|
حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة
|
الشاعر محمد محيي الدين يتحدث لـ «الصحافة» بعد عشرين سنة من الصمت
الشاعر محمد محيي الدين يتحدث لـ «الصحافة» بعد عشرين سنة من الصمت
أجراه: محمد كشان
عرف الشاعر محمد محيي الدين كأديب وقاص ومسرحي وناقد، الى جانب اسهاماته في الشعر. وهو من اوائل الذين درسوا بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح. والى ذلك فهو من مؤسسي رابطة الجزيرة للادآب والفنون. والتي عملت على اثراء الساحة الثقافية في الثمانينات مع رابطة سنار الادبية ورابطة اولوس ونهر عطبرة الادبية.|
وغاب عن الوطن فترة وعاد واستقر بمدينة ود مدني مساهماً في الحركة المسرحية والادبية.
ü كيف ترى الأصوات الجديدة في الشعر من مصطلح الحداثة؟
مصطلح الحداثة لا يخلو من اشكالية، حيث يجب ان نميز تميزاً قاطعاً بين الفن «كجمال»والفن «كرسالة»، فالقصيدة الجديدة بدأت بانعطافات السياب ونازك الملائكة ولويس عوض في «بلوتو»، ثم جاء بعدهم جيل مجلة الشعر.. ثم ظهرت تجارب شعرية جديدة تأثرت في مجملها بالحركة «الانسانوية» العالمية. وظهر التجريد في البناء الشعري «معمارية القصيدة» على أيادي شعراء العراق مثل سعدي يوسف، حيث عرفت قصيدة الغناء وكذلك القصيدة عن الشيخ جعفر، فهو يكتب القصيدة المدورة، اضافة الى تجارب محمود درويش في تطوير المعمار الشعري. واذا رجعنا للوراء فأبو نواس كان قد قام بثورة على المضامين والاشكال، فهاجم البكاء على الاطلال والابتداء بالديباجات النمطية الشعرية، اضافة الى نماذج الشعر الاندلسي وشعر الموشحات ونماذج كثيرة رافضة ومتمردة على السائد في ذاك الزمان. ولكن ما يحدث الآن هو محاولة لاستخدام لفظ الحداثة في مجال الشعر الحر او غير الملتزم بوزن شعري محدد (قصيدة النثر).
وبعض الشعراء الشباب يتجهون لقصيدة النثر رفضاً للزمن الماضي، فهم ابناء اليوم يصدرون نبض الزمن الراهن ويقولون ان هى طبيعة العصر. ولهذا يتخلون عن الاوزان الموسيقية ومن القافية. وقد تطرق لويس عوض لكل هذا في «بلوتو لاند» فقصيدة النثر تجدها عند معظم شعراء مجلة «شعر» خليل حاوي وانس الحاج، ثم انها محاولات قديمة حدثت منذ اكثر من 60 سنة، فكيف للشعراء الشباب الادعاء انهم المجددون. واول من نظر في مسألة الحداثة هذه عددا من النقاد العرب الذين تأثروا بالمدارس النقدية الغربية الجديدة كالالسنية البنيوية والشكلانية وغيرها.
عموماً ان المسألة يجب ان تخضع للتجاوز، فالفنان متجاوز لما سبقه. ورؤيته ترتبط بالمستقبل. وهو ليس رهيناً للتجارب السابقة. وانه يستفيد منها حيث يطورها ويجعلها اداة طيبة للتعبير عن تجربته الابداعية.
فالتجربة الابداعية هى اتصال وليس انقطاعا. والتجديد ليس هو هدم التراث وانقطاع تواصل التجارب الابداعية، فالجديد هو ان تكشف فقط عناصر الجدة في الواقع.
ü كيف تنظر للانتحال والتناص؟
التناص مصطلح يقصد به انتقال فكرة او ثيمة معينة او معلومة تاريخية معينة الى نص آخر، أما الانتحال فهو فكرة أخذ فكرة او قيمة من نص وليس تناصاً. وهى تحتاج الى مراجعات نقدية ودراسات مقارنة. وكل اديب ينبغي ان يمتلك صوتاً وتجربة وقاموساً خاصاً. والتأثر بالآخرين وارد، فالمعاني منتشرة والمبدع قد يأخذ منها شريطة ان تظهر في النص الجديد بشكل جديد ومعالجة جديدة. ولكن اذا انتقلت بشكلها الذاتي فهى سرقة أدبية، فالنابغة كانت تنصب له خيمة للموازنات (نقد مقارن) ويقول هذا ورد في كذا وهذا ضعيف وهكذا.
ü غياب الاصدارات الشعرية وضمور الحركة الثقافية مقارنة بفترة الثمانينات ؟
هذه المسألة تعم كل انواع الفنون. ويرجع لعدم وجود الدوريات المتخصصة ولاحجام المبدعين انفسهم عن النشر وبعدهم عن المنابر. وقد صمت اغلب الكتاب الذين لديهم عطاءعميق. وفي السابق كانت هناك دراسات نقدية جادة، حيث كان النشر مبنياً على اسس وليس مهاترات، ثم نشاط الروابط الثقافية مثل رابطة سنار الادبية، رابطة الجزيرة للآداب والفنون رابطة اولوس، رابطة نهر عطبرة ورابطة ابناء دارفور، حيث كانت الندوات تجوب مدن السودان الكبرى. وإنك الآن تجد كتاباً كباراً لم يتمكنوا من اصدار انتاجهم الادبي، الى جانب غياب النقاد الذين عملوا على إثراء الساحة الثقافية سابقاً مثل عبد القدوس الخاتم واسامة الخواض وسامي سالم وفضيلي جماع وعبد الهادي الصديق ومهدي بشرى.
ü ولكن هناك كتاب من جيل الشباب استطاعوا ان ينشروا ابداعهم؟
معظم الشباب تمكنوا من النشر، لكن الانقطاع عن هذه الاجيال ادى الى انغلاق على التجارب الذاتية. والتي تمحورت حول الانفتاح على الثقافة العربية والافريقية والعالمية واعتبروها هى المصدر. وكان يفترض ان تتلاقى كل الحلقات ما بين الثقافة المحلية والعالمية والعربية والافريقية.
ثم انقطع القارئ بدوره عن حلقة الاتصال هذه، فاصبح يقرأ من خلال الانترنت كوسيلة سهلة للاطلاع. وبذلك فقدت حلقة من حلقات الاتصال.
ü ماذا بعد الرحيل على صوت فاطمة (مجموعتك الشعرية الاولي)؟
بعد الرحيل على صوت فاطمة كتبت مجموعة كبيرة من الاشعار. وصدر لي كتيب بعنوان (10 لوحات للمدينة وهى تخرج من النهر) وهى قصيدة ملحمية وصدرت الآن في كتيب وترجمت الى اللغة الفرنسية، حيث ستقدم مصاحبة لمعرض تشكيلي لعصام عبد الحفيظ بالمركز الفرنسي، اضافة الى مجموعة شعرية اخرى موجودة بدار النشر بجامعة الخرطوم لأكثر من (7) سنوات ولم تر النور حتى الآن. وانا الآن بصدد سحبها من دار النشر، ثم مجموعتي الشعرية الاولى والتي اودعتها دار النشر ايضاً منذ عام 85 والي الآن لم تنشر. وأخرى بعنوان (اتكاءة على سحابة وردية) منذ السبعينات سلمت للمجلس القومي للآداب والفنون وتمت إجازتها والى الآن لم تطبع. ولا ادرى ما السبب، مع أن ما وجدته من الرحيل على صوت فاطمة لا يساوي شيئاً.
ü وماذا عن تجربة المعالجة التشكيلية للشعر؟ وتجربتك مع التشكيلي عصام عبدالحفيظ؟
هناك أشياء مشتركة في العمل الفني كالفكرة والايقاع واللون. والقصيدة في حد ذاتها عبارة عن مشهد بصري متحول من الذات.
والمغاربة لهم تجارب في ما يسمى بالقصيدة البصرية وكذلك في العراق. وكلها تجارب تحاول ان تربط بين الشعر والتشكيل، فالقصيدة في المقام الاول تكتب بصيغة تشكيلية.
ü وكيف ترى التحولات في مسار القصة القصيرة؟
القصة القصيرة من أكثر الاجناس الابداعية تقدماً وتطوراً منذ الخمسينات. وهي ترتكز على بعضها البعض. واذا رفضت الاجيال أن تعترف بهذا، فهذا يبدو من انتاجهم ونضج هذه المسألة. والقصة القصيرة لم تنقطع، فمنذ السبعينات كانت هناك نماذج جديدة في القصة. وتواصل الانتاج الى الثمانينات بشكل مختلف، ثم القصة الآن. والاصوات تتجدد في هذا الصدد بعمق. وهى قد حظيت بأكثر مما حظى به الشعر. وذلك لوجود نقاد متابعين لها ومتخصصين. واعتقد ان الدكتور هاشم ميرغني اضافة ثرة لمجال النقد القصصي.
ü والحركة الثقافية في ود مدني ؟
مرت المدينة بتحولات كثيرة بدأت بتوقف رابطة الجزيرة للآداب والفنون عن النشاط. وصاحب ذلك سكوت ابداعي كامل في الحركة المسرحية والتشكيلية والشعرية وبشعبها المختلفة من نقد وموسيقى. والحركة الاقتصادية في المدينة ادت الى هذا الكساد وتزامن هذا الكساد مع هجرة بعض الادباء والشعراء. والآن عادت الرابطة من جديد. وتم انشاء رابطة كنار الثقافية وظهور بعض الاصوات الشعرية الشابة كالشاعر صالح علي صالح والشاعر علي خليفة وبعض الشابات في مجال القصة القصيرة والشعر. والرابطة الآن تحاول الخروج من هذا المأزق - ولكن يبقي ضعف الامكانات وشح تمويل الجهات المختصة ووزارة الثقافة هو المعوق الاساسي للعمل هناك.
ü توقفت عن المسرح ولفترة طويلة ما الأسباب؟
آخر عمل مسرح لي كان مع المخرج اسامة سالم في «من كي لكي». وبعدها توقفت ولكن لم اتوقف عن المسرح اذ كنت أقوم بالاعداد والكتابة المسرحية خلال فترة وجودي باليمن، ثم كتابتي لمسرحيات للاطفال واعداد لنصوص عالمية قام باخراجها قسم الله الصلحي. وهناك نصوص بالتعاون مع شركة خيول للانتاج الاعلامي. ومن ضمنها عمل فيلم سينمائي مع مساهمات اخرى في التأليف والمعالجة الدرامية.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Yahya Fadlalla | 12-24-03, 01:41 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | نادر | 12-24-03, 07:29 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | anwar abu gaidaa | 12-24-03, 10:16 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | الجندرية | 12-24-03, 11:10 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Khalid Eltayeb | 12-24-03, 03:15 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | الجندرية | 12-25-03, 11:47 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | ابراهيم حموده | 12-25-03, 02:09 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | zumrawi | 12-25-03, 08:12 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Khalid Eltayeb | 12-26-03, 09:53 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | mustadam | 12-26-03, 10:25 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Tumadir | 12-26-03, 12:04 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | sheba | 12-26-03, 04:38 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Yahya Fadlalla | 12-27-03, 04:53 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Khalid Eltayeb | 12-30-03, 11:33 AM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Tumadir | 12-30-03, 12:36 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Khalid Eltayeb | 12-30-03, 05:36 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Khalid Eltayeb | 12-30-03, 05:43 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | rani | 12-31-03, 05:34 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Rawia | 12-31-03, 06:28 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | Khalid Eltayeb | 01-06-04, 04:33 PM |
Re: حوار مع الشاعر محمد محيي الدين ـ نقلا عن الصحافة | mutwakil toum | 03-24-04, 07:58 AM |
|
|
|