مابين سلمى التجانى والدارفورين الجدد عجبنى للمرقوت

Quote: الصحفية سلمي التجاني هي موضوعية أكثر منكم ... أنتم تطبلون بعمي لنظام مهترئ . و هنا أراكم تمارسون هوايتكم المفضلة في الأصطياد في الماء العكر أو عملا بمقولة : كلمة حق أريد بها باطل . الأنتقاد هو خير محفز للأصلاح ... و هذا ما نود أن نراه في كل حركات دارفور الثورية . لكن لا تراهنوا أبدا في وهن هذه الحركات أو أنهيارها لتأتي اليكم طائعة مختارة . ما تمر بها هي مرحلة تمر بها كل الحركات الثورية علي مر العصور . الفرق أن بعضها تهزم هذه المعضلات و تتغلب عليها بأصلاح مسيرتها و تتفادي مثل هذه العثرات . و البعض الآخر يفترسها فيروس الخلافات فتضمحل و تموت . في دارفور الثورة الآن أنتقلت الي المعسكرات و القري و الوديان و الجبال . أصبحت الثورة ضرورة و ليس ترفا لكل أهل دارفور .. و بها بأذن الله سيستعيد أهل دارفور حقوقهم. ما يلي مداخلتي في بوست تراجي عن الصحفية سلمي التجاني: لقد قرأت من قبل للصحفية سلمي التجاني عندما دب الخلاف في حركة تحرير السودان و أيضا عندما ظهرت الأنشقاقات في حركة العدل و المساواة . و بصراحة ليس الخطأ فيها ... بل في حركاتنا ... و بصورة أدق في قياداتها . فهي كصحفية ذهبت الي مكان الخبر لتكتب تقاريرها الصحفية ... في أسمرا و أبوجا.. و الأهم ذهبت الي الميدان و ألتقت بالمحاربين .... شئ لم يفعله بعض القادة منذ زمن . و لنفرض أن ما كتبته فيه حقيقة مخلوط بأكاذيب أو أظهار الحقائق السلبية فقط دون التطرق للحقائق الأيجابية التي تصب في صالح هذه الحركات ... لكننا نتساءل نحن الحادبون علي قضية دارفور ... أين أعلام الحركات و متحدثيها الرسميون ؟ لم لا يتصدوا لكل ما أوردته الصحفية سلمي التجاني ؟ و ما هو بالضبط " وظيفتهم "؟ هل يدرك أن صحفيات و صحفيون مثل سلمي التجاني هم/ن من يجب أن نشكرهم لأبرازهم أوجه القصور و نقاط الضعف في تركيبة و مسيرة هذه الحركات ؟ هناك عدة سلبيات مقلقة بدأت تظهر الي السطح من تصرف قيادات هذه الحركات: - القيادات السياسية تتصرف و كأنها "تملك " هذه الحركات و تتفرد بصنع قرارات مصيرية دون الرجوع الي القواعد أو حتي زملاءهم في القيادة ... بل أغفال مشورة رجالات و نساء الميدان ( القيادات الميدانية ) . - عدم الأرتقاء الي جلال قضية دارفور و أهمال أتباع الأسلوب المؤسسي في أتخاذ القرار و عدم أعلام القواعد و أنصار قضية دارفور و العالم أجمع بكيفية تسيير أمور الحركة و بالذات مجريات المفاوضات مما ساعد مناخا ملائما لتفريخ الأشاعات و الأقاويل المغرضة للنيل من الحركات المسلحة بصورة خاصة و قضيايا دارفور بصورة عامة . - عدم التنسيق الأستراتيجي لهذه الحركات مع بعضها البعض .. بل أمتد عدم التنسيق الي داخل هذه الحركات مما يؤدي للأسف الي ضعفها جميعا . لا أحد سيخرج قويا أذا أفلح في أضعاف أي حركة أخري أو نجح في السيطرة علي حركته قبليا . و أكثر من ذلك ... لا تأملوا في أي تأييد من أهل دارفور .. لأنكم أثبتم لهم بيانا بالعمل أن طموحاتكم الشخصية و القبلية أكبر من هم أولئك في المعسكرات . - أذا كان ما تقوله الصحفية سلمي التجاني ( فهي لها قدر معقول من المصداقية لسبب بسيط جدا: هي تجشمت مشاق السفر الي الميدان و بعضكم لم يراه لمدة طويلة ) أذا كان و لو حتي جزء يسير مما تقوله سلمي صحيحا ستكونون أنتم ( القيادة ) أول الخاسرين و لتفسحوا المجال لمن هو أقدر منكم ( أعني كل القادة السياسيين في كل الحركات المسلحة و تلك التي تشظت منها ) . - لابد من الشفافية في المحاسبة و المساءلة و أتخاذ القرار . لابد من حفاظ كل القادة علي النزاهة و الصدق و الأخلاص لو أردتم أن يحترمكم الآخرون .. و الحركات الثورية ليست المكان للأثراء الشخصي . أيضا لا بد من أشراك القواعد و بالذات القادة الميدانيين في القرارات المصيرية ... لا مكان لقادة معزولون في أبراج عاجية و تتصرفون كأن دارفور يجب أن تخدمكم ... يجب أن تخدموا أنتم دارفور و أهلها ... أذهبوا اليهم في المناطق المحررة .. أجلسوا معهم تحت ضل رواكيبهم ... أستمعوا اليهم و سلوهم عن رؤاهم في حل معضلة دارفور . - لقد سئمنا هذه الأنشقاقات و بيانات الأنترنت و ثقافة الأنقلابات .... لا نعترف بمنشق لا يحترم قرارات القيادة و لا يأبه بقرارات الأغلبية ديموقراطيا .. أيضا يجب عزل أي قائد فاسد ثبت أفساده أو فساده ماليا أو ولائيا ... و لا نسمح بأن تكون الحركات ماكينة تفريخ ديكتاتوريين . - و مرة أخري : لا يقودنا من له/ا ولاء مزدوج ( لحزب أو تنظيم خارج دارفور) .. نريد كل القادة أن يكونوا دارفوريين قلبا و قالبا . - لا نسمح بالتعصب القبلي الذي يضر بقضية دارفور ... فدارفور لكل الدارفوريين . و عندما تجلسون الي تلك الطاولة تذكروا جيدا أن ما توقعونه سيمس الفوراوي و المسلاتي و الرزيقي و الزغاوي و الهباني و الميدوبي و البرقاوي و البرتاوي و الماهري و التنجراواي و الزيادي ... بأختصار سيمس الكل ... فلترتفعوا الي قدر هذه المسؤولية . و تذكروا جيدا : لا أحد فوق النقد و المساءلة ... فقد ولي زمن الأنبياء ... و لا نريد نستبدل ظالم جلابي بظالم ثوري ... و لا نفسح بفاسد مهما فعل لدارفور ... لأن الفساد هو بوابة كل البلاء . و تعلموا من جنوب أفريقيا ... لا قدسية لفرد ... لذلك يجب أن تحزموا أمركم و تركلوا خلافاتكم و تلتفتوا لقضية دارفور و أهلها ... فأنتم هناك من أجلهم . كلمة أخيرة ... نحن نحتاج الي سلمي التيجاني لتبصرنا بمواطن قصورنا ... أو لو كان كلامها غير صحيح فلا ضرر من المراجعة الشاملة و تقوية مواضع الضعف .