|
Re: ترجمة الأدب السوداني: دعوة للجميع (Re: mustadam)
|
وهذه رسالة في مقام الرد على ملاحظات المبدع الحسن بكري على ترجمة مالها الحقول فله الشكر الصديق محمد الحسن بكري شكرا كبيرا على التعليق والملاحظات حول اختلافات بيّنة بين الأصل والترجمة. وما يلي ليس محاولة لتبرير الخروج على النص , ولا الدفاع عن خياراتي التي ربما كانت مختلفة بعض الشىء عن الأصل العربي, انما محاولة لاستكناه امر الترجمة الأدبية العجيب ,المستشكل, كما يقول بولا , وما يصيب المرء من حالة , هى أقرب للولادة. قرأت المقطع " بالأمس أفرغت السماء ماؤها" كدلالة على علاقة مفرطة في حسيتها بين الحقل والسماء أ والطبيعة على اطلاقها . ثم لمّا كان علّىّّ أن اعبّّر عن "يغازل" لم يكن هناك من بد على تناسى تاريخ اللغة العربية فى الغزل من عذرية جميل إلى حسيّّة نزار التي تقف عند عتبات الدخول فى الفعل الجنسى والولوج مباشرة إلى مقدمات الفعل فكانت Caress ومن ذلك استمرأت تكرار المفردات الموحية بهذه العلاقة الحسيّة فكانت Fecund ecstasy ثّم إن الراوي المعّرف المفرد يدخل المشهد ليوصف قوم يعانون من حزن لايطاق ويتضرعون إلى آلهة " يبدو أنها قد تخلت عنهم مؤقتا:" منشغلون عمّا يقول هذا الفرد الأوحد, الذى يوصف حالهم من خارجهم, بما يحيط بهم من محل وجدب. هو بالطبع ليس جزء من هذا الحشد الهائل من الحزانى. ولك أن تتخيل حال من قدم صدفة على قوم فى مصيبة فقد عزيز " كوني" وهل من عزلة أو وحدة أمض من ذلك , فكانت Solitary narrator وقد فكرت في استخدام المفردة المرادفة لدلالة " عتيق" و ما ذلك إلاّاستدعاء غير واعي لملاح كولردج العتيق, ولكن إدّخرت المفردة البليغة للنهر فهو مصدر العطاء منذ الأزل , وفي احشائه السر الكبير : معنى الوجود. الترجمة الأدبية تبدأ من القراءة التأويلية للنص الجدير بذلك , وفى سياق المناخ النفسي الطاغي بالأسى والخراب فى نص تماضر البديع, تنشأ ضرورة استخدام مفردات بعينها " حال" او" ظرف"أو " نعت" ليست أصلا فى النص لتعبر عن هذا الحال الذى ينضح عبر مسام مفرداتها التي اختيرت بعناية واقتصاد شديدين . ويقتضى الأمر, والحال هكذا , من المترجم أن ينقل الجو النفسى العام عبر أقل ما يمكنه من تدخل لايخل بالنسق العام للنص الأصلي. وهذا مااستدعى نعوت مثلأMighty WIND , Perpetual etc والريح يا صدبقي فحل عاتي القدرة في الهدم والبناء والإخصاب , وهل ثمة شك في أن ذلك يدخل ضمن الأنساق الأسطورية المفسّرة للوجود الإنساني , عبر التاريخ , وعبر التشكيلات الثقافية المختلفة , تلمع, في بهاء, كرمز شعري بالغ الأهمية , عبر اللغات و عبر أجناس الكتابة. تزاحم شعراء إليوت الموتى على بابي يستأذنون للمفردة المعنية بالدخول, أمّا وصف النهر بالعتيق فتدخل, مع ما ورد أعلاه, ضمن ما ذكرته أنت من رأئ صائب تماما حول تناص المفردة الشعرية مع غيرها من النصوص باللغة المعنية , ممّا يدخل ضمن النسق الثقافى لتلك اللغة, وتحتل مكانها في النص المترجم دون أن تحس بأنها فعلا مقحمة. ويدخل ذلك أيضا ضمن المخزون المعرفي الذي يتم استدعائه بصورة واعية أو غير واعية في مقام الكتابة , ترجمة كانت أم ابداع أصيل. والله لقد قرأت الخطأ المطبعي الذى ورد صحيحا وعدت للرسالة الأولى لأتأكد من الخطأ الذى اكتشفته بعد اعتذارك عنه. ثم ياخى حتى لم كنت تعني مختلة , ألم اسعى بمودة إليكم لتبيان مواطن الخلل والإختلال مع عظيم حبى وامتناني وللأسرة الكريمة أطيب التحايا مصطفى آدم
|
|
|
|
|
|