ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2003, 05:52 AM

Cabo


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أهم من التهنئة المعاملة الكريمة وليس العبارات والتي غالبا ما تكون ليست (Re: elhilayla)

    السلام عليكم الاخوه الاعزاء هذه الفتوي منقوله من موقع القرضاوي و اجد نفسي ترتاح لها كثيرا و احببت ان انقلها للفائده و من الله التوفيق. سلام

    http://qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite..._id=104&parent_id=15

    المقدمة
    فريق من الناس نسي نفسه ودينه
    وفريق لا يرون أن تهنئ جارك
    الإسلام لا يحارب إلا من حاربه ولا يعادي إلا من عاداه
    إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
    ينبغي أن لا نذيب الفوارق بين الأديان
    أسس التسامح مع غير المسلمين
    قضايا يمكن أن نقف فيها جميعاً جبهة واحدة
    شروط التسامح المطلوب منا
    الإسلام جاء بالتسامح لأهل الكتاب عامة ولأهل الذمة خاصة

    المقدمة

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل، وجعلنا بالإسلام خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبدالله ورسوله، أرسله ربه بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ففتح الله برسالته أعيناً عمياً، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وعلى آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، أما بعد،،،


    إلى أعلى

    فريق من الناس نسي نفسه ودينه

    فيا أيها الأخوة المسلمون، كلما دارت السنة ودار الفلك دورته، وجاءت أعياد الميلاد المسيحية، رأينا لبعض المسلمين مواقف شتى، ورأينا بل سمعنا تساؤلات كثيرة، عن ما يجب على المسلم في هذه المناسبات وما هو الموقف السليم الذي ينبغي أن يقفه. هناك أناس يمالئون النصارى في هذه القضية، ويحتفلون بأعياد الميلاد أو ما يسمى الكريسماس أكثر ما يحتفل المسيحيين أنفسهم، وربما لم يحتفل بعيد الفطر وعيد الأضحى وأعياد المسلمين ومواسمهم كما يحتفل بهذه المناسبة، ولا تكاد تعرفه أمسلم هو أم غير مسلم، هذا فريق من الناس، نسي نفسه ونسي دينه ونسي اصالته وذاب في غيره كما يذوب الملح في الماء.


    إلى أعلى

    وفريق لا يرون أن تهنئ جارك

    وفي مقابل هؤلاء أناس آخرون، لا يرون أن تهنئ جارك المسيحي أو زميلك المسيحي أو قريبك المسيحي أو أستاذك المسيحي، لا يرون أن تهنئه مجرد تهنئة، مع أنه يجاملك في أعيادك ويهنئك وربما قدم لك بعض الهدايا، فهذا صنف آخر يرفض هذه المناسبة رفضاً تاماً بل يعتبر مجرد التهنئة حراماً من المحرمات، بل كبيرة من الكبائر بل ربما قال أنها كفر بالإسلام، هذا صنف آخر.


    إلى أعلى


    الإسلام لا يحارب إلا من حاربه ولا يعادي إلا من عاداه

    فما الموقف السليم بين هذا الإفراط وهذا التفريط ؟ الموقف السليم أيها الأخوة أن الإسلام لا يحارب إلا من حاربه ولا يعادي إلا من عاداه، فهو يسالم من سالمه من غير المسلمين، ولو كانوا مشركين وثنيين، فما بالكم إذا كانوا من أهل الكتاب، الله تعالى أنزل في سورة الممتحنة آيتين محكمتين من كتاب الله تعتبران دستوراً‌ يؤسس العلاقة ما بين المسلم وغير المسلم بعبارات صريحة واضحة، يقول الله تبارك وتعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) فهذان هما القسمان من غير المسلمين، قسم قاتل المسلمين في ديارهم وأخرجهم من ديارهم أو ظاهر على إخراجهم فهذا لا يجوز توليه ولا تهنئته ولا الصلة به، وصنف آخر مسالم لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم فهؤلاء لم ينه الله أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين، القسط هو العدل، أن تعطي كل ذي حق حقه، والبر شيء فوق العدل، البر هو الإحسان، يعني تعطيه الحق وتزيد فهذا من البر، تأخذ حقك وتتنازل بعض الشيء عن بعض حقك فهذا من البر، قد اختار الله هذه الكلمة التي عبر الإسلام بها عن أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى وهو حق الوالدين، بر الوالدين، الله تعالى أمرنا ببر الوالدين، كذلك الله تعالى لم ينهنا أن نبر غير المسلمين، ومن البر حسن المعاشرة ومن حسن المعاشرة أن تهنئهم بأعيادهم كما يهنئونك بأعيادك، فهذا من البر ومن حسن المعاشرة الذي لم ينه الله تبارك وتعالى عنه، خصوصاً إذا كان هناك صلة بينك وبين هذا المسيحي، إذا كان جاراً لك فهناك حقوق للجار، وإن ظلم وجار، وإن كان كافراً، في عيد من الأعياد قال عبدالله بن عمرو لغلامه يا غلام لا تنس جارنا اليهودي إذا ذبحت الشاة أو نحو ذلك، وكلما دخل أو خرج قال له لا تنس جارنا اليهودي، فقال لقد أكثرت من الوصية بهذا اليهودي فقال له إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، فالجار له حق.

    إلى أعلى


    إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها

    زميلك في الدراسة له حق، لو كنت في مدرسة أو جامعة ولك زميل لعله يجلس بجوارك أو الطلاب الذين يدرسون في البلاد الأوروبية أو غيرها ولهم زملاء يدرسون معهم أو لهم مشرفون أو لهم أساتذة يشرفون عليهم أيكون المسلم جافياً وقليل الذوق بحيث تمر هذه المناسبات ولا يقول لصاحبها عيدك سعيد أو ما يقولونه في هذه المناسبات، أعتقد أن الإسلام لا يمنع ولا ينهى عن هذا النوع من البر، خصوصاً أنهم يفعلون ذلك في أعيادنا، والله تعالى يقول (إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وقد مر رجل مجوسي على ابن عباس وقال له السلام عليكم فرد عليه قائلاً وعليكم السلام ورحمة الله، فقال بعض رفقائه تقول له (ورحمة الله) ؟ فقال أليس في رحمة الله يعيش ؟،
    مسوغات جواز تهنئة المسيحي بعيد الميلاد

    فلا مانع أبداً أن يهنئ المسلم جاره أو زميله أو قريبه المسيحي خصوصاً أننا نعلم أن الإسلام ارتقى بالعلاقة بأهل الكتاب فأجاز التزوج منهم، أجاز مؤاكلتهم وأجاز مصاهرتهم، وهذه قمة في التسامح لم يصل إليها دين من الأديان، المسيحية لا تجيز للمسيحي أن يتزوج من غير مسيحية، واليهودية لا تجيز ذلك، ولكن الإسلام أجاز للمسلم أن يتزوج من أهل الكتاب على اعتبار أنهم أهل دين سماوي في الأصل وإن حرفوا فيه وبدلوا ولكنه نظر إلى هذا الأصل فقال (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين..) فأجاز مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم، ومعنى أنه أجاز مصاهرتهم أي أنه أجاز للمسلم أن تكون زوجته وربة بيته وشريكة حياته ورفيقة عمره وموضع سره وأنسه أن تكون من أهل الكتاب، أي سماحة أكثر من هذه ؟ ومعنى هذا أن تكون أم المسلم كتابية، قد يكون الإنسان مسلماً وأمه كتابية، أيجوز للإنسان أن لا يهنئ أمه في هذه المناسبة ؟ ألا يهنئ الرجل زوجته في هذه المناسبة ؟ ومعنى هذه المصاهرة أن يكون جد أولاد هذا الذي تزوج مسيحية أن يكون جدهم مسيحياً وجدته مسيحية وخالته وخاله وأولاد أخواله وأولاد خالاته أصبح هناك رحم مشترك وأصبحت هناك قرابة لها حقوقها وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فكيف لا يجوز له أن يبر أقاربه وأن يهنئهم بهذه المناسبة ؟ أنا أعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية له كتاب اسمه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم، شدد فيه في هذه المناسبات ولم يجز أن يهنئهم المسلم بناء على أن هذا يتضمن الرضا بدياناتهم وعقائدهم وعباداتهم ولكني لا أسلم له بهذا، المسلم الذي يهنئ المسيحي لا يرضى بعقيدته ولا يقول أن عقيدته سليمة هذا أمر آخر، فليس هناك تلازم بين التهنئة وبين الرضا بعقيدة غير المسلم، ولذلك نحن نجيز هذا التعامل فيما بين الناس بعضهم وبعض إذا كانت هناك صلات تفرض على الناس أن يحسنوا معاشرتهم بعضهم لبعض، فهذا ما ينبغي أن يكون في هذه المناسبات .

    إلى أعلى

    ينبغي أن لا نذيب الفوارق بين الأديان

    ولكن لا ينبغي أيها الأخوة أن يزيد بعض المسلمين ويغالوا في هذا الأمر حتى يندمجوا في أهل الكتاب وينسوا خصائصهم الدينية ويصبحوا كأنهم نصارى أو يهود، هذا ما لا يجوز للمسلم، يظل المسلم محتفظاً بشخصيته الإسلامية وبهويته الدينية وبشعائره المتميزة ولا يجامل في هذا الأمر، لا ينبغي أن نذيب الفوارق بين الأديان بعضها وبعضها، ما يدعوا إليه بعض الناس من وحدة الأديان وتذويب الفوارق بينها هذا مرفوض لأن كل دين له خصائصه، لا يمكن أن نوحد التثليث والتوحيد، أو نزيل بينهم الفوارق، بين من يقول عيسى عبد من عباد الله ومن يقول هو إله حق من إله حق، هذا لا يمكن، نحن نؤمن بعيسى عليه السلام ونؤمن بالإنجيل ونؤمن بالتوراة ونؤمن بالأنبياء جميعاً كما قال الله تعالى (لا نفرق بين أحد من رسله) (لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) ولا يصح إيمان المؤمن ولا إسلام المسلم ما لم يؤمن بجميع كتب الله وجميع رسله بكل كتاب أنزل وبكل نبي أرسل، ومن لم يفعل ذلك اعتبره الإسلام كافراً، (من فرق بين الرسل بعضهم وبعض فآمن ببعض وكفر ببعض أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا)، ولذلك لابد أن نؤمن بكل المرسلين، من كذب نبياً واحداً أو رسولاً واحداً فقد كذب المرسلين جميعاً كما قال القرآن في سورة الشعراء (كذبت قوم نوح المرسلين) (كذبت عاد المرسلين) (كذبت ثمود المرسلين) وهم قد كذبوا رسولاً واحداً، ولكن من كذب رسولاً واحداً فكأنما كذب المرسلين جميعاً ولذلك نحن نؤمن بجميع رسل الله ونؤمن بجميع كتب الله ولكن لا نؤمن بما حدث من تحريف في الأديان، نحن نؤمن بالمسيح عيسى بن مريم نبياً رسولاً من أولي العزم من الرسل ونؤمن بأن الله أنزل عليه الإنجيل فيه هدى ونور ونؤمن بأمه الصديقة البتول المطهرة الطاهرة المبرأة مريم بنت عمران وقد ذكر القرآن الكريم من آيات المسيح عيسى عليه السلام ومعجزاته ما لم يذكر في الأناجيل وما لم يعرفه النصارى، ذكر القرآن عن المسيح عيسى أنه تكلم في المهد صبيا وهذا لم يعرفه النصارى، وذكر عن معجزات المسيح أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله غير إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، هذا لم يعرفه النصارى، وذكر القرآن من معجزات المسيح المائدة التي أنزلت من السماء التي طلبها الحواريون (ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين) قال الله (إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين)، هذه الآية أو المعجزة لم يعرفها المسيحيون، ذكر القرآن قصة عيسى في عدد من السور ومن السور سورة سميت مريم باسم أم عيسى عليه السلام وفيها ذكر ميلاد المسيح والحمل به وكيف ولدته أمه إلى آخره بتفصيل، وكذلك هناك سورة آل عمران، وآل عمران هي أسرة المسيح عليه السلام ابتداء من جدته وأمه قالت امرأة عمران (رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم)، اهتم القرآن بالمسيح عيسى عليه السلام كما اهتم بالعظام من الرسل وأولي العزم منهم، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، هؤلاء الخمسة هم أولي العزم من الرسل الذين قال الله في شأنهم لرسوله (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً)، هذا هو شأن المسيح، ولكن المسيح في نظر القرآن ليس رباً ولا إله ولا ابن إله ولا ثلث إله، القرآن كفّر من يقول ذلك بصراحة (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ولئن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم، أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه وهو الغفور الرحيم)، (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)، كيف يكون المسيح إلهاً وهو يدعو إلى عبادة الله وحده ويطارد الشرك ويؤثم من أشرك ويجعله من أهل النار، إنه منذ تكلم في المهد صبياً قال (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً) وظل عابداً لله طوال حياته، هل يعبد الإله أم يُعبد ؟ هو كان عابداً لله ولذلك حينما يسأل يوم القيامة (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحميد)، هذا هو موقف عيسى بن مريم، موقف العابد لله تبارك وتعالى، المعترف بعبوديته، المقر لربه بربوبيته وليس كما يزعم النصارى أنه إله أو ابن إله، نحن نخالفهم في هذا من غير شك، ونرى أنه كما ذكر القرآن قد كفروا بهذا، وهناك بعض الناس يزعمون أن المسيحيين مسلمون أو مؤمنون، هذا خطأ كبير، نحن نعتقد أن كل من لا يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر، وهذا شأن كل ذي دين، هم يعتبروننا كفاراً بدينهم ونحن نعتبرهم كفاراً بديننا، وأي صاحب دين لا يؤمن بهذا يكون متردداً في دينه متشككاً فيه، كل من يؤمن بشيء فهو كافر بضده، من يؤمن بالشيوعية كافر بالرأسمالية، ومن يؤمن بالرأسمالية كافر بالشيوعية، وهكذا، فهذا أمر قاطع، ولكن الذي جاء به الإسلام أن اختلاف الناس في الأديان لا يعني أن يتعادوا أو يتجافوا رغم أننا نؤمن بكفر كل من عدا المسلمين خصوصاً في الدنيا، أما في الآخرة فأمرهم إلى الله، فقد يكون الإنسان معذوراً وقد لا تبلغه الدعوة الإسلامية بلوغاً مشوقاً يحمله على البحث والنظر فيكون نادياً عند الله، ولكن في الدنيا نحكم عليه بالكفر لأن الناس إما مسلم وإما كافر، ليس هناك غير هذا، التقسيم ثنائي لا شك فيه، فنحن مع هذا الإسلام أقام معالم واضحة للتسامح مع غير المسلمين، نحن رغم اعتقادنا بكفر غير المسلمين نتسامح معهم، لماذا ؟

    إلى أعلى

    أسس التسامح مع غير المسلمين

    الأمر الأول: أننا نعتقد أن اختلاف الناس في الدين بإرادة الله تعالى ومشيئته المتعلقة بحكمته (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)، قال المفسرون (لذلك) أي للاختلاف خلقهم، لأنه حينما أعطى كلاً منهم العقل والإرادة معناه أنه ترك له الحرية ليختار الدين الذي يريد فلو أراد أن يجمعهم على دين واحد لجعلهم كالملائكة مفطورين على الإيمان والطاعة، خلقهم بعقول وإرادات مختلفة معناه أن تختلف الأديان، هذا بمشيئة الله تعالى.

    الأمر الثاني للتسامح الإسلامي وسبب هذا التسامح، أن الحساب على كفر الكافر وضلال الضال ليس في هذه الدنيا، إنما موعده الآخرة، كما قال الله تعالى (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون، الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون، الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير)، ففي الآخرة يحاسب الله الضال على ضلاله والمهتدي على هدايته.

    الأمر الثالث، أن الإسلام احترم إنسانية كل إنسان أياً كان دينه، ولذلك روى البخاري عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّوا عليه بجنازة، نعش ميت، فقام لها واقفاً، فقالوا يا رسول الله إنها جنازة يهودي، يقوم لها واقفاً وهي جنازة يهودي، فقال صلى الله عليه وسلم "أليست نفساً" أي أن كل نفس إنسانية لها حرمة، حتى وإن كانت جنازة يهودي، فما أروع الموقف وما أروع التعريف.

    أيضاً الإسلام جاء بالعدل لكل الناس، ليس للمسلمين وحدهم، يقول الله تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، بهذه المعاني وبهذه الأسس يتعامل المسلم مع الناس جميعاً، مع مخالفيه ومع موافقيه، لذلك يتحاور مع أهل الكتاب، والله تعالى يقول (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل علينا وأنزل عليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)، القرآن يأمرنا أن نذكر الجوامع المشتركة والقواسم المشتركة، نذكر نقاط الاتفاق وليست نقاط الاختلاف، نقول نحن وإياكم نقف على أرض واحدة، نحن جميعاً نؤمن بالإله ونؤمن بالآخرة ونؤمن بعبادة الله ونؤمن بالقيم الأخلاقية

    إلى أعلى


    قضايا يمكن أن نقف فيها جميعاً جبهة واحدة

    فعلينا أن نقف جبهة متراصة ضد الملاحدة الذين ينكرون الألوهية وينكرون النبوات وينكرون الأديان السماوية، وعلينا أن نقف ضد الإباحيين الذين لا يؤمنون بالقيم الأخلاقية ويريدون أن يفسّخوا المجتمعات ويؤيدون الشذوذ الجنسي والإجهاض وكل ما يتعلق بهذه النواحي، يجب أن نقف جميعاً في وجه المظالم ومع القضايا العادلة، يجب أن نقف بقضية فلسطين مع أهل فلسطين الذين شردوا في الأرض وأخرجوا من ديارهم بغير حق، وسفكت دماؤهم وانتهكت أعراضهم .. الخ، هناك إذاً قضايا يمكن أن نقف فيها جميعاً جبهة واحدة، كل الذين يؤمنون بالله ويؤمنون بكتب السماء، علينا أن نقف وقفة رجل واحدة، وهذا ما حدث في بعض الأحيان في مؤتمر السكان في القاهرة، وقد كانت هناك وثيقة تريد أن تشيع الإباحية الجنسية والإجهاض بإطلاق وأن تجعل الأولاد بمعزل عن آبائهم وأمهاتهم يفعلون ما يشاءون وهم صغار .. الخ، وقف الأزهر الشريف في مصر ووقفت رابطة العالم الإسلامي في مكة ووقف مندوب جمهورية إيران الإسلامية ووقفت كثير من الجمعيات الإسلامية مع الفاتيكان ومندوبي الفاتيكان وممثليه في المؤتمر، وقفوا جبهة واحدة ضد هذه الاتجاهات الإباحية، نستطيع إذاً أن نتعاون فيما نتفق عليه، ونتسامح في ما نختلف فيه من أجل حسن المعاشرة، ومن أجل إنسانية راقية مهذبة، نحن لا نعادي أحداً ولكن لا نتنازل عن ديننا

    إلى أعلى

    شروط التسامح المطلوب منا

    التسامح مطلوب منا ولكن بشروط:
    أولها: أن لا نذيب الفوارق بين الأديان، هذا أمر غير مقبول،
    الشرط الثاني: ألا تُتحدى مشاعر المسلمين في عقر دارهم، بلاد إسلامية خالصة يراد أن تدخلها شعائر غير إسلامية وهذه عملية خطرة، وهذا ما حدث في إندونيسيا أيها الأخوة، دخل التبشير هناك إلى بعض الولايات وبعض المحافظات، فعمل عمله في تغيير ديانة أهلها، فكانت النتيجة أن هؤلاء طالبوا بالاستقلال عن البلد الأم، وأصبح أهل المنطقة يحارب بعضهم بعضاً، نتيجة هذا التبشير والتنصير، ولا زالوا يريدون أن يفعلوا ذلك، فعلوا ذلك في تيمور الشرقية ويريدون أن يفعلوا ذلك في ولايات أخرى ليمزقوا هذا البلد الإسلامي الكبير الذي هو أكبر بلد إسلامي، فنحن لا نقبل هذا ولا نقبل التبشير والتنصير أن يدخل هذه البلاد باسم حرية الدعوة، حرية الدعوة أن يذهبوا إلى الوثنيين وإلى الهمج الذين ليس لهم أي دين وإلى الملاحدة وما أكثرهم في أوروبا وأمريكا، وفي الاتحاد السوفييتي وفي غيرها من البلاد، اذهبوا إلى هذه البلاد، لماذا تذهبون إلى بلاد المسلمين، هذا ما ننكره عليهم، حتى أنهم في سنة 1977 اجتمعوا في مدينة بازل في سويسرا تحت عنوان تنصير العالم، المبشرون أرادوا أن ينصروا العالم، وفي سنة 1978 اجتمعوا في ولاية كولورادو لتنصير المسلمين في العالم، كأن أول من يحتاج إلى التنصير هم المسلمون، والمسلمون هم أصحاب أعظم ديانة في الأرض، لا يوجد دين يتمسك به أهله كالإسلام والمسلمين، انظروا إلى رمضان هذا، انظروا إلى المسلمين، عشرات الملايين بل مئات الملايين من المسلمين في المساجد يصلون التراويح، 2 مليون صلوا في ليلة القدر أو ليلة السابع والعشرين من رمضان في المسجد الحرام، مليون ونصف صلوا صلاة العيد في المسجد الحرام، المسلمون دوائر دوائر في العالم حول الكعبة كلهم يصلون، لا يوجد دين مثل هذا، يربط أتباعه بالمسجد وبعبادة الله في اليوم خمس مرات، كل يوم المسلم على موعد مع ربه خمس مرات، لا يوجد دين مثل هذا، كيف يريد هؤلاء الناس أن ينصروا المسلمين وهم شديدو التمسك بدينهم والغيرة عليه إلى حد أنهم مستعدون أن يبذلوا النفس والنفيس والغالي والرخيص ويضعوا رؤوسهم على أكفهم دفاعاً عن دينهم، إذا كنا نريد التعايش السلمي والتعايش المتسامح فلا يجوز للمسيحيين أن يغزوا بلاد المسلمين، أن يغزوها دينياً وفكرياً واجتماعياً ويحاولوا تغيير طبيعتها، هذا ما ترفضه الأغلبية الإسلامية من غير شك.

    إلى أعلى


    الإسلام جاء بالتسامح لأهل الكتاب عامة ولأهل الذمة خاصة

    الإسلام جاء بالتسامح لأهل الكتاب عامة ولأهل الذمة منهم خاصة، كلمة أهل الذمة تعني الذين يعيشون في أوطان المسلمين من غير المسلمين، الفقهاء يسمون هؤلاء أهل دار الإسلام، وأهل دار الإسلام نعبر عنها الآن بالمواطنين، أي المواطنين من غير المسلمين، هم مواطنون لهم ما لنا وعليهم ما علينا في الجملة إلا ما اقتضاه التميز الديني، نحن لا نفرض عليهم شعائر ديننا ولا نسامحهم في أن يتحدوا شعائر ديننا، فهذا ما يريده الإسلام، وأنا قلت لبعض هؤلاء خصوصاً العرب من المسيحيين، قلت لهم أنت لست مسلماً بالعقيدة والديانة ولكنك مسلم بالثقافة والحضارة، وقال الزعيم القبطي مكرم عبيد في زمانه وكان من زعماء الأقباط في مصر، أنا مسيحي ديناً مسلم وطناً، أي أنه يعيش في وطن ودار الإسلام، فهو يعتبر نفسه مسلماً بالدار، مسلماً بالوطن، مسلماً بهذا الاعتبار أو بالثقافة والحضارة، هذا ما نحب أن يعرفه المسلمون في هذه القضية التي يختلط فيها الحابل بالنابل ويقف بعضهم في أقصى اليمين والبعض في أقصى اليسار، والخير كل الخير في الوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، اللهم فقهنا في ديننا واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.








                  

العنوان الكاتب Date
ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس WaD OmI12-25-03, 00:38 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس nahar osman nahar12-25-03, 00:49 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Rawia12-25-03, 01:35 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Rawia12-25-03, 01:39 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس مراويد12-25-03, 02:42 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس motaz ali12-25-03, 03:28 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس omar ali12-25-03, 03:43 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس إيمان أحمد12-25-03, 04:37 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس WaD OmI12-25-03, 05:40 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Abureesh12-25-03, 07:07 AM
      Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس مارد12-25-03, 08:25 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس nahar osman nahar12-25-03, 08:54 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس SAdo712-25-03, 09:38 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس ali othman12-25-03, 10:10 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس مهاجر12-25-03, 11:00 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس ghariba12-25-03, 02:04 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس bint_alahfad12-25-03, 03:03 PM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس رقم صفر12-25-03, 05:06 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس ابو وشاح12-25-03, 07:03 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس WaD OmI12-25-03, 09:32 PM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Tumadir12-25-03, 11:36 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس 3mk-Tango12-26-03, 00:18 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Abureesh12-26-03, 00:39 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس WaD OmI12-26-03, 00:32 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس 3mk-Tango12-26-03, 00:49 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Raja12-26-03, 00:33 AM
    Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس aosman12-26-03, 01:55 AM
      Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس Raja12-26-03, 02:52 AM
  أهم من التهنئة المعاملة الكريمة وليس العبارات والتي غالبا ما تكون ليست ذات elhilayla12-26-03, 03:33 AM
    Re: أهم من التهنئة المعاملة الكريمة وليس العبارات والتي غالبا ما تكون ليست Cabo12-26-03, 05:52 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس kamalabas12-26-03, 04:35 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس essam&amal12-26-03, 06:29 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس بت قضيم12-27-03, 10:29 AM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس abumoram2212-27-03, 11:03 AM
    Re: الله على تسامحك و جمالك يا حماس OmDur12-28-03, 02:06 PM
  Re: ما حكم تهنئة المسيحيين بالكرسمس WaD OmI12-29-03, 03:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de