نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ
|
آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور).
بقلم بكري الصايغ ـ لايبزج ـ ألمانيا.
1/ عبد الخالق محجوب: قالوا له ماذا قدمت لشعبك؟ أجاب في هدوء: الوعي.. بقدر ما استطعت... وشهد الصحفيون الذين حضروا الجلسة الأولى من محاكمته، أنه كسب تلك الجولة دون منازع، فكان هو القاضي.. طردوا الصحفيين، وأصدروا عليه الحكم بالإعدام وهم يرتجفون. صعد إلى المشنقة وهو يهتف:
المجد لشعب السودان.. المجد لثوار السودان.. أثار استشهاده، موجة عالية من الغضب العالمي الجبار، وألهم كثيرا من الأدباء والشعراء والفنانين على مستوى العالم، وكان مصدر للفخر والاعتزاز من قبل كل الشيوعيين والوطنيين.
[الكتابة تتواصل ريثما أنتهي من الطباعة والتحميل]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: Yasir Elsharif)
|
3/ جوزيف قرنق: (عندما استدعوه من سجن كوبر، قال لرفاقه المعتقلين، سأعود إليكم سريعاً)، وعاد بالفعل، ولكن لينفذ فيه حكم الإعدام دون محاكمة. كتب لأسرته: "أرجو أن تعتبروني أحد الركاب في طائرة تحطمت". لقد ناضل حتى الرمق الأخير من أجل وحدة الوطن، وتماسك قومياته، وتقدم شعبه.
4/ هاشم العطا: "أنا أتحمل المسئولية، وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف". قال هاشم العطا للسفاح نميري ـ "لست نادماً على ما قمت به، وإن كان لي أن أندم، فلأنني تركتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة". أطلقوا عليه ثمانمائة طلقة من الخلف. كان السفاح المخمور يشهد المنظر وهو يترنح، والشهيد العظيم يهتف باسم السودان.
5/ بابكر النور: حكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة تاج السر المقبول باثني عشرة سنة، فرد إليها السفاح نميري الأوراق. فحكمت عليه بعشرين عاماً، فأعاد الأوراق إليها مرة أخرى، فاستقال رئيسها، فعين نميري سفاحاً آخر لرئاستها (صلاح عبد العال)، الذي حكم على الشهيد بالإعدام. خطب في الجنود. وتراجع بخطوات منتظمة حتى لا يُطلق عليه الرصاص من الخلف.
6/ فاروق حمد الله: حاول نميري في البداية أن يستميله ضد رفاقه كثمن للإبقاء على حياته، فرفض بإباء، وقال لنميري: "نحن أتينا بك كواجهة للإنقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة إزاحتك في أي وقت". خطب فاروق في الجنود، وكان مثالاً للشجاعة والثبات، وقال لأحد الضباط من أذناب نميري "تعال شوف الرجال بموتوا كيف؟" واستشهد كما يفعل أعظم الرجال.
والكتابة تتواصل في البوست القادم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: Yasir Elsharif)
|
7/ محمد أحمد الريح: قاتل حتى النهاية، ورفض نداءات الاستسلام. نسفوا المكتب الذي كان يحتمي به، فأصابته القذائف واخترق صدره الرصاص، وعندما وصلوا إليه كان ممسكاً بسلاحه، متألقاً في استشهاده.
8/ محجوب إبراهيم: طلب "سيجارة" قبل إعدامه. كان نميري يكرهه كثيراً، لأنه كان يمثل كل ما يفتقده هو من صفات عظيمة. وما بين حجرة المعتقلين وساحة الإعدام، امتلأ الفضاء بالهتاف المجلجل بحاية الشعب والوطن. (لملمة أشلاء الجسد كانت من أصعب الأمور، أما محو الاستشهاد الجميل فقد كان مستحيلاً).
9/ معاوية عبد الحي: قام جنود المظلات بتعذيبه تعذيباً وحشياً، ومزقوا ملابسه وجسده، وقادوه إلى معسكر "الشجرة" مهشمة عظام رأسه، فاقد الوعي، تسيل منه الدماء ومكتوفاً مع ذلك، وكانت مهمة المحكمة العسكرية، أن ترسله إلى ساحة الإعدام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وهذا ما حدث.
10/ عبد المنعم محمد أحمد: "أرجو تقديمي للمحاكمة قبل كل الضباط، لأنني أتحمل كل المسئولية، ولأنني صرفت تعليمات التحرك.. تحركنا بسبب تردي السلطة وفسادها والتدخل الأجنبي والانهيار الاقتصادي، تحركنا لإنقاذ البلاد من كل ذلك". لقد ظل عبد المنعم يهتف وهو في طريقه إلى ساحة الإعدام ولحياة الشعب السوداني والجبهة الوطنية الديمقراطية. أطلق عليه الغوغاء الرصاص من الخلف.
11/ الحردلو: "تعوزكم الأدلة... ولا تعوزكم الأحقاد والنوايا المجرمة.. خلصونا بقى".. وأكمل باقي كلامه بصوت عالي "أما الناجون منكم أيها الرفاق فليذهبوا إلى الأهل ليبلغوهم أحر التحايا". وفي الساعات الأولى من الصباح كانت زخات الرصاص تخترق جسد الحردلو، وتحمل نسمات الصباح هتافه إلى الناس، إلى المستقبل. 12/ بشير عبد الرازق: "خليكم ثابتين.. ما في زول يجيب سير زول.. موتوا رجال، وكل زول يقول الحاجات العملها بس". توضأ في الفجر وأدى الصلاة، ولكن لم تعد اللحظات كافية لكتابة الوصية. 13/ أحمد جبارة: عندما استفزه السفاح نميري، هجم على أحد الجنود محاولا أن يستولي منه على مدفعه ويجيب الإجابة المناسبة عليه، فأوسعوه ضرباً وركلاً حتى لطخت دماؤه جدران حجرة التحقيق، أطلقوا عليه مجموعات متصلة من الرصاص، وظل واقفاً. يهتف وينور جلاديه. قضى عليه "القاضي" أحمد محمد الحسن بطلقة من مسدسه، ولكن الجو العام وسط الجنود اختلف تماماً. 14/ الجندي ـ أحمد إبراهيم: بعد أسبوعين من الأحداثن وفي سجن كوبرن قال له السفاح نميري "هل أنت سفاح بيت الضيافة؟"، فأجابه غير عابئ: "أنت السفاح والقاتل وتتحمل مسئولية كل ما حدث". قدم للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام شنقاً!! ضرب على اللوحة الخشبية قائلاً: "يا مشنقة جاك راجل.. أنا ما قتلت زول وحقي ما بروح". 15/ عثمان حسين (أبو شيبة): "كل المسئولية مسئوليتي وعبد المنعم ومعاوية عبد الحي. نحن قادة القوة التي تحركت. بقية الضباط والجنود نفذوا الأوامر. هاشم العطا نحن الذين أشركناه فهو ليس له قوات يحركها". أطلقوا عليه من الرصاص ما يكفي لإبادة كتيبة. وقد كان بالفعل كتيبة مكتملة. 16/ محمد أحمد الزين: "يجيء يوم يقرأ فيه لاناس المحاكمات ويعرفوا الحقائق". وقد جاء ذلك اليوم مبكراً، وعرفنا كيف كان محمد أحمد الزين تجسيداً جميلاً للشجاعة ورباطة الجأش والوفاء. كان محباً للحياة، ولكن الحياة لم تكن بالنسبة إليه شيئاً آخر سوى الشرف، وقد استقبل موته ـ الحياة باسماً.
المعتقلون يجابهون السفاح: صباح 18 أغسطس 1971، زار نميري سجن كوبر، والذي حل فيه جنود المظلات محل حراس السجن، وهناك أمروا المعتقلين بالاصطفاف بفناء السراي، ودخل نميري وحراسه والشرر يتطاير من عينيه صائحاً.. أي واحد شيوعي يطلع لي برة!".. فخرج أعضاء اللجنة المركزية حسب قرار متفق عليه لأمثال هذه الظروف، وخرج معهم عدد أخذته الحماسة الثورية، فقال السفاح: "خذوهم للزنازين حتى لا يروا الشمس مرة أخرى". وحين مر بالزنازين أمر بإخراج الجندي أحمد إبراهيم وأمر بإعدامه فوراً، وقد أعدم.
المعتقلون في سجن مدني: لم ترو زيارة سجن كوبر غليل السفاح، فذهب إلى سجن مدني، وهناك استقبله أحد المعتقلين بالهتاف.. "ماذا تريد يا سفاح؟" فأمر نميري بوضعه في الحبس الانفرادي لمدة .... مائة عام!!!
التضامن العالمي يشل يد السفاح: 1/ الحزب الشيوعي الأمريكي: "إن العالم يهتز من إراقة الدماء في السودان" 2/ الحزب الشيوعي الفرنسي: "... نطالبكم بحزم وقف هذه المجازر فوراً" 3/ الحزب الشيوعي الإيطالي: "... الازدراء والفزع يعمان العالم..." "الأونيتا" .. صبيحة إعدام عبد الخالق. 4/ لوموند الفرنسية: ".... شجاعة الشفيع أثارت إعجاب جلاديه.." 5/ اتحاد نقابات ألمانيا الديمقراطية: "... نطالبكم فوراً بوقف ملاحقة النقابيين الشرفاء.." 6/ لجنة الدفاع عن الشعب السوداني بالاتحاد السوفيتي: "... أوقفوا المجازر يا حكام السودان.. أطلقوا سراح المعتقلين الديمقراطيين".
لماذا هزمت 19 يوليو وأغرقت في الدم؟ لم يتعامل ضباط 19 يوليو مع واجب حماية انتفاضتهم بما يستوجبه من حسم في الأمورن وحزم لا يعرف الشفقة والرحمة. سهولة استيلائهم على السلطة جعلهم يتهاونون في تقدير الوزن الحقيقي لأعدائهم، والذين وحدتهم في لمح البصر تقدمية السلطة وجديتها في وضع السودان على طريق جديد، لم يستنهضوا الشعب ويسلحوا الجماهير في ساعة الخطر. كان ثلاثة من قادة الانتفاضة خارج الوطن. حرك السادات والقذافي والملك فيصل إمكانيات بلادهم ضد الحركة، فلجأوا إلى القرصنة الجوية، والتدخل العسكري السافر، والتمويه الدبلوماسي، والحرب الإعلامية النفسية، لعبت المخابرات البريطانية والأمريكية دوراً ملحوظاً في تعبئة كل القوى الممكنة ضد "الخطر الشيوعي" القادم من السودان، ونجحتا تماماً في هذا العمل. في ذكرى 19 يوليو المجيدة، التحية للشهداء، ولكافة شهداء النضال ضد الديكتاتوريات السابقة واللاحقة، وستبقى ذكراهم دوما ناصعة في تاريخ السودان.
ملحوظة: المصادر: 1/ لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني 2/ جريدة "الميدان" ـ يوليو أغسطس 1996. 3/ جريدة "الميدان" يوليو أغسطس 1999. 4/ جريدة الشرق الأوسط ـ 30/6/1993 5/ صور الشهداء مأخوذة من كتاب "لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني ـ يوليو 1988.. [انتهى مقال الدكتور بكري.. وهناك ملحقات مصورة سألحقها هنا]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: Yasir Elsharif)
|
ملحوظة:
لم أتمكن من التعرف على شخصية الرجل الذي تم معه اللقاء في صفحة المجلة التي عرضت صورة منها بأعلاه وأنتظر من الدكتور بكري الصايغ أن يمدني بما غاب عني وعن القراء..
ثانيا في قصاصة خالد حسن عباس توجد قصاصة أخرى ملصقة "صفعات المقدم بابكر النور".. لم أعرف مصدر القصاصة، أعني من أي جريدة كانت.. ثم أنني لم أقم بنزع القصاصة حتى يظهر باقي النص الذي خلفها من جريدة لاشرق الأوسط..
ياسر
[ ياسر الشريف قام بالطباعة ونقل الصور بواسطة الإسكانر ورفعها وليس هو كاتب المقال، منعا للخلط والاختلاط.. والتحية للأخ بكري الصايغ، وفي انتظار مكالمته..]
| |
|
|
|
|
|
|
حي قولي ما حي ووب!! (Re: Yassir7anna)
|
شكرا على هذا المرور البهي يا عزيزي ياسر حنّا.. والتحايا موصولة للشاعر الإنسان محجوب شريف..
قبل يومين شاهدت الحلقة [لعلها كانت الأخيرة] من مسلسل "الحجاج" في قناة "قطر الفضائية" وكنت أتابعه من حين لآخر.. في هذه الحلقة الأخيرة حدث ما تنفطر له القلوب.. سيدنا عبد الله بن الزبير تم القبض عليه وقطع رأسه وصلب بواسطة جنود الحجاج.. وكانت مقابلة أمه السيدة أسماء بنت أبي بكر للحجاج مقابلة عجيبة.. وقد أبدع الممثل السوري القدير عابد فهد في تمثيل دور الحجاج..
تصور يا أخي ياسر أن مثل هذه الفظائع تمت في تاريخ الدولة الإسلامية.. ولا يزال البعض منا يريد العودة إلى صيغة "الخلافة" أو "الإمامة" والنفوس دخلها ما دخلها.. الديمقراطية هي أسوأ أنواع الحكم، ولكن المشكلة أنه ليس هناك ما هو أحسن منها.. Winston Churchil said - democracy is the worst form of government but the problem is that there is no other better form of government. وبطبيعة الحال ما هو أحسن من الحكم الديمقراطي هو النظام الذي يستطيع أن يجمع بين الحرية الديمقراطية والمساواة الاقتصادية [بقدر الإمكان].. وهذا يسميه الأستاذ محمود [الجمع بين الاشتراكية والديمقراطية في جهاز واحد].. مشكلة الأنظمة الشيوعية هي أنها أنكرت الحرية الفردية، ومشكلة الأنظمة الديمقراطية هي أنها عجزت عن تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية..
وهذا المستوى لا يتحقق إلا بالسلام.. ليس بالفرض وليس بالعنف..
أشكرك مرة أخرى على مرورك البهي، فقد سرني غاية السرور خاصة لما لهذه الكلمات من معاني عميقة في أعماق نفسي..
Quote: ما شفتي ود الزين الكان وحيد أمه ماليلا كان العين قالولو ناسك كم ورينا ناسك وين .. ورينا شان تسلم العودو خاتي الشق ما قال وحاتك طق تب ما وقف بين بين لى موتو اتقدم قال أنا ما بجيب الشين أنا ما بجيب الشين أنا لو سقوني الدم والعسكري الفراق بين قلبك الساساق وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم يا والدة يا مريم كم من حبيباً ليَّ كان مالي بينا دروب ما ودع الحبان ما وسدوه الطوب حي قولي ما حي ووب
حي قولي ما حي ووب ما خلى ساعة الموت يمه السرج مقلوب اتشتت الرصاص فى جسمو واتقسم لاقاهو يتبسم والحولو حيله وكان ريحة صباه تتشم زي التقول يومداك يوم العرس يادوب قال أنا ما بجيب الشين أنا لو سقوني الدم والعسكري الفراق بين قلبك الساساق وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم يا والدة يا مريم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ الدكتور ياسر الشريف تحية طيبة ..
كل ما سمعته وقراته عن هؤلاء الرجال انهم كانوا يتميزوا بشجاعة عالية ونادرة - عبدالخالق والشفيع وهاشم العطا وبابكر النور وكل القيادات التي شاركت في انقلاب 19 يوليو - وقد حكى لي احد اعمامي وكان عسكريا وشاهدا على تلك الاحداث ..انه دخل احد الغرف في القيادة العامة او القصر على ما اذكر وشاهد بام عينه حالة عبدالخالق وانه قد عذب ( حكى لي انه عذب بهرسه على بطنه ) وقال انه شاهد يده (عبدالخالق ) موضوعة على المكتب ومثبتة بالسونكي وهو يحقق معه .والدماء تنزف منه .
قال لي عمي نهم كانوا (رجال ) وفيهم رجالة السودانيين وكانوا عساكر من طراز نادر.. لكن مايؤخذ عليهم بقوه كما تعرف هي مجزرة قصر الضيافة .. وتصفيتهم لعدد كبير من ضباط الجيش الوطنيين ..في ظرف 36 ساعة ويؤخذ عليهم المظاهرات التي خرجت في قلب الخرطوم وهي تهتف بان الخرطوم ليست مكة . في استفزاز واضح لمشاعر الناس الدينية ..
رحم الله الجميع وغفر لهم ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: luai)
|
الاخ ياسر الشريف احييك على نشاطك ومثابرتك وصبرك وقدرتك الفائقه على التوثيق وهذا جهد مقدر ولو كل الناس استطاعوا الكتابه والتوثيق لاندثرت عندنا ثقافة المشافهه هذه التى يستغلها الطغاة والكذابون والذيين يعملون بمبدا اكذب اكذب حتى تصدق كذبتك وهم قد ترسخت لديهم قناعه بان الشعب السودانى بلا ذاكره ان مثل جهدك هذا يسحب البساط من اقدامهم ويفقدهم واحد من شرائط وجودهم تاكد انك تسهم بكثير من المعرفه والمعرفه قوه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: Yasir Elsharif)
|
أشكر جميع الذين مروا وعلقوا.. وأحييهم علاء الدين الفكي، صلاح الأمين، مهدي الأمين، خضر حسين، ود كسلا وياسر حنا ولؤي وود الزين..
الأخ ود الزين
Quote: احييك على نشاطك ومثابرتك وصبرك وقدرتك الفائقه على التوثيق وهذا جهد مقدر ولو كل الناس استطاعوا الكتابه والتوثيق لاندثرت عندنا ثقافة المشافهه هذه التى يستغلها الطغاة والكذابون والذيين يعملون بمبدا اكذب اكذب حتى تصدق كذبتك وهم قد ترسخت لديهم قناعه بان الشعب السودانى بلا ذاكره ان مثل جهدك هذا يسحب البساط من اقدامهم ويفقدهم واحد من شرائط وجودهم تاكد انك تسهم بكثير من المعرفه والمعرفه قوه |
أشكرك وأشكر الأخ ياسر حنا على الإشادة بالتوثيق في هذا البوست وفي غيره.. بالمناسبة التوثيق في هذا البوست هو من عمل واحد من أكبر أعمدة التوثيق وهو الأخ بكري الصايغ، وقد تكرم بإرسال هذه القصاصات إلي لأرفقها مع مقاله، فله التحية والشكر.. والحمد لله أن منابر الشبكة العنكبوتية تعطي الفرصة لنشر هذه الوثائق لحفظ التاريخ.. ولقدام سيكون هناك مجال كبير لنشر وثائق بالصورة والصوت "فيديو"..
الأخ لؤي:
Quote: قال لي عمي نهم كانوا (رجال ) وفيهم رجالة السودانيين وكانوا عساكر من طراز نادر.. لكن مايؤخذ عليهم بقوه كما تعرف هي مجزرة قصر الضيافة .. وتصفيتهم لعدد كبير من ضباط الجيش الوطنيين ..في ظرف 36 ساعة ويؤخذ عليهم المظاهرات التي خرجت في قلب الخرطوم وهي تهتف بان الخرطوم ليست مكة . في استفزاز واضح لمشاعر الناس الدينية ..
رحم الله الجميع وغفر لهم ... |
في تلك السنة كنت في السنة الأولى في جامعة الخرطوم "برليم علوم بايولوجي".. وأذكر تلك الأحداث تماما.. الشاهد أن الانقلابيين لم يبدأوا بالتصفية ولم يبدأوا بالقتل والدليل على ذلك أنهم أبقوا على نميري حياً وقبضوا عليه، وأبقوا على هؤلاء الضباط الغير تابعين لهم في الانقلاب أحياء في "بيت الضيافة" ولكن عندما بدأت حركة استعادة سلطة نميري بواسطة أبو القاسم محمد إبراهيم وجماعة نميري بدأ إطلاق النار وساد الهرج والمرج وفي مثل هذه الظروف فإن الخوف يكون سيد الموقف [من الجانبين طبعا] وهناك روايات تقول بأن جماعة استعادة السيطرة [ناس نميري] هم الذين ارتكبوا المجزرة. المهم أن كل فريق يتهم بها الآخر.. الشاهد أن مسئولية مجزرة بيت الضيافة لم تكشف تماما بالتحقيق النزيه المستقل حتى الآن.. طبعا الانقلاب العسكري إما أن تكون نتيجته النجاح أو الفشل وغالبا ما تسيل الدماء.. فالسلاح ليس "مسدسات موية".. والناس لا يزالون يذكرون ما حدث في رمضان والـ 28 ضابط الذين تم إعدامهم في بداية عهد الإنقاذ..
ما يُحمد لانقلاب مايو عام 1969 أنه خلّص السودان من أن ينزلق إلى دائرة "الحكم الإسلامي على طريقة الأخوان المسلمين التي ظهرت بعد عشرين عاما 1989] وهو ما كان يخطط له السلفيون والطائفيون الحزبيون بزعامة الأخوان المسلمين، قبيل مجيء مايو.. ولو نجحت خطة دعاة "الدستور الإسلامي" في ذلك التاريخ المبكر لكان السودان قد حُرم من كثير من المكتسبات التقدمية التي حدثت في النصف الأول من العهد المايوي.. هذه حقيقة لا بد أن تُقال.. الشاهد أن التجربة الديمقراطية بعد أكتوبر اتسمت بكثير من التزييف للديمقراطية ظهر في مسألة حل الحزب الشيوعي ومحاولة تكفير الأستاذ محمود، ولكن الأخطر من كل هذا هو محاولة فرض الدستور الإسلامي على الجنوبيين، مما وضع الجنوبيين على نقيض مع الحكم الحزبي.. وقد أخطأ جناح السيد الهادي المهدي في مواجهة الحكم العسكري الجديد بمحاولة استرداد الحكم بالسلاح [الجزيرة أبا وود نوباوي] لعدم تقدير قوة الحكومة، وقد لعب الأخوان المسلمون دورا بارزا في دفع حزب الأمة إلى ذلك الموقف البعيد عن الحكمة.. والحقيقة أن الشعب السوداني قد أيّد حكومة مايو منذ مجيئها.. وفي تقديري أن حركة انقلاب 19 يوليو قد أخطأت في الحساب، ولم تقرأ الواقع المحلي والإقليمي والعالمي بذكاء.. الأخطر من ذلك أن فشل تلك المحاولة هو الذي دفع إلى تكريس حكم الفرد عند نميري.. فترشح لرئاسة الجمهورية بعد أن حل المجلس العسكري..
الأخ ياسر حنا تقول:
Quote: الشئ الآخر انا يعجبني كثيرا الشجاعة والثبات عند المواقف الصعبة بغض النظر عن اختلافي اواتفاقي الايدولجي او الفكري، وانا حقيقة قريت كثيرا عن ابطال 19 يوليو والمواقف الخالدة في البطولة والشجاعة التي سطروها للتاريخ واعجبت بها ايما اعجاب واسال الله العلي القدير ان يتقبلهم شهداء عنده، والله اعلم بالسرائر، وهو يعلم الجهر وما يخفى
وكذلك مواقف الاستاذ محمود محمد طه، رغم اختلافي الكبير مع افكاره وارائه لكن لا زلت اذكر كيف وقف بثبات وحاكم جلاديه وحقيقة هذه اشياء لا يمكن للمرء ان ينكرها وبعدين هو الآن بين يدي رب عفوغفور كريم يحب العفو، ان شاء عفى عنه وان شاء عذبه واسال الله ان يغفر لنا ويرحمنا جميعا |
نعم الصبر والشجاعة والثبات من صفات السودانيين المشهودة.. وحديثك عن الأستاذ محمود في محله ولكن لعلك تتفق معي أن الذي يميزه على غيره من ضحايا العنف المايوي هو أنه لم يحمل سلاحا وأنه حاول على طول المدى أن ينصح نظام مايو وينصح المعارضة كذلك.. وسيأتي اليوم الذي تتضح فيه التفاصيل بالوثائق ..
قولك:
Quote: بالنسبة لمسلسل الحجاج حقيقة ما حضرته، لكن في شئ يا ياسر يجب ان ما نحمل اخطاء الاشخاص للأسلام فاذا اخطا الحجاج فهذا لا يعني ان الاسلام خطأ، ورغم اختلاف الاراء حول الحجاج، لني قرات بعض الكتابات عن الحجاج وتصوره كانه اتقى انسان على ظهر هذه البسيطة، اي كان كما يقول المثل كل شاة معلقة من عرقوبها |
بالعكس أنا لا أقول أن أخطاء الحكام والقواد مثل الحجاج أو يزيد بن معاوية تحسب على الإسلام.. ولكني أقول أن الحككم القائم على الشريعة الإسلامية بطبيعته مُعرض لمثل هذه التجارب.. هذا أمر طبيعي.. الأمر الطبيعي في ذلك الوقت هو حكم القوي.. اقرأ بتأمل هذه الآية : "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما".. طبيعي أن تعتبر كل طائفة الأخرى هي الباغية.. وقد بدأت الفتنة منذ زمن سيدنا عثمان.. أنا أقول: إذا كان هؤلاء هم المسلمون الذين عاصر كثير منهم زمن النبوة وخلافة الشيخين رأينا كيف قامت بينهم الفتن التي انتهت إلى حرب، فكيف يمكن أن تُحل الاختلافات بشأن الحكم بين مختلف الطوائف الآن؟؟ وضع في الاعتبار أن أقطارا مثل مصر والسودان وسوريا والعراق بها أناس غير مسلمين..
لا أظن أن أحدا يقول بالرجوع إلى الآية أعلاه "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا". فهذه الآية لم يعد لها استخدام الآن، في تقديري المتواضع، بمعنى أنها لا يمكن أن تطبق.. مثلها في ذلك مثل آيات الاسترقاق مثلا "إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين"؛ هذه الآية ليس لها موضع تطبيق الآن..
لو اقتنع العرب والمسلمون في الدول العربية بهذه المسائل لما قامت حروب أهلية ولاستطاعوا حل مشاكلهم بطرق سلمية ولاستطاعوا أين يبنوا أوطانهم على أساس من الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الجماعات..
حكم بني أمية كان حكم ملوك واعتمد على العنف والشدة، ولذلك كانت نهايته أيضا عنيفة على يد العباسيين.. وهؤلاء الأخيرون بدأ عهدهم بسفك الدماء حتى أن الخليفة كان يُلقب بالسفاح.. أما مظهر الدين الذي قلته عن الحجاج فهو ليس مجال حديثنا، الناس يهمهم سلوك الحاكم وعدله في المقام الأول.. أنا لا أريد أن أجرد الحجاج أو بني أمية من كل فضيلة، فالتوحيد يقول أنه لا يدخل الوجود باطل مطلق.. وهم في النهاية كانوا منسجمين مع حكم الوقت في زمنهم..
قولك عن المهاتما غاندي:
Quote: لكن الشئ الاعجبني كتيرا مسلسل المهاتما غاندي امس كانت الحلقة الثانية والآخيرة في تلفزيون عمان، حقيقة كنت معجب بهذا الرجل ومواقفه لكن بعد مراجعة سيرته في هذا المسلسل زاد اعجابي به واكبرت هذا الرجل كثيرا ومواقفه ومحولاته المستميتة لنبذ العنف الديني والطائفي، فقد كان فعلا رجلا عظيما |
نعم المهاتما غاندي كان رجلا عظيما بحق.. ومستقبل البشرية هو لدعاة السلام بطبيعة الحال.. عندما يكتب التاريخ بصورة دقيقة سيعرف الناس مدى عظمة الأستاذ محمود كرجل سلام ينبذ العنف والطائفية الدينية والعرقية، وأنا على يقين من هذا الأمر.. صورة الأستاذ شوهها المعارضون له وكانت هناك بعض القوى المستفيدة من تشويه صورته.. ولكن الحق سيظهر ولو بعد حين..
أشكرك يا ياسر لإعطائي فرصة الكتابة في جو مليء بالمودة.. فلك مني المودة والتقدير..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
يا وطن (Re: Yasir Elsharif)
|
يا وطن سلبوك ضحكة صبية ---------- باعوك للأماني ------- زفو للنيل البنيه الطالعة من شوق أولاني .... وسدوا الرايات تراب ... ما الوجعة ضاعت في المعاني هاشم صديق : مرات بتنداس البشائر بي حوافر خيل مغامر----- وتلقى طائر في سما الحرية اتحول رقيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون (صور). بقلم بكري الصايغ (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: لأربعاء 3رمضان 1424هـ - 29 أكتوبر 2003 -العدد 208
محجوب عثمان أول وزير إعلام في نظام نميري:أصبحت وزيراً رغم أنفي بقرار حزبي
الخرطوم ـ خالد عبدالعزيز
عندما ومع بدايات انقلاب مايو 1969 انقسم الحزب الشيوعي حول تعريف الانقلاب وهل هو انقلاب عسكري ام ثورة، واحتدم النقاش داخل اللجنة المركزية للحزب الذي اختار الحكام الجدد بعض اعضائها، ومن بينهم محجوب عثمان لشغل عدد من الوزارات، ونجح التيار المؤيد لحكومة مايو في كسب الجولة وشغل عثمان منصب وزير الاعلام.
وجرت مياه كثيرة منذ شغل عثمان الوزارة وتم اعفاؤه من منصبه على ان يشغل منصب سفير السودان في اوغندا بعد موافقة الحزب، وفي اوغندا التي كانت مقراً للحركة الجنوبية المسلحة «أتانيا» كاد ان يذهب ضحية لعملية اغتيال خططت لها الحركة، ومع ذلك واصل عمله وحقق نجاحاً كبيراً بعدما كسب قضية المرتزق الالماني اشتاينر وانتزع من الألمان ليحاكم بالخرطوم.
وبعد احداث يوليو العام 1971 والصراع الذي نشب بين الحزب والرئيس نميري نجا من الموت بأعجوبة بعد ان غادر اوغندا الى لندن ليكون في رفقة بعض اعضاء مجلس قيادة الانقلاب النوعي في رحلتهم الى الخرطوم، الا ان الحظ حالفه اذ وصل العاصمة البريطانية بعد مغادرة اعضاء «مجلس الثورة» الذي اعدمهم نميري بعد ايام من تسليم ليبيا لهم الى الخرطوم.
وفي الصفحات التالية يلقي محجوب عثمان مزيداً من الضوء على هذه الأحداث وغيرها مما تختزن ذاكرته من محطات مهمة في حياته:
وزير رغم أنفه
ـ نود ان نتعرف على ملابسات تقلدك لمنصب وزير الاعلام في اول تشكيل وزاري لحكومة الرئيس السابق جعفر نميري؟ ـ أبدأ حديثي بعلاقة الحزب الشيوعي السوداني بانقلاب مايو 1969 بعد وقوعه وهناك حقيقة كبيرة غائبة وهي ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اجتمعت في أمسية 25 مايو بأحد المنازل بمدينة الخرطوم بحري وصدر توجيه من قيادة الحزب للذين تم اختيارهم في اول مجلس وزراء لحكومة مايو من اعضاء الحزب بألا يؤدوا القسم حتى تجتمع اللجنة المركزية للحزب وتقرر هل هذا انقلاب عسكري ام ثورة، وكانت المناقشة في اجتماع اللجنة المركزية قد وصلت الى انقسام حاد جداً فكان هناك من يرى ان هذا انقلاب عسكري ويدعو للنأي عنه وبالتالي لا يشارك اعضاء الحزب في مناصب وزارية وانا كنت في ذلك الوقت احد اعضاء الحزب الذين تم اختيارهم للوزارة وكان هناك رأي آخر داخل اللجنة المركزية يرى ان مايو حركة تقدمية وان بيانها الأول يشتمل على العديد من اطروحات الحزب، واحتدمت المناقشة الى ان تم اللجوء للتصويت وكان رأي الاغلبية بعد التصويت يقف مع تأييد الحزب لحكومة مايو وهزم رأي الاقلية التي ترفض التعاون مع النظام وكان يقود هذا الرأي عبدالخالق محجوب سكرتير عام الحزب. وانا رغم صدور قرار تعييني وزيراً الا انني كنت اقف مع رأي الأقلية الداعية لمقاطعة انقلاب مايو. وبالفعل خرجت من اجتماع الحزب للمشاركة في الحكومة رغم قناعتي بعدم صحة هذا الرأي ولكن في النهاية خياري هو التمسك بقرار الحزب. وبالفعل شاركت في اول تشكيل وزاري في حكومة مايو وكان بقية اعضاء الحزب الشيوعي الذين تقلدوا مناصب وزارية هم موريس سدرة وجوزيف قرنق وفاروق ابو عيسى وادينا القسم. وهكذا بدأت العلاقة مع مايو وتطورت الى ان نشب الخلاف والانشقاق والعداء.
واذكر انني كنت احد ضحايا اول تعديل وزاري تم في مايو لانه بدأ لون النظام يظهر لنا نحن الاعضاء في مجلس وزرائه انه نظام معادٍ للحزب الشيوعي رغم انه استغل اطروحات الحزب في بادئ الامر والتعديل الوزاري الاول استهدف الحزب والمتعاطفين معه وكان ذلك في اكتوبر 1969م. ولاحظت في تلك الفترة ان هناك شكاً ورقابة مفروضة علي وانا آنذاك وزير للاعلام والشك كان من جناح القوميين العرب داخل الحكومة ومثال لذلك تحصلت على معلومات ان هناك رصداً مكتوباً لكل ما يذاع عبر الاذاعة السودانية من قبل اجهزة الامن لاستكشاف اذا كان هناك اي دعاية ماركسية تبث من خلال الاذاعة.
وبعد التعديل الوزاري ظهرت مسوغات تبرر اقالتي بزعم ان الثورة متحركة وهذا يستدعي تغيير المواقع وقدم لي مقترحاً بأن اذهب الى جوبا ولكني رفضت هذا المقترح لأن اقالتي كانت فرصة مناسبة للتحلل من الحكومة لانني في الاصل كنت غير راغب في المشاركة في الحكومة وكنت اقوم فقط بانفاذ قرارات الحزب. ولكن بعد ذلك فرض علي المزيد من الضغوط حتى اقبل منصب سفير السودان في اوغندا التي كانت تمثل مركز الثقل لحركة الانانيا ـ المعارضة الجنوبية المسلحة الابرز آنذاك ـ وكان يقودها جوزيف لاقو. وبعد ذلك اجتمع الحزب وقرر ان اتولى المنصب وبالفعل توجهت الى اوغندا واكتشفت ان هناك علاقة حميمة بين العمل الدبلوماسي والصحفي ورغم عدم درايتي بالبروتوكولات الدبلوماسية ولكنني وجدت ان هناك تقارباً كبيراً بين مهنتي كصحفي والعمل الدبلوماسي لان عمل الدبلوماسي هو ان تدعو لبلدك وفق قناعتك وكانت شعارات مايو لا تزال براقة وفي ذات الوقت مطلوب من السفير ان يجمع معلومات سواء كان من الحكومة او بقية السفارات وترسل لبلدك. وكان العمل بالنسبة لي في السفارة ممتعاً جداً لأن هناك تحدياً لوجود قيادة الانانيا في كمبالا وكان العمل غير تقليدي ومن حيوية العمل ان مخابرات السفارة في كمبالا قدمت لي محضراً. لاحد اجتماعات الأنانيا قرروا فيه اغتيالي وذلك لم يثنيني من اداء عملي بالعكس فقد كنت استهدف التواجد في اماكن تجمع اعضاء الانانيا ولكن كان المسدس لا يفارقني ابداً وبأسلوب اقتحام مجالسهم نجحت في استقطاب عدد كبير من الانانيا كما استطعت تحييد البعض منهم وذلك بطرح ان نظام مايو الجديد يختلف عن الحكومة السابقة وانه طرح حكم ذاتي للجنوب وتعيين جوزيف قرنق وزيراً لملف الجنوب ساعد في اقناعهم وظللت في هذا المنصب حوالي العامين.
ليلة القبض على المرتزق اشتاينر
ومن الاحداث الكبيرة التي وقعت وانا سفير بأوغندا هي قضية اعتقال المرتزق الالماني اشتاينر وهو محترف في القتل وقد نجحت حركة الانانيا في استقطابه لقيادة عمليات عسكرية ضد حكومة السودان في غابات الجنوب وهذا المرتزق عند قيادته لحرب العصابات ارهق الجيش السوداني بصورة مزعجة وفي اثناء الكر والفر تجاوز اشتاينر الحدود الاوغندية وقام الجيش الاوغندي بالقبض عليه وتم نقله لاحد السجون بكمبالا. وهنا نشبت معركة عنيفة بين السودان والمانيا حول احقية كل طرف بتسلم المرتزق ففيما ترى الحكومة الالمانية ان اشتاينر مواطن الماني وكانت سفارة المانيا بكمبالا تلوح لاوغندا بسحب معونة المانية قدرها (50) مليون دولار مفترض تقديمها لاوغندا في حالة عدم تسليمها المرتزق الالماني، كان السودان يصر بأن يتسلم المرتزق باعتباره قام بعمليات عسكرية ضد حكومة السودان داخل اراضيه. وازاء ذلك قدت حرباً دبلوماسية واسعة وساعدني في تلك المعركة تمتعي بعلاقات قوية مع رئيس اوغندا ابوتي وتلك العلاقة المتميزة بالاضافة الى المعلومات التي امتلكها ساعدتني في القضية اضف لذلك ان منظمة الوحدة الافريقية كان لها حملة معارضة لعمل المرتزقة في افريقيا وصدر بيان بذلك في اكثر من قمة افريقية وقمت بتسليم هذه الوثائق وكافة المعلومات للرئاسة الاوغندية الى جانب الخطاب العاطفي.
وفي النهاية اصدر الرئيس ابوتي قراراً بتسليم المرتزق اشتاينر لحكومة السودان وسعدت بهذا القرار وارسلته عن طريق اللاسلكي للخرطوم واخبروني على الفور بأنه سيتم ارسال طائرة خاصة لنقل المرتزق الالماني للسودان وبالفعل وصلت الطائرة لكمبالا وعلى متنها وفد عسكري يقوده اللواء محمد الباقر وزير الدفاع الذي تولى فيما بعد منصب نائب الرئيس النميري وتم وضع ترتيبات أمنية مشددة لنقل المرتزق للطائرة وفي مطار كمبالا حدثت عملية التسليم والتسلم وبعد ان وقع اللواء الباقر على الاوراق قدم لي حقيبة ممتلئة عن آخرها بالدولارات وسألت عن هذه الاموال فقال لي ان القصر الجمهوري يريد مكافأتك على المجهود الكبير الذي بذلته في قضية المرتزق ورفضت المبلغ واوضحت بأن كل الاموال التي صرفت في هذا الموضوع كانت من ميزانية السفارة ورغم الحاحه رفضت ان استلم حقيبة الدولارات. واحدث اعتقال اشتاينر ونقله للخرطوم ضجة كبيرة واستدعت حكومة السودان الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية وعقدوا مؤتمراً صحفياً بالخرطوم ونظم السودان حملة اعلامية ضخمة عن قضية اعتقال المرتزق.
وبعد احداث 1971م والصراع الذي نشب بين الرئيس نميري والحزب الشيوعي انخرطت في معارضة الحكومة واستقر بي المقام في العاصمة البريطانية لندن وعدت للسودان في عام 1974م بقرار من الحزب وتم اعتقالي بمجرد وصولي لمطار الخرطوم عندما ذهب احد كبار ضباط الجيش للرئيس نميري معترضاً على اعتقالي معتبراً اني قدمت خدمة كبيرة للقوات المسلحة ولكن الرئيس نميري رفض الطلب بحجة انني عدت للبلاد بصورة اختيارية وامضيت في المعتقل عامين بدون ان توجه ضدي اي تهمة.
نجوت من الموت
ـ أين كنت عندما وقعت احداث يوليو 1971م وما هو موقفك من هذه الاحداث؟ ـ عندما وقعت احداث 19 يوليو 1971م كنت بأوغندا واتصل بي من انجلترا فاروق حمدنا الله وبابكر النور اعضاء مجلس ثورة يوليو واوضحوا ان ما حدث من اطاحة نظام نميري بحركة عسكرية ليس هو المخطط المتفق عليه ولكن المتواجدين داخل السودان استعجلوا القيام بالحركة، من جانبي باركت لهم نجاح حركة يوليو وفي اليوم التالي بعث لي الرائد هاشم العطا رسالة لاسلكية يطلب مني العودة للخرطوم في اسرع وقت ونفس اليوم بعث لي برسالة ثانية اوضح فيها ان مطار الخرطوم مغلق وطلب مني ان اذهب لبريطانيا حتى اعود للخرطوم مع قيادة الحركة وفعلاً كنت قد غادرت كمبالا لنيروبي ونزلت ضيفاً على سفير السودان بكينيا وذلك في صباح يوم (22) يوليو وفي مساء ذلك اليوم فشلت حركة يوليو وعاد نميري للحكم وفي تلك اللحظات قررت مغادرة منزل السفير بنيروبي حتى لا اسبب له حرجاً لأنني كنت أؤيد حركة يوليو. وفي صباح يوم (23) جاءت برقية لاسلكية من الخرطوم من قبل حكومة نميري تطالب بعودتي فوراً للسودان وكان ردي انني في طريقي للخرطوم وبعد ذلك بدأت ابحث عن حجز في طائرة تغادر نيروبي بدون التوقف بالخرطوم ولحسن الحظ وجدت طائرة الخطوط البريطانية تغادر من نيروبي إلى لندن مباشرة وسافرت في 23 يوليو وأثناء تحليق الطائرة في الاجواء السودانية وفي وسط السودان شعرت ان الطائرة خفضت ارتفاعها فتخوفت ان تهبط بمطار الخرطوم.
ـ كنت تتخوف في حال وصولك الخرطوم ان تتعرض للإعدام مثل بقية قيادات الحزب الشيوعي؟ ـ نعم كنت على ثقة من ذلك فالجو كان في غاية التوتر.. والمهم طلبت من كابتن الطائرة توضيحاً حول ما اذا كانت الطائرة ستهبط بالخرطوم فأجاب بلا ولكنه اشار إلى ان هناك مطبات جوية أدت إلى خفض الارتفاع وبعد ذلك استغرقت في النوم وفي لندن كان اسمي ضمن قائمة قيادة مجلس الثورة الجديد التي حجز تذاكرها للسفر للخرطوم وبالفعل سربت المخابرات الانجليزية هذه القائمة لليبيا ولكن تخلفي عن السفر انقذني من الموت باعجوبة لأن ليبيا سلمت بابكر النور وفاروق حمدنا الله اللذين كانا على متن الطائرة للرئيس نميري الذي قام بقتلهم.
العلاقة مع نميري
ـ كيف كانت علاقتك بالرئيس نميري في الفترة التي كانت تجلس فيها على كرسي الوزارة؟ ـ العلاقة في البداية كانت حميمة وساعد على ذلك أننا ننتمي لذات القبيلة «الدناقلة» وكان هو مهتم بمسألة القبيلة وزد على ذلك انه كان هناك صديق مشترك بيني وجعفر نميري وهذا وثق العلاقة وبعد ذلك توترت علاقتي ولعب احمد سليمان المحامي الذي كان آنذاك من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المؤيدين للمشاركة في نظام مايو دوراً مؤثراً في تلويث علاقتي الشخصية بجعفر نميري. وعلى العموم فهو كان يعلم بأنني من الجناح المناويء لحكومة مايو رغم مشاركتي فيها.
رفض تشييع الأزهري
ـ تم اذاعة نعي الزعيم الأزهري بصورة تقلل من قدره، وهناك اتهامات بأنك من وجهت باذاعة الخبر بهذه الصورة فما ردك؟ ـ اسماعيل الأزهري توفي بالمستشفى وكان رهن الاعتقال وكانت وفاته في الأيام الأولى لنظام مايو وكان رأيي ان تستثمر الحكومة وفاة الأزهري لاعطائها بعداً شعبياً عن طريق تكريمه وتشييعه في موكب عسكري مما يدعو الشعب للتعاطف مع النظام الجديد واتصلت برئيس الوزراء بابكر عوض الله وطرحت عليه الاقتراح وذكر لي بأنه سيعرض الموضوع على الرئيس نميري وفي تلك اللحظات كانت الإذاعة السودانية تنتظر اشارة لبث خبر وفاة الزعيم الأزهري، اتصل بي رئيس الوزراء وقال بأنه شخصياً والرئيس نميري سيعالجان الامر وبالفعل تم اذاعة خبر الوفاة بالصورة السخيفة المعروفة بدون الاشارة الى انه أول رئيس سوداني ولا لدوره في استقلال السودان ولكن الجماهير اعتقدت انني قمت بذلك العمل باعتباري وزير الاعلام وطوال هذه الفترة لم افصح عن هذه المعلومة ومازال نميري وبابكر عوض الله على قيد الحياة ويمكن الرجوع اليهما للتأكد من صحة هذه الحادثة.
ـ بعد اعتقالك لفترة عامين تم اطلاق سراحك في عام 1974م فكيف كان وضعك حتى الانتفاضة الشعبية على نظام مايو في 1985م؟ ـ طبعاً بعد خروجي من المعتقل كان لا يمكن ان اواصل العمل في الصحافة لانها كانت ملك الدولة فعملت لفترة محدودة في مطبعة كان يملكها القطب الصحفي الكبير محجوب محمد صالح وبعدها عملت لعدة سنوات في ادارة ورشة لصيانة السيارات في المنطقة الصناعية بالخرطوم واثناء هذه الفترة كنت اتعرض للاعتقال من وقت لآخر وشاركت في العمل السياسي ما قبل الانتفاضة الشعبية في ابريل 1985م؟ ـ ما هي انطباعك عن شخصية الرئيس نميري؟ ـ جعفر نميري في بداية الامر كان ثورياً ولكن السلطة بدلت شخصيته بصورة كاملة وفي البداية كانت مهاراته في التكتيك والعمل السياسي ضعيفة ولكن بعد ان تولى مقاليد الامور اصبح ماهراً في المناورات السياسية واللعب على الخصومات السياسية بين معارضيه وأضحى يسعى للاضواء والاعلام على عكس ايامه الاولى في الحكم.
من الاتحادي الى الشيوعي
ـ كيف كان دخولك للسياسة والصحافة؟
ـ بعد اتمامي للمدارس العليا آنذاك عملت موظفاً بشركة شل ببورتسودان وهناك استهواني العمل النقابي وكونت هيئة عمال في مدينة بورتسودان على غرار ما حدث في مدينة عطبرة ومن خلال بعض الاصدقاء انخرطت في الحزب الاتحادي وصرت سكرتير فرع الحزب ببورتسودان وكنت اراسل صحيفة «الرأي العام» وعند معارضة القوى الوطنية للجبهة الشعبية التي كونها المستعمر الانجليزي عام 1948م كنت ممثلاً للحزب الاتحادي في احدى لجان مناهضة هذه الجمعية وبعد اندلاع المظاهرات المناوئة للحكم آنذاك تم محاكمتي وسجني وبعد خروجي وجدت ان شركة شل قد قامت بفصلي من العمل فاقترح عليّ الاخوة في الحزب الاتحادي ان اعمل صحفياً بحكم ان لدي اهتمامات تجاه هذه المهنة فأبلغوا اسماعيل العتباني فوافق على عملي مخبراً في صحيفته وذلك في عام 1949م وتدرجت حتى وصلت عام 1953 لنائب رئيس التحرير وعندما اراد شيخ الصحافة السودانية بشير محمد سعيد تأسيس صحيفة «الايام» اتصل بي وبالاخ محجوب محمد صالح لنشاركاه في صحيفة «الايام» فكان صدور العدد الاول منها في اكتوبر 1953م ومازالت مستمرة حتى الآن اما تحولي من الحزب الاتحادي الى الشيوعي فقد تم ذلك من خلال عملي بصحيفة «الرأي العام» حيث كانت لي بعض الصداقات مع الشيوعيين امثال عبدالرحيم الوسيلة والذي كان يتحدث معي حول امور لا افهمها مثل الصراع الطبقي والخ..
وعلمت بعد ذلك ان الحزب كلف سكرتيره العام آنذاك عوض عبدالرزاق بتجنيدي وقد تم ذلك واذكر انني انتقلت بسرعة كبيرة من العمل في خلايا الحزب الى الوصول الى مقاعد اللجنة المركزية للحزب. |
http://www.albayan.co.ae/albayan/alarbea/2003/issue208/papers/1.htm
| |
|
|
|
|
|
|
|