع الوحيد.

    كما ان التفسير الاقتصادي وحده غير كاف، وكذلك فان التفسير الثقافي ضروري ولكنه لا يكفي. أما التفسير الذي تجاهله بوش والاميركيون، فهو التوسع الاميركي في العالم، أو بمعنى آخر: «أمركة العالم».

    وفي كتابه «الضربة المرتدة: تكلفة ونتائج الامبراطورية الاميركية» يقول المؤرخ الاميركي تشالمرز جونسون ان «الإرهاب» يعتبر بمثابة الضربة المرتدة غير المحسوبة لسياسات التوسع الاميركي في العالم، وكمثال على ذلك، فان المواجهة الاميركية مع الاتحاد السوفيتي في افغانستان، تطلبت دعم اميركا للمنظمات الجهادية المسلحة التي تحولت الى العداء الى اميركا ووجهت إليها ما تسميه وكالة المخابرات المركزية الاميركية بـ«الضربة المرتدة»، وكما يقول جونسون فإن تعبير «الضربة المرتدة» مأخوذ من أدبيات المخابرات المركزية الاميركية، يقصد به «الضربة التي تكون نتيجة غير مقصودة لسياسة الحكومة الاميركية وممارستها».

    لقد بدأت التدخلات العسكرية الاميركية من أجل «أمركة العالم» بالحرب الكورية في الخمسينات، التي شنتها اميركا من أجل «عولمة الحملة المناهضة للشيوعية» التي كانت جارية بالفعل في أوروبا، وفي سياق التدخلات العسكرية بهدف «أمركة العالم» خلال الحرب الباردة، تأتي حروب الوكالة في الشرق الاوسط، وحرب فيتنام، وغزو جرينادا والعمليات السرية في اميركا الوسطى وبخاصة في نيكاراجوا ثم التدخل في افغانستان ضد الاحتلال السوفيتي.

    وقد كان من المفترض بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي، ان تتراجع وتيرة التدخلات العسكرية في العالم، ولكن التوجه الامبراطوري الاميركي وطموح «أمركة العالم» ارتبطا بالعسكرة الاميركية للعالم.

    فبعد حرب الخليج 1991، التي خاضتها ادارة بوش الأب من خلال جهد دولي لمواجهة ما اعتبرته اميركا تهديدا لمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، تبنت ادارة كلينتون سياسة «التدخل العسكري لاغراض انسانية» وبمعنى آخر، كان منهج بوش الأب هو «التدخل العسكري لحماية المصالح الاميركية» ثم كان منهج كلينتون «التدخل العسكري لاغراض انسانية» والذي برر التدخل الاميركي في الصومال والبوسنة وكوسوفو وهاييتي وبنما، وفي الحق ان ادارة كلينتون تدخلت عسكريا مرات أكثر مما تدخلت ادارات جيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش الأب مجتمعة.

    وفي الحق ـ أيضا ـ ان التدخلات العسكرية لادارة كلينتون، ربطت بين مبدأ كلينتون «التدخل لأغراض انسانية» ومبدأ «تغيير النظم» ومبدأ نظر اقتصاد السوق الحرة ومبدأ تشجيع الديمقراطية في إطار «العولمة الاميركية».

    وهكذا، فإن أعمدة التوجه الامبراطوري الاميركي والتدخل العسكري من أجل أمركة العالم، قد أرسيت قبل مجىء ادارة جورج دبليو بوش، غير ان مسار التوجه الامبراطوري بالتدخلات العسكرية الاميركية، واجهته الضربات المرتدة أي الهجمات الإرهابية على الأهداف الاميركية والمواطنين الاميركيين في الخارج وبخاصة في العالم الاسلامي وشرق افريقيا.

    وطبقا لتقرير وزارة الخارجية الاميركية تحت عنوان «أنماط الإرهاب العالمي 1997»، فإن ثلث العمليات الإرهابية على المستوى العالمي، جرى تنفيذه ضد أهداف اميركية، وفي عام 1998، صدرت دراسة للبروفيسور ايفان ايلاند مدير دراسات السياسة الدفاعية في مركز أبحاث «كاتو» توصلت الى ان الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة يمكن تفسيرها بأنها عمليات انتقام ضد التدخل الاميركي الخارجي، ثم جاء تفجيرا سفارتي اميركا في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا) عام 1998، ثم تدمير المدمرة كول قبالة الشواطئ اليمنية عام 2000، ثم الهجمات الانتحارية على نيويورك وواشنطن عام 2001، لتؤكد صحة الربط بين التوجه الامبراطوري الاميركي والعمليات الإرهابية كضربات مرتدة.

    بيد ان المفارقة ان بوش الابن، الذي كان قد انتقد زيادة التدخلات العسكرية الاميركية في العالم، تحول بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 الى «العسكرة الاميركية للعالم» و«الحرب الاستباقية» و«تغيير النظم».

    وقد ربطت ادارة بوش الابن بين امركة العالم عسكريا (تغيير البيئة الدولية استراتيجيا) ونشر الديمقراطية واقتصاد السوق الحر (تغيير البيئة الدولية سياسيا واقتصادي).

    وهنا تريد اميركا خدمة التوجه الامبراطوري الاميركي ومحاربة الإرهاب، ولكن التوجه الامبراطوري الاميركي بالعسكرة سيظل دوما يخلق عدوه... أي الإرهاب العالمي.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de