|
Re: بانوراما دارفور -وخيانة المثقف-محمود الدقم-اليونان (Re: محمود الدقم)
|
شكرا يا محمود.. لقد قمت بنشر مقالك صباح اليوم في منبر الفكرة الحر.. ثم نشرت بعده مقال للكاتب سمير عطا الله.. هذه هي وصلته.. http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3948#3948 عن دارفور سمير عطا الله
قال مراسل «للاهرام ويكلي» زار الخرطوم أخيرا ان اهلها يصفون العاصمة السودانية بأنها «اكبر محطة انتظار في العالم». كثير من الناس تريد السفر الى مكان ما. لكن الحقيقة ان الخرطوم هي اكبر تجمع للاجئين في الارض. فقد جاء اليها الهاربون من الحروب الافريقية من كل مكان. في حين غادر الملايين من السودانيين الى انحاء العالم طلباً للعمل، بسبب ثلاثة عقود من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات والنزاعات الاجتماعية واخفاق النظام في طرح بديل اقتصادي وطني يجعل من اكبر واغنى دول افريقيا موطناً هادئاً وكفياً لاهلها. منذ فترة وانا اتابع قضية دارفور. اتابعها بحزن شديد. ليس في الصحافة العربية لانها لم تسمع بعد بستة ملايين معذب ومضطهد. ولكن في نشرات منظمات حقوق الانسان وفي الصحافة الاوروبية. ولم ارد الكتابة في الامر لانني لا اعرف الكفاية عن المسألة. وما قرأته كان مفزعاً. وفي الايام الاخيرة الماضية، قرأت اكثر من ثلاثة تقارير من دارفور ومن التشاد التي يفر اليها لاجئو دارفور بالآلاف مفضلين الموت جوعاً على الموت ذلاً وقهراً على ايدي «الجنجاويد»، اي الميليشيات الحكومية التي تضطهد السكان وتحرق قراهم وتسرق مواشيهم ولا تترك القرية الا بعد حرق مسجدها واحراق نسخاً من القرآن فيها (جولي فلنت، الديلي ستار). كنت قررت عدم الكتابة. لكنني اصغيت في العصر قبل يومين الى وزير سوداني يتحدث في البي. بي. سي. واذهلني كلام معالي السيد الوزير. كان يتحدث عن الاستعمار بعد خمسة عقود من الاستقلال والحمد لله. وقال ان الميليشيات الحكومية هي التي تقوم فعلاً بالحرب ولكن من اجل قمع «التمرد». ولم يحدد مرة واحدة هوية التمرد واهدافه ونواياه ومدى قوته ولماذا يمكن ان يتمرد مسلمو السودان على الحكومة المركزية. وقال ان التمرد ـ اياه ـ يحظى بدعم بعض الدول الاوروبية. فاعتقدت ان هذا البعض هو بريطانيا. الا انه شكر بريطانيا لأنها كانت اول من تبرع لمساعدة منكوبي دارفور، بعشرة ملايين دولار. يا للحاتمية البريطانية. وتململت مقهوراً ومهاناً في مقعدي وانا اسمع معالي الوزير يستخدم مصطلحات مثل «القانون» و«الدستور» و«احكام الدستور» وخلافها من تعابير هاجرت من العالم العربي مع ملايين المهاجرين. واقسى ما في كلام السيد الوزير كان الطلاقة التي يغبط عليها. وقال له المذيع ان هناك تسجيلات تثبت تعاون «الجنجاويد» والسلاح الجوي السوداني في قصف قرى دارفور وفلاحيها ومساكينها الذين لا فرق في مستوى حياتهم فوق الارض او تحتها. ولم يهتز في حنجرة الوزير وتر. قال ان الحكومة ايضاً لديها تسجيلاتها. لكم تسجيلكم ولي تسجيلي. تلك هي المسألة. وقال ان الامم المتحدة ترفع تقريراً في الموضوع. وقد قررت ان اكتب فقط لكي انقل شيئاً من كلام السيد الوزير. وانا مع اهل دارفور وقراهم وبيوت القش التي تحرق. ومع بشرتهم المحروقة. وضد جميع الميليشيات على الارض وفي كل الحروب. لا نزال في لبنان ندفع ثمن جرائمها ووحشيتها.
|
|
|
|
|
|