فتنة السلطة ...الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2004, 08:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة ...الهمز واللمز بين الاخوان






    علي اسماعيل العتباني

    Email: [email protected]

    الجديد في شورى المؤتمر الشعبي


    لمـاذا أرادت الحـرگة الإسـلامية الشـعبية إستـمرار ولايـة التـرابي

    إلـى أبــد الآبديـن ، گمـا يفعــل أئمــة الشـيعـة ؟

    ... كغيري من الناس تابعت مارشح من إجتماعات هيئة الشورى للمؤتمر الشعبي .. واجتماع الهيئة الشورية للمؤتمر الشعبي أمر طيب طالما نبذ المؤتمر الشعبي العنف وطالما أراد أن يصطف كقوة سياسية سلمية .. وكأحد الذين تابعوا مسيرة الحركة الاسلامية طيلة ربع القرن الأخير وبما أن المؤتمر الشعبي كان رافداً أساسياً من روافد الانقاذ كما أن الدكتور حسن الترابي يعتبر من المؤسسين للحركة الاسلامية فلذلك كان من المهم أن يتابع الإنسان أخبار هذا المؤتمر وما جد فيه لأنه أولاً يكشف عن الخط الفكري والحركي للجناح المنشق عن السلطة وكيف يفكر هذا الجناح وكيف يرتب أموره ؟ .. وما مدى إبتعاد أو قرب حركة منتسبيه السياسية والجهادية عن دوائر الدين والاخلاق ؟ .. ثم أن ما يجري في دهاليز المؤتمر أيضاً سيساعد الانسان على تكوين فكرة وتصور عام عن مدى سير المؤتمر في خط وفاقي مع السلطة وهل يسير في خط تصالحي في إتجاه وحدة الحركة الاسلامية .. أم أنه أصبح في حال لا يعبر عن هذا ولا ذاك وفقد إتجاهات البوصلة التي تدله على إتجاهات المباديء والمناهج التأصيلية وإنما هو حال (إيليس) تلك الأرنب في (بلاد العجائب) لأن إيليس كما وردت في الرواية حينما وصلت إلى مفترق الطرق سألت إمرأة عجوزاً حكيمة إلى اين يقود هذا الطريق .. فقالت لها المرأة الحكيمة أين تريدين الذهاب حتى أحدد لك الطريق الذي تسلكين فقالت لها الأرنب لا أدري ؟! .. فقالت لها المرأة الحكيمة في هذه الحالة أي طريق تختارين يمكنك المسير فيه . ويبدو أن هذا هو الوصف الأتم لحال المؤتمر الشعبي .

    ولعلنا سنحاكم المؤتمر الشعبي بثلاث قضايا أساسية ثم نحتكم بعد ذلك إلى موقف سياسي عام . أما المحاور الثلاثة الأساسية التي سنحاور فيها إخواننا وأحبابنا من (الشعبيين) فالقضية الأولى هي مدة ولاية أمير الجماعة.. وهذه قضية مهمة لأن الفقه الذي يتولد حول قضية مدة ولاية أمير الجماعة سينعكس على كل اجتهادات الحركة الاسلامية .. ولعلنا نعلم أن هذه قضية تاريخية أدت إلى الفتنة الكبرى لأن سيدنا عثمان(ذا النورين) الذي كانت تستحي منه الملائكة كان موقفه الثابت أنه لن ينزع (قميصاً) ألبسه إياه الله سبحانه وتعالى .. وانتهى ذلك بمقتله وما حدث بعد ذلك من أمر الفتنة الكبرى.

    ومدة ولاية أمير الجماعة دار فيها جدل كبير وكثير بين فقهاء المسلمين فمنهم من رآها مطلقة ولا يحسمها إلا موت أمير الجماعة ومنهم من قيدها بفاصل زمني ولكن الحركة الاسلامية السودانية منذ ولادتها اختارت مبدأ الفاصل الزمني وأن تجدد الولاية في كل فترة ولذلك رأينا تداول السلطة في التيار الاسلامي من علي طالب الله إلى بابكر كرار إلى محمد خير عبد القادر إلى الرشيد الطاهر ثم إلى حسن الترابي ثم وقف ذاك الاختيار إلى يومنا هذا . واذا كان الاربعة الأوائل من منتصف الاربعينات وإنتهاء بمنتصف الخمسينات هم أربعة رموز قادوا الحركة الاسلامية حوالى أربعة عشر عاماً فإننا نجد أن ولاية الترابي امتدت من عام 1965م إلى يومنا هذا أي حوالى 40 عاماً أي مدة تماثل أربعة اضعاف دورات الأربعة الآخرين الذين سبقوه .. ولذلك فلقد تملكتنا الدهشة حينما تقدم البعض باقتراح بأن تكون ولاية الترابي لمدة فترتين متتاليتين ثم يأتي آخر فإذا بهذا الاقتراح يسقط . ونحن نسأل هل معنى هذا أن الحركة الاسلامية الشعبية تريد أن يكون أميرها مدى الحياة وأنها تريد الرجوع إلى المنهج القديم بأن إمام الجماعة المسلمة يظل هكذا أبد الآبدين مثله كمثل أئمة الشيعة المعصومين أم أننا نحتاج إلى خيار جديد وإلى رؤية متجددة وإلى إجتهاد علمي وفقهي وعصري لأن هذا أيضاً سينتقل بنا إلى رئاسة الدولة فهل يظل الرئيس مدى الحياة وعلى أي اجتهاد وكيف يتم تداول السلطة.. ولقد إندهشنا حينما قال الترابي ان ولايته غير مشروعة وأنه يريد تفويضاً فهل يعتبر هذا تفويضاً وهل يعتبر هذا بمثابة قطع للطريق أمام المؤتمر العام ليقول كلاماً مفصلاً في هذه القضية .. ما يهم فإن هذه قضية خلافية وهي قضية كبيرة ولكن فقط نريد أن نسلط الضوء على العقلية الموجودة وهي أنها ترى أن امير الجماعة يظل في منصبه بقية عمره .. ولعل هذه الجماعة هي التي إستحدثت فكرة الصلاة خلف الامام في ود الترابي .. علماً بأن في ود الترابي هناك صلاة عيد أخرى وهنالك خلافة أخرى وأن هذه الخلافة هي خلافة معروفة يحترمها أهالي ود الترابي ولكن إخواننا في المؤتمر الشعبي لم يرضوا بقسمة الحركة الاسلامية على مستوى البلد وإنما كذلك ذهبوا ليقسموا حركة اسلامية أخرى على مستوى المجتمع حينما إبتدعوا هذه الصلاة وسط أهالي ود الترابي بدلاً من أن يتوحدوا كلهم حول الخليفة الموجود وحول الأسرة الموجودة وبذلك أصبح لأول مرة في عهد الدكتور حسن الترابي هناك صلاتان للعيد في تلك القرية الوادعة على النيل الازرق المسماة بود الترابي. ثم ان هذه طائفية لا مكان لها في إعراب الحركة الاسلامية وتمثل رؤية ضيقة في حصر الأمر والسلطة في البيت الواحد كأنما الذين إرتبطوا بالحركة الاسلامية التي يمثلها المؤتمر الشعبي بدلوا إرتباطهم من إرتباط مبدأ ومنهج وفكرة إلى إرتباط (أمير) و (شخص) وهذا أمر عميق في المجتمعات الاسلامية التقليدية جاءت الحركة الاسلامية لتصححه ... فمن قبل بدأ الإعتزال بفكرة ولكنه إنتهى بطائفة فاصبح هنالك أتباع واصل بن عطاء ثم تطور في الفقه الأشعري فاصبح هنالك الاشاعرة اصحاب ابو الحسن الأشعري ثم تطور عند البعض فأصبحوا اصحاب (الماتريدي) وهكذا . ونخشى أن يتطور ذلك في زماننا هذا بتحول فكرة الحركة الاسلامية عند أحبابنا في المؤتمر الشعبي إلى أصحاب حسن الترابي وحوارييه ويمضي بنا الزمان أكثر ويمد الله في عمر الدكتور الترابي وحتى إن قبض يصبح له (مزار) و (قبة) (وبركة) في ذلك الحي الراقي (المنشية).

    فهل يرينا الزمان إختزال الفكرة إلى حركة أصحاب أم انها الحركة الاسلامية حركة الأنداد وحركة المصادمة والمدافعة الفكرية والشورية والحركة التي يناط بها تجديد الفكر الاسلامي والمجتمع الاسلامي وما يهم بعد ذلك فانها قضية جدلية كبيرة ولكنها تستحق بعض النقاش من أحبابنا منتسبي المؤتمر الشعبي.

    ولعلنا بعد ذلك نتجه إلى القضية الثانية التي نناقش فيها تلك العبارة الرقيقة التي وردت في حيثيات الشورى في أن يحتكم المسلمون إلى شريعتهم ويحتكم غير المسلمين إلى شرائعهم على مستوى فضاء السودان الكلي حيث وردت هنا باطلاق وعمومية مخلة اثبت النقاش أن المقصود منها أنه يمكن أن تفتح الخمارات وتفتح بيوت الدعارة والمراقص وأن يكون هناك مجتمع متعدد الشرائع كما هو متعدد الثقافات والاتجاهات وأن تنحصر حاكمية الشريعة في وسط المجتمع المسلم في إطار البلديات وفي إطار المجالس المحلية والشعبية .. ومع ان هذه مسألة إستفزت الكثيرين من منسوبي المؤتمر الشعبي الا أننا نريد أن نناقشها هنا مناقشة موضوعية وأخوية . فقرار بهذا الحجم هل يمكن أن يأتي وفق عبارات حمالة أوجه كأنما يراد لهذه المسألة أن تمر دون نقاش وان لا ينتبه إليها الشيوخ .. وفعلاً لولا (الأخت الكريمة) التي نبهت إلى ما تنطوي عليه هذه العبارة لما انتبه اليها أحد ولمرت مرور الكرام .. إذاً كيف لنا أن نسمي هذه الصورة في تمرير القرارات ؟!

    أليست هي من قبيل العبث بالعقول والضحك على الذقون . وهل في ذلك احترام لعضوية المؤتمر الشعبي أن تأتي الاشياء مغلفة وأن لا تسمى الاشياء باسمها الصحيح.. ولماذا لم تأت المسألة واضحة بالاعتراف مثلاً بأننا كنا في المرحلة السابقة ننتهج خطاً خاطئاً وأنه من الافضل أن نعطي غير المسلمين حقوقهم وأن نجعلهم يفتحون خماراتهم ومراقصهم وأنديتهم فلماذا جاءت كعبارة حمالة أوجه هكذا حتى تحرج الكثيرين كما اتضح في مداخلة أحد الشيوخ الذين نحترمهم ولكنه للأسف الشديد ذكرها بطريقة عجيبة إذ قال ماذا نقول إذا وصل الأمر إلى الصحف وكأنما يعتقد ان جوهر المسألة هي مسألة معرفة الصحف والزوبعة التي ستأتي عقب ذلك وليست المسألة مسألة مبدأ ومنهج وإجتهاد أو كما تبرأ شيخ آخر نحترمه ونجله أيضاً عندما صرح للزميلة (الوان) ان حديث الترابي لا يعبر عن المؤتمر الشعبي . وما يهم اذا كان الأمر أمر (دين) فلماذا لا يوضع بصورة واضحة وجدية ولماذا نحاول أن نقلل من حجم هذه القضية حتى لا ينتبه الناس إليها هذا من ناحية .

    ومن ناحية أخرى فإن الحركة الاسلامية كان مدخلها على قضية الحكم والسلطة (قضية الشريعة) وقضية تطبيق الحدود فإذا اتضح للدكتور الترابي في عام 2004م أن كل تاريخه السياسي الذي بدأه منذ العام 1967م حينما سأله فيليب عباس غبوش في الجمعية التأسيسية هل يجوز أن يكون رئيس الدولة غير مسلم فأجاب (لا يجوز).. فاذا كان الآن قد تراجع عن ذلك إلى الحد الذي أباح فيه فتح الخمارات ورئاسة غير المسلم فهل يمكن أن يأتي هذا بدون نقاش وبدون اطروحات فكرية.. ثم إننا نسأل أعضاء المؤتمر الشعبي هل كل ما يقوله الترابي اليوم يجوز .. هل اذا قال لهم غداً حتى الحدود يمكن أن توقف وأن لا تكون هناك حدود وأن تعطل الشريعة هل يقبلون ذلك ؟!

    ففي فتواه الاخيرة فقط تحدث عن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتقر اليهود ولم يعاملهم معاملة غير كريمة وكان هذا في دستور المدينة المنورة.. ولكن دستور المدينة كان في بداية حركة الدعوة الاسلامية ولكن بعد ذلك حارب النبي صلى الله عليه وسلم اليهود واجلاهم عن جزيرة العرب وقال (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان). ولكن نحن هنا لا نريد أن نحدد ما هي رؤية الثقافة الاسلامية والحركة الاسلامية لقضية المجتمع متعدد الثقافات ومتعدد الاتجاهات والديانات.. ولكن نقول ان أمر قضية بهذا الحجم لا يمكن أن تطرح هكذا إذا كان المؤتمر الشعبي يتمتع بالجدية ويحترم عقول منتسبيه وإن كان الأمر فعلاً أمر (دين) كان يجب أن تناقش هذه القضية بصورة أصولية موضوعية واجتهادية وأن تقدم فيها اطروحات روحية وفكرية حتى تصبح هذه الاطروحات هادية للمجتمع الاسلامي والعالم الاسلامي.. أما أن تساق المسألة سوقاً سياسياً كأننا نخاف من الامريكان أو نخاف من جون قرنق أو الحرج السياسي لأن الترابي يريد أن يصل إلى تسوية مع الحركة الشعبية فلا يمكن أن تكون الامور بهذه الصورة.

    أما الأمر الثالث المضحك فهو الذي إبتدره المسئول المالي في المؤتمر الشعبي الذي ذكر أن أموال الحزب وتبرعاته ستكون سرية وكأنه يتحدث عن جمعية سرية ولا يتكلم عن حركة سياسية وحزب سياسي ولا يتحدث عن مبدأ الشفافية ويضرب مثالاً عجيباً بأن هناك شخصاً قد تبرع بمائة مليون جنيه وأن اسم هذا الشخص إن عرفته السلطة ستلاحقه بالضرائب .. هل فقط لهذه المسألة الثانوية نترك أمراً جوهرياً وصميمياً وهو معرفة مصادر التمويل لحركة المؤتمر الشعبي . ولماذا لا يحترق هذا الشخص ويجعل المبدأ يسير طالما أن أنصار الشعبي يعتبرون أن هذه الحكومة قد انتهت وما هي الا شهور واسابيع حتى يطل فجرهم .. لماذا لا يضربون المثل في الشفافية ويقدمون حساباتهم إلى العضوية ويتحملون الاذى في سبيل المبدأ وهل يمكن الفصل بين الشفافية السياسية والشفافية المادية ؟ .. وهل يمكن الفصل بين الشفافية الاجتماعية والشفافية الاقتصادية ومن قال لهم ان الحكومة لا تعرف الشخص الذي دفع مبلغ المائة مليون ونحن نتكلم عن حركة إسلامية أفرادها قد كشف بعضهم بعضاً وعرف بعضهم بعضاً وخبر بعضهم بعضاً لعشرات السنين فلذلك فانهم يعرفون مصادر تمويل بعضهم البعض .. ولكن هذا كلام للضحك على العقول وهو تجاهل لأعضاء مجلس الشورى لأنهم يريدون مجلس الشورى مجرد وعاء لاخراج القرارات والبصم عليها .. مجلس بدون فاعلية ومجلس لا يمتلك سلطة المحاسبة.. أما من دفع المائة مليون فكاتب هذه السطور يستطيع أن يحدده الآن وغيره كثيرون كما يمكنه أن يحدد من يدفع للمؤتمر الشعبي . ولكن ليست هي القضية بل ان القضية أن تكون هناك شفافية سياسية وشفافية في الاجتهاد وشفافية في مناقشة القضايا.

    ثم ان من المضحكات مناقشة أمر دارفور الذي تم بصورة دراماتيكية وهزلية وبلغت الدراما حدتها حينما وقف أحدهم على المنبر وأخذ يبكي كأننا في مأتم وليس في منبر سياسي .. وما مغزى البكاء والمسلمون يناقشون أمر الحروب والعالم الاسلامي كله حروب وكله مآس والمكان للفكر والمنطق والتخريج السياسي والروحي وإجتماع الشورى ليس مجلس عزاء اللهم إلا إذا كان يراد التأثير على العواطف هو المدخل للتأثير على العقول في حين أننا نعرف أن السياسة لا تتأثر بالعواطف .. ومع ذلك فإن طرح قضية دارفور كان فيها مراهنة كبيرة من القيادة ولم يكن فيها وضوح رؤية ولم تناقش فيها القضية الاساسية في أين المؤتمر الشعبي من ما يحدث في دارفور. وما هي رؤيته في الخروج من المأزق وهل المؤتمر الشعبي يريد تدويل قضايا السودان وقضية دارفور .. وهل المؤتمر الشعبي يريد أن يسقط الحكومة بأية طريقة .. هذه هي القضايا التي كان يجب أن تناقش وتوضح .. ولكن نحن نعرف أن منهج المؤتمر الشعبي الآن هو منهج إشعال الحرائق لأنه يعتقد أن الحكومة كرجل الاطفاء ما ان تتجه لاطفاء حريق حتى يشتعل حريق آخر الى أن تفتر وتتعب ويصيبها الملل والوهن ولكن هذا ليس هو حال حكومة الانقاذ .. فحكومة الانقاذ صحيح انها تواجه بحرائق وتواجه بمؤامرات ولكنها تستعين بالله أولاً وتستعين بجماهير الشعب وتستعين بما لديها من قوة وبعد ذلك فهبها كانت القاضية فإنها لا تحني لها رأساً.

    وما يهم أن جرد الحساب في كل هذه القضايا يوضح أن المؤتمر الشعبي أصبح مجرد حركة سياسية هلامية ربما كانت أفضل منها الحركات الوطنية التي كانت تهتف ضد الزعيم بالنهار ثم تباركه بالليل . وهي تتآمر وليس للمواثيق أو للقيم أو للعهود أو حتى لقيم الدين نفسها أية قيمة . ولذلك فهذا المؤتمر إذا كان قد نجح على المستوى التنظيمي وعلى مستوى الاحتشاد فهذا نجاح ضئيل إذا قيس بسقوطه على المستوى الروحي والفكري .. والدلالة على سقوطه واضحة في انتخابات الطلاب في الجامعات الذين عرفوا بميلهم إلى المعارضة والانتقاد والذين أصبحوا ينأون بأنفسهم عن خطوط (الشعبي).

    إذاً على المؤتمر الشعبي أن يعيد النظر خصوصاً ونحن عقدنا العزم على أن ندخل في حوار معهم حتى مع الخمسة الكبار الذين جاء بهم الترابي بدون أعباء حتى لا ينفضوا من حوله . فاذا كان أصلاً لهؤلاء الكبار قدرات لكان يمكن أن تكون لهم وظائف وحقائب ولكنها مجرد مجاملات .. وحينما كانت كل السلطة في يده أين كان وضع هؤلاء .. بل ان واحداً منهم وهو من الكرام الذين نحبهم فقد حتى الادارة المالية التي كانت تدر له المال لجمعيته الخيرية ولم يراع فيه إلا ولا ذمة ولكن مع ذلك هاهي الصورة المحزنة في بلد تنسج حوله الجرائم وفي بلد يقف على مفترق الطرق نجد أن المؤتمر الشعبي يخرج علينا باجتهادات بائسة وضعيفة ولا تكون في مستوى التحدي ونرجو مع ذلك أنه في المؤتمر العام الذي حدد له شهر اكتوبر أن يكون هناك تداول وأن تكون هناك رؤية أصولية لهذه القضايا والا فاننا سنشهد مزيداً من الانزلاقات ومزيداً من الانقسامات في المؤتمر الشعبي ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    [email protected]
    تصميم قسم الانترنت
    ©جميع الحقوق محفوظة لموقع صحيفة الرأي العام 2004
    Copyright © 2004 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved








                  

03-15-2004, 12:20 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة ...الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    نائب الترابي ينفي تسريبه وثيقة عن مسؤولين سودانيين متهمين بـ«الإرهاب» للكونغرس الأميركي

    نفى الدكتور علي الحاج نائب الامين العام للمؤتمر الشعبي السوداني امس وجود علاقة بينه وبين وثيقة مسربة عضوين في حكومة الخرطوم متهمين في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك للكونغرس الاميركي.
    وهاجم نائب الترابي في حديث لقناة فضائية اريترية امس المسؤولين السودانيين الذين وردت اسماؤهم في قائمة الكونغرس الاميركي بالتورط في محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري. وقال «ان الامر لا ينتهي عند محطة الكونغرس فقط بل سيدخل في اروقة مجلس الأمن، وان هذه الجهات لا تنوي التسامح». واضاف ان الذين تورطوا في تلك المحاولة يفاوضون الحركة الشعبية في قضية الجنوب اليوم في المفاوضات الجارية حاليا في نيفاشا.
    ودعا علي الحاج الى تفكيك اجهزة الامن السودانية كشرط لتحقيق السلام في السودان، وقال «لا يمكن فتح حوار في غياب الديمقراطية والتعددية ما دامت السلطة محتكرة من قبل جماعة محددة، وان نظام الخرطوم يبحث عن السلام في الجنوب ويحرم بقية اجزاء السودان منه».
    ومن جهة اخرى عقد الرئيس الاريتري اسياس افورقي امس جلسة محادثات مع المبعوث الخاص للامم المتحدة السفير محمد سحنون الذي يزور اسمرة حاليا لاجراء مشاورات حول دور المنظمة الدولية في عملية السلام في السودان، كما قدم سحنون توضيحا للرئيس الاريتري حول برامج الامم المتحدة في عملية السلام.
    واوضح افورقي خلال اللقاء ان بلاده باعتبارها مجاورة للسودان وعضوا في منظمة «الايقاد»، ظلت تبذل جهودا لتحقيق السلام والاستقرار في السودان وايدت اتفاقية نيفاشا وما زالت تعمل على انجاحها.


                  

03-23-2004, 09:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة ...الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)






    علي اسماعيل العتباني

    Email: [email protected]

    من التوالي السياسي إلى منظومة موالاة أفورقي والتجمع

    جدية الترابي تجاه الديمقراطية فضحتها مصطلحاته العجيبة والغامضة التي ألهى بها الناس

    ... من النكات التي تحكى.. أنه عندما تم اعتقال رؤساء الأحزاب مع الدكتور حسن الترابي إبان فاتحة الحقبة الإنقاذية كان الدكتور الترابي يصلي بتلك المجموعة وكان يصلي خلفه السيدان الميرغني والمهدي وغيرهما من رموز الأحزاب الديناصورية القديمة.. ولاحظ الناس أن الدكتور حسن الترابي كان دائماً ما يرفع يديه بعد الصلاة داعياً الله وكان يؤمِّن على ذلك السيد محمد عثمان الميرغني فإذا بعمنا وأستاذنا السيد أحمد عبدالرحمن (شفاه الله ورده الى أهله وأبناء وطنه بالعافية موفور الصحة).. يلتفت الى الميرغني ويقول له إن الترابي يدعو الى تأمين رجاله وتمكين مشروعه فعلى ماذا تؤمِّن أنت؟!!.. ومنذ ذلك اليوم انقطع الميرغني عن الصلاة خلف الترابي.. ولكن يبدو أن (شطارة) الترابي جاءت به مرة أخرى ليصلي خلفه في دارفور.. ذلك بعد إدخال (حركة تحرير السودان) والمقاتلين المتمردين في دارفور الى حظيرة التجمع الذي بات يرأسه علناً وشكلاً السيد محمد عثمان الميرغني ولكن الآن أصبح يديره جزئياً ومن خلال أكثر مفاصله فعالية الدكتور حسن الترابي.

    ومهما يكن فقد استمتعنا في الأسبوع الماضي بالاستماع الى ما بثته الفضائية الأريترية من حلقتي النقاش مع الدكتور علي الحاج.. كما استمتعنا بالإطلاع على الحوار الذي أجرته (البيان) الإماراتية مع الدكتور حسن الترابي. ولقد تابعنا هاتين النافذتين لأنهما مثلتا نقلة كبيرة انطوت على أن الدكتور حسن الترابي من موقعه المرجعي والتوجيهي والتنفيذي في ولادة وتشكيل وإدارة مشروع الإنقاذ الذي أفسد العلاقات مع دول الجوار والذي مهد لعدم الاستقرار في المنطقة بتقلباته السياسية والحركية حيث صرح يوماً لأجهزة إعلام الإنقاذ بأن أكبر غلطة ارتكبتها الأحزاب هي إخلاء الساحة الداخلية ولجوئها الى الخارج مما مكنهم من ملء الأوعية الإدارية والمجتمعية والاقتصادية والتمدد في الساحة بدون مقاومة سياسية في الداخل.

    فهاهو الدكتور الترابي الآن يقفز على أكتاف التجمع ثم يسعى للتحالف مع ركيزة اسرائيل في المنطقة الرئيس أفورقي الحليف الأكبر لاسرائيل والعدو الأكبر للحركات الإسلامية في المنطقة.. ولعل من المفارقات أن الدكتور الترابي يستطيع وبكل سهولة أن يعبر من عقيدة التوالي السياسي التي شغل بها الناس وهو المصطلح الذي لم يكن له معنى ولم يكن له تفسير محدد وقاطع بأية لغة قانونية الى عقيدة الموالاة السياسية لأسياس أفورقي الخصم العنيد لدكتور الترابي منذ بدايات الإنقاذ.

    وهذا يقودنا مباشرة الى قضية الدستور الذي تحدث عنها (الرجلان) الترابي وعلي الحاج وقولهما إن مفارقتهما للنظام جاءت نتيجة لعدم احترام النظام للدستور.

    ونسألهما بادئ ذي بدء هل هما احترما الدستور وهل احترما دستور الفترة الانتقالية وماذا فعلا بذاك الدستور.. ويمكننا أن نرجع الى الدستور ونتساءل عن كيف تم الاستفتاء على الدستور وهل هما مقتنعان بتلك الطريقة التي تم بها إجراء الاستفتاء على الدستور التي كانت مهزلة في التاريخ السوداني أدارها الترابي وساعده فيها علي الحاج وآخرون. ذلك الدستور الذي كان يحشى بالأوراق أينما توقف به الطريق والذي فاز بنسبة غير صحيحة لأن الترابي كان يتابع التقارير الأمنية التي تحدثت أن هناك ما يشبه المقاطعة لذاك الدستور.. الشئ الذي يجعلنا نتساءل هل ذاك الدستوركان هو الذي خرج من اللجنة القومية لإعداد الدستور التي كان يرأسها مولانا خلف الله الرشيد.. فليسأل الناس الأستاذ خلف الله الرشيد.. ولكن المعلوم أن مسودة الدستور عندما كتبت وأجازتها اللجنة القومية أخذها الدكتور حسن الترابي وذهب بها الى واد مدني الى منزل (الوالي) هناك وعكف أياماً وجدد صياغتها وأدخل تلك المصطلحات العجيبة كالتوالي السياسي التي رفضتها اللجنة.. فلو كان الترابي جاداً في (الديمقراطية).. وجاداً في التعاطي مع التعددية.. فلماذا جاء وقتها بتلك المصطلحات العجيبة والغامضة التي لم تكن لها مرجعية إلا في رأسه والتي لم يعرفها الفقه السياسي.. ثم يمكننا الآن أن نتساءل من هو الذي لم يحترم الدستور والذي قبل أن يجف مداده إذا بالترابي يتحدث عن التعديلات الدستورية وعن استحداث منصب رئيس الوزراء ونزع صلاحيات رئيس الجمهورية التي أعطاها له الدستور وعن تعديلات سياسية مستنبطة أخرى من بنية الدستور. فلماذا كانت العجلة في إدخال تعديلات على دستور أُجيز في نفس العام وهل سمع الناس بدستور يجاز في نفس العام ثم تجرى عليه تعديلات أساسية.. لكن الناس حول الترابي وقتها كلهم كانوا يعلمون لماذا يسعى الترابي لاستحداث منصب رئيس للوزراء وكانوا يعلمون أن صراعه كله كان على المنصب الأول الذي يمكنه من تحريك كل الملفات ولأنه كان يعتقد بأنه ببنائه للمؤتمر الوطني وبإجازته لدستوره والتعديلات التي كان يسعى لإدخالها عليه يستطيع أن يعزل رئيس الجمهورية عن منصبه ثم يقود بعد ذلك انتخابات (مزورة) وكالحة كانتخابات الدستور وطريقة الاستفتاء عليه لتأتي به وبمؤسسية مطبوخة ومصنوعة رئيساً للجمهورية.. ولكن قطع الذين من حوله وهم الأنداد والتلاميذ والأتباع الطريق أمام مشروع الترابي.. نعم صحيح قطعته المجموعة الحاكمة الآن ولكن السؤال لماذا قطعت الطريق أمامه؟..

    لعل الأسباب تنطوي على موضوعية ومنطقية إذا نظرنا إليها من باب المسؤولية تجاه السودان وتجاه مصيره ومستقبله.. ومن بعد ذلك يمكن للناس أن يستقرئوا منهج أهل الإنقاذ من تلك الفاصلة التاريخية التي يعبر عنها بالمفاصلة ويؤرخ لها بالرابع من رمضان. أليست الإنقاذ ومنذ تلك الفاصلة هي التي فتحت أبواب الحوار مع الآخر وظلت تنادي وتؤمن لساحة العمل السياسي والحريات وبدأت في مفاوضات عسيرة مع الحركة الشعبية للوصول الى وقف إطلاق نار شامل في جنوب السودان ووقف الحرائق والعمل بجدية لترسيخ السلام في السودان.

    والدكتور حسن الترابي فقد صلته بالإنقاذ يوم عجز أن يوجه (البيان الأول) بينما الذي وجَّه البيان الأول هو الذي حمل رأسه على كتفه وهو الرئيس عمر البشير.. ولو لا قدر الله فشلت الإنقاذ حينها لذهب الرئيس عمر البشير الى المشنقة ولعاد الترابي الى بيته.. ولذلك لم يذهب الترابي الى السجن لأنه فقط أراد أن يؤمن نجاح الانقلاب ولكنه أراد في الأساس أن يؤمن نجاة نفسه.. ولو كان يريد تحمل المسؤولية (والرائد لا يكذب أهله) ويريد المصارحة والمكاشفة والشفافية تجاه الشعب السوداني لذهب بنفسه وأذاع البيان الأول وتحمَّل المسؤولية سواء كانت ربحاً أو خسارة. ولكنه أن يحمل غيره المسؤولية لينعم هو بثمرات الحصاد ولم يشق بدفع الضريبة ولم يشق بالمطلوبات فإن ذلك يعد ضرباً من الميكافيلية السياسية التي لا تتفق مع خلق الإسلام ولم نجده في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.. إذ لم يكن النبي صلوات الله وسلامه عليه يتستر بالرجال أو غيرهم.

    ثم إن التمويه بالنسبة لهذه القضية لم يكن فقط على الشعب السوداني ولكن حتى على الحركة الإسلامية التي ضربها التمويه أيضاً.. لأنها حينما حلت بعد شهور من البيان الأول قام بحل الحركة الإسلامية الدكتور حسن الترابي بنفسه ولم يجمع مجلس شورى الحركة الإسلامية وإنما جزأه الى ثلاثة أجزاء وكل جزء جعله يجتمع بمعزل عن الجزء الآخر ليستصدر منه قراراً بحل الحركة وقراراً بإقامة حركة انتقائية بديلة وكان العذر وكانت الحجة غريبة ومضحكة وهي أن الأسباب الأمنية لا تمكن من الاجتماع وذلك بعد نجاح حركة الإنقاذ والنظام في عز التمكين حيث أصبحت الحركة الإسلامية هي المهيمنة على مقاليد الأمور وبعد شهور من نجاح الحركة يكون مضحكاً جداً أن لايستطيع مجلس شورى الحركة الإسلامية أن يجتمع لأنه إن اجتمع بكامل عضويته يسبب ذلك مشاكل أمنية ويسبب حرجاً.. ولكن كان من الواضح أن القضية لم تكن تتعلق بالحرج أو المشاكل الأمنية بدليل أن هناك العديد من الأعضاء حدد لهم مكان وزمان الاجتماع في أماكن بعيدة ذهبوا إليها ولم يجدوا اجتماعاً. ولذلك نقول إن الدكتور حسن الترابي كان يريد أن يكون عقل الحركة الإسلامية مجزأ وأن لا يجتمع هذا العقل وأن لا يكون هناك صوت إسلامي موحد وأن لا يكون هناك مركز قوة ولذلك لجأ الى استصدار قرار حل الحركة الإسلامية بالقطاعي.. وأعضاء مجلس شورى الحركة الإسلامية في 1989 كلهم شهود على تلك المسرحية. إذاً، من الذي عبث بالمواثيق ومن الذي عبث بالحركة الإسلامية ومن الذي انتهك العهود؟؟؟

    ونعود للمسألة الثانية وهي مسألة الشفافية ومحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك من قبل أفراد غير سودانيين وغير منتمين الى الحركة الإسلامية السودانية. ورغم أن هذه القضية قضية حساسة إلا أننا نسأل الدكتور حسن الترابي والدكتور علي الحاج لماذا أخذا يلوحان بهذه القضية بعد أن تم اقصاؤهما.. ولماذا أخذا يلوحان بهذه القضية بعد أن تم فصلهما.. ولماذا لم يثيراها أيام عزهما يوم أن كان الترابي رئيساً للمجلس الوطني وأميناً للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني. وكان علي الحاج يمسك بين يديه دفة الحكم الفيدرالي وكان يمسك بين يديه عدة مفاصل للملف الأمني وملف السلام وبعض ملفات العلاقات الخارجية.. لماذا انتظرا بعد أن أصبح علي الحاج لاجئاً في ألمانيا وبعد أن ازدادت مرارات الترابي وأخذت تسيطر عليه عقدة (عليَّ وعلى أعدائي) وأخذ يسعى بالسبل كافة لهدم المعبد بمن فيه. لماذا الآن وليس الأمس؟ ونسأل الدكتور علي الحاج أين الشفافية التي يتكلم عنها في أموال طريق الإنقاذ الغربي.. وهو الذي كان يدخل ويخرج وحقيبته مملوءة بملايين الدولارات للمفاوضات في فرانكفورت والمفاوضات في عنتيبي ونيروبي وأبوجا هل يملك رصيداً بتلك الأموال وكم هي؟ ولمن ذهبت؟ ومن أين خرجت؟.. ثم إن علي الحاج الذي يتكلم أن الرئيس البشير لم يقابل الترابي إلا بعد حادثة الرئيس حسني مبارك فهذه تعني ثالثة الأثافي؟.. ونسأله هل كان يعتقد حقيقة أن الدكتور الترابي كان مجرد بيدق في النظام وهل الترابي بهذه التضحية؟.. ثم هل كان هو نفسه مجرد جندي مشاة ولم يكن في النواة الداخلية الصلبة التي تتدبر القرارات وتخرجها؟.. وكيف يرضى الدكتور علي الحاج لنفسه أن يكون مجرد بيدق وجندي مشاة إذا كانت الأمور تدار بتلك الطريقة؟.. وأنه لم يكن يعلم شيئاً.. وهو الذي اجتمع مع لام أكول في فرانكفورت ومن حقيبته خرج مشروع تقرير المصير.. وهو الذي كان وراء طريق الإنقاذ الغربي والحكم الإقليمي أو الفيدرالي كما يقول؟.. فإذا كان الدكتور علي الحاج يقف وراء كل هذه الملفات الخطيرة فكيف يكون مجرد جندي مشاة في النظام؟.. وكيف يكون آخر من يعلم؟ ونسأل الدكتور علي الحاج حينما يتحدث عن العهود أين عهده تجاه الحركة الإسلامية التي حُلَّت؟.. وأين عهده تجاه الشعب السوداني؟.. وأين عهده أمام الجمعية التأسيسية المقبورة وهو الذي أقسم بكتاب الله وغيره من النواب على حماية الدستور والشرعية؟ فعلى الأقل فإن الرئيس عمر البشير لم يكن معه في ذلك العهد ولم يكن عضواً في الجمعية التأسيسية؟ فأين كانوا هم؟.. ثم الآن ما موقفهم تجاه رئيس الجمهورية الشرعي؟ .. وهل يمكن أن نقبل في فواتح القرن الحادي والعشرين بأن تكون هناك دولة داخل دولة؟ الدولة المعهودة والمعروفة التي يرأسها الفريق البشير ودولة أخرى داخل دولة يديرها الترابي وعلي الحاج كما كانا يخططان.. من يقبل بذلك؟

    والآن نسألهما في سعيهما للتحالف مع الرئيس أفورقي في ظروف مصيرية صعبة والسودان يواجه قضايا صعبة وأسئلة مصيرية تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار وتتعلق بتطلعات الشعب السوداني وتوقه للتعددية السياسية ومناخ الحرية.. فهل يسعيان للتحالف مع نظام الرئيس أفورقي من مركز قوة؟ وماهي مكونات القوة في موقف الترابي وعلي الحاج تجاه الرئيس أفورقي؟ ما نظنه أنهم سيكونون بيادق وجنود مشاة في دفة النظام الدولي.. لأن الرئيس أفورقي نفسه هو مجرد حليف لاسرائيل وحليف للعقل الصهيوني في هذه الظروف المصيرية الصعبة.

    ولكن كذلك يبقى مثل هذا التحالف قصير النظر لأنه تحالف ضد السودان كجسر للثقافة العربية والإسلامية.. وتحالف ضد الحركة الإسلامية السودانية.. وتحالف ضد الإطار الموضوعي الذي تبنى فيه دولة السودان البلد والحدود والديمرغرافيا.. ولمصلحة من يتم تدمير التجارة على طريق الخرطوم بورتسودان؟ ولمصلحة من يتم حرق شرق السودان بعد أن أسهموا بالقدر المعلى في حريق غرب السودان؟!.. وهل أصبحت عقدة (عليَّ وعلى أعدائي) حقيقة شاخصة ومستحكمة بهذه الصورة؟.. حتى يريد علي الحاج الموجود في ألمانيا أن يحرق شرق وغرب السودان وكذلك يفعل الترابي مع التجمع الديمقراطي المعارض فقط لتقويض نظام الإنقاذ. ولذلك يبيحون لأنفسهم التحالف مع الشيطان نفسه ويعتبرونه جائزاً في هذا السبيل.

    ولعلنا نعجب ونسأل إذا كانوا يضحكون على عقول أهلهم وذويهم وعقول المتحالفين معهم بقضية تحالف النبي صلى الله عليه وسلم مع النجاشي.. فالنبي عليه صلوات الله تحالف مع النجاشي لأن النجاشي آمن به أولاً.. ولأن النجاشي كان سجله قائماً على العدالة (رجل لا يظلم عنده أحد) فهل رؤية الترابي وعلي الحاج أن أسياس أفورقي (رجل لايظلم عنده أحد).. وأين سجله في حقوق الإنسان وعلى الأقل نحن هنا في السودان نجد الترابي يتمتع بالحرية.. وهو الشخص الذي اصطنع مصطلح التوالي السياسي لينقض على العملية الديمقراطية بينما الحكومة قفزت من شرك (التوالي) الى التعددية السياسية ووسعت إطار الحريات.. ولكن الترابي الآن يسعى للتحالف مع أكبر ديكتاتور في المنطقة الذي قضى على الأخضر واليابس في بلاده والذي أشعل الحرب مع إثيوبيا والذي دمر الشعب السوداني والذي احتل الجزر اليمنية ويسعى لتدمير التجارة في كل منطقة القرن الإفريقي والذي دمر حركة الثقافة العربية والإسلامية في أريتريا والذي صفى الاستثمارات العربية في أريتريا.. فما هي مقومات مثل هذا التحالف؟.. ثم إن المؤتمر الشعبي الآن يعمل فلماذا لايعود علي الحاج نفسه الى البلاد سواء دخل السجن أو خرج منه طالما أن هنالك حريات وطالما أن هنالك سلاماً يجري الإعداد لترسيخ حقيقته وترتيباته.. وطالما أن السلام سيغير هياكل السلطة وسيغير بنية البلد.. فلماذا يريدون إقامة هذا الحريق؟

    ونسأل الآن ما يفعله الترابي وعلي الحاج اللذان يدعيان الآن أنهما لا يباليان عن فتح الخمارات والمراقص وإعادة الربا والمناداة بتعددية الشرائع والتحالف مع الشيوعيين كما قال الترابي إن صلاته مع الحزب الشيوعي مستمرة ومع قيادة الحزب الشيوعي كذلك فإذا كان كل ذلك يتم فأين قيم الحركة الإسلامية القديمة التي كان يدعو إليها الدكتور حسن الترابي.. وما الذي يدعو مفكر سياسي وإسلامي أن يدهش المراقبين بين كل فاصلة زمنية وأخرى وأن يغير من سلوكه السياسي وأن يناقض ما كان يقوله ويغير في التكتيك وينقلب على القيم التي قامت عليها الحركة الإسلامية والمواثيق التي قامت عليها الحركة السياسية والمبادئ التي تربى عليها الإسلاميون الحركيون وهذا يدعونا للسؤال: ماذا تبقى من الترابي وماذا تبقى من علي الحاج وماذا تبقى من الحركة الإسلامية التي نذروا أنفسهم وعاهدوها على العمل بإخلاص لتنزيل رؤيتها الشاملة في عمارة كل مفردات الدنيا وطلب رضوان الله في الدنيا والآخرة.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de