|
|
 حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية
|
جاءت تتهادى وهي توازن سلّة الخوص فوق رأسها كظبي يرد الفولة أول المطر..
سرت الهمهمة يسيرة اولا بين الجالسين على كومة التراب عند حافة الجدول النصف مليء
بمياه الاستحمام وأشياء أخرى.. وعندما عبرت الطريق نحو الهجليجة الشحيحة الظلال.. تطايرت
العيون حولها كالذباب..
كنت تسمع صوتها(العيون) وهي تتساقط ملتصقة بوجهها المكدود ثم تتدحرج هابطة لزوجة العرق
الثخين نحو مواضع أكثر حساسية فتلملم يمناها ماتناثر من فائض لحمها المفضوح ما استطاع
ثوبها الناصل اللون أن يخفيه.. ثلاث سنوات منذ سقوط محجوب عن سقالة البناء وهي تحج إلى
هذه الهجليجة بطرف السوق.. وتضع حملها الثمين.. بضع أكياس من مسحوق الفلفل الأحمر الحار
كهذا النهار.. وقليل من البهار والويكة الجافة تنثرها على صفيحة من الالومنيوم.. ثم تحتمل
وقاحة اشباه الرجال ومصمصة شفاة البائعات الحاقدات.. يرتفع الآذان بالعصر فتلملم ما تبقى
من كرامتها المنتهكة وبعض دريهمات وتستقبل جوع صبييها التوأم ونقة محجوب الشاكية المغلفة
بالشكوك وفحيح فحولتة الجريحة..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: طيفور)
|
طيفور جميل
والله يخليك ما تخبى وجيب من المطولات برضه
الحاجات التىتبعد هموم الهم ذاته
وتريح المستريح ليخلد إلى الصفاء
سلامى وشكرى لك على ما أنت تعلمه
أخوك صديق ضرار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: خالد الحاج)
|
تفاجئنا سودانيز أونلاين كل يوم بقلم جديد يحمل من الموهبة ما يدهش. و"حكاية قبل النوم" للأخ طيفور شحنة من السرد المتقن ينتمي بجدارة الى جنس القصة القصيرة. ولأن أحدث أساليب القصة القصيرة تسقط من حساباتها بداهة التفاصيل الدقيقة، محولة كتلة الزمن الى شحنة شعورية أشبه بكبسولة الدواء ، فان تسخير اللغة لهدا النمط من الكتابة يحتاج الى مقدرة عالية للتخلص من أحابيل الوصف والنعوت ومحسنات اللغةالتي كثيرا ما تكون سمة السرد القصصي (في الرواية بالتحديد).
أستطاع ألأخ الأديب طيفور أن يفلت من أحابيل لعبة الاغراق في السرد..كان يقفز ببراعة من شريحة الى أخرى وبسرعة حشد فيها أحداثاوأزمان ومواقف في ما يشبه جرعة متقنةالتركيب. لم يهتم كثيرا بتفاصيل على شاكلة مسرح الحدث، اسم بطلة القصة لون أديمها،عيونها، شعرها..قال باختصار انهامثل الغزال وترك لنا أن نبني في أخيلتنا صورتها كما نشاْء. زوجها قعيد البيت لأنه سقط من السقالة في يوم من الأيام و...فقد شيئا من فحولته!! هنا نجد المقابلة البارعة بين عفة البنت وكفاحهامن أجل أسرتهامن ناحية، وما يقابله من شلة العاطلين وعيونهم النهمة متساقطة على بقايا ما لم يقدر الثوب البالي على ستره من جسد البنت الغزال. أعجبتني الاشارات الدالة على محلية المسرح وخصوصيته: "الفولة..الهجليجة" الخ...".
وبقدرما سعدت بقراءة "حكاية قبل النوم" فان بعض عثرات في التركيب اللغوي أزعجتني، ولم أقبلها من كاتب لم أشك مطلقا في سطوع موهبته. لا أفهم كيف يقع الكاتب في مطب الصفة والموصوف بتلك السهولة؟ ورد في قصته قوله: [الجدول النصف مليء]، والصواب طبعا:[الجدول نصف المليء]..وأشبه بها:[الهجليجة الشحيحة الظلال] والصواب:[الهجليجة شحيحة الظلال] ..أغض الطرف هنا عن كون الشجرة الواحدة لها ظل واحد وليس ظلالا كما أراد لها الكاتب! ويمكنه استبدال"نقة" ب "ثرثرة" أو "لغط". كلمة "نقة" لبست ثوب الدارجة السودانية..أجدر أن تضعها حينها بين القوسين!
احسب أن تلك قصة قصيرة يملك صاحبها معرفة تكملها الموهبة الواضحة بفن القصة القصيرة. نحن على موعد مع كاتب قصة قصيرة موهوب..لكن الموهبة وحدها لا تكفي..عليه بالقراءة والممارسة الدائبة!
فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: فضيلي جماع)
|
طيفور..
حلوة هذه (الكبسولة) يا أخى..
دعنى أشهد أنك فنان..وخلينى أختلف
مع أستاذى فضيلى جماع فأنا أحب إستيعاب
العامية أو (حشرها) فى الفصيح وأستمتع جدا
إن وجدتها مستخدمة بحذق ..أحس أحيانا أن هناك
كلمة دارجة لا تقبل التبديل بمقابلتها الفصيحة
فى هذه الحالة أشجع الجميع على (توهيط) العامية
بلا تردد ...
ولكم الود من قبل ومن بعد...
عبد الرحمن قوى...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: Giwey)
|
حكاية قبل النوم
وبعدها لن يغمض للحرف طرف حكاية
شد حيل الوجع وبكره بنزل ليك جكاية، بعدها نموت لنحيا
شكرا لهذا السرد العميق لدرجة انى لم احس مطلقا ما ازعج استاذى الشاعر فضيلى جماع
ركضت فيه واستجميت بوجع حين لملت اشائها ولملت مفى من صدوح جراحات
ولك حكاية تنام بعدها ملء الحلم الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: Giwey)
|
أخي الأديب/ عبدالرحمن قوي
استعجلت التعليق على مداخلتك الرائعة فقد وجدتك أصبت فيما يتعلق بحشر العامية بحصافة في صلب النصوص الفصيحة‘ حيث أستعجلت أنا الحكم..وأظن أن حكمي باستهجان كلمة "نقة" كما تكرمت لم يكن موفقا.
تمتاز العربية بأنها لغة ضاربة في القدم، كما انها واسعة الانتشار، بيد أنها مع خمس لغات عالمية أخرى ..منها الاغريقية الحديثة Modern Greek والفرنسية الهجين creole French والانجليزية..تعرف تلك اللغات الخمس في علم اللسانيات الاجتماعي socio-linguistics بانها عرضة للازدواجية، أي أن في اللغة الواحدة أكثر من شكل form للتخاطب: فصيح ودارج00تلك نظرية عالم اللسانيات الأمريكي فيرجيسون والتي أطلق عليهااسم دايجلوسياDiglossia وفيهاتحتل ازدواجية اللغة العربية المرتبة العليا. فنحن نكتب ونخطب بالفصحى ونتعاطاها شعرا ونغير عليها لحفظهاالقرآن الكريم والتراث ولكن العامية في أي بلد هي لغة التخاطب والتفاهم اليومي..لغة الجمهور.
وبعيدا عن التقعر الأكاديمي فانني أتفق معك تماما أخي عبدالرحمن قوي بأن شحن الفصيح بالعاية يثري ويخصب الفصيح، بل يمنحه عافية في المبنى وفصاحة في التركيب. أشكر لك تصويبك لي وأكثر الله من أمثالك.
أخوك/فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: فضيلي جماع)
|
ما استطعت الانتظار لبكره، ومعزرة لكن حركنى نصك العميق عمق جراحات البلد
من يدثرني ويدثر حبيبي ضد الفجيعة؟
أكتوبر
هواء الشتاء القادم يحرك في شئنا حنينا ودافئا
آه يا مدن كانت فرحة كزرقة البحر ووضاءة كنجمة الزهراء
مالك باهته وشاحبة وكئيبة
تجرجرين أذيال حلم كان
وبقدر عمق الحلم تبكين
بقدر اتساع الحلم انتحب
وبعمق انتحابي أشتهيك
أشتهي نجومك التي ما عادت تومض بحكايات طفولتنا وأحلامها
أشتهيك حاضراً في كنهارات جنون عشقي
آه منذ أن نفيتني إلى العدم صارت ذاكرتي مثقلة بالوجع
وأنا أبحث عن حنين داخلي في ليالي أوربا الباردات
حنين ما يشدني لحجر أمي
إلى معانقة الشجر الشابك في دمى
إلى بحر يعتلج في جوارحي
إلى النيمات الرابضات عند النيل
إلى عاشقين يتلوان أهازيج العشق ويرقبان نجمة مضيئة تغازلهم بفرح
مثقلة ذاكرتي بالوجع
بالشوق
بالحزن السرمدي
حزينة تائهة أبحث عن وجهك يا محمد أحمد، عن وجهك المسكون بعشقي وأناشيد فجرى
لماذا كفيت أن تخصني بالأغنيات الحنينة
فما عدت تدندن في عصبي الأخير مترنماً بجسدي الممشوق كأغنية خالدة؟
أعرف لماذا، فمنذ أم أغلقت بيوت الخياطة وتفتحت جروحنا باتجاه سماء داكنة بآهات أشول وخديجة، أشول ما عادت تشدّ جسدها الممشوق كقامة أغنياتها
أشول ترهف عصب عشقها عله دينق عاد بالأبقار مهرها
وخديجة تنتظر كل صباح عله يعود محملاً بالسنابل وبشرات الخير، لم يكمل الجامعة، حاصروه بأحلام الشهادة { والجنة} وحرم زينة الحياة الدنيا، من أغتال أبنها؟ أه يا محمد أحمد ألا تستطيع الآن أن ترتق جلبابك المعتق بتاريخ أمنيات النساء وأهازيج الصبايا؟
أما زلت تحب ولعي بالغناء والفضاءات وحكايات النساء؟
ولعة بك
بالشوارع
بالناس الطيبين
الآن رحلت كل الطيور، رحل {السنبر} ترك الأشجار تنوح وتتماسك بما تبقى فيها من وريقات ذابلات تنتح ما تبقى فيها من مواجع الزمان
لم يعد للأشياء بريقها وتوهجها ولحية جدي ما عادت تشير إلى الوقار
آه يا محمد أحمد
لماذا أغلقوا في وجهي ريح فجر ينتظرنه النساء بعد مخاض عسير
لماذا أغلقت كليات العلوم والآداب والفنون الجميلة؟
هل تعيدني إلى سنين طفولتي المسكونة بالركض المجنون وعنفوان الصباحات؟ هل تعيدها لي يا رجلاً مسكوناً بعشق كل الصبايا؟
يا رجلاً كان يصدّ عنى أزمنة الوجع والعذابات القاسية
أبحثك في كل طرقات العمر
في أزمنة غربتي عنى
أزمنة وجعى وجنون أنوثتي الفالتة عن السائد والمألوف
يا غيمة لم تهطل بعد في بحري ولم تعكر الطمي الساكن أحلام الصغار الذين أعلنوا إن أجمل الأعوام آتية
لماذا لا تعكر طمي أنوثتي
أغرس الآن في ثمرك فأنا مهيأة كغيمات الخريف المنذرة دوماَ بالهطول
أغرس في قرنفلك ودعني أشمك بكل شراييني التواقة إلى الدفء إلى حنين ما يسكن سويداء تاريخ حكايتنا وبوبوء الأفق الراقد تحت جمر الانتظار
تمضى بي سنوات العمر ولم تأتى وعد، لم تعلن في سماوات رغبتنا المجنونة تجاه عالم تنبت فيه أشجار الحب وعصافير عاشقة لكل فجر.
ماذا تخبئ لي سنوات العمر القادمة
هل تطلع شمس أشتاقها ما بين شهيقي وزفيري، هل يموت الحلم واقفاً كفارس مغوار كما تصرع أشجار الحنين في دمنا؟
أيا رجلاً ذودني بالصباحات والفضاءات وصوتاً جهوراً ينطلق باتجاه غيمه كفت عن الهطول في وديان صمتنا منذ أن أعلنت هزائمنا الكبرى ونحن نلملم بقايا حبر على أحلام مطالبنا المشروعة في العشق والعلم وحق الانتخاب
هل انهزمنا وقاطرة القرون الأوسطي يقودها أبى لهب؟
أتأمل ألان تاريخنا
ونضالاتنا
أتأمل حكاياتي المجروحة
وصباحاتى المقهورة بقوانين صحابة آخر الزمان
كسوني عباءة سوداء
وإنتعلونى حذاء يدوس على تاريخ النساء
مقهورة الطيور التواقة إلى التحليق
قصموا جناحي
ونتشوا ريشي الجميل
فقدت الشمس في مدينتي توهجها
فقدت النجوم بريقها
حتى أغنيات الحب والسلام تحولت إلى أناشيد بالحان مشروخة تحرض للحرب ضد كفر أشول ودينق
الثعابين نفثوا سمومهم في كل صفقة شجرة
وكل طفل يصرخ جائعاً للخبز ومنافذ العلم المغلقة في وجهه
يجب أن يتعلم كيف يحارب الفجرة ليضمن {الجنة} في آخرته
ما عاد الهواء صالحاً للتنفس
وما عادت الشوارع تسع أحزاننا ووجوهنا الكالحة الحزينة
آه يا رجلاً دثرني ضد القهر
من يدثرك ويدثرني ضد الفجيعة؟
مفجوعة ومثقوبة رئة جنوني بالبكور والعصافير والمطر
مقهورة بقائمة الممنوعات
ممنوع الحلم
ممنوع العشق
ممنوع مغازلة القمر والفتيات
ممنوع اختلاط الطمي بالماء
ممنوع الحب
ممنوع الحياة
أذكر طفولتي
وضفائر شعري الطليق يغازله صباحاً الهواء الرطب المنعش
أكتشف العالم
والحيوانات الأليفة
ألاعب الفراشات
وأتوق أكثر لذكرها
ببراءة وفرح نلعب
نبني بيوتاً من الطين
نتخيلها بيوت غدنا القادم
نصطاد الأسماك الصغيرة من { الخور الكبير}
نشاكس الصراصير والضفادع
وعلى الجانب الآخر المواجه لبيتنا تجلس صنوف مختلفة من البشر يحتسون {العرقي} وينتشون للمريسة التي تبيعها {نجوى} النباوية، كانت جميلة ولونها الأبنوسى يلمع كالفرح المفاجئ، صنوف من البشر يجلسون في { إندايتها} ومع كل { عبار} مريسة تعلوا أصواتهم بضجيج وفرح وقد
{ تدور الشكلة} وتسيل بعض الدماء، ينحل المجلس وتهدأ الدنيا قليلاً، صباحاً يتوافدون من جديد بتسامح وضحكاتهم تعلوا ولون نجوى النباوية يلصف بلمعانه، هذه المرأة بقيت حية في ذاكرتي وجزء من طفولتي التي عشتها في ذاك الحي الحنين، لماذا أوصدوا بيوت العلم والمعرفة في وجهها؟ . بقيت في ذاكرتي متقدة خالتي فاطمة البقارية، هربت صغيرة لكوستى، فى عينيها حزن رابط يحكى مأساتها ودخان الطلح يفوح من جسدها الممشوق الشبق الذي يطفئ ناره كل ليل رجال مختلفون يقفون صفوفاً طويلة أمام بيتها، لا أدرى لماذا كنت امقت هذه الصفوف التي ذكرتني بصفوف الخبز أيام مجاعتنا الأولى.
كانت خطواتي الصغيرة تقودني إلى ساحة الرقص والطبل يدوي والغبار يعلو السماء، الصبيات والصبايا يرقصون والعرق يسيل من أجسادهم الفتية الممتلئة بعشق الحياة. كأنثى تعصف بها رغبات الشهوة المجنونة يقرع الطبل عنيفاً وجسدي الصغير يهتز مع الإيقاع وحلمي يكبر مع عنفوان الرقص واهتزاز جسد فتيات بنات الدينكا، قامة عميقة كأحلامنا يا محمد أحمد، متى أكبر ويتكور جسدي ليعانق هذا الطبل المجنون. أذكر حين صرحت برغباتي رأيت عصا الممنوعات تهزم في أشيائي الصغيرة، كم صعب منكافة الصقور وكم سهل أن تصرع أحلام النساء.
كانت الحياة جميلة, ضاجة بكل ما فيها، لعب أطفال حلتنا، نباح الكلاب، نعيق الضفادع وصوت النسوة وهن يشربن القهوة ويتهامسن بحكايات كانت تستهويني وأنا استرق سمعي لها.
أحاول طمس أحزاني
أحاول أتناساها
كيف وأنا أتنفسها؟
كيف وهى تطفح في دمى؟
كيف وأنا سجينة لها؟
كيف أنزع عنى حلمي وجلدي وقلبي القديم كيف أنزعه؟
هيا متى سيحملني جوادك ألي أفق نعبره دون أن يحرقنا الجمر وتلفحنا السنة نيران الحنين ألي امرأة من صهيل المعاناة مثخنة بالجراحات والآمال العريضة، تنتظرك يا محمد احمد فاردة أجنحتها بقسوة من نتفوها يوما كان، تعرف أن جوادي لا يكبو انطلق كما كنت انبثق فيك وأعشقك نارا أشعلتها بتول، ذادت لهبها فاطمة وعبرت في تحدى ألسنتها أشول.
يا جمال النساء في بلدي
مدهونات بكركار التعب والنزف اليومي، خلقن من طين وعائدات ألي طميه، من ضلعة {ناقصة} خلقن وكم قومن من الشجر المعوجة قامته، من جدائلهن ينجرف نبع الجموح تضئ كواكب الروح وتدنو تنهل من نبع الأفق تعبر قوية دهاليز القرون الوسطى تشعل قناديلها وتمضى في ثبات واثق الخطى. هنا نلتقى يا محمد أحمد وهناك أدثرك وتدثرني ضد الفجيعة
هناك حيث نعود
ننام ونصحو على عهدنا وحلمنا الجديد
هناك في منحنيات الروح سنعبر الليل
وفى ربعه الأخير لا تنسى أن تقبلنى بكل عذابات وشجون أيامي
وأعلن لشفق الصباح
أنا عزتك
عزة لك
ومنعة للنساء
وجسد موشم بأهازيج الصغار وسياط الغربة
فوانيس أشعلها
وأبدأ الرقص
أرقص
أبكى
وبينهما اصنع سحابة تمطر
تمطر
لأجلك
لأجلى
ولأجلكم
فيينا في تاريخ منسي من عام 1997
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: فضيلي جماع)
|
أخي وأستاذي فضيلي
أشكر لك احتفاءك الكريم بهذه القُصيصة وبشخصي المتواضع.. وتلك شهادة أختال وأزين بها
صدري.. غير أني أخشى أنك تلبسني ثوباً هو أوسع مما أحتمل.. بتصنيفي كأديب فما أنا إلا هاوٍ
يقارب الجمال على استحياء العارف بالفضل.. ولا أدعي شرف النسب
أتفق معك تماماً في ملاحظة الصفة والموصوف.. ولكن ألا يحق لنا أحياناً أن نتَفلّتَ من إسار الموازين
وقيود اللّغة ومعاييرها لصالح النّص..؟؟
فعندما فرغت منها أول الأمر كانت تماماً كما تشتهي اللّغة من قواعد.. وكرهت نفسيّ الأمارة
بالسوء أن يمر القارئ على الجدول مرور الكرام دون أن يخلق ذلك المرور فيه نوعاً من الكدر الحميد
والتمهل لإستدعاء الدالة البصرية في المخيلة.. كذلك الحال بالنسبة للظلال كان لابد من وقف
لإستحضار صورة الهجليجة وظلالها المتحركة لنفي حالة السكون عنها أولاً وليكتمل المشهد العام
كما تم تصوره عندي.. تمهيداً للإنتقال من المشهد المادي للجدول، السوق والشجرة لمشهد آخر هو
فكري في المقام الأول وهو حال التوأمين والزوج كضاغط مكثف اخر لدرامية الصراع النفسي الذي
تعيشه الزوجة وصلابتها في جبه ذلك الواقع..
كنت أمام خيارين.. أن أعيد كتابة النص بصورة أخرى.. أو إحداث خلخلة ما تخدم الغرض لصالح
النص.. وكان اختياري لترحيل الدالة الصوتية في ألف لام التعريف سبيلي للخروج من المأزق دون تعديل
يخل بالنص أو اللغة..
واري أنك وصديقي الجميل قيوي قد كفيتموني مؤنة (النِّقة) ولي إضافة فقد كنت بسبيل تقويسها
أولا ولكني عدلت عن ذلك نسبة لفصاحتها اللغوية فنقق ،نقيقا ،نقة ونقنقة هو صوت الدجاج
كما ورد في مختار الصحاح عليه فلا حاجة لتقويس في اعتقادي الذي ارجو صوابه.. أما بخصوص
الظل والظلال فمردها إلى فهمي التشكيلي لطبيعة الظل.. فللجُرم المفرد في باصرتي التشكيلية
مجموعة ظلال مباشرة ومنعكسة.. وطبيعة الشجرة بتركيبها واجزائها الحُرة الحركة تحتم استحالة
وجود ظل واحد إلا في الصورة الفوتوغرافية.. ألست معي في ذلك؟؟؟
ولك ودي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: طيفور)
|
طيفور أيها الرائع..
كم أعجبني تبريرك قوي الحجة لانحيازك الى العامية على حساب "بيروقراطية الفصحى" ورسمياتها، لأنك كما أبنت، كرهت أن تسلب القاريء متعة الخروج "باحداث خلخلة من نوع ما" تخدم النص. قد يكون في كلامك جزء من المعقولية..لكن يبقى في جعبتي سهم آخر:أين تكمن مشروعية النص خارج وعاء اللغة؟
شرح سؤآلي بالعربي الفصيح هوأننا سنلقي باللغة في قارعة الطريق ساعة زمان..وننساها الى الأبد لأن كلا منا سوف يحل لنفسه الانعتاق من قوانين اللغة متى رق قلبه للنزول الى أرض القاريء المسكين بدلا من الارتقاء به الى رحاب تتفتق معها عبقرية اللغة وتمنح السرد كونا فسيحا من الرموز والاشارة، ينشله من سطحية التمحك ومجاملة القاريء.
أعجبني وأقنعني حديثك الناصع عن الظل، خاصة وأنت تكشف بلباقة وتواضع عن الفنان التشكيلي فيك حين قلت:"أما بخصوص الظل والظلال فمردها الى فهمي التشكيلي لطبيعة الظل..فللجرم المفرد في باصرتي التشكيلية مجموعة ظلال مباشرة ومنعكسة."
أوافقك أن فن السرد يفقد قدرته على الخلق والابتكار واستحداث نمادج موازية للواقع متى اقتصر على المعاني والدلالات اللغوية بمعزل عن آليات أخرى تمنحه الخصوبة والثراء..منها دون شك التشكيل.هنا تقف معرفتي المتواضعة وتبدأ دنيا واسعة الثراء لفنان تشكيلي مثلك.
هل رأيت كيف نقلنا نصك الرائع الى عوالم من البحث والتنقيب المعرفي الجميل؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: فضيلي جماع)
|
أخي الفاضل فضيلي
سلام عليك
ذلك السهم وقد أطلقته فسادعه يمضي لمأربه ولن نختلف..
وأتفق معك تماماً في ضرورة مراعاة القواعد اللغوية واحترامها..
ولكن دعنا نتفق أيضاً على أن اللّغة في أصلها مجموعة إشارات للتواصل والإتصال
بين الأنا والآخر في حدها الأدنى أو هي نتاج إنساني لتحقيق غاية بعينها هي التواصل
ونقل الناتج الفكري بين الأفراد والمجموعات.. إن صح مفهومي البسيط هذا لطبيعة
اللغة.. فذلك يعني أن اللغة هي كائن شديد الحيوية مما ينفي عنها صفة الجمود والثبات..
عليه يمكن اعتبار القواعد الفقهية للغة بمثابة قنوات تنظم جريان النهر ولكنها في
نفس الوقت لا تمنع النهر من الفيضان أو تحد من إقامة الكباري..
ألا تتفق معي في ذلك؟؟؟
والانحناء لك وأنت تتدانى متدلياً لتأخذنا إليك بأريحية العالم الجليل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: Ishraga Mustafa)
|
طيفور ..
التحايا شذيات نديات..
أرايت ياطيفور كيف يبقى الكبار كبارا..
أنظر الى هذا (الكردفانى) الاصيل ..
شكرا لك أستاذى فضيلى جماع ..شكرا لهذه الأريحية
وأنت تمنحنى صفة الأديب وأنا منها (براء) وتلك (ضفيرة)
أطول من عنقى ..شكرا لك وانت تعلن على عجل عن تراجعك
وأنت الأديب الأريب طويل القامة جهير السيرة ..
لك التحية استاذى ولكردفان التى نفحتنى دوما بالصداقات
الحميمة ...
ولك حزمات المودة...
عبد الرحمن قوى...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: Giwey)
|
أخي الأديب/ عبدالرحمن قوي
ليس في يد أي منا صك يمنح بمقتضاه صفة الأديب لفلان وينزعها عن علان.. متى شاء وكيفما اتفق. في لغتك وصياغة العبارة وأنا اقرأ مداخلاتك ما يشي بوجودك في ساحة الأدب دون أن تستجدي تلك الخاصة من أحد.
أشكر لك تكرمك بما أصبغته على شخصي من خصال أسأل الله أن تكون ملامح احداها ثوبا يسترني. أما كردفان، فقد حاولت الهروب كثيرا من
حدودها بحثا عن جبة القومية الواسعة‘ الا ان رملها الناعم مثل دل وغنج غزلانهاأعاد وقع خطاي الى ظل تبلدية.. فغفوت.
لك مودتي أيها النبيل.
فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: Ishraga Mustafa)
|
إشراقة....
أما من نافذة أهرب بها منكِ إليكِ...
قرأت وقرأت ... ثم قرأت
وعجزت حروقي.. قخذي إليكِ
بعض هذي الغصص العصيّة...
يا إمرأة مسكونة يالتباريح والأحلام الشهيّة
وانثريها عليّ كي أستريح أو أزداد غيّا
أو علميني كيف يصير الشعر طلقة بندقية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: طيفور)
|
طيفور
حلوة ومختصرة كما الوجبة اللذيذة حينما لا تشعر بالشبع
او كما الانفاس حين الكتمة فى زحام الترحال
ستساعدنى على السهر بجوار هذه الشاشة الصفراء المقرفة احيانا الا
من جمال يظهر بين الفينة والاخرى او بين الكلمة والكلمة
اقول احيانا
مشكور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حكــــ قبل النوم 2 ـــــاية (Re: طيفور)
|
القصـــــــة جميلة كجمــــــــال ليلة العرس...ومثقلة بالتعب المــدغم بغنة المعاناة..وانين من أعيــاهم النضال..
أشراقة وتواضع وأستفادة في نقد الاستاذين جمال وقوي...
أليست الهجليجة شجرة اللالوب؟
لكم التحايا و مواصلة الابداع..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
طيفور
Ibrahim Algrefwi
الجندرية
فضيلي جماع
Giwey
Ishraga Mustafa
ود العجمى
يا بت يا نيل
Frankly
عبدالماجد فرح يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست