مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-11-2005, 03:02 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    هم المؤمن
    وفى الحديث: ( من كانت الآخرة همه جمع الله شملة وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا راغمه ومن جعل الدنيا همه شتت الله شمله وجعل فقرة بين عينيه ولا يأتية منها الا ما كتب الله له ) والاخرة والجنه حيثما ذكرتا فالمراد منهما عند اهل الله مجاورة الله ورؤيته

    وفى الحديث ايضاً : ( من جعل الهموم هما واحدا كفاة الله امر دينه ودنياة ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله به فى اى واد هلك ) وفية ايضا : ( من اصبح وهمه غير الله فليبس من الله ) .

    حول تفسير : ( وفى السماء رزقكم ...) واكبر من ذلك قول الله عز وجل : ( وفى السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون ) والمراد بالسماء ما علا الى ما نهاية له والمراد\ بالارض ما سفل الى ما لا نهاية له فيشمل السحاب فانه مسخر بين السماء والارض وزالمطر اذ ينزل منه لا منه لا من السماء التي هي محل القمر والنجوم وقولة : ( وما توعدون ) يعني من امر الرزق وغيرة .

    وفى الحديث : ( ضجت الملائكه الى ربها فقالت : ويح بني آدم أغضبوا ربهم بكثرة الهلع حتي أقسم لهم على الرزق ) وليتنا بعد القسم اطمأننا وسكنا بعد ذلك وقوله : ( مثل ما انكم تنطقون ) وهل يشك احد فى نفسه هل هو ناطق ام لا ؟ فكذلك الرزق لا بنفل عن انسان كما لا تنفك عنه الناطقيه التي هى حقيقة من حقائق ذاته .

    وقرئ : ( وفى السماء أرزاقكم ) بالجمع وقرئ ( رازقكم ) بصيغه اسم الفاعل ؛ والمعني ان الحق فى سماء العلو الذاتي فانه ظهر فى صورة النار لموسي علية السلام في الأرض لا فى السماء فالعلو بحسب المقام والمكانه لا بحسب المكان فاينما ظهر فهو فى سماء علوه فهو بمعني العلي اذ كان ولا شيء معه لا سماء ولا غيرها ففى الحديث : ( كان ربك فى سماء ليس فوقه هواء وليس تحته هواء ) لان الفوق والتحت من جمله خلقه فالحق خلق الجهات فهي المفتقرة اليه ولا يفتقر الية ولا يفتقر هو الى شئ فالجهه والزمان انما يميزان العبد ويتميزان به لا غير كان الله ولا شئ معه وهو الآن على ما كان علية .

    وحاصل معني هذه القراءة هو معني : ( وهو الله فى السماوتا وفى الارض ) أي ما ثم غيرة فنه الاول والاخر والظاهر والباطن ( فاينما تولوا فثم وجه الله ) ومن كان سيده عليا كبيراً كيف يهتم برزقه ؟ فان من كان مالكا جهه من الارض لا يهتم عبده برزق نفسة ولو كان الناس يموتون جوعاً مع انه قد يصبح سيده فقيراً او ميتاً فكم ملك أصبح معزولاً ؟ وغني اصبح عائلاً ؟ فكيف يهتم برزقه من كان سيده له ملكوت كل شيء وبيده خزائن اللسماوات والارض ان لم يكن هو قطع نسبته منه وادعي انه مالك نفسة ثم عبدها لأخس عبيده الذين خلقوا من اجله وهي الدنيا ( تعس عبد الدنيا تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصه تعس وانتكس اذا شيك فلا انتقش ) فسماهم عبيداً لهذه ولم يعلم ان احد منهم يسجد لها ويقولا لشئ منها : يا إلهي او يا ربي او يا سيدي فعين شغله به ونسيانه ربه هو عين اتخاده ربا من دون الله مع انه يعلم يقينا انه ليس له من ذلك الا ما يسد به جوعته او يوارى به عورته او يزيل بركوبة اعياءة او مسكن يسكنه من الحر والبرد والآخر وهم يطمئن نفسة به ويلذذها وتلذذه بالوهم واطمئنان قلبه به اطمئنان بالعدم وهو يجر لنفسه بذلك التلذذ والاطمئنان البلاء المبين قال الله عز وجل : ( ان اللذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون . اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) وقال فى الذين اطمأنوا بربهم : ( اللذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب . الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبي لهم وحسن مآب ) فانظر الى اين مآل هذا ؟ والى اين مآل هذا ؟

    بيان حجال المعتمد على الدنيا

    فمن اعتمد على شيء من الدنيا سواء اكان فى يده او ليس فيها معتمد على بيت العنكبوت كما قال اللع عز وجل : ( مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت . اتخذت بيتاًُ ) فكل من اعتمد على غير الله اعتمد على بيت العنكبوت وبيت العنكبوت لا يقى من حر ولا برد و اذا جاءته ادني ريح أخذته ولم تبق له اثراً .

    قال رسول الله صلى الله علية وآلة وسلم : من أبل عند فساد الزمان إبلا واتخذ كنزا او عقارا مخافه الدوائر لقى الله سارقاً غالاً ) .

    حال النبي صلى الله علية وعلى آلة وسلم مع الدنيا

    ولما مرض - صلى الله علية وعلى آلة وسلم – مرضة الذى خرج فية من الدنيا كان عنده سبعه دنانير وضعها عند اهلة فكان كلما أفاق من سكراته قال : ( ائتوني بالدنانير ) فيغمي علية قبل ان يؤتوه بها ؛ فلما اتوه بها المسكها فى يده اليسرى - صلى الله علية وعلى آلة وسلم – وصار يحركها بسبابته اليمني ويقول ( ما ظن محمد بربة لو لقيبة وعنده هذه ؟ ) يعني معتمداً عليها او تاركها لأهلة يعتمدون عليها فأمر بها فتصدق بها وترك اهله على الله لم يطمئن عليهم الا بالله ولم يكلهم الى شيء يتركه لهم والحال ان درعه مرهون عند يهودي فى عشرين صاعاً من الشعير ففعل هذا وتوكل فى قضاء دينه على الله تعالى .

    وآخر الأمر من رسول الله – صلى الله علية وعلى آله وسلم - وهو السنه التي أبقاها فى أمته فالفطن الحاذق من اتبع رسول الله - صلى الله علية وعلى آلة وسلم – فى هذا وأمثالة وأما متابعته فى الركوع والسجود وحدها فهذا يقدر علية كل أحد وليس فية كبير فضل انما متابعته فى اخلاقه الكامله التي أثني الله علية بها بقولة : ( وانك لعلى خلق عظيم )

    (عدل بواسطة ود محجوب on 07-11-2005, 03:29 PM)

                  

07-12-2005, 06:14 AM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    كنز المؤمن


    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمه المؤلف

    الحمد لله الذى جعل قلوب أولياءة محلا لليقين واعطاهم بذلك اليقين جنه معجلة يتنعمون فيها بالراحه الكبرى فى الدنيا قبل الآخرى حيث كانوا على ربهم متوكلين وقد برئوا الية من التدبير معه حالة وجودهم كحالتهم اذا كانوا معدومين فلما اكتفوا به كفاهم جميع المؤنه فلا تجد ملبوسهم ومأكولهم ومركوبهم ونحوها الا احسن ملبوس ومأكول ومشروب كأنهم ملوك وما هم الا ملوك اليقين .

    والصلاة والسلام على مولانا محمد سيد المتوكلين وآله الذين لم يتهموا الحق فى رزق ولا غيرة بل رضي عنهم ورضوا عنه فلا تجدهم الا فرحين مسعفين لأقدارة وفى طي أحكامه مندمجين .

    اما بعد

    فيا ايها العبد كن واثقاً بربك فى رزقك واجعله كنزك كما قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم : - ( كنز المؤمن ربة ) ولتكن بوعده الصادق الذى قد وعدك بة من الموقنين فإن الاهتمام بالرزق تكذيب لله عز وجل وانت لا تحب من يتهمك فى وعدك ويكذبك مع انك يمكن ذلك منك ويحتمل فى حقك تخلف الموعد باختيارك وبغير اختيارك فإنك قد يعرض لك من الاسباب ما يحول بينك وبين الوفاء بما وعدت ومع هذا كلة لا تحب بأن ينسب إليك الخلف فكيف بمن هو على كل شيء قدير ؟ وهو أصدق القائلين : ( ومن أصدق من الله قيلا )

    والاحاديث وآيات فى الرزق والأسباب التي ترسخ فى القلب اليقين أكثر من ان يعدها عاد وانما أظلمت القلوب بكثرة الهلع فعمي إنسان عين بصيرته عن إدراك ذلك ولا يزول ذلك إلا اذا طلعتعليها شمس يقين من صحبة عارف متمكن فية كما قال الرسول صلى الله علية وعلى آله وسلم : ( تعلموا اليقين بمجالسة أهل اليقين ) فجعلت هذه الوريقات لتكون محسنه لمن صحبها وإلتمس أدبها بهدية الطمأنينه بالله وقت ما واذا انفتح الباب سهل الدخول لمن هدي الله
    ( واولئك هم أولو الألباب )

    فإفهموا إخواني وفقني الله واياكم عن ربكم ما يقول واعقلوة بذكي العقول

    قال الله عز وجل : ( وما من دابة فى الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وكل فى كتاب مبين )

    فعبر بـ( على ) التي فى لغه العرب للوجوب والثبوت ولم يعبر بالام التي هي للتخيير حتي يتحمل انه سبحانه له ان يرزقها وله ان لا يرزقها بل قال : ( علية ) يعني حقاً كقولة ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) والحق لا يضيع حقاً علية والمستقر ما يأتيها فى مستقرها ومكانها الذى هى مستقرة به فينساق إليها والمستودع أيضا ما استودعه الحق الأرض من كل ما نبت كما قال تعالى : ( وقدر فيها أقواتها ) الخ واذا يريد اخراجه منها ينزل عليها الماء بمطر او غيرة فيأمرها فتخرجه .

    حكمه الله تعالى فى جعل رزق عنده

    ومن رحمه الله سبحانه بنا ان جعل الرزق عنده فلو اعطي كل واحد منا جميع رزقه من حين يولد الى يوم يموت من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومركب ونحوها لعناه غاية العناء واتعبه غاية التعب من وجوه شتى فإنه اذا اراد ان يتحول من مكان الى آخر يحتاج الى ما يحمل علية ذلك كلة واني له بذلك ؟ خصوصاً من البلاد البعيده كالمغرب الى مكه مثلا ً وايضا ينغص علية عيشة غاية التنغيص فإنه يعرف يقيناً انه عند انتها ذلك ينتهي اجلة فلا يزل حزيناً ويسكبه ذلك البخل لأنه يرى انه ينفق من عمرة فتغيب الحق ارزاقنا عنا لنا فية النفع الدنيوي والديني اذا كنا نفهم عنه سبحانه وتعالى .

    من الأدلة على ان الرزق مضمون

    وقوله : ( كل فى كتاب مبين ) الكتاب فى اللغه : الثبوت والوجوب – قال الله عز وجل : ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ) يعني سأوجبها وإلا فهي وسعت كل شيء فما فائده ذكر : ( سأكتبها ) وقولة : ( مبين ) هخو الذى يبين عما فية حتي يفهم عنه ولا شك انه ابان عما فية غاية الابانه فكم اوقفنا الحق على ذلك من انفسنا وأرانا إياة فى غيرنا فان الواحد منا يجتهد غاية الجهد ف\ى الجمع والادخار ويعطه الحق لغيرة وآخر لا يتسبب فى شيء ويعطيه رزقاً هنيئا مريئا على فراشة فهو يقول للعبد بذلك الفعل : جميع ما فى يدك وما فى يد غيرك فى يدي فإن شئت أطعمتك مما فى يدك وان شئت اطعمت ما فى يدك للغير وان شئت اطعمتك مما فى يد الغير فما لك شيء ان فهمت فأرح نفسك والا اتعبها ولم تحصل على طائل ( قل ان الفضل بيد الله ) الخ الآية .

    وفى الحديث القدسي : ( يا عبدي تريد واريد فغن سلمت لى فيما اريد أعطيتك وما تريد وان نازعتني فيما اريد اتعبتك بعد ذلك ولا يكون الا ما أريد )لا وقال عز وجل فى كتابة العزيز : ( من كان يريد العجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ) فاراده مثل هذا لا تنفعه بل تضرة ولا يعجل له شيء لم يعجل له فبان ان بعض العباد يعجل له من مراده ما علم الحق انه يعجله وبعضهم لا يردي الحق له تعجيل شيء من مراده فلا يعجل له شيء منه لأنه قال : لمن نريد .

    وفى الحديث : ( لو ركب الانسان الريح وهرب من رزقه لركب الرزق البرق وأدركه حتي يدخل فى فمه ) .

    وقال عز وجل فيما حكي فى وصية لقمان لابنه : ( يا بني انها ان تك مثقال حبه من خردل فتكن فى صخرة او فى السماوات او فى الارض يأت بها الله ) أي إليك يعني مثقال حبة من خردل من رزقك يوصلها الله اليك اينما كنت وحيثما كانت والا فما ثمرة الاتيان بها ( وكفا بنا حاسبين ) ؛ ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرة ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرة ) فلا مكان يوارية من الحق حتي يغيب فية شيئاً من عملة ؛ ( ووجدوا ما عملوا حاضراً ) ثم قال بعدها ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف ) الخ . يعني ليكن همك ما خلقك ربك من اجله وامرك به لا ما ضمنه لك من الرزق كما قال فى الآية الأخرى : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ؛ لا نسألك رزقاً ) يعني: لا نكلفك رزقك ( نحن نرزقك والعقبة للتقوى ) فلما امر سبحانه بالصلاة والاصطبار عليها ورد سؤال حالى كانه قيل : يا رب إذا إشتغلنا بهذا ونحن محتاجون الي ما تقوم به ذواتنا من الرزق ضعنا ؛ فقال سبحانه : ( لا نسألك رزقاً ) ومن سوء ادبنا مع ربنا عبر عنا بالدواب التي خلقت من اجلنا فقال عز وجل : ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ) وقدمها فى الرزق علينا لحسن توكلها على ربها ؛ فهو يقول : يا أيها الزاعمون انكم مؤمنون بي ومصدقون بوعدي ؛ هذه دواب خلقت من اجلكم ومسخرة لكم الأنسي منها والوحشي منها متوكله على لم تشتغل بتدبير رزقها بل تأخذ مما أعطيتها ما يسد جوعتها ولا تدخر غيرى فأى طائر او دابة فى الارض فى عنقها جراب تخزن فيه رزقها؟ وها انتم ترون الكلاب اذا وجدت اذا وجدت رزقها من فريسة ميته او غيرها تأكل فإذا شبعت تركتها وذهبت ؛ وهكذا النسور ؛ وكذلك الطيور اذا وجدت حبا اكلت منه قدر شبعها وتركته وانتم اذا وجد الواحد منكم شيئاً ملقى بالأرض اخده وجعل ينبش فى الارض ويبحث حتي يستأصل مادتهه فكم هذا السوء فيكم ؟ افلا ترجعون الى ربكم ؟ وتكتفون بحسن تدبيرة ولا تنازعونه وتخاصمونه وتؤذونه ورسولة بالشكوك فى وعد الرزق وغيرة ؟ و إذا رضيتم عنه رضي عنكم وأرضاكم ؟



                  

07-12-2005, 03:40 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    من اخلاق النبي

    صلى الله علية وعلى آلة وسلم

    فمنها كونه رحمه للعالمين كلهم من الجن والانس والدواب وغير ذلك فضلاً عن المؤمنين الذين وصفهم الله بالرأفة والرحمه عليهم فقال : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) فكان لا يواجه احداً بما يكرة .

    ومنها كونه عفواً كما امرة الله بقوله : ( فاعف عنهم واستغفر لهم ) يعني اعف عنهم فى حقك فإنهم لم يقوموا به واستغفر لهم فى حقنا فانهم لا يقدرونا حق قدرنا أي تب عنهم فمن يريد اتباعه - صلى الله علية وعلى آلة وسلم – فى ذلك يتوب عن جميع المؤمنين بالنيابه عنهم .

    ومنهما كونه ذاكرا لله على كل احيانه لا بد ان تدخل علية التوبة قهراً علية وان اباها وهذا العفو امر كبير جدا فلذلك قال الله عز وجل : ( ولا تستوي الحسنه ولا السيئة . ادفع بالتي هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ) .

    حول تفسير

    ( ولا تستوي الحسنه ولا السيئة )

    ومعني ( ولا تستوي الحسنه ولا السيئة ) أي لا يتساويان فى المجازاة فمن عمل معك سيئة فلا يستوي مجازاتك له بسوء مع مجازاتك له بالاحسان وانما سمي الاحسان لمن اساء اليك جزاء لانه فى الحقيقة احسن اليكم لكونه ألبسك حلة الاسم الصبور والعفو والحليم فلو لم يصدر منه اساءة مانلت هذه المنزلة فقولة : ( ولا السيئة ) لفظ لا الثانية للأولى توكيد لفظي فهو يقول : لا تستوي الحسنه والسيئة وقولة : ( ادفع بالتي هى احسن ) يعني السيئة كقولة فى الآية الأخرى : ( ادفع بالتي هي احسن السيئة . نحن اعلم بما يصفون )

    حول تفسير

    ( وجزاء سيئة سيئة مثلها )

    وقال فى اخري : ( وجزاء سيئة مثلها ) فجعل الجزاء بالسيئة سيئة وقوله : ( مثلها ) يعني لا أزيد والمثيلة متعذرة فأني له بالميزان فى ذلك الوقت وهو مملوء بالغضب حتي يدخل علية من الألم قدر الذى أدخلة علية سواء بسواء ولما كانت المثيلة متعذرة علمنا ان الله ذكر هذا الشرط شرط المثيلة الذى لا يوجد ليفهمنا ترك المشروط بذلك الشرط وهو الجزاء بالسيئة فهو يقول : اذا كنت لا تقدر ان تأخذ حقك من غير زياده لا يحل لك ان تزيد فتؤاخذ بذلك فلأن تلقى الله مظلوما خير لك من ان تلقاة ظالماً فالواجب ترك المجازاة بالسيئة اذ انتفاء الازم يوجب انتفاء الملزوم .

    واما العفو عنه فى الدنيا وفى الىخرة فهو الرتبة العليا التي هي خلق النبي - صلى الله علية وعلى آلة وسلم – وأكابر الرسل والمقربين فذلك أمر آخر فمن هداه الله الية هداد الى الغاية الكبري من كمال اليمالن وحاصلة انه ليس له الا احد امرين : اما ان يترك الجزاء بالسوء ويطلب حقة فى الآخرة ؛ واما ان يعفو ويصير اجرة على الله ويكون من ورثته – صلى الله علية وعلى آلة وسلم - مع ان طلبة لحقة فية علية غاية الضرر لو فهم لأن الله يعامل العبد بوصفة وخلقة الذى يعامل الخلق به ( سيجزيهم وصفهم ) وفى الحديث القدسي : ( يا عبدي انت تدعوا على من ظلمك ومن ظلمته يدعو عليك فإن شئت استجبت لك واستجبت عليك وان شئت اخرتكما حتي تسعكما رحمتي ) فإذا اختار ان يستجاب لة ويستجاب علية ربما لا يرجع كفافا فإنه اول المظلومين الصلاة فان العبد اذا صلها فأساءها خرجت مكسوفة النور وهى تقول : ( ضيعت الله كما ضيعتني ) . وكذلك الدابة إذا حملها فوق طاقتها وجوعها او عطشها او نحو ذلك فمن عفى عفى عنه ومن سامح سومح ومن اخذ الحق أخذ منه الحق ولا يلوم العبد الا نفسة فالامر بيده ان شاء ضيق والسلام .

    وايضا سميت المجازاة بالسيئه سيئة لانها تسوء صاحبها اذا نادي المنادي يوم القايمه : ليقيم من اجرة على الله وليدخل الجنه بغير حساب فتقول الخلائق : ومن الذى اجرة على الله ؟ فيقال لهم : العفون عن الناس فيقوم كذلك سبعون ألفاً يدخلون الجنه بغير حساب لا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان لما عفى عنهم فإذا رأي هذا من لم تحسر وعض على يدية وقرع سن الندم حيث لا ينفعه ذلك .

    ومن اكبر الضرر على من يطلي حقة كونه يصير مخاصماً للنبي – صلى الله علية وعلى آلية وسلم – هذا يجر الى جهة وهو يجر الى ضدها فإنه علية السلام يشفع فى امته ويحب لهم ان يتقدموا الى الجنه وهذا ماسك فى ظالمه يجرة الى الوراء فانظر الى اى شيء فعلة مع رسول الله علية السلام وهو يجر الى قدام وهذا يجر الى وراء وهذا هو النزاع ولمخاصمه الظاهرة فافهم .

    من اخلاقه

    صلى الله علية وعلى آله وسلم

    ومن اخلاقه - صلى الله علية وعلى آله وسلم – الاعتماد على الله وحده والتوكل علية وترك الامر كله فى يده كما هو فيها من غير ان يختار غير ما اختار ربه له والوقوف عند حد عبوديته من غير ان ينازع الحق فى اسمه الملك واسمه الغني لمحه والتزام فقرة الذى وصفه الله به بقولة ( يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ) وكان صلى الله علية وعلى آله وسلم – يقول : ( الفقر فخري وبه افتخر ) فجعل الفقر الذى هو حطه عند من لا عقول لهم فخرة ولما كان يذكر الامور العاليه من كونه سيداً ونحوة يقول : ( انا سيد ولد آدم ولا فخر ) فافهم .

    وقال - صلى الله علية وعلى آله وسلم - : ( لكل نبي حرفة وحرفتي الفقر والجهاد ) يعني الفقر الى الله الذى هو عين الغني بالله لان الفقر هو فقد الشيء فان كان الشيء المفقود من القلب هو الله فذلك هو المذموم الذى ذمه رسول الله صلى الله علية وعلى آله وسلم بقولة : ( كاد الفقر ان يكون كفراً ) وقرنه بالكفر واستعاذ منه بقولة : ( واعوز بك من الكفر والفقر ) وان كان المفقود من القلب ما سوي الله فذلك هو حرفة رسول الله - صلى الله علية وعلى آله وسلم – وذلك هو الغني المطلق فان لم يكن لشيء علية حق فيكون مطالباً للأشياء بحقوقها فان من كان غنياً بالأشياء كان علية من الحقوق للأشياء على قدر ما فى يده منها ومن كان كذلك لا يقدر ان يدخل حضرة الحق الخاصة لان الاشياء تطلبة بحقوقها فتمسكه وقد قال - صلى الله علية وعلى آله وسلم – ( دعه فان لصاحب الحق مقالا ) .


                  

07-14-2005, 05:14 AM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    بيان ان الفقر مع الصبر افضل من الغني مع الشكر

    فمن ادعي ان الغني مع الشكر افضل من الفقر مع الصبر فقد ضاد النصوص الشرعية كلها قال الله عز وجل : ( فان تنازعتم فى شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) فرددناه الى الله فقال الله عز وجل : ( واتبعوة لعلكم تهتدون ) وها انت ترى حاله - صلى الله علية وعلى آله وسلم – الحاكم على الاحوال كلها حتي أحوال الأنبياء والمرسلين فانه سيد ولد آدم وما احسن ما اجاد بعضهم اذ قال فى الفقير وفى الغني

    تنازع قوم فى الفقير وفى الغني

    ودام لهم فى الحالتين جدال

    فقيل لهذا عفة وتصبر

    وقيل لهذا عطفه ونوال

    وحال رسول الله اعظم شاهد

    وشاهد ما فى الحال ليس يقال

    وقد تحلت وهي الأثيرة عنده

    يمكين له من كدها وشمال

    تشاكت الية ما تلاقى فردها

    عن المفرد المقصود وهي حلال

    الى ان قال فى آخرها :

    فآه على حال الفقير فانه

    مقام ولكن ليس فية رجال

    أي ليس ثم من يدق خيمته فى الفقر ويختارة كما اختارة - صلى الله علية وعلى آله وسلم – وقولة : ( لعلكم تهتدون ) يعني الى ما اهتدي الية ؛ والذى اهتدي اليه هو : ( ووجدك ضالا فهدي ) اى هداك اليك حتي علمت نفسك ان حقيقتها هي الحق قال الله عز وجل : ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله ) .

    والقاتل بتفضيل الغنى مع الشكر لم يتدبر القول فإنه إذا تأمل معنى هذا القول وجده مسفها لفعل الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- فهو يقول بالازم: الرسول ترك الأفضل واختار الأخس وهذا ليس من كمال العقل فانظر هذا القول ما أهجنه وما أفضحه وما أشنعه وما أبشعه وما أقبحه.

    فتبين أن الفقر أفضل غذ لا احد يقدر على الشكر من الغنى كما يقدر عليه رسول الله-صلى الله عليه وآله وسام- ومع ذلك هرب إلى الفقر علما منه بفضله وإلا فلو كان بيده الدنيا كلها ما صرفها إلا فيما يرضى الله ورسوله قطعا فقد طلع النهار ان كان ثم أبطال والسلام.

    فكيف يثق- صلى الله عليه وآله وسلم- بما يعطاه من العرض الفانى ويترك الاطمئنان بما فى يد ربه عز وجل وهو القائل: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون بما فى يد الله أوثق منه مما فى يده ) وهذا الحديث فيه من الوعيد لمن ام يثق بربه فى رزقه ما لا مزيد عليه فإنه نفى عنه الإيمان وهو كذلك لأنه كذب الله فيما وعد به وليس للكفر معنى غير تكذيب الله ورسوله ورد ما جاء به رسول من عنده.

    وإذا قلت هذا الكلام لواحد ممن يدعى العلم وليس محققا بحقائقه أتاك بالتوحيد اللسانى وقال لك من الأسباب ما تنكر ونحو ذلك وهو لم يتفطن إلى كونه منهيا عن السبب الذى لا يدرى هل فى علم الله يجيء منه شيء أم لا.

    واختيار رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- الفقر للإقتداء به كما قال-صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال : ( ما لصبح فى آل محمد صاع من طعام ولا صاع من تمر ولا صاع من شعير ) وما قال ذلك محمد سخطا لرزق ربه ولكن لتقتدى بمحمد أمته فلو اختار الملك والغنى لكان كل منا يطلب الملك ويقول للإقتداء وها هو مع أنه اختار الفقر كيف صار التنافس فى الدنيا والتزاحم فى الملك وهذا كله من كونه-صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين.

    من أخلاق المؤمنين

    الثقة بما عند الله

    وانظر إلى أخلاق المؤمنين الذى هم عند الله مؤمنون :جاء سائل إلى سيدنا على بن أبى طالب- رضى الله تعالى عنه- فسأله فأرسل على- رضى الله تعالى عنه- إلى فاطمة- رضى الله تعالى عنها- قال له: قل لها تعطيك درهما من الدراهم الستة التى عندها فجاءها فقال لها ذلك فقالت له: قل له إنه ترك كل واحد منها فى حاجة فجاءه فقال له ذلك قال له: ارجع قل لها تعطيك الدراهم الستة كلها فإنى سمعت رسول الله- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- يقول لا يؤمن أحدكم حتى يكون بما فى يد الله أوثق منه مما فى يده ) فجاءها فأعطته إياها فجاء بها إلى على فتصدق بها- رضى الله تعالى عنه- وعما قليل إذ مر رجل ببعير يقتاده فناداه على : يا صاحب البعير البيع البيع؟ قال له: نعم قال له : بكم تبيعه؟ قال : بكذا وكذا قال له : أنخه على أنا نؤخرك بثمنه شيئا فأناخه وذهب فجاء رجل فطاف بالبعير فقال : البعير للبيع؟ فأجابه على رضى الله تعالى عنه: نعم قال : بكم؟ قال: بكذا فزاد على على الثمن الذى اشتراه به ستين درهما قال: أخذته فعد له الثمن الذى اشترى به وستين درهما فأرس إلى البائع الأول على أنه رجل معروف فأوفاه ثمنه وأخذ الستين درهما إلى داره وجاء إلى فاطمة يخرخش فيها فقالت له ما هذا؟ قال : هذا ما وعد الله به على لسان رسوله ( الحسنة بعشرة أمثالها ) أعطينا ستة جاءنا ستون فبينما هم كذلك إذ جاء رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- فسلم عليهم فأذن له فدخل فلما استقر به المجلس حكى له الحكاية قال له : ( يا على أتدرى من البائع؟ ) قال : لا قال : ( ميكائيل ) ومجىء جبريل فى صورة رجل معروف فى هذه القصة كمجيئه فى صورة دحية للبس فانظر ما أحسن الوثوق بالله لما وثق على رضى الله تعالى عنه بالله خدم له الملائكة فى رزقه جبريل جاء بجمل من الغيب حلالا طيباً وميكائيل جاء بدراهم من الغيب .

    وقيل لبعض الاولياء بمصر : السعر قد غلا ؛ قال لو رجعت السماء نحاساً والارض رصاصاً واهل مصر كلهم عيالى ما ابالى منهم الرزق يعني فلا السماء تمطر قطرة ولا الارض تنبت عشبة فسمع بمقالته آخر فقال : لو كانت السماء نحاساً والارض رصاصا والخلق كلهم عيالى ما ابالي من هم الرزق.

    حكايات

    الحكايا الاولى :

    جاء رجل الى بعض الاولياء بالمغرب فقال له : اريد الحج وما عندي ذاد قال له : هو الرزاق واحد فليس هنا واحد جواد وهناك آخر بخيل ... الذى يرزق هنا هو الذى يرزق هناك ثم قال له : قم فإذهب هكذا فى الشمس قال : مرحباً. فقام يمشي قال له : اترك ظلك لا يذهب معك قال له : كيف اعمل له حتي اقطعه عني ؟ قال : اجهد جهدك قال له : لا يمكن ! قال : هكذا رزقك لازم لك لا ينفك عنك كما لا ينفك الظل من الشخص اذا كان فى النور هكذا .

    الحكاية الثانيه :

    جاء رجل الى بعض الصالحين فشكا الية كثرة العيال وقله ذات اليد فقال : اذهب الى بيتك فكل من وجد رزقه عليك فاخرجه من بيتك وكل من وجدت رزقه على الله فدعه مكانه فقال له : ما منهم الا ورزقه على الله قال : هو ذاك يعني له مرتيين آه آه من ثقل حمل ليس على ظهرك منه شيء

    الحكاية الثالثه :

    كان رجل من الصالحين فى المسجد عاكف فية لا يخرج منه لتدبير رزقه ولا غيرة فجاء امام ذلك المسجد يوما فقال له : من اين تاكل ؟ فقال له : انت شاك فى وعد الله لا تصح الصلاة خلفك لا امكث حتي اقضي جميع الصلاة التي صليت خلفك .

    الحكاية الرابعه :

    كان رجل من الصالحين فى مسجد كهذا المتقدم فجاءة امام ذلك المسجد فقال له : من اين تأكل ؟ قال له : هنا رجل يهودي تكفل بي كل يوم برغيفين رغيف عشاء ورغيف غداء قال له : اذا لا بأس فلما ادبر ناداه فجاءه فقال له : يا ضعيف اليقين ! : رضيت لى بزمه اليهودي ولم ترض لى بزمه ارحم الراحمين الذى له خزائن السماوات والارض لا البث حتي اصلى جميع الصلاة التي صليت خلفك .

    الحكاية الخامسة :

    كان رجل من الصالحين كهذين ايضاً لا يخرج من المسجد فقال له رجل :من اين تاكل ؟ قال له ولله خذائن السموات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون )

    الحكاية السادسة :

    كان رجل منهم ايضا بالمغرب كهؤلاء لا يخرج من المسجد فقال له بعض الناس :من اين تاكل ؟ قال: من عند الله . قال له : يدلى لك بالقفه ؟ قال له : العالم كله قفافه يدلى بما شاء فجاءه مره فقال له : يا فلان : عندى حاجه وقعت منى فى البئر اريدك ان تذهب معى وتخرجها الى قال له : مرحبا فذهب معه فدلاه فى بئر فى بيته بحبل فتدلى حتى اذا بلغ قعرها قال له:فك الحبل ففكه قال له : إجلس مكانك حتى يدلى لك بالقفه فذهب الرجل الى السوق فمكث بدكانه ما شاء الله يبتاع ثم رجع الى بيته فكانت امراته ارسلت الجاريه فاشترت طعاما يسمى السفنجه من الذ الاطعمه فى المغرب وجعلتا عليه السمن والعسل لتاكلاه فلما وضعتاه بين ايديهما فإذا بدق على الباب فما عرفتا اين تضعانه منه فامرت الجاريه ان تجعله فى قفه وتربطها بحبل وتدليه فى البئر ففعلت والرجل قاعد والقفه على راسه فاخذها واخرج الانيه وجلس الرجل ياكل حتى شبع ثم وضعها مكانها فى القفه فلما خرج الرجل جاءت الجاريه فاخرجت قفتها فلما جاء الرجل بالعشى جاء فاطلع على صاحبه وقال له : السلام عليكم فقال له : وعليك السلام قال له : دلى لك بالقفه ؟ قال : نعم دلى لى بالقفه فذهب الرجل الى الجاريه فسالها فاخفته الخبر فقال له : لاوجعنك ضربا او تخبرينى فحكت له ان الست ارسلتنى اخذت سفنجا وسمنا وعسلا فلما وضعناه بين ايدينا وجعلنا عليه السمن والعسل سمعنا الدق على بالباب فاردنا ان نخفيه منك فما وجدناه مكانا يصلح لذلك غير البئر فجعلنله فى قفه ودليناه بحبل فى البئر فقام الى ذلك الرجل الصالح فاخرجه واعتزر اليه .

    وحكايات الرزق بغير تدبير لاحد لها ولا حصر واظهر من ان تحتاج الى تبين وانما من لم يجعل الله له نورا فما له من نور فها نحن نرى الحيتان فى البحر والصيد فى الفلاه سمينا ولا زرع عنده ولا تجاره ولا مال ورثه عن ابيه ولا جده ولا هو معاشر للناس ومجاور لهم حتى ياخذ مما عندهم كالفأر .

    حكاية النمله مع سيدنا سليمان عليه السلام

    ومن اعجب الحكايات ما قالت النمله لسليمان عليه السلام لما اتى على وادى النمل : ( قالت نمله يايها النمل ادخلو مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون . فتبسم ضاحكا من قولها ) الى اخره والذى اجبه منها فاضحكه كونها نزهته عن الظلم هو وجنوده بقولها (وهم لايشعرون ) يعنى لا يتعمدونكم بالوطءوالحطم فى اللغه : الهلاك وهو فى الظاهر معلوم اى الهلاك الدنيوى وفى الباطن الهلاك الاخروى ؛ لانه لما سالها سليمان عليه السلام : ما اردت بقولك (لايحطمنكم سليمان وجنوده )؟ قالت : قلت لهم ذلك لئلا يروا ما انت فيه فيزدروا نعمة الله عليهم فلا يشكرون ما هم فيه فيهلكون ؛ لانهم اذا راو صغر اجسامهم وضعفهم راو عرشه الذى هو فيه على كبره والاشجار المصطنعه فيه من النخل وغيره : الساق ذهب والاغصان در والثمار جواهر ويواقيت وذمرد وزبرجد والماس وغايته فيه من كل لون على صفه عجيبه لم يكن لها فى الدنيا نظير والطيور تظلله باجنحتها مالئة الافق والجن وللانس حوله والخيل المسومه التى لايحصيها إلا اللهوكثرة النعم راو انفسهم انهم ليسوا منعما عليهم بشىء فكفروا نعمة ما فيهم فهلكوا . ثم إن النملة جاءت بنبقه تدحرجها حتى اقامتها بين يدى سليمان عليه السلام وقالت له : هذه هديه يا نبى الله والهديه على قدر مهديها لا على قدر من تهدى اليه فاعجبه حسن ادابها ومنطقها فقال لها : سلينى من ملكى هذا اعطك اياه قالت له : انت عاجز والسؤال من عاجز غير جائز قال لها : لابد ان تسالينى شيئا . قالت : لابد ؟ قال لا بد قالت له : زد فى رزقى شيئا _ يعنى يعنى على الذى كتبه الله لى _ قال : سلينى غير هذا قالت له : زد فى اجلى شيئا –تعنى اذا كنت فى علم الله وكتابه اموت اليوم مثلا اخر عنى الى الغد-قال : هذا ليس فى يدى قالت له : ما قلت لك انت عاجز ؟ وهو عليه السلام لايملك هذا لنفسه فلا يقدر ان يزيد فى رزق نفسه ولا فى اجل نفسه فكيف يملك لها .

    بيان ان الرزق مقسوم

    فالرزق مقسوم لو اجتمع الاولياء كلهم والملائكه كلهم والانبياء والمرسلون كلهم ما قدروا ان يزيدوا فيه لانفسهم على القدر الذى كتبه الله تعالى فضلا عن ان يزيدوا فيه لانفسهم شيئا عن القدر الذى كتبه الله تعالى فضلا عن ان يزيدوه لغيرهم لانه ليس فى ايديهم بل فى يد الله عز وجل وحده وهذا سيدهم اجمعين محمد –صلى الله عليه واله وسلم – قال له : ( قل لا املك لنفسى نفعا ولا ضرا )فكيف يغيره ؟ ولما قال له رجل : ادع الله لى ان يزوجنى قال له لو دعوت لك انا وجبريل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش ما تزوجت الا المرأه التى كتبت لك فأمر الرزق مفروغ منه . وقال – صلى الله عليه واله وسلم – لرجل من اصحابه : (ما قدر لماضغيك ان يمضغاه فلابد ان يمضغاه فكله ويحك بعز ولا تأكل بزل)أى وكله وانت عزيز النفس غير متملق فيه الى احد متعلق بالعزيز جل جلاله مشغول القلب بربك من اجله فاخضع للعزيز الحكيم ولا تخضع للزليل الذى لايملك شيئا ولا يعطى الا اذا سخره المعطى بيده جلا جلاله بل انت واياه فى ذلك واحد يجرى عليه رزقه من عند الله كما يجرى عليك بلا فرق ولا تسال غير ربك وإن أجرى الله لك على يده شيئا لا بالمقال ولا الحال تكن سيد الرجال والذى يأكله بذل هو الذى يتملق فى رزقه إلى المخلوق كائنا من كان ولو كان نبيا أو ملكا لأنه ليس فى يده شيء منه.
                  

07-14-2005, 05:23 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    المعروف



    كيف تشكر من أسدى إليك معروفا؟

    وعليك إذا أسدى إليك أحد من المخلوقينأن تشكره لكونه آنية مد الله لك بها لا على أنه معط ولو نبيا أو ملكا وشكره هو الدعاء له قال- صلى الله عليه وآله وسلم-:

    (من أسدى إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد ابلغ فى الثناء )فهذا هو معنى شكر الواسطة لا غير وقوله (أبلغ فى الثناء )لأنه أحاله على الله الذى يقدر أن يكافئه على قدر عجزه وضعفه والحق يكافىء على قدر قوة كرمه وقدرته هذا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:فإنك إن تكلنى إلى نفسى تكلنى إلى ضعف وعورة وعجز وأما الثناء عليه بمعنى مدحه ورؤية انه معط فهذا منهى عنه قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- : ( لا ترضين أحداً بسخط الله ولا تمدحن أحداً على رزق الله ولا تذمن أحداً على ما لم يؤتك الله )فافهم الفرق فإنه ظاهر لمن هداه الله سواء السبيل.

    الخلق آلات الرزق

    وإذا تحقق لك ان الرزق كله فى يد الله سبحانه وحده وما أجراه على يد المخلوقين فهو فى يده فى عين كونه فى أيديهم فهم وما فى أيديهم الكل فى يد الله فلا تعول إلا عليه لان الرزق نعمة وكل نعمة منه (وما بكم من نعمة فمن الله ) أى لا من غيره قال- عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن الله-عزل وجل- :يا موسى إذا رأيت النعمة منى فقد شكرتنى حق الشكر يعنى :وإذا رايتها من غيرى فقد كفرتنى حق الكفر.

    فالخلق آلات فى بعض الأوقات لأن الحق تارة يخلق شيئا ويفعل به وتارة يفعل بقوله : (كن ) بغير واسطة آلة فجميع ما تراه من المفعولات فعل واحد سواء كان بواسطة آلة كأن يخلق إنسانا ثم يقتل بيده أحداً فذلك الإنسان آلة للقتل وقد اوضح ذلك فى كتابه العزيز فقال فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) يعنى بأيديكم ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) يعنى بيدك فجعلنا له كالألة لنا وها هو نسب التعذيب له فقال :

    ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) فبين بهذه الآية معنى نسبة الفعل إلى السبب كونه آلة والله هو الفاعل به.

    قال- صلى الله عليه وآله وسلم- : ( إنما أنا قاسم والله المعطى ) يعنى بيدى فقد كشف لك عن الأمر كما ينبغى إن كنت تبصر وإلا فالشمس طالعة غاربة ولا يبصرها الأعمى ولا يقدح ذلك فى كونها موجودة مشرقا نورها فى العالم :

    ما ضر شمس الضحى فى الأفق طالعة

    أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر وإذا كان هو لا يبصر فالخلل فيه هو لا فى وجود الشمس فإن فال :أرونيها قيل له :هات لك بصراً ونحن نريكها ولا بصر إلا التقوى :

    ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم ) وإن قال :أئتونى بدليل على وجودها قيل له :

    وليس يصح فى الأذهان شىء

    إذا احتاج النهار إلى دليل

    فهذا ما كان من الله بواسطة وأما ما كان بلا واسطة فهو معلوم حتى للكفار أن الله هو الفاعل له (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )فهو بكلمة (كن) بالاتفاق.

    فقد ظهر لك أن الأسباب والمسببات كلها مخلوقة لله تعالى فبروز المسبب عن قول الحق بالسبب :كن لا عن السبب فضرب الحق للمقتول بيد القاتل مع إرادة القتل هو قول الحق للمقتول :كن ميتا وهكذا سائر وقع الأسباب على الأسبابحتى تنشأ عنها مسببات وإذا أراد وقوع السبب وعدم بروز المسبب عنه لم يبرز فالخلق كلهم الآدميون وغيرهم ليس من أنفسهم حركة ولا سكون ولا فاعلية وليست الفاعلية إلا لله وحده بالإدارة.

    بيان الحال من يطمع فى الخلق

    فمن طمع فى أحد وجعل يتملق له كمن طمع فى حجر وجعل يتملق له ويخضع كلاهما واحد فى خراب العقل وعدم التميز وهل يشك أحد فى خراب عقل من جعل يتملق فى حجر أو مدر أو شجر ويرجو منه نفعا أو ضرا؟هكذا الخلق كلهم حجارة وما بعد هذا المثال من بيان والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم فإنه يهدى بالرادة لا بالبيان كما قال الله سبحانه لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدى من يشاء ) وقال ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة ) إلى قوله : (إلا أن يشاء الله) فالرسل المراد منهم إبلاغ الحجة والهدى بيد الله- سبحانه- ( ليس عليك هداهم ) (فما أرسلناك عليهم حفيظا أن عليك إلا البلاغ ) فأنما عليه ما حمل يعنى التبليغ لا غير.

    فانظروا رحمكم الله هذه النملة أين بلغت من اليقين بربها حتى فضحت كثيرا ممن يدعى العلم فضلا عن غيرهم فإنها نملة ضعيفة محتاجة وهو نبى الله سليمان الذى أوتى ملكا لا ينبغى لأحد من بعد قطعت طعمها منه فكيف بمن إذا قال له واحد من الأمراء ممن يملك قطعة من الأرض يسيرة : سلنى ما شئت أعطك إياه انبسط واتسع فيه واعتقد أنه يقدر على ذلك ووثق به وعول عليه ورأى أنه أكرمه غاية الإكرام أفتكون النملة أوثق برزقها من مؤمن؟ أف لمن كانت النماة أوثق برزقها منه فأين الإيمان اللهم اردد علينا عقولنا من عروجها فى سماء الغفلة حتى نميز بها ما يرضيك فنأتيه ولا نعول على غيرك فى رزق ولا غيره.

    بيان حال السعداء

    فالسعيد الموفق من اشتغل بما خلقه ربه له ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فاكتفى بما ضمن له سبحانه بقوله : ( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) أى ما أريد منهم أن يطعموا أنفسهم فجعل إطعامهم لإنفسهم إطعامه سبحانه كقوله : جعت فلم تطعمنى وانظر كم أكد الرزق بتوكيدات والرزاق فعال بصيغة المبالغة وذو القوة :أتى بـ (ذو ) التى هى بمعنى صاحب أى الذى لا تنفذ قوته و( المتين ) :يعنى العظيم هذا كله لنطمئن به ونسكن من حركة الاهتمام بالرزق.

    ثم قال بعدها فى حق من لا يطمئن بوعد الله المشتعل بما ضمنه له عما خلق لأجله ( فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون ) وأى ظالم أكبر ممن ظلم المقام الإلهى فلم يوفه حقه من التصديق وبات يتهم ربه بعد أن أقسم له بقوله : ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) وسماهم كافرين لأنه قال : (والكافرون هم الظالمون ) وقد كفروا جميع ما أنعم الله عليهم به إذ الكفر يطلق على الستر ( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ).

    بيان نعم الله- تعالى- على خلقه

    والكفار هم الذين يكفرون الحب أى يدفنونه هؤلاء دفنوا جميع نعم الله التى عليهم وأظهروا ضدها لأن الإنسان كفور فإنهم لم يروا النعمة إلا كثرة العروض وكون أحدهم خياله مليح بين الناس بخروق ونحوها ونسى نعمة العافية التى هى أم النعم فإنه لو كانت عنده الدنيا كلها من جبل قاف إلى جبل قاف مآكل ومشارب ومناكح وملابس ومراكب وفقد العافية صار ذلك كله عنده أمر من كل صبر.

    وهذه الجوارح التى أنعم الله عليه بها من سمع وبصر ولسان ويد ورجل ونحوها لو قيل له : تبيع جارحه منها بملء الدنيا ما باعها ورضى أن يرعى الحشيش مع الدواب فى الخلا وهو صحيح الأعضاء معافى.

    ولا تسأل عن نعمة العقل التى بها يميز جميع النعم ويعرف بها ربه ويميز بها الشرائع التى يعامل بها الله فيجوز رضوانه الأكبر فإنه لا يبيعها بملء ما بين السماء والأرض من قاف إلى قاف مائة مرة وأكثر لأنه حينئذ هو والبهيمة واحد لا يميز بين أمه وأخته وبنته وزوجته ولا يعرف حقا من باطل فانظر ما أعظم ملك كل واحد منا وهو لم يشكره ويرى أنه أفقر الفقراء.

    ولا تسأل عن نعمة الإيمان وكونه من أمة سيد الأولين والآخرين فما أعظم كفران الإنسان .

    وآى ملك له هذا الذى أثنى الله بمثله على بنى إسرائيل على لسان موسى- عليه السلام- فقال : ( يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا) وما ثمرة حكايته لنا ذلك فى كتابنا ونبو إسرائيل قد درجوا وانقضت شرائعهم بانقضائهم وإلا لتقوم بالشكر على ما نحن فيه إذا كنا نعقل وإذا كنا بلداء ليس عندنا أدنى فهم ولا عقل نميز به فمع من يتكلم الحق؟ مع الجمادات؟ اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين فأنه لا حول ولا قوة إلا بك.

    فنحن مغمورون فى النعم أكثر من غمر الحوت فى البحر وغافلون عن هذا كله ( إن الإنسان لكفور ) وأكثرنا مخاصم للع عزل وجل لم يعطه ما يشغله به عن طاعته والاشتغال به ويجعله كالذين قال فيهم ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا ) وأى عذاب أكبر من الاشتغال بغير الله نعوذ بالله من مكره.

    فمثل هذا الذى هو غير راض بتدبير سيده لو وجد قدرة على قتال ربه ورفع يده عن هذا التدبير الذى دبره به من ألم الفقر والمرض ونحوها فعل ولكن لم يجد فهو ساكت قهرا عليه فهو صادق عليه قول الله عزل وجل أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) ولم يتفطن لذلك لأن بصيرته عميت بكثرة خصومته مع الله فلا يبصر الحق لياتيه ولا الباطل ليتقيه و( زين له سوء عمله ) نعوذ بالله اللهم أنا نسألك توبة تردنا بها اليك حتى نلققاك راضين بك ربا ..آمين.

    حول معنى ( إن الإنسان كفور ) وقوله سبحانه : ( إن الإنسان لكفور ) هو قوله : ( إن الإنسان لربه لكنود ) لأن الكنود فسر بأنه الذى يعد المصائب وهو نسيان النعم مع أن المصائب قد تكون سبب سعادته عند ربه ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) فالمؤمن الكامل لا يرى من الله الا الخير فى الحميع وهى كذلك فى نفس الأمر كلها خير وقد وصف الله المتقين الذين هم أحباؤه بذلك فقال : ( وقيل للذين أتقوا ماذا أنزل ربكم ) من الأحكام الكونية والشرعية ( قالوا خيراً ) فكل ما نزل بالعبد مما يلائم وما لا يلائم العافية والمرض والشبع والجوع والرى والعطش والامن والخوف ونحوها من جميع ما يحدث فى الوجود منزل من الله وكلها خير فى نظر المتقين قيل لبعض الصالحين : ان الأمراء ظلموا وفعلوا وتركوا فقال : قالت الملائكة : ( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) قال الله : ( إنى أعلم ما لا تعلمون ).

    المؤمن همه الإقبال على ربه

    فمن ملأ قلبه بالهموم والغموم من أجل ما فيه الناس أضاع نفسه وخسر عمره ولم يدفع عن ذلك شيئا ولم ينفع أحدا فيضر نفسه ويضيع حظه من امتلاء قلبه بعظمة ربه واستحضار ذكر الله عزل وجل ومن أقبل على ربه واستغرق فيه وغاب عما هم فيه نفع نفسه ونفعهم ايضا لانه يصير من الذين يدفع الله بهم البلاء قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله ليغضب على العباد حتى أذا لم يبق الا نزول البلاء عليهم نظر الى حملة القرآن فأنزل رضاه ) وحملته هم الواقفون مع حدوده وأما المضيعون له فويل لهم مما حفظوا وويل لهم مما ضيعوا فوعدهم بولين.

    فمن كان مقبلا على ربه فى السراء والضراء وفى حال نزول البلاء بالعباد فذلك الذى لا تضره الفتنة وهو الذى فهم معنى قول الله عز وجل : ( فأخذناهم بالبساء والضراء لعلهم يتضرعون ) آى إلى الله ( فلولا أذ جاءهم بأسنا تضرعوا ) يعنى لنفعهم ذلك فالذى يتعرف الى الله فى الرخاء يعرفه فى الشدة قال الله عز وجل فى حق يونس عليه السلام : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون ) يعنى لولا أنه كان قبل التقام الحوت له مسبحا للبث فى بطنه أى لصار ذلك قبره فالتضرع الذى ينفع العبد عند نزول البلاء به هو تضرعه سابقا إلى ربه وفراره اليه حين يفر غيره منه وهى البلايا من البأساء والضراء تنزل بالعبد لترده الى عبوديته وتقرره الى سيده لا غير.

    فالحق يحسن للعبد بأنواع الإحسان والإساءة أيضا كما قال سبحانه : ( ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا ) فإذا لم يفهم ولم يرجع لا بهذا ولا بهذا أخذه حين لم يبق فى رجوعه مطمع كما قال : ( فأخذناهم بغته وهم لا يشعرون ) فقول الله عز وجل : ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ) شامل للحسنات والسيئات يعنى بمعنى ما يستحسونه وما يسوءهم وشامل للحسنات والشيئات بمعنى ما يترتب عليه الثواب والعقاب فان الله يبتلى العبد بالحسنة حتى ينظر هل يرى الحسنة من الله فانها أكبر نعمة ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ومتى رآها من نفسه فقد افترى على الكذب وصار من الذين يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فان الفاعل للحسنه هو الله وهو يتمدح بها واذا كان انسان يقول فلان عنده كذا وكذا على أنه يفتخر بذلك فهل عنده من العقل شئ ؟ هكذا من يتمدح بفعل حسنه وهو لم يعملها ( والله خلقكم وما تعلمون )

                  

07-15-2005, 12:53 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    حكاية لطيفة :
    كان رجل من البدو كلما أخبر بشيء قال : خير لم يسمع منه الا قول ( خير ) فاجتمع كبار عشيرته يوما وأوصوا رعاه الإبل فقالوا لهم : اذا رحتم اليوم فى المساء اعقلوا ابل عمكم فلان وراء الجبل كلها ولا تأتوا منها ببعير واحد لاهي ولا اولادها وتعالوا بالإبل الأخري الى المراح فغدوا سارحين فلما راحوا فى العشي فعلوا كما أمروا فقيل : يا فلان الابل كلها جاءت الا ابلك فقال على عادته: خيراً فباتوا تلكط الليلة فاتفق ان صحبهم العدو فى مراحهم صبيحه تلك الليلة وأخذوا جميع الابل فما سلمت الا ابلة التي عقلوها له هم بأنفسهم .

    فانظر لما كان لا يرى من الله الا خيراً لم يرة الله منه الا خيراً وقد قال الله فى الحديث القدسي : ( انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) فالله سبحانه وتعالى يجعلنا ممن يحسن ظنه بربة ولا نكون من الظانين ظن السوء فى جميع ما انزل

    بعباده بهذه الفتن الواقعة فى زمننا هذا الدينية والدنيوية فكلها المقصود فيها الفرار الى الله وهي من جملة البأساء والضراء وهي تقول : ففروا الى الله لكونه اهلاً ان يفروا الية من كل شيء لا لأجل النجاه فقط فيكون الفرار معلولا فهو منجيكم بلا شك فانه قال : ( ولما جاء امرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه ) ( نجينا صالحاً والذين آمنوا معه ) الى آخر ما ذكر فى الرسل ومن معهم فأنتم اعملوا لوجهه وهو لا يقصر فيما وعد به والفار من شيء يقفرغ وسعه فى الهروب منه والا ادركه وقد ذكر صفه الفرار بقولة : ( كأنهم حمر مستنفرة فرة من قسورة ) والقسورة أنثي الأسد والاذكر قسور فأنثاه عند أشبالها أشد من ذكرة.

    بيان حال من فر الى الله تعالى

    فمن فر مما سوى الله الى الله هكذا نجا لا محالة ولا تضرة الفتن التي الناس فيها بل يخرج بدينه سالما منها ومن كانت هكذا صفته فهو ولى الله كما قال – رسول الله علية وآله وسلم – فيما رواه عنه ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – ان عمر خرج الى المسجد فوجد معازا يبكي عند قبر رسول الله – صلى الله علية وىلة وسلم – قال : ما يبكيك ؟ قال : حديث سمعته من رسول الله – صلى الله علية وآله وسلم – قال : ( اليسير من الرياء شرك ومن عاد أولياء الله تعالى فقد بارز الله بالمحاربة ان الله يحب الابرار الاتقياء اللذين ان غابوا لم يفقدوا وان حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدي يخرجون من كل غبراء مظلمه ) .

    ففسر قوله ( ان الله يحب الأبرار – الخ ) بأولياء الله الذين من عاداهم فقد حارب الله والغبراء المظلمه هي الفتنه فأكثر الناس فى كل وقت فيما هم فية من الشر

    وأولياء الله فيما هم فيه من الإشتغال بالله الذى هو نهاية الخير وقد علموا ان ما فية الناس هو مراد الحق منهم فى ذلك الوقت

    التسليم لله تعالى فيما اراده فى خلقة

    قال بعض الأولياء لبعض : ما مراد الله من خلقة ؟ قال : ما هم علية يعني ( ان ربك فعال لما يريد ) وقد قدمنا ان الله انزل ذلك ابتلاء وتقريراً الية وهو ناظر كيف يعمل العبد وهذا حال الزمان قد=يما وحديثاً المحسن فى احسانه والمسيء فى إساءته من عهد اول رسول الى آخر الدهر قيل لبعض العلماء بالمغرب : الزمان قد فسد قال : متي كان الزمان صالحاً ؟ حين كان الخليل يوما فى النار ؟ او حين كان زكريا ينشر بالمنشار ؟ او حين شج رسول الله – صلى الله علية وآلة وسلم – وكسر ربعيته الكفار ؟ او حين كان رأس الحسين يطاف به فى الأقطار يعني الزمان صلاح أهلة وفساده فساد أهلة وهم قسمان فى كل آن فالمشغول بالله تعالى عن الإهتمام بشأن العباد وفتنتهم لا يقول له الحق : لم لم تترك الإشتغال بي ؟ والمشغول بالخلق وأحوالهم الخيرية فضلا عن البشرية غافلا عن الله اذ ليس له قلبان واحد مشغول بالله وواحد مشغول بالخلق ( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه ) ولا بد ان يسأله الحق ويقول : قلت لك : ( ولا تكن من الغافلين ) ماذا عملت فيما قلت لك : فأي جواب عنده لربه فهو هالك الا ان يرحم الله والكامل من الرجال من كان متبعا لرسول الله – صلى الله علية وآله وسلم – فى جميع الاقوال والأفعال لا يأمر بشيء إلا وهو أسبق الناس اليه ولا ينهي عن شيء إلا وهو أبعد الناس عنه رحمه للعالمين عفو عنهم فيما صدر منهم الية وراجع الى الله فى جميع الأحوال وفى هذا القدر كفاية لمن هداه الله سبحانه سواء السبيل ونسأل الله سبحانه ان يحسن آدبنا معه وان يجعلنا راضيين بربوبيته عنه فى جميع أحكامه وان يفهمنا فيها اسرار حكمته البالغه وان يطهرنا من شوائب الاعتراض علية والنزاع معه حتي لا نستهي الى ما قضاة آمين آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله فى كل لمحه ونفس عدد ما وسعه علم الله

    ( انتهت رساله كيمياء اليقين والحمد لله رب العالمين )

    وصلى الله تبارك وتعالى على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
                  

07-16-2005, 11:28 AM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    فوائد الذكر بكامة التوحيد

    وإن (لاإله إلا الله ) كلمةشريفة عظيمة فهى سبب فى النجاة من المهالك والمخاوف فقد ورد فى فضلها أحاديث واخبار وآثار وهى طريقة الخواص من عباد الله المتقين وداب السادات فإن (لاإله إلا الله ) كنز من كنوز الجنة لما اشتملت عليه من العقائد الدينية وأمان من شدائد ومعضلات القيامة والخلود فى النار ( ولاإله إلا الله )مشتمله على المعتقدات والكنز الخفى عند القوم هو الهوية الأحدية المكنونة فى الغيب وهى باطن كل باطن .( لاإله إلا الله ) أمان من مكائد الشيطان وهو الوسواس فإذا أورد العبد (لاإله إلا الله ) علىقلبه ارتحل منه الشيطان وذلك لأن الشيطان جاثم على قلب الإنسان فهو منزله والأوهام والوسوسة يقرعانه أبداً.

    التحريض على ذكر الله

    فى الكتاب والسنة

    ولذلك وقع التحريض على ذكر الله فى الكتاب والسنة كما وقع التحذير من الغفلة.

    أما الكتاب فقال تعالى ): ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين).وأما السنة فمنها ما أخرجه مالك رضى الله تعالى عنه فى الموطأ أن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- قال نا من آدمى إلا لقلبه بيتان فى أحدهماالملك وفى الآخر الشيطان فإذا ذكر اللع تعالى خنس وإذا لم يذكر الله تعالى وضع الشيطان منقاره فى قلبه ووسوس) ومنها ما أخرجه أبو داود عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال من قعد مقعداًلم يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة ) ومعنى الترة : الوعد وأصلها النقص.

    أقوال العلماء عن الذكر

    وقال سهل رضى اله تعالى عنه: ما أعلم معصية أقبح من تركى لذكر الله سبحانه.

    قال النووى رحمة الله تعالى :لكل شىء عقوبة وعقوبة العارف انقطاع عن ذكر الله وقال أنس بن مالك- رضى الله عنه-ذكر الله-تعالى-علامة على تحقيق الإيمان وبراءة من النفاق وحزر من الشيطان وحصن من النار.

    وقال مالك بن دينار رحمة الله تعالى من لم يأتنس بحديث الله عن حديث الخلق فقد قل عمله وضعف علمه وعمى قلبه وضاع عمره ).

    وقال الحسن : تفقدوا الحلاوة فى ثلاثة أشياء :فى الصلاة والذكر وقراءة القرآن فإن وجدتم ذلك وإلا فاعلموا أن الباب مغلوق لأن كل من لا يعرف الله تعالى لم يأتنس به. قال تعالى وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمن بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).

    من فوائد الذكر بكلمة التوحيد

    فبالذكر تزول الوسوسة ويامن العبد من المكائد فى الخبر يقول الله تعالى لاإله إلا الله حصنى فمن دخل حصنى أمن من عذابى ) ويامن العبد من دخول النار ورد فى الحديث عن عثمان رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله- صلى اله عليه وآله وسلم- يقول إنى لأعلم كلمة لا يقولها العبد حقا من قلبه إلا حرمه الله على النار )وفسر عمر رضى الله تعالى عنه الكلمة بقوله: هى كلمة الإخلاص فإن(لاإله إلا الله ) هى مفتاح الغيوب وإنارة القلوب والمتاح عند القوم أندراج الأشياء كلها على ما هى عليه فى غيب الغيوب الذى هو أحدية الذات كالشجرة فى النواة تسمى بالحروف الأصلية لكن مراده- والله أعلم- بكونها مفتاح الغيوب التى تحصل لذاكرها. لما ورد أن من واظب على ذكرها على الوجه الأكمل يحصل له بها فوائد كثيرة ومنافع عظيمة:منها ما يرجع إلى مكارم الاخلاق ومنها ما يرجع إلى الكرامات.

    أما الأول فمنها :اتصافه بالزهد وهو خلو الباطن من الميل إلى فان.

    ومنها : فراغ القلب عن الثقة بزائل فإن كانت اليد معمورة بمتاع حلال فعلى سبيل العارية المحضة وتصرفه فيه بالإذن الشرعى تصرف بوكالة خاصة ينتظر العزل عن ذلك المتصرف بالموت أو بغيره مع كل لحظة ونفس.

    ومنها: نهى النفس عن التعلق بما لابد من زواله.

    ومنها: التوكل وهو ثقة القلب بالوكيل الحق بحيث يسكن عن الإضطراب عند تعذر الأسباب ثقة بمسبب الاسباب ولا يقدح فى توكله تلبس ظاهره بالأسباب لأن وجودها وعدمه عنده سيان.

    ومنها: الحياء من الله وتعظيمه بدوام ذكره والتزام امتثال أمره ونهيه والإمساك عن الشكوى من الله والشفقة على العجزة الفقراء والمساكين.

    ومنها: الغنى وهو غنى القلب بسلامته من فتن الاسباب فلا يعترض على الأحكام بلو ولا بلعل لعلمه بحكمة الذى صدر منه الخلق المقدور والتدبير كذلك.

    ومنها: الزهد وهو خلو القلب من الدنيا حرصاً وإكثاراً لقطعه بأن حاجته ليست عند شيء منها وسكوت اللسان عنها بالكلية مدحاً وذماً.

    ومنها: الإيثار لغيره على نفسه إلا ما لابد منه على حكم الشرع.

    ومنها: الفتوة وهى التجافى عن مطالبة الخلق بالإحسان اليه ولو أحسن إليهم لعلمه بأن إحسانه إليهم وإساءتهم له كل ذلك مخلوق له تعالى (والله خلقكم وما تعملون ) (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) فلم ير لهم إساءة حتى يذمهم عليها إلا أن يكون الشرع أمر بذمهم.

    ومنها: الشكر وهو انفراد القلب بالثناء على الله- تعالى- ورؤية النعم فى طى النقم.

    والفوائد كثيرة فمن كلمة الإخلاص واستعمال آدابها حتى يعرف ما ذكر بالذوق.

    وأما الثانية فمنها: وضع البركة في الطعام ونحوه حتى يكثر القليل ويكفى اليسير وهذا مشاهد لأولياء الله كثيراً.

    ومنها: تيسير دنانير أو دراهم أو كليهما أو غير ذلك مما تدعوا إليه الحاجة وبعضهم كان لا ينتصب على سجادته لذكر وصلاة في خلوته إلا وخلق الله على سجادته أو تحتها دراهم.

    ومنها: تكشف له حقيقة ما يريد استعماله من الطعام فيعرف حلاله وحرامه من باطنه أو ظاهرة.

    الإخلاص فى الذكر بكلمة التوحيد

    وفوائد الذكر بها

    وكرامات هذا الباب وفوائده كثيرة إلا أن المؤمن لا ينبغى له أن يقصدها بشىء من طاعته وإلا دخل عليه الشرك الخفى ومكر به والعياذ بالله-تعالى-إذ هذه من جملة ما ينبغى أن يصفى منها القلب عند ذكر كلمة التوحيد فليقطع التفاته إليها بالكلية وليكن قصده رضا مولاه الذى لا خلف له منه ولا غنى لمخلوق عنه فيكشف له الحجب عن عين قلبه حتى يتنزه فى ذلك الحمال العديم المثال ويتوجه مولاه عز وجل بعجائب وأسرار لا يمكن أن يعبر عنها المقال.

    فلما كانت هذه الكلمة المشرفة مشتملة على هذه الفوائد كانت مفتاح الغيوب وإنارة للبصائر وصفاء
                  

07-17-2005, 03:01 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    Quote:
    حبه فرض وحتم

    مدحه خير وغنم

    ليس يأتى القلب هم

    للذى يهوى محمد




    الحبيب ود محجوب

    شكرا سيدى لهذه السياحة الروحية اللطيفة

    وشكرا للعبر والدروس المستفادة منها

    وشكرا لنفضك الغبار عنا وعن دواخلنا

    وتذكيرنا بأفضل الخلق وبرب افضل الخلق

    وكيفية الأدب معه ...

    جعلها الله فى ميزان حسناتك اخى الكريم

                  

07-17-2005, 05:44 AM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: قرشـــو)

    أخى المحب قرشو


    ورزقنى الله محبته واله وكمال الدب معه صلى الله عليه وسلم

    قال سيدى عبد الله المحجوب

    سدت الأبواب الا بابكم
    فهو مفتوح على مر الأبد
                  

07-17-2005, 02:31 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    صفات لا إله إلا الله

    وكلمة ( لا إله إلا الله ) هي التوحيد والتوحيد هو البداية وهو النهاية ومنها رجوع إلى البداية منها بدأ وإليها يعود كلمة لا إله إلا الله هي البداية والنهاية منها وإليها فهي الكلمة الطيبة والكلم الطيب والقول السديد والقول الصواب ودعوه الحق وكلمة التقوى والكلمة السوداء والعمل الصالح والعهد والحسنة والإحسان أما الكلمة الطيبة فقد قال تعالى : (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) وأما الكلم الطيب فقد قال تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) والقول السديد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) والقول الصواب قال تعالى : ( إلا من أذن له الرحمن وقال صوابها ) ودعوه الحق قوله تعالى : ( له دعوة الحق ) وكلمة التقوى قوله تعالى : ( وألزمهم كلمة التقوى ) والكلمة السواء قوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ) والعمل الصالح قوله تعالى : ( رب ارجعون لعلى اعمل صالحا ) والعهد قوله تعالى : أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) والحسنه قوله تعالى : من جاء بالحسنة فله خير منها ) والإحسان قوله تعالى : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) وهى الحصن الحصين قال تعالى في الحديث القدسي : ( لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي )

    وقال رضي الله تعالى عنه تلذذوا بكلمة الإخلاص لأن المحب يتلذذ باسم محبوبة حتى يحصل للذاكر الوجد الذي هو غشيان الروح من استلذاذ الذكر

    فضائل الذكر

    قال عليه وآله والسلام -: ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل : وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال : حلق الذكر

    وذكر الله بالقلب سيف الخواص وباللسان سيف العوام

    وبذكر الله تشرف القاع قال عليه الصلاة والسلام : ( مجالس الذكر تنزل عليهم لسكينة وتحف بهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله على عرشه ) وقال تعالى _: ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) وقد ورد في عده أحاديث ( تشرف الأرض بذكر الله , ونوروا قلوبكم بنور لا إله إلا الله ) .

    والنور اسم من أسماء الله وتجليه باسم الظاهر يعنى الوجود الظاهر في صور الأكوان كلها وقد يطلق على كل ما يكشف المستور من العلوم الذاتية والواردات الإلهية التي هي تطرد الكون عن القلب.

    ونور الأنوار هو الله تعالى فنفوس المتقين الذاكرين منوره بنور (لا إله إلا الله) مجبولة على حبه تعالى فكل سالك يذكر الله تعالى من حيث نفسه فهو متسبب فإذا صار العبد روحانيا ربانيا وحل في المعنى صار من أهل الحقائق فالعبد هنا فني بنفسه وبقى بمولاه فذكره الله بالله وتوحيده الله بالله ومعرفته لله بالله.

    الذكر سيف الله تعالى

    وبالجملة الذكر سيف الله ولكن أنى للسيف ضارب إلا بقدرة مستفادة من حضرة رب السيف فإذا استمدت جاءت المدد قال تعالى وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) وقال-صلى الله عليه وسلم- : ( اذكر الله فإنه عوم لك على ما تطلب )وروى الشيخان مرفوعا عن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- يقول الله عزل وجل : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ) فكلمة (لا ‘له إلا الله ) منعاها هنا بمنزله الروح مع الجسد وكما لا ينتفع بالجسد دون الروح كذلك لا ينفع بهذه الكلمة بدون معناها فعلماء الفضل أخذوا هذه الكلمة بصورتها ومعناها وزينوا بصورتها ظواهرهم وزينوا بمعناها بواطنهم فحصل لهم بها خيرا الدنيا والآخرة وبرز لهم شهادة القوم بالتصديق (شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )

    التوحيد ومراتبه

    فالتوحيد هو اعتقاد الوحدانية لله تعالى ومراتبه ثلاث:

    توحيد العامة : وهو أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله.

    وتوحيد الخاصة : ألا ترى مع الحق سواه.

    وتوحيد خاصة الخاصة :بأن لا ترى سوى ذات واحدة.

    والتوحيد الذي اختصه الحق لنفسه هو التوحيد القائم في الأزل.

    لا إله إلا الله

    عصمة دنيوية وأخروية

    وقال- رضي الله تعالى عنه- (لا إله إلا الله) هي الكلمة العالية من استمسك بها فقد سلم ومن استعصم بعصمتها فقد عصم (أمرت إن أقاتل الناس حتى يقولوا : (لا أله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ) ( ومن قال لا غله إلا الله دخل الجنة ).

    وفى هذا القدر كفاية لمن وفقه الله وهذا من باب النصيحة لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم- : (الدين النصيحة ) وقال- صلى الله عليه وآله وسلم- : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وأذكركم بقول الله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
                  

07-18-2005, 03:23 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الباب الأول

    القاعدة الأولى المحاسبة

    وصلى الله على مولانا محمد وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.

    أما بعد.......:

    فالأمر الجامع والقول السامع والسيف القاطع فى طريق الله تعالى أن العاقل الذي يريد نجاة نفسه من جميع المهالك ، ويحب أن يدخله الله فى سلك المقربين فى جميع المسالك إذا أراد أن يدخل فى أمر من أموره قولا فليعلم أن الله تعالى لابد أن يوقفه بين يديه ، ويسأله عن ذلك الأمر فليعد الجواب صوابا وسدادا يرتضيه الحق تعالى ويقبله منه فليدخل فى ذلك الأمر ، فعاقبته منه فليدخل فى ذلك الأمر ، فعاقبته محمودة دنيا وأخرى.

    وإما أن رأى أن ذلك الجواب لا يقبله الحق تعالى منه ولا يرتضيه فليشرد من ذلك الأمر اى أمر كان ، فانه وبال عليه أن دخل فيه. وهذه القاعدة هى أساس الأعمال كلها والأقوال.

    فمن تحقق بها ورسخ فيها كانت أحواله كلها مبنية على السداد ظاهرا وباطنا لا يدخلها بوجه من الوجوه ، وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم :" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم".

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.

    قال سيدى أحمد رضى الله تعالى عنه:

    " أما بعد... فالأمر الجامع ، والقول السامع ، والسيف القاطع".

    قال سيدى صالح الجعفرى رضى الله تعالى عنه: الأمر الجامع: الذى يجمع بين العبد وربه كما قال سيدى أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه " حتى لا أرى فى وفى كل شئ وآله وسلم كما قال أيضا: " واجمع بينى وبينه وبين الروح والنفس ظاهرا وباطنا يقظة ومناما".

    والقول السامع

    اى: الأمر الذى يوصلك إلى مقام السماع الالهى كما قال أيضا: " وأوقفنى وراء الوراء بلا حجاب عند اسمك المحيط فى مقام السماع العام الالهى".

    والسيف القاطع

    الذي يقطع الأكوان عنك كما قال أيضا: وقلدنى سيف: ]جاء الحق وزهق الباطل كان زهوقا[. فانك يااخانا فى الله تعالى كلما أكثرت من هذا الذكر الذى اختصنا الله تعالى به وصلت إلى الجمعين. فـ ( لا اله إلا الله ) تجمع بينك وبين الحق سبحانه وتعالى ، و ( محمد رسول الله ) تجمع بينك وبين حبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وهذان الجمعان لا حد ولا حصر لأنواع الفيوضات فيهما.

    حكم

    - وعلى قدر الإكثار تتزاحم عليك الأنوار.

    - وعلى قدر الاستعداد يتنزل عليك الإمداد ، - وعلى قدر الانفصال يحصل لك الاتصال.

    - وعلى قدر ملازمتك لأحزابنا تشرب من شرابنا.

    - وعلى قدر تمسكك بالكتاب والسنة تنال الكمال والثبات والمنة.

    - وعلى قدر تمسكك بالشريعة الغراء فى نفسك واهلك تفتح لك ابواب وصلك.

    - واعلم يااخانا إن الأمر جد وليس بالهزل ؛ لفلا تستصغرن شيئا من الأمور المحرمة فى نفسك واهلك ، فترى عند الله تعالى صغيرا ]ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب[.

    فمن لم يكن له فى قلبه تقوى ، ليس فى سبيل إرادة الحق يقوى ، فلا تدار لخلق الله فيما يغضب الله عنك سره يوارى ، ولا تأخذك فى الله لومة لائم تنل من الله نفائس الغنائم.

    - فما نال من هاب الرجال ، وأحب المال ، واشتغل بقيل وقال ، فاستهوته الأوهام ، فصار كالأنعام.

    - فلا تخض فى طريقى هذا ولا تتكلم فى السالكين فيه ، فإنك لا تدرى حالهم ولا تفقه مقالهم ، ولا الذى بينى وبينهم ، حتى تكون على القدم الراسخ الذى لا تزلزله شبهة بوجه من الوجوه.

    - وعليك بالإعراض عن الدنيا ما استطعت ، فإن الذى يقبل عليها بيننا وبينه حجاب القطيعة.

    فما دعوناكم إلينا لنطعمكم الجيفة ، ولكن لتدعوا ربكم دعاء خشية وخيفة ، وقد رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ، وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين إخوة.

    - طريقنا هذا طريق الله تعالى المجرد عن شوائب الدنيا وكدوراتها ، ليس لنا رغبة إلا التوجه إلى الحق سبحانه وتعالى قاطعين جميع العوائق والعلائق والأغيار النفسية بالكتاب والسنة فى جميع أحوالنا وتطوراتنا وحركاتنا وسكناتنا ، راضين به عن غيره ، عاكفين على بساط انس محبته فى الدنيا قبل الآخرة.

    علو الهمة فى الله تعالى

    قال شيخنا رضى الله عنه طريق الله تعالى : عبادته وذكره ، والمطية فى علو الهمة ، قال عليه الصلاة والسلام :" علة الهمة فى الإيمان".

    وقال سيدى أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه لتلميذه الختم رضى الله عنه : " يابنى أعنى على نفسك بعلو همتك".

    ويقول له: اجعل جميع أوقاتك عبادة وذكرا وإرشادا حتى يقتدى الناس بك ولا تظهر لهم غير ذلك.ا هـ.

    المعنى الصوفى لكلمة : طريق

    الطا: طهر]إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا[

    والراء: رحمة ]رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت[.

    والياء: يقين.

    والقاف: قرب من رب العالمين.

    فأساس الطريق: طهر باطنى وظاهرى وبينهما ارتباط.

    قال سيدى أحمد زورق بن أحمد بن محمد بن عيسى المالكى البرنسى الفاسى رضى الله تعالى عنه المتوفى سنة 899هـ.

    " على قدر طهارة الظاهر والعناية بها يحصل الخشوع فى الصلاة"

    انتهى كلامه.. فيطهر ثوبه وبدنه ومكانه وطعامه وشرابه ولسانه وسمعه وبصره وجميع جوراحه من كل ما يغضب الله تعالى ، فتتنزل عليه رحمة الله تعالى فى جميع جوارحه وثوبه وبدنه ومكانه ، فيكون محاطا برحمة الله حيثما كان وأينما كان وكيفما كان.

    ]وجعلنى مباركا أين ما كنت[ويطهر باطنه من سوء العقائد ، فتتنزل على قلبه الموائد ، ومن الوسواس الخناس ، فتطيب منه الأنفاس ، ومن الغفلة عن علام الغيب والشهادة ، توهب له درارى جواهر الإفادة ، وعن الحظوظ النفسية ، توهب له الرتبة العلية ، وعن حب الدنيا والمال تفتح له إلى المعارف أقفال ، ومن الأنس بغير القدوس ، يخرج من انس النفوس ، ومن حوله وقوته ورعونته ، يدخل فى حظائر قدس الحق وحضرته.

    ويطهر الباطن من التلذذ بغير مناجاة الباطن ، يجد الحب الالهى فى قلبه اجل ساكن.

    ويطهر النيات من الأغراض ، خشية ان يكون العمل فى انتقاض ، ويطهر الرغبات ،خشية أن يقع فى السيئات ، وأدمن القرع لباب ربك ، فمدمن القرع للأبواب يوشك أن يفتح له يوما ما.

    فما تيمم بالتراب إلا من فقد الماء ، وطهر صيامك ، وحجك وقيامك وصلاتك وزكاتك ، وقراءتك وذكرك ، وجميع أقوالك وأفعالك وأحوالك بماء طهر قدس الإخلاص النازل من مزن الشهود الالهى حتى تحي به جميع الصادرات منك.إذ الحياة حياتان يتعلقان بك: حياة روحك بالإيمان ، وحياة قلبك وحياة عملك بالإخلاص ، فمن لا إيمان له فهو ميت ]أو من كان ميتا فأحييناه[. ]أليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه[ وإنما يصعد الحى لا الميت.

    حياة الروح بالقلب

    وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك قال تعالى :]فلنحيينه حياة طيبة [ حياة الروح بالإيمان ، وحياة القلب بالعمل الصالح.واعلم يااخانا فتح الله عليك فتوح العارفين به والمقبلين عليه: أن الروح الحية بالإيمان غذاؤها الأعمال الصالحة الحية ، فهى دائما أبدا تتغذى بها كما يتغذى الجسم الحى بأنواع الطعام الحية بالفيتامينات. ولا يرضى بالتراب والحجر. فإذا مات سكن التراب والحجر.

    كما أن الكافر المحكوم عليه بالموت يكتفي بالمعاصي الميتة المجردة عن فيتامينات الحياة.

    ألا ترى ، الزانى حين يزنى يصاب غالبا بالأمراض الفتاكة كالذى يأكل الزجاج والحجارة؟! ويقال:" شبيه الشئ منجذب إليه".

    فالعمال الصالحة للأرواح الصالحة ، والأعمال الخبيثة للأنفس الخبيثة. قال عليه الصلاة والسلام:" اعملوا فكل ميسر لما خلق له".

    ومن العطاء ، تعطى نفسك لربك

    وجعل الله سببا للتيسير للخير ] فأما من أعطى واتقى *وصدق بالحسنى*فسنيسره لليسرى[.

    ومن العطاء أن تعطى نفسك لعبادة ربك الذى خلقك من اجلها: ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[ لأنك إذا أعطيت نفسك لله يسرك الله لليسرى ، ومن أنواع اليسرى بل واجلها ما أشار إليه شيخ الأولياء سيدى أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه بقوله:" ثم تأخذنى يد العناية الإلهية إليها فتجذبنى جذبا قويا مغمورا بالنور مصحوبا بأنواع اللطف والرحمات فتلقينى فى وسط لجة بحر الذات فتغرقنى فيه لا حد ولا حصر حتى تكون ذاتى كلها بصرا ذاتيا إلهيا صرفا من جميع الجهات".

    قال مهبط الأنوار والأسرار سيدى الإمام صالح الجعفرى رضى الله تعالى عنه: وهناك يحصل التخلى يعقبه التجلى :

    إذا ما بدت ليلى فكلى أعين
    وان هى ناجتنى فكلى مسامع


    وإذا كانت الذات بصرا إلهيا ادركت ما لا يدركه المدركون ، وأبصرت ما لا يبصره المبصرون:

    قلوب العارفين لها عيون
    ترى ما لا يراه الناظرونا


    وقوله رضى اله تعالى عنه:" فتفيض على جميع ذاتى أنوار شهود الذات فيضا منزها عن الحدود والكيفيات".

    عنه: واعلم يااخانا انه كما لا حصر لشهود الذات فى قلبك لا حصر لفيوضات الذات على روحك ، وكما أخفى سر روحك عنك أخفى حصر فيوضاته عليك ، وكما أخفى عنك اتصال فيوضاته النازلة عليك به ، وهكذا يااخانا لا تزال تسبح فى بحر منزه عن الحدود والكيفيات ، طول الحياة وبعد الممات ، جادا على منهاج سراج أفق الألوهية ومعدن الأسرار الربانية ، مصحوبا بنوره ، مغمورا فى ألطاف ربك ، وفى قوله رضى الله عنه: " مغمورا بالنور مصحوبا بأنواع اللطف والرحمات " قال سيدى تعالى عنه: فيه الإشارة إلى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم اذ بها يكون صلى الله عليه وآله وسلم معك ، وهو النور الذى يمكنك أن تبصره ، لأن نور الذات الأقدس لا يرى فى الدنيا ، واللطف والرحمة يتنزلان عليك بسبب الصلاة عليه كما فى الحديث " من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا" وصلاة الله عليك رحمة عليك ولطف بك.

    ولنرجع إلى تفسير " طريق" فالطاء طهر ، وقد تقدم شرحه.

    والراء: رحمة.

    لأنك إذا تطهرت فقد أعددت نفسك لرحمة ربك وهى الطاعة قال تعالى :]ولولا فضل الله عليكم ما زكى منكم من احد أبدا[.

    والمعصية عذاب لمن لم يطهروا ظاهرهم وباطنهم ، فمتى طهرت فقد رَحَمت ورُحمت.

    فالطهر كحفر الأساس ، والرحمة كأول بناء يوضع فى الأساس ، قال عليه الصلاة والسلام:" من لا يرحم لا يرحم " فمن رحم نفسه بتطهيرها من معاصى ربها رحمه الله بطاعته والتوفيق إليها ، فدخولك فى طريق أهل الله يوصلك إلى رحمة الله ، قال تعالى : ]ومن أراد الآخرة وسعى لها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا[.

    فطريق الله هو السعى الموصل إلى رحمة الله تعالى ، ومن أخطاه فقد أخطا الرحمة.

    " والياء: يقين".

    هى عبارة عما يحصل للإنسان الذاكر بسبب الواردات والكشف مما يجعله يزداد إيمانا ويقينا قال تعالى : ]وان يروا آية يعرضوا عنها ويقولوا سحر مستمر[.

    ومن الآيات كرامات الأولياء الخارقة للعادة يزداد بها الولى إيمانا ويزداد غيره من المؤمنين إيمانا.

    " والقاف" : قرب.

    قرب من الله تعال ، وذلك بعد الطهر والرحمة واليقين كما قال سيدى على أبو الحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه:

    واقرب منى قربا تمحق به كل حجاب محقته عن إبراهيم خليلك فلم يحتج لجبريل رسولك ولا لسؤاله منك ، وكيف لا يحجب عن مضرة الأعداء من غيبته عن منفعة الأحياء؟.

    قوله : طريق الله

    الإضافة للتشريف ، اى من دخله كان محفوفا ببركة الله تعالى ولطفه ، وبره وكرمه وحفظه وعنايته ووقايته ، وإكرامه وإنعامه ، وإحسانه وبركاته ، ووارداته وألطافه الظاهرة والخفية ممتدا من شجرة الأصل النورانية.

    فتتزاحم عليه العلوم والمعارف ، وتتنزل عليه الرقائق واللطائف.

    قال سيدى عبد السلام الأسمر رضى الله تعالى عنه : اخبرني جدى عليه السلام: عن تالى وردى يموت على الإسلام.

    وقال رضى الله تعالى عنه: ياداخل حزبى بشراك. الخير أتاك. فلا تخف كيد الشيطان.

    قال شيخنا رضى الله تعالى عنه:

    " أن العاقل الذى يريد نجاة نفسه من جميع المهالك ، ويريد أن يدخله الله فى سلك المقربين فى جميع المسالك".

    عرف بعض العلماء العقل بأنه نور روحانى ، به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية ، وهو من أعظم النعم على الإنسان ، إذ به يكون إنسانا ، وبغيره لا يساوى بهيمة ، وقد جعل الله له التكليف ، وبدونه يرفع القلم.

    قال ابن عاشر رضى الله تعالى عنه:" وكل تكليف بشرط العقل".

    : العاقل هو الذى يفكر فى نجاة نفسه من نفسه. قال تعالى :]إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى [.

    فنجاتك بعقلك من سوء نفسك بما سيذكره لك الشيخ ودخولك فى حضرة المقربين.

    قوله رضى الله تعالى عنه:

    " إذا أراد أن يدخل اى أمر من أموره قولا أو فعلا فليعلم أن الله تعالى لابد أن يوقفه بين يديه ويسأله عن ذلك الأمر ، فليعد الجواب لسؤال الحق تعالى قبل أن يدخل فى ذلك الأمر ، فان رأى الجواب صوابا وسدادا يرتضيه الحق تعالى ويقبله منه فليدخل فى ذلك الأمر فعاقبته محمودة دنيا وأخرى".

    قوله رضى الله تعالى عنه:

    " إذا أراد أن يدخل فى أمر من أموره"

    : معناه نوى أن يقوله أو أن يفعله ، والنية هى العزم على الشئ مقترنا بفعله ، ومحلها القلب ، والقلب بيت التجلى ، ومكان التخلى والتحلى ، وتارة يكون مع ملك ، وتارة يكون من شيطان.

    قال السهروردى رضى الله تعالى عنه: والذى يكشف لنا عن هذا ويوضحه لنا الحديث النبوى ، قال عليه الصلاة والسلام:" إن للملك لمة ، وللشيطان لمة. فلمة الملك ايعاد بالخير وتكذيب للشر ، ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب للخير " ا هـ.

    ونقل الإمام الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه فى كتابه روح السنة ما نصه:

    قال عليه الصلاة والسلام : " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فان ذكر الله خنس وان نسى التقم قلبه".

    واعلم يااخانا فى الله تعالى ان الخاطر الذى يخطر بقلبك طالبا منك فعلا او قولا فاعرضه على الكتاب والسنة ، فان قبلاه فاعلم انه من الملك فسارع فى انفاذه ، وان لم يقبلاه ففر منه فرارك من السبع واعلم انه من الشيطان.

    وقد يوسوس الشيطان للإنسان بأشياء لو نطق بها لكفر ، فإذا وصل إلى ذلك فليعلم انه وصل إلى كمال الإيمان ، ولا يجادل الشيطان فان المجادلة تزيده تمكنا ، كما نقل ذلك سيدى أحمد زورق رضى الله تعالى عنه ونظمه الناظم بقوله الذى سمعته عن شيخى المحدث الشيخ حبيب الله الشنقيطى رحمه الله تعالى بالمسجد الحسينى :

    وما به يوسوس الشيطان
    والقلب يأباه هو الإيمان

    قلا تجادل عنده اللعينا
    فانه يزيده تمكينا

    قاعدة أسسها زروق
    ولم تزل أقواله تروق


    قال شيخنا رضى الله تعالى عنه:

    .. قولا أو فعلا

    القول ما يلفظ به اللسان ، والفعل هو الذى تفعله الجوارح ، وعلى كل ثوب وعقاب ، وفى كل نور وظلمة ، وسعادة وشقاوة ، ورضا وسخط ، وراحة وتعب ، وقرب وبعد ، وجنون وعقل ، وعز وذل ، وغنى وفقر ، وعلم وجهل ، وبركة ومحقة ، وعدل وظلم ،وقبول ورد ، وتقدم وتأخر ، وجنة ونار.

    قال الله تعالى :]إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا[.

    وهذا الفرقان هو المميز الذى يعرف به الإنسان الخير وما يتبعه ، والشر وما يتبعه ، وأهل التجلى يحجبهم عن كل ما يغضب الله من قول أو فعل.

    قوله رضى الله تعالى عنه:

    فليعلم ان الله تعالى لابد أن يوقفه بيد يديه ويسأله عن ذلك الأمر.

    الوقوف

    بين يدى الله تعالى

    الوقوف بين يدى الله تعالى يوم القيامة أمر عظيم يرعب النفس ويخيف القلب ، ويبعث على الفرار من كل ما فيه غضب الله تعالى.

    قال تعالى :]ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين[.

    وكذلك الحساب أمر يبعث النفس على نقد عملها من قول او فعل ، لان من علم انه سيحاسب حاسب نفسه ، قال الشاعر:

    ولو إنا إذا متنا تركنا
    لكان الموت راحة كل حى

    ولكنا إذا متنا بعثنا
    ونسال بعد ذا عن كل شئ


    ومن المواقف: الصلاة ، لان المصلى يناجى ربه فإذا تذكر انه يقف بين يدى الحق تعالى كل يوم خمس مرات كان زاجرا له عن الوقوع فى شئ يغضبه.

    واعلم يااخانا إن الآذان بمنزلة النفخ فى الصور ، والقيام للصلاة بمنزلة البعث ، لأنه وقوف بين يدى الله تعالى ، وفيها سماع لكلام الله ، وذكر لله ، وخشوع وخضوع لله.

    وإذا كان كذلك فكل من يتذكر انه سيقف هذا الموقف لابد ان ينهاه هذا التذكار للصلاة وموقفها وروعته وما فيها من خشوع وخشية لله عز وجل وتلذذ بسماع كلامه العظيم ، وإجلال وإكبار لمشاهدة هيبة كمال جلال الحق سبحانه ، كل ذلك لابد أن يكون ناهيا وزاجرا عن الدخول فى أمر لا يحبه الله ولا يرضاه ، وصداقا لقوله تعالى : ] إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر[.

    إذا فهمت كلامى هذا لابد أن ينقدح فى قلبك معنى غريب لهذه الآية الكريمة.

    صلاة الواصلين

                  

07-19-2005, 03:55 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    وصلاة السائرين إلى الله

    وكثير من الناس يقول: فلان يصلى ويفعل المنكر ، لأنهم فهموا أن المصلى يستحيل عليه فعل المنكر ، ولعل معنى " تنهى " يختلف باختلاف الأشخاص ، فمنهم من تنهاه عن الوقوع فى المنكر بمعنى تمنعه ، ومنهم من تنهاه بعد الوقوع بمعنى تلومه وتؤنبه ، فالأول : صلى صلاة الواصلين ، والثانى : صلى صلاة السائرين ]عسى الله أن يتوب عليهم[ ، وكذلك تلاوة القرآن تعتبر كحساب من الله تعالى للإنسان ، فمن صلى كان كمن وافى الموقف ، ومن سمع القرآن كان كمن وافى الحساب:

    فكم لك من موقف وأنت لا تتفكر.

    وكم لك من محاسبة وأنت لا تتدبر.

    ونومك موت ، ويقظتك بعث.

    فكم لك من موت وأنت لا هى.

    وكم لك من بعث وأنت ساهى.

    قال شيخنا رضى الله تعالى عنه:

    " فان رأى الجواب صوابا وسدادا يرتضيه الحق سبحانه وتعالى ويقبله منه فليدخل فى ذلك الأمر فعاقبته محمودة دنيا وأخرى ".

    الحياة الطيبة

    فى صحبة الحق سبحانه

    عنه: فبادر بالدخول فى كل أمر من قول أو فعل رأيت جوابه مقبولا وفعله مرضيا فانك ستلقى أمرين عظيمين: فى الدنيا حياة طيبة ، وفى الآخرة أجرا عظيما، ويصدق عليك قوله تعالى :

    ]من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون[.

    وأعظم شئ فى الحياة الطيبة صحبة الحق سبحانه وتعالى ومشاهدته والأنس به ، والتلذذ بذكره ، ومناجاته ودعائه ، وبذلك يكون فى جنة المشاهدة التى شرفها التواضع ، كما قال سيدى عمر بن الفارض رضى الله تعالى عنه:

    تواضع. ذلا وانخفاضا لعزها

    فشرف قدرى فى هواها التواضع

    والتوجه إلى الجمال العالى ، كما قال ايضا رضى الله تعالى عنه:

    جمالكم نصب عينى
    إليه وجهت كلى

    وسركم فى ضميرى
    والقلب طور التجلى


    وبذلك تشرب من صافى شراب بحر عشق سلطان العاشقين من رحيق مختوم ختامه مسك " وتجل لى ياالهى بسر توحيد الذات المطلسم فى آية الأنانية الموسومية ]أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى[ حتى يكون ذلك السر روحا لذاتى من جميع الوجوه".

    فقال ابن الفارض رضى الله تعالى عنه عند ذاك:

    وصرت موسى زمانى
    مذ صار بعضى كلى


    وتقدم مولانا صاحب العلم النفيس سيدنا السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه فقال:

    " وينادينى منادى التحقيق من حضرة القدس الأعلى بلسان التصديق ]فاعلم انه لا الا الله[محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وأنت وارثه على قدمه تهدى بهديه إلى صراط مستقيم ، مرآة الذات المحمدية لكل ذى بصيرة بصيرية ، آخذا عنه بواسطة السلسلة المباركة المتصلة بذى المقام المحمود وبلا واسطة من طريق الجمع الحقيقى بالذى ليس معه لباب إغلاق ، على بساط انس " واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهرا" فيما يمكن إظهاره ، " وباطنا" فيما يجب إخفاؤه ، وما ظهرت علوم وحكم ، ومعارف وعوارف ، وخوارق ودقائق ومدارك ، وعجائب وغرائب ، والزم فى البعض الكتمان يقظة فى عالم المشاهدة ، ومناما فى عالم الغيب ، " واجعله يارب روحا لذاتى " بدل روح حياتى حتى أحيا به حياته ممدا منه ممدا لأحبابه ، إذ لولا الواسطة لما حصلت المعرفة ، فبه عرفت وبه عرفت الأحباب الذين حبهم منه واليه والقائمين بالصلاة والسلام بين يديه ، حتى غابوا عن أنفسهم بنفائس درر معانى نظراته ، فى ميادين مجامع حضراته ، فنقلوا عنه ما عز نقله وظهر فضله:

    وكلهم من رسول الله ملتمس

    غرفا ممن البحر أو رشفا من الديم

    قال شيخنا رضى الله تعالى عنه:" حتى تكون حقيقتى هى البرنامج الكبير الجامع المحيط بأسرار كتاب حضرات الديوان الالهى ، وأكون المفيض على الكل من الفيض الأقدس ينبوع عين مادة الوجود الالهى الأزلى ، نبيك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نقطة وجه جمال حسن الحق المشهود الالهى الأبدى ، حتى لا يبقى على عين بصيرتى بل ولا على عين ذاتى كلها من خيالات الباطل من شئ حتى تنهزم جيوش الباطل لما جاء نصر الله والفتح".

    " والنصر والفتح هو الاجتماع الأعظم به صلى الله عليه وآله وسلم".

    ولا شك أن مشاهدة الحسن المشهود ، به يحصل تمام الشهود القاطع لمشاهدة خيالات الباطل باستتار شمس الحقيقة بأوهام غيوم سحب العلائق العائقة عن تمام الشهود ، إذ بتمام شهوده يحصل النصر المنشود ، الذى بسيفه يزهق كل باطل مفقود ، ويظهر كل حق موجود.

    قال شيخنا رضى الله تعالى عنه: وقلدنى سيف] جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا [.

    :

    ومن تكن برسول الله نصرته

    أن تلقه الأسد فى آجامها تجم

    حاشاه ان يحرم الراجى مكارمه

    أو يرجع الجار منه غير محترم

    ومنذ ألزمت أفكارى مدائحه

    وجدته لخلاصى خير ملتزم

    وبذلك تتحقق الوراثة النبوية التى بها الجمع ونزول الفيض ، حتى يكون هو المفيض على الكل بعد الاتصال بمن طارت منه رشاشات فاقتسمها بحكم المشيئة الإلهية جميع المبدعات من بحر زاخر وديم فياض.

    وكلهم من رسول الله متلمس

    غرفا من البحر أو رشفا من الديم

    وكما قال ختم أهل العرفان سيدنا الشريف السيد محمد عثمان الميرغنى رضى الله عنه.

    علمه منه العلوم منه العلوم
    كعيون من بحور تمتلا


    فكم لشيخنا علامة وفريد وقته وأوانه مولانا الشريف ذى العلم النفيس السيد احمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه من فيوضات تلقاها ، ومعارف املاها ، فأضاءت به قلوب صفت ، ووصلت به أنفس رقت ، ووصلت به رجال تخلت ، وشاهدت به أرواح تعلت ، فكان علمه كالاكسير ، الذى به النحاس إلى ذهب يصير.

    فكم حل من أسير ، وأغنى من فقير.

    وككم هذب بكلماته ، وربى بنظراته ، وله فى كل زمان تربيات ، ومع كل مريد كرامات ، فهو كالشمس مدت شعاعها ، وأضاءت بقاعها ، فلم تحجبها السماء ، إلا عمن كان تحت سماء ، فاخرج نفسك من تحت سقف كسلك وخمولك ، كى تحظى بعد تلاوة أورادك بنورك ووصولك ، فترى مالا يراه الناظرون ، وتصدق ما قاله العارفون ، فابشر بخير ما ساقك تسخير روحك ، الى وردك المورود ، فعن قريب ستحظى بحوض شيخك المورود ، وانك لهو كما هو أنت ، بروابط أسرار أنوار لوامع علائق روابط أزل اليوم أن نوديت فأجبت ، يوم أن حصل التعارف ، بينك وبين شيخك العارف ، فعرفك وأنت له منكر.

    ]ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد أبدا[.

    فبتزكية الله لعباده ، يظهر فيهم اثر إرشاده.

    فيوضات وأنوار

    " ملحوظة" فعليك يا أخانا فى الله بجولة فكرك فى تلك المعانى ، بعد تطهيرك للاوأنى ، لعلك أن تدنو من باب دخلنا به كأسلافنا ، دار بلا فناء ، مفتاحه فنا ، فقد أبدلت انسك ، وفرقت بين الأنسين ، لا سيما إذا واظبت على الحزبين الأولين ، فقد تعجب منهما أرباب العصمة ، فعليك ياأخانا بعلو الهمة ، فقد آن لك ما أن ، ولكل وقت أذان ، فأذن مؤذن للبداية ، وأذن مؤذن للنهاية ، ففى أى المرحلتين ذات العيرين أنت ، وهل سرق منك وقتك أم أنت للوقت حفظت؟! وهل ذكرتنى عند تورادك ، أم شغلت عنى بأموالك وأولادك؟! فما حظى بنا ، من نسى قربنا ، ولا نال منا ، من غاب عنا ، ومن حكم العادات ، حرم من البركات ، ومن نظر إلى غيره ، حرم من خيره وميره ، ومن قال انه قد مات ، عوقب بالفوات ، فانظر بعينى قلبك إلى من نظر إليك بهما ولا تكن من الغافلين.

    فكم من ذكر ربك بالغدو والآصال ، ودع عنك شوراد القيل والقال ، فما خاب من استهدى به ، فعليك بهديه لعلك أن تهدى إلى صراط مستقيم.

    إن الله قد اشترى منك نفسك فهل حصل منك القبول ، حتى تكون على القدم الراسخ فى متابعة الرسول صلى اله عليه وآله وسلم ، فلا تخرج بعد الشراء على مالك يحببك الله ، وأكثر من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فانك كنز يغنيك ، والتجاء يكفيك.

    بفخ بخ لمن لازم التهليل الجليل ، وجعل ديدنه( لا اله إلا الله محمد رسول الله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ) حتى يفتح الله له حانوته ومخزنه ، فيه]مرج البحرين يلتقيان[ حقيقة وشريعة ، ] بينهما برزخ لا يبغيان[.

    " أنت على علم الله لا اعلمه أنا ، وأنا على علم من علم الله لا تعلمه أنت " ولكن كما جئتنى بأمر ربك لا بأمر نفسك.

    ]وما فعلته عن أمرى [ ]يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان[.

    صنفان لا يباعان وذم بائعهما:

    ]أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة[ ولكن يؤجلان ]إن يوم الفصل كان ميقاتا[.

    فيا خسارة نفس فى تجارتها

    لم تشرى الدين بالدنيا ولم تسم

    فللؤلى بحريك آلان الحديد ، ولمرجانهما معان ولمعان كل يوم يزيد.

    ]للذين أحسنوا الحسنى وزيادة[ ، ]ويزيد الله الذين اهتدوا هدى[ ، ]وزدناهم هدى[.

    فبإضاءة لؤلئك ومرجانك ، تبصر أسرار دقائق حقائق إسلامك وإيمانك ، فلا تخرج من بحرك الأول ، بغير تغفل عن بحرى شريعتك وحقيقتك حتى تنال منهما اللؤلؤ والمرجان ، وبهما يكشف لك عن حقيقة الإنسان ] ولا تقولن لشئ إنى فاعل ذلك غدا[ ، فان أفنيت فقد شاهدت ، ولا يكون ذلك إلا بفنائك ، وان شاهدت فما أفنيت. ويكون ذلك ببقائك.

    فعجيب أمرك فأعجب منه ولا تعجب من سواك ، ولا يشغلك ما اشغل عمن سواك ، فما أنت إلا دليل لغيرك عليه بما أبدعه منك ، فكيف تحجب بك عنك ، وأنت اثر " كن فيكون" ويقول لك ]وفى أنفسكم أفلا تبصرون[.

    بحر شريعتك لولاه ما كانت حقيقتك ، وبحر حقيقتك لولاه ما تمت شريعتك.

    قال أبو عبد الله الإمام مالك بن انس رضى الله تعالى عنه:" من تصوف ولم يتفقه تزندق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق" ا هـ. وما الطريق إلا موصل ، فلا تجعله قاطعا بهجراتك مورده العذاب ، فلا ركبت مركب القرب لتصل ، ولا جذبتك جواذب الجذب. الهجرة قبل الفتح وأنت ما هاجرت حتى يفتح لك الباب ، ولكنك أخلدت إلى الأرض ، ارض نفسك فأرضيتها واتبعت نهج غير أولى الألباب ، فلا خوف أقلقك من غيره له حتى تطمئن بذكره ، ولا بعث فيك غيرة تسبيح الطائر فى وكره.

    أما آن لك أن تتخلص من أقفاص نفسك وظلمات حجبك ، إلى أنوار تجليات مشاهدة ربك ، حتى تتنزل عليك كمالات لا تتناهى ، فتدخل فى فلاح ]قد افلح من زكاها[ فتكسى من سندس ]عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق[ ونفسك قد زكت وربك ناداها : ]يا أيتها النفس المطمئنة [ ذكرت فزكت فصفت فاطمأنت فصغت فسمعت" ارجعي "عن السوى ، فقد اضر بك البعد عن خالقك ، فهلم يانفس هلم " إلى ربك " الذى خلقك فسواك ، وبما ناسب مستواك رباك ، وكنت ميتا بذكرك احياك ، وفى وادى قدسه أجلسك وهناك ، " راضية " به عمن سواه لما مزقت للسوى ، وأعرضت عن الملك وما حوى ، فصارت بذلك " مرضية " عند من على العرش استوى.

    فأذن لها بالدخول فى حضرة أهل الوصول " فادخلى فى عبادى " فهم أفضل من يحبهم ، ولولاهم ما خلقت الجنة ، فهم الوارثون وهى تراثهم ، وهم المنعمون وهى نعيمهم.

    " وادخلي جنتى " جنة الشهود الالهى فى الدنيا معهم فى حضرات أذكارهم " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" وجنة النعيم فى الآخرة ]إن المتقين فى جنات ونهر[.

    لا يحجب عنا من صار منا

    فعليك ياأخانا بالتذكر فيما ذكرناه لك ، لعلك ان ترشد بنفسك إلى نفسك لك آية ، فتطوى عنك كثائف الحجب الظلمانية التي أثقلتك ووارتنا عنك ، وما وارتك عنا. وكيف يحجب عنا من صار منا؟ فإلى متى وأنت على ما أنت ، وقد سارت النجب حولك وفرحت بهم أربابهم ، وقد شغلهم نعيمهم عن شواغل أنفسهم عندما شاهدوا ما أمروا به ] فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون[.

    وان فى أحزابنا ما تنطق من مذاقته البكم ، وتسمع له الصم ، وأنها لجنة معجلة لمن عكفوا عليها ، فما ذاقها ذو ذوق إلا ولجت به فى لجج بحار جواهر المعانى الغالية الأثمان ، وشعت عليه شموس التجليات التى تغيبه عن الأكوان [ ، حتى يقول:" كان الله ولا شئ معه وهو الآن على ما عليه كان ".

    فتارة يكاد يذيبه خشوعه.

    وتارة تسيل على الخدين دموعه.

    وتارة يرى أمرا عجيبا

    وتارة يرى نفسه غريبا.

    وتارة يكاد أن يطير من الأجساد.

    وتارة يهجر النوم والوساد.

    وتارة يقمر الليل بقمره.

    وتارة يترقب نداء الحق بسحره.

    وتارة يذكر حال شيخه فتخضر أشجاره ، وتفوح أعطاره ، وتتزايد أنواره ، وتمد إليه موائد القرى ، ويدعى إلى صافى الشرب بأم القرى.

    فلا عجب فقد املاها من املاها ، فطابت بإملائه النفيس ، وأعطاها لمن وافاها وهو صاحب العلم النفيس.

    إياك أن تشاهد نفسك معنا

    فجل بفكرك فى عجائب كلماتها ، ولازم عليها حتى تتصل ارض قلبك بميازيب غيثها فيصب عيه من جواهر مكنوناتها لترشد بها أنت وترشد من أردناه وأرادنا من إخوانك أحبابنا ، وإياك ومشاهدة نفسك معنا ، فإنها حجابك عنا ، وقاطعك عن إمدادنا ، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ، وهو حسبك ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

    فالشيخ والد الروح ، وهوا فضل من والد الجسد ، واحرص عليك منه ، فلا يمل قلبك لغيرنا عنا ، وعندنا ما لو كشف لك الحجاب عن بعض مكنوناته لذهلت نفسك.

    وان لوامع بروق أحزابنا تنيرك إذا لمعت ، وتصدع عدوك إذا صدعت ، وتغنى فاقتك إذا تليت ، وتملأ علما إذا قطرة به نزلت ، وما صدود نفسك عناه إلا لنفاستها وما تقاعست عنها إلا لتقاعدك عن الكتاب والسنة اللذين هما اصل لها ومنبع فيض فيضانها وشمس قمر لمعانها.

    فما أردته من أوراد غيرنا ففيها أودع وزيادة ، ولك من فضل الله علينا ]للذين أحسنوا الحسنى وزيادة[.

    فكم أشغلت نفسك عنا بأمور تريد فتح أبوابها فما فتحت لك الأبواب ، وأحزابنا مفتوحة لك أبوابها وتعرفك حجابها ، وقد أذناك بها كما أذن لنا من ينبوع الحقائق الوجودية صلى الله عليه وآله وسلم.

    فأذن أيها المريد من حضرة الشيخ تنل ما تريد وفوق ما تريد.

    قال سيدى عبد السلام الأسمر رضى الله تعال عنه:

    أذن منى نعطيك مناك
    ولا تخالف على


    الاستقامة خير من ألف كرامة

    لان كل شيخ مأذون من الحضرة العلية النبوية ففى أوراده إمداده لأتباعه وأولاده ، وبالعكوف على الأوراد والملازمة والمداومة يظهر لك ما اشرنا به إليك ، لكن بشرط الاستقامة التى هى خير من ألف كرامة لمن استقام فى طريقنا وتبتل ، عليه البركات تتنزل.

    ]إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة[..الخ.

    معنى " ثم استقاموا"

    قال سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه لجماعة من الصحابة رضى الله تعالى عنهم :

    ما تقولون فى قوله تعالى :" ثم استقاموا"؟ قالوا : اى لم يذنبوا ، قال : حملتم الأمر على ما هو اشد ، قالوا: وأنت ما تقول؟ قال: لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان.

    وروى عنه أيضا انه قال: استقاموا قولا وفعلا.

    وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه: لم يراوغوا روغان الثعالب.

    وعن سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعال عنه: اخلصوا العمل.

    وعن سيدنا على رضى الله تعالى عنه وكرم الله وجهه: أدوا الفرائض.

    وعن التفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : زهدوا فى الفانية ، ورضوا بالباقية.

    قال شيخنا رضى الله تعالى عنه:

    " وإما إن رأى أن ذلك الجواب لا يقبله الحق تعالى منه ولا يرتضيه فليشرد من ذلك الأمر ، اى أمر كان فانه وبال عليه أن دخل فيه".

    فان قيل: إن المكروه هو الذى لا عقاب فى فعله ، فكيف يكون وبالا؟

    " الجواب" : إن الوبال أقسام ومنه الوبال الروحانى القلبى ، ولا شك أن المكروه يضر الروح والقلب.

    فان قيل : إن حديث النفس بالسوء معفو عنه فكيف يكون وبالا؟

    قال عليه الصلاة والسلام:" ان الله تجاوز عن أمتى ما حدثتهما به أنفسها".

    " والجواب" كما قال سيدى على أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: القلب له عينان يؤذيهما التفكر فى الحرام والمكروه كما يؤذى الريح الشديد البصر.

    من شرد إلى الشيخ

    فقد شر إلى الله تعالى

    ومعنى الشراد إلى الله تعالى هو الدخول فى حلقات العلم كما فى الحديث:" أما أحدهما فأوى إلى الله فآواه الله".

    ويكون أيضا باتخاذ المشايخ الذين يوصلون إلى الله تعالى ، ومن له شيخ فليشرد إليه عند الوسواس وليجلس بين يديه ، فانه ترياق الأغيار ولا تنظر إليه نظرك إليه ولكن انظر إليه ظاهرا والى شيخه باطنا ، واستمع إليه ظاهرا والى شيخه باطنا ترى العجب العجاب ، ويفتح لك الباب ، ويسهل لك الوصول ، ويؤذن لك فى الدخول ، وحسن ظنك به مطيتك السريعة ، حتى تأخذ ما عنده لك من وديعة ، فهو الترجمان بينك وبين أهل البرازخ ، أهل التحقيق والقدم الراسخ.

    والشيخ المنظور إليه بالنظرين ، رؤيته تقر بها العين ، يذكرك الله مرآه ، ويدنى روحك دعاؤه ورضاه.

    قال عليه الصلاة والسلام :" أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله " أخرجه الإمام السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه فى كتابه المسمى روح السنة ، وذلك لتعلق أرواحهم بالله تعالى وقربهم منه ، فكان مثلهم كحامل المسك إذا دنوت منه شممت رائحة طيبة ذكرتك بصاحب الرائحة الزكية صلى الله عليه وآله وسلم.

    ولذلك حينما تشم تقول: اللهم صل على سيدنا محمد.

    كذلك الأولياء يذكرونك الله تعالى بما لديهم من جواذب جذبتهم وروائح روحتهم ، وعرفان عرفهم ، وقرب اعزهم ، ونور سطع منهم ، وسر سرى إليهم ، وفيض فاض عليهم من معدن الفيوضات ، وكلام تسمعه كالمدام.

    تارة تراهم صفوفا على الأقدام.

    وتارة تراهم يقظة.

    وتارة تراهم فى المنام ، قطعوا عالم الحس فانزوى أمامهم الحس ، ومزقت لهم العوائد ، فان زرتهم على أى حال قبل أو بعد نلت غالى الموائد.

    أنفاسهم عطرية.

    ونظراتهم روحانية.

    وأحوالهم محمدية ، جليسهم لا يشقى ، ومريدهم بهم يرقى.

    لابد من الوسيلة لبلوغ الطلب

    ]ففروا إلى الله[ إلى رسله عليهم الصلاة والسلام ، والى علماء شريعته ، والى أولياء حضرته ، فان الإنسان وحده قليل ، وبإخوانه كثير ، والذئب يأكل القاصية من الغنم ، فلا تطلبن طلبا بغير وسيلة ، لان الوسائل هى الأسباب التى توصلك الى المقدور ، وتاركها يكون من المعتدين فى الدعاء ، فان الذى يسال الله تعالى الذرية ولم يتزوج يكون معتديا لتركه الوسيلة ، وهى السبب الذى يوصله إلى المقدور ، والمدار كله على العلم إذ به الدنيا والدين.

    قال عليه الصلاة والسلام :" ومن أرادهما معا فعليه بالعلم" يعنى الدنيا والآخرة.

    الشيخ العرف من سبل الله تعالى

    والشيخ العارف ممن سبل الله تعالى الموصلة إليه ، ومن هدى إليه فقد هدى إلى سبيل الله تعالى ، لكن يبحث عنه بجد واجتهاد:]والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا[.

    والعارف بالله تعالى : هو الذى عرف الله تعالى وقام بحقه ،وعرف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقام بحقه ، وعرف أولياء الله تعالى وقام بحقهم ، وعرف المؤمنين وتخلص من تبعاتهم.

    والعرف من عرف نفسه كما قيل :" من عرف نفسه عرف ربه".

    فالنفس بها كمالات ونقائض ، فمن عرف الكمالات فأبرزها ، والنقائض فعالجها فذاك العارف.

    عارف:-

    العين : علم

    والألف: انفصال عن السوى اتصال بمن على العرش استوى.

    والراء : رغبة فى الآخرة.

    والفاء: فرار إلى الله.

    فالمعرفة : علم وانفصال واتصال ورغبة وفرار إلى الحق سبحانه وتعالى.
                  

07-20-2005, 05:33 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    قوله :" حاسبوا أنفسكم... إلخ "

    : المحاسبة أنواع فيحاسب نفسه على الاختلاس ، وعلى الحرف فى القرطاس ، وعلى البرق إذا لمع ، وحمام الأيك إذا سجع.

    وهل ذكرها البرق بريق الحمى

    وسجع الحمام لدمع همى

    وقول المهيمن : " إذ هُما" فالشئ بالشئ يذكر ، والذنب بالتوبة يغفر.

    ويحاسب النفس على نفاستها وتكريمها ]ولقد كرمنا بنى آدم[ ، وعلى تعليمها بعد جهلها ] علم الإنسان ما لم يعلم [ وعلى خطاها على الأرض وأين سارت ] ونكتب ما قدموا وآثارهم[ وعلى غفلة حجبتها ، ونظرة سمتها ، وفى الحديث النبوى :" النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ".

    وعلى كلمة قالتها : لو مزجت بالبحار لمزجتها ، ألا وهى الغيبة التى أجمع العلماء على أنها من الكبائر ، ولا تجوز غيبة المسلم مطلقا على أى حال من الأحوال ، وهذا هو ظاهر الكتاب والسنة.

    ويحاسب نفسه على تركها من العلم ما وجب ، وعلى المال ما اكتسب ، ومن أين طريقه ، ومن أين جاء وإلى أين ذهب؟

    وعلى الموت إذا نزل بإنسان ، وهل ذكره ذلك موته وفراقه الأهل والإخوان؟ وعلى ما أنبتت الأرض من الزرع والزهور ، وهل ذكره ذلك البعث والنشور؟

    وعلى النار إذا أحجبت ، وهل ذكرته الجحيم التى سعرت؟ وعلى رؤيته للحدائق والثمار ، وهل ذكره ذلك دار القرار؟ وعلى نظره إلى المبدعات والجبال الراسيات والبحار الطامحات ، والرتع السارحات ، والأطفال والأمهات ، والسفن الجاريات.

    وهل تذكرت نفسه عند ذلك قوله تعالى :]ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام[؟ ام ظن أنه على غفلته عن ذلك لا يلام؟ إذا كان كذلك ، فما الفرق بينه وبين الأنعام؟.

    خلقك الله أيها الإنسان لتحاسب نفسك ، وتارة تهوى مع الهاوين ]ثم رددناه أسفل سافلين[ ، ]ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى[.

    طريقنا كله حساب ومحاسبة

    فعجل بحسابك ، قبل أن يعجل بذهابك ، فليس بعد الذهاب من الدنيا من رجعة ، وليس بعد ترك المحاسبة من فجعة.

    واعلم ياأخانا أن طريقنا هذا كله حساب ومحاسبة ، واقترب ومراقبة ، لا سيما لمن واظب على الأحزاب ، ورتلها بالأسحار ، وع المشاهدة والتذكار ، وغلب عند تلاوتها روحه على جسده ، ويومه على أمسه ، وغائبه على حسه حتى تتلاشى أمامه الزائلات ، وترسخ فى قلبه الباقيات الصالحات ، حتى يكون قلبه ينبوع حكمة روحه المفاض عليها من فيض فيضان قدس معالم غيبها النازلة من رحيق مختوم ختم كلمات ربها.

    فعليك ياعبد الله بالإكثار من قيامك وصومك ، وتذكرك فى قول ربك :] وإنه لذكر لك ولقومك[.

    وعرج على الصلوات الأربع عشرة اللواتى بحرهن زاخر ، لعلك أن تحوز لتلك المفاخر ، وادخل بكليتك الروحية ، فى معانى كلماتها النورانية ، عساك ان تتصل بالنور اللامع فتستنير ، والسر الهامع فيسير بك إليه فى حضرة القدوس البديع.

    فكم قد شرب من رحيقها شارب ، وكم قد اهتدى بهديها فى المشارق والمغارب.

    وحسبك قول من أهديت إليه فيها ، فإنه أدرى بمعانيها ، وهو سيدى الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه حيث يقول فى فضلها:

    " إن هذه الصلوات قد استوت على عرش الأنوار ، وأرجلهن متدليات على كرسى الأسرار ، تصلين فى كتاب الكمالات المحمدية بقرآن الحقائق الأحمدية ، قد طلعت فة سماوات العلى شمسها ، وارتفع عن وجه الكمال المحمدى نقابها ، وبحرهن فى الحقائق الإلهية زاخر ، ولهن فى القسمة من المعارف المحمدية حظ وافر ، خذهن غليك يامن أراد لأن يسبح فى كوثر النور المحمدى ، وجل فى عجائب معانيها يامن يبتغى الاغتراف من البحر الأحمدى ، تتلو عليك من كتاب الحقائق المحمدية محكم الآيات ، وتفسر لك بعض نقش حروف آياته البينات – والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم".

    قال سيدى صالح الجعفرى رضى الله تعالى عنه : قد جعل السيد أجمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه الصلوات الأربع عشرة مفتاحا لمن أراد أن يسبح فى كوثر النور المحمدى.

    فيوضات

    اعلم ياأخانا واسمع هذا بمسامع قلبك عساك أن تشرب من صافى وردك ، أن الله تعالى جعل فى الدنيا شمسا للنهار وقمرا لليل ، فأهل النهار يسبحون فى ضوء شمس نهارهم ، وأهل الليل يسبحون فى ضوء قمر ليلهم ، ويشترط فى إدراك نوريهما سلامة ما به الإدراك.

    وجعل الله تعالى النبى صلى اله عليه وآله وسلم شمس نهار القلوب وقمر ليلها ، فمن شاهده بقلبه السليم الإدراك سبح فى كوثر نور شمسه وقمره صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن من سبح فى ضوء شمس نهاره ونور قمر ليله تأتى أعماله كاملة كما ينبغى ، لوجود النور الذى يميز به ، كذلك الذى يسبح بقلبه فى كوثر النور المحمدى تأتى أعماله الدينية والدنيوية كاملة بالكمال المحمدى ، وهذا الكوثر النورانى هو المسمى بالسر السارى فى سائر الأسماء والصفات ، أعنى أسماءك فى درجاتك وخطوات روحك ، فتارة تسمى راضية ، وتارة تسمى مرضية... إلخ.

    وصفاتك من قبض وبسط إلى غير ذلك ، فكل صفاتك وأسمائك تكون كاملة بسبحك فى كوثر النور المحمدى الذى به تكون نورا فترى كاملا مكملا ، ويناسبك فى هذا المقام الإكثار من الصلاة الكاملة لسيدى أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه وهى :

    " ياكامل الذات . ياجميل الصفات . يامنهتى الغايات . يانور الحق . ياسراج العوالم . ياسيدى يامحمد . ياسيدى ياأحمد . ياسيدى ياأبا القاسم . جل كمالك أن يعبر عنه لسان . وعز جمالك أن يكون مدركا لإنسان . وتعاظم جلالك أن يخطر فى جنان . صلى الله سبحانه وتعالى عليك وسلم يارسول الله . يامجلى الكمالات الإلهية الأعظم".
                  

07-21-2005, 04:50 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
                  

07-23-2005, 03:19 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    نــــداء العــشــــــــــــاق
    عبد على ساح الحبيـــــــب نزيـــــــلا
    وله بنـــــبع الــــــود ذاد رحيــلا
    يحبو إليكم كى تجيبــــــوا سعـــــــاة
    حتى ينال بمـــــــدكم تكميــــــــلا
    يرنو لسادات الـــــــوداد بجمعهـــــــم
    حتى يباهى سربهـــــــــم ذليــــلا
    يسعى على درب الأحـــــــبة بالهــدى
    لو كان فى رحب المعاصى رعيلا
    ولكم عليه ودادكم مــــــد النـــــــدى
    وإن بلغ حتف الــــــوداد قتيـــــلا
    من سبط خير الخلــــــق جاء عنــاية
    من نسل ابن ادريس يرجو سبيلا
    فى رحب قطــــــب زمانه وله الهـدى
    الشاذلى باب السلـــوك دليـــــــلاً
    سأل الإله هـــــداية صــــد الــــردى
    فأجــــــــاب رب الكــون بالترتيلا
    وإذا رأى أعطـــــــــاف برد حبيـــبه
    تهمى عليه ساد جــــمع خليــــلا
    أن كان جمع الرسل تسعى لجمعــكم وحبا
    الإله بفضـــــــــله تسليـــلا
    هذا مراد الله فى المــــــن اعتلـــــى
    جمع المحامد لن تكافى جميـــــلا
    يرجو الرجــــــاء من الإله بوحـــــدة
    لكــــــي ينـــــال بجوده التفضيلا
    والفضل فضل الله في الكون أجمــع
    ورحى الحبيب هي الرباط وسيلا
    فسل الحبيب وسيــــــــلة وفضيـــلة
    حتى تلاقى بجـــــــودة التجمــيلا
    وعلى الدروب بجمعــــــها هو ساعى
    حتى ينل فى الجمع فضل صفيــلا
    لو كان كل القوم وقفــــــــة واحـــد
    هو عابـــداً ما نــــال فضل خليـلا
    والصحب بالإجماع نالــــــوا رفعـة
    فصحبة المختار نالـــــوا مثيــــــلا
    يارب أنـــــــت خلقتني و وهبتني
    بــين الأنام فلا تجـــــــــافى رعيلا
    وهب لنا جمعا وخص عبيــــــــدكم
    بين الـورى بالســــر والتعلــــــيلا
    وأرضى إله عن إمـــامى ونســـــــله
    هو أحمد ابن ادريس كان جليـــلا
    وعن أبى باب الصــفاء الســــــرمدى
    وعلى الرقـــية وجمع أهل حفيـلا


                  

07-24-2005, 03:38 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    فيض الوهاب فى حصن النبى الأواب

    أنت قبل القبل شافع يا محـمـد

    أنت نـور الحق ممدوح مؤيد
    أنت سر الذات فى عين الوجود
    أنت باب الذكـر يا شهداً مشود
    نهج منهاج النبوة يا مــــجــدد
    رسل ربى جمعهــــم حقاً تمجد
    خيرة الخلق وأول من وجــــــــد
    بعد ذات الحــــق أول من شهد
    سعد خلق الله أجمع ماســــــــرد
    ذكر دوحة من سلاسل خير جد
    خذى جاحد قال فيهم لو مــســـد
    سعــد مادح نشد فيهم أو قصد
    هم لنا حقا سفيـــــنة كل عهـــــد

    ذاك قـــول رســــولنا حقا نشد
    هم نجوب بل نجـــــوما ان تـعـد
    مجــــد أجـــــداد لهم خير عمد
    هم مواقد للنور حقــــــا ان خمد
    هم بوادر فجــــرها يوم الرشد
    حق قول الله فيهــم لا لمجــــــــد
    ان ميثاق العـــــــذاب بهم زهد
    لا يمس الرجــس فيهم حق عهد
    ذاك قول الله فى الاجـداد صد
    حق هم حصـــن الوجود ان نشد
    فيهـــــــم المــادح حقا او رصد



    نستودعكم الله نلتقى بكم بعد عطلتنا السنوية

                  

08-20-2005, 11:51 AM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة سيدى أحمد بن إدريس مع الوهابية (Re: ود محجوب)

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم غنك حميد مجيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de