|
|
 على الشيخ القرضاوي أن يعرف أمرا إسمه سيادة حكم القانون (Re: nile1)
|
ضياع العقل والتفكير السليم يسوق إلى داء التكفير.. والتكفيريون ينشرون في شبكة الانترنيت كراهية مخالفيهم من أهل الديانات والمذاهب الأخرى.. وبما أن شبكة الانترنيت مبذولة أيضا للمتطرفين من الأديان الأخرى فقد لاحظنا كيف انتشر الفعل المضاد من المسيحيين الأقباط ليس ضد التكفيريين الزرقاويين وجماعة بن لادن والوهابية بل امتد ليشمل الإسلام ونبيه.. لاحظنا هذا في كتاب المقريزي، ونلاحظه في غرف البالتوك، ونلاحظه في كثير من صفحات الانترنيت مثل هذه الصفحة التي عثرت عليها ولم أستطع مواصلة القراءة فيها..
http://www.coptichistory.org/new_page_207.htm
وصدق الله العظيم الذي أمر في كتابه العزيز بعدم سب الكفار حتى لا يسبوا الله عدوا بغير علم:
"وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
أعود للتعليق على ما كتبه الدكتور يوسف القرضاوي..
يقول الدكتور:
| Quote: . أبادر فأقول: إنني أقدر خطر الموضوع الذي يسألون عنه، والذي يشغل فكر الكثيرين من أمثالهم. وهو موضوع "الغلو في التكفير". |
وأقول له أن مجرد التكفير غلو.. فما معنى قولك "الغلو في التكفير"..
Quote: أما الذين يفكرون (من رجال السلطة) في علاجها بالقمع والاضطهاد والاعتقال، وما إلى ذلك من ألوان العنف، فهم مخطئون بلا ريب، لأمرين:
أولهما: إن الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة، واستخدام العنف وحده في مقاومتها قد لا يزيدها إلا توسعا، ولا يزيد أصحابها إلا إصرارا عليها. إنما الواجب أن تعالج بالإقناع والبيان وإقامة الحجة، وإزاحة الشبهات. |
نعم القمع والاضطهاد والاعتقال لا ينتج منه إلا الفعل المضاد.. ولكن في نفس الوقت لا بد من الحزم مع حملة السلاح والمشتبه في أنهم متأثرون بداء "التكفير" والمستعدون لقتل غيرهم أو أنفسهم [أعني الانتحاريون]..
ولكن في نفس الوقت لا أظن أن فكر الدكتور القرضاوي مؤهل لإقناع التكفيريين.. فنحن نجد أنه هو نفسه لا يختلف كثيرا في رؤيته لمسألة التكفير والردة.. نحن في حاجة إلى فقيه [أو عالم] يقول للمتطرفين أن ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وخاصة في المادة 18 والمادة 19 أمر يجب على المسلمين أن يتبنوه إذا أرادوا الخير بالإسلام والمسلمين.. في مقابلة للدكتور القرضاوي مع البي بي سي [موجودة في موقع القرضاوي] نقرأ التالي بين المقدم وبين الشيخ:
Quote:
موضوع الردة
المقدم: فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي .. ذكرت الاختلاف وإذا كان الإسلام يسمح بالاختلاف بين المسلمين وغير المسلمين .. هل يسمح بالاختلاف بين المسلمين أنفسهم، وكما نعلم أنك من المجتهدين وتفتح باب الاجتهاد لكثير من العلماء، كلام كثير قيل عما يسمى في الإسلام بالردة، هل إذا رأى المسلم نفسه مولوداً مسلماً ورأى طريقاً آخر غير الإٍسلام هل أيضاً يحكم بقتله كما هو الحال؟
القرضاوي: موضوع الردة كبير وأنا قدمت فيه رسالة اسمها (جريمة الردة وعقوبة المرتد) حتى عقوبة القتل هذه ليس متفقاً عليها، هناك من العلماء من يقول أن المرتد يستتاب أبداً يعني يناقش دائماً وهذا رأي الإمام النخعي من فقهاء التابعين، والإمام الثوري وهو نظير الإمام أبي حنيفة وكان له مذهب استمر مدة طويلة، ولذلك ليس هذا الأمر متفق عليه، ثم ليست الردة كلها من نوع واحد، يعني هناك واحد ارتد اقتنع بشيء آخر فيذهب إلى جهنم ومثلما قال القرآن الكريم (ومن يرتد منكم عن دينه فيموت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة) إنما الخطر حينما يصبح المرتد داعية لدينه الجديد ومهاجماً للدين القديم، ويدعو المسلمين إلى الخروج عن دينهم ويفتنهم في عقيدتهم هنا يصبح الخطر لأنه يهدد الأمة في كيانها المعنوي، وكل نظام من الأنظمة عنده أشياء أساسيات لا يقبل الاختلاف فيها .. |
بسرعة جدا تخلى الدكتور عن نقاش المسلم الذي يدعو إلى فهم مخالف للفهم السائد.. فهو يصفه بأوصاف من تخريجه هو فيقول عنه "حينما يصبح المرتد داعية لدينه الجديد ومهاجما للدين القديم، ويدعو المسلمين إلى الخروج عن دينهم ويفتنهم في عقيدتهم".. والذين قاموا تكفير الأستاذ محمود محمد طه في السودان استندوا إلى مثل هذا الفهم الذي يقوله الدكتور.. مع العلم بأن الأستاذ محمود نفى تهمة الردة ونفى أنه قد خرج عن الإسلام.. وقد أعجز محاوريه في منابر الحوار والكتابة فلم يكن أمامهم إلا اللجوء إلى تهمة التكفير.. والحكم بالإعدام.. وها هو القرضاوي نفسه يواجه تهم الخروج عن الدين.. هناك سلفيون وهابيون قالوا بضلال الدكتور القرضاوي والشبكة الإلكترونية مليئة بالنماذج لمثل هذه الأقوال سآتي ببعضها هنا:
( اصرف نظرك عن القرضاوي واقرضه قرضاً ) للشيخ العلامة المجدد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - صوتياً
http://sahab.ws/5161/news/3347.html
وهناك من قال عبارات مثل "(الكلب العاوي في الرد على القرضاوي)".. ومع أن القرضاوي والمرحوم الشيخ محمد الغزالي يُعدون من المعتدلين إلا أن التاريخ يحفظ لنا تكفير الشيخ الغزالي للكاتب المفكر المصري فرج فودة الذي اغتيل على يد أحد جماعة التكفير والهجرة.. جاء في هذا الرابط:
http://www.apfw.org/indexarabic.asp?fname=news%5Carabic%5C12109.htm
قول الكاتب بعد تفجيرات الرياض الشهيرة:
| Quote: بيت القصيد في الأحداث الأخيرة أن من ارتكبوا الأحداث الأخيرة في الرياض أو في المغرب - نتاج فكر إسلامي شئنا أم أبينا - وخطاب ديني بعضه ظاهر في كتب وكتيبات، وبعضه مستتر وراء الستار، ينتظر أي فرصة سانحة لينقض على خصومه في الداخل والخارج. يتكئ على مادة من النصوص الشرعية، وفهوم فقهية قديمة ومعاصرة وموجودة في الساحة، وبعضها يدعي أنها على منهج السلف، على نحو السلفية القتالية.. والجهادية.. والتكفيرية. من ذلك ما حصل من الفتاوى الإنترنتية التي تشرعن لقتل العصرانيين والليبراليين والقوميين والحداثيين واستباحة أموالهم بحجة أنهم ارتدوا عن الإسلام، وفتاوى التكفير التي طالت الكثير من الكتّاب والمثقفين، واتهام العلماء الرسميين بالمداهنة، وتمييع الدين، وشيوع ظاهرة التضليل والتكفير والسباب في الكتب المنتشرة في الساحات على نحو (الكلب العاوي في الرد على القرضاوي)، وظهور أحد السلفيين المغاربة على شاشة إحدى الفضائيات يبارك قتل أحد المثقفين في الشارع على يد التكفيريين، بحجة أنه كافر، وأن السلطة - إذا - لم تقيم حد الردة عليه، يجوز على سبيل الافتئات قتله من الجماعات الدينية والكتاب الذي أخرجه تنظيم القاعدة المشرعن لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر من نصوص الكتاب والسنة ومدعما بآراء كبار العلماء والفقهاء.. ونحو ذلك. ولا نبالغ -إذا قلنا- إن هذا الفكر يستند إلى نصوص شرعية، وأقوال لكبار العلماء والفقهاء قيلت في مناسبات متعددة، وفي سياق زماني ومكاني معين، يختلف تماما عن واقعنا الذي تشكل تقريبا بعد اكتشاف العالم الجديد، والحرب العالمية الأولى والثانية، وظهور المنظمات الدولية، وفرض مفهوم الدولة على العالم. |
والأدهى أن يكتب الدكتور القرضاوي قائلا:
Quote: ثانيهما: إن هؤلاء المكفرين -في مجموعهم- أناس متدينون مخلصون، صوامون قوامون، غيورون، قد هزهم ما يرونه في المجتمع من ردة فكرية، وتحلل خلقي، وفساد اجتماعي واستبداد سياسي.
فهم طلاب إصلاح، حريصون على هداية أمتهم، وإن أخطأوا الطريق وضلوا السبيل. |
علامة التدين يا شيخنا ليست هي الصلاة والصيام والقيام، وإنما "الدين المعاملة"، فإذا تجاوز إنسان إلى القتل يكون مجرما، ولن تنفعه صلاته ولا صيامه ولا قيامه..
على الشيخ القرضاوي أن يعرف أمرا إسمه سيادة حكم القانون، ويترك هذا التشجيع للخروج عن القانون باسم "الحرص على هداية الأمة" وما إلى هنالك من هذا الكلام..
ولو وجدت وقتا سأعود بالمزيد من التعليق على الدكتور القرضاوي..
ياسر
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست