وللسودانيين في القلب مودة (2) د. عبدالله الصالح العثيمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2005, 06:05 PM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وللسودانيين في القلب مودة (2) د. عبدالله الصالح العثيمين

    وللسودانيين في القلب مودة - 2 -
    عبدالله الصالح العثيمين


    عندما كان يقرأ مقالتي يوم الاثنين الماضي من قرأها كنت على متن الطائرة المتجهة إلى الخرطوم عاصمة السودان لأسعد بزيارة هذا الوطن الحبيب الذي لم أزره من قبل. وكان مما زاد في إضفاء رداء السعادة على نفسي في تلك الرحلة أنني كنت في صحبة إخوة أعزاء هم الصديق الزميل البروفيسور عز الدين عمر موسى، والصديق الوفيّ معن الجاسر، ابن شيخي، رحمه الله، والأحبَّة الكرام سعود المريبض وابنه وابن أخيه. وشاء الله - سبحانه - أن تكون زيارتي محقِّقة لأمرين مبهجين.. الأول: تلبية دعوة الصديق الزميل البروفيسور عز الدين لحضور حفل وضع حجر الأساس لمركز جمعية المعز بن عبد السلام الثقافي والاجتماعي، وهو المركز الذي سبق أن أعلن عزمه على إنشائه عندما ألقى كلمته في احتفال منح جائزة الملك فيصل العالمية، عام 1423هـ، في مجال الدراسات الإنسانية، واضعاً قيمة نصيبه من تلك الجائزة نواة لذلك الإنشاء. أما الأمر الثاني المبهج فهو كون الخرطوم، هذا العام عاصمة الثقافة العربية. وكان من كرم وزارة الثقافة في جمهورية السودان - وعلى رأسها معالي الأستاذ المثقف عبد الباسط عبد الماجد أن دعتني ضيفاً عليها خلال إقامتي في ذلك الوطن العزيز. وحفاوة أهل السودان بضيوفهم معروفة مشهودة، ولطف معاشرتهم ينطبق على وصفه قول الخلاوي:


    أحلى من اللِّي ينقد الطير راسها

    ينوشها بين الجريد نواشْ

    وما إن حلَّت الطائرة في مطار الخرطوم حتى لمست مع صحبة السفر، المشاعر المتدفقة من الأخوَّة الصادقة، واستمرت تلك المشاعر تزداد تدفُّقاً طيلة الأيام الخمسة التي سعدت بقضائها في ربوع السودان الجميلة التي يرجو كل مخلص لدينه وعروبته أن يكون التقدم والازدهار مرفرفي الأعلام فوقها. وكان من لطف معالي وزير الثقافة أن اصطحبني ورفاقي في رحلة غداء نهرية ممتعة تخلَّلها إلقاء شعر من قبل عدد من الأخوة السودانيين. وفي تلك الربوع السودانية الجميلة الثريَّة بنهر النيل العظيم والتربة الخصبة إمكانات واعدة لتحقيق تنمية حافلة بالرخاء والرفاه. وبالتعاون المأمول من جميع السودانيين سيتحقق - بعون الله - الكثير الكثير مما يرجونه ويرجوه لهم كل مواطن عربي ومسلم من سعادة وتقدُّم. على أني سأختصر حديثي حول ما له علاقة مباشرة بي وبزيارتي هذه، وهو الشأن الثقافي، ولا سيما ما له صلة بالشعر. كان أول وجه من وجوه ذلك الشأن حضوري وضع حجر الأساس لمشروع جمعية العز بن عبد السلام الثقافية الاجتماعية بشمبات، إحدى حارات الخرطوم. ولم يكن مبعث السعادة بذلك الحضور المشاركة في الاحتفال بوضع حجر الأساس لذلك المركز فحسب، بل لأنه أيضاً، أتاح لي فرصة تجديد اللقاء بإخوة بينهم من لم أره منذ أكثر من ثلاثين سنة عندما كنا زملاء دراسة في جامعة أدنبرا الاسكتلندية، مثل البروفيسور عوني الشريف، وبينهم من سعدت بزمالته في التدريس بجامعة الملك سعود، مثل البروفيسور يوسف فضل، وإضافة إلى ذلك فقد أتيح لي أن أعرف أصدقاء جدداً أفاضل، وأن أرى كيف يحتفل السودانيون بمثل تلك المناسبة السعيدة.
    وفي ذلك الاحتفال تحدَّث البروفيسور عز الدين عمر موسى عن المشروع، فكرة وخطوات إجراءات لتنفيذه، شاكراً الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الثقافة وغيرها من الجهات لتعاونها الكبير معه، وحامداً لمن تعاون معه من المملكة العربية السعودية، وكان من بين المتحدِّثين معالي وزير الثقافة الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد الذي أشاد بالمشروع، وتمنَّى للقائمين به كل نجاح، كما نوَّه بالعلاقات الأخوية بين السودان والمملكة العربية السعودية. وأتيحت لي فرصة التحدُّث، فأعربت عن مشاعري تجاه ذلك المشروع وتجاه السودانيين الذين تربطهم بالمملكة روابط صداقة وأخوَّة وثيقة عميقة.
    ولقد امتدت حفاوة وزير الثقافة في السودان بي وبأصحابي في السفر من السعوديين إلى دعوته الكريمة لنا إلى الغداء في جولة نهرية ممتعة تخللها قراءة قصائد من الشعر السوداني الجميل. كان مما تفضَّلت به عليَّ وزارة الثقافة الموقَّرة، بالتنسيق مع جمعية العز بن عبد السلام، إتاحة الفرصة لي لألتقي بالإخوة والأخوات من السودان في ثلاثة لقاءات شعرية، وألقي ما أمكن من الشعر الذي أصدرته. وكان اللقاء الأول في مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم مساء يوم الأربعاء، أما اللقاء الثاني فكان ظهر يوم الخميس في بناية الشارقة بجامعة الخرطوم. وأما اللقاء الثالث فكان في نادي الهلال. ومما زاد من سعادتي في تلك اللقاءات أنها - إضافة إلى إسماعي الإخوة والأخوات ما تيسَّر إسماعه - أتاحت لي فرصة الاستماع إلى شعراء وشاعرات، والاستمتاع بما ألقوا وألقين من شعر جميل. وكان من الشاعرات المبدعات، شعراً وإلقاء، الشاعرة روضة الحاج التي شاركت في اللقاءين الأول والثاني، والتي قدَّمها من قدَّمها فيها بتسميتها خنساء السودان. ومما صدر لتلك الشاعرة المبدعة مجموعتان، الأولى: عنوانها عِشْ للقصيد والثانية عنوانها للحلم جناح واحد. ويكاد يكون كل ما فيها من شعر التفعيلة.
    ويمتاز ما كتبته بالعاطفة الجيِّاشة العارمة، سواء كان ذلك المكتوب وجدانياً ووطنياً قومياً. وإني لأعلم علم اليقين أن من الصعب - وربما من الجناية - اختيار مقطع دون آخر لاطلاع القارئ الكريم والقارئة الفاضلة على نوعية شعرها البديع. لكن ظروف النشر المحدودة، هنا تتطلَّب الإقدام على ذلك الصعب. في قصيدة من قصائد مجموعتها: عِشْ للقصيد عنوانها: (وفي موسم المد جزر جديد) قالت:
    ***
    اليوم أوقن أنني لا أحتمل
    اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوبُ
    ومجروح ومهزوم وأن الصبر كَلّْ
    وتلوح لجة حزني المتهور
    تكشف سوقها كل الجراح وتستهلّْ
    هذا أوان البوح
    يا كلَّ الجراح تبرَّجي
    ودعي البكاء يجيب كيف وما وهلْ

    ثم قالت:
    ***
    خطئي أنا
    أني لك استنفرت ما في القلب
    ما في الروح
    منذ طفولتي
    وجعلتها وقفاً عليك
    خطئي أنا
    أني على لا شيء قد وقَّعت لك
    فكتبت أنت طفولتي
    وأحبَّتي ومعارفي وقصائدي
    وجميع أيامي لديك
    اليوم دعنا نتَّفق
    أنا قد تعبت
    ولم يعد في العمر ما يكفي الجراح
    أنفقت كل الصبر عندك
    والتجلُّد والتجمُّل والسماح
    أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئاً
    إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا
    فسرَّحت المراكب كلها
    وقصصت عن قلبي الجناح
    أنا لم أقوى
    وموعدنا الذي قد كان راح
    ***

    واختتمتها بقولها:
    ***
    وأنا هجرت مدينتي
    وإليك يا بعضي أتيت
    وأنا اعتزلت الناس والطرقات والدنيا
    فما أنفقت لي من أجل أن نبقى؟
    وماذا قد جنيت؟
    وأنا وهبتك مهجتي جهراً
    فهل سرّاً نويت؟
    اليوم دعنا نتَّفق
    دعني أوقِّع عنك ميثاق الرحيل
    مرني بشيء مستحيل
    قل لي شروطك كلها
    إلا التي فيها قضيت
    إن قلت أو إن لم تقل
    أنا قد مضيت
    ***
    وفي المجموعة نفسها قصيدة عنوانها (بلاغ امرأة عربية) رمزت فيها إلى لجوء تلك المرأة إلى المخفر العربي لردِّ ما أخذه الصهاينة منها، فقالت:
    ***
    عبثاً أحاول أن أزوِّر محضر الإقرار
    فالتوقيع يحبط حيلتي
    ويردُّني خجلى وقد سقط النصيف
    أنا لم أرد إسقاطه
    لكن كفي عاندتني
    فهي في الأغلال ترفل
    والرفاق بلا كفوف
    ***

    ***
    هرولت صوب المخفر العربي حافية
    لقد سقط النصيف ولم أرد إسقاطه
    لكنما كفِّي إلى عنقي
    ومخفرنا بعيد
    يا أيها الشرطي
    قد خلعوا الأساور من يدي
    أخذوا الخواتم والخلاخل والحجول وصادروا كل العقود
    بل إنهم يا سيدي
    كفي وقولي باختصار
    العقد ما أوصافه؟
    العقد؟
    فرَّ القلب من صدري
    وسافر كالخواطر في ندواتها
    ومثل نُسمية مرَّت على كل المروج
    قد كان يعرف كل أسراري الصغيرة
    كان يسمع كل همساتي وآهاتي
    ويعرف موعد الأشواق في صدري
    وميقات العروج
    قد كان أغلى ما ملكت
    لأنه ما جاء من بيت الأناقة في حواضرهم
    ولا صنعوه من تركيبهم
    أو علَّّقوه على مزادات العمارات الشواهق
    والبروج
    لكنه
    قد كان ما أهداه لي جدي وقال:
    اللؤلؤ العربي حرٌّ يا ابنتي
    ويجيء من شط الخليج
    الله من هذا النصيف لقد سقط
    أنا لم أرد إسقاطه
    لكنما كفِّي إلى عنقي
    ولا أدري طريقاً للخروج

    وإلى اللقاء في حلقة أخرى إن شاء الله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de