الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2005, 07:15 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية



    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير

    بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة الاولى: الموتمر العام للجبهة الاسلامية

    نقلا عن كتاب: الاخوان والعسكر فى السودان

    تاليف الكاتب المصرى: حيدر طه

    عرض: كوات وول وول

    الغرض: فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    الاخوة الاعزاء: لعل الجبهة القومية الاسلامية فى عامها السادس عشر للانقلاب المنبوذ، وهى على استعداد للاحتفال بعيدها الانقلابى، سأبدأ من اليوم بنشر اهم محطات التى مرت بها الانقلاب من التخطيط للتنفيذ ،واختمها بالجرائم التى ارتكبتها الجبهة فى حق الشعب السودانى. وقد قمت بنقل هذه الحلقة والحلقات القادمة من كتاب المذكور عنوانه اعلى المقال ويشمل الكتاب ثلاث عشر فصلا، يقع فى 342 صفحة ويتناول قصة اخوان المسلمين بالسلطة منذ تاسيس التنظيم فى الاربعينات. ولكن سانشر ثمانية حلقات متتالية من الفصل الثانى عشر للكتاب وهو باب الانقلاب، ثم اختمها باربعة حلقات من الفصل الثالث عشر وهو باب المازق اى الجرائم التى مارسها الجبهة ضد المعتقلين فى بيوت الاشباح. ولاننا نعيش فى ظل السلام وعلى اعتاب التحول الديمقراطى التعددى ،يجب علينا جميعا ان نعرف وحشية الجبهة الاسلامية باعتبارها اخر الانظمة الديكتاتوري الاستبدادية، واسوأ نظام حكم السودان بالحديد قبل ان يتحول الى صانع السلام وداعى اليمقراطية

    جلس الترابى خلف طاولة مريحة تتوسط الصالة المعدة للمؤتمرات بالمركز العام للجبهة الاسلامية امام عدد لاباس به من الصحفيين فى موتمر صحفى اشبه بان يكون (طارئا). عقده ظهر يوم 6 يونيو1989، متحدثا بطريقته المميزة وصوته المصطنع وكلماته المنتقاة وضحكته المتقطعة ذات الفحيح المثير للانتباه واحيانا للاعصاب،عن الوضع السياسى فى البلاد.

    كان الترابى كعادته يستميت فى ان يخفى عصبية ظاهره فى حركة دائبة ليدية. واللافت للنظر فى هذا الموتمر حضور اركان المكتب التنفيذى ومجلس الشورى فى الجبهة الاسلامية مما يوحى بانه موتمر فوق الطارىء وان مضمونه يحمل اهمية خاصة لم تحملها المؤتمرات الصحفية السابقة.

    فى هذا المؤتمر الصحفى اصدر الترابى اعلانين هامين: التعبئة القصوى والجهاد. وباعلان التعبئة القصوى ارادت الجبهة الاسلامية على لسان امينها العام استنفار كل اجهزتها وامكانياتها وحشد مؤيديها فى اتجاه عمل سياسى من نوع خاص وعلى مستوى مختلف.

    وباعلان الجهاد كانما اطلقت الجبهة الاسلامية كلمة السر للانقلاب القادم فى الطريق. فى هذا المؤتمر- وقد امتد قرابة الثلاث ساعات-اوغل الترابى فى الحديث عما اعتبره (تدابير دولية) تهدد امن السودان فى تلك المرحلة التى وصفها بالمرحلة الخطر الابلغ. وحملت كلماتها رنة مختلفة لشىء يجرى فى عقله وفى عقل اركان قيادة الجبهة الاسلامية عندما قال بتركيز واضح مشوب بعصبية: ان هذه الحكومة ميئوس منها والخلاص فى اسقاطها.

    كلمات لها رنة مختلفة لاهى رنة تهديد ولا هى رنة تحذير لعلها شيئا بين التفكير بصوت عال والتمهيد بصورة درامية لما هو ات، ولكن رغم رنينها ذاك فهى لم تستفز خيال الصحفيين ليتصوروا ان هذه الكلمات تعنى حرفيا ما جاء على لسان الامين العام للجبهة الاسلامية، ربما لان احدا لم يكن قادرا على ان يتخيل ان وراء الكلمات مشروع انقلاب تلوح بيارقه فى الظلام.

    ولم يكن احد مستعد ان يغوص فى كل المعنى حينما يرتبط المعنى بحال الجبهة استكشفت مبكرا ان ازمتها السياسية اعمق وافدح من ان يتم تجاوزها بالديمقراطية. فقد تعامل الجميع مع مفردات الترابى بعقل برىء فلم يعتبرونها نوعا من التورية فى سياق بلاغة سياسية تقول القريب وتقصد البعيد. فماذا فعل الصحفيون غير ان نقلوا الى الراى العام الوجه البرىء للمعنى وهو معنى يقول ان الجبهة الاسلامية سوف تستخدم عددها البرلمانى والجماهيرى للضغط فى اتجاه تغيير الحكومة وليس فى اتجاه تغيير النظام الديمقراطى كله، فكان ذلك هو المعنى الظاهر فى سياق ظروف سياسية فرضت على الجبهة الابتعاد دون رضاها عن الحكومة.

    كان المؤتمر الصحفى بمثابة (جرافة) راحت تعمل على التمهيد السياسى الشامل للانقلاب القادم فى الطريق، ففى كلمته جدد الترابى اربع مسائل سياسية سماها (ثغرات).. وهى:

    الاولى: ان تدبيرا دوليا ينعقد (الان) للاطاحة بالنظام الحاكم فى السودان ويتخذ وسائط داخل الحكومة الراهنة. وفى هذا الجانب وجه الترابى اتهاما مبطنا لمصر عندما قال ان الرئيس السابق نميرى يتمتع بحرية اوسع بمصر، وان الجهات الدولية التى تقابل نميرى ليست بعيدة عن الجهات التى اعلنت عدم رضائها عن الوضع فى السودان وتريد ان تتجاوز النظام الحاكم.

    الثانية: ان من النتائج اتفاقية الميرغنى - قرنق ما حصل من تمدد للتمرد وتقليص السيادة على الارض والجو والمحاصرة الدبلوماسية. وفى هذا الجانب وصف الترابى المفاوضات المقرر ان تستانف فى 11يونيو بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بانها جولة جديدة من المناورات، وقال ان لجنة السلام الحكومية لاتحمل فكرة موضوعية لمحاورة جون قرنق ومستقبل العلاقات معه، متهما الذين يتولون المفاوضات عن الحكومة بانهم (اوصياء دوليون). والثالثة: ان هناك عناصر غالبة فى الحكومة تريد اضعاف القوات المسلحة وتعمل ضد اى عمل لتقوية الجيش...وفى هذا الجانب كشف الترابى عن جزء من الوجه العسكرى للجبهة الاسلامية عندما قال ان الحكومة انخذلت فى عمليات الدفاع عن الوطن مما ادى الى ان تولى الجهد الخاص عمليات الدفاع، واضاف كاشفا مزيدا من المعلومات بان بالسودان الان بضعة وعشرين تشكيلا مقاتلا للدفاع عن ارضه، وان الحكومة يمكن ان تحيط بهذه القوى لو اجازت قانون الدفاع الشعبى.



    الرابعة: ان اتفاقية السلام السودانية لاتهدف الى تجميد قوانين الشريعة، وانما تحاول من خلال لجنة العلمانيين القانونيين ان تبرر اصدار قانون لالغائها نهائيا. وفى هذا الجانب اصدر الترابى فتواه القائلة بان هذا هو الوداع الاخير لاحزاب الحكومة للشريعة الاسلامية مما يعنى الردة الدينية عن الاسلام والانتكاس السياسى.

    هذا ما طرحه الترابى من مبررات لدعوة (الجهاد) بكل ما تحمله من معنى الحرب المقدسة الشاملة ضد حكومة شرعية جاءت برضاء الناس عبر انتخابات حرة ونزيهة وضد رجال هم قادة دينيون يعتبرون فى راى الاغلبية المسلمة والمسيحية مسلمون ولايعتقد احد انهم كفار يحق فيهم الجهاد. والجهاد فى الفقه يحمل معنى قتال المسلمين للكفار الذين لايتمتعون بحماية الذمة او المهادنة، والعودة الى عقيدة الجهاد كمبرر لقتال قوم هم- وفقا لكل الحقائق والوقائع ولشهادة لا اله الا الله التى ينطقونها صباح ومساء وشهادة الميلاد - مسلمون ويعتقدون انفسهم مسلمين، والعودة الى عقيدة الجهاد بهذا المبرر يتطلب منطقا اخر وحججا اخرى وفقها اخر غير ما نطق بها الامين العام للجبهة الاسلامية . ومن المؤكد ان يدفع الاستغراب المرء الى ان يسال لماذا لجا الترابى الى دعوة لايسندها منطق فى حين ان الادب السياسى وفى الواقع السياسى كثير من المبررات التى تغنى صاحب الدعوة عن اللجوء الى المعانى الدينية فى شعار الجهاد حيث انه شعار غير ملائم من حيث تحديد العدو ومن حيث منطق العصر الذى يدعو للحوار وبالتى هى احسن خصوصا بين ابناء الوطن الواحد. نواصل فى الحلقة القادمة


    Source: Sudanile June 2 , 2005

    You may follow this series in Sudanile

                  

06-02-2005, 10:04 AM

خضر عطا المنان
<aخضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)

    Quote: بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    نقلا عن كتاب: الاخوان والعسكر فى السودان

    تاليف الكاتب المصرى: حيدر طه

    Merfi

    مؤلف هذا الكتاب القيم والزاخر بالمعلومات عن ذلك أنقلاب الترابيين المشؤوم

    هو صديقي وزميلي الأستاذ حيدر طه .. وهو سوداني أصيل ..صحافي مناضل .. وهو أحد

    مؤسسي نقاية الصحفيين السودانيين المعارضين في المنفى والتي أتشرف بالانتماء

    اليها .. ويعمل حاليا بسكرتارية التحرير في صحيفة( أخبار العرب ) بدولة الامارات

    العربية المتحدة ( أبوظبي ) .. كما انه عضو معي بالمنظمة الدلية للصحفيين والتي

    تضم في عضويتها صحفيين من اكثر من 120 بلدا في العالم ومقرها العاصمة التشيكية

    ( براغ ) .. وقد كان من كبار الصحفيين بجريدة ( الخرطوم ) قبيل انتقالها من القاهرة

    الى العاصمة الخرطوم ..

    هذا ما لزم التنويه اليه ..

    ولك مودتي ..

    خضرعطا المنان

    [email protected]
    _________________
                  

06-02-2005, 02:10 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)

    Thanks Ustaz Khidir for the corrected info
                  

06-05-2005, 07:13 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)


    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى - البشير

    بانوراما جرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة الثانية: البشير يسجل البيان الاول للانقلاب قبل شهر

    نقلا عن كتاب: الاخوان والعسكر

    تاليف الكاتب المصرى : حيدر طه

    عرض : كوات وول وول

    الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    جاء المؤتمر الصحفى فى 6 يونيو بين حدثين هامين: الحدث الاول

    انه قبل بضعة ايام فقط بدات الجبهة الاسلامية اول خطوات عسكرية عملية نحو تنفيذ خطة الانقلاب، عندما قامت بتسجيل البيان الاول للانقلاب فى شريط فيديو بصوت وصورة العميد اركان حرب عمر حسن احمد البشير المرشح لان يكون قائد الانقلاب

    فقد كشف العميد عمر البشير لمجلة الوطن العربى فى حديث معه نشرته فى يوم 28 يوليو 1989 قائلا (كانت خطة الانقلاب جاهزة، وحتى البيان الاول كان جاهزا ومسجلا بصوتى وصورتى على شريط فيديو قبل شهر من استلامنا للسلطة فى 3. يونيو). وم البدهى ان يلح الجميع على توجيه سؤال مشروع هو:اين تم تسجيل البيان الاول على شريط فيديو ظهر بعد ذلك معروضا على المشاهدين فى ساعات الصباح الاولى للانقلاب ...؟.

    ثم كان من المنطق ان ياتى سؤال اخر متصل به هو : اين تم حفظ هذا الشريط لمدة شهر كامل، وهو دليل ادانة قوى لمخطط انقلاب على السلطة الشرعية اذا ما تم ضبطه بواسطة اجهزة امن السودان او الاستخبارات العسكرية؟.

    الحقيقة الاولى تقول ان البيان الاول تم تسجيله على شريط من نوع ( يوميتك4/3 بوصة صغير .

    والحقيقة الثانية تقول ان هناك ثلاث جهات فقط فى السودان تملك كاميرات فيديو من نوع يومتك ( بنظام بال).

    هذه الجهات الثلاثة هى تلفزيون جمهورية السودان، جهة رسمية وقومية، وهناك معتمدية العاصمة القومية وهى جهة رسمية وصفتها قومية ، اما الثالثة فهى منظمة الدعوة الاسلامية وابنتها لحما ودما وعظما.

    ومصادر القوات المسلحة تؤكد ان الجيش لم يمتلك مثل هذه النوع من كاميرات فيديو يومتك ، وانه يستعمل اشرطة فيديو من (فيديو هوم سيستم).

    وحينما كانت بعض افرع القوات المسلحة ترسل بعض المواد التليفزيونية لعرضها فان الفنيين فى التليفزيون يقومون بنقلها على اشرطة من نوع يوميتك المستخدم فى التلفزيون.

    وحتى اذا افترض ان الجيش يملك مثل هذه الكاميرا فلايمكن ان يتصور احد ان الانقلابين سوف تحملهم الشجاعة على تجاوز اهم عنصر فى الانقلاب وهو السرية لتسجيل البيان الاول للانقلاب داخل احد مكاتب الادارات المختلفة للقوات المسلحة، خصوصا وان عملية التسجيل تحتاج الى خبرة اخراج فنى - ضبط الاضاءة والصوت واختيار الخلفية المناسبة لانقلاب يركز على اهمية الانطباع الاول والتمويه. كما تتطلب عملية التسجيل ان يكون قائد الانقلاب متحليا بهدوء وثبات واطمئنان متوفر من قدرة عالية على اجراءات تامين مكان التسجيل.

    اذن الوقائع والحقائق والقرائن تقول ان البيان الاول والمراسيم الدستورية قد تم تسجيلها فى استديوهات منظمة الدعوة الاسلامية فى مبنى الرئاسة بمدينة الرياض الواقعة شرق الخرطوم.

    وتقارير منظمة الدعوة الاسلامية المنشورة فى كتيبات تقول ان المنظمة انشات استديوهات الاعلام من اجل الدعوة منذ عام 1983 بتكلفة تتجاوز نصف المليون دولار.

    وفى كتاب اصدرته المنظمة عام1986 ذكرت انه من اجل تطوير وسائل الدعوة باستخدام اساليب التقنية الحديثة قام ( قسم الاعلام والنشر) بانشاء استديو كامل للانتاج الاذاعى والتليفزيونى برئاسة المنظمة.

    اما ارتباط المنظمة بالجبهة الاسلامية فهو ارتباط وصفه احد اساتذه الطب بانه ارتبط القلب بالوريد او كما يحلو لاحد الصحفيين ان يقول انه ارتباط الحذاء بالقدم، وهذ ما اكده الترابى اكثر من مرة فى اكثر من مناسبة ووثقه فى كتابه (الحركة الاسلامية فى السودان). فى فقرة جاءت بهذا النص (ولما اعتمدت الحركة استراتيجية ايجابية نحو الجنوب تقضى استيعابه فى المشروع الاسلامى السودانى لااهماله ولافصله،توجهت عناصر من الحركة لتاسيس منظمة الدعوة الاسلامية تبشيرا منهجيا يخاطب المناطق غير المسلمة فى السودان بالدعوة والخدمة الاجتماعية ليدخلوا فى ملة الاسلام).

    وبتسجيل البيان الاول فى استديوهات منظمة الدعوة الاسلامية انتقلت المنظمة من الدعوة الى الاعتداء على الشرعية وتحولت من توجيه خطابها الى المناطق غير المسلمة الى المسلمين ومن التبشير المنهجى الى الانقلاب المسلح.

    وبهذا انزلقت المنظمة الخيرية الى بؤرة العمل السياسى حيث بلغت مركز الفعل بالمشاركة فى تنفيذ انقلاب عسكرى.

    الحدث الثانى: انه بعد بضعة ايام من المؤتمر الصحفى سوف تبداء باديس ابابا المحادثات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، حول تنفيذ مبادرة السلام السودانية والاجراءات الخاصة حول تمهيد الطريق اما انعقاد المؤتمر الدستورى. وكان وفد من اللجنة الوزارية للسلام قد توجه يوم 9يونيو من الخرطوم الى اديس بابا وضم الوفد دكتور بشير عمر وجوزيف اوكيلو ودكتور تيسير محمد احمد. وفى نفس الوقت كان السيد احمد الحسين وزيرا للخارجية السودانى ورئيس اللجنة الوزارية يزور القاهرة حاملا رسالة خطية الى الرئيس محمد حسنى مبارك من رئيس مجلس راس الدولة السودانية احمد الميرغنى تتعلق بالغاء اتفاقية الدفاع المشترك بقرار سياسى مشترك يعبر عن ارادة البلدين.

    ففى وقت سابق كانت حكومة الصادق المهدى قد كونت لجنة وزارية بهدف مواصلة مساعى السلام واستمرار الاتصال بالحركة الشعبية للاتفاق على تنفيذ مبادرة السلام السودانية وعلى عقد المؤتمر الدستورى. وبالفعل تمت الاتصالات وتواصلت اللقاءات الى ان ادت الى اتفاق على عقد اجتماع فى 4يوليو1989 فى اديس ابابا لمراجعة ماتم بشان المبادرة، كما تم الاتفاق ايضا على موعد المؤتمر الدستورى فى 18سبتمبر 1989م.

    وفى مذكراته التى تناولت تلك الفترة وذلك الحدث كتب الصادق المهدى قائلا: بان ملف الحكومة الخاص باجتماع اربعة يوليو 1989 تم تحضيره على نحو التالى:كاتبت رئيس الوزراء المصرى دكتور عاطف صدقى بشان قرارنا الخاص بالغاء اتفاقية الدفاع المشترك التى صار الغاؤها رسميا تقنينا لواقع ماثل ، وقد رد على دكتور عاطف صدقى بالموافقة على ذلك مادامت هى رغبة السودان.

    كان البرتوكول السودانى - الليبى الذى وقع عليه من الجانب السودانى وزير الدفاع فى الفترة الانتقالية اللواء عثمان عبدالله قد استنفد مدته وبهذا اعلنت ليبيا على لسان ابوبكر يونس ترحيبها ودعمها لمساعى السلام السودانية. اما بشان تجميد الحدود فقد ذكر الصادق المهدى بانه راى فى نهاية الامر،ان يكون تفسير التجميد بعد تداؤل وتقنين ذلك الاجراء كالاتى:توقيع العقوبة على الجرائم الحديةتعزيزا دون الحد وتقنين ذلك الاجراء.

    يصدر راس الدولة عفوا على المحكومين بالقطع وذلك على اساس ان العيوب الموجودة فى قوانين سبتمبر شبهة تدرا الحد.

    الذين عليهم ديات وظلوا فى السجون لمدة طويلة لانهم لايستطيعون دفعها ، تدفع الدولة دياتهم من الزكاة.

    بهذه السياسات والاجراءات ازالت الحكومة معظم العراقيل الاساسية من الطريق الوصول الى سلام، ومهدت المناخ تماما للاتفاق على عقد المؤتمر الدستورى.

    وبهذين الحدثين انتصب فى الساحة مشروعان متناقضان ومتسابقان، مشروعان نجاح احدهما يقتل الاخر، مشروع السلام وهو ما تتبناه الحكومة وكل الاحزاب تقريبا والاغلبية من الشعب السودانى بمختلف قطاعاته،ومشروع الانقلاب وهو ما تعد له الجبهة الاسلامية سرا.

    والمشروعان يتسابقان بالرغم من ان دعاة السلام لايعلمون انهم داخل الحلبة، ولايعلمون بما يجرى تحت السطح، حيث لم يستشعروا هزات اخذت تشتد كلما تعالت قرع طبول ( الحرب المقدسة) التى اعلنتها الجبهة الاسلامية.

    واهم عنصرين فى السباق هما وقت الانطلاق وزمن الوصول، ومابينهما يعتمد على اسلوب كل متسابق ومعرفته بالارض التى يتحرك عليها وقدرته على تقدير قوة منافسه.

    فاذا كان دعاة السلام حددوا زمن الوصول بتاريخ 18سبتمبر كمرحلة نهائية و4يوليو كمرحلة متوسطة، فان اصحاب مشروع الانقلاب حددوا ساعة الوصول بتاريخ 3.يونيو1989

    ولان السلام قضية معقدة ومتشابكة فان دعاته يحتاجون الى وقت لحل العقد وفك التناقضات ثم يتجهون الى بناء السلام. ولان الانقلاب اجراء سهل على خصوصا على الديمقراطية، حيث تكون الاعصاب فى حالة استرخاء سائب والحكومة لاتحفل كثيرا بمسائل الامن ، فان محتاجى الانقلاب لايحتاجون الا لقوة بسيطة العدد من الضباط والجنود لاحتلال اهم مواقع الاستراتيجية واذاعة البيان الاول بشرط الحفاظ على عنصر السرية كاملا.

    ومن الطبيعى ان تكون الجبهة الاسلامية استفادت من حالة الاسترخاء الامنى للبدء فى تنفيذ مشروعها فى وقت مبكر.

    فخطة الانقلاب موضوعة منذ ما قبل ان يجتمع المكتب التنفيذى للجبهة الاسلامية فى 27 مارس1989 ، ليؤيد باغلبية الاصوات ما تقدم به الترابى من مشروع يدعو الى التغيير عن طريق الاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة تحت راية الجهاد واعمالا لمقررات المؤتمر العام الثانى الدعية الى تنفيذ شعار ( التمكين فى الارض).

    فى ذلك الاجتماع لم يكن من الحاضرين ينتظر ان تطرح امامه خطة محددة التفاصيل للانقلاب ، فقد فهم الجميع ان مسؤلية وضع الخطة وتحديد وسائل تنفيذها يدخل فى اصل مهام التنظيم الخاص باشراف الامين العام ونائبه.

    فقد ظل التنظيم الخاص منذ نهاية السبعينات هو الوعاء التنظيمى لمجموعة الضباط المنتمين فكرا والملتزمين ممارسة بمنهج الاخوان المسلمين ثم الجبهة الاسلامية وربما اهم منقولات التجربة التنظيمية من الاخوان المسلمين الى الجبهة الاسلامية، هى تجربة التنظيم الخاص المنظم للعلاقة بين الجيش والاخوان . وهى تجربة تاثر بها قادة الحركة منذ ميلادها فى منتصف الخمسينات.

    ولعل افضل ما سجل عن هذه التجربة هى العلاقة بين الاخوان والجيش - ما كتبه صلاح شادى، احد قادة الاخوان المسلمين فى مصر، فى كتابه صفحات التاريخ الذى كان مرجعا ومرشدا للقادة الجبهة فى الخرطوم حينما كانوا يخططون الانقلاب وحينما تولوا السلطة بعد ذلك.

    نواصل فى الحلقة القادمة

    [email protected]

    Source: Sudanile June 5, 2005

                  

06-14-2005, 06:53 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)


    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى" الترابى - البشير

    بانوراما جرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة الرابعة: التحرك السياسى والاعلامى للجبهة قبل الانقلاب
    نقلا عن كتاب: الاخوان والعسكر

    عرض : كوات وول وول:

    الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    كان ترتيب تفاصيل خطة الانقلاب تسير مترافقة مع التحرك السياسى والاعلامى للجبهة الاسلامية، وقد تصاعد هذا التحرك خلال الثلاثة الاسابيع الاخيرة من يونيو فى عدة اتجاهات ضمن وقائع واحداث كثيفة ومتوالية.

    عقد الترابى ظهر 13يونيو اجتماعا مطولا مع الصادق المهدى بحثا فيه قضايا الامن والدفاع ومسالة السلام فى المرحلة التالية ، وصرح الترابى لجريدة الراية التابعة للجبهة الاسلامية ، ان الاجتماع لايترتب عليه شىء فى العلاقات الجبهة الاسلامية بالحكومة الحالية.

    وفى نفس اليوم عقدت الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن اجتماعا مع الضباط المتقاعدين، ونشرت جريدة الاسبوع تصريحات الضباط يؤكدون فيها استعدادهم لتدريب الشباب للدفاع عن الوطن ، وكان الاجتماع فى الاصل لمجموعة المدنيين المشاركين فى الانقلاب. وفى رد فعل لما يجرى باسم هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن وصف محمد عثمان الميرغنى دعوة الاجتماع بانها تسلب القائد العام صلاحياته، منوها فى خطابه الذى القاه فى نادى الخريجين بندوة نظم فى نفس اليوم (لقد قامت هيئة مزعومة باسم الدفاع عن العقيدة والوطن وهى تنازع القائد العام بصلاحياته باستدعاء الاحتياطى من الضباط المتعاقدين.

    وتساءل الميرغنى قائلا: هل نصبوا انفسهم مكان القائد العام للقوات المسلحة؟ وقال ان هذا يجر البلاد الى الفتنة.

    صرح على عثمان محمد طه لجريدة الاسبوع فى 17يونيو ان الجبهة الاسلامية توالى الاقاليم تنفيذا لقرار هيئة الشورى والمكتب التنفيذى للجبهة الاسلامية بدعم العمل السياسى والتنظيم الشعبى، وقال ان وفود الجبهة الاسلامية ستقوم بطواف بالاقليم الشمالى كما سيقود اللواء معاش الفاتح عابدون وفدا لمديرية النيل وستتوجه وفود اخرى فى الاسبوع القادم الى اقاليم دارفور وكردفان ومناطق النيل الازرق.

    كشف على عثمان لجريدة الاسبوع فى 17يونيو النقاب عن انه ظل فى الاسابيع الخمسة الماضية يوالى اتصالاته بالقوات المسلحة. ماهى الاسباب وراء هذه الاتصالات؟ قال على عثمان ان الاتصالات من اجل تمكينه من السفر الى جوبا والعواصم الاخرى للاقاليم الجنوبية. وقالت مصادر عسكرية انه كان يجرى اتصالات بالعميد كمال على مختار تحت الستار التصديق له بالسفر.

    فى 18يونيو جرت اهم الاحداث التى لازالت تفاصيلها وابعادها واسرارها محجوبة عن العلم والفهم. ففى صباح ذلك اليوم تم اعتقال اربعة عشر ضابطا من رتبة العميد الى رتبة رائد بتهمة التخطيط لمحاولة انقلابية حددت لها ساعة الصفر الحادية عشر صباحا. واتهم رئيس هيئة الاركان الفريق بابو نمر عناصر مايوية تابعة لرئيس السابق نميرى، داخل وخارج القوات المسلحة بالتخطيط لهذه المحاولة.

    وقدم الصادق المهدى تفاصيل اضافية امام الجمعية التاسيسية فى يوم 21يونيو موضحا انه ورد معلومات للقوات المسلحة اكتملت نهار السبت الماضى 16يونيو لتنفيذ محاولة الانقلابية اثناء وجود القيادات التنفيذية داخل الجمعية التلسيسية باطلاق قذائف مدفعية ومن ثم الاستيلاء على الاذاعة وتحرك وحدات الى كل من الشجرة ووادى سيدنا المطار الحربى والمظلات فى شمبات والقيادة العامة.

    واضاف رئيس الوزراء فى تقريره انه عقب الاستيلاء يتم احضار السفاح نميرى ويتم تصفية المعارضين وبعد ذلك تتم تصفية السفاح نفسه فيمابعد. وذكر انه تم التحفظ على اربعة عشر ضابطا منهم ستة عمداء وعقيدين وستة رواد ولازال التحقيق جاريا لكشف الحقائق. وقال ان القوات المسلحة ستتخذ التحوطات اللازمة، والواية حول محاولة الانقلاب غير متماسكة البناء وتخللتها ثغرات اساسية اثارت كثيرا من الشكوك حول صحتها، وحول الضباط المعتقلين رهن التحقيق. وانتشرت تساءؤلات عديدة فى الساحة وكانت الساحة مزدحمة بالغموض والتكهنات.

    ماهى تلك الجهة التى سربت معلومات الى القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية حسب رواية الصادق المهدى؟ فى حين ان الفريق بابو نمر ذكر ان الاستخبارات ظلت ترصد منذ فترة طويلة هذه التحركات.

    وهل من المعقول ان يكون الانقلابيون من المايويين ثم يخططون بعد استيلائهم على السلطة لتصفية نميرى..؟

    وهل هناك ضابط يخطط للانقلاب يصبح هدفه الاول الهجوم على الجمعية التاسيسية بالقذائف الساعة الحادية عشر صباحا وقت تكون فيه الشوارع مزدحمة بالسيارات خصوصا فى مدخل كوبرى النيل الابيض المؤدى الى وسط مدينة امدرمان...؟

    ومما اثار الشكوك ايضا ماصرح به الترابى لجريدة الشرق الاوسط فى 27يونيو حينما قال انه منذ اسبوعين بلغت جهات عليا فى الحزب الاتحادى الديمقراطى وقيادات الحكومة والقوات المسلحة افادات بمؤامرة انقلابية، ولمل كان الحزب الاتحادى لايملك من المناصب الامنية كثيرا قد تمنعت السلطات المختصة عن العمل بمقتضة الخبر، بل تتبعت اثاره بالتحريات ولم تنته الى شىء ولكن الجهات الاخيرة التى صدرت منها هذه الانباء كانت منسوبة الى حزب الامة..

    وتقول رواية اخرى، يرجح بانها الاصدق ان الجبهة الاسلامية استفادت من تصريحات جعفر نميرى فى حوار استغرق تسع ساعات واربع حلقات مع جريدة الوطن. اكد فيه انه سيعود حاكما للسودان خلال اسبوعين، ونسجت على منوال هذا الحوار سيناريو للتخلص من الضباط المايويين الذين اظهروا مجرد حماس للحوار دون ان يباشروا التنفيذ الفعلى للانقلاب.

    وتستند هذه الرواية الى معلومة تقول ان العميد الزبير محمد صالح الذى كان مطلعا على اسرار تحرك الضباط المايويين اتصل برتبة رفيعة بالقوات المسلحة ليؤكد انهم سيتحركون يوم الاثنين 18يونيو للاستيلاء على السلطة واعادة نميرى الى الحكم.

    وتكشف بعد ذلك ان تفاصيل كثيرة حول الانقلاب المزعوم كانت جزء من سيناريو وضعته الجبهة الاسلامية للتخلص من مجموعة من الضباط ، ربما كان من الممكن ان يشكلوا عائقا حقيقيا لمشروعهم الانقلابى، وفى نفس الوقت صرف النظر عن حركتهم داخل الجيش.

    اختتمت فى واشنطن فى 18 يونيو الندوة التى نظمتها الجبهة الاسلامية بامريكا بالتعاون مع قسم الدراسات الافريقية فى جامعة هارفارد حول مشكلة الجنوب. وشارك فى الندوة عن الجبهة الاسلامية نائبان على الحاج وعثمان خالد مضوى ، من اعضاء المكتب التنفيذى بالجبهة . كما شارك من الجنوبيين جوزيف لاقو نائب رئيس الجمهورية السابق وماثيو ابور وزير العمل السابق فى حكومة الوفاق الوطنى وفيليب اوبانق سفير السودان السابق فى يوغندا وشارك ايضا اكاديميين من امريكا.

    وياتى تنظيم الندوة فى هذه المرحلة كمحاولة لبناء جسور ، قبل الانقلاب ، مابين الراى العام الامريكى والجبهة الاسلامية فى قضية اصبحت محل اهتمام الصحافة الامريكية، وهى محاولة لاستباق الانقلاب نظر لها قادة الجبهة بانها بذرة دبلوماسية ربما تثمر فى قبول واشنطن لحكم الجبهة الاسلامية فيمابعد.

    نواصل فى الحلقة القادمة


    Sudanile June 14, 2005

                  

06-19-2005, 11:19 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)



    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى "الترابى – البشير"

    بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة الخامسة: قادة الجبهة يضعون اللمسات الاخيرة للانقلاب

    نقلا عن : كتاب الاخوان والعسكر

    تاليف الكاتب: حيدر طه

    عرض : كوات وول وول

    الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    التقى على عثمان محمد طه بالقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول فتحى احمد على فى 24 يونيو حيث بحثا مايدور من حديث حول اتهام الاستخبارات العسكرية بفبركة الانقلاب. وقد ذكرت جريدة الراية ان على عثمان طالب الاسراع فى التحقيق مع الضباط المتهمين فى المحاولة الانقلابية التى اعلن عنها الاحد الماضى، مبينا ان التحقيق سيجلى الحقائق ويبين الحجم الحقيقى لما تم الاعلان عنه. وورد سوال، فيما بعد، هل التقى على عثمان بالفريق فتحى ليتاكد بنفسه وليطمئن قلبه ان ليس هنالك معلومات اخرى تسربت الى قيادة القوات المسلحة ، ام هو نوع من التمويه.

    وابتداء من 22 يونيو اخذت الراية الصحيفة الناطقة بلسان الجبهة الاسلامية تنشر سلسلة مقالات لاحد كتابها بعنوان الطائفية تزحف لتصفية القوات المسلحة، وتتلخص هذه المقالات فى هجوم عنيف وصارخ على قيادة الجيش، القصد منه اثارة الاحساس بالتمرد لدى الضباط على قياداتهم، ومحاولة لاثارة مخاوف الجيش من الاحزاب.

    فى 25 يونيو قامت الجبهة الاسلامية بتشكيل لجنة تمهيدية خماسية للضباط المتعاقدين من القوات المسلحة وضباط الصف المتقاعدين فى ما سمتها القوى الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن، كما قررت تكوين لجان فرعية لهذه القوى. وكان عدد من قادة القوى الشعبية قد اجتمعوا بالضباط وضباط الصف المتقاعدين الذين حضروا الاجتماع الثالث فى اقل من اسبوعين، للتفاكر حول تنفيذ البرنامج المقترح للتدريب. واوضح العقيد طيار معاش احمد بابكر رئيس اللجنة التمهيدية للضباط المتقاعدين بالقوى الشعبية ان اللجنة كلفت باعداد برنامج للتدريب والاتصال بالشباب وذلك تحسبا لاى اخطار متوقعة ولصد اى عدوان قد تقوم به حركة التمرد.

    كان حركة قرنق سوف تزحف على الخرطوم دون ان تحرك القوات المسلحة ساكنا.

    رد على عثمان زعيم المعارضة على خطاب الميزانية فى 28 يونيو هاجم فيه الحكومة متهما اياها بالفساد موجها خطابه للجيش، عندما قال (ان الميزانية المرصودة للقوات المسلحة ضعيفة ومعتمد العاصمة وحكام الاقاليم يصرفون الاعتمادات بلا ضوابط). كانت مظاهر الانقلاب كاشباح تجرى على قدم وساق وما تحجبها عن الرؤية الا كثافة ضباب اصطناعى ، تراكم من جراء تدفق تقارير واخبار وشائعات وتخيلات واوهام اختلطت بوقائع واحداث وتطورات سريعة فى ساحة ممتلئة بكل الاحتمالات.

    احداث توحى فى عمومها ان الحالة برمتها تقف على فوهة بركان ، يقذف بالقلق والتوتر الى كل ناحية ، وهى حالة تخلق بدورها مزاج متمرد على الاوضاع رافض لها راغب فى عدم استمرارها.

    وبجانب هذه الحالة كانت هناك رغبة شعبية عارمة للخروج من هذا النفق الحالك السواد.

    اكملت الجبهة الاسلامية تحركها السياسى العلنى بدعوة الشعب السودانى بالخروج

    فى مظاهرات ، وخطت خطوة حيث انها استطاعت ان تحرك فى 28يونيو بعض طلاب المدارس فى الخرطوم بهتافات : سكر...سكر ولى العسكر، عيش...عيش ولى الجيش. وهى هتافات تدعو علانية الجيش للاستيلاء على السلطة.

    وقبلها بيوم جاءت افتتاحية جريدة الراية تحت عنوان : فليتوحد الشعب لاسقاط حكومة السفة والفساد والاستسلام، متضمنة رسالة واضحة تحث القوات المسلحة على الانقلاب. والفقرة الاخيرة من هذه الافتتاحية قالت بالنص : (ان الانقاذ المطلوب والمنشود لايمكن ان يتم الا باكتمال الوحدة الشعبية الرافضة لنهج الاستسلام والاسترخاء والانهزام امام الضغوط الاجنبية، وفى وجه التحديات المصيرية التى تواجه البلاد فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها ، وليكن شعارنا ان حكومة السفة والفساد والطابور الخامس للمتمردين ستكون هى الفصل الاخير من فصول الازمة السياسية والاقتصادية التى لازمت وطننا العزيز واثقلت كاهله ، واجهضت كافة محاولات النهوض به منذ الاستقلال وحتى الان). وقبلها بيوم نشرت جريدة الوان التابعة للجبهة الاسلامية فى صفحتها الاولى فى مساحة واسعة باطار اسود عريض : صورة على الميرغنى وابنيه محمد عثمان الميرغنى ، واحمد الميرغنى وهما فى سن الصبا وبعنوان بارز يقول : الهجرة الثانية او الهروب الكبير" وجاء تحت الصورة والعنوان مايلى وراى السيد محمد عثمان (الجد) ان الخطب قد تفاقم (اشتعال المهدية) الى حد لايمكن ملافاته الا اذا جاء المدد من مصر فلم يجى المدد من مصر وخاف اذا بقى ان يقع فى الاسر فيها ويذل فقرر رايه على الخروج من (الختمية) فخرج فى 6رمضان 131ه الموافق 30يونيو 1884م قاصدا مصر ).وتواصل الوان: وتقول بقية الحكاية ان محمد عثمان هرب ومات فى البحر وقذف بجثته، وتقول رواية اخرى ضعيفة ان سيادته قد وصل القاهرة. وتواصلت سيرة الخيانة الوطنية حين اصطحب (على) كتشنر لفتح البقعة الجسورة واستباح امدرمان.

    عزيزى محمد عثمان الحفيد: دعنا نعيد عبارة (وراى السيد محمد عثمان ان الخطب قد تفاقم الى حد لايمكن ملافاته الا اذا جاء المدد من مصر فلم يجى). عزيزى : محمد عثمان ان مناسبة النشر مرئية جدا فقد بقى من 30 يونيو ايام وما اشبه الليلة بالبارحة؟. هذا ما قالته الوان وهو واضح ولكن السؤال.. لماذا نشرت هذا الاعلان قبل وقوع الانقلاب باربعة ايام؟. الم يكن ذلك جزء من الهفوة الخطيرة التى كان من الممكن ان تؤدى الى كشف الانقلاب اذا قراء عبدالرحمن فرح بجهاز امنه هذه الوثيقة اللافتة للانتباه، او اذا قراءه احد من الحزب الاتحادى الديمقراطى وعرف مابين السطور...؟

    وتحليل لمضمون ما نشرته جريدة الوان فى ذلك اليوم يفهم منه ان المقصود بالانقلاب هو محمد عثمان الميرغنى واتفاقية السلام السودانية ومقصودة مصر... تلك كانت التحركات السياسية العلنية.اما التحركات السرية للجبهة فانحصرت فى عقد اجتماعات المكتب التنفيذى ومجلس الشورى ومتابعة تنفيذ الانقلاب مع مجموعة من الضباط.

    ففى 25يونيو عقد مجلس الشورى للجبهة الاسلامية اجتماعا بمنزل ربيع حسن احمد بالمنشية فى منطقة البرارى، حيث طرح الترابى تصوره للنظام الاسلامى القادم على على الابواب، ووسائل تامينه السياسية والتنظيمية، وبحث المخاطر المحتملة، وقدم عددا من السيناريوهات للوضع السياسى الداخلى والخارجى واشار الى ان هناك ملامح لتطورات عديدة فى الافق القريب.

    قد اعرب عن تلك التطورات حينما قال لجريدة الشرق الاوسط بتاريخ 27 يونيو ، انه اذا تجردنا فان النظام الحاكم حسب كسبه وادائه الفعلى يدعو المرء الى ان يقيس امورنا الى تاريخ السودان الذى شهد دورات حكمت فيها الاحزاب وفشلت وانتهت فى كل مرة بانقلاب عسكرى.

    واستطرد فى طرح هذه التطورات الى ان قال " وكان العمر التقريبى لهذه العهود اربع سنوات لكل عهد، ويمكن المرء ان يقول قياسا على هذا الحكم التاريخى ان الواقع السياسى قد نضج لانقلاب عسكرى.

    واضاف الترابى قائلا : الخلاصة هى ان الحكومة ضعف دورها جدا ومصائر السودان اما الى فوضى تتطور شيئا فشيئا وهذا خطر عظيم او انقلاب عاقل.

    وعندما سئل الترابى عن اسباب السرية التى احاطت باجتماعات الهيئة الشورية للجبهة الاسلامية التى عقدت قبل يومين خلافا للعادة ، قال لنفس الصحيفة ان ظروف السودان الان كلها تدعو للشىء من التحوط ، ونتائج اجتماعات الهيئة الشورية خرجت الى الناس فى بيان عام ، ولكن البلد اصبح يجوس فيه قوى امنية خارجية.

    ثانيا ان البلاد تنتابها ظروف يمكن ان تطيح بنظامها وامنها ولابد من ان يتحوط الناس لاحتمالات تطور قادم ، ولذلك اردنا للهيئة الشورية شيئا من الخصوصية.

    وفعلا كانت الجبهةالاسلامية قد تحوطت عندما اصدرت توجيها سريا لقياداتها بتامين كل الوثائق الهامة والسرية ونقلها الى مواقع بعيدة عن امكانية وصول اية جهة لها، فقامت القيادات بنزع الاوراق من ملفات الجبهة الموجودة فى المركز العام وبقية المواقع تحوطا لاية مفاجات او مضاعفات غير متوقعة.

    ولم تكن تحركات الجبهة الاسلامية كلها بعيدة عن الرصد، فقد قام جهاز الامن الداخلى بمراقبة منزل ربيع حسن احمد اثناء اجتماع المكتب التنفيذى وهيئة الشورى للجبهة فى25يونيو، ولان الاجتماع لم يكن يشبه الاجتماعات العادية ، فقد ضاعفت قيادة الجبهة اجراءات الامن وتامين الاجتماع . وبالمقابل زادت هذه الاجراءات من فضول ضباط جهاز الامن الذين ظلوا يراقبون الحركة الداخلة والخارجة من المنزل.

    ومن المصادفات العجيبة ان يمر عبدالرحمن فرح رئيس جهاز امن السودان فى ساعة متاخرة من الليل بافراد جهاز الامن وهو فى طريقه الى منزله بالمنشية، وحرص احد هولاء الضباط على اطلاعه على مهمتهم وتنويره بما يجرى فى هذا الاجتماع المصيرى.

    ومن اطرف الحوارات التى دارت فى تلك الليلة المشحونة بالتربص ، حوار بين رئيس الجهاز وذلك الضابط الحريص على اداء الواجب فى تلك الساعة من ليل خانق اشتدت فيه وطاة الاحداث ووطاة الحر.

    فى هذا الحوار قال الضابط وهو برتبة نقيب امن لرئيسه: ياريس نحن نقوم الان برصد اجتماع هام لقيادات الجبهة الاسلامية فى منزل ربيع حسن احمد، وعلى الفور ساله رئيس الجهاز: وماهى الاسباب من وراء هذا الرصد...؟ اجاب النقيب: سعادتك .... هولاء يرتبون لشىء ما.... اعتقد انه انقلاب، وقد وزعت القوة لمعرفة مايدور ولمتابعة الامر.

    وضحك عبدالرحمن فرح وقال باستخفاف : الجماعة ديل يعملوا انقلاب...؟ وقال للنقيب انتو مشغولين بالكلام الفارغ ، عينكم للمايويين متحركين وبيعملوا فى انقلابات ، وانتو ترصدوا فى ناس الجبهة ديل... وطلب رئيس الجهاز فى هذا الحوار القصير من ضابط امنه ان ينهوا هذه المهمة ويعودوا الى اشغالهم ويهتموا بالمايويين.

    وبالفعل طلب النقيب من مجموعة الضباط عبر اجهزة الاتصال التوقف عن الاستمرار فى المهمة والعودة الى المواقع.

    لم يكن العقيد بحرى معاش عبدالرحمن فرح يملك حسا امنيا..اصلا. ولايملك انف رجل المخابرات ولاسمع رجل المباحث ولانبض السياسى ولاحذر عسكرى.

    ربما كان لرجل عقلية تجارية نابهة ، ومزاج سوق منسجم مع حركة الاستثمارات، ومقدرة على الجمع والطرح فى حساب الربح والخسارة فقد ظل منغمسا فى الاعمال التجارية اكثر من تلمسه للحركات الفائرة على ظهر سطح الحياة السياسية او تلك الغايرة تحت الارض.

    وفى انتقاد عبدالرحمن فرح ذكر احد قيادات حزب الامة ان عبدالرحمن لم يكن متفرغا لمهام الجهاز اذ ظل مشغولا بالنشاط التجارى حتى فى تلك الليلة المليئة بكل اسباب التوتر والانفعال السياسى التى تستدعى الانتباه الشديد والمراقبة الدقيقة.

    وهناك عامل اخر يمنع عبدالرحمن فرح من تولى مهام رئيس جهاز الامن ، هو ان الرجل يعانى من مشاكل صحية دقيقة لاتسمح له بالعيش فى اجواء مغرية للارهاق والقلق ، وقد نصح رئيس الوزراء باختيار شخصا اخر غير عبدالرحمن الا انه لم يستجب لذلك ربما لاعتبارات سياسية او انسانية واكثر منها مهنية.

    نواصل فى الحلقة القادمة

    [email protected]

    Sudanile June 19, 2005

                  

06-22-2005, 05:10 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)



    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى "الترابى - البشير

    بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة السادسة: أسباب نجاح انقلاب الجبهة الاسلامية

    نقلا عن: كتاب الاخوان والعسكر

    تاليف الكاتب: حيدر طه

    عرض : كوات وول وول

    الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    كل المشروع يحصل على اسباب نجاحه الاولية من التخطيط السليم والتدبير اللازم والقدرة على التنفيذ ،ثم تتضاعف اسباب نجاحه اذا صادف ان خدمه حظ بحدث او واقعة لم تكن فى الاصل متوقعة او محسوبة.

    ومشروع انقلاب الجبهة الاسلامية كان محظوظا ومخدوما دون قصد المدبرين ، اذ ان هناك عاملان لعبا دورا اساسيان فى وضع الخطة موضع التنفيذ بسهولة ويسر.

    العامل الاول: ان قيادة العامة للقوات المسلحة كانت عرضةللتاثيرات السياسية الناتجة عن الاضطرابات والقلق السائد فى الساحة، فبعد ان هدات عواصف المذكرة التى رفعها الجيش لحكومة الصادق المهدى بدات بعض قيادات الجيش تنظر للمذكرة كانها عمل استهدف حزب الامة وزعامته مما يحتاج بعدها الى كثير من عمليات الترميم،فراحت هذه القيادات فى محاولة لرد اعتبار قيادة حزب الامة فى تنظيم لقاءات بضباط القوات المسلحة فى افرع المختلفة بهدف اجراء تنوير عادى.

    وقدم الفريق مهدى بابو نمر رئيس هيئة الاركان تنويرا للضباط فى منطقة الخرطوم، وفيه شن هجوما عنيفا على ما وصفهم بالمغامرين فى الجيش. وفى نهاية التنوير تقدم عدد من الضباط باسئلة للفريق بابو نمر تتضمن هجوما حادا على الحكومة وفى المقابل اخذ الفريق بابو نمر يتصدى لهذا الهجوم ويقف مدافعا عن الحكومة.

    كان التنوير الذى قدمه بابو نمر مخالفا للتنوير الذى اعدته ادارة الاستخبارات العسكرية، والذى من المفترض ان يعمم لكل الاسلحة والفروع وقد ارتفعت سخونة التنوير لحظة بعد لحظة، واسواء لحظة جاءت عندما وجه الفريق بابو نمر حديثه قائلا للضباط: ليس بينكم رجل واحد يستطيع ان يقلب هذا الكاب، ناهيك عن قلب السلطة ... مستشهدا بتلك القولة الشهيرة التى قالها جعفر نميرى للضباط فى يناير 1982.

    وبهذه الحالة تهيا الجيش تماما للتغيير ، فقد اخذت اعداد كبيرة من الضباط تطالب القيادة باهمية التغيير فى تلك المرحلة تحت ضغط تلك الحالة.

    العامل الثانى: ان القيادة العامة التى كانت مسئولة عن اعداد المذكرة ورفعها الى القيادة السياسيةفى البلاد كانت متاثرة بالمناخ السياسي الذى افرزته المذكرة، وبالضغوط الناجمة عن الحاح عدد من الضباط بضرورة التغيير والاستيلاء على السلطة بدلا من الارتهان لمناورات الاحزاب حول قضية السلام ومسالة الحرب.

    وكانت القيادة العامة تبذل كل جهدها لكبح جماح هولاء الضباط وتراقب بعين تحركات من هنا وهناك ، وتراقب بالعن الاخرى الوضع السياسى. وكانت فى كل الاحوال تحاول ان تضبط ايقاع الحركة داخل الجيش ، وفى نفس الوقت تحاول ان تحث القيادة السياسية على السير فى الطريق السلام.

    ولان القيادة العامة معنية بكل هذه التطورات فانها وضعت فى احتمالها تدهور الاوضاع السياسية التى من الممكن ان تفرض عليها التدخل لاستلام السلطة فى اية مرحلة، ولذلك رات ان تكون الخطة جاهزة لاستلام السلطة.

    وقد تولى الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الاركان عمليات مع مجموعتين من الضباط ، الاولى مشهود لها بالخبرات العسكرية والكفاءة ، والثانية بالاضافة لخبراتها العسكرية مشهود لافرادها بالانشغال بالادب والفن .

    كلفت المجموعة الاولى بوضع خطة كاملة ومنفصلة لعملية الاستيلاء على السلطة واسلوب الحكم فى المراحل الاولى ، والمجموعة الثانية كلفت بوضع البيان الاول والبيانات التى تليها فى الاهمية... وكانت هذه الخطة فى حوزة القائد العام الفريق فتحى احمد على، كقائد لكل جيش ورمز له .

    وكان بالضرورى ان يتعرف مدير مكتب القائد العام العقيد سيد الحسينى على هذه الخطة بحكم عمله ، وبحكم الامانة والثقة التى اولاها له القائد العام ، ولم يحفظ العقيد سيد الحسينى حق هذه الامانة ولا راعى تلك الثقة كضابط امين على اسرار مكتب القائد العام، فنقل كل اوراق الخطة العسكرية لاستلام السلطة للجبهة الاسلامية.

    لم يدخل فعل العقيد سيد الحسينى فى اطار العمل الوطنى او الاصرار على حماية الشرعية ، والا كان قد سلم كل الاوراق الى رئيس مجلس راس الدولة كقائد اعلى للقوات المسلحة او الى رئيس مجلس الامن الوطنى، ولكنه لم يفعل وفضل عليهما الجبهة الاسلامية ...لماذا؟.

    هل استطاع جهاز الجبهة الاسلامية اختراق مكتب القائد العام منذ ان تولى الفريق فتحى احمد منصب القائد العام والافرع فى اكتوبر 1988م؟.

    هل قام العقيد سيد الحسينى بتسليم اوراق الخطة فقط لقيادة الجبهة الاسلامية ام قام بدور اخر ، مثلا فى الاتصال بالمناطق والافرع صبيحة 30 يونيو كان الانقلاب هو انقلاب القيادة العامة.

    كانت هنالك حقيقة واحدة فى تلك الخطةوهى انه كان هناك قبولا واسعا وسط الجيش لانقلاب تقوده القيادة العامة اذا تدهور الوضع اكثر من ذلك.

    اما لماذا القيادة العامة...؟

    ربما لانها ادت دورها كاملا فى تنبيه القيادة السياسية فى البلاد بالمخاطر السياسية والامنية التى تحيط بالبلاد عبر مذكرة 20 فبراير التى اجمعت عليها الاغلبية الغالبة من الضباط من مختلف الرتب.

    اما لماذا لم تشرع القيادة العامة بخطتها لاستلام السلطة..؟ ربما كان الجواب المحتمل انها كانت تشترط لذلك تدهور الاوضاع السياسية ، حيث كانت تراقب خطوات عقد الاجتماع المزمع فى اديس ابابا فى 4 يوليو 1989 وما سيسفر عنه من نتائج ، الا ان تانى القيادة العامة لم يمنع ضابطين كبيرين هما اللواء ابراهيم سليمان واللواء حسان عبدالرحمن ان يطلبا بعد اسابيع ممن رفع مذكرة الجيش مقابلة بعض اعضاء القيادة العامة للاستوثاق من انهم لايفكرون فى تنفيذ انقلاب ، فقد طلب هذان الضابطان من الفريق عبدالرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الاركان للعمليات ان يؤدى امامهما اليمين الغموس الذى يغمس صاحبه فى نار جهنم اذا اخل باليمين وحنث بالوعد.

    وبالفعل، وفى جو اخوى مضمخ بالود والثقة ، بعيدا عن اجواء الرسميات ادى الفريق عبالرحمن سعيد هذا اليمين الغموس دون ان يفكر فى الامر من زاويا اخرى من نوايا خبيثة، فالضابطان الكبيران اصدقاء فاثر انه يبرهما بالصدق...ويرضيهما بالقسم .

    فهل كانا صادقين حينما لجا الى حيلة اليمين الغموس ليبعدا تفكير الفريق عبدالرحمن سعيد عن انهما متورطان فى مشروع انقلاب تعد له الجبهة الاسلامية منذ ما بعد المذكرة..؟.

    انها حيلة تعيد قصة معاوية داهية العرب حينما رفع انصاره القران على اسنة الرماح يطالبون بالتحكيم ، فقال فيهم سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه، كلمة حق اريد بها باطل.

    هذان العاملان( التنويرات العسكرية - وسرية الخطة التغيير) خدما الجبهةالاسلامية فى ان تضع خطتها موضع التنفيذ دون ادنى صعوبة ...وبلا اى عراقيل. ربما كان ذلك مايسميه الناس (الحظ).نواصل فى الحلقة القادمة

    [email protected]


    Sudanile June 22, 2005
                  

06-26-2005, 05:52 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)



    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى" الترابى البشير"

    بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة السابعة: البشير يدخل القيادة العامة وينفذ الانقلاب بسهولة

    نقلا عن : كتاب الاخوان والعسكر

    تاليف الكاتب: حيدر طه

    عرض : كوات وول وول

    الغرض: فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    فى 29 يونيو 1989 كان السباق بين المشروعين السلام والانقلاب على اشده ويمر باللحظات الحاسمة ، ومعلوم ان اللحظات التى تسبق حلول الموعد تكون مسرحا للترقب ، للتوجس ، التوثب ،والتزاحم والتنافس والتدافع.

    وتزاحم الاحداث فى تلك الاونة كان مثيرا ، ففى صباح ذلك اليوم اجتمع رئيس الوزراء الصادق المهدى باعضاء لجنة السلام الوزارية ، وبحثوا الترتيبات الجوهرية لدفع مسيرة السلام، وقرروا ان يوجه الصادق المهدى دعوة لاجتماع استثنائى لمجلس الوزراء صباح الجمعة 3.يونيو1989 لكى يقرر المجلس فى كل التوصيات والمقترحات المقدمة امام الحكومة ،حتى تستطيع ان تحمل اللجنة الوزارية اوراقا مكتملة فى الاجتماع المقرر عقده فى 4 يوليو 1989 وهو الاجتماع التمهيدى الذى يعبد الطريق امام المؤتمر الدستورى بعد شهرين ونصف الشهر.

    وفى نفس الوقت تقريبا من نفس اليوم كان نائب الامين العام للجبهة القومية الاسلامية الاستاذ على عثمان محمد طه يزور القيادة العامة للالتقاء بنائب مدير الاستخبارات العسكرية تحت دعوى طلب التصديق له بالسفر الى الاقاليم الجنوبية .

    وفى نفس الوقت كان العميد عمر حسن احمد البشير موجودا فى القيادة العامة بدعوى انه جاء لانهاء اجراءات سفره الى القاهرة للالتحاق بدورة عسكرية فى اكاديمية ناصر ، فقد كان العميد عمر قد وصل الى الخرطوم قبل ثلاثة ايام حسب روايته لمجلة الوطن العربى قادما من غرب النوير فى جنوب السودان.

    وفى نفس الوقت من ذلك اليوم كانت تقف سيارة مدنية بلوحة تحمل رقم خ ش 5757 امام سفارة دولة عربية ، حيث ذكر تقرير احد ضباط جهاز امن السودان (القسم الخارجى) ان جهاز الامن كان يراقب السفارة منذ فترة طويلة وانه رفع تقريرا بان العميد حقوقى احمد محمود صاحب السيارة يتردد لهذه السفارة، وانه فى ذلك اليوم ظل هناك الى ما بعد الساعة الثانية بعد الظهر، ثم عاد مرة اخرى فى مساء نفس اليوم.

    ويرجح ان العميد احمد محمود قام اثناء الزيارتين للسفارة باطلاع عناصر مسئولة بان هناك تحركا وسط الضباط هم من الوطنيين الذين يستهدفون التخلص من حكومة الصادق المهدى فقط وبناء علاقات متوازنة مع مختلف الدول العربية بعيدا عن المحاور.

    كانت مهمة العميد احمد محمود تدخل فى اطار جس النبض والتطمين لجهات عربية محددة ظلت تراقب الاوضاع فى السودان بعطف وشفقه وبحذر خوفا من احتمال اغرائها وانزلاقها فى مستنقع التعقيدات السياسية فى السودان.

    وفى نفس ذلك اليوم ، وفى ساعة مبكرة نسبيا سافر اللواء معاش عثمان عبدالله عضو المجلس العسكرى الانتقالى السابق والعميد الهادى بشرى مدير جهاز امن السودان الى المانيا الغربية، فى مهمة تتعلق بالبحث عن حلول جذرية الازمة التشادية التى ظلت ترمى بظلالها وتاثيراتها السلبية على كل السودان.

    ومن المؤكد ان سفر العميد الهادى بشرى قد خلق فراغا امنيا فى تلك الساعة الحاسمة من المراحل الاخيرة فى السباق المائة يوم بين مشروعين واحد للسلام والاخر للانقلاب ، انطلقا فى منتصف مارس 1989، واحد هذين المشروعين لايعلم انه سباق محددة ساعة الوصول فيه فى حين ان الاخر كان يعلم ساعة الصفر لانه ببساطة حدد ساعة الوصول واستعد لها.

    كان العميد الهادى بشرى هو الرجل الثانى فى جهاز امن السودان بعد مستشار الجهاز عبدالرحمن فرح، بالرغم من ان احد نواب رئيس الجهاز هو العميد ابراهيم نايل ايدام الذى كان مسئولا بالادارة فقط.

    اما الرجل الثالث فى الجهاز فكان هو العقيد محمد السنوسى احمد المعروف وسط زملائه فى سلاح المهندسين بانه من اشد المتحمسين للجبهة الاسلامية بالرغم من ان الكثيرين كانوا يعتبرونه مواليا لحزب الامة وبسفر العميد الهادى بشرى اصبح العقيد السنوسى فى تلك الليلة هو المتحكم الاول فى الجهاز.

    فى تلك الليلة كان اركان الحكومة الوطنية المتحدة قد نفضوا عن كاهلهم هموم مناقشات الموازنة العامة بكل ما دار فيها من جدل وخلاف ، بعد تمت اجازتها كما تخففوا من هموم قضية السلام بعد ان اسقطوا متاعب البحث عن تدابير لاجتماع اديس ابابا حينما دعاء رئيس الوزراء الى عقد اجتماع استثنائى لمجلس الوزراء للاتفاق نهائيا على خطوات السلام المقبل.

    كانت احزاب الحكومة منتعشة لما انجز ، مستسلمة لحالة استرخاء كامل بعد توتر دام سنوات بين شد وجذب، مطلقة الامل فى سماوات سلام ترفرف راياته على مدى النظر والخيال.

    هذه المشاعر ترجمها الاحزاب فى تلك الليلة حينما توافدوا على حفل زواج عند الكوبانى بمدينة الرياض ارقى احياء الخرطوم،هذه الاسرية الثرية ترتبط بعلاقات قرابة ومصاهرة ببيت المهدى والهبانية ، فكان من الطبيعى ان تكون معظم قيادات حزب الامة فى ذلك الحفل الساهر الذى امتد الى ما بعد الفجر .

    ولم تكن قيادات حزب الامة وحدها هناك، اذ ان بعض قيادات الجبهة الاسلامية كانت بين الحضور.

    وفى الساعة الثانية صباحا من يوم الجمعة 30 يونيو بداء تنفيذ الانقلاب، ويحكى العميد عمر البشير قائد الانقلاب لمجلة الوطن العربى قصة ليلة التنفيذ قائلا ليلة الخميس تركت سيارتى خارج المنزل وكل لحظة كان ياتى احد الجيران ليطرق باب منزلنا ويسالنى لماذا تركت سيارتك الخارج ؟. ثم كانت المشكلة الثانية وهى كيف اظل مستيقظا حتى الساعة الثانية الا ربعا من فجر الجمعة وهو موعد وصولى الى القيادة العامة للقوات المسلحة فى الخرطوم...وخرجت فى الساعة الواحدة ونصف فجرا وادرت محرك سيارتى، وفجاءة جاءت سيارة تاكسى اخرى من الاتجاه الاخر ووقفت .. وهنا احسست بان مهمتنا قد كشفت وان سيارات التاكسى هذه تابعة للاستخبارات العسكرية وهى جاءت لتراقبنى )..

    واستطرد العميد عمر البشير حكاية تلك الليلة قائلا.. وبعد قليل تحركت سيارات التاكسى بسرعة وجاءت الثانية باتجاهى ببطء ملفت، وتحركت انا وكانت المفاجاءة ان تتبعنى احدى السيارتين وكانت تمشى بنفس سرعتى وعلى مسافة ثابتة منى، الى ان وصلت الى القيادة العامة حيث كان احد الزملاء فى انتظارى اما بوابة القيادة العامة ليؤمن دخولى الى مبانى القيادة العامة... وفعلا كان منتظرا ، ودخلت الى القيادة العامة وذهبت الى جناح القوات الخاصة التابعة للقوات المحمولة جوا ومن هناك بدانا فى ادارة عملية التنفيذ.

    وكان تنفيذ الانقلاب سهلا اذ كانت عناصر الجبهة الاسلامية فى تلك الساعة هى القيادات فى معظم المواقع العسكرية والامنية ففى تلك الليلة كان العقيد كمال مختار ضابط عظيم القيادة العامة وهو الضابط المسئول فى غياب عن تصريف للشئون الادارية فى وفى صلاحياته انه يتخذ مايراه من قرارات بشرط تبليغ القيادة ، فهو يملك تحريك قوات وتغيير كلمة سر الليل فى تلك اللحظة.

    وكلمة سر الليل يتم تحضيرها اساسا بواسطة الاستخبارات العسكرية فى العاصمة لمدة شهر كامل ، وتبلغ للوحدات اى تصرف للوحدات باللغة العسكرية عند كل اول شهر، وتحفظ عند قائد الوحدة شخصيا فى خزانته ثم يبداء صرفها يوم بيوم الساعة الخامسة مسا قبل استلام الدوريات مواقعها .

    وهناك احتمال تغييرها فى اى لحظة، وتقع مسئولية هذا التغيير على عاتق فرع العمليات الحربية فى ظروف معينة مثلا اذا شعر فرع العمليات ان هناك تحركا عسكريا .

    وقد تم تغيير كلمة سر الليل فى الساعة الثانية صباحا حيث اصبحت كلمة سر الانقلاب هى (الوطن الغالى).

    وفى نفس تلك الليل كان العميد محمد عثمان محمد سعيد ضابط نوبتجى بفرع التعاون بالقيادة العامة ، وتحت قيادتهما كمال ومحمد عثمان استطاع الضباط المكلفين فى عملية الانقلاب الدخول الى مبانى القيادة العامة لتلقى الاوامر من قيادة الانقلاب.

    وفى نفس تلك الليلة كان العقيد بابكر طيفور ضابط عظيم قيادة منطقة الخرطوم العسكرية وهى خارج مبانى القيادة العامة ، حيث كان فى يده مختلف وسائل الاتصالات وفى يده غرفة عمليات منطقة الخرطوم ،مركز ربط المناطق العسكرية المختلفة فى العاصمة ، وفى يده تحريك اية قوة عسكرية لاية جهة فى الخرطوم.

    وفى نفس تلك الساعة الثانية صباحا بدات اثنتا عشر دبابة التحرك من حامية الشجرة ( المدرعات ) جنوب الخرطوم فى اتجاه الكبارى الرئيسية ومطار الخرطوم ، وقد كان الرائد ابراهيم شمس الدين هو المكلف بقيادة الدبابات التى كان من المفترض ان تخرج فى مهمة روتينية لمنطقة (فتاشا) حيث يقام محطة تدريب المدرعات.

    وتحرك الدبابات من الحامية الى اى منطقة اخرى عادة مايتم ليلا بعد ان يتم تحرير تصريح كتابى من فرع العمليات الحربية ، وفى هذا التصريح الكتابى يخطر قائد منطقة الخرطوم العسكرية وقائد الشرطة العسكرية الذى يقوم بتوجيه امر لوحدته بتنظيم حركة مرور للدبابات وحمايتها .

    وبعد اقل من خمس ساعات كانت العاصمة تحت سيطرة الانقلابين، حيث استطاعوا احتلال الكبارى الرئيسية والمداخل للمدن الثلاث ، واستطاعوا اعتقال معظم قيادات الاحزاب والنقابات واعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ، فقد بدات عملية الاعتقالات منذ الساعة الثانية صباحا ، فمثلا تم اعتقال محمد ابراهيم نقد حوالى الثالثة صباحا فى تم اعتقال حسن الترابى حوالى الخامسة صباحا .

    فقد ترك عملية اعتقال السياسين والعسكريين والنقابيين الى مجموعات النظيم الخاص ، وهى خمسة عشر مجموعة على راس كل مجموعة اثنين من العسكريين الضباط اما بقية اعضاء المجموعة فهم من المدنيين الذين لبسوا زى الجيش السودانى حيث اصبحوا قوة مساندة للعسكريين خصوصا فى الحراسة والاعتقال ، وتامين المواقع الاستراتيجية والمتابعة.

    وقد فشلت المجموعة المكلفة باعتقال السياسين فى العثور على الصادق المهدى فى منزله بودنوباوى، وبعد ان استطاع رئيس الوزراء الخروج من المنزل اثر معلومة تلقاها من ابناء حى ودنوباوى الذين شاهدوا الدبابات تحتل كبرى النيل الابيض وراوا عمليات تفتيش تجرى فى تلك الساعة حينما كانوا عائدين من الخرطوم الى امدرمان.

    نواصل فى الحلقة القادمة

    [email protected]

    Source Sudanile 26, 2005

                  

06-29-2005, 05:03 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)


    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى :الترابى _ البشير:.

    بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة القومية الاسلامية فى السودان

    الحلقة الثامنة: اعتقال الفريق عبدالرحمن سعيد وهروب مبارك الفاضل

    نقلا عن كتاب : الاخوان والعسكر

    تاليف الكاتب: حيدر طه

    عرض: كوات وول

    الغرض: فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    راى البعض ان عدم اعتقال الصادق المهدى فى حينها اربك قادة الانقلاب واحبط تخطيطا للتخلص من بعض الرموز، كما ان قادة الانقلاب فشلوا فى اعتقال مبارك الفاضل المهدى الرجل الثانى فى حزب الامةحيث استطاع ان يختفى فى الخرطوم لاكثر من ثلاثة اسابيع ثم نجح فى الخروج من السودان .

    وقد سئل الفريق عمر البشير فيمابعد عن الوسيلة التى خرج بها مبارك الفاضل من السودان فقال: اسالوا اصدقاءه".. وثارت تكهنات كثيرة عما يقصده قائد الانقلاب بذلك. ولكن حينما سالت مجلة الشراع مبارك الفاضل عن كيفية خروجه من السودان قال: السودان بلد واسع وسهل جدا ان تخرج منه.

    وفشلت اجهزة الانقلاب فى اعتقال سيد احمد الحسين ،مساعد الامين العام للاتحادى الديمقراطى ووزير الخارجية ، فى صبيحة الانقلاب هذا الفشل افضى الى انطباع ان عدد القائمين بالانقلاب ليس كبيرا وليس دقيقا ، فقد ذكر مسئول عسكرى ان القوة التى نفذت الانقلاب لايتعدى عدد افرادها مائتين ضابط وجندى بالاضافة الى عدد المدنيين.

    وذكر هذا المسئول ان عدد افراد مجموعات الاعتقال كانت فى غاية الارتباك اثناء تنفيذ عمليات الاعتقال، وان هذا الارتباك كشف غربة هؤلاء المدنيين عن السلوك العسكرى والثبات العسكرى فى مثل تلك اللحظات.

    ويحكى الفريق عبالرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الاركان ، قصة ليلة اعتقاله فى ذلك اليوم فيقول : يوم 3. يونيو 1989 الساعة الثانية صباحا سمعت طرقا شديدا على الباب ، وحين فتحت الباب وجدت مجموعة من الضباط والجنود. اربعة ضباط بينهم مقدم، علمت فيما بعد انه الطيب سيخة (الطبيب الطيب ابراهيم محمد خير) وهوالذى بادر بالحديث حين قال لى: نحن الضباط الوطنيين قررنا الاستيلاء على السلطة ويجب ان تذهب معنا الان .. فاجبت الى اين ..؟ اجاب على: يجب ان تذهب وبس.

    فطلبت منهم ان اغير ملابسى فرفض المقدم وحدثت بيننا مشادة كلامية، فسمعت زوجتى الحديث فاحضرت لى ملابسى وركبت معهم العربة بوكس اثنين كابينة التى كان يقودها الطيب سيخة وبها ضابط فى المقعد الامامى، وركبت انا فى الخلف بين ضابطين وفى موخرة العربة كان الجنود.

    وتحركت العربة وتبعتها العربة الاخرى الى جهة السلاح الطبى،واعطوا الاشارة للجنود السلاح الطبى اما بوابة السلاح الطبى وفتح الباب وطلعنا ، ثم حاولوا الدخول حامية امدرمان من الباب الخلفى الذى يقع مقابل شارع منطقة بانت من ناحية شارع الاربعين. ولكن الديدبان اعترض دخولهم ، فطلب سيخة من احد افراد مجموعته بان يكلم الديدبان بان يفتح الباب فقال له انه رفض، وفى هذا الوقت هدد عسكرى الواقف فى البوابة بانه سيطلق النار ، فتحركت العربتان بسرعة ودخلتا ازقة بانت الى ان وصلنا غرب امدرمان بعد استاد المريخ.

    وفى هذه المنطقة وقفت العربتان امام جامع ، وكانت المنطقة مظلمة جدا وصوت كلاب عالى ، ونزل الضباط واخرجوا من جيوبهم كمية من الاوراق ومن العربتين ، وامر الطيب سيخة ان يحرقوها بالرغم من الهواء كان شديدا وعود الكبريت ابى ان يشتعل، وبعد مدة استطاعوا ان يحرقوها.

    وبعدها شعرت بانهم اجروا تغييرا فى ارقام السيارتين (اللوحات) بارقام اخرى.. وافترقت العربتان.. كل منهما اخذت اتجاها ، والعربة التى كنت فيها اتجهت نحو خلاء امدرمان لمسافة تقرب مدتها نصف ساعة، ثم رجعت الى المنطقة العسكرية عن طريق شارع العودة، ووقفت العربة هناك ونزل سيخة ودخل المطقة العسكرية بجهتها الغربية الى السلاح المدفعية ثم رجع يرافقه ضابط برتبة ملازم وركب معنا وبدا يدل الطيب على الطريق الى ان وصلنا قصر الشباب والاطفال ، حيث وجدنا جنود يقفون فى مفترق شارعى الموردة والاربعين ، ودخلنا قصر الشباب والاطفال وهناك وجدت اللواء ابوقرون مدير العمليات الحربية معتقلا ايضا.

    وظللنا فى هذا المكان يحرسنا الضباط الثلاثة الذين جاءوا لاعتقالى ويبدو انهم من اطباء السلاح الطبى او ربما لم يكونوا من الجيش اصلا، لانهم غير مدربين لانهم كانوا يحملون السلاح بطريق خطا، وكانوا شاهرين السلاح نحو وجوهنا ، وعندما طلبنا نهم الجلوس رفضوا وطلبوا منا بعصبية الا نتكلم .

    بعد قليل نام احدهم على البندقية ، واستطرد الفريق عبالرحمن سعيد فى سرد قصة تلك الليلة قائلا: لم تمر بعض ساعة حتى بدات الدبابات تاتى من جهة الخرطوم عابرة كوبرى النيل الابيض حوالى الساعة السادسة صباحا ، عدد من هذه الدبابات توجه نحو الاذاعة وجزء استقر فى مدخل السلاح الطبى . وحوالى الساعة الثامنة صباحا جرى نقلنا الى حامية امدرمان سلاح الموسيقى، وظللنا هناك حتى الساعة الحادية عشر، اما العربة الاخرى اتضح انها حاولت دخول منطقة حامية امدرمان ، واطلق الديدبان النار عليها فقتل قائد المجموعة الرائد طبيب احمد قاسم كانت العربة الاخرى تحمل التيجانى الطيب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى الذى اتوا به ايضا الى سلاح الموسيقى.

    وحوالى الساعة الثانية عشر نقلنا الى حامية بحرى سلاح الاشارة حيث وجدنا عددا كبيرا من المعتقلين السياسيين، كل الوزراء تقريبا معهم اعضاء من مجلس راس الدولة ادرسي البنا وعلى حسن تاج الدين.

    استطاع الانقلابيون الاستيلاء على السلطة وفرض سيطرتهم كاملا منذ الساعة السادسة صباحا وفى الساعة العاشرة بدات اذاعة امدرمان تذيع نداءات متكررة بان القيادة العامة سوف تذيع بيانا هاما على المواطنين بعد قليل فعليهم ان يترقبوه.

    وكان الناس يعتقدون بعد انتشار الاخبار ان القيادة العامة للقوات المسلحة وضعت يدها على السلطة كنتيجة حتمية لتطورات التى جرت على الساحة السياسية والامنية.

    ولكن كانت الخدعة الكبرى فعلت فعلها فقد استولت الجبهة الاسلامية على السلطة باسم الجيش والقيادة العامة، ولكنها خدعة حفرت اثرها العميق على الحكم والسياسة والمستقبل فى السودان.

    وبعد تلك النداءات المتكررة ظهر العميد عمر حسن احمد البشيرعلى شاشات التلفزيون ليعلن للناس ان الجيش استولى على السلطة. وبعدها بدا يظهر للناس ملامح حكم جديد يشبه فى برنامجه ومقولاته وشعاراته وممارساته الجبهة الاسلامية.

    وحينها بدا الهمس حول هوية الانقلاب.

    وحينها بدا الفرز والتمحيص ومراجعة الادوار.

    وحينها بدا الندم حيث لاينفع الندم.

    وحينها انتصر مشروع الحرب الشاملة على مشروع السلام.

    وحينها بدا العنف ضد التسامح ..وحينها بدا رد الفعل.

    وحينها سقطت الديمقراطية امام جحافل حكم اسود اخذ يتمدد فى الواقع يوما بعد يوم..

    ودخلت البلاد فى المازق.

    نواصل فى الحلقة القادمة

    [email protected]

    Same source, June 29, 2005
                  

07-02-2005, 09:13 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى الترابى- البشير : بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسل (Re: merfi)




    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى "الترابى - البشير

    بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان

    الحلقة التاسعة: الجبهة تسيطر على الجيش والنقابات ومؤسسات الدولة

    نقلا عن كتاب: الاخوان والعسكر

    تاليف الكاتب: حيدر طه

    عرض: كوات وول وول

    الغرض: فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى

    منذ اللحظة الاولى لانقلاب 3. يونيو واجهت الجبهة الاسلامية سيل من القضايا القديمة المتراكمة منذ زمن بعيد، وجديدة خلقتها الجبهة الاسلامية بيدها. ومن اهم المسائل التى شكلت ومازالت تشكل تحديا صارخا لها مسالة الشرعية وما تتفرع عنه من مسائل لاتحصى.

    فبعد ثلاث سنوات من الانقلاب مازال المجلس العسكرى الحاكم تحت اسم مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى، ينكر اية علاقة بينه وبين الجبهة الاسلامية الاعلاقة التاييد والمساندة بالرغم من هناك قناعة راسخة لدى كافة قطاعات الشعب السودانى، بان المجلس العسكرى ماهو الا الجناح العسكرى للجبهة القومية الاسلامية.. وان هوية الحكام محسومة بانتمائهم للجبهة الاسلامية.

    واخذ الاتهام والانكار شكل حرب بين الطرفين منذ الساعات الاولى للانقلاب وبالرغم من ان قادة الانقلاب نجحوا فى خطة الانقلاب الا انهم فشلوا فى اخفاء هويتهم لفترة طويلة ، فمنذ الساعات الاولى للانقلاب تطوع عشرات من الضباط وزملاء الفريق عمر حسن قائد الانقلاب للطواف على القوى السياسية لتعريفهم بهوية هولاء الضباط الذين استولوا على السلطة.

    ومنذ ذلك الوقت راح النظام الحاكم بنفسه يقدم كل يوم جديد شاهدا على انهم ينتمون للجبهة الاسلامية ،ومابين الانكار والاتهام ، ومابين الشواهد والقرائن،اخذت العزلة تطوق النظام وتمنعه من تثبيت شرعيته الثورية او شرعيته الدستورية.

    ولم يفطن قادة الجبهة الى ان مجرد الاشارة اليهم اصبحت تهمة تستحق الانكار والتبرئة،وهو شىء يشكل حاجزا نفسيا بين الحكم والمواطنين، ولم تعمل الجبهة لمعالجة هذه الثغرة السياسية بتقديم نموذج للحكم يستطع ان يستقطب حوله كل القوى الاساسية فى المجتمع، وبدلا من ذلك اوغل فى اتخاذ اجراءات حادة ومتشددة ضاعفت من عزلته الجماهيرية، ومن هذه الاجراءات مايلى:

    تصفية القوات المسلحة من القادة العسكريين والضباط واصحاب الخبرة القتالية والادارية ، ففى خلال ثلاث سنوات تخلصت حكومة البشير - الترابى من حوالى الف وثمانمائة ضابط من الرتب العسكرية المختلفة.

    كما قامت بتصفية الخدمة المدنية من معظم الكوادر الفنية والادارية واحلال مكانهم عناصر من كوادر الجبهة الاسلامية غير المدربة وغير المؤهلة ، ويقدر عدد المفصولين باكثر من خمسة الف موظف.

    وفصل اكثر من خمسين فى المائة من اساتذة الجامعات واحلت بكوادر الجبهة الاسلامية التى كانت تعمل فى مؤسسات خارجية او خاصة بالجبهة واحلت مكانهم بعناصر الجبهة مما اضعف المؤسسات التعليمية خصوصا وان كوادر الجبهة لم تكن مؤهلة اصلا للتدريس فى الجامعات والمعاهد العليا.

    واقالة اعداد كبيرة من القضاة واحالت القضاء الى جهاز تابع لها مما افقده الاستقلال الذى حافظ عليه لاكثر من ثلاثين عاما.

    والغاء مهنة الصحافة تماما، منذ اليوم الاول للانقلاب باصدار قرار دستورى بوقف اصدار الصحف الحزبية والمستقلة والرياضية والفنية ، وكان فى السودان اكثر من 27 صحيفة مابين يومية واسبوعية ونصف اسبوعية يعمل بها اكثر من الف وخمسممائة صحفى.

    واصدار صحيفتين تابعتين للجبهة وحكومة الانقاذ الوطنى وهما جريدة السودان الحديث والانقاذ الوطنى ويعمل بهما عناصر من كوادر الجبهة القومية الاسلامية .

    قد عملوا بنصيحة السلطان عبدالحميد الثانى بعد خلعه حينما قال: لو عدت الى يلدز لوضعت محررى الجرائد كلهم فى اتون كبريت وقامت الجبهة بالغاء الاحزاب والنقابات والاتحادات والمنظمات،كل تلك الاجراءات التى جاءت فى المرسوم الدستورى الاول الذى اذاعه البشير ووضع البشير النظام فى النظام العسكرى الذى لايومن بالديمقراطية وتعدد الاراء.

    فماذا كانت نتيجة الانقلاب...؟ عملت كل تلك الاجراءات على وقف نمو القوى الفاعلة فى المجتمع وتعطيل امكانية حل التناقضات بينها سلميا عبر الدستور والقانون الديمقراطيين.

    لان الديمقراطية كما قال احد المفكرين ، مرهونة بنمو طبقات المجتمع وقواه على نحو يسمح لها بدرجات من الفاعلية المتوازنة تقبل وترضى معها ان تحتكم الى دستور وقانون لحل تناقضاتها .

    ثم ماذا فعل الحكم بعد ذلك...؟ان السنوات اللاحقة كشفت ان الجبهة الاسلامية ارادت ان تحول كل المؤسسات والاجهزة القومية الى مؤسسات حزبية تابعة لها ، ويرى البعض ان الجبهة الاسلامية عبر مجلس قيادة الثورة الانقاذ الوطنى ارادت ان تحول كل اجهزة الحزب الى مؤسسات قومية.

    وليس هناك خلاف بين الرؤيتين فى النتيجة اذ ان الهدف هو دمج الحزب فى الدولة او دمج الدولة فى الحزب لتكون شخصا واحدا.

    فقد قال الترابى فى حديث امام عدد من السودانيين المقيمين فى العاصمة البريطانية فى اواخر مارس عام 199. بالنص (ان مستقبل السودان هو مستقبل الجبهة الاسلامية) .. فهل يحتاج الترابى بعد هذا الحديث ان يردد عبارة لويس الرابع عشر (انا الدولة) حتى يكون امبراطورا وقد عبر الفريق البشير عن ذلك بصورة اخرى فيها حذر الحاكم ولو كان صوريا عندما قال لمجله التضامن فى 24 ديسمبر 199. نحن جئنا لكى ننفذ برنامجا من اجل النهضه بلادنا ولن نسامح من يعارضنا ولن نسمح لى احد ان يمنعنا عن تنفيذه وان الانسان الذى يشكل خطورة علينا لن نسامحه اننا نحمل امانه لن نفرط بها ..)) وهنا لاول مرة فى تاريخ السودان المعاصر يسقط التسامح ، رسميا كقيمه سياسيه واجتماعيه وهو سقوط له عواقبه الوخيمه على الدوله ،الشعب والعرض والسلطه فى الحاضر والمستقبل .

    وحديث الفريق بشير وخصوصا ذلك السطر اننا نحمل امانه لن نفرط فيها سوف يعطى اى مواطن الفرصه ان لم يكن الحق فى ان يسال من هي الجهه التى حملت الفريق البشير بحمل الامانه؟ والاجابه على هذا السؤال هى بيت القصيد فى شرعيه اى نظام .

    ولكن بناء على حديث الفريق البشير لمجله التضامن يبقا السؤال اجوهرى وهو: هل يسمح فى هذا الظرف لاى احد ان يجرؤ على الاستفسار عن صاحب هذه الامانه ومصدرها الذى اعطاها للفريق البشير ؟.

    حديث الترابى ثم حديث البشير لخصا توجهات الحب منذ اليوم الاول للانقلاب السائر نحو الهيمنه الشامله والهيمنه الشامله تدخل فى اطار معنى الشموليه بكل دلالاتها ووظائفها وصورها والشموليه ليست مرادفه للاشتراكيه فقد كانت نازيه تحت حكم هتلر شموليه وراسماليه وقد قدم باحث بريطانى اسمه جويان وليامز تعريفا لمشكله الهيمنه قال فيه ان الهيمنه نظام تسيطر فيه طريقه معينه للحياه وتفكير وليس فيه مفهوم واحد للحقيقه ينتشر فى المجتمع بكافه مظاهرة المؤسسيه الخاصه، هى يصوغ بروحيته كل الاذواق والاخلاق والعادات والمبادئ الدينيه والسياسيه وكل العلاقات الاجتماعيه خصوصا فى ملامحها الثقافيه والاخلاقيه .

    والوصول الى تحقيق هذه الهيمنه يتم عن طريق استخدام القوى الجبريه والاكراة وليس دائما عن طريق الموافقه والاقتناع ،وطريق الاكراة سارت فيه الجبهه الاسلاميه وسلطتها العسكريه شوطا بعيدا باستخدام العنف غير المحدود وغير المعهود مع خصومها والمعارضين لها .

    كان استخدام العنف من جانب السلطه الرسميه والحزبيه يستهدف تحقيق غايات سياسيه واجتماعيه واقتصاديه لها ارتباط وثيق بالساسه ، ويتخذ اشكالا وصورا متعدده ومتنوعه وتمت ممارسته علنيا وسريا .ولكن فى كل الاحوال فان استخدام العنف منظما ومخططا .

    وقد تركز الهدف الواضح لاستخدام العنف فى كل الفترات التى مرت بها السلطه منذ الانطلاق على القضاء على بؤر المعارضه التى تشكل مصادر كامنه للانتفاضه هذه المصادر التقليديه هى

    الحركه النقابيه الممثله فى الاتحادات والنقابات المهنيه العماليه ونقابات الموظفين ، واتحادات المزارعين وهى الهيئات الديمقراطيه المعبرة فى تنظيمتها عن القوى الحديثه المنظمه وهى تشكل بالطبيعه وبالدور النقيض الاساسى لفكر الجبهه الاسلاميه المتمحور حول طائفيه جديدة .

    وقد جرت محاولات من جانب السلطه للقضاء على الحركه النقابيه بعدة وسائل منها حل النقابات باوامر عسكريه ومراسيم دستوريه ثم بفصل قادتها من الخدمه ثم بالمحاكمات والاعتقالات ثم بالاعدامات والتصفيات الجسديه.

    الحركه الطلابيه الممثله فى اتحادات الطلاب او القواعد الطلابيه فى الجامعات والمعاهد العيا والمدارس الثانويه وهى حركه شكلت تاريخيا القوى المعارضه للانظمه العسكريه فى كل العهود ولها تقاليد النضاليه الراسخه ولها مهام مستمد من طبيعتها كحركه تتمتع بالقدرة على التجمع والانطلاق بحريه نسبيه .

    والحركه الطلابيه اصبحت معروفه بانها مطلقه الشرارة الاولى للانتفاضات وجرت محاوله تحجيمها والقضاء عليها بعدة طرق اولهم استخدام العنف الرسمى حينما اقتحمت قوات الامن وقوات الطوارئ حرم الجامعه واطلقت الرصاص على جموع الطلاب مما ادى الى مقتل الطالب سليم محمد ابوبكر بالفرقة الثانية كلية الاداب، والطالبة التاية احمد ابوعاقلة بالفرقة الثالثة كلية التربية .

    ثانيهما استخدام العنف الحزبى ،عندما قام طالب بالسنة الثالثة بكلية الاداب اسمه فيصل حسن عمر منتمى للاتجاه الاسلامى الجناح الطلابى للجبهة الاسلامية باغتيال زميله بشير الطيب بالسنة الخامسة بكلية الاداب بعد تسديد عدة طعنات بمدية داخل حرم الجامعة.

    ثالثهما: العمل على تعطيل الدراسة لفترات طويلة لمنع اى تفكير او تخطيط من جانب الطلاب فى اتجاه استثمار الظروف السياسية والاقتصادية والامنية لاشعال فتيل الثورة، وقد كانت السلطة السياسية حريصة على ان تكون جامعة الخرطوم معطلة عن الدراسة اثناء القرارات الاقتصادية التى دائما ما تؤدى الى ارتفاع الاسعار.

    نواصل فى الحلقة القادمة
    Sudanile July 2, 2005

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de