|
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)
|
الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى - البشير
بانوراما جرائم الجبهة الاسلامية فى السودان
الحلقة الثانية: البشير يسجل البيان الاول للانقلاب قبل شهر
نقلا عن كتاب: الاخوان والعسكر
تاليف الكاتب المصرى : حيدر طه
عرض : كوات وول وول
الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى
جاء المؤتمر الصحفى فى 6 يونيو بين حدثين هامين: الحدث الاول
انه قبل بضعة ايام فقط بدات الجبهة الاسلامية اول خطوات عسكرية عملية نحو تنفيذ خطة الانقلاب، عندما قامت بتسجيل البيان الاول للانقلاب فى شريط فيديو بصوت وصورة العميد اركان حرب عمر حسن احمد البشير المرشح لان يكون قائد الانقلاب
فقد كشف العميد عمر البشير لمجلة الوطن العربى فى حديث معه نشرته فى يوم 28 يوليو 1989 قائلا (كانت خطة الانقلاب جاهزة، وحتى البيان الاول كان جاهزا ومسجلا بصوتى وصورتى على شريط فيديو قبل شهر من استلامنا للسلطة فى 3. يونيو). وم البدهى ان يلح الجميع على توجيه سؤال مشروع هو:اين تم تسجيل البيان الاول على شريط فيديو ظهر بعد ذلك معروضا على المشاهدين فى ساعات الصباح الاولى للانقلاب ...؟.
ثم كان من المنطق ان ياتى سؤال اخر متصل به هو : اين تم حفظ هذا الشريط لمدة شهر كامل، وهو دليل ادانة قوى لمخطط انقلاب على السلطة الشرعية اذا ما تم ضبطه بواسطة اجهزة امن السودان او الاستخبارات العسكرية؟.
الحقيقة الاولى تقول ان البيان الاول تم تسجيله على شريط من نوع ( يوميتك4/3 بوصة صغير .
والحقيقة الثانية تقول ان هناك ثلاث جهات فقط فى السودان تملك كاميرات فيديو من نوع يومتك ( بنظام بال).
هذه الجهات الثلاثة هى تلفزيون جمهورية السودان، جهة رسمية وقومية، وهناك معتمدية العاصمة القومية وهى جهة رسمية وصفتها قومية ، اما الثالثة فهى منظمة الدعوة الاسلامية وابنتها لحما ودما وعظما.
ومصادر القوات المسلحة تؤكد ان الجيش لم يمتلك مثل هذه النوع من كاميرات فيديو يومتك ، وانه يستعمل اشرطة فيديو من (فيديو هوم سيستم).
وحينما كانت بعض افرع القوات المسلحة ترسل بعض المواد التليفزيونية لعرضها فان الفنيين فى التليفزيون يقومون بنقلها على اشرطة من نوع يوميتك المستخدم فى التلفزيون.
وحتى اذا افترض ان الجيش يملك مثل هذه الكاميرا فلايمكن ان يتصور احد ان الانقلابين سوف تحملهم الشجاعة على تجاوز اهم عنصر فى الانقلاب وهو السرية لتسجيل البيان الاول للانقلاب داخل احد مكاتب الادارات المختلفة للقوات المسلحة، خصوصا وان عملية التسجيل تحتاج الى خبرة اخراج فنى - ضبط الاضاءة والصوت واختيار الخلفية المناسبة لانقلاب يركز على اهمية الانطباع الاول والتمويه. كما تتطلب عملية التسجيل ان يكون قائد الانقلاب متحليا بهدوء وثبات واطمئنان متوفر من قدرة عالية على اجراءات تامين مكان التسجيل.
اذن الوقائع والحقائق والقرائن تقول ان البيان الاول والمراسيم الدستورية قد تم تسجيلها فى استديوهات منظمة الدعوة الاسلامية فى مبنى الرئاسة بمدينة الرياض الواقعة شرق الخرطوم.
وتقارير منظمة الدعوة الاسلامية المنشورة فى كتيبات تقول ان المنظمة انشات استديوهات الاعلام من اجل الدعوة منذ عام 1983 بتكلفة تتجاوز نصف المليون دولار.
وفى كتاب اصدرته المنظمة عام1986 ذكرت انه من اجل تطوير وسائل الدعوة باستخدام اساليب التقنية الحديثة قام ( قسم الاعلام والنشر) بانشاء استديو كامل للانتاج الاذاعى والتليفزيونى برئاسة المنظمة.
اما ارتباط المنظمة بالجبهة الاسلامية فهو ارتباط وصفه احد اساتذه الطب بانه ارتبط القلب بالوريد او كما يحلو لاحد الصحفيين ان يقول انه ارتباط الحذاء بالقدم، وهذ ما اكده الترابى اكثر من مرة فى اكثر من مناسبة ووثقه فى كتابه (الحركة الاسلامية فى السودان). فى فقرة جاءت بهذا النص (ولما اعتمدت الحركة استراتيجية ايجابية نحو الجنوب تقضى استيعابه فى المشروع الاسلامى السودانى لااهماله ولافصله،توجهت عناصر من الحركة لتاسيس منظمة الدعوة الاسلامية تبشيرا منهجيا يخاطب المناطق غير المسلمة فى السودان بالدعوة والخدمة الاجتماعية ليدخلوا فى ملة الاسلام).
وبتسجيل البيان الاول فى استديوهات منظمة الدعوة الاسلامية انتقلت المنظمة من الدعوة الى الاعتداء على الشرعية وتحولت من توجيه خطابها الى المناطق غير المسلمة الى المسلمين ومن التبشير المنهجى الى الانقلاب المسلح.
وبهذا انزلقت المنظمة الخيرية الى بؤرة العمل السياسى حيث بلغت مركز الفعل بالمشاركة فى تنفيذ انقلاب عسكرى.
الحدث الثانى: انه بعد بضعة ايام من المؤتمر الصحفى سوف تبداء باديس ابابا المحادثات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، حول تنفيذ مبادرة السلام السودانية والاجراءات الخاصة حول تمهيد الطريق اما انعقاد المؤتمر الدستورى. وكان وفد من اللجنة الوزارية للسلام قد توجه يوم 9يونيو من الخرطوم الى اديس بابا وضم الوفد دكتور بشير عمر وجوزيف اوكيلو ودكتور تيسير محمد احمد. وفى نفس الوقت كان السيد احمد الحسين وزيرا للخارجية السودانى ورئيس اللجنة الوزارية يزور القاهرة حاملا رسالة خطية الى الرئيس محمد حسنى مبارك من رئيس مجلس راس الدولة السودانية احمد الميرغنى تتعلق بالغاء اتفاقية الدفاع المشترك بقرار سياسى مشترك يعبر عن ارادة البلدين.
ففى وقت سابق كانت حكومة الصادق المهدى قد كونت لجنة وزارية بهدف مواصلة مساعى السلام واستمرار الاتصال بالحركة الشعبية للاتفاق على تنفيذ مبادرة السلام السودانية وعلى عقد المؤتمر الدستورى. وبالفعل تمت الاتصالات وتواصلت اللقاءات الى ان ادت الى اتفاق على عقد اجتماع فى 4يوليو1989 فى اديس ابابا لمراجعة ماتم بشان المبادرة، كما تم الاتفاق ايضا على موعد المؤتمر الدستورى فى 18سبتمبر 1989م.
وفى مذكراته التى تناولت تلك الفترة وذلك الحدث كتب الصادق المهدى قائلا: بان ملف الحكومة الخاص باجتماع اربعة يوليو 1989 تم تحضيره على نحو التالى:كاتبت رئيس الوزراء المصرى دكتور عاطف صدقى بشان قرارنا الخاص بالغاء اتفاقية الدفاع المشترك التى صار الغاؤها رسميا تقنينا لواقع ماثل ، وقد رد على دكتور عاطف صدقى بالموافقة على ذلك مادامت هى رغبة السودان.
كان البرتوكول السودانى - الليبى الذى وقع عليه من الجانب السودانى وزير الدفاع فى الفترة الانتقالية اللواء عثمان عبدالله قد استنفد مدته وبهذا اعلنت ليبيا على لسان ابوبكر يونس ترحيبها ودعمها لمساعى السلام السودانية. اما بشان تجميد الحدود فقد ذكر الصادق المهدى بانه راى فى نهاية الامر،ان يكون تفسير التجميد بعد تداؤل وتقنين ذلك الاجراء كالاتى:توقيع العقوبة على الجرائم الحديةتعزيزا دون الحد وتقنين ذلك الاجراء.
يصدر راس الدولة عفوا على المحكومين بالقطع وذلك على اساس ان العيوب الموجودة فى قوانين سبتمبر شبهة تدرا الحد.
الذين عليهم ديات وظلوا فى السجون لمدة طويلة لانهم لايستطيعون دفعها ، تدفع الدولة دياتهم من الزكاة.
بهذه السياسات والاجراءات ازالت الحكومة معظم العراقيل الاساسية من الطريق الوصول الى سلام، ومهدت المناخ تماما للاتفاق على عقد المؤتمر الدستورى.
وبهذين الحدثين انتصب فى الساحة مشروعان متناقضان ومتسابقان، مشروعان نجاح احدهما يقتل الاخر، مشروع السلام وهو ما تتبناه الحكومة وكل الاحزاب تقريبا والاغلبية من الشعب السودانى بمختلف قطاعاته،ومشروع الانقلاب وهو ما تعد له الجبهة الاسلامية سرا.
والمشروعان يتسابقان بالرغم من ان دعاة السلام لايعلمون انهم داخل الحلبة، ولايعلمون بما يجرى تحت السطح، حيث لم يستشعروا هزات اخذت تشتد كلما تعالت قرع طبول ( الحرب المقدسة) التى اعلنتها الجبهة الاسلامية.
واهم عنصرين فى السباق هما وقت الانطلاق وزمن الوصول، ومابينهما يعتمد على اسلوب كل متسابق ومعرفته بالارض التى يتحرك عليها وقدرته على تقدير قوة منافسه.
فاذا كان دعاة السلام حددوا زمن الوصول بتاريخ 18سبتمبر كمرحلة نهائية و4يوليو كمرحلة متوسطة، فان اصحاب مشروع الانقلاب حددوا ساعة الوصول بتاريخ 3.يونيو1989
ولان السلام قضية معقدة ومتشابكة فان دعاته يحتاجون الى وقت لحل العقد وفك التناقضات ثم يتجهون الى بناء السلام. ولان الانقلاب اجراء سهل على خصوصا على الديمقراطية، حيث تكون الاعصاب فى حالة استرخاء سائب والحكومة لاتحفل كثيرا بمسائل الامن ، فان محتاجى الانقلاب لايحتاجون الا لقوة بسيطة العدد من الضباط والجنود لاحتلال اهم مواقع الاستراتيجية واذاعة البيان الاول بشرط الحفاظ على عنصر السرية كاملا.
ومن الطبيعى ان تكون الجبهة الاسلامية استفادت من حالة الاسترخاء الامنى للبدء فى تنفيذ مشروعها فى وقت مبكر.
فخطة الانقلاب موضوعة منذ ما قبل ان يجتمع المكتب التنفيذى للجبهة الاسلامية فى 27 مارس1989 ، ليؤيد باغلبية الاصوات ما تقدم به الترابى من مشروع يدعو الى التغيير عن طريق الاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة تحت راية الجهاد واعمالا لمقررات المؤتمر العام الثانى الدعية الى تنفيذ شعار ( التمكين فى الارض).
فى ذلك الاجتماع لم يكن من الحاضرين ينتظر ان تطرح امامه خطة محددة التفاصيل للانقلاب ، فقد فهم الجميع ان مسؤلية وضع الخطة وتحديد وسائل تنفيذها يدخل فى اصل مهام التنظيم الخاص باشراف الامين العام ونائبه.
فقد ظل التنظيم الخاص منذ نهاية السبعينات هو الوعاء التنظيمى لمجموعة الضباط المنتمين فكرا والملتزمين ممارسة بمنهج الاخوان المسلمين ثم الجبهة الاسلامية وربما اهم منقولات التجربة التنظيمية من الاخوان المسلمين الى الجبهة الاسلامية، هى تجربة التنظيم الخاص المنظم للعلاقة بين الجيش والاخوان . وهى تجربة تاثر بها قادة الحركة منذ ميلادها فى منتصف الخمسينات.
ولعل افضل ما سجل عن هذه التجربة هى العلاقة بين الاخوان والجيش - ما كتبه صلاح شادى، احد قادة الاخوان المسلمين فى مصر، فى كتابه صفحات التاريخ الذى كان مرجعا ومرشدا للقادة الجبهة فى الخرطوم حينما كانوا يخططون الانقلاب وحينما تولوا السلطة بعد ذلك.
نواصل فى الحلقة القادمة
[email protected]
Source: Sudanile June 5, 2005
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية | merfi | 06-02-05, 07:15 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | خضر عطا المنان | 06-02-05, 10:04 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-02-05, 02:10 PM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-05-05, 07:13 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-14-05, 06:53 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-19-05, 11:19 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-22-05, 05:10 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-26-05, 05:52 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 06-29-05, 05:03 AM |
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل | merfi | 07-02-05, 09:13 AM |
|
|
|