أسئلة حائرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2004, 09:17 AM

abumoram22


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسئلة حائرة

    وأنا اشاهد الأشرطة التي تبثها قناة الجزيرة بين وقت وآخر والتي يتحدث فيها منفذوا العمليات الإنتحارية ( الإستشهادية)عن الأسباب التي دفعتهمالى تنفيذها تقفز الى ذهني بعض الأسئلة والتي عجزت أن أجد لها إجابة شافية وأطمع في أهل الإختصاص أو من يملك أجابات شافية أن يعينني على فهم ما يجري والأسئلة هي:
    ما الذي يدفع انسانا يضج بالفرحة والحلم الى قرار الستشهاد من أجل فكرة؟
    كيف لإنسان أن يصل الى لحظة (اللا آلم) التى تسبق التنفيذ مباشرة؟
    ما هي السمات النفسية التي يتحلون بها؟
    ما قبمة هذه العمليات التي يرجوها منفذوها؟








                  

02-08-2004, 09:23 AM

Khaalaleyaal
<aKhaalaleyaal
تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 389

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)


    as far as i can see it is

    AL FALASSSSS

    Regards

    Khal aleyaal
                  

02-08-2004, 10:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)

    الأخ أبو مرام

    تحية طيبة

    هناك فرق بين الاستشهاد والانتحار.. الشهيد إنسان له استعداد أن يفدّي دينه أو وطنه أو عرضه بنفسه، ولكنه لا يقتل نفسه بل يقتله خصمه.. أما ما يفعله هؤلاء الشباب، كجماعة القاعدة الذي فجروا أنفسهم في حي المحيّا، فهو أنهم يقتلون أنفسهم ويقتلون الآخرين، وهذا انتحار.. فيكون السؤال بعد إعادة الصياغة هو:

    ما الذي يدفع انسانا يضج بالفرحة والحلم الى قرار الانتحار من أجل فكرة؟

    الدوافع كثيرة، ولكنها تصب جميعا في أمر واحد هو اليأس من إحداث تغيير بغير طريق قتل النفس وقتل الآخرين، على غرار قصة شمسون "عليّ وعلى أعدائي يا رب".. ولو لاحظت فرحة هؤلاء المقدمون على الانتحار تجدها تعكس شدة إيمانهم بأنهم يفعلون فعلا يجدون عليه الجنة جزاء بعد موتهم..

    سؤالك:

    Quote: كيف لإنسان أن يصل الى لحظة (اللا آلم) التى تسبق التنفيذ مباشرة؟

    هؤلاء الأشخاص يتألمون نفسيا ويتمزقون نتيجة ما يرونه من ظلم واقع على وطنهم أو على الإسلام حسب فهمهم، وهذا الألم الشديد يدفعهم إلى محاولة مقاومة الألم الآخر الذي ينتج من نية قتل النفس وتفجيرها وعندما يشتد الألم الأول على الألم الثاني يقدمون على الانتحار وهم ينتظرون الفوز بالجنة والشهادة التي هم مقتنعون بها، ولا يرون أن الأمر انتحار..

    سؤالك:

    Quote: ما هي السمات النفسية التي يتحلون بها؟


    مثل هؤلاء الأشخاص يتصفون بالانقياد، وليست لديهم صفات القيادة هم أنفسهم، ويتميزون بالمقدرة على توقيف التفكير العقلاني لصالح التفكير الإيماني الذي يقنعهم به، في العادة، شخص آخر عن طريق الكلام أو الكتابة.. أذكر أن أحد الأطباء النفسيين قد قام بدراسة لشخصيات فلسطينية ممن تم أقناعهم بالعدول عن فكرة الانتحار، وقد نشرت هذه المقالة في جريدة الشرق الأوسط سآتيك به أسفل هذا الكلام..

    سؤالك:

    Quote: ما قبمة هذه العمليات التي يرجوها منفذوها؟

    منفذو هذه العمليات يرجون، بواسطة إخافة الناس وترويعهم، ابتزاز الحكّام للرضوح لمطالب سياسية معينة تنادي بها الجماعة.. هذا باختصار شديد..

    الانتحار كظاهرة مرضية واستغلاله السياسي
    د. احمد نجم محيي الدين

    باتت العمليات الانتحارية ـ الاستشهادية التي شاعت مؤخرا، واصبحت تلقى تأييدا ورواجا في صفوف الشباب المسلم بشكل عام، والشباب الفلسطيني بشكل خاص، احد الظواهر الاجتماعية والنفسية الخطيرة التي امتنع الكثيرون من زملائي في الوطن العربي وفي العالم عن مناقشة ابعادها ودوافعها ومسبباتها بشكل علمي محض، وكشف الدوافع التي تكمن وراء هذه الظاهرة.
    لا اريد التطرق الى الابعاد السياسية او الدينية لهذه الظاهرة تاركا الحبل في هذا المجال لما لا يعد ولا يحصى من المفكرين والمحللين والقادة السياسيين ورجال الدين، بل ما اريده هو دراسة هذه الظاهرة من ناحية علم النفس.
    بعد دراسة مستفيضة لظاهرة الانتحار ـ الاستشهاد وتحليل دوافعها والعوامل النفسية التي تلعب الدور الاهم فيها يمكن تقسيم الشباب والفتيات الذين «يتطوعون» لتنفيذ هذه العمليات الى مجموعتين رئيسيتين: المجموعة الاولى، وهي اولئك الذين يبدون طوعا وعلانية استعدادهم للموت لتحقيق هدف سياسي او للانتقام ولنسميها مجازا مجموعة المستعدين للموت.
    والمجموعة الثانية، موضوع هذه الرسالة، هي اولئك الذين يبدون رغبة بالموت ولنسميهم مجازا مجموعة الراغبين بالموت.
    لقد تبين من مراقبة سلوكيات عدد من افراد هذه المجموعة ودراسة تكوينها النفسي ان افراد هذه المجموعة هم مرضى نفسيون بكل معنى الكلمة، يفترض فينا كمجتمع وكأفراد وكأطباء نفسيين، مراعاة هؤلاء المرضى وعلاجهم، وتوفير كل السبل لاخراجهم من المأزق ـ الكارثة الذي يعيشون تحت تأثيره ويولد لديهم عنوة الرغبة في الموت، هذه الرغبة التي تتزامن، في احوال كثيرة، مع ظروف اجتماعية وسياسية معينة تحول هذا المريض من (الراغبين) الى سلاح رخيص بيد شخص او مجموعة او حزب او حركة معينة، تستغل هذ الرغبة لكي تحقق على حساب هذا المريض نقاطا في ساحة العمل العسكري.
    ومن متابعة عدد غير قليل من هذه الحالات استطعت التوصل الى تشخيص عرضين هامين يمكن من خلالهما التعرف على هذا المرض وعلاجه. الاول، هو اعتقاد الراغب بالموت ان لا معنى لحياته، وان ليس هناك ما يستأهل العيش من اجله. اما العرض الثاني فهو الاعتقاد الذي يستولي على عقل المريض بان الحياة اصعب من الموت.
    ومن تحليل شخصية المقدم على الانتحار ـ الاستشهاد كما نشر مؤخرا في المواقع المتخصصة على صفحات الانترنت، تبين ان اغلب الذي يقدمون عليه يعانون من ظاهرة الشخصية غير المستقلة (Personality Depended Disorder). او من ظاهرة الشخصية الهامشية (Personality Borderline Disorder) وهي الظاهرة الاكثر خطورة حيث ان المصاب بها يشعر ـ ناهيك من الافكار الوطنية او الدينية ـ برغبة شديدة في الحاق الضرر بنفسه، ومن بين الذين يعانون من هذه الظاهرة يمكن ملاحظة العدد الاكبر من الذين يحاولون الانتحار.
    وهنا قد يقول قائل ـ وبصدق ـ اننا جميعا يتملكنا الشعور في لحظات معينة بان الحياة اصعب من الموت، واقول ان هذا صحيح، لكن الانسان المتزن السليم عقليا يدرك على الفور ان هذا الشعور ما هو الا شعور لحظي عابر ناجم عن الضغط النفسي او الجسدي الذي يتعرض له، ويمكنني تشبيه ذلك بالذي يسبح في البحر وتغطي رأسه في لحظات معينة موجة عابرة، لكن ذلك لا يدعوه للتفكير باغراق نفسه. فالموجة تنحسر وتعود حياته الى طبيعتها. ولكن في حالة المريض النفسي، فهنا يكمن دورنا جميعا كمجتمع وكأطباء نفسيين في توفير كل الوسائل الممكنة لهؤلاء، لتجاوز هذه الموجات التي تمر على حياتهم واقناعهم بان دقائق اليأس لا بد عابرة وان ابواب الحياة مفتوحة امامهم.
    ولكن للاسف، وبدلا من معالجة هؤلاء المرضى، تحولت بعض فئات المجتمع العربي، والاسلامي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص، الى عامل مشجع ومؤيد لاولئك الراغبين بالموت، وبدلا من انقاذهم من الغرق فان هذه الفئات تدفع رؤوسهم اكثر واكثر عميقا تحت الماء بوعود ومغريات ساذجة.
    خلاصة القول ان كل من يحاول او يفكر في الانتحار هو مريض نفسي يتوجب على المجتمع العناية به، وعلاجه الذي يقتصر في الحالات البسيطة على بضع جلسات من الحوار، وفي الحالات الشديدة يمكن الاستعانة بالفاراماكولوجيا، اي العلاج الدوائي ووضع المريض تحت المراقبة.
    لا يمكن الاحاطة بهذا الموضوع دون درس الحالة النفسية لاولئك الذين يرسلون المرضى الى حتفهم، فهم ايضا ينتمون الى المختلين عقليا الذين يمكن تشبيههم بالطائر المجنون، الذي يظل ينقر في لحمه حتى يموت، اما لماذا يفعلون ذلك، فذلك موضوع لدراسة اخرى اتمنى ان يتوفر لدي الوقت والجهد لمتابعتها ودراستها.
    والخلاصة انه قد حان الاوان لكسر المحرمات التي وضعتها المجتمعات العربية حول علم النفس والعلاج النفسي، وتكثيف الجهود، وتوفير الوسائل الممكنة لمنع تدهور حالات المرضى النفسيين، وايلاء هذا الموضوع الحيز الذي يناسبه من الموارد والاهتمام.
    طبيب نفسي من فلسطين
                  

02-09-2004, 08:22 AM

abumoram22


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)

    الأخ ياسر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشكر أجزله لاهتمامك بالأسئلة وردودك التي سوف تساعدني كثيرا في الوصول الي حقيقة هؤلاء.
    في معرض ردك الكريم تطرقت لتعريفهم بأنهم انتحاريون وقد اعتمدت في ردك هذا على من يفجرون المجمعات السكنية فهل هذا ينسحب على الذين يفجرون أنفسهم وسط الأعداء كما يفعل الفلسطنيون والفلسطنيات أو كما يحدث في الشيشان؟الا يكون ما يقومون به دفاعا عن الدين والوطن والعرض؟ وكيف يكون الدفاع عن الوطن إن تقعاس الفعل الرسمي بل تآمر كما يحدث في العراق؟ وكيف يكون السبيل للدفاع عن بلادنا وديننا؟
    أعينوني أعانكم الله على الفهم فأنا في حيرة من أمري

    (عدل بواسطة abumoram22 on 02-09-2004, 08:24 AM)

                  

02-09-2004, 11:26 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)

    الأخ أبو مرام

    تحية

    سؤالك:

    Quote: في معرض ردك الكريم تطرقت لتعريفهم بأنهم انتحاريون وقد اعتمدت في ردك هذا على من يفجرون المجمعات السكنية فهل هذا ينسحب على الذين يفجرون أنفسهم وسط الأعداء كما يفعل الفلسطنيون والفلسطنيات أو كما يحدث في الشيشان؟


    نعم يا سيدي، إن الانتحار يشمل أيضا ما يفعله الفلسطينيون والفلسطينيات وسط المدنيين من الإسرائيليين.. فقتل النفس هنا غرضه ترويع المدنيين للضغط على الحكومة الإسرائيلية المحتلة والتي تمارس أشد أنواع الظلم والتقتيل والهدم والترويع الجماعي.. ولكن قتل النفس أثبت أنه لا يزيد إسرائيل إلا عدوانا وظلما.. وهذه الوسيلة ربما حققت بعض الأهداف قصيرة الأمد ولكنها لا تصنع سلاما.. صناعة السلام لا تعني الاستسلام، ولكن هناك وسائل نضال سلمية.. أنظر إلى حركة الحقوق المدنية التي قادها القس مارتن لوثر كنج جونيور في الولايات المتحدة.. صناعة السلام تجعل الناس يكسبون عطف العقلاء في العالم.. أما التقتيل فلا يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والعنف المضاد.. والأمر ينطبق أيضا على الشيشان.. والإسلاميون الذين يروجون لهذه الانتحارات ليس غرضهم تحرير فلسطين ولا تحرير الشيشان وأحراز استقلالها وإنما قصدهم ما يسمونه بالمشروع الإسلامي وهو مشروع رأى الناس نموذجا له في السودان وفي أفغانستان.. ولن يفلح مثل هذا المشروع إلى في خلق نماذج شائهة متخلفة..

    سؤالك:

    الا يكون ما يقومون به دفاعا عن الدين والوطن والعرض؟ وكيف يكون الدفاع عن الوطن إن تقعاس الفعل الرسمي بل تآمر كما يحدث في العراق؟ وكيف يكون السبيل للدفاع عن بلادنا وديننا؟
    أعينوني أعانكم الله على الفهم فأنا في حيرة من أمري


    هل سأل الناس أنفسهم لماذا سلّط الله عليهم إسرائيل في الأساس؟؟ ولماذا جعل الله السلاح والمال والتقدم بيد غير المسلمين؟؟ في تقديري، ان الله يريد من المسلمين أن يتفطنوا إلى ميزة السلام في دينهم ويبتعدوا عن فكرة القتال فيهتدوا ويهدوا العالم دينا راقيا مقنعا للعقول.. إن العرب والمسلمين اليوم في التيه وهم لن يخرجوا منه إلا إذا عادوا وفهموا دينهم فهما جديدا.. في الماضي اعتمد العرب على الاتحاد السوفيتي لمواجهة إسرائيل والغرب فلم يحصدوا إلا الفشل.. والآن نرى الجماعات الإسلامية تروّّج لوسائل إرهابية لم تفلح إلا في تسبيب الكوارث للعرب والمسلمين وما حدث في العراق جزء صغير من هذه الكوارث.. الحل هو فهم جديد للدين وللحياة.. مثل هذا الفهم تقدم به الأستاذ محمود منذ عام 1967 في كتاب "التحدي الذي يواجه العرب".. أرجو أن تسمح لي أن أهديك وأهدي القراء الكرام هذا الجزء منه .. وأشكرك لفتح الموضوع..

    Quote:
    العرب في التيه:

    ومع ذلك فان هذه الجهالة الكبرى، وهذه الغفلة المفلسفة، وهذه النكسة البشرية، الفكرية، الموبقة، تسمي نفسها، في أيامنا الحاضرة، "ثورية وتقدمية" وتطرق أبواب العرب المسلمين، فتجد، من قادة العرب المسلمين، من يفتح لها هذه الابواب على مصاريعها.. في غفلة وفي بلاهة..

    ان العرب اليوم في التيه.. وهم في تيه ولا موسى لهم، ولا هارون، ولا يوشع.. بل ولا مولى لهم.. نسوا الله فنسيهم الله: "كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى".

    ان هذا أمر لا يصح السكوت عليه، ولا بد من عمل سريع.. واول ما تجب الاشارة اليه هو ان المشكلة التي تواجه العرب اليوم ليست، كما يظنون، مشكلة أرض فلسطين، التي اقتطعها اليهود بمعاونة بريطانيا وامريكا، وموافقة الاتحاد السوفيتي، وبعض الدول الاخرى، فشردوا أهلها، واقاموا فيها دولة اسرائيل.. المشكلة اكبر من ذلك، واخطر.. هذه المشكلة الكبيرة، الخطيرة هي ان المرحلة الحاضرة من تطور المجتمع البشري، على هذا الكوكب، الذي نعيش فيه، قد واجهت العرب بتحد لم يسبق لهم ان ووجهوا به، بهذه الصورة الحاسمة، وما ارض فلسطين الا البقعة التي فيه رمي قفاز التحدي..

    ولقد واجه العرب هذا التحدي بغير ادواته، حين ظنوه دولة اسرائيل، فدخلوا معها في حرب يوم 15 مايو عام 1948 فانهزموا، فذهبوا يبحثون عن أسباب الهزيمة، فلم يهتدوا الى اصل المشكلة، ولكن تفكيرهم هداهم الى ان سبب الهزيمة هو فساد الحكام العرب، وتواطؤهم مع الاستعمار الغربي، الذي صنع اسرائيل وساندها في الحرب ضد العرب فثاروا ببعض حكامهم، واجلوهم عن مواطن القيادة، وجاءوا بقيادات جديدة فظنوا أنهم بذلك قد اهتدوا الى اصل المشكلة، وظنت هذه القيادات الجديدة ان مشكلتها هي دولة اسرائيل، ومن ورائها الدول الغربية، أو قل انها ارادت ان تفهم ان مشكلتها هي الدول الغربية التي تستخدم اسرائيل، بعد ان زرعتها في ارض العرب، كقاعدة عسكرية ضدهم.. فواجهت الغرب بالعداوة على نحو ما برز في الصورة التي بها تم تأميم قناة السويس، فأضافت بذلك مشكلة جديدة، من غير ان تهتدي الى أصل المشكلة، وقد جرت على نفسها عدوان 29 اكتوبر عام 1956، فانهزمت فيه، في الحقيقة، ولكنها توهمت انها كانت فيه منتصرة، لسبب واضح هو ان الصراع بين الكتلتين اوقف العدوان قبل ان يبلغ أهدافه.. فظنت به الهزيمة، وبنفسها النصر، وكذلك زاد بعدها عن أصل المشكلة، وزاد ضلالها.. ثم جرت على نفسها عدوان 5 يونيو من عام 1967 فانهزمت هزيمة نكراء، ولقد كنا نرجو لها ان تهتدي بهذه الهزائم المنكرة، المتكررة، الى أصل هذه المشكلة.. ولكن الدلائل تدل على ان القيادات العربية تبعد كل يوم عن فهم أصل هذه المشكلة.. وما القرارات التي اتخذت اخيرا، في مؤتمر القمة، الذي عقد بالخرطوم بين التاسع والعشرين من أغسطس والحادي من سبتمبر من هذا العام، الا أحدث دليل على ضلال القيادات العربية عن أصل المشكلة..

    التحدي الذي يواجه البشرية:

    والتحدي الذي يواجه العرب اليوم هو في الحقيقة نصيبهم من التحدي الذي يواجه البشرية المعاصرة جمعاء.. والتحدي الذي يواجه البشرية هو موطنها الذي تعيش فيه اليوم ــ هذا الكوكب الذي نعيش فيه ــ قد انكمش واصبح صغيرا، بفضل الله، ثم بفضل سرعة المواصلات الحاضرة، حتى لقد اصبح الناس ــ كل الناس ــ جيرانا، بعضهم لبعض واصبح مطلوبا اليهم ان يتعايشوا في حسن خلق، وحسن معاملة، وفي سلام، والا فما تطيب حياة لجيران يتشاكسون كل صبح جديد.. بايجاز فان التحدي الذي يواجه البشرية اليوم هو ان الكوكب الذي نعيش فيه قد اكتملت له الوحدة المكانية، وقد أصبح يتطلب من البشرية التي تعيش فيه ان تحقق الوحدة الفكرية بين أفرادها حتى يستطيعوا ان يتعايشوا في سلام ــ ان لم نقل يعيشوا في سلام ــ مع اختلاف الوانهم، ولغاتهم، وعاداتهم، وعقائدهم، فان هم عجزوا عن ذلك فسيكون مصيرهم مصير كل الاحياء الذين عجزوا عن ان يوائموا بين حياتهم وبين بيئتهم ــ وقد جرت بذلك سنة الاولين..

    وتوحيد البشرية عن طريق الفكر ــ وليس هنالك من طريق سواه ــ يتطلب مدنية تعطي منزلة الشرف للفكر، وما هكذا المدنية الغربية الحاضرة: لا في شقها الراسمالي الغربي، ولا في شقها الشيوعي الشرقي.. بل ان هذه المدنية الغربية لتقوم أساسا على انكار الفكر.. فهي مدنية مادية، يستوي في ذلك شقها الشيوعي، مع شقها الراسمالي. فليس الاختلاف بين الشيوعية والرأسمالية الا اختلاف مقدار.. وواضح جدا عند الشيوعية تحقير الفكر، وكبت حريته.


    والمدنية الغربية أعلنت افلاسها، ووصلت الى نهاية مقدرتها التطورية.. وعجزت عن استيعاب طاقة بشرية اليوم، وتطلعها الى تحقيق الاشتراكية والديمقراطية في جهاز حكومي واحد.. لان الانسان المعاصر يريد الحرية، ويرى ان الاشتراكية حق طبيعي له، ووسيلة لازمة لتحقيق هذه الحرية، ومن خطل الرأي عنده، ان يطلب اليه، ان يتنازل عن حريته لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الاشتراكية، كما تريد له الشيوعية الماركسية الآن. أو ان يطلب اليه ان يحقق حريته الديمقراطية في ظل نظام اقتصادي رأسمالي لا تتوفر له فيه حاجة المعدة والجسد الا بشق الانفس، كما تريد له الراسمالية الغربية..

    فالتحدي الذي يواجه البشرية اليوم، من بيئتها الجديدة، يتطلب بزوغ شمس مدنية جديدة، تلقح الحضارة الغربية الآلية، الحاضرة، وتنفخ فيها روحا جديدا، يعطيها المقدرة على التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة.. مدنية تضع حاجة الفرد هذه في مركز التنظيم، ثم تفرع تشريعها في الاشتراكية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية على اعتبار يجعل المجتمع البشري الوالد الشرعي للفرد البشري الكامل.. وهو ذلك الفرد الذي تحقق له كمال حياة الفكر، وكمال حياة الشعور.. وما نريد ان نطيل هنا الحديث عن فشل المدنية الغربية فانا قد فصلنا ذلك في كتابنا "الرسالة الثانية من الاسلام".


    التحدي الذي يواجه العرب:

    والتحدي الذي يواجه العرب اليوم هو نصيبهم من هذا التحدي العام للبشرية، ولكنه أشد توكيدا وأكثر الحاحا. وذلك لعدة اسباب، أهمها اثنان: أحدهما ان العرب يعيشون في منطقة هي سرة العالم، وعندها تلتقي القارات الثلاث، اوربا، وآسيا، وأفريقيا، وهي منطقة صنع فيها التاريخ، منذ فجر التاريخ، ولا يزال يصنع، ولقد نشأت فيها، وعلى صلة بها، والتقت على ارضها جميع المدنيات، وبخاصة تلك التي تجمع بين المادة والروح، وتطلب للانسان الرغيف لانه لا يعيش بدونه، وتطلب له الحرية لانه لا يعيش بالرغيف وحده.. "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله" كما قال المسيح أو "الدنيا مطية الآخرة" كما قال محمد..

    وثانيهما ان العرب ــ دون سائر الناس ــ هم أهل الكتاب، هم اهل القرآن، والقرآن هو روح الله الذي اذا نفخ في هيكل الحضارة الغربية، الآلية، العملاقة الحاضرة، عادت اليه الحياة واستقامت فيه الموازين وملك القدرة على ان يسير بالبشرية الى منازل السلام.. فالمدنية الغربية المادية، منفوخا فيها الروح الاسلامي، هي المدنية الجديدة، التي بها تستطيع البشرية ان تحدث الوحدة الفكرية والتي تتطلبها وحدة بيئتها الجديدة.. وبالتقاء الوحدتين يقوم التناسق التنظيمي، وعلى هذا التناسق يقوم العدل الموزون، على تطبيق حكم القانون، وبالعدل الموزون يحل في الارض السلام..

    ولكن العرب اليوم يعيشون على هامش الحياة، على قشور من المدنية الغربية "وهي في لبابها فاسدة فكيف بقشورها؟" وعلى قشور من الاسلام. وقد استدار الزمان دورته، وأصبحت منطقة العرب مسرحا لصراع حضاري جديد، هو ما نشهده الآن من حوادث يدمى لها القلب، تجري بين العرب واليهود.. هذه الحوادث المؤلمة هي في الحقيقة بمثابة أتعاب الولادة التي تصحب ميلاد المدنية الجديدة، في مهد المدنيات، والعرب هم القابلة التي على يديها يستهل المولود الجديد، ولكنه عن دورهم هذا مذهولون.. يظنون ان اسرائيل هي سبب مشكلتهم، وما دروا ان اسرائيل نتيجة وليست سببا!! والسبب هو ان العرب لا يحتلون في التاريخ المعاصر المكان اللائق بهم.. مع انهم يعيشون في فترة تؤرخ تحولا جوهريا في الحياة البشرية، على هذا الكوكب.. تحولا لم يسبق للبشرية به عهد.. بهذا التحول ينتهي عهد، ويبتدئ عهد.. ينتهي عهد طفولة البشرية، ويبتدئ عهد رجولتها وهذا ما عنيناه حين تحدثنا عن التحدي الذي تواجه به البيئة المعاصرة البشرية اليوم..

    لكأن منطق تطور الحياة البشرية المعاصرة على هذا الكوكب يقول للعرب ان عليكم الآن ان تدخلوا التاريخ في القرن العشرين، كما دخله أوائلكم في القرن السابع، فأشرقت بدخولهم على عالم يومئذ شمس مدنية جديدة، أو ان تخرجوا عن التاريخ لبقية التاريخ.. هذا هو التحدي الذي يواجه العرب، وما اسرائيل الا قفاز التحدي قذف به في ارض فلسطين.. وهو لم يقذف به الاستعمار الغربي، وانما قذفت به قوة ما الاستعمار الغربي الا أداة من أدواتها ولقد سبق لهذه القوة ان تحدت العرب في القرن السابع قبل أن يدخلوا التاريخ، فقالت: "ولا تهنوا وتدعوا للسلم وانتم الاعلون، والله معكم، ولن يتركم أعمالكم * انما الحياة الدنيا لعب ولهو وان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم، ولا يسألكم أموالكم * ان يسألكموها فيحفكم تبخلوا، ويخرج اضغانكم * ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله، فمنكم من يبخل، ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني، وانتم الفقراء، وان تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم" هذا هو التحدي الذي يواجه العرب اليوم، كما واجه أوائلهم بالامس.. اما ان تدخلوا تاريخ يومكم، بالاقبال على الله ــ او ان تخرجوا عن التاريخ الى الابد، "وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم".
                  

02-09-2004, 08:31 PM

Khalid Eltayeb
<aKhalid Eltayeb
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 1065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)

    الاخ العزيز ابومرام

    الانتحار - قتل النفس - اصعب قرار يمكن ان يتخذه شخص قي حياته وهو يعلم ان ذلك هو القرار الاخير والذي بعده سينتقل الى عالم اخر . العملبات الانتحارية في وطننا العربي بدأها اليساريون في ما عرف بالعمليات الفدائية و كانت تستهدف اهداف عسكرية في اطار مايعرف المقاومة . ثم تعلم الاسلاميون هذه الوسيلةو اضافوا لها بعدا مقدسا فتحولت الي عمليات استشهادية . فى الحالتين يقوم المنتحر او المستشهد بذلك بسبب فكرة يعتقد بها.

    اما السؤال عن الالم الذى يسبق لحظة الموت فهذا لاادرى عنه و ربما تحدث عمليات فسيولوجية في جسم المنتحر نتيجة لنشاط هرمونات معينة يتجاوز بها ذلك الالم .ربما بستطيع اطباء البورد الاجابة على ذلك.
                  

02-10-2004, 09:13 AM

abumoram22


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)

    الأخ الفاضل ياسر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حقيقة أني أبحث عن الحقيقة المجردة التي تعيد للإنسان توازنه وما يدور في عصرنا هذا من صراعات وفي عالمنا الإسلامي بالتحديد يجعلنا أكثر حيرة. لقد تشرزم المسلمون في جماعات وصل الصراع بينها حد القتال . كل فئة تكفر أختها والقريب في الأمر أنهم جميعا يحتكمون الى الآيات نفسها والأحاديث نفسها مما يربك الإنسان العادي مثلي ويجعله في حيرة من أمره. الكل ينادي بالتجديد( المشروع الإسلامي - الصحوة-نظرة التجديد ......) الكل يرفع شعار أن الإسلام هو الحل. الشريعة هي الحل ولكن كيف وبأي رؤية أو منظور الله أعلم وقد عايشنا تجارب كثيرة في أيامنا هذه (السودان - افغانستان - ايران) ولم نر على أرض الواقع تطبيقا للشعارات التي ما فتئوا يرددونهابل رأينا العكس انتهاك لحرمات الناس وكراماتهم. تشريد وتقتيل تجويع واذلال تعرى المجتمع وفقد أهم مرتكزاته. الكل يلهث ويلهث ولاحول ولاقوة الا بالله.
                  

02-10-2004, 09:29 AM

abumoram22


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة حائرة (Re: abumoram22)

    الأخ الفاضل ياسر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حقيقة أني أبحث عن الحقيقة المجردة التي تعيد للإنسان توازنه وما يدور في عصرنا هذا من صراعات وفي عالمنا الإسلامي بالتحديد يجعلنا أكثر حيرة. لقد تشرزم المسلمون في جماعات وصل الصراع بينها حد القتال . كل فئة تكفر أختها والقريب في الأمر أنهم جميعا يحتكمون الى الآيات نفسها والأحاديث نفسها مما يربك الإنسان العادي مثلي ويجعله في حيرة من أمره. الكل ينادي بالتجديد( المشروع الإسلامي - الصحوة-نظرة التجديد ......) الكل يرفع شعار أن الإسلام هو الحل. الشريعة هي الحل ولكن كيف وبأي رؤية أو منظور الله أعلم وقد عايشنا تجارب كثيرة في أيامنا هذه (السودان - افغانستان - ايران) ولم نر على أرض الواقع تطبيقا للشعارات التي ما فتئوا يرددونهابل رأينا العكس انتهاك لحرمات الناس وكراماتهم. تشريد وتقتيل تجويع واذلال تعرى المجتمع وفقد أهم مرتكزاته. الكل يلهث ويلهث ولاحول ولاقوة الا بالله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de