يا سبيل حصل: ناس الخرطوم وبيت المال يشربون من مياه المجارى

Quote: صدق بقيام مصنع صهرالرصاص القـاتل صحة الانسان صناعة الرصاص تؤثر على التكاثر البشري وتدمر الجهازين العصبي والدوري بالبلاد تتهددها العديد من الامراض الخطيرة ، التى اصبحت تنتشر بصورة مريبة تجعل امر حياة الناس - مع ايماننا بالقضاء و القدر - على كفة عفريت ، كاشكال السرطانات المتعددة و الفشل الكلوى ، و خلافهما ، و التى اصبح انتشارها مألوفاً حتى ليكاد وقعها على الأذن يأخد مأخذ العادى كما الحمى أو الملاريا بعد أن كانت تروى كالاساطير.. على الرغم من كل المخاطر و المهددات التى تعترض حياة المواطنين الا أن هنالك بعض التصاديق الغريبة و المريبة لصناعات مدمرة اصبحت ترد الى البلاد تحت غطاء الاستثمار ، منها على وجه المثال التصديق لرجل اعمال عربى افريقى بانشاء مصنع لصهر الرصاص من بطاريات السيارات المستعملة بمنطقة سكنية غربى امدرمان ، رغم ان المعروف عن مادة الرصاص انها من اخطر المواد المسرطنة و التى تعمل على فناء البشرية ... فمن صدق بذلك المصنع .. و ما هى الجهات المسؤولة .. و اين هى الجهات الرقابية من الامر .. و هل تحتاج سياسات الاستثمار فى البلاد الى مراجعة .. ام هل نحتاج الى تغييرالمفاهيم وعقلية المجال الاستثمارى ؟؟ أجراه : محب ماهر موقع غير مناسب وزارة الاستثمار الجهة المسؤولة عن الاستثمار بالبلاد قالت على لسان وكيلها د.عباس محمد عباس أن وزارته تقوم بعد تقديم المستثمرين طلب بانشاء اى مصنع مرفق معه دراسة جدوى بتحويل الامر الى وزارة الصناعة باعتبارها الجهة ذات الصلة ، و بموجب ردها يكون التصديق أو رفض الطلب ، و فى الموضوع هذا فقد تم ارسال الطلب الى وزارة الصناعة و قد وافقت عليه ، فقمنا كوزارة للاستثماربابتعاث فريق مكون من المواصفات و الولاية الى الموقع خلصت الى أنه و على الرغم من موافقة الصناعة الا أن الموقع لا يتناسب لهذا الغرض مع وجود بعض المساكن فى الجوار مما استدعى رفضنا له . الا أن مسؤولاً فى ادارة البيئة و تأكيد الجودة التابعة لوزارة المالية و الاقتصاد الوطنى ولاية الخرطوم اكد أن رفض الموقع جاء من قبلهم بعد ان رأت اللجنة التى تم تكوينها لدراسة الاثر البيئى للمصنع عدم ملاءمة الموقع لهذه الصناعة بعد أن علموا بان المستثمر يود تأجير الارض من الولاية ، و انهم قد رفعوا مذكرة لوزارة الاستثمار بذلك . الصناعة ما بين مصدق و نافٍ و على النقيض من تصريحات الاستثمارتماماً نفى د.عبد الغنى عبد الجليل مديرادارة البيئة بوزارة الصناعة و بشكل قاطع أن تكون ادارته - و التى تقع عليها مسؤولية اعداد الدراسة الخاصة بالاضرار البيئية المحتملة لاى مشروع صناعى - على علم بالامر أوأن تكون قد صدقت على هذا المشروع معلناً عدم وجود أية صلة لهم به (لا من قريب او من بعيد). و على ذات الاتجاه أكدت الاستاذه نجاة محمود ممثلة ادارة البيئة بوزارة الصناعة فى لجنة التنمية الصناعية عدم المام لجنتها بالامر ، و لكنها عادت فأردفت بأن طلباُ بهذا المضمون كان قد وصلهم من ادارة الاستثمار بالصناعة ،و أن اللجنة قد طلبت من المستثمر دراسة جدوى بيئية لتتم دراستها و تقييمها ، و حتى الآن لم يصلهم ما يفيد فى هذا الموضوع مما يعنى عدم المام لجنة التنمية الصناعية بموضوع هذا المصنع . تضارب مصدر رفيع بوزارة الصناعة أكد أن المسؤولين بالوزارة قد صدقوا (مبدئيا )على هذا المشروع حتى تستفيد البلاد من الكميات الكبيرة من الرصاص (الهملة) المتدولة بين الناس كبطاريات العربات المستعملة و التالفة و خلافه، فى صناعة مفيدة ، شرط أن يتقيد المصنع كافة الموجهات البيئية و شروط السلامة الصناعية - و التى يعتبر د. عبد الغنى (النافى لامرها)أحد ركائز لجانها المهمة - واكد المصدر أن تلك الشروط و الموجهات قد تم اعداد الدراسة لها بالفعل . هذه النقطة وضعت الموضوع على سطح ساخن ، اذ يبدو ان تضارباً فى الاختصاصات و ابجديات العمل حاصل بين الوزارتين ، و قد كشف ذات المصدر عن خلاف كبير فعلاً بينهما فيما يخص التصديق بقيام المناطق الصناعية ، و التى يرى انه من المفترض أن تكون من اختصاص وزارة الصناعة على عكس ما هو حادث الآن ، اذ ليس للوزارة لها أى دور فى تخصيص المناطق الصناعية، بل انها تصدق من وزارة الاستثمار ، كما أبان أن الصناعة غير ممثلة فى لجان تخصيص الاراضى و انهم لا يعرفون المعايير التى يتم بها التخصيص ، خاصة و أن وزارة الاستثمار تعتقد أن الاراضى خاصة بالولاية . البيئة فى خطر المجلس الاعلى للبيئة و الموارد الطبيعية احدى الجهات التى يليها الموضوع بصورة مباشرة ، و التى لا يتم التصديق بقيام أى مصنع الا بعد تقييم دراسة الأثر البيئي له من قبل المجلس و اصدار شهادة بذلك ، وفقاً لما ينص عليه قانون البيئة لعام 2001 م ، كان مغيباً تماماً اذ نفى امينه العام د. سعد الدين ابراهيم علمه بالأمر ، كما نفى د. صلاح حاكم و الذى كان يشغل منصب الامين العام للمجلس بالانابة الى حين تسلم د. سعد الدين لمهامه قبل فترة قصيرة ، علمه بالأمر قائلا انه لو صح هذا الموضوع فان البيئة فى خطر . الدكتوره سميه السيد سكرتير الجمعيه السودانية لحماية البيئة أرجأت حكمها الى حين الاستوثاق من المعلومات و من ثم التحرك فى اطار يضمن سلامة المواطن و البيئة من حوله ، وقالت أنه فى حالة وجود أى تجاوزات فان الجمعية ستقوم بدورها المنوط بها فى حماية البيئة بكل السبل القانونية و أنها لن تتوانى ابدا فى اتخاذ كافة الاجراءات التى تكفل و تضمن توفير بيئة سليمة و معافاة . من الام الى الجنين إن التعرض لعنصر الرصاص أو مركباته يؤدي إلى حدوث آثار مدمرة على كثير من أجهزة الجسم كالجهاز العصبي والدوري والتناسلي والبولي وكذلك على هيموغلوبين الدم، ويعتبرالأطفال هم الأكثر عرضة لهذه الأخطار، حيث أن زيادة تركيز الرصاص في الدم يؤدي إلى حدوث خلل واضح في ثلاثة نظم رئيسية هي نظم نقل الإشارات العصبية، وهو الأمر الذي يفسر تأثير الرصاص على الأداء الذهني خاصة بالنسبة للأطفال، حيث وجد أن هناك علاقة بين انخفاض مستوى الذكاء والأداء العقلي عند الأطفال والتعرض للتلوث بالرصاص. كما أن التعرض للتلوث بالرصاص يؤدي إلى حدوث مشاكل في التكاثر البشري ، حيث وجد أن ذلك يؤدي إلى ولادة أطفال ناقصي الوزن والذين يعانون من مشاكل في النمو خاصة نمو الجهاز العصبي ، وقد أكدت دراسات كثيرة أن الرصاص يستطيع ان ينتقل من الدم ـ من خلال المشيمة ـ إلى الجنين أثناء الحمل ، كما أن هناك علاقة كذلك بين زيادة عنصر الرصاص في الدم وبين ارتفاع ضغط الدم خاصة بين المدخنين ومدمني الخمور، كما ثبت أن ذلك يؤثر أيضا على جهاز المناعة في الجسم حيث وجد أن المعرضين للرصاص أقل مناعة وأكثر حساسية للميكروبات والملوثات الأخرى ،اضافة الى أن الكائنات البحرية التي تعيش في مياه ملوثة بالرصاص تنقله إلى المستهلكين ، وان هذا النوع من الرصاص ثبت انه يمتص بسهولة من الأمعاء لمن يتناولون هذه الكائنات البحرية من أسماك وغيرها، حيث ثبت أن معدل تركيز الرصاص وصل إلى (64) ميكروغراما في الغرام الواحد بعد (3) أسابيع فقط من استمرار الفرد في تناول هذا الطعام البحري . وتؤثر كمية الرصاص التي تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق في مفعولها مائة ضعف الكمية التي تدخل عن طريق الجهاز الهضمي، ويتراكم الرصاص في الرئة وتلتهمه كريات الدم البيضاء ثم يسري مع تيار الدم إلى جميع أجزاء الجسم على شكل فوسفات الرصاص ويترسب في العظام ويسبب آلاماً رهيبة. كما يلعب الرصاص ومركباته دوراً خطيراً في حياة خلايا الجسم حيث يبطل عملية التنفس ويتلف أنسجة الكبد والكلى والرئتين، كما أن أنسجة المخ تتمتع بجاذبية خاصة تجاه مركبات الرصاص، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المخ والرئتين بالرشح وتنتاب المصاب نوبات الأرق والغثيان والأنيميا وبطء النبض وسرعة التنفس وفقد الشهية وعدم القدرة على التركيز، كما يصيب الرصاص الشباب بالعصبية والانفعال والتوتر والغضب والاضطراب وارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وتكسير كريات الدم الحمراء . و من خلال التجارب على البشر وجد أن الذين يتعرضون للتسمم و مشكلة (الكادميام) و هي إحدى العناصر الثقيلة التي يؤدي تسممها إلى الفشل الكلوي، و إلى مشاكل عديدة اخرى ، هم الذين يتعاملون مع مادة الرصاص كما هو الحال فى صناعة البطاريات. تساؤلات هل اصبح السودان قبلة لتلقى نفايات العالم و مرتعاً لصناعاته الخطرة، خاصة و ان قضية باخرة النفايات اليونانية لا تزال موضع حديث و بحث لاجلاء الحقائق .. و ما هى الايادى الخفية التى تقف وراء مثل هذه الأعمال خاصة بعد نفى جل الجهات صاحبة القرار علمها بالامر ؟؟ .. نتمنى أن تجد مثل هذه الممارسات من يتصدى لها من الجهات الحكومية و منظمات المجتمع المدنى الوطنية ، و من كل مواطن شريف تهمه مصلحة الوطن و المواطن حتى نضمن للمواطن حياةً كريمة فى ظل الصراعات الخفية التى بدأت تقرض أطراف القيم و المبادئ . الرصاص الخام يأتي الرصاص في المجموعة (14) من الجدول الدوري، ورقمه الذري (82) ، ويبلغ وزنه النوعي (1134)، بينما يبلغ وزنه الذري (20720). وينصهر الرصاص عند درجة حرارة 328 درجة مئوية، ويغلي عند درجة حرارة 1740 درجة مئوية. ويوجد الرصاص في الطبيعة في ثمانية أشكال من النظائر: أربعة منها مستقرة والأربعة الأخرى إشعاعية النشاط. والنظائر المستقرة هي الرصاص-206 والرصاص-207 والرصاص- 208 وهي تعتبر الناتج النهائي لسلسلة اليورانيوم والأكتينيوم والثوريوم، أما الرصاص-204 فهو من النظائر المستقرة أيضا ولكن لا توجد مادة إشعاعية طبيعية يتشكل منها هذا الرصاص. رجوع ::: جميع الحقوق © 2006 محفوظة لصحيفة السودان الدولية والهوية الجامعة :::