تذهب الانقاذ ليبقي الوطن

Quote: الانقاذ لن يتم اقتلاعها ووضع قياداتها فى مكانها الطبيعى خلف القضباب الا بتماسك قوى السودان الحديثة .

Quote: القصة الكاملة : حريق الجامعة الأهلية عن الصحافة -إعداد: عارف الصاوي خلال نصف ساعة فقط هي المدة مابين الرابعة والرابعة والنصف من مساء الاربعاء الماضي كانت النيران قد قضت علي اجزاء واسعة من جامعة ام درمان الاهلية ، فقد اتي الحريق علي مكتب مدير الجامعة بكامله، اضافة الي مكتب نائب المدير ومكتب عميد الطلاب، ومكتب مسجل كلية الاقتصاد والعلوم الادارية وكلية الدراسات البيئية ومكتب الحرس الجامعي، ومعمل الحاسوب ، استحالت جميعها الي مجرد هياكل ، تقف علي بضعة اعمدة قاومت الحريق وحتي هذه اللحظة لم تنته لجنة تقديرات الخسائر من احصائيتها بصورة نهائية ورغم جهودها الكبيرة لم تستطع قوات المطافئ والشرطة سوي انقاذ بضعة مباني متفرقة علي مساحة ثلالثين فدان. وجاء الحريق في اعقاب تكوين مجلس امناء الجامعة للجنة برئاسة الاستاذه ساره نقد الله وعضوية عمداء الكليات، اضافة الي ممثلي التنظيمات الطلابية في الجامعة للاشراف علي انتخابات اتحاد الطلاب. وبعد ان باشرت اللجنة اعمالها، وفقا لقرار مجلس الامناء ، تسلمت في يوم الثلاثاء الماضى طعنا مقدما من طلاب المؤتمر الوطني حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين يشكك في عدم نزاهة اللجنة، ويرفضون اقامة الانتخابات وفقا لدستور 1988م. قامت اللجنة في يوم الاربعاء بتسليم تنظيم طلاب المؤتمر الوطني ردا برفض طلبهم بايقاف العملية الانتخابية، وتأكيد استمرارها علي حسب البرنامج المعلن، كان ذلك حوالي الساعة الثالثة والنصف من عصر الاربعاء وبعد نصف ساعة فقط كانت الجامعة قد عمتها فوضي عارمة. وظهرت اسلحة نارية وبنادق كلاشنكوف ومسدسات مختلفة الاعيرة ومواد حارقة سريعة الفاعلية. انتهت الفوضي وتمكنت الشرطة من بسط سيطرتها علي الجامعة بعد ان التهمها الحريق. صورة المكان وخلفيات الحدث: تقوم جامعة ام درمان الاهلية علي مساحة ثلاثين فدانا وفي هذه المساحة توجد كل ادارات الجامعة وكلياتها وطلابها الذين يفوق عددهم 20 الف طالب وطالبة. وللجامعة مدخلان رئيسيان احداهما من الناحية الجنوبية والثاني علي الناحية الشرقية ويقف عدد من افراد الحرس الجامعي غير مسلحين علي البوابتين.. لكن اجراءات الدخول الي الجامعة غير مشددة.. ويمكن لاي شخص دخولها حتي دون ان يبرز هويته الجامعية ويتحدث طلاب الجامعة باستمرار عن خلل وظيفي في مهمة هؤلاء الحرس. كما ان هنالك بابا اخر في الجهة الشمالية الشرقية من الجامعة غير مستخدم. وفي يوم الحريق قال لي مجموعة من الطلاب انهم شاهدوا عددا من الافراد من خارج الجامعة يدخلون عبر هذه البوابة ولكن احدا لم ينتبه الي غرابة استخدام هذه البوابة شبه المعطلة. ومع ان طلاب المؤتمرالوطني كانوا قد امهلوا ادارة الجامعة في خطاب موجه الي مدير الجامعة عبر رئيس لجنة الانتخابات 24 ساعه فقط للرد علي طلبهم المقدم نهار الثلاثاء الماضي الا انهم في نفس اليوم قاموا باستعراض قوة لكتائب مسلحه بالسيخ والسلاسل الا ان ادارة الجامعة لم تعط هذا الامر الاهمية التي يستحقها. لكن الدكتور كرار وهو نائب مدير الجامعة ويسكن في منزل قريب من منزل البروفيسور ابراهيم احمد عمر امين عام حزب المؤتمرالوطني اراد ان يسبق انذارات طلاب ا لمؤتمرالوطني فقام بالتحدث مع امين عام الحزب حسب ما اكدت مصادر اطلعت علي لقاء نائب مدير الجامعة مع البروفسيور ابراهيم احمد عمر واضافت هذه المصادر للصحافة ان نائب المدير طلب من امين عام المؤتمر الوطني ان يتدخل لاحتواء الوضع القابل للتأزم ، فرد البروفيسور بكلمة واحدة (الحشاش يملأ شبكتو) ، صحيح ان الحشاشين كثر في الجامعة وان معظمهم من الطلاب اليافعين الذين لا يتجاوز متوسط اعمارهم العشرين عاما، لكن الصحيح ايضا ان ليس هناك احد من الحشاشين بارع في ملء شبكته بالطرق السلمية او علي الاقل ليس لديه الخبرة الكافية في ذلك. ومن هنا اخذت الاحداث في التصاعد بصورة مدهشة. يحكي الاستاذ عبدالرافع وهو سكرتير القبول بالجامعة انه خرج من الجامعة في تمام الساعة الثانيه بعد الظهر برفقة زميله الاستاذ طارق عثمان المحاضر بقسم البنوك في الجامعة، واثناء سيرهم خارج الجامعة اعترضتهم قوة تستغل عربة تايوتا واختطفتهم الي مكان مجهول. وفي الطريق تخلص الخاطفون من الاستاذ عبدالرافع واقتادوا طارق عثمان الي مكان ما، (وجد طارق في وقت متأخر من الليل ملقي في ميدان عام مشوها واثار الضرب واضحة علي وجهه وظهره، وحملته الشرطه الي حوادث مستشفي بحري). ويحكي عبدالرافع انه عاد الي الجامعة بعد ذلك ليجد مجموعة من المسلحين يحتلونها واستطاع ان يشاهد اولي لحظات الحريق بقوله كان الفاعلون يعرفون مايريدون وكيف يفعلونه ففي لحظة واحدة كانت عدة مباني في الجامعة تشتعل فيها النيران بصوره هائلة. وبعد مرور ساعتين علي الحريق كانت الشرطه تطوق المكان وتمنع الصحافيين من الدخول الي مباني الجامعة قال لي احد افراد الشرطه وكان يقف مدججا بسلاحه بالبوابه الشرقيه في الجامعة ان الحريق واسع النطاق، ومن ثم طلب مني مغادرة المكان. تقول الاستاذه فائزه حاج علي رئيس هيئة الموظفين والعمال بالجامعة انها قامت بعد اندلاع النيران مباشرة بطلب المطافئ علي الهاتف. لكن رد عليها شخص قائلا (هذه ليست المطافئ)او مايشبه (عفوا الرقم خطأ). واضاف شهود عيان من الطلاب اثناء اندلاع النيران انهم شاهدوا مجموعة من طلاب المؤتمر الوطني في الجامعة يحملون اسلحة ويقومون بحرق المباني. ويقول الدكتور عبدالرحمن حسن علي رئيس هيئة الاساتذة بالجامعة ان ظاهرة حمل السلاح من الطلاب في الجامعة كانت ملاحظة واضحة . واضاف ان نائب مدير الجامعة كان قد تعرض الي التهديد من قبل طالبين بالسلاح وطلب المسلحان من نائب المدير استخراج شهادات جامعية لطلاب تم فصلهم لاسباب اكاديمية من الجامعة. ويؤكد الدكتور عبدالرحمن ان مجموعة من المسلحين كانوا يقومون باخلاء الجامعة من الطلاب اثناء الحريق. وامس الاول تحدثت الاستاذه ساره نقد الله رئيس لجنة الانتخابات ورئيس قسم الفيزياء بالجامعة في مؤتمر دعت له رابطة خريجي الجامعة واصفة ماحدث بانه كارثه انسانية تفوق ماحدث في صبرا وشاتيلا، قائله لقد قمنا اليوم (امس) بزيارة للوقوف علي الخسائر مع مجموعة من اعضاء مجلس امناء الجامعة ورأينا حجم الخسائر وما دمر اثناء الحريق، والحقيقة انني لم اشاهد عملية تخريب بهذا العنف والتربص في مباني ، والمدهش الذي روته ساره نقد الله ان مكتب عميد كلية الاقتصاد الذي وجدوه مفتوحا لم يختف منه شئ سوي ملف واحد لطالب يدعي (ايمن) ، علمت الصحافة انه رئيس شوري طلاب المؤتمر الوطني بالجامعة. ويقول الاستاذ حسام احمد بابكر المحاضر بكلية الاقتصاد والعلوم الادارية ان هذا الطالب فصل من الجامعة لاسباب اكاديمية، وهو ذات الطالب الذي قام من قبل مع زميل له يدعي (مهتدي) بتهديد نائب المدير باشهار السلاح في وجهه. لحظة الحريق: يروي شهود العيان انه في حوالي الساعة الرابعة دخلت اربع عربات تحمل مجموعة من المدججين بالسلاح عبر البوابة الشرقية الي الجامعة وفور دخولهم توجهت كل المجموعة الي مكان في الجامعة الامر الذي اثار الذعر وسط الطلاب ويبدو ان هذه المجموعة لديها خطة تقضي باخلاء الجامعة في المقام الاول لذلك قاموا باطلاق قنابل صوتيه استطاعت ان تفرق الطلاب الذين تدافعوا تلقائيا نحو البوابة الجنوبية للجامعة. ويقول طالب التقيناه بعد انتهاء الحريق وكان مفزوعا:« لم يكن لدي احد خيار سوي مغادرة الجامعة ، ذلك لان المجموعة كانت مسلحة وثانيا لان احدا لم يكن يريد ان يخترق ميثاق الشرف الذي كانت التنظيمات قد وقعت عليه منذ اعوام». وفي وقت وجيز تم اخلاء الجامعة. يقول مصعب الطاهر وهو طالب بالجامعة الاهلية تأخر في الانسحاب من الجامعة وفضل الاختباء بداخلها حتي تهدأ الاحداث انه شاهد ماحدث حيث لاحظ ان المجموعة المسلحة انقسمت الي مجموعات صغيرة توجهت كل مجموعة الي هدف محدد. واضرموا النار في لحظة واحدة في عدة اماكن متفرقة. تقول عنها الاستاذه ساره نقد الله ان هذه الاماكن كانت مستهدفه لغرض ما... فمثلا مكتب مدير الجامعة الذي سبق وان تم حرقه في العام 1996 بالكامل واعيد بناؤه من جديد، كان عبارة عن متحف تاريخي لجامعة ام درمان الاهلية كلف مؤسسي الجامعة سنوات حتي يتم تأسيسه من جديد.. ومكتب نائب المدير الذي تحفظ فيه وثائق ادارية مهمة تتعلق بتقارير الاداء الاكاديمي والاداري في الجامعة. اما العملية التي يصفها الدكتور عبدالرحمن حسن علي بانها كارثة فهي حرق قواعد البيانات الكاملة لاكبر كلية في الجامعة وهي كلية الاقتصاد والعلوم الادارية.. وهذه القواعد تضم سجلات كل طلاب وخريجي الجامعة (تم ابادتها بالكامل). بعد الحريق: استدعي وزير التعليم العالي مدير الجامعة وطلب منه اصدار قرار بتعليق الدراسة لاجل غير مسمي حفاظا علي ارواح الطلاب . وعلمت الصحافة من مصادر ادارية في الجامعة ان الادارة رفضت تعليق الدراسة بحجة ان موسم التقديم للجامعات علي وشك ان يبدأ ، لكن في وقت متأخر مساءا لاربعاء اصدر وزير التعليم العالي قرارا بتعليق الدراسة لاجل غير مسمي. وبطبيعة الحال فقد امتد تأثير الحادث الي خارج الحدود ، فقد ابلغ وفد التجمع المفاوض في القاهرة اثناء سير مفاوضاته مع الحكومة انهم يعلقون التفاوض لساعتين احتجاجا علي ما تم ، وقد ابلغوا الوسيط المصري بذلك. وكادت ان تنهار المفاوضات، اذ علمت ا لصحافة ان الدكتور نافع علي نافع قد استشاط غضبا وهدد بالانسحاب بل وجه اعضاء وفده بحزم حقائبهم استعدادا لمغادرة القاهرة وتعليق المفاوضات . ونقلت الصحف عنه قوله لوفده (استعدوا للرحيل ريثما ابلغ النائب الاول بعدم المجئ الي القاهرة). لكن كان رد الخرطوم للدكتور نافع ان طائرة النائب الاول قد غادرت بالفعل ولا يمكن العودة بعد اخطار المصريين بذلك. واعتبر حاتم السر الناطق الرسمي باسم التجمع في حديث خاص مع «الصحافة» ان الحدث افاد المفاوضات ، وقال السر ان الحدث دفعنا اكثر للتشدد في موقف الحريات ، وطالب التجمع بضرورة التحقيق النزيه في الاحداث ومعاقبة الفاعلين بواسطة لجنة قضائية نزيهة. في غضون ذلك ، اعتبرت منظمات مجتمع مدني ان حريق الجامعة الاهلية فتح عيون المراقبين علي ظواهر خطيرة قد تهدد استمرار عملية السلام. بيان مجلس أمناء جامعة أمدرمان الأهلية حول الأحداث الأخيرة بالجامعة بسم الله الرحمن الرحيم الأحداث التي شهدتها جامعة أمدرمان الأهلية تشكل واقعة بالغة الخطورة تختلف تماماً عن أي توتر أو أحداث مرت بها أي مؤسسة تعليمية في السودان. إذ اقتحمت جامعة أمدرمان الأهلية في الساعة الرابعة والثلث من ظهر الأربعاء 15 يونيو 2005م ثلاث عربات لا تحمل لوحات مرورية وعلى متنها أشخاص وبجانبهم عدد يقدر بأكثر من مائة شخص من خارج الجامعة مسلحين ببنادق كلاشنكوف وبدأ إطلاق النار في الهواء فور دخولهم الحرم الجامعي لإرهاب العدد القليل الموجود من الطلاب لطردهم من الجامعة فتحقق لهم ذلك. وبعدها بدأوا في تحطيم مباني الجامعة وإشعال الحرائق فيها بطريقة منظمة استهدفت مرافق بعينها وكليات محددة تم تدميرها وحرقها بشكل كامل وأحرقت جميع الوثائق والمستندات في مكتب المدير ونائب المدير وعميد شئون الطلاب ومسجلي عدد من الكليات ومعمل الحاسوب ومعمل البيئية والفيزياء والكبانية والمصلى والعيادة. إن هذه الأحداث وبالطريقة التي تمت بها تنم عن تخطيط إجرامي متكامل مما يتطلب من الدولة أن تشكل فوراً لجنة تحقيق محايدة بموجب قانون لجان التحقيق لعام 1954م على أن تشرع في التحقيق في هذه الأحداث فوراً وتحديد المسئولية بشكل قاطع واتخاذ الإجراءات الجنائية ضد كل من يثبت اشتراكه في التخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة البشعة. ولكي نوضح تطورات الأحداث نروي الوقائع حسب تسلسلها وفق وقوعها:- - عندما فتحت الجامعة أبوابها يوم 21/05/2005م جاء ذلك متوافقاً مع الاستجابة الكاملة لمطلب الطلاب باستعادة اتحادهم والاتفاق معهم عبر ميثاق موقع بمراعاة استقرار الجامعة وعدم اللجوء للعنف. - تشكلت لجنة للانتخابات ممثلة لكافة الأطراف في الجامعة وظلت تواصل اجتماعاتها حتى يوم الخميس 9 يونيو 2005م بمشاركة كافة الأطراف بما في ذلك طلاب المؤتمر الوطني حينما تسلمت الإدارة طعناً من حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين في تعريف "الطالب المسجل". - رفضت إدارة الجامعة ذلك استناداً على دستور الاتحاد لعام 1988م – بوقف الانتخابات وقد تم الاتفاق معها على أن تتقدم بالطعن كتابة. - حدث ذلك في اجتماع شارك فيه مسئولو قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني وتم الاتفاق أيضاً على عقد اجتماع بين مسئول قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني مع ممثلين لمجلس أمناء الجامعة للتفاكر حول نفس الموضوع. - تم ذلك الاجتماع في الساعة 12 والنصف من بعد ظهر الأربعاء حيث ردد مسئولو القطاع الطلابي الثلاثة وهم ياسر وعمار باشري ومحمد الأمين بتأجيل الانتخابات فأوضح لهم ممثلو مجلس الأمناء استحالة ذلك. ولكي يصبح الأمر متاحاً لو حصلوا على ضوء استئنافهم على حكم قضائي بذلك وكان ردهم أنهم في هذه الحالة لا يستطيعون ضمان تصرفات طلابهم. - اجتمع مندوبو مجلس الأمناء وهم السيد/ صالح عبدالرحمن يعقوب والدكتور/ بشير عبادي والدكتور/ عون الشريف قاسم والأستاذ/ عمر شمينا والبروفسير/ محمد أحمد خليفة – مدير الجامعة بالسيد/ إبراهيم أحمد عمر – أمين عام المؤتمر الوطني ونقلوا لهم خشيتهم على الأوضاع في الجامعة فكرر الطلب بتأجيل الانتخابات وإلا فإنهم لا يستطيعون ضمان تصرفات طلابهم. - بعد هذا الاجتماع بساعة وقع الهجوم الذي اشرنا إليه في بداية البيان. - وعلى الرغم من كل تلك الأحداث فإن مجلس الأمناء كان يرى أن تستمر الجامعة في أداء دورها وألا تغلق أبوابها إلا أن السيد/ وزير التعليم العالي أصدر القرار الوزاري رقم 36 لسنة 2005 بقفل الجامعة اعتباراً من الخميس 16 يونيو 2005م حفاظاً على أرواح الطلاب والقائمين بالجامعة وسلامة ممتلكات الجامعة كما جاء في القرار. - سيواصل مجلس الأمناء في مساعيه الحثيثة لفتح الجامعة في أسرع فرصة متاحة بإذن الله. نقلا عن سودان جورنال