|
Re: صراع الحضارات (Re: Anwar Ahmed)
|
مساكم الله بالخير
أن العالم تتنازعه اليوم نظريتان متناقضتان حول النظرة الى الآخرين: نظرية صدام الحضارات .. و نظرية حوار الحضارات . و من المعلوم أن الإسلام يدعو بقوة الى الأخيرة منهما ، و يرفض
معاداة حضارة بالكامل. وأن الله تعالى يريد من الإنسان أن يدنو إلي الإنسان الآخر ويهدم الحواجز
المصطنعة فيما بينهما . ومن تلك الحواجز بعض التيارات الفكرية الخطرة التي تدعو إلى نفي
الآخرين.
شكلت إيديولوجية صدام الحضارات مصدرا لتصعيد الصراع بين الأديان وتصنيفها إلى أديان متخلفة وأخرى متنورة ووسيلة جديدة لإخفاء الأسباب الحقيقية للصراعات الطبقيةالتي جاء بها ماركس ويجد
الكيان الصهيوني العنصري ضالته في هذه الإيديولوجية نظرا لبناء مشروعه السياسي على الدولة
الدينية اليهودية. فتحويل الأنظار عن أسباب الفقر والتخلف التي تتسع رقعتها عبر العالم
والمتمثلة في الاستغلال البشع للرأسمالية المتوحشة للشعوب المقهورة، يتم اللجوء إلى نظرية صدام
الحضارات وإطلاق المقولات الساذجة من قبيل أن الحضارة المسيحية الغربية تتفوق على مثيلاتها
العربية الاسلاميه والتي تعتبر عاملا للتخلف ومصدرا للإرهاب. وفي هذا الإطار قام ثلة من المفكرين
الليبراليين الأمريكيين بتكريس مقولة صدام الحضارات عبر تبرير الحرب التي تقودها الولايات
المتحدة الأمريكية بدعوى محاربة الإرهاب ووصفها "بالعادلة".ومن الآثار المباشرة لهذه الحرب
الإيدولوجية اتساع رقعة الجهل والتخلف وتكريس الصراعات العرقية والاثنية والابتعاد عن مفاهيم
الحداثة التي تقوم على أن الإنسان هو من يصنع تاريخه وبأن العقل يضل مرادفا للتحرر والتقدم.
ولكم ودي
|
|
|
|
|
|