هذا الفاجر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2005, 11:09 AM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة لكلب السجان - بدري الياس (Re: اشرف السر)

    (( النهر كان دهراً من لمع الشوق، ولم يكن لحظة ماء عابرة. لن أنسى يوم كانت هي في أولى وسطى ، وكنت أنا في أولى ثانوي . جلبت معي للقرية "موسم الهجرة إلى الشمال" ، وأنا أتطلع فيه بفرحة جديدة بعد كل لحظة ، كما تفعل صبية يافعة بمرآتها، كنا سنقرأه معاً. هي رأت غلافه وتصفحته فقط ، واتفقنا على قراءته ليلاً وحدنا. لمح أحد موظفي جردية الحصاد في ناحيتنا بعض العبارات في الكتاب ، فقام بمصادرته منا. الناس يقولون بأنه عنصر امن متخف. هي بكت وتعلمت الحرمان باكراً ، أما أنا فأخذوا مني جوع ثلاث جمعات – بالمدرسة الداخلية – حصلت بثمن وجباتها على الكتاب. غضبت، وحكيت لها ثلاثة مواسم هجرة كاملة، وخمنت لها كيف يكون "عرس الزين" الذي سمعنا به ولم نقرأه . وكنت قد رأيت صورة للطيب صالح فحدثتها عنها. طالبتني بأوصاف له لم تكن في الصورة. ألحّت عليّ وهي تسند ساعدها لجنبي كي تقول:
    - صفه لي من هنا أقول لك، الوصف كالمحجن يحتُّ الثمر.
    أية "من هنا" تعني ؟ لا أدري إلى أين تؤشر ، ربما إلى الأرض . قلت لها وأنا أزيد من عندي:
    - لم يكن يبلغ من الطول شيئاً ، بل يبلغ من قصر الوتد المغروس في الأرض رسوخاً كالسدرة.
    ضحكت مني قائلة:
    - لم يكن وسيماً إذن؟
    أجبتها وأنا أرسم لها في الهواء:
    - لا ، أبداً ، هذا في مرآة الخائنين فقط ، أما على صفحة النهر فانعكاس حسنه ساقية تسمّد الحقل بوسامته.
    - أنت تبالغ ، أنا أعرفك من عينيك.
    - ربما، ولكن طبعه ليس رائجاً كحسدهم لتعرفي أنها الحقيقة .
    - حسد من ؟
    - هؤلاء الذي يصادرون كل شيء.
    ))
    من قصة (عيد المراكب) – محسن خالد

    صدرت عن الدار العالمية للطباعة والنشر المجموعة القصصية الأولى للروائي والقاص الشاب/ محسن خالد ، وتحمل المجموعة اسم (كلب السجَّان) وجاءت في "64" صفحة من القطع الصغير وتحتوي على أربع قصص هي : عيد المراكب ، الوجود والوجود الآخر ، كلب السجان ، وذهب بني شنقول.
    وقام بتصميم الغلاف لهذه المجموعة الفنان/ ناصر بخيت "هلبوس".
    وفي هذه المجموعة يتبع المبدع محسن خالد طريقته التي عرف بها من رسم حريف للمشاهد والقدرة الكبيرة على استخدام اللغة وتكثيفها بحيث تضع الألوان بانتقائية عالية وتوزع الظلال. ثم يختار شخوصه من بيننا ولكن ملامحهم نلتقطها من التفاصيل المغروسة هنا وهناك فلا يتوقع القاريء أبداً أن يكلمه الكاتب عن الشخصية أو يصفها له على النحو التقليدي بحيث يقول: إن لون فلان كذا أو قامته كذا أو غيرها من الأوصاف.. إلا إذا اقتضت ذلك الضرورات البعيدة لفنية العمل الذي يكتبه.. ولكنه يعطيك كل ذلك وأكثر من خلال الغوص في الأبعاد الأخرى العميقة وغير المرئية لهذه الشخصية أو تلك، أو التفاصيل التي تمر عليها عرضاً كل العيون ولكن تلتقط دقائقها عين الكاتب ذات القدرة المبدعة على تحسس تلك التفاصيل ودراسة تضاريسها ودلالاتها.
    والجديد الذي قد يجده من يقرأ هذه المجموعة هو الاستخدام الموفق للعامية في الكثير من الحوارات داخل النصوص . ولكن استطاع الكاتب وببراعة عالية أن يبقي على ذلك الطيف الفصيح حائماً على المفردات العامية ولكن لا يؤثر على قوة تلك المفردة وروعتها وامتلاءها بما يريده الكاتب بالضبط في ذلك المكان . وفي الوقت نفسه لا يسمح الكاتب بإقحام فج لإحداهما على الأخرى ولا يعمد - بالتأكيد – من خلال ذلك إلى توفيقية ليس على النص أبداً إثباتها أو نفيها . وإنما هي رؤية الكاتب إلى الأسلوب الذي يراه مناسباً في إيصال فكرته وقول ما يريده من خلال النص.
    مثلاً في قصة "عيد المراكب" نجد الحوار التالي:
    - لم تعد مهموماً بحديث الأحزاب مثل زمان.
    - من سيسمعني هنا؟
    - يا سيدي قول نسيت.
    - أبداً لا نسيت ولا تبت . بكرة نقطع هذا النهر لبيتنا معاً ، وسنرى من سيظل وفياً ومن سوف يشغله الأولاد.
    - أولاد في عينك ، أنا عاوزة بنات.
    - بنات ؟ ماشي يا ستي ، لزوم كونك مناضلة ليبرالية وكذا ، ولكنني مستعد لمراهنة كل اتحادات المرأة على أن تربية الأولاد اسهل من البنات. أنت مجنونة وأنا واحد بتاع مسلسلات ، بناتك محظوظات يا سلمى ، آخر انطلاقة ، لا ضابط ولا رابط.
    وكعادته – أيضاً – حرص محسن خالد في مجموعته على أن يترقرق الشعر مترفاً بين أسطره مسافراً بالقاريء عبر مداراته المشتولة بالنار والحمى وأحلام الإنسان في سماحته التي يعرفها النوى ويترجمها الطين. كما أن جنائن مفرداته وعباراته مفتوحة على شموس أفكار لا تهزمها حدة الزوايا ولا تعرف المنام.
    وأُذكِّر هنا أنني إنما أحتفي بهذا الكاتب الجميل وأحاول التعريف به ، كما احتفي بصدور هذه المجموعة التي لا شك تمثل إضافة للمكتبة السودانية ولست بصدد استعراضها أو تناولها بالنقد والتحليل فذلك أمر له رجاله ومختصيه. وعلينا جميعاً الاحتفاء فقد صرنا – أخيراً – نقرأ الكتاب ورائحة الطباعة تبشر فوقنا بدلاً عن رائحة القِدَم التي ألفناها سابقاً ، كما صرنا نقرأ لكتاب أحياء، يا للبشرى...
    وجدير بالذكر أن هذه المجموعة هي أول عمل يصدر للكاتب بعد روايتيه : إحداثيات الإنسان "الجزء الأول" ، والحياة السرية للأشياء . وكان قد أصدرهما الكاتب في العام 2002 بعد إقامته بالإمارات.
    وكان مجلس الصحافة والمطبوعات بالسودان قد رفض نشر روايتي محسن خالد لأسباب بيَّنها تقريران رفعا من قبل المُحَكِّمَيْن اللَّذين فوضهما المجلس المحترم للحكم على الروايتين وسأنشرهما هنا كما جاءا ليقف الجميع على حقيقة ما يدور هناك وكيف يتم الحكم على الأعمال التي تقدم لذلك المجلس ولن أقوم حالياً بأي تعليق على ذلك حتى لا أشوش على ذهنية القاريء واترك الحكم له ، ولكن لابد أن أعود لأشارك في النقاش والتعليق عليه لاحقاً.
    التقرير الأول مرفوع من قبل الكاتب "الحكم": إسحق أحمد فضل الله .
    والآخر رفعه: الأستاذ: يسن علي يسن "الحكم الثاني"


    بسم الله الرحمن الرحيم
    15/2/2000
    سيادة الأخ / سكرتير مجلس الصحافة والمطبوعات
    السلام عليكم
    الموضوع/ تقرير حول رواية السيد/ محسن خالد
    نستطيع ابتداء أن نشير إلى أن هذه الرواية تتميز بكل ما تتميز به الخمر الجيدة ، فهي تثير الطرب والدوار والدهشة والسكر والقيء وسخط المولى عز وجل ..
    - ولغة الرواية وحدها وليس أي شيء آخر فيها هو ما يحمل هذه الصفة .
    - وتجريد الرواية من لغتها يلقي بها باهتة تافهة فهي رواية ترسم الصورة الداخلية لأشخاص ومشاهد .. ترسم الأحاسيس الشهوانية ببراعة وجدة جديدة.
    - والجنس الذي تعتبره الرواية موطناً وتجوس فيه هو بطبيعته نار لا توضع على اي عمل أدبي إلا اشتعل ، لكن الأدب الحقيقي هو استخدام للنيران البارعة للوصول إلى هدف وراء ذلك وليس مجرد الاحتراق.
    - الكاتب كذلك يتحدث بلسان عنصري مبين فهو يتخذ رؤية للمسألة السودانية والعلاقة بين الجنوبي والشمالي هي بدقة رؤية الجنوبي الذي لا يرى في الشمالي إلا الشيطان.
    - والكاتب كذلك يتحدث حتى عن الذات الإلاهية بعدم احترام ورفض جدلي للمسلمات الإلاهية الإسلامية .
    - الرواية هذه سوف تنتهي بها لغتها إلى نهاية معروفة ، لكن يفضل عندنا أن تنتهي هذه النهاية المحتومة بيد جهة أخرى غير يد مجلس الصحافة والمطبوعات.
    - حسب ما جاء في خطابكم ، بحثنا طويلاً عن سبيل يجعل الرواية هذه تقدم للنشر مع قليل من التعديلات عن الثاني كذلك . ثم جاء الجزء الثالث الذي يأخذ الطريق إلى كل محاولة للإصلاح.
    - وهكذا نجد أنفسنا = آسفين = ونحن نرى عدم صلاحية الرواية للنشر . (علامة = كما في الأصل)
    - نتمنى أن تتمكن اللجنة من إقناع الكاتب باستغلال أسلوبه الرائع في روايات أخرى تتخذ لها وطناً غير الجنس والعنصرية ..
    وشكراً ،،،
    إسحق أحمد فضل الله

    ---------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لجنة النشر – المجلس القومي للصحافة
    الموضوع:- المخطوطة بعنوان " إحداثيات لطينة آدم" – رواية
    • تتالف المخطوطة من حوالي 300 صفحة ، في أربع كراسات بخط اليد في ثمانية فصول.
    • يتمتع الكاتب بقدرة جيدة على التعامل باللغة ، وهو متمكن من عناصر الكتابة القصصية ، بناء شخوصه وأحداثه وأماكنه وأزمانه وهو يمتاز فوق ذلك بقدرة كبيرة على استيلاء المعاني وقيادة الحوار . والرواية عموماً جيدة جداً من حيث الجانب الفني ، ولكن تناول موضوعات الجنس والعلاقة بالمرأة فيها تناول أجرأ مما ألفه القاريء السوداني والمجتمع السوداني عموماً .. أوصي بتحويل الرواية إلى قاريء آخر . كما أثبت الملاحظات التالية :
    1- في الورقة السابعة (ص14) في السطر 4 وما بعده يجب حذف الجملة البادئة بـ(على العموم الإنسان السوداني نزعته إلى المرأة الخ ...حتى "ولنجاوب على ذلك " ) ففي هذه الجملة إساءة وقذف على أمة بحالها.
    2- القصائد التي ينثرها الكاتب في أثناء روايته ، رغم تساوقها مع ما حولها ، إلا أنها تحتوي أو معظمها على شيء من ركاكة يفسد استمتاع القاريء باللغة الرفيعة التي كتبت بها الرواية ، وهي كذلك الأشعار المنسوبة إلى "بشرى" و"كمال" وغيرهما والتي يبدو أنها من نسج الكاتب نفسه – أقل تماسكاً وأقل "شعرية" مما حولها من النثر . هذه الملاحظة لا توجب إجراء بعينة بل يترك الأمر للكاتب .
    3- ثمة أخطاء في الإملاء ، وفي النحو ، وفي تصريف بعض الأخطاء في الكلمات، في كثير من المواضع لابد من مراجعتها وتصويبها عند – أو قبل الطبع – وفوق هذا ، ما أثبتناه أول هذا التقرير من جراءة لم يعتد عليها القاريء السوداني ، وهي عندنا ليست سبباً لمنع النشر ، ولكن نرى الاستئناس حولها برأي محكم آخر.
    يسن علي يسن
                  

العنوان الكاتب Date
هذا الفاجر abuarafa07-06-05, 05:05 AM
  ما هكذا تكون الشهادة الهندي عز الدين اشرف السر07-06-05, 11:04 AM
    قراءة في رواية «تيموليلت» - عيسى الحلو اشرف السر07-06-05, 11:06 AM
      قراءة لكلب السجان - بدري الياس اشرف السر07-06-05, 11:09 AM
        قراءة نقدية للحياة السرية للأشياء - جمال ملحم اشرف السر07-06-05, 11:12 AM
          رابط بوست الأخ خالد عويس اشرف السر07-06-05, 12:14 PM
  Re: هذا الفاجر abuarafa07-07-05, 00:20 AM
  Re: هذا الفاجر nashaat elemam07-07-05, 01:56 AM
  Re: هذا الفاجر nada ali07-07-05, 05:04 AM
    Re: هذا الفاجر nashaat elemam07-07-05, 04:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de