قصة ابراهيم القوصي المعتقل السوداني بغوانتينامو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2004, 03:25 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة ابراهيم القوصي المعتقل السوداني بغوانتينامو

    تحقيق: ضياء الدين بلال

    [email protected]


    الثامنة إلا ربعاً مساء الجمعة الماضية رن جرس الهاتف بمنزل الحاج أحمد محمود القوصي بحي الدرجة الثانية جوار منسقية الدفاع الشعبي بعطبرة.. كان على الخط ابن خالة «ابراهيم».. يبشر الأسرة بأن ابنها المحتجز بقاعدة غوانتينامو.. سيقدم أخيراً لمحكمة عسكرية هو وآخر من اليمن.. وأن وزارة الدفاع الأمريكية قد عينت مستشاراً عسكرياً للدفاع عنهما..!!

    البشارة تحولت لمفاجأة أربكت الأسرة التي لم تكن تعلم أن ابنها الغائب منذ 1996 في ظروف وتفاصيل لاتقع في حيز معرفتهم.. أنه معتقل في زمرة المحتجزين بقاعدة غوانتينامو.. وغوانتينامو هي تلك المساحة التي تستأجرها الولايات المتحدة وتبلغ خمسة وأربعين ميلاً على الطرف الجنوبي الشرقي من الجزيرة الكوبية وتستخدم كقاعدة تخدم أغراض المخابرات الأمريكية.. ومن بين هذه الأغراض عزل عمليات المخابرات عن طائلة القانون الأمريكي..!!

    لحظة إنفجار الدموع

    أسرة الحاج أحمد محمود القوصي المكونة من (10) أبناء خمسة ذكور وخمس إناث.. ووالد من مواليد عطبرة في 17/11/1931 يعمل بالتجارة وتشتهر الأسرة بتجارة الفاكهة منذ قدومها من دنقلا في بواكير القرن الماضي.. وتمتد أصول الأسرة الى صعيد مصر.. ووالدة الأسرة امرأة فوق منتصف الستينات (رفض حاج أحمد أن نقابلها أو نأخذ لها صورة).. في ذلك المساء وبعد سماع الخبر الهاتفي انكبت الأسرة على مشاهدة الفضائيات للتحقق من الخبر بعد أن افترض عبد المنعم شقيق ابراهيم ويعمل بحقل التعليم.. أن ابن خالتهم قد يكون أخطأ في سماع الخبر وفي نقله. مرت الدقائق وحالة من البكاء الصامت تحبس أنفاس أسرة القوصي المشدودة في اتجاه شاشة الجزيرة.. وفجأة قطع حاج أحمد حبل الصمت وانفجر باكياً وهو يشاهد صورة منقولة من داخل المعسكر لمحتجزين تعمدت الكاميرا ستر وجوههم صاح حاج أحمد (والله.. دا ابني ابراهيم.. الأبو بعرف ولدو على بعد ميل.. هذه المشية هي مشية ابراهيم).. وانفجرت الأسرة في حالة بكاء هستيري واحتضن حاج أحمد الشيخ السبعيني جهاز التلفزيون!!

    وكالات الأنباء كانت تتناقل الخبر التالي:-

    (أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أنها قامت بتعيين محاميين عسكريين للدفاع عن معتقلين جديدين بمعتقل غوانتينامو وهما اليمني حمزة أحمد سليمان البهلول والسوداني ابراهيم أحمد محمود القوصي.. وهما من ضمن المجموعة الأولى من معتقلين أمر الرئيس بوش في نوفمبر الماضي بإحالتهم الى المحاكمة العسكرية)..!!

    «الرأي العام» التقطت اسم السوداني ابراهيم أحمد محمود القوصي.. الذي ورد في بعض الوكالات «القوسي» بالسين.. وأجرت عمليات بحث سريع عن هوية الأسرة.. هنالك أسرة القوصي بالخرطوم (3).. وأسرة أخرى بذات الاسم في أمدرمان.. وهنالك اسم القوصي ببربر وعطبرة.. انتهى بحث «الرأي العام» واتصالاتها بالأسرة الخرطومية الى عدم صلتها بابراهيم.. إشارة خاطفة سقطت من ذاكرة الأستاذ محمد لطيف.. (أظن أنني سمعت هذا الاسم.. قد يكون شقيقه درس معي بعطبرة)..!!


    الطريق إلى عطبرة
    (عطبرة.. عطبرة.. خمس ساعات بالحافلة..)

    نعم جهات رسمية بوزارة الخارجية أكدت لنا أن الأسرة المعنية بالبحث موجودة بعطبرة.. توفر اتصال هاتفي بالأسرة تحدثنا مع الحاج أحمد بدا صوته حذراً.. أحالنا الى ابنه عبد المنعم.. وبعد مشاورة أسرية سريعة (كان صوتها واضحاً عبر الهاتف).. جاءت الموافقة باستقبالنا بمنزل الأسرة بعطبرة..!!

    وصلنا عطبرة في ذات اليوم في الثامنة مساء.. صاحب التاكسي الذي استغل حداثة معرفتنا بالمدينة غالى في ثمن المشوار الى منزل القوصي.. وقد كان يعرف المنزل جيداً ويعرف أبناء حاج أحمد بمن فيهم ابراهيم الذي غاب من المدينة منذ 1996.. فأخذ لذلك ثمن المشوار وثمن بعض المعلومات التي جاءت في ثرثرته معنا..!!

    منزل الحاج أحمد محمود القوصي بالدرجة الثانية بعطبرة تبدو عمارته حديثة.. كراسي الجلوس على فخامة بائنة.. الصفرة كانت من خشب الموسكي الجيد الصنعة وكذلك السراير.. كان وضع الأسرة الاقتصادي يبدو من خلال البناء والأثاث أنه فوق الجيد.. وكانت حلوى العيد لا تزال تقدم للضيوف الذين يأتون مستفسرين عن خبر ابراهيم..!!

    يقول حاج أحمد (ابراهيم ابني رجل مسالم وهادئ الطبع درس مراحله الأولية إلى الثانوي بعطبرة وهو من مواليد 12/8/1960..تخرج في معهد الكليات التكنولوجية -جامعة السودان حالياً- من قسم المحاسبة.. وأخذ البكالريوس.. كان يعمل بالخرطوم لا أعرف بالضبط طبيعة عمله أو أين كان يعمل.. فأنا لا اهتم بهذا الأمر لمشغولياتي.. أغلب الوقت كان يقضيه بالخرطوم ويأتي إلينا في المناسبات والأعياد.. وكان لا يحب الحديث في أموره الخاصة.. كان يقيم مع عمته بالفتيحاب وعندما غاب لفترة سألنا عنه وقيل لنا سافر..)!!


    تساؤلات على حافة الصبر
    *
    حاج أحمد هل كنتم تعرفون جهة سفره؟

    = قال: لا..!!

    * طيب ولا المكان الذي يعمل فيه؟

    = لا علم لي أظنه كان شغال في.....

    = يتدخل الابن عبد المنعم = قائلاً: ابراهيم كان شغال في مصنع المشمع أوالشمع لا أدري..!!

    * هل كان لابراهيم انتماء سياسي؟!!

    = حاج أحمد: كل أبنائي ليس لهم انتماء سياسي حتى أسرتي الكبيرة ليس لها انتماء للختمية أو الأنصار.. نعم متدينين لكن تديناً عادياً مثل كل السودانيين..!!

    * ألم يكن ابراهيم سلفياً؟!!

    = حاج أحمد: لا.. والله لا علاقة له بالسلفيين.

    * لكن أراكم جميعاً مطلقي اللحى..؟!!

    = حاج أحمد: يا ابني اللحية سنة ما حقت ناس معينين..!!


    صور من الداخل
    رغم بروز الطابع الديني على بعض جماليات البيت من خلال اللوحات التي كتبت فيها آيات قرآنية ورسوم للحرم الشريف وبيت المقدس إلا أن السمة العامة التي يمكن أن تخرج بها أنها أسرة سودانية عادية متدينة.. فالمكتبة الموجودة بالصالون ضمت بالإضافة لكتب التفسير والسير.. كتباً مختلفة ومتنوعة «انحرافات صلاح نصر».. لاعتماد خورشيد.. «نميري الإمام والدولتين» للكاتب بابكر حسن مكي.. حرب رمضان.. مذكرات رومل.. كتاب في فن الطبخ..!!

    على جانب من اللقاء سألت شقيقه عبد المنعم عن اهتمامات ابراهيم.. قال (مستواه في الدراسة كان عادياً.. كان هادئاً جداً.. وأقول لك بصدق ابراهيم في مواصلة الأهل كان أفضل مني وهو مسالم كما قال والدي.. وكان يمارس رياضة كرة القدم. ويدخل السينما عادي ويشاهد التلفزيون)..!!

    طلبنا من حاج أحمد مقابلة والدة ابراهيم وأخذ صورة لها.. امتنع ضاحكاً (نحن في دي متشددين)..!!


    إتصال مفاجئ
    بعد غيابه بفترة ليست بالطويلة اتصل ابراهيم بأسرته هاتفياً.. ولم يوضح مكان وجوده.. أبلغهم أنه تزوج وأنجب بنتاً أطلق عليها اسم والدته.. ومنذ تلك المكالمة المجهولة المكان لم تسمع الأسرة صوت ابراهيم.. وظلت أخباره مقطوعة.. وتتجنب الأسرة ذكر اسمه أمام والدته.. التي في كل مناسبة تبكي عليه وتعاتب أشقاءه بأنهم لم يبحثوا عنه.. عبد الله «33 عاماً» الشقيق الأصغر لابراهيم تميزه لحية مهملة على غير لحية أخيه عبد المنعم التي تبدو صغيرة بقصد.. وعبد الله الذي يبدو بنطاله قصيراً بعض الشئ كذلك ينفي أن تكون له صلة بالتنظيمات السلفية.. وهو يبدو من خلال الصورة القديمة لابراهيم أقرب أشقائه شبهاً به..!! الأسرة قالت إنها اتصلت بوزارة الخارجية لاستجلاء وضع ابراهيم.. ويشيدون بالتعامل الذي قوبلوا به من قبل الوزارة والتطمينات التي قدمها لهم السفير هاشم عبد الرازق.


    مطر القلق
    مؤشرات وتقارير صحفية وفنية لمنظمات معنية بحقوق الإنسان عن معتقلي غوانتينامو تضاعف من قلق أسرة أحمد القوصي على ابنها ابراهيم. فقد كشفت وزارة الدفاع الأمريكية من قبل أن «3» معتقلين متهمين بالانتماء للقاعدة في قاعدة غوانتينامو حاولوا الانتحار.. وأن العدد بذلك قد بلغ «19» محاولة انتحار.. وقد أفادت باربارا بوفيند المتحدثة باسم البنتاغون أن «19» شخصاً حاولوا الانتخار خلال أسابيع.. وقالت إنه تم إجلاء الثلاثة الى المستشفى الميداني بالقاعدة الأمريكية لمعالجتهم من آثار نفسية وإضرابات بالمخ..!!

    وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت نص مذكرة أرسلتها الى الحكومة الأمريكية -ولم ترد عليها- وعرضت فيها تفصيلاً بعض بواعث قلقها بموجب القانون الدولي والمعايير الدولية في ما يتعلق بالمعتقلين الذين تحتجزهم الولايات المتحدة في أفغانستان وخليج غوانتينامو..!! وقالت المنظمة في مذكرتها(ينبغي على الحكومة الأمريكية أن تكفل توافق أفعالها مع القانون الدولي والمعايير الدولية.. فهذا أمر لا غنى عنه إذا ما كانت الغاية هي إرساء العدالة والبرهنة على تحقيقها وعدم تقويض الاحترام لسيادة القانون وحقوق الإنسان)..

    ومن بين بواعث القلق التي عبرت عنها المنظمة إقدام الحكومة الأمريكية على ما يلي:-

    1- رفض السماح للمعتقلين بالاستعانة بالمحامين.

    2- رفض السماح للمعتقلين باللجوء الى المحاكم للطعن في قانونية احتجازهم..!!

    3- رفض الإفصاح عن معلومات وافية بخصوص ظروف القبض على كثير من هؤلاء المعتقلين، وبما في ذلك إذا كان الاعتقال قد تم في أفغانستان أو في باكستان أو في غيرهما.

    4- إهدار مبدأ افتراض البراءة من خلال نمط من التعليقات العلنية التي تفترض أن المعتقلين في غوانتينامو مذنبون.

    5- التهديد بتطبيق نظام أدنى للعدالة من خلال اختيار بعض المواطنين الأجانب لمحاكمتهم أمام لجان عسكرية تابعة لهيئات تنفيذية.. وتفتقر بوضوح للاستقلال عن السلطة التنفيذية كما أن من صلاحياتها إصدار أحكام بالإعدام وليس من حق الذين يمثلون أمامها استئناف الأحكام أمام محكمة مستقلة ونزيهة.

    6- وقد رفضت الحكومة الأمريكية منح أي من المعتقلين في أفغانستان أوخليج غوانتينامو وضع أسرى الحرب أو إحالة أي من القضايا موضع الخلاف الى محكمة مختصة حسبما تقتضي اتفاقيات جنيف..!!


    صعوبة الوضع
    وتقول منظمات حقوق الإنسان إن السجناء في غوانتينامو في وضع قانوني صعب لأن الولايات المتحدة لا تعترف بأنهم أسرى حرب.. بل تعتبرهم مقاتلين غير قانونيين..!!

    وتدافع الولايات المتحدة عن موقفها بأن السجناء الذين نقلوا من أفغانستان مكبلي الأيدي ومعصوبي العيون يعاملون معاملة «إنسانية».. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد عرضت صوراً قالت إنها لمعتقلين بالقاعدة الكوبية يلعبون كرة القدم ويؤدون صلاتهم دون أن تظهر ملامح وجوههم.. الحكومة البريطانية قالت إن السجناء بالقاعدة الكوبية بمن فيهم ثلاثة بريطانيين يعاملون بالشكل «المناسب» ومع ذلك استدركت قائلة (سنقدم شكوى للولايات المتحدة إذا أصبحت أوضاع السجناء أقل من المطلوب)..!!

    وتأتي قصة تعيين مستشارين عسكريين للدفاع عن اليمني حمزة البهلول والسوداني ابراهيم القوصي كثمرة ماسخة لتلك الضغوطات المتواصلة على الإدارة الأمريكية التي لم تغادر مناخات 11 سبتمبر بعد..!!


    نتائج غير مكتملة
    وإذا قرن التصريح الذي أطلقه وزير الخارجية السوداني دكتور مصطفى عثمان اسماعيل في 24 يناير الماضي الذي قال فيه إن وزارته تتابع أمر المعتقلين بغوانتينامو مع المسؤولين الأمريكان.. وإفادته بأنهم تحصلوا على وعد منهم بتمكين «الأجهزة المختصة» بزيارتهم والاتصال بهم، وختم عثمان تصريحه (الاتصالات وصلت لمرحلة متقدمة آمل أن تكلل باطلاق الأسرى قريباً)..!! إذا قرن ذلك التصريح بقرار المسارعة باستثناء البهلول والقوصي من الـ «300» شخص المعتقلين في خليج غوانتينامو في 6 فبراير..

    إذا قرن هذا بذلك يخرج من بينهما سؤال هامس.. هل تم إحالة الرجلين خاصة القوصي للمحاكمة دون غيرهما أو قبل غيرهما.. نتاج اتفاق سياسي بين الحكومة السودانية والإدارة الأمريكية لإخراجهما من الحبس الكوبي «قريباً».. أم أن حيثيات الاتهام توافرت عليهما فعجل بهما.. أم أن هنالك أمراً ثالثاً يترك للتاريخ ولمفاجآت أخرى قادمة؟!!


    لموقع صحيفة الراي العام
    http://www.rayaam.net/hiwar.html









                  

العنوان الكاتب Date
قصة ابراهيم القوصي المعتقل السوداني بغوانتينامو Elsadiq02-10-04, 03:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de