حالة انقطاع الرأس أو جهجهة المثقف يحى الفضلى ومحمد أحمد المحجوب نموذجا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2005, 10:53 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حالة انقطاع الرأس أو جهجهة المثقف يحى الفضلى ومحمد أحمد المحجوب نموذجا


    حالة انقطاع الرأس أو جهجهة المثقف
    نموذج يحى الفضلى ومحمد أحمد المحجوب

    بابكر فيصل بابكر

    دنفر/كلورادو
    [email protected]

    علي سبيل التوطئه:-

    يُشكل الانتقال من موقف فكري أو سياسي إلي موقف يناقضه ملمحاً يتكرر كثيراً في مواقف الانتلجنسيا السودانية. وقد يبدو هذا الانتقال في شكله المثالي نتاجاً لتغير المبادئ السياسية والفكرية للفرد المنتقل ومن ناحية أخري يثير هذا الانتقال كثيراً من التساؤلات عندما يرتبط بالخاص/الذاتي، وتتجلي خطورة هذا الانتقال عندما يقترن يأشخاص لهم تأثير عظيم علي صعيد الثقافة والفكر والسياسة إذ يتنزل الأثر ليشمل تيارات سياسية أو مدارس فكرية وثقافية وبالتالي ينعكس علي مجمل إتجاهات تلك التيارات و المدارس ويكرِّس لأوضاع لها تبعاتها المستقبلية. إنَّ عدم الأتساق في مواقف النخب المثقفة يحيلنا مباشرةً إلي أزمة المثقف والسلطة، والسلطة هنا تشمل سلطة الدولة أو القبيلة أو الطائفة الدينية. إنَّ التماهي مع أي من هذه السلطات قد يقود في المحصلة النهائية الي أن يتخلي المثقف عن دوره الأساسي في إنتاج الأفكار ليتحول إلي مجرد أداة في خدمة السلطة.

    نموذج يحي الفضلي (الدينمو):

    عندما أختير السيد اسماعيل الأزهري رئيساً لمؤتمر الخريجين في عام 1943 تم اختيار الفضلي سكرتيراً للشئون التنظيمية وكان كلاهما يمثل المعسكر الذي يري ان لا جدوي من الحوار مع المستعمر وأن الحاجة ملحِّة لمواجهة الأدارة البريطانية مواجهة سياسية مباشرة بقوة وصلابة.

    وبعد فوزه في الانتخابات البرلمانية الأولي كَوَّن الأزهري أول وزاره وطنية سودانية من الحزب الوطني الأتحادي منفرداً نال فيها يحي الفضلي حقيبة وزارة الشئون الاجتماعية. وقد إجتمعت الكثير من الاسباب مؤدية إلي سقوط حكومة الأزهري وكان من أهمها مواقف السيد علي الميرغني والطائفة الختمية فقد بارك الميرغني أول إنقسام في صفوف الحزب الوطني الأتحادي قاده ثلاثة من الوزراء هم ميرغني حمزه وخلف الله خالد وأحمد جلي الذين عرفوا بالفرسان الثلاثة حيث أسسوا حزباً أطلقوا عليه حزب الاستقلال الجمهوري.ومضي السيد علي الميرغني يهيئ لرأب الصدع بين طائفتي الختمية والانصار الأمر الذي انتهي بلقاء السيدين الشهير حيث ناشدا انصارهما والشعب السوداني أن يقتفوا أثرهما ويفعلوا مثلهما، ثم تطور موقف السيد علي الي تكوين حزب سياسي خاص به تحت اسم حزب الشعب الديمقراطي.

    بسقوط حكومة الوطني الاتحادي أصبحت المواجهة مكشوفة بين الاتحاديين والشعب الديمقراطي وأنبري خطباء الطرفين في جولات أعلامية ومواجهات شملت الصحف والمنتديات والليالي السياسية، وكان يحي الفضلي الخطيب الأكثر تميزاً والقائد صاحب المواقف الأكثر تطرفاً في مواجهة السيد علي الميرغني والطائفة الختمية وأليه تنسب شعارات "الكهنوت مصيرو الموت" و"مصرع القداسة علي أعتاب السياسة" إضافة لترديد قصائد شعراء الحزب أمثال "الجاغريو" و"الزين الجريفاوي" والموجهة اساساً لنقد الختمية وقياداتها وكان ذلك متسقاً مع مواقفه الفكرية والسياسية التي إتخذها منذ أن كان عضواً في مؤتمر الخريجين.

    ثم دارت دورة الزمان بالمثقف الليبرالي والخطيب المفوَّه لنراه بعد ذلك بسنوات قليلة ينتقل الي الموقف النقيض مما يستدعي السؤال ماذا حدث؟

    إنَّ الخطاب الذي القاه يحي الفضلي عند وفاة السيد علي يجبرنا علي الوقوف والتأمل ملياً في حالة أنقطاع الرأس لدي النخبة المثقفة. ومن بليغ كلام السودانيين- كما يقول علي أبوسن- عبارة "فلان راسو مقطوع" وهي تعني أن الانسان فقد المقدرة علي إختيار وتحديد الاتجاه.

    وهذا هو نص الخطاب:

    ((مولاي السيد الأكبر محمد عثمان الميرغني:

    رأيت أمس يوماً كيوم الحشر خرجت فيه أمتنا الوفية تلتف حول نعش زعيمها ثاكلة والهة واختلط نحيب النائحات بعويل الرجال:

    فما ربة القرط المرن جمانة بأجزع من رب الحسام المهند

    ورأيتك:

    ولم أر أعصي مِنك للحزَن عبرةً وأثبت عقلاً والقلوبُ بلا عقل

    ويبقي علي مر الحوادث صبره ويبدو كما يبدو الفرند علي الصقــل

    ومـن كان ذا نـفس كنفسك حـرة ففيه لها مغن وفـيها لـه مسل

    مولاي السيد الأكبر:

    إنَّ السهم لم يصب بيت الميرغني وحده وإنما أصاب الشعب السوداني بأسره في السويداء وإن كان ثمة بقية من تحمل وتماسك واحتمال فانما مرجع ذلك الي تعاليم والدكم الراحل العظيم وتربيته وتقديمه الشعب علي الاحتمال والصبر أمام حادثات الدهر ونوازل الايام – تلك الصفات العظيمة التي كانت تنبع منه وتتمثل فيه أمام جميع الأحداث وتغيرات الليالي فقد كانت تمُّر به ضروب الحالات المختلفة وحاله فيها واحد لا يتغير صامداً كالطود الأشم هذا التعبير الذي كنا نردده في أحاديثنا وخطبنا كلما أردنا أن نصفه ونشيد بفضله علي الحركة الوطنية. لقد وجدت هذا المساء صورة خطاب كنت قد بعثت به الي الفقيد الراحل العظيم بتاريخ 29 يناير الماضي حمدت الله أني عبَّرت فيه عن فضله عليَّ قبل أن يفارق الحياة فرأيتُ أن أخف بها رغم الوعكة التي أعانيها لأتلوها علي هذا الملأ الحزين وهذا هو نص الخطاب:

    مولاي صاحب السيادة والفضل والسماحة الأستاذ الأكبر السيد علي الميرغني حفظه الله وأطال بقاءه ونفع به البلاد والعباد:

    تحية لك خالصة عطرة من قلب يكن لك الأكبار كله والتقدير كله ويعتب علي اللسان والقلم لعجزهما عن القدرة علي التعبير عن مدي ما يجيش به من ذلك الإيثار والتقدير لشخصك العظيم الكبير الذي اختص به السودان ليفعمه نعمة وخيراً وسعادة علي مواطنية اجمعين. ولست أجد كفاء لفضلك العظيم الباهر علي الوطن وفضلك المتعالي وعطفك السابغ علي شخصي الضعيف إلا أن التزم الوفاء لبيتكم الطاهر سلالة الدوحة المحمدية الشريفة التزاماً أوفر له كل جهدي مابقيت قيد الحياة.

    لقد اضفت ياسيدي الي مننك العظيمة عليَّ منِّةً ظاهرة عندما أخترتني وزيراً للتربية والتعليم، وفي يقيني أن كل عمل أديته في هذا المنصب انما يرجع الفضل فيه إلي سيادتكم.

    مولاي السيد الأكبر محمد عثمان الميرغني:

    إنَّ والدكم العظيم الذي فقدنا والذي أعدّك هذا الأعداد المثالي يطول فيه الحديث والرثاء وسترعف به أقلامنا وتلهج به ألسنتنا ما حيينا.

    أما أنت أيها المواطن الباكي الحزين فلك أقول:-

    أرأيتَ كيف الشامخاتُ تزولُ والنيراتُ الزهر كيف تحولُ

    أرأيت أمسَ الشعب حول سريره موجاً علته رنةٌ وعويلُ

    أرأيتَ ميراث النبِّوة نعشــهُ فوقَ الأكَّف كـأنهُ التنـزيلُ

    لو أن ميتاً لايموتُ لــعزةِ فـي قومهِ ما ماتَ قبلُ رسولُ

    أو كانَ فيضُ الدمعِ يُحيي ميتاً لبكــي بذاخرهِ عليكَ النيلُ

    وعـزاء هذا الشعب –إنَّ عزاءه عثمان في ذاك المكان بديل ".

    لقد أرتد المثقف صاحب المواقف الوطنية المتطرفة إلي ملتزم بالوفاء للبيت الطاهر سلالة الدوحة المحمدية الشريفة في حالة كلاسيكية من حالات التخبط في المواقف والتشويش الفكري، تُري هل هي نبوءة احمد خير تتحقق:

    "والتاريخ علي قصره لم يسجل تأييداً لبلاطات الزعماء قائماً علي مبدأ أو إتجاه سياسي أو أجتماعي وان حاول المؤيدون دائماًً الباسه هذا الثوب. بل ترجع التبعية دائماً الي أسباب شخصية ومصالح ذاتية لهؤلاء الأتباع كما هو الحال في الهيئات والمنظمات التي تبني علي الألتفاف حول الفرد والعمل علي كسب مرضاته والتقرب له دون أعمال العقل والمنطق في صراحة وحريه"

    إنَّ يحي الفضلي لا يكتفي برثاء السيد علي الميرغني بل ويُبشِّر الشعب السوداني بخلافة السيد محمد عثمان وهو الأمر الذي سيتكرر مع المحجوب في ظروف أخري وتوقيت آخر.

    نموذج محمد أحمد محجوب:

    عندما اشتدت الأزمة بين السيد الصادق المهدي والمحجوب تمترس الأخير في موقفه مستنداً إلي كفاءته وخبرته وحذر من أن الصادق لن يستطيع مواجهة الأزهري السياسي البارع الذي يستطيع لي ذراع أي رجل، وعندما وصل الصراع الي حد المفاصلة قال قولته الشهيرة:

    "أنَّ ما نشهده اليوم هو أزمة في ديمقراطيتنا، وأزمة أخلاقية، وأزمة في العلاقات الأنسانية، ومن العار أن الذين دافعت عنهم طوال حياتي هم أنفسهم الذين يكبلون يدي ويحطمون قوسي ويستعيضون عن سيفي الفولاذي الحاد بسيف من الخشب"

    وكان المحجوب قد تخرَّج في كلية الهندسة ثم درس الحقوق وصار زعيماً للمعارضة في أول مجلس نواب سوداني ومن بعده تولي حقيبة الخارجية، ثم ترأس وفد السودان في الأمم المتحدة لعدة دورات ثم أصبح رئيساً للوزراء، وهو أديب ومفكر وشاعر، ومن أهم مؤلفاته كتاب "الديمقراطية في الميزان" الذي تعرَّض فيه بالتعليق علي لقاء السيدين وهو اللقاء الذي كان من آثاره المباشرة سقوط حكومة الأزهري، ففي أطار تقييمه لهذا اللقاء كتب المحجوب:

    "يعتبر هذا التحالف " أعظم كارثة" مُنِيَ بها تاريخ السياسة السودانية، ففي هذا اللقاء سعي عدوان لدودان مدي الحياة بدافع الجشع والتهافت علي السلطة والغرور والمصالح الشخصية إلي السيطرة علي الميدان السياسي".

    وكان المحجوب قد كتب في رثاء الأمام عبد الرحمن واحدة من أروع ما كتب من قصائد، وهي قصيدته "الفقير الغني" التي تعتبر بمثابة المانفستو في اعلان موقفه من أمام كيان الأنصار وراعي حزب الأمة:

    يا صانع التاريخ للسودان قد غربت شمس النهار وهذا البدر يــــحتجبُ

    وأوشك النــاس من شكٍ ومن جزعِ أن يحسبــوك إلهاً ليس يُحتسبُ

    ساروا بهديك يوم الهول فأنتصروا علي الدخيل فما لانوا وما غُلبـوا

    ُطلاب حقٍ تميدُ الأرض صرختهم ويصرعون أسود الغاب إن غضبوا

    قد صادقوك وكان الصدقُ رائدهم وصاحبوك أماماً خـير من صحبوا

    تُري ما الذي حول الأمام الذي كاد أن يحسبه الناس ألهاً إلي متهافت علي السلطة وساع وراء المصالح الشخصية؟ إنَّ تقييم المحجوب للقاء السيدين يبدو متأثراً بوضعه الذاتي بعد إقصائه لصالح السيد الصادق المهدي فمن غير المعقول أن يكتشف هذا المفكر الضخم والأديب الكبير هذه الصفات بعد سنوات من العمل السياسي اللصيق بالأمام وحزبه. وكان أحمد خير قد عبَّر عن رأي الخريجين أصحاب الموقف الثابت من التعاون مع زعماء الطوائف منذ فترة طويلة وأبان تبلور الصراع حول قيادة مؤتمر الخريجين:

    "ويزيد المعارضون قائلين لو أن الزعماء الدينيين علي وفاق من حيث المبدأ السياسي والأوضاع الأجتماعية والأنسانية لجاز للمثقفين أن يسيروا معهم، أما وواقع الأمر بخلاف ذلك فإن المنطق يقضي علينا أن نحتفظ بتوازن القوي وأن نستغل هذا الموقف إلي أبعد مدي لمصلحة حركة شعبية مستنيرة فاهمة ديمقراطياً والاَّ فأننا نرتكب خيانة تاريخية نحو الوطن بالأنحراف عن الجادة".

    إنَّ منتوج لقاء السيدين السياسي كان سقوط حكومة الأزهري وقطع الطريق أمام الفئة الثالثة لتشكيل ملامح سودان المستقبل فلماذا صمت المحجوب وشارك في كل الحكومات التي كانت وليدة ذلك اللقاء الذي وصفه بأنه أكبر كارثه في تاريخ السياسة السودانية؟

    لم يُعرف عن المحجوب اتخاذ أي موقف في مواجهة الأمام عبد الرحمن وأبنائه الا بعد أن ظهر في الساحة السياسية خريج أكسفورد الذى صمَّم علي ترأس الوزارة علي حساب المحجوب، ولا عجب فقد كان المحجوب-كالفضلي-قد بشر الشعب والبلاد بعد وفاة الأمام عبد الرحمن:

    من للبلاد وقد أودي محـرِّرها وصائن السلم والأهواء تحــــتربُ؟

    فيا أبا الصادق الصديق أنت لها بعد الأمـام ونحن الجحفل اللجـبُ

    فإن تشأ، لغدت حمراً صوارمنـــا من الدماء ونـار الحــرب تلتهبُ

    إنها ذات البشارة التي جاءت في رثاء الفضلي للسيد علي الميرغني ولكن المحجوب لا يسير بها ألي نهاياتها المنطقية، فبعد الأمام الصديق جاء السيد الصادق الذي رأي في المحجوب سياسياً تقليدياً فقرر أن يبعده ويحل محله.

    خاتمة:

    حاولت في هذا المقال النظر في قضية تخبط المثقف وتغيير المواقف الفكرية والسياسية في ما أسميته "بالجهجهة"، ومعلوم أننا لم نقصد الأنتقاص من قدر هؤلاء الرجال الذين نفخر بعطائهم الوطني ولكننا حاولنا التنبيه لجوانب اغفلها الكثيرون في أطار تقييمهم لتجربة هؤلاء القادة الميامين.

    أنَّ كثيراً من مشاكل الوطن الآنية تضرب بجزورها في الماضي الذي القي بالكثير من الظلال علي ممارسات الأحزاب والحركات السياسية. وإن تقييم تجارب الماضي يتطلب قدراً كبيراً من التسامح (TOLERANCE) فهؤلاء الرجال عملوا في فضاء وطن رحب وتحملوا مسؤليات جسيمة وكانوا نواباً عن الشعب وبالتالي فأن نقد تجربتهم يصبح من الواجب حتي نتجنب سلبيات الممارسة ونبني علي ايجابيات التجربة.

    source
    http://www.sudaneseonline.com/sudanile17.html
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de