إبن الفارض.............سلطان العاشقين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 08:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2004, 09:48 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7546

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الاعزاء ودمحجوب ياسرالشريف ود النورحمد
    شكرآ جزيلآ

    قصيده البرده للبوصيرى


    http://www.alnabee.com/Saound/burda_1.ram




    أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَمِ
    مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ

    أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ
    وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن اِضَمِ

    فـما لِعَينـيك اِن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا
    وما لقلبِكَ اِن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــمِ

    أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ
    ما بينَ منسَــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمِ

    لولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــا على طَلِلِ
    ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ

    فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَــهِدَت
    به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ

    وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَى
    مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـك والعَنَـمِ

    نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي
    والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ

    يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً
    مِنِّي اليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ

    عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ
    عن الوُشــاةِ ولا دائي بمُنحَسِــمِ

    مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُ أسمَعُهُ
    اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـمِ

    اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِي عَذَلِي
    والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ

    فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــا اتَّعَظَت
    مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِ والهَـرَمِ

    ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ قِرَى
    ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَ مُحتشِـمِ

    لــو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــا أُوَقِّرُهُ
    كتمتُ سِـرَّا بَــدَا لي منه بالكَتَمِ

    مَن لي بِرَدِّ جِمَــاح مِن غَوَايتِهَــا
    كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيــلِ بالُّلُـجُمِ

    فـلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْـرَ شـهوَتهَا
    اِنَّ الطعـامَ يُقوِّي شــهوةَ النَّهِمِ

    فاصْرِف هواهــا وحاذِر أَن تُوَلِّيَهُ
    اِنَّ الهوى مـا تَـوَلَّى يُصْمِ أو يَصِمِ

    وراعِهَـا وهْيَ في الأعمال سـائِمَةٌ
    واِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلا تُسِـمِ

    كَـم حسَّــنَتْ لَـذَّةً للمرءِ قاتِلَةً
    مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ

    واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِن شِبَعٍ
    فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَـــرٌّ مِنَ التُّـخَمِ

    واستَفرِغِ الدمعَ مِن عينٍ قَـدِ امْتَلأتْ
    مِن المَحَـارِمِ والْزَمْ حِميَـةَ َالنَّـدَمِ

    وخالِفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهِـمَا
    واِنْ همـا مَحَّضَـاكَ النُّصحَ فاتَّهِـمِ

    ولا تُطِعْ منهما خصمَا ولا حكَمَــا
    فأنت تعرفُ كيـدَ الخَصمِ والحَكَـمِ

    ظَلمتُ سُـنَّةَ مَن أحيــا الظلامَ الى
    أنِ اشـتَكَتْ قدمَــاهُ الضُّرَّ مِن وَرَمِ

    وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشــاءَهُ وطَـوَى
    تحتَ الحجارةِ كَشْــحَاَ ًمُتْرَفَ الأَدَمِ

    وراوَدَتْــهُ الجبالُ الشُّـمُّ مِن ذَهَبٍ
    عن نفسِـه فـأراها أيَّمَـــا شَمَمِ

    وأكَّــدَت زُهدَهُ فيها ضرورَتُــهُ
    اِنَّ الضرورةَ لا تعــدُو على العِصَمِ

    محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ
    والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ

    نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ
    أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ

    هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ
    لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ

    دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ
    مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ

    فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ
    ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ

    وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ
    غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ

    وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ
    مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ

    فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ
    ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ

    مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ
    فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ

    دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ
    واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ

    وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ
    وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ

    فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له
    حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ

    لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً
    أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ

    لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه
    حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِمِ

    أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى
    في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ

    كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ
    صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ

    وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ
    قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ

    فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ
    وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ

    وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا
    فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ

    فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا
    يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ

    أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ
    بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ

    كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ
    والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ

    كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ
    في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ

    كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ
    مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ

    لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ
    طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ

    أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ
    يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ

    يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ
    قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ

    وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ
    كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَ مُلتَئِمِ

    والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِن أَسَـفٍ
    عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِن سَـدَمِ

    وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا
    وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَ ظَـمِي

    كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِن بَلَـلٍ
    حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِن ضَـرَمِ

    والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُ ســاطِعَةٌ
    والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِن كَـلِمِ

    عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِ لم
    تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَـمِ

    مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم
    بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ

    وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِن شُـهُبٍ
    مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ

    حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ
    مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ

    كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ
    أو عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي

    نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا
    نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ

    جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً
    تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ

    كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ
    فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ

    مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً
    تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي

    وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ
    وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي

    فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا
    وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ

    ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على
    خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ

    وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ
    مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ

    ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ
    اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لم يُـضَمِ

    ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ
    اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ

    لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ
    قَلْبَاً اِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ

    وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِن نُبُوَّتِــــهِ
    فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُ مُحتَلِــمِ

    تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌ بمُكتَسَـبٍ
    ولا نــبيٌّ على غيــبٍ بمُتَّهَـمِ

    كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِ راحَتُهُ
    وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِ اللمَمِ

    وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعوَتُهُ
    حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُـمِ

    بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَ بهــا
    سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَ العَرِمِ

    دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ له ظهَرَتْ
    ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا على عَـلَمِ

    فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَ مُنتَظِمُ
    وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ

    فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِ الى
    مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ

    آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ
    قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِ بالقِـدَمِ

    لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَ تُخبِرُنــا
    عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَن اِرَمِ

    دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّ مُعجِزَةٍ
    مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَم تَـدُمِ

    مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِن شُـبَهٍ
    لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ

    ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِن حَرَبٍ
    أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ

    رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوى مُعارِضِهَـا
    رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَن الحُرَمِ

    لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ
    وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ

    فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا
    ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ

    قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه
    لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ

    كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ
    مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ

    وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً
    فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ

    لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا
    تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ

    قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ
    ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ

    يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ
    سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ

    ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ
    ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ

    سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ
    كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ

    وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً
    مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ

    وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا
    والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ

    وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم
    في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ

    حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ
    مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ

    خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ
    نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ

    كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ
    عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ

    فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ
    وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ

    وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ
    وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ

    بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا
    مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ

    لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ
    بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ

    راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ
    كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ

    مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ
    حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ

    وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه
    أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ

    تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا
    ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ

    كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم
    بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِمِ

    يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ
    يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ

    مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ
    يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِمِ

    حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم
    مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ

    مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ
    وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ

    هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم
    مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ

    وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا
    فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ

    المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ
    مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَـمِ

    والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ
    أقــلامُهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ

    شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم
    والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّـلَمِ

    تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِ نَشْـرَهُمُ
    فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي

    كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَـاً
    مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِ الحُزُمِ

    طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِم فَرَقَاً
    فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِ والبُهَـمِ

    ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ
    اِن تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِمِ

    ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِـرٍ
    بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ

    أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِ مِلَّتِــهِ
    كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِي أَجَمِ

    كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ
    فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ

    كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً
    في الجاهـليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ

    خَدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِ بِـهِ
    ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ

    اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـى عـواقِبُـهُ
    كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ

    أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ ومــا
    حَصَلتُ الا على الآثـامِ والنَّـدَمِ

    فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَـا
    لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولم تَسُـمِ

    ومَن يَبِــعْ آجِـلا منه بـعاجِلِـهِ
    بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفي سَـلَمِ

    اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِي بمُنتَقِضٍ
    مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِي بمُنصَـــرِمِ

    فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــه بتَسـمِيَتِي
    مُحمَّدَاً وهُوَ أوفَى الخلقِ بــالذِّمَمِ

    اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي
    فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ

    حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ
    أو يَرجِعَ الجــارُ منه غيرَ مُحـتَرَمِ

    ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِي مَدَائِحَهُ
    وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَ مُلتَـزِمِ

    ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاً تَرِبَتْ
    اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَـمِ

    ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التي اقتَطَفَتْ
    يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى على هَـرِمِ

    يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به
    سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ

    ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي
    اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ

    يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ
    اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِ كـالَّلمَـمِ

    لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِــمُهَا
    تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ

    يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ
    لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ

    والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ
    صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ

    وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ
    عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ ومُنسَـجِم

    ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَـا
    وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ

    ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ
    وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِي الكَرَمِ

    والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُـمْ
    أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَـرَمِ








                  

العنوان الكاتب Date
إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-22-04, 06:52 PM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-23-04, 01:18 AM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين muntasir01-23-04, 01:44 AM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Yasir Elsharif01-25-04, 08:25 PM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Mohamed Adam01-23-04, 04:58 AM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Abureesh01-23-04, 05:08 AM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Rawia01-23-04, 05:34 AM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين منصوري01-23-04, 03:06 PM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-23-04, 07:42 PM
      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-23-04, 09:42 PM
        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين KOSTA01-23-04, 10:02 PM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Omer Abdalla01-23-04, 11:49 PM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-24-04, 08:03 PM
      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين yumna guta01-24-04, 09:05 PM
        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-24-04, 10:09 PM
          Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ABU QUSAI01-24-04, 10:38 PM
            Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين muntasir01-24-04, 11:14 PM
              Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-24-04, 11:25 PM
                Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Yasir Elsharif01-25-04, 08:10 PM
                  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Omer Abdalla01-25-04, 08:33 PM
                  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Dr.Elnour Hamad01-25-04, 08:36 PM
                    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين muntasir01-25-04, 09:48 PM
                      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Dr.Elnour Hamad01-25-04, 09:51 PM
                        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-26-04, 01:09 AM
                          Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين abdelrahim abayazid01-26-04, 01:39 AM
                            Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-26-04, 01:48 AM
                              Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين خالد الحاج01-26-04, 01:55 AM
                                Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-26-04, 10:58 PM
                                  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Omer Abdalla01-27-04, 02:45 AM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Yasir Elsharif01-27-04, 12:56 PM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-28-04, 00:33 AM
      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-28-04, 10:53 PM
        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب01-30-04, 10:55 PM
          Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-01-04, 00:02 AM
            Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-02-04, 11:03 AM
              Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-03-04, 08:38 PM
              Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-03-04, 08:38 PM
                Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-04-04, 02:34 PM
                  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-05-04, 02:41 AM
                    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-06-04, 00:29 AM
                      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-06-04, 07:59 PM
                        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-07-04, 09:42 PM
                          Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-08-04, 10:59 PM
                            Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-09-04, 10:12 PM
                              Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Solara_sabah02-10-04, 02:16 AM
                                Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-10-04, 11:48 PM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Omer Abdalla02-11-04, 03:54 AM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين متوكل بحر02-11-04, 07:44 PM
      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-12-04, 00:50 AM
        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-13-04, 01:20 AM
          Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-15-04, 11:47 PM
            Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-17-04, 11:07 PM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين الجندرية02-18-04, 11:25 AM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-20-04, 11:07 PM
      Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-21-04, 11:49 PM
        Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب02-22-04, 11:51 PM
          Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Rawia03-31-04, 04:37 AM
            Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب04-04-04, 01:01 AM
              Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين Rawia04-04-04, 01:06 AM
  Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين قصي مجدي سليم04-04-04, 01:30 PM
    Re: إبن الفارض.............سلطان العاشقين ود محجوب04-05-04, 00:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de