اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 01:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2004, 12:11 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا

    الأخوة البورداب
    مشاركة مني في موضوع موناليزا قرات هذة المقالة
    النقدية التحليلية للكاتب صلاح الحداد الشريف
    والتي نشرت في موقع المتوسط للدراسات والبحوث
    وللفائدة رأيت ان تشاركوني النظرة التحليلية الرائعة

    اقبضوا على هؤلاء القتلة !!"

    نظرة تحليلية نقدية"

    بقلم : صلاح الحداد الشريف

    يناير ، 2004

    قد يخال البعض - وللوهلة الأولى – أن العنوان أعلاه هو قصة من قصص (أغاثا كريستي) البوليسية المثيرة ، أو رواية من روايات (أرنست همنغواي) الحربية القتالية ، أو فيلم من أفلام الرعب "Scream Four" . كلا ، فالأمر ليس كذلك حتما . إنه عنوان لدراما حقيرة حقيقية ، دارت أحداثها الدامية المرعبة على مسارح ، هي ليست مسارح رومانية بالتأكيد ، ولا إغريقية ولا حتى هوليودية ، بل هي مسارح إسلامية عروبية قحة .

    تستطيع مجازا أن تسميها مثلا "Scream Ten" . إنها مسارح بغداد ومراكش وقرطبة وبرقة والقاهرة ومكة وصنعاء والقيروان . ولقد كان أبطال هذه الدراما حثالة من القتلة والقراصنة ، الخارجين على القوانين السماوية والأرضية . هل تصغون إلى التفاصيل ؟ . حسنا ، تعالوا معي إذن مع ملاحظة عدم السماح لمن هم دون سن الثامنة عشرة ، بارتياد مدرجات هذه المسارح الرهيبة !.

    هل أتاكم - أيها السادة – حديث مقتل الطبري ، وصلب الحلاج ، وحبس المعري وحز رأس الحسين ، وسفك دم ابن حبان ، ونفي وتشريد ابن المنمر الطرابلسي ؟ وهل أتاكم نبأ تكفير الفارابي وابن سنيا والكندي والرازي ، وهل جاءكم خبر حرق كتب الغزالي وابن رشد والأصفهاني وابن حجر العسقلاني والنووي ، وهل توارد إلى أسماعكم نبأ تسميم الكواكبي ، واغتيال المتنبي وابن المقفع ، وذبح الجعد بن درهم ، وسفك دم بشار بن برد ، وإراقة روح الأشعري ؟ وهل وصلكم نبأ ذبح أحمد بن نصر ، وتعليق رأسه في الأزقة ؟ وهل سمعتم عن تكفير لسان الدين بن الخطيب الأديب الأندلسي ، ومن ثم خنقه وحرقه ؟ وهل أتاكم خبر تكفير ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين وابن أدهم والجنيد ورابعة العدوية ؛ لا بل هل سمعتم عن تكفير الأمة من شرقها إلى غربها بشعوبها قاطبة ، ومن ثم سفك دمائها وتحليل أموالها وسبي نسائها ؟ . وأخيرا هل جاءكم حديث أحد خصوم فولتير ، الذي قال يوما : تجنبوا أن تؤذوا رأسه ، فقد يخرج من ذلك الرأس شيء صالح . هل سمعتم بشيء كهذا ، وهل خطر شيء من هذا القبيل على بالكم وبالهم ؟ . حسناً لترفع الستارة إذن ، مع الاعتذار مسبقا عما تسببه هذه المناظر من إيذاء لمشاعركم وجرح لأحاسيسكم !.
    مَن مِنَّا لم يسمع بكربلاء ، وما أدراكم ما كربلاء ؟ . تلكم المعركة الدموية البشعة ، التي راح ضحيتَها الإمامُ الحسين بن علي - رضي الله عنه - ، باسم دعاوى التكفير والمروق من الدين ، والتي سالت بسببها الدماء أنهاراً ، وحزت الرؤوس أجدالا . أجل ، هل تدرون كيف تم ذلك ؟ . يذكر المؤرخ ابن كثير : أن عمرو بن الحجاج ، أمير ميمنة جيش ابن زياد حمل على جيش الحسين وهو يقول للناس معه : قاتلوا من مرق من الدين وفارق الجماعة . فيرد عليه الحسين : ويحك يا حجاج ، أعليَّ تحرض الناسَ ؟ أنحن مرقنا من الدين وأنت تقيم عليه ؟ ستعلمون إذا فارقت أرواحنا أجسادنا من أولى بصلي النار !!. ثم ماذا يا ترى ؟ . تقدم إليه زرعة بن شريك التميمى ؛ فضربه بالسيف على عاتقه ، ثم طعنه سنان بن أنس بن عمرو النخعى بالرمح ، ونزل فاحتز رأسه من على جثثه . وماذا أيضا ؟ . لقد أخذ سنان وغيره سلبه وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله وما فى خبائه ؛ حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة . ووجد بالحسين حين قتل ثلاثة وثلاثين طعنة وأربعة وثلاثين ضربة . وماذا بعد ؟ فقد أمر عشرة فرسان ؛ فداسوا الحسين بحوافر خيولهم حتى ألصقوه بالأرض يوم المعركة ، وأمر برأسه أن يحمل من يومه إلى ابن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحى ، فلما انتهى به إلى القصر وجدَه مغلقا ، فرجع به إلى منزله فوضعه تحت إجانة ، وقال لامرأته نوار بنت مالك : جئتك بعز الدهر . فقالت وما هو ؟ فقال برأس الحسين . فلما أصبح غدا به إلى ابن زياد ، فأحضره بين يديه ويقال : إنه كان معه اثنان وسبعون رأسا ، وذلك أنه ما قتل قتيل إلا احتزوا رأسه وحملوه إلى ابن زياد ، ثم بعث بها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية في الشام .
    هل رأيتم الآن مدى خطورة التكفير وتهم المروق من الدين ؟ . وهل دريتم كيف امتزج التكفير السياسي بالتكفير الديني ، أو بالأحرى كيف تزاوجا ؟ . لا تحتاج في الدولة الدينية إذا أردت التخلص من خصمك إلى أكثر من إشهار سيف التكفير والمروق من الدين ؛ كي تقضي عليه قضاء مبرما ، وتريح نفسك عناء المجادلة والمعارضة والتعددية السياسية ، وتضمن الجلوس على الكرسي جلوسا أبديا . نعم ، فالديمقراطية كفر وضلال ، والبرلمان شرك ، وتداول السلطة بدعة ما أنزل الله بها من سلطان ، والتعددية الحزبية خيانة ، وفصل السلطات منكر وفسق ، والصحافة الحرة رجس من عمل الشيطان . وهل يمكن لنا أن نفسر ما حدث سالفا ويحدث اليوم ؛ من تكفير وذبح وتقتيل وسفك للدماء وإراقة لأرواح الناس في الشوارع والمدارس والجامعات إلا على هذا النحو ؟ .
    كم كان مرعبا حقا هذا المشهد ، هل تريدون مشهدا آخر من مشاهد التكفير والموت ؟ حسنا ، إليكم واحدا منها . إنه مشهد رجم المفسر المؤرخ الطبري . فقد جاء أنه قدم إلى بغداد من طبرستان ؛ فقصده الحنابلة وسألوه عن أحمد بن حنبل في الجامع يوم الجمعة ، وعن حديث الجلوس على العرش ، فقال أبو جعفر : أما أحمد بن حنبل ، فلا يعد خلافه . فقالوا له : فقد ذكره العلماء في الاختلاف ، فقال : ما رأيته روي عنه ، ولا رأيت له أصحاباً يعول عليهم . وأما حديث الجلوس على العرش فمحال ، ثم أنشد :
    سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس
    فلما سمع ذلك الحنابلة منه وأصحاب الحديث ؛ وثبوا ورموه بمحابرهم . وقيل كانت ألوفاً ، فقام أبو جعفر الطبري بنفسه ودخل داره ؛ فرموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم ! . وركب صاحب الشرطة في ألوف من الجند يمنع عنه العامة ، ووقف على بابه يوماً إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه . ولما توفي ابن جرير الطبري ، حاول بعض عوام الحنابلة منع دفنه واتهموه بالإلحاد . وكان الوزير علي بن عيسى يقول : والله لو سئل هؤلاء عن معنى الإلحاد ما عرفوه !.

    إنها قصة تراجيدية أخرى ، هكذا بكل بساطة ودون أية محاكمة ، كُفّر ورُجم واتهم بالزندقة والمروق من الدين ونفذ الحكم على الفور . أجل ، على الفور ، لا لشيء سوى أنه خالف مذهبهم ورأيهم . هذه هي جريمته .. وهذا هو عقابهم . نعم ، إنه الرجم حتى الموت ، وبهذه السرعة وبلا محاكمة. هل فهمتم معنى هذه الكلمة أم لا ؟ . يا لله ما أفظع هذا الإنسان وما أشقاه ، حينما يكون خصما وقاضيا وجلاداً في آن واحد . وما أجرمه وأبشعه حينما يمتلك الحقيقة المطلقة في يد والخنجر في يد أخرى ! . تخيلوا حينها كيف سيصبح العدل ويصير القضاء ، ويمسي المجتمع وتبيت الدولة ؟ . حينها لا يبقى ثمة فرق بين الغابة وبين الحديقة !!.

    ثم تصوروا ما بدا لكم أن تتصوروا ، لو رُجم الطبري قبل أن يكتب تفسيرَه وتاريخه ! . كيف كنا سنعرف تفسيرا وتاريخا ؟ كيف كنا سنقرأ ونكتب .. كيف سيكون منظرنا أمام العالم ؟ أمة بلا تاريخ وبلا كتاب مدوّن ! . أرأيتم كم نحن سفهاء جهلة .. أدريتم كم نحن أعداء للتاريخ وللمعرفة ؟ أعرفتم إلى أي درجة نحن نزدري التاريخ ونحقره ، أفهمتم كيف أننا نعشق العيش خارجه .. أأدركتم كيف نقرأه معكوسا مقلوبا .. أعرفتم الآن إلى أي درْك وصلنا ؟ إنه درْك التكفير . وليت شعري كم بين التكفير والتفكير من فرق ؟! . إنه جناس ناقص ، أليس كذلك ؟ . هذا كل ما تعلمناه ، أو بالأحرى علمته لنا كتب البلاغة . لكن الحقيقة الأخرى ظلت مطموسة كحقائق أخرى ، لا نريد فقهها ولا حتى القراءة عنها . إنها حقيقة جد بسيطة ، تكمن في حرف الفاء .. والفاء فقط . نعم ، جرّب فأخرْه قليلا ، وانظر كيف ستصير كلمة تكفير .. وكيف ستنقلب دنيانا حينها رأسا على عقب . لكنها الأمية المقيتة .. لكنه الجهل المركب المطبق !. فكروا معي ، هل نحن بحاجة إلى دروس في محو الأمية ؟ بالتأكيد ليست تلك الدروس ، التي تلقنها الدولة لعجائزنا وأمهاتنا . ألا تتفقون معي في ذلك ، أم أننا نريد أن نبقى أميين حقراء سفلة ؟ الجواب لكم .

    والآن خذوا هذا المشهد الرعيب ، فقد أصدر قاضي غرناطة حكماً بكفر لسان الدين بن الخطيب الأديب الأندلسي ، وسجل عليه بالزندقة لكلمات وجدت له في بعض تآليفه ، وأفتى بعض الفقهاء بقتله . ثم ماذا حصل يا ترى ؟ . لقد تلقف هذه الدعوة الشيطانية العامةُ الغوغاءُ من أفواه المشايخ والفقهاء ، ودخلوا عليه كالجراد في سجنه ؛ فخنقوه ثم أخرجوه وأحرقوه !!.

    يا للعار .. حرق في الشوارع والأزقة .. هكذا وفي لمح البصر وفي وضح النهار ، اختفى سيد من سادات الأدب . ويا للقارعة !! . أهذا هو موقفنا من الأدب والأدباء ؟ .. أهذا هو احترامنا للعلم والعلماء ؟! . تبت يدا أبي لهب وتب ! . هل تريدون مشهدا تكفيريا دمويا آخر ؟ . حسنا ، إليكم هذه المشاهد التكفيرية الخاطفة ؛ لتروا إلى أي حد نحن والغون في الدماء .. إلى أي حد نحن غارقون في التكفير والتفسيق والتنكيل بعباد الله ، على الرغم من دعاوى القرآن العريضة ، التي شدد فيها على إعمال العقل ، واستخدام الفكر ، والنظر في ملكوت السماوات والأرض . لكن كما يقول الشاعر :

    كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول !

    وانظروا – بالله عليكم - إلى هذا المشهد المريع ، إنه مشهد الذبح من الوريد إلى الوريد . هل تظنون أنه ذبح للأضاحي من نعاج وخراف ؟ ، كلا وألف كلا . هل تعلمون في أي وقت تم ذلك وأين ؟ ، وهل تعرفون من نفذ هذا الذبح يا ترى ومن أنشد له وغنى ؟ . تعالوا معي إذن ؛ لتروا بأم أعينكم هذه المجزرة . فقد جاء أنه في يوم 10 ذي الحجة من سنة 124هـ ، قام حاكم العراق خالد القسري يخطب العيد على المنبر ، والجعد بن درهم مكبل بقيوده أسفل المنبر ، قائلا : أيها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم ، فإني مضح بالجعد بن درهم . إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً . ثم نزل وقال له يا جعد ارجع عن مقالتك فقال الجعد : والله لا أرجع عنها أبداً . فأخذه خالد وذبحه في أصل المنبر . وماذا كان رد فعل الفقهاء ؟ انظروا إلى ما أنشده ابن القيم :

    ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ .... قسري يوم ذبائح القـربان
    إذا قال إبـــراهيم ليس خليله ..... كلا ولا موسى الكليم الداني
    شكر الضحية كـل صاحب سنة ... لله درك من أخــي قربان



    أهذا هو الإسلام .. أهذا هو قانونه ذبح كذبح النعاج وأشد ، وأين .. في المحراب الذي نادت فيه الملائكة النبيَّ زكرياء وهو قائم يصلي ، أن الله يبشره بيحيى سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ؟ أهكذا هو الدين وهكذا تفسر رسالته ، أم أهكذا يحتفل بالعيد وأي عيد ، أهكذا تحقر قيمه وتنتهك مبادئه ؟ . ألم يقل تعالى في محكم كتابه : ( وما أنت عليهم بمسيطر ) ، وقال : ( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وقال : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ، وقال ( لكم دينكم ولي دين ) . ثم ألم يقل النصارى واليهود في حق الله ما لم يقله إبليس ؟ . هل أمر القرآن بذبحهم ، أم أحل ذبائحهم والتزوج منهم ومعاشرتهم والإحسان إليهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن ؟ . ويا لنا من حمقى !! .

    وما زال مسلسل الرعب مستمرا . تبصروا في هذه ، هل علمتم بتكفير أعظم الفلاسفة والعلماء . إنه الفارابي مؤلف كتاب الموسيقى الكبير وكتاب الإيقاعات والمدينة الفاضلة ، والذي كان يلقب بالمعلم الثاني ، بعد المعلم الأول أرسطو ؟ . وليس هذا فحسب ، بل هل سمعتم بتكفير أشهر الأطباء والفلاسفة والفلكيين والكيميائيين ؛ من أمثال الكندي والرازي وابن سينا وابن رشد والغزالي وأبو الوليد الباجي وغيرهم كثير ؟ . تخيل لو قتل ابن سينا قبل أن يكتب كتابه القانون في الطب ، أو لو شنق ابن رشد قبل أن يكتب كتبه في المنطق والفلسفة والفلك ، أو لو ضربت عنق الكندي والرازي قبل أن يكتبا في الكيمياء والفلك والموسيقى ، أو لو فصل رأس الفارابي قبل أن يكتب كتبه عن كل هذه الفنون ، وتصور لو اغتيل ابن المقفع قبل أن يكتب كتابه كليلة ودمنة ، ولو جز رأس المتنبي قبل أن يكتب شعرا ! . هل سيظل لنا وجه بعدئذ نقابل به العالم ؟ بمن سنفخر يا ترى ؟ . هل سنفخر بأولئك الجهلة ، الذين لا يعرفون معنى الإلحاد ، أم سنفخر بأولاء الحمقى ، الذين يسفكون دم الحسين ويسألون عن دم بعوضة ؟ .

    وبعد هذا كله ، هل تصدقون أن الأمة كلها أمة كافرة بقضها وقضيضها .. صغيرها وكبيرها ؟ . اقرأ مثلا ما يزعمه أحد أقطاب التفسير سيد قطب في العصر الحديث ، حيث يمضي فيقول : إن موقف الإسلام من هذه المجتمعات كلها يتحدد في عبارة واحدة ، إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره . ثم يضيف : فوجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة . ويقول : ينبغي أن يكون مفهوماً لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين ، يجب أن يدعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة ؛ حتى لو كانوا يدّعون أنفسهم مسلمين ، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون !.

    واستمع إلى هذه النكتة ، حيث إن الشيعة يكفرون السُّنة ، والسُّنة يكفرون الشيعة ، وإذا نظرت إلى السنة أنفسهم لوجدت العجب العجاب ، فالسلفية يكفرون الأشاعرة ، والأشاعرة يكفرون السلفية أو الحنابلة أو إن شئت المداخلة ، والصوفية يكفرون الوهابية ، والوهابية يكفرون الصوفية . وهكذا دواليك مسلسل طويل لا نهاية له . وحتى أنت بوصفك مواطنا عاديا صالحا ، لن تسلم من غائلة التكفير تحت قاعدة ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) وهلم جرا !! . وهاهنا أسأل سؤالاً مهما على ضوء ما ذكر : ماذا لو ملك هؤلاء اليوم السلاح والعتاد .. ماذا لو وصلوا إلى سدة الحكم .. ماذا سيكون مصيرنا .. وإلى ما سيؤول حالنا ؟ . أعتقد حينها أن الرؤوس ستتدحرج كما يتدحرج التفاح فوق سفوح جبال لبنان ! .

    وأزيدكم من الشعر بيتا ؛ أقصد نكتة طريفة أخرى : وهو ما ذهب إليه بعض الفقهاء من قتل الداعي إلى البدعة ، تصوروا كم عدد الرؤوس ، التي قطفت وستقطف على حسب هذه الدعوة البشعة ! . ونكتة أخرى أطرف في تفسير قوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم .. ) إلى قوله : ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم .. ) سورة الجمعة . فقد ادعى أحد المكفرين تفسيرا لهذه الآيات ، أن علينا أن نهجر المدارس والجامعات ؛ ليتحقق فينا وصف الأمية . لماذا يا هذا ؟ . لأنه استجابة لقوله تعالى ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) ، أي يلحقوا بالأميين الأوائل !! . ولقد أوعز أحد المحامين ظهورَ هذا الفكر إلى غياب (الإخوان) في الزنازين ! . وليت شعري ، هل كان الإخوان موجودين وقت ظهور الخوارج ؛ حتى يكونوا غائبين أم أن الإخوان سيكونون أذكى وأفهم لدين الله من الصحابة والتابعين ؟! تأمل وفكر ، وليس كفّر ، فالفرق واضح بين الكلمتين !! .

    التكفير دعوة صريحة للقتل : وما أريد أن أقــوله هاهنا بعد هذا العرض المروع "Scream Ten" : إن دعاوى التكفير ما هي إلا دعاوى للقتل المباح في وضح النهار ، وتشجيع للمجرمين في كل مكان وزمان على الذبح والاغتيال وسفك الدماء . ودعك من أقوال الفقهاء وضوابطهم في شأن تكفير المعين وغير المعين ، إذ أن كل هذه الضوابط تتداعى الواحدة تلو الأخرى أمام صرخة واحدة من صرخاته وتهمة واحدة من تهمه . وهل كان هؤلاء الحمقى ، الذين ولغوا في دماء المسلمين وأعملوا سيوفهم في رقابهم ، ينظرون إلى مثل هذه الضوابط ، أو إلى هذه التعاليم فضلا عن الاحتكام والرجوع إليها ؟ . من الخوارج إلى الحسين .. ومن الطبري إلى الكواكبي . هذا فضلا عن اختلال العقد الاجتماعي بين الناس في المجتمع الواحد ، وتفكك أواصره وانفراط عقده ، الذي بدوره يؤدي إلى تفتت المجتمع وتمزقه شر ممزق ، ودخوله في أفون حرب أهلية دينية دامية ، لا أول لها ولا آخر . وقلبْ صفحات التاريخ إن شئت ؛ كي ترى المذابح والمجازر والدماء ، التي أسيلت حتى الركب . من الجمل وصفين ، إلى كربلاء وواسط .. ومن الشام إلى قرطبة .. ومن مراكش إلى الجزائر ولبنان .. ومن شوارع القاهرة إلى أزقة أسيوط . وحتى يكون كلامنا أكثر واقعية وإقناعا – لحضراتكم - ، إليكم هذه الاستراحة الرائعة ..

    محاكم تفتيش جماعة "الإسلام هو الحل" : وردتني على بريدي الألكتروني هذه الرسالة من سيدة تدعى (إسراء أحمد) ، جاء فيها النص التالي كما هو حرفيا :

    السلام عليكم ورحمة الله

    اولا هل ما قراناه صحيح منك؟

    قطار الحب

    احمد الله الدي اخرج ما في قلبك حتي نعلم من انت

    اقول وبالله التوفيق

    هدا الدي قراناه يدل علي انك ممسوس بمارد كبير بكل ..ايرلندي ..بلاك روك ..

    وننصحك والدين النصيحة ان تدهب الي صيدلية العشاق

    وهو كتاب الجواب الشافي

    واتق الله في ام الاولاد

    التي تغربت من اجلك

    واعلم ان جائزة نوبل لن تطالها يداك ولو اشركت بالله

    والسلام .

    انتهى النص !! .

    والآن إلى الفكاهة والتسلية ؛ حتى نستروح عن أنفسنا شيئا ؛ أعني إلى أخبار الحمقى والمغفلين ، ولا تظنوا أن هذا كتاب ابن الجوزي ، كلا .. كلا !! . وكما هي عادة اللصوص في التنكر والاختفاء وراء أسماء وهمية ، كوهم أحلامنا العربية والإسلامية ، وكما هي عادة هؤلاء أيضا في عداوتهم الصارخة للقانون والمسئولية والعدالة ، كعداوة القراصنة في عرض البحار ولجج المحيطات ! . والمفارقة أنهم لا يكفون عن صمّ أذاننا بالحديث عن دولة العدل والعدالة ، وعن تلكم السحابة التي يخاطبها الخليفة المنصور قائلا : أمطري هنا أو هناك فخراجك لا محالة لي !! ، أو عن ذلك الحمار الذي لو عثر في العراق لسئلنا عنه لِمَ لمْ نسوِ الطريق له ؟! . مع أن الذين يعثرون اليوم في رقعتنا البائسة ، ليسوا حميرا حيوانية ، بل حميرا بشرية ! .

    فأنا لا أعرف مثل هذا الاسم البتة ، خاصة أنها - على ما يبدو من رسالتها أو رسالته – تصرَّح وتكشف بشكل سافر أخص خصائص حياة المرء ، حينما بطنت تحذيرها أو تحذيره من أم الأولاد التي تغربت من أجلي !! . انظروا إلى مدى الوقاحة التي ، أو الذي وصل إليها !! . ثم ماذا ؟ . فهم – حسب فهمهم الملهم للإسلام – يظنون أن حياة الناس مشاع ، يرتعون فيها ويمرحون كما يشاءون ، مع أنهم يلعنون الشيوعية صباح مساء ! . والأسخف من ذلك أنهم ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين باسم الدين . أرأيتم كيف يتم التزوير ؟ ماذا بالله عليكم لو تقلد أولاء مقاليد الحكم ؟! . فكر وأجب بينك وبين نفسك ! . واحذر أن يطلع على جوابك أحد .

    فابسم النصيحة في الدين طبعا ، يرتكبون أشنع الأفعال وأقبح الجرائم ، ويحشرون أنوفهم في أضيق المسائل والشؤون ؛ لا بل ينصّبون أنفسهم قضاة ومحامين وجلادين وواعظين ومؤدبين وفلاسفة وأدباء ! . ومن دون أن توكلهم أنت ، فهم يتصرفون عنك بالوكالة الجبرية ، أو فلنقل يحجرون عليك حجرهم على المعتوهين والسفهاء ؛ لأنهم يظنون أن الناس كل الناس ، أو بالأحرى كل من خالفهم هم مجرد سفهاء ومعتوهين ، يجب التحدث باسمهم وإمضاء العقود عنهم وإبطال بيعهم وشرائهم ؛ لا بل حتى إبطال حقهم في الفوز بجائزة نوبل للآداب أوللسلام ولحقوق الإنسان ، ويا للعجب كل العجب ! . لكن إذا عرف السبب بطل كل العجب ، فهؤلاء لا يعرفون شيئا في الحياة اسمه أدب ، ولا شيئا اسمه حقوق إنسان ، يعرفون فقط أشياء مثل النميمة والغيبة والفتنة والكفر والتكفير والقتل والصلب والقمع ، وهلم جرا !! . لكن حتما لن أنال جائزة نوبل إذا كنتِ أو كنتَ أحد حكامها ، ولا أظن أنكَ أو أنكِ تعرفين حتى معناها ، كهؤلاء الذين إذا سألتهم عن معنى الإلحاد فسيحيرون جوابا !! .



    محاكم تفتيش "البرابرة" : وصلتني أيضا هذه الرسالة ، لكن – على ما يبدو – ليس من جماعة الإسلام هو الحل ، كما هو الشأن في الأولى ، بل هو من جماعة الأمازيغية هي الحل !! . وانظروا ماذا يقول فيها بالنص :

    Dear Haddad,



    Thanks for your article titled "Arab Myths". It is an interesting article, It reflects the miserable situation of the Arabs. However, don't you think that you also added another myth in your sixth paragraph by saying "almaghrib alarabi". Do you agree with me that Libya is part of north Africa and the majority of its people are either Amazigh or arabized Amazigh, and the rest are from other races including Arabs ... etc? Do you agree with me that calling north Africans as Arabs is another myth?



    your reply would be highly appreciated



    وماذا كان ردي عليه ، لنقرأ :

    Dear …,

    Thank you for your recent letter expressing that you were interested in my article "Arab myths". However, you can say that 'North Africans as Arabs is another myth', as I mentioned in my article. I mean there is more than one. But I strongly believe there is no difference between Arab and Amazigh regarding the mentality of dark ages. The reality is we all the same.

    Regards

    Salah Haddad.

    ثم ماذا تتوقعون أن يكون رده .. قبيحا حسنا .. بين القبح وبين الحسن .. ديمقراطيا حضاريا .. فلنقهقه :

    Thanks Haddad for you reply. Regardless whether we are the same or not, the point that I wanted to say in my email, Is that many educated people call North Africa as "Almaghrib Alarabi", which is completely WRONG. It is against the nature and race of the people who lived there for thousands of years. The North Africa is known as "Tamizgha", It has been falsely changed into "Almaghrib Alarabi" by "Alorobeyon" i.e, extreme Arabs. May be you do not know that, however, you still can call it North Africa. Using "Almaghrib Alarabi" term is so irritating for the Tamazight speakers, for one simple reason, is that we are not Arabs and believe that most Libyans have been arabaized, you yourself who claims to be Arab could be one of them.



    My main concern is that when we will appreciate our differences and call the places and people with their REAL names and not to repeat the myths that we hear for hundreds of years.



    This is my only comment about your article



    وماذا كان ردي عليه أيضا :

    Dear …,



    Despite of what you have said, my question is what do you want me to be? To be a copy of you! I don't think that's the right way to discuss like this. I'm sorry, I was really surprised!

    You have all rights to believe whatever you want, whatever you like, but you don't have rights to impose your opinions by this way. That's all.

    Regards

    Salah

    وربما يكون هذا الشخص ذاته يحدثنا عن الديمقراطية والتعددية في هذا المنتدى أو غيره ، ولا عجب فمن ليبيا يأتي دائما الجديد ، وكفى !! . مشهد مسل ، أليس كذلك ؟ . أرجو أن تكونوا قد قضيتم وقتا ممتعا ! . ولنعد إلى العصور الوسطى .

    ثم يقولون لك بعد كل الذي حصل ويحصل : إننا نختلف عن حال الكنيسة وما كانت تفعله من تكفير وقتل وسفك في القرون الوسطى . ولعمْري إنها لخرافة ما بعدها خرافة ؟ . كم بقينا نصدق مثل هذه الترهات والخدع ؟ . شيء مثير للضحك والقهقهة والبكاء والصراخ في آن واحد ، أليس كذلك ؟ . وأنا هنا لا أقصد مناقشة تلكم العلاقة الجدلية بين الدين والعلم ، والتي يتحاجج بها أولئك الجهلة ، أنا هنا أتكلم عن الواقع المعاش والمطبق منذ قرون خلت وإلى يومنا هذا ؛ أعني الواقع المشار إليه أعلاه ؛ هل يختلف عما كان عليه الحال في العصور الوسطى ؟ . وأكرر السؤال بطريقة أخرى : لمن السيادة والسيطرة في المجتمع ، من يصدر فتاوى التكفير والقتل ويشرعها ، ومن يطارد ابن سينا والفارابي والكندي ويأمر بإحراق الكتب وقطع الرقاب ، قولوا لي بربكم مَنْ ؟ . أجيبوا .. أين أوجه الفرق بيننا وبينهم ؟ أليست مجامع ومجالس الفتوى الرهيبة .. أليست تلك العمائم المخيفة ؟ .

    نَصَبَ القساوسة المشانق وأشعلوا النيران لإحراق المخالفين ، حتى تم حرق (32000) أحياء ؛ كان منهم العالم الطبيعي المعروف (برونو) ، وعوقب العالم الطبيعي الشهير (غاليلو) بالقتل ؛ لأنه كان يعتقد بدوران الأرض حول الشمس . ألم نفعل الشيء ذاته تحت حجج ومسميات أخرى ؟ . ألم يدعُ هؤلاء السفلة كما دعا (توماس هوبز) إلى التسليم المطلق لسلطة الملوك والحكام ووجوب الخضوع لهم ؟ . ألم تتحول مجامع ومجالس الفتوى إلى محاكم للتفتيش ؟ أفلم تصبح وكرا لصناعة التخلف وتطوير الفقر وترويج الاستبداد ؟ ماذا لديها غير فقه النوازل والخوارق ؟ . ويا حسرتاه !! هل سمعتم بفقه الاكتشاف والاختراع والإبداع ؟ . هل ورد إلى أسماعكم شيء كهذا ؟ . إلى متى نظل ننتظر النوازل ؛ حتى تحل وتنزل بنا .. إلى متى ننتظر الصواعق تهطل على رؤوسنا .. إلى متى ننتظر الكافرين ؛ ليكتشفوا لنا مجاهل الكون والحياة .. إلى متى نظل عالة على غيرنا .. إلى متى نعطل عقولنا وحواسنا التي وهبنا إياها الله تعالى .. إلى متى يظل لدينا فقه النوازل وليس فقه التطوير والإبداع والاكتشاف .. إلى متى .. إلى متى .. ؟ . أعرف أنها أسئلة غبية !! ، لكن هناك ما هو أغبى من هذه الأسئلة جمعاء ، وأرجو ألا تنقلبوا على قفاكم من شدة الضحك أو البكاء ! .

    أطفال آليون على الجمال العربية : مسلسل رائع ، أليس كذلك ؟ والأروع منه هو الاكتشاف المذهل ، الذي سوف تسمعون به عما قريب . انظروا إلى رائد من رواد فقه النوازل (الشيخ القرضاوي) ، أجل .. انظروا إليه ماذا فعل بهذه الكارثة ؛ أقصد النازلة العظيمة ، في إجابة له عن سؤال حول استعمال الأطفال في سباقات الهجن في برنامج الشريعة والحياة ، الذي أذيع على الهواء مباشرة يوم 22/4/2001 . وأرجو المسارعة إلى الاستماع إلى الحلقة أو قراءتها عبر موقع الجزيرة نت ، قبل سحبها من الأسواق ، فالنسخ جد محدودة ، وهذا نص إجابته حرفيا :

    ( هذا كلام صحيح الحقيقة ، يعني قضية سباق الهجن ، ويعني الهجن وسباق الهجن هذه أصلاً رياضة عربية، ولكن كان العرب يسابقون على هجن يركبونها، يعني الواحد راكب يعني راحلته والتاني راكب راحلته وتعالى نتسابق وأيهما يسبق.. الآن أصبح هناك.. السباق مش بين ركاب الهجن، كل واحد راكب هجينه، لأ، واحد بيشتري هجين أو مطية بمليون.. بمليونين.. بثلاثة ما أعرفش مبالغ أحياناً أسمع مبالغ هائلة يعني في هذه القضية، ويتنافسون الأغنياء في شراء هذه الأشياء بهذه المبالغ الطائلة، ثم يأتون بأطفال.. يستأجرونهم من السودان، من باكستان، من اليمن، من بعض البلاد، وهؤلاء الأطفال يركبون هذه الهجن ويعني أحياناً الأولاد يعني بتكون حالتهم فظيعة وأحياناً أحدهم يعني يصاب في ظهره، يصاب في كذا، فيعني هذه الحقيقة يعني غير مقبولة يعني شرعاً، ويعني.. هناك يمكن أن يكون هناك بدائل لهذه الأشياء، يعني الآن فيه.. ممكن عمل يعني طفل آلي يركب الهجين ويعمل كذا.. إذا كان.. لأنه ما عادش الراكب له قيمة، يعني هذا بيستعمل كآلة فقط يعني.. يعني علشان يخلي الآلة، ممكن تستعمل آلات أي شيء من هذا، إنما هؤلاء الأطفال وأنا سمعت عن حوادث تحدث لكثير منهم، ولا يأخذون يعني بدل ما.. عندما يصابون، ولا يأخذون حتى الأجر الكافي، وهذا يشنع به علينا نحن العرب ونحن المسلمين إننا نستغل الأطفال، ونستغل فقر الفقراء، ونجحف بهؤلاء، ونستخدمه كأنهم أدوات، هذا لا يليق بنا، وأنا يعني أنادي يعني الإخوة العرب والخليجيين منهم خاصة الذين يهتمون بهذا النوع من الرياضات أن يفكروا في بديل لهؤلاء الأطفال، وإن كان ولابد فلابد أن يكون الأمر واضحاً بالنسبة لهؤلاء، وأن يكون أجرهم أجراً كافياً، وأن يعني من أصيب منهم يأخذ يعني حقه وديته، وإن كنت أنا لا أحبذ الحقيقة استخدام الأطفال الصغار في هذا النوع من الرياضات التي قد تكلف الطفل فيها حياته، أو تكلف فيها صحته، أو يفقد فيها يعني شيئاً عزيزاً من جسمه. فهذا لا يليق بنا كمسلمين ) . انتهى .
    أصدقتم الآن إلى أي درجة نحن حقراء سفلة ؟ .. إلى أي درك وصلنا ؟ . ماذا تنتظرون من هؤلاء غير هذا الهراء ؟ . أيتها الشعوب الأميَّة .. أيتها الجماهير المقهورة المسحوقة تحت أقدام الحكام والسلاطين والأمراء ، هل تسمعينني .. هل تصغين إليَّ .. كم أنتِ تافهة وحقيرة !. أيها المصفقون .. أيها المزمرون .. أيها المطبلون .. ألاَ موتوا فالموت خير لكم من الحياة . هل صدقتم أن معركتنا اليوم هي معركة الحجاب ؟ .. وهل جاء أول ما جاء الإسلام ؛ ليخوض معركة الحجاب ، أم ليخوض معركة تحرير العباد ؟ . من الذي جاء بهؤلاء المسلمين إلى ديار الكفر (أوروبا وأميركا) على حد تعبير أولئك الأغبياء ؟ . ألم يأتِ بهم الفقر والبطالة والاستبداد والقهر والتخلف ؟ . هل جاء أغلب أولئك المشردين الحافين إلى فرنسا وأوروبا للنزهة واستجمام الهواء ، أم جاء بهم كيد أولئك الزعماء ؟ . ألم أقل لكم إننا أميون لا نقرأ ولا نحسب ؟ . لقد سمعتُ بالتنديدات كما سمعتم أنتم بالمزايدات ؛ فهذا الفقيه المستأجر يرفع عقيرته على الرئيس (شيراك) ؛ مستنكرا ومعبرا عن فحولته وشهامته للذود عن الإسلام ، وذاك المجلس المزيف يدعو إلى التظاهرات والاعتصامات أمام السفارات ؛ استعراضا للقوة وللغباء في آن واحد . هل فكرتم إلى متى ينتهي هذا المسلسل الممل ؟ . وماذا عن النتيجة ؟ .

    طبعا كما هي عادة العرب ، انتصارات وهمية وبطولات زائفة ، تنتهي بسطوع نجم أولئك المرتزقة في الفضائيات على حساب تلك الشعوب المقموعة ! . ولماذا تظل الحقيقة غائبة عن عقولنا .. هذا ما تريده تلكم المجالس والجماعات . لماذا لا نلجأ إلى حل المشكلة من جذورها .. لماذا لا نرجع الأمور إلى نصابها وطبيعتها ؟ فنصاب هذه الأمور وطبائعها أن يعيش هؤلاء الناس في أوطانهم كما هي طبيعة شعوب الأرض ؛ يرفلون بخيرات بلادهم ويكدحون لصناعة مستقبل أولادهم وأبنائهم ويمارسون حرياتهم وشعائر دينهم كاملة غير منقوصة . هذا هو الحق الطبيعي لكل إنسان ، وكفى الله المؤمنين القتال ! . لكنْ أولئك الأوغاد المتاجرون بمصائر الشعوب ، لا يريدون لهذا الأمر أن يتوقف .. لا يريدون للبطالة والفقر والقمع في عالمنا أن يتوقف .. هم لا يريدون لشعوبنا وعالمنا أن يتحرر .. هم لا يريدون لأطفالنا وأجيالنا أن تبتسم وتضحك كما هي الأجيال في العالم .. هم يريدوننا أن نبقى هكذا .. بمعنى آخر يريدون لقوارب الموت أن تستمر في التدفق على سواحل إسبانيا وإيطاليا .. يريدون لشعوبنا المزيد من الذل والموت والانتحار والتخلف .. يريدون المزيد من المآسي والدموع .. المزيد من اللاجئين والمهاجرين والمنكوبين والمشردين .. المزيد من تجارة الرقيق والعبيد ، التي تدر عليهم أرباحا طائلة كمستشارين ومؤلفين ودعاة وسواح مغامرين ، وإلا فلمَنْ سيؤلفون الكتب ويدبجون المقالات والرسائل بعناوينها الساحرة الخلابة (فقه الأقليات) .. (فقه النوازل) .. (الفرق بين الضرورة والحاجة) .. (القول الفصل في أكل واستيراد اللحم) .. وهلم جرا . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى حتى يتمكنوا من تأسيس مجالس الإفتاء والبحوث ، ومن ثم ليتنقلوا في مختلف بلدان العالم وعواصمه الشهيرة ، بجوازات سفر سوداء دبلوماسية ، وأحيانا بجوازات سفر حمراء كفرية ، فهم لا يمانعون البتة في التجنس بجنسياتهم صباحا ولعنهم ليلا ، وليكتشفوا لنا في عواصم النور والحرية والديمقراطية هذه النوازل والمصائب ؛ كي يجدوا لها حلولا صباحا ، ومن ثم يوزعوا علينا صكوك الغفران مساء . طبعا لا صكوك غفران لنازلتنا العظيمة تلك ؛ أعني للتشرد والموت عبر البحار المحيطات ، فهم لا يهمهم هذا ولا يعنيهم في شيء . لماذا ، هل عرفتم السبب ؟ حسنا ، لأنه لو تجرأ واحد منهم على كشف الحقيقة ؛ لأصبح لاجئاً مثلنا .. مشردا حقيرا رقيقا مثلنا ، ولقذف به في عرض البحر أو المحيط ، ولسحب منه جوازه الدبلوماسي ولجرد من أملاكه ، ولطرد شر طردة !! . وطبعا هذا لا يليق بسماحته وفضيلته ، فحينئذ ربما ستتوقف قوافل الدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وسيتوقف معها جمع التبرعات والهبات وفقه الزكاوات وسباقات الإبل والخيل والأتاوات . أدركتم الآن العلة والسبب أم ما زلنا أميين ؟ .

    وإلا فأين هي هذه المجالس ممَّن قذف بنا في عرض البحر ؟ نعم ، أليس هذا سؤالا وجيها ؟ سل نفسك أنت هذا السؤال ، من الذي قذف بك إلى هنا ؟ . أين أولئك المتاجرون المزايدون أين فتاويهم ؟ هلا طالبوا يوما بحقوق شعوبهم .. هلا نددوا ساعة بالاستبداد والقهر والمشانق والمقابر الجماعية والسحل في الشوراع .. هلا طالبوا بالحجر على الحكام السفلة الهادرين لثروات شعوبهم والمبددين لها والسارقين لخيراتها ، أم أن الحجر على أولئك الضعفاء من الأيتام والمساكين وما أكل السبع ، ودع هؤلاء فسوف ينتقم الله من ظالم بظالم ، ثم ينتقم من كليهما ؟ . أرأيتم كم هم أنانيون جشعاء ، يفكرون فقط في مصالحهم وكروشهم وجيوبهم ؟ .

    هلا طالبوا بتسيير المظاهرات وإقامة الاعتصامات ؟ هل سمعتم بمجلس أو مجمع أو شيخ معمّم على وزن مكمم ، طالب بجعل يوم عالمي للتنديد بالاستبداد والقهر والاستعباد ؛ تخرجُ فيه المظاهرات في أرجاء أوروبا وأمريكا على غرار يوم الحجاب العالمي النكتة ؟ هل سمعتم بفتوى أو خطاب أو حتى رسالة لهؤلاء الفحول المستأسدين اليوم ، على شيراك وأمثاله في وجه تلكم الحثالة ، التي طردتنا وشردتنا من أوطاننا ؟ أجيبوا بربكم !! . من الأولى بالتنديد والخروج ؟ . هلا طالبوا الحكام الرعاع بالرحيل كما طالبوا شيراك بالرجوع عن القرار ؟ لماذا يا ترى هذه الشجاعة والفحولة هنا ، وتلك المهانة والاستكانة هناك ؟ . لأنهم يوقنون أن شيراك لا يملك قوتهم ولا يتحكم في مصادر ثرواتهم ، فضلا عن قرار سحب جوازاتهم وامتيازاتهم ! . أما الشعوب فلتخسأ .. أما الحرية فلتلعن .. أما الحقوق فلتصمت .. أما الجماهير فلتمت .. وليحيَ الفقر وليحي الاستبداد ولتحي الهزيمة وليحيَ الانحطاط وليحيَ الموت !! .

    والآن هل أدركتم أن معاركنا التي خضناها هي معارك وهمية سخيفة ، وأن معركتنا الحقيقية هي معركة الحرية ، ليس غير ؟ . وهل فهمتم أننا ما لم نتحرر من عبوديتنا هذه ومن خنوعنا هذا ، لسوف نظل ملايين السنين نرفل في تخبطنا وتخلفنا هذا . إذن ليقف كل شيء ، ولتقف المجامع الفقهية واللغوية وليقف الخوض في الفرق بين ناسخ وناسوخ ، والاستنساخ والمنسوخ ، ولتبدأ معركة الحرية . أجل ، لتبدأ الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات والتظاهرات أفواجا أفواجا أمام السفارات والوزارات والحكومات ووسائل الإعلام ؛ ليحس العالم بنا .. ليشعر بأن هناك بشرا يستحقون الحياة ، وليسوا حيوانات تأكل وتشرب وتنكح وتنام فقط . وليعتصم الحجاج هناك حول جبل عرفات ، وليضربوا عن الطعام ، وليكفوا عن النكاح والجماع ، أليس هو هكذا الحج ؟ ، وليزحفوا على أقدامهم وبطونهم نحو الانعتاق .. نحو الحرية .. وليعتقوا رقابهم ويفكوا قيودهم ، وليقيموا حكوماتهم ويختاروا رؤساءهم ومسئوليهم ، وليحققوا ذاتهم وكرامتهم فوق الأرض وتحت الشمس ، أو لنبد عن آخرنا ، وكما قال الشاعر :

    إذا لم يكن من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا !

    سيداتي سادتي ، لتعذروني عن هذه الإطالة ، التي لم يكن لي بد منها ، كيف لا وهي الإطلالة الأخيرة على وجوهكم السمحة . نعم ، واسمحوا لي بعد هذا كله أن أتفرغ كلية لكتابة روايتي الأولى (سيرة ذاتية) بعنوان "الغابة" . قد تسألون لماذا الغابة ؟ . وأقول دون الخوض في التفاصيل : الغابة هو اسم شارعنا الذي رأيت النور فيه ، والذي ترعرعت وقضيت فيه معظم أيام طفولتي وشبابي . الغابة .. أجل ، الغابة ، ولا أخفيكم القول إن لشارعنا نصيبا وافرا من هذا الاسم ، فقد كان فعلا غابة ؛ حيث القوي يأكل الضعيف ، وحيث الفقر والتشرد والتسكع والخمر والزنا والقتل ، وما لا يخطر لكم على بال ! . أريد أن أسجل هذا وأرويه . أما على مستوى القصة ، فآمل أن تصدر مجموعتي القصصية الأولى بعنوان " قطار الحب" نهاية هذا العام ، أو مع بداية العام المقبل . ودمتم بسلام .

    وداعاً








                  

العنوان الكاتب Date
اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ahmed haneen03-15-04, 12:11 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا Tumadir03-15-04, 04:53 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا bushra suleiman03-15-04, 05:24 PM
    Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا EMU إيمو03-15-04, 05:37 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا THE RAIN03-15-04, 05:38 PM
    Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا maryoud ali03-15-04, 07:49 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ahmed haneen03-15-04, 09:22 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ahmed haneen03-16-04, 12:27 PM
    Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ست البنات03-16-04, 12:54 PM
      Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا Tumadir03-16-04, 01:25 PM
        Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا Tumadir03-16-04, 01:35 PM
          Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا خالد عويس03-16-04, 06:22 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ahmed haneen03-17-04, 09:16 AM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا bushra suleiman03-17-04, 09:42 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ahmed haneen03-19-04, 12:24 PM
    Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا msd03-19-04, 01:34 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا Agab Alfaya03-19-04, 02:10 PM
  Re: اقبضــوا علي هؤلاء القتلة!! صلاح الحداد!! موناليزا ahmed haneen03-19-04, 10:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de