انطباعات عائد للسودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 05:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2004, 02:30 AM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انطباعات عائد للسودان


    انطباعات عن زيارة السودان
    الساعة السادسة و النصف حطت طائرة الخطوط الاماراتية على مطار الخرطوم، درجة الحرارة 38 درجة مئوية و هي بالنسبة للثاني من مارس للعام الفين و اربعة مرتفعة نوعا ما، مرت مدة طويلة منذ ان رأيت الخرطوم آخر مرة و بالتحديد لم ارها منذ بداية سبتمبر 1989.
    لم اتوقع اشياء ايجابية كثيرة و أتيت الى وطني مليء بالهواجس و التوقعات. لفتت نظري صالة الوصول بحالتها المزرية و عدم الترتيب الذي لا يدل على الفقر قدر ما يدل على غياب التصور و غياب الاحساس بالجمال، فالباب مهمل للغاية و اصلاحه قد لا يكلف بضعة دولارات كما ان البساط الاحمر الذي يفترض ان يكون احمديا و يساهم في استقبالك كزائر لهذا البلد ملقى بغير اكتراث على مشارف الباب.
    قادما من دبي و مطارها الفخم و الصغير نسبيا في نفس الوقت بالنسبة لتوقعاتي عنه، فاجأتني كمية الكاميرات الكثيرة في صالة الوصول السودانية، و تسائلت لمن هذه الكاميرات و لماذا هذا الصرف البذخي في مثل هذه التجهيزات في مطار تكون صالة الوصول فيه دائما فارغة و عددتها ففاقت الـ12 كاميرا موزعة بصورة غير محترفة على الصالة حتى بالنسبة لي و انا غير خبير لكن بنظرة عابرة تجد عدم الدقة في تركيبها و ووجودها الواحدة خلف الاخرى.
    أيضا راعني وجود لوحتين مضيئتين لشركة موبايل مقحمة قسرا في الصالة قبل تقديم الجوازات.
    من الاشياء الملفتة للنظر ان صف الاجانب و الذي وقفت فيه انا اطول من صف السودانيين و دعنا نقول انهم كانوا نصف ركاب الطائرة أو اكثر قليلا، ويحمد للضباط حينها ان صف السودانيين تحرك اسرع من صف الاجانب و هذه محمدة، ان يخدم السوداني في وطنه افضل من الغريب و ان كان لا يساورني الشك ان خروج هؤلاء لاحقا سيكون عسيرا و كما يقول المصريون دخول الحمام ليس كالخروج منه، و يساورك شعور غريب بالحزن عندما تدخل وطنك بعد سنين عديدة بجواز سفر اجنبي.
    خرجنا من صالة الوصول كي نجد ان الخرطوم اصبحت فعلا مليئة بالسكان و هذا شعور تتحسسه فورا بعد وصولك الى اول شارع بعد بعد نهاية شارع المطار، كميات هائلة من السيارات المليئة بالركاب، و كميات هائلة من الاتربة المعلقة في الهواء. تجاذبت اطراف الحديث مع اهلي الذين قابلوني في المطار، و الناس هم الناس لم يتغيروا كثيرا، كأني كنت هنا البارحة و لم امكث هذه الـ 15 سنة خارج السودان...
    طرمبات البنزين مليئة بالشعارات الدينية و الآيات القرآنية... في ظاهرة غريبة ذكرتني بدول الشعارات في العالم العربي مثل ليبيا و العراق و ان كان النص الديني هو المستهلك، في استخدام اعمق و انبل الاحساسيس الانسانية في شعارات سياسية.
    المفارقات واضحة سواء في السيارات او المنازل، و ذكرتني الخرطوم في الوهلة الاولى مدن امريكا اللاتينية، حيث الفوارق ضخمة للغاية بين البشر، اذكر جيدا و نحن قادمون من شارع الجمهورية كي ندخل بحري عبر كبري كوبر منظر ذلك الرجل الكسيح و هو يزحف بين السيارات في مشهد مؤلم بجلابية بالية و اضواء مصابيح السيارات مسلطة على وجهه.. غريب هذا الوطن خرج والدنا منه منذ بداية ستينات القرن الماضي و هذا الوطن يخطو خطوات حثيثة نحو الوراء...خاصة فيما يتعلق بالعناية بالانسان داخله، فبعد ان كان بند العطالة حقا لكل خريج لا يجد عملا اصبح حتى الشاش و القطن من مسئولية المريض.

    ملاحظة العادي من الامور الصعبة للغاية لذا فللزائر فرصة ذهبية لملاحظة التغيرات و متابعتها و عقد المقارنات.

    بدأت هذا الموضوع يوم 6 مارس 2004 و اليوم هو 15 مارس أي بعد اسبوعين من بقائي هنا مرت سراعا، اصبت فيها بتسمم معوي حاد جراء سندوتش كارب، لذا انصح من يأتون لزيارة السودان بتجنب أكل اللحوم خارج المنزل الا بعد ان يتأكدوا من درجة تحميرها.. تعمدت ان اركب المواصلات في ترحالي و قد كان ان تلقيت عرضا سخيا من احد الاصدقاء ان يعطيني سيارته لقضاء مشاويري المهمة فشكرته جزيلا لاستحالة المخاطرة بسياقة السيارة هنا و صعوبة ذلك البالغة، حيث ان القيادة هنا قلع عديل و ملاوزات و ترازي للزول عشان تاخد الشارع هذا ناهيك عن الركشات التي تظهر من تحت الارض فجأة لتزيد صعوبة الموقف.

    الموقف من السلطة
    لم ارى أي مظهر عملي من المشروع الحضاري كل ما رأيته عبارة عن شعارات و لا فتات و ان كان هناك تدين واضح في الشارع السوداني و ترى الجوامع في كل مكان حتى في الاماكن التي لا يمكن ان يصلها مصلون نظرا لمواقعها كجامع حدائق مايو( او لعلها حدائق ابريل لست ادري أي شهر تعرف به حاليا). لكن الواضح ان تدين السودانيين يسير في طريق آخر غير الطريق الذي ترغبه الحكومة، فهناك زهد واضح و هناك عزوف عن تدين المظاهر ذلك ان الانقاذيون قد تركوا الصلاة للشعب و تفرغوا للحكم و التجارة، و قد ابلغ من قال "الكيزان دخلوا الناس الجوامع ومشوا السوق". و قد لفت نظري اليوم صلاة حقيقية في نظري على الأقل لست شاي في ميدان ابو جنزير متلفحة بثوب اصفر منقاوي " من المنقة" موشح برسوم حمراء داكنة، تصلي العصر حوالي الساعة الرابعة ظهرا في هجير غريب على مصلاية من شوال بلاستيكي مهتريء في خشوع تام، نظرت اليها وهي تنفصل عن هذا العالم للقيام بفريضة للخالق على الرغم من المسئوليات، و عجبت كم هو عظيم هذا الانسان و كم هي عظيمة هي قدرته على التكيف و المقاومة.
    الشعب السوداني نجح تماما في ارسال رسالته الرافضة الى حكام الخرطوم بتأسلمهم المتهافت و المصطنع، نحن كسودانيين نعرف ديننا و نرفض ان تولوا انتم انفسكم كمفسرين لهذا الدين، من اعظم ايات هذا الرفض الشعبي الطاغي عدم قدرة أي كوز على الاعتراف بانه كوز و قديما قال اهلنا ".. الشينة منكورة" و هذه الملاحظة الذكية ليست مني بل من صديق اريب، ذكرها ابان حفل وداع له مغادرا هولندا في رجوع نهائي الى السودان.
    ان حكومة الجبهة الاسلامية القومية بدأت مشروعها بالتنكر لانتمائها حتى تحمي نفسها من الرفض العالمي لحكم اسلاموي متطرف، و انتهى بها الامر الى ان تنكر انتمائها بعد سيطرة مطلقة على الحكم دامت 15 عاما بل انها لم تجروء حتى على تطبيق تصورها القاصر للشريعة الاسلامية على السودان مع تفردها الكامل بالسلطة. هذا ما ذكره الاخ عمر القراي نقلا عن سيد قطب في كتابه الجهاد ام حرية الاعتقاد " ... ان الاسلاميين يجب ان لا يجادلوا من يسألهم عن برنامجهم للحكم لان في ذلك مضيعة للوقت و الجهد و قد يقود للاختلاف الذي قد يضعف وحدة الجماعة و يجب الاهتمام بالقضية الاساسية و هي الوصول الى السلطة و بعد ذلك مناقشة مثل تلك التفاصيل وقد كان ان وصلوا الى السلطة و تركوا مناقشة التفاصيل الى وقتنا هذا....

    هناك تعاضد جميل بين أبناء هذا الوطن العظيم جنوبيون و شماليون جنبا الى جنب سواقين و كماسرة و ميكانيكية.. الخ في تناغم تام و في تحمل كامل لبعضهم البعض كنسيج موزايكي لشعب واحد متعدد الاعراق.. وقد ذكرني ذلك مقولة للباحث محمود الزين الذي يعتقد جازما ان السودان الجديد قد انجز سكانيا على ارض الواقع و يبقى ان ننتظر انعاكاسات هذا الواقع على السياسة. عملية الهجرات القسرية إلى الخرطوم خلقت واقعا سكانيا جديدا تماما سنشهد جميعا افرازاته في القريب العاجل، العاصمة اصبحت فعلا تعبر عن هذا القطر المسمى السودان باعراقه المختلفة و هذا في رايي تطور ايجابي للغاية حيث سيأتي التقسيم السلطوي القادم معبرا عن هذا التغيير السكاني.
    الاسبوع الماضي كنت اركب حافلة متجها الى الثورة بالوادي و ضحكت كثيرا لنقاش ودي بين احد الاخوة الجنوبيين و الكمساري حيث دفع هذا الراكب مبلغا اقل من تكاليف التذكرة و حين ذكره الكمساري بذلك اجابه الجنوبي بتلقائية معهودة " يأني لو إندي ما كان اديتك يا زول". فتبسم الكمساري الذي كان شماليا و مضي قدما في تحصيل قيمة التذاكر من بقية الركاب. لذا انصح كل من يزور السودان ان لا يفوت فرصة الاستمتاع بركوب المواصلات العامة عدة مرات ففي ذلك فائدة كبيرة و فرصة جيدة للتعمق في الاوضاع، ذلك جزء يسير من التعايش الذي لمسته في شوارع خرطوم 2004، بالطبع الوضع ليس ورديا و المعاناة في اشدها خاصة فيما يتعلق بالعلاج و قد اتاحت لي الظروف ان اذهب الى احدى المستشفيات الخاصة كي اجد ان العناية سيئة للغاية و الفاتورة جيدة للغاية.

    أيضا لمست روح الحرية و نسائمها التي لا تخطئها الانوف في تعامل الناس مع السلطات الامنية و اقدم لكم نموذجا حدث اليوم حيث ان احد الشباب ممن رجعت معهم الى منزلي في امدرمان كان يعاكس رجال الحراسة في نقاط التفتيش بأن يطلب منهم سفة بروح دعابة عالية لم يكن ليجروء بها على حد قوله بضعة سنوات خلت.. الاخوان المسلمين في السودان يركزون اقدامهم في ارض السودان عبر التركيز على الاستثمارات و الشركات في مرحلة تمكنا، و لعلي اجنح لتسميتها زغنا كي يتحولوا من مافيا سفاحة كما في امريكا الخمسينات الى رجال اعمال محترمين.
    حقيقة لم اتمكن من قراءة ما يمكن ان تسفر عليه اية اتفاقية سلام قادمة بين الحكومة و الحركة الشعبية لكن هناك حقيقة واضحة ان المشروع الحضاري الجبهوي سقط و رفض من الشارع السوداني و لكن ما هو البديل يا ترى...
    سأحاول ان اواصل هذه الانطباعات اذا وجدت صدى طيبا عند القراء
    لكم ودي








                  

03-15-2004, 02:43 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)

    ياللة عليك ..واللة من غير مجاملة ..حديثك حلو ..دافئ ..وذكرني السودان كثيرا ..السودان كم افتقدة ...



    لقت قلتي ...


    بالجمال، فالباب مهمل للغاية و اصلاحه قد لا يكلف بضعة دولارات كما ان البساط الاحمر الذي يفترض ان يكون احمديا و يساهم في استقبالك كزائر لهذا البلد ملقى بغير اكتراث على مشارف الباب.


    انت عارفة ..الدولارات دي يتم انفاقها في الحرب في دارفور للاسف ..لا يتم انفاق الدولار لاصلاح البلد بل لهدمها ...انة ديدن الانقاذ ..وبالمناسبة ..حدثيني عن شعور الناس الطيبين في الشاره العام عن الحرب في دارفور ..ما هو شعور الشارع العام ..ولي قدام ..وارجوا الواصلة ..محب ..
                  

03-15-2004, 02:43 AM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)

    أنطباعات حصيفة للغاية ...ذكرتنى انطباعاتى عن السودان فى أولى زياراتى له بعد ما يقارب من السبع سنين من البعاد ....

    الحقيقة ان البعد ... وتطور الشخص خارج أطار الزمان و المكان يكسب النفس و النظر بعدا ثالثا لا يتوفر للانسان اذا لم يغادر..

    فى انتظار بقية الانطباعات الذكية ....

    نصيحتك بركوب المواصلات العامة سأعمل بها فى زيارتى القادمة .... فقد تعودت على ركوبها قبل مغادرتى السودان منذ اكثر من عشرة اعوام ...و تعلمت الكثير لاننى لم اكن من راكبى المواصلات العامة قبل دخولى المرحلة الجامعية .. وقد ساهمت المواصلات العامة فى زيادة ادراكى ووعى بهذا الشعب البسيط و المستعصى فى نفس الوقت...

    (عدل بواسطة Outcast on 03-15-2004, 02:44 AM)
    (عدل بواسطة Outcast on 03-15-2004, 02:56 AM)

                  

03-15-2004, 02:47 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: Outcast)

    هناك تعاضد جميل بين أبناء هذا الوطن العظيم جنوبيون و شماليون جنبا الى جنب سواقين و كماسرة و ميكانيكية..

    اجمل ماقرات ..وتاني فوق ودوما فوق ,,اجمل حاجة "الوحدة " بيننا ...شكرا لك ولك القيام ..محب ..
                  

03-15-2004, 03:17 AM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)


    العزيز هميمة..
    الف حمد الله على السلامة.. وبركة الشفتا أهلك طيبين.. وسودانا وأهلو بخير..
    سأتابع معك الانطباعات.. فلا تكسل..

    ذكرتني التسمم المعوي.. انت محظوظ استمر معاك ايام.. أنا استمر 3 شهور وسببه الموية.. ناهيك عن بحة الصوت وجروح اليدين من جفاف الجو.. البيسمع كده بيقول اتولدتا في الاسكيمو وما الحكاية الا 20 سنة بره ..

    تابع..
                  

03-15-2004, 03:55 AM

Ayman Gaafar

تاريخ التسجيل: 12-22-2003
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: Raja)

    carry on please
                  

03-15-2004, 03:57 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)

    Quote: الاخوان المسلمين في السودان يركزون اقدامهم في ارض السودان عبر التركيز على الاستثمارات

    Quote: لكن هناك حقيقة واضحة ان المشروع الحضاري الجبهوي سقط و رفض من الشارع السوداني و لكن ما هو البديل يا ترى

    او كما قال نزار قباني:
    خلاصة القضية توجز في عبارة


    Quote: أيضا لمست روح الحرية و نسائمها التي لا تخطئها الانوف في تعامل الناس مع السلطات الامنية و اقدم لكم نموذجا حدث اليوم حيث ان احد الشباب ممن رجعت معهم الى منزلي في امدرمان كان يعاكس رجال الحراسة في نقاط التفتيش بأن يطلب منهم سفة بروح دعابة عالية لم يكن ليجروء بها على حد قوله بضعة سنوات خلت

    ولكن ماذا يا هميمة لو ان هذا الشاب طلب منهم
    الحرية كاملة بشحمها ولحمها وليس هامشها بروح جدية عالية ؟
    انطباعات تستحق التأمل..وسرد جميل ..وان كنت اشكك في التفسير الصعوطي للحريةالقادمة
                  

03-15-2004, 07:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: omar ali)

    سرد رائع يا هميمة
    موضوع المطار تحدث الناس عنه كثيرا ..وخاصة دورات المياه داخل الصالات قليلة وغير نظيفة اضافة للانارة داخل الصالات وكل هذه يمكن اصلاحها بدخل يوم واحد من الضرائب المباشرة وغير المباشرة التى تفرض علي المسافرين والقادمين .
                  

03-15-2004, 08:38 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10408

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: الكيك)

    واصل يا هميم انطباعاتك قطعا ستجد صدي
    لكن خايفين عليك انت زاتك من الصدي...وبعد
    شويتين الحر يزنق والكهرباء تقطع...وتغير رأيك


    انا غايتو مشيت وجيت غلبني اقول شنو....تزعل
    تلعن ابو البلد من مطارها الي...نمولي...تغيب منها تشتهيها
    بي ترابها وكتاحتها ...وعدم نظاممها... بي حرّها وفلسها...

    بي محلات صعوطها ومحلات بتزا...لاقاك محل صعوط جنبو محا بتزا..

    حصل لاقاك محل ايسكريم جنبو محا شاورما...كلّهن بلاقنك..

    وفي بقالة اسمها بقالة شيري...شوف عيني...وفي بحري

    نتمني ليك اجازة سعيدة...الغريبة الناس هناك ما بتشوف التلفزيون
                  

03-15-2004, 08:56 AM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: nazar hussien)

    العزيزة هميمة

    والله كل كلمة كتبتيها وكأنى انا بحكى ليكى وإنتى بتكتبى لانى عشت
    نفس الظروف بعد عودة للوطن بعد غربة طويلة

    وكمان ركوب المواصلات العامة كانت عندى تسلية ،بطلع من البيت
    بمشى الموقف بركب المواصلات العامة لأى إتجاه ما مهم ماشى ويين
    اسمع ليك فى المناكفات دايما بين الركاب والكمسارى

    وواصلى
                  

03-15-2004, 01:18 PM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)



    هميمة، تحياتي والف حمد الله السلامة بالوصول للاهل بعد الغياب الطويل

    سردك واضح جدا ومفيد في قراءة صورة الشارع السوداني، وبالتاكيد انطباعات شخص مثلك غاب طويلا عن البلد كثيرا ما توحي باشياء لا يشاهدها المقيم او المتردد كثيرا على البلد

    ارجو ان تواصل الحكي والوصف، لانه كما ذكر الاخوة هناك اشياء كثيرة تراها انت ولكن تعطينا خلاصتها، ونحن نريد الوصف نفسه كاملا ومفصلا!، فانت تكوّن لديك احساس مثلا ان القبضة الامنية صارت اخف على المواطن العادي، ولكن الاستشهاد بحادثة نقاط التفتيش جعلت الامر يبدو للاخوة المعلقين اعلاه وكأنه الدليل الوحيد عندك، وهذا ما أعرف انه ليس كذلك، ولكن الكلمات القليلة قد لا تكفي لتلخيص تجارب عمرها ساعات وايام واسابيع طولية من الاحتكاك مع الاف الناس

    تحياتي وامنياتي الطيبة باجازة سعيدة بعيدا عن الاسهالات والتسممات
                  

03-15-2004, 02:37 PM

shammashi
<ashammashi
تاريخ التسجيل: 03-10-2002
مجموع المشاركات: 2278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: Alsawi)

    الأخت هميمة

    تحياتي وتشكراتي على الوصف الرائع.

    لكن اهم حاجة ما كتبتي عنها مع أنك هبشتيها بطرف الصوط لمن اتكلمتي عن الراجل الكسيح.
    وهي الجماعة المجانين والجماعة الشحاتين. فبالله دايرين حاجة عنهم.
    أنا غايتو يبدو لي أنهم قد تقاسموا الشارع السوداني فيفتي فيفتي.
                  

03-15-2004, 03:46 PM

omr aziz

تاريخ التسجيل: 08-23-2003
مجموع المشاركات: 130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: Alsawi)

    الف حمد لله علي السلامة ياهميمة وحقيقة سرد واضح وجميل ومفيد للذين لم تمنحهم الظروف فرصة لزيارة الوطن الحبيب وماصار اليه بعد غياب طويل عنه.

    لي بعض الاضافات البسيطة علي انطباعات هميمة فقد زرت السودان السنتين الماضيتين، ففي رحلتي السنة الماضية كان يجلس بجواري في الطائرة احد مذيعي التلفزيون المشهورين وتونسنا كثيرا طوال الرحلة وآنسني جدا حديثه وعندما حطت الطائرة علي مطار الخرطوم كان هنالك من في استقباله عند سلم الطائرة وبعدها افترقنا ذهب هو مع من كانوا في استقباله ودخلت انا صالة المطار والي صف الجوازات وفعلا كان تحرك صف الجوازات اسرع من صف الاجانب ولعلي اعزي ذلك لما يواجهه الاجانب من تدقيق علي التأشيرات وغيره من الاجراءات الروتينية وذلك يكون سبب تأخيرهم وليس كما اعتقدت الاخت هميمة بأنه احترام لنا فهؤلاءك القوم لايتعاملون معنا بتلك القٍيم السمحة والاخلاق النبيلة بل الزلة والاهانة هما دائما التي نواجهها منهم ومثالا علي ذلك عندما يذهب الواحد مننا الي شئون المغتربين لعمل اجراءات تاشيرة المغادرة فحدث ولاحرج وغيره وغيره...
    اواصل لكم مشواري داخل المطار بعد انتهائي من اجراءات الجوازات ذهبت لاستلام الشنط حيث سير الشنط لاحظت نفس المشهد المضحك الذي رايته السنة الماضية وهو جلوس احد العمال علي حافة بداية السير عند الفتحة التي تدخل منها الشنط من الخارج والي السير وهو يساعد عمال التفريغ في وضع الشنط علي السير ، هل ياتري ذلك العامل وضع في ذلك المكان كجزء من تصميم الصالة؟ أم انه اختراع جديد؟ أو أنه علي شاكلة فضل الظهر!
    لي موقف طريف مع بتاع ركشة وبعد انتهائي من حفل احد الاصدقاء في بحري الساعة الواحدة صباحاً لم اجد وسيلة مواصلات غير الركشة واصر صاحبها بأنه يقدر يعبر كوبر النيل الازرق ويوصلني الخرطوم واخيراً اقتنعت وفوضت امري لله وركبت معاهو وعندما وصلنا نقطة التفتيش عند بداية الكوبري جاء العسكري وسأل بتاع الركشة قال ليهو:ماشي وين يازول بي ركشتك دي قال ليهو والله المعاي دا عريس ولازم اوصلوا الرياض عشان ماشي شهر العسل بكرة والغريبة وبكل سهولة العسكري اقتنع وخلاهو يمر وفضل يقول في الكضبة دي كل ما نمر بنقطة تفتيش وبرضو يخلونا نمر لحدي ما انا قربت اصدق انو انا عريس ولمن وصلنا قدام البيت اداني نمرة الموبايل بتاعو وقال لي لو عندك اي مشوار من النوع دا تاني اتصل بي بجيك في اي مكان قلت ليهو ان شاءالله بعد مااجي من شهر العسل.
    الموقف دا يوضح انو حتي العساكر الغلبانين ذي بتاعين التفتيش ديل بقو غير مكترثين لمثل هذة القوانين الجايرة التأديبية التي سنتها حكومة الجبهة فاصبحوا يتصرفوا من عندهم لاحساسهم بما يعانيه الشعب فهم جزء لايتجزء منه.
                  

03-16-2004, 06:49 PM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)

    سلام جميعا
    سأواصل عبر اشتراك الاخت هميمة حتى انشط اشتراك خاص بي في المرحلة القادمة و هناك انطباعات عميقة عن زيارة لقرية في شمال الوطن اكتسبت منها تجربة عميقة و عدت منها في اليوم ظهرا الثلاثاء، و سأوضح لكم التفاصيل لاحقا
    لكم ودي و شكرا على التفاعل
                  

03-17-2004, 00:38 AM

aosman
<aaosman
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)


    الاخ هميمة
    الف حمدالله على السلامة واتمنى ان تكون رحلتك كانت موفقة

    سردك كان بتسلسل ممتاز وجيد وشيق ولقد شعرت بحوجة الي المزيد حينما وصلت الي الناهية فالتحية والتهنئة لك على هذه المقدرة الجيدة في الكتابة وارجوك ان تواصل سردك لمجريات الاحداث عن رحلتك الي السودان لانني في طريقي اليه بعد ثلاثة اسابيع انشاء الله
                  

03-17-2004, 00:47 AM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)



    من الملاحظات التي لفتت انتباهي ابان زيارتي هذه قلة عدد الكلاب في الشوارع خاصة في حلتنا في حي مكي الذي كان يعج بهذه المخلوقات التعيسة جدا في السودان، و في اعتقادي لو سمعت منظمات حقوق الحيوان بما تعانيه كلاب السودان لمنحت هذه الأخيرة حق اللجوء الانساني (اقصد الكلابي) في ارقى البلدان الاوروبية، و لو رأت كلاب العالم الاول ما تعانيه كلابنا في السودان لاصيبت بالغثيان و ب اكتئاب حاد قد لا تخرج منه مطلقا.

    ما لنا و الكلاب و البشر يعانون اكثر من الناس، ذهبت بالأمس الى مسقط رأس والدنا في شمال الوطن و هي قرية صغيرة تسمى ديم القرّاي على بعد 26 كيلومترا شمالا من مدينة شندي في مناسبة اجتماعية و هي زواج ابن عمنا على احدى حسناوات تلك القرية الرائعة. على الرغم من سنوات عمري الخمس والثلاثين فهذه هي المرة الاولى التي ازور هذه القرية الرائعة و بعد دخولنا اليها مررنا على مقابرها و رفعنا الفاتحة على روح حبوبتنا مسرّة و جدنا سلمان، و كان موقف جد مؤثر بالنسبة لي و ذرفت عدة دموع سخينة خاصة على حبوبتنا التي لم تتح لي ظروف السفر المتواصل و الهجرة المزمنة رؤيتها الا مرة واحدة فقط، و هي امرأة عظيمة تستحق نيشانا كما كان يقول والدنا دائما فقد اصرت على أن يذهب الى المدرسة و يكمل تعليمه في اربعينات هذا القرن و هي امية و معدمة تقريبا على الرغم من اصرار جدنا على ان يواصل والدنا رعاية الماشية بعد ان اكمل الخلوة، لكنها كانت امرأة ذات بصيرة و طموح و استأجرت سكنا متواضعا في شندي كي تمنح والدنا مأوى و معه عمنا حسين الذي اصبح طبيبا اخصائيا فيما بعد، بعد أن آثر والدنا ان يختصر الطريق و يصبح معلما للمساهمة في دعم الاسرة ، في الغربة تتعمق في التأمل عن بعد للكثير من الاشياء و في آخر فترة وجودي هناك كان يتنابني احساس عميق بالاسى لعدم قدرتي على زيارة حبوبتنا مسرة ابان وجودي في السودان في نهاية الثمانينات، و قد احسست احساسا عميقا بالراحة النفسية و انا واقف على تلك القبور بشواهدها المتواضعة رافعا يدي بقراءة الفاتحة على روحها وروح جدي سلمان الذي لم اره قط.

    كان القمر غائبا بالامس في ديم القراي و عندما مغربت الدنيا انطلقت اصورات المولدات لتضييء بعض المنازل و بعض دكاكين السوق، اكتشفت لاحقا انه يوجد محل اتصالات في منزل والدنا و ايضا توجد بعض الحافلات التي توصل الى شندي و بالعكس بألف جنيه للمشوار، و توجد بئر ارتوازية موصلة الى المنازل و اذا استثنينا ظلمة الشوراع فالحال لا يفرق كثيرا عن منازل امدرمان القديمة و حيطها الجالوصية، و اكتشفت سر تعلق الكثيرين من سكان الاقاليم بامدرمان فهي تحمل روح القرية و المدينة في نفس الوقت، المنازل في ديم القراي مليئة بالنفاجات (باب صغير بين البيوت المتجاورة) حيث يمكن ان تمر داخل عدة بيوت دون ان ترى الشارع، و كل الناس هنا أهل، و ذكرتني تلك المنازل ملحمة مصطفى سيد أحمد "عم عبد الرحيم" كل الناس هنا كل الناس صحاب، تزعل من منو و تزعل في شنو.... الليل كان داكنا لغياب القمر و اكتشفت انني لم ارى سماءاً بهذه الروعة منذ أمد بعيد، النجوم تبدو اكثر وضوحا و لمعانا التفت يمينا لاسأل احد ابناء عمومتي و اسهب في الشرح لي ديك العصاية عبارة عن ثلاثة نجوم في خط مستقيم و ذلك هو العنقريب و هو اسم لمجموعة اخرى من النجوم لم استطع تبينه لكنه كان واضحا للشباب هنا و هم يتبسمون على ولد البندر الذي لا يعرف حتى ابسط المعلومات عن هذا العالم الساحر و العميق، وديك العقرب قالها هكذا بدون اكتراث، لم اميز العقرب حقيقة من بين النجوم التي اشار اليها بسبابته لكني كنت متأكد من معلومة واحدة انها اجمل نجوم و اجمل سماء رأيتها في حياتي، مكثت برهة اتمعن في تلك اللوحة و تذكرت أغنية الكابلي حدقت بلا وجه و رقصت بلا ساق، رجعنا بعد ذلك كي نشترك في سيرة حول القرية بسيارة تحمل العروسين اتيحت لي الفرصة ان اقودها و تبعتنا حافلة مليئة باهل العروسين و دورنا البلد داك و حرقنا كميات لا بأس بها من الجزلين يا البابور جاز.
    سأحاول لا حقا ان اسرد بعض التفاصيل عن انطباعاتي عن الطريق ذهابا و ايابا

    شكرا لكم جميعا على المتابعة و التشجيع
    وأاسف ان لا استطيع ان اكتب باسمي في الوقت الحالي
                  

03-17-2004, 00:59 AM

yumna guta
<ayumna guta
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)


    هميمة ........التحيات الطيبات
    اسفة لمناداتك بالاسم حاف كده اذ اختلط على الامر فلم اعرف هل ابدأ بالاخت ام الاخ

    اتمنى لك اقامة طيبة و سعيدة وسط الاهل

    متشوقون لسماع بقية السرد الجميل اذ ان عيون الغربة هى الاقدر على تصوير الواقع كما هو دون تزييف او تجميل
                  

03-18-2004, 00:56 AM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)



    اتاحت لي زيارة ديم القراي فرصة الحديث مع بعض الاهل ممن يسكنون هناك و قد قصدت ان استطلع رأيهم حول قضايا الحريات الدينية و الممارسات القمعية و ايضا الفهم للدين من وجهة نظرهم. بالطبع قادنا هذا الحوار الى شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه، و قد اجمع الحاضرون تقريبا على الرغم من اختلافهم مع الاستاذ محمود ان اعدامه كان مكيدة سياسية، لكن ذلك لم يكن الجزء المهم من الحوار، فقد لفت نظري العمق الذي تحدث به الجميع على الرغم من اختلاف تعليمهم، ايضا صعقتني الروح المتسامحة في الحوار حول قضايا شائكة قد تؤدي الى ردود فعل عنيفة اذا دارت في أوساط اخرى و من بينها هذا البورد، ايضا لفت نظري انهم على الرغم من البساطة و العفوية في التعامل يدركون جيدا مشاكل بيئتهم و يجيدون التعبير عنها و ايصالها الى السامع بالمختصر المفيد، و اذكر جيدا تعليق احد سائقي الكارو لاخي ابان زيارته لديم القراي العام الماضي حيث دار الحوار حول جدوى اقامة جامع آخر في القرية التي بها ثلاث جوامع، حيث قال " تاني عايزين يبنولنا جامع، نحنا جامع واحد بشيلنا جت، ما يبنولنا شفخانة أو شيتا نستفيدبو.." لقد شخص هذا الشاب الصغير في السن العلة كلها و هي اهتمام الناس ببناء جوامع عديدة في قرية صغيرة مع انها تفتقد الى خدمات اخرى اساسية و انتفاء الحوجة الى جوامع هناك، لكن هل منا من يستطيع ان يتكلم بهذه الطريقة عن بناء جامع في الخرطوم دون ان يخاف من التكفير و الاتهام بالزندقة...
    الطريق من الخرطوم و الى ديم القراي كان معبدا و سهلا عدا بعض الاماكن التي لم تعبد بطريقة جيدة و تكونت بعض الحفر الخطيرة خاصة اذا كنت تسير بسرعة كبيرة فانها قد تكون مميتة، لفتت نظري ايضا مصفاة الجيلي و هي صرح شئنا ام ابينا، و تبدود شامخة في الأفق و قد تتخيل انك في بلد آخر و ليس السودان، فقد تعودنا دائما على المشاريع المتواضعة لكن ما رأيت كان منظرا بديعا سرت من فرط سعادتي به قشعريرة غريبة.

    الطريق أيضا انجاز فقد حول الكثير من القرى النائية في الشمالية الى اماكن قريبة جدا من الخرطوم و رأيت بداية نشوء استثمارات على جانب الطريق في شكل محطات وقود و استراحات، و في اعتقادي انه لو استمر الحال على هذا المنوال فان تدفق المهاجرين من هذه القرى الى الخرطوم سيتوقف نهائيا، خاصة اذا توفرت في المستقبل خدمات ادارية جيدة.

    ايضا لفت نظري في امدرمان و هنا انعدام الجيل الوسيط و اقصد بين الثلاثين و الاربعينات من العمر، فالفئات العمرية مقسمة من بداية و منتصف العشرينات ثم فراغ كبير و بعد ذلك جيل منتصف و نهاية الاربعينيات، و هذا يقود في نظري الى هوة كبيرة بين الاجيال حيث تنعدم الصلة بين جيل العشرينات و الاربعينات لانعدام الوسيط و هو جيلنا نحن، و في اعتقادي ان هذه مشكلة خطيرة للغاية خاصة في ما يتعلق بنقل التجربة و التفكير بين الاجيال.

    لم تتح لي الظروف مشاهدة التدني الاخلاقي للشابات في الخرطوم و لعلي لم اسع لذلك، و انتابني احساس أن الناس مشغولين بتفاصيل عديدة غير ذلك، و قد اكون مخطئا، و لكني لم الحظ تلك الظاهرة المسماة ببنات الشوارع التي يفترض انهم يعطون انطباعا لا اخلاقيا على شوارع الخرطوم و قد اكون مخطئا.

    سأواصل لاحقا فقد تعبت حاليا و فقدت القدرة على التركيز
    لتسهيل التعليق على هذا البوست و نسبة لاستخدامي لاشتراك الاخت هميمة فاسمي الذي سأواصل به هنا سيكون أ. أ. سلمان
    لكم ودي
                  

03-21-2004, 03:51 PM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)

    ساعود لاحقا
    للمواصلة
                  

04-02-2004, 11:21 PM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عائد للسودان (Re: هميمة)


    مواصلة
    آسف للانقطاع الذي دام طويلا
    نسبة لطول الفترة بين الحلقة الماضية لستأتي الملاحظات غير متسقة بفترة زمنية بل عبارة عن نقاط مبعثرة بدون رابط
    # ظاهرة الطلاق لفتت نظري بصورة واضحة، في المحيط الاسري او عبر احاديث الاصدقاء و المعارف و الواضح ان هذه الظاهرة ستزداد حسب قرائتي للواقع هنا، فارتفاع نسبة المعلمات قياسا للمتعلمين يعمق الهوة المعرفية بين الرجل و المرأة و بشرقية الرجل و عنجهية المرأة السودانية عندما تتعلم تصبح الحياة مستحيلة، و ان كنت ميالا لأن احمل الرجل الوز الاكبر، اليس هو المسيطر في مجتمع ذكوري بحت
    ايضا الظروف المعيشية تلعب دورا اساسيا، فالفتيات يتزوجن عند بزوغ شمس اول عريس عملا بنظرية دي حالة اخير منها العرس فيكتشفن لاحقا ان الحالة التي كن فيها افضل بمرات عديدة من مؤسسة الزواج الغير متكافيء، ايضا ظاهرة الهجرة و اللجوء الى الغرب لعبت دورا في ظاهرة الطلاق، و هناك مسميات طريفة لذلك فالفتيات يسمين امريكا (ارميكا) لان وصول الفتاة بعد حفلة الزواج الى بلاد العم سام صعبة للغاية و يذهب العريس (سبع البرمبة) بعد شهر العسل و يرمي الفتاة الى اهلها في وضع ماساوي، و غالبا ما تؤدي مثل هذه الظروف الى تفاقم المشاكل بين الاسر حيث ان معظم من يتزوج من المهاجر يتزوجون من اهلهم عملا بالنظرية السائدة ايضا هذه الايام (أهلك و لا تهلك) اعتبارا لان هناك فساد و الاهل بضاعة مضمونة لحد ما.

    بحكم المهنة اتاحت لي الظروف ان ادخل الى المستشفيات السودانية و ما وجدته هناك حد ث و لا حرج، زحمة غريبة و فساد مطلق، الاسبوع الماضي حدث حريق في مستودع المواد الطبية في مستشفى امدرمان التعليمي، و لم يساور محدثي ادنى شك ان العملية مفبركة لتغطية اختلاسات سرقات من المستودعات. ايضا غرف العلميات متسخة للغاية، و قد حضرت عملية فتح بطن و نظرت الى سقف الغرفة لافاجاء بأن المروحة التي تتدلى من سقف الغرفة فوق بطن المريض المفتوحة اصلا، مليئة بغبار واوساخ لا يمكن ان تجري تحتها عملية لحيوان ناهيك عن انسان، و تمضي المسرحية قدما حين نفاجاء ان اللمبة التي يفترض ان تنير منطقة العملية لا تعمل و المكيف عطلان، و اضطر الجراح ان يواصل العملية بضوء لمبة النايلون المعلقة على الحائط باجتهاد شديد كي يرى التفاصيل، و زادت وتيرة قش العرق من جبين الجراح و المساعد نسبة لسخونة الجو داخل غرفة العمليات، فتساءلت اذا كانت هذه هي الحال في مستشفى امدرمان التعليمي في وسط العاصمة فما هي الحال في مستفيات الاقاليم فتنهدت مليا وواصلت المشاهدة، و اعجبت ايما اعجاب بالروح العالية التي يؤدي بها زملائي هذا العمل النبيل بهذه الامكانيات المتواضعة.

    ما عايز اطمم بطنكم لكن السودان يمر بمخاض عسير و يتلمس طريقا محفوفة بالمخاطر هذه الايام و يحتاج فعلا الى وقفة عميقة من مثقفيه و متعلميه مع قوى الحداثة و التجديد و رفضا للقوى القديمة التي اورثتنا الازمات، ان الوقوف على الارصفة و مواصلة التفرج السلبي لن يساهم الا في عملية تغول قوى التخلف على البلاد، في اعتقادي ان ذلك لا يعني بالضرورة الولوج في احزاب سياسية بعينها او ممارسة عمل سياسي ( و ان كنت من انصار هذا الاتجاه) و لكن في ممارسة ضغوط و تبنيى اراء حداثية في مواضيع اساسية كعلاقة الدين و الدولة التي ستؤدي بالضرورة الى تفتت البلاد اذا استمرت على هذا النحو الفج.

    مما لفت نظري فضلا عن الفرقعات الاعلامية و المزايدات باسم الدين، ان الجبهجية ينتهجون في الاقتصاد كل المناهج التي يدعون انها ربوية و غير اسلامية، ففي ظل اسلمة كل شيء لم اتوقع ان ارى بيع للسيارات بالتقسيط و بالارباح، و ذلك ربا حقيقي في نظر هذه الجماعة المستهبلة، حيث يبلغ سعر البكس امجاد 66 مليونا كاش (الكاش بوقف النقاش) و حوالي 76 مليونا اذا قرر الشخص المعني ان يدفع بالاقساط و ذلك ربا حقيقي في ظل المشروع الحضاري الاسلاموي المعاصر، لكنها الجبهة الاسلامية تحلل لنفسها ما تحرمه للاخرين.

    ذهبت مع احد الاصدقاء الى بنك فيصل الاسلامي و كانت عنده مخططات ان يفك ليه 3000 دولار نقدا، فاستغربت ان بنكا باع كل عيش السودان و اسس لمجاعة الثمانينات لا يوجد فيه كاش سوداني لهذه الكمية و هي سبعة و نصف مليون جنيه، و ايضا لم اجد روحا حقيقية وسط عاملي البنك تنبيء عن عمل حقيقي و لعل لعبة النفوذ في البلاد لعبت دورا في تحجيم دور هذا البنك في السودان، و لكن في النهاية تظل هذه انبطاعات شخصية مني ال تسندها أي وقائع او ادلة ملموسة، و اضحكني ايضا انك كزبون تستخدم كمراسلة بين الموظفين، فبينما اكتفينا انا و صديقي بفك 150 دولارا الى العملة السودانية، ناداني الموظف و طلب مني ايصال ورقة الى زميل له في الجهة المقابلة مستكثرا على نفسه ان يقطع المسافة عبر الردهات الداخلية للبنك و استخدمني كمراسلة مجانا بدون أي تردد، فتأملت و ضحكت في سري عن النكات التي يرويها العرب عن كسل السودانيين، و هذه الظاهرة تكررت بعد ذلك مرارا في اماكن عديدة حيث ان من يجلس في الكراسي الوسطي في الحافلات (الروزات) يفترض فيه ان يقوم بوظيفة مساعد للكمساري للكراسي الخلفية التي يصعب عليه الوصول اليها، و بمناسبة الكراسي الاضافية، فهي اكثر شيء مزعج في سودان الانقاذ، حيث انك في حالة قوم و اقعد متواصلة و دايما تضرب ساقينك من النتوءات الحديدية التي يجتهد عمال المنطقة الصناعية لجعلها آمنة لكنهم لا ينجحون، لا استطيع ان اسهب في شرح هذه المعضلة فكل من يركب حافلة كبيرة في السودان يعرف جيدا ابعاد هذه المشكلة.

    قادتني حوامتي الكثيرة الى الجامعات و هناك قابلت نفر غير قليل من الناس، وهالني الكم الهائل للطلاب و النسبة العالية جدا للاناث وسطهم، ايضا فوجئت للجراءة السياسية و لهامش الحرية الذي يزداد اتساعا يوما بعد يوم، و لم املك الا الانحناء الى هذا الشعب المناضل، ففي تلك الحرّاية و الهجيرة في الجامعة الاهلية تحلقت تلك الوجوه الواعدة الحائرة حول متحدث لبق يتحدث عن فصل الدين و الدولة و عن قدرة التيارات الاسلامية في تفسير نفس الايات بما يخدم مصالحها، قدم اليه بعض اصدقائه من منظمي الحوار قارورة من الميرندا الباردة، و قلت في نفسي الزول ده ادوه موية الميرندا بتقرش حسو بسكرها الكتير ده، لكن يبدو ان الشاب كان منيعا و ضد سكر الميرندا الذي يقرش الحس، او لعله كان في حاجة الى ذلك السكر كطاقة تعويضا لما بذله من جهد، و انتبهت الى قامته النحيلة و ملامحه الحادة، فيما مضى هو يذرع الخيمة جيئة و ذهابا مستحضرا الأدلة و البراهين على ما طرحه من آراء.

    الظاهرة الديمقراطية في جامعة الخرطوم اكثر وضوحا، فالملصقات في كل مكان و اركان النقاش على قفا من يشيل و هناك وجود مميز للاحزاب الجنوبية بتنظيم عالي و نقاشات عميقة، أيضا لفت نظري متحدث شاب عن اولويات الحكومة و اجهزتها في الاختيار للمناصب حيث قال بسخرية ان دبلوم المضمضة و الوضوء هما عامل اساسي للاختيار لوظيفة علمية أو عملية ما، و هذا يوضح و ان ببساطة طرائق التفكير المسيطرة على هذه الجماعة، و المرارة و الاحباط الائي يجابهما الطالب الجامعي لبناء حياته.

    سأحاول ان اواصل لان حبل افكاري قد انقطع الان بفطور كارب من اللقمة و ملاح النعيمية، مما أدي بي الى خمول ذهني و ميل غير مفيد للقاريء ناحية السياسي، و انا قصدي الاساسي من هذا السرد و الانطباع ان اعكس ما يحدث على الواقع من احداث متجنبا السياسة قدر الامكان
    لكم الود حتى اواصل مرة اخرى
    أ. إ. سلمان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de