|
Re: المعارضة السودانية والفشل المتكرر بقلم ا (Re: الطيب محمد جاده)
|
الأخ الفاضل / الطيب محمد جادة شكرا على الحقائق القاسية التي تمثل المطرقة العنيفة فوق رؤوس المعارضة السودانية ،، وهي تلك المعارضة التي تعودت أن تنام فوق أكتاف الشعب السوداني منذ الماضي ،، حيث كانت تتنعم بتضحيات الشعب السوداني المغلوب على أمره .. ترفع فوق الأكتاف بالهتافات لتوصل لكراسي الحكم في البلاد ,, ولكن الشعب السوداني تعلم الدرس جيدا هذه المرة .. وبطريقة عجيبة للغابة أتخذ موقفا معارضا للمعارضة نفسها !! ،، وتيقن له بأن المعارضة السودانية ما هي إلا ذلك الوجه الثاني للعملة السودانية المهلكة المؤذية ،، وهي تمثل سببا أساسيا في تدهور السودان منذ الاستقلال ،، فالحكومات المتوالية في السودان منذ الاستقلال ما هي إلا عسكرية مهلكة من صنع الأحزاب نفسها ،، أو حكومات مدنية مدمرة هزيلة ،، وكلها من صنع بعضها البعض ،، أحزاب تمثل المعارضة في مرحلة من المراحل ثم تشتكي من الويلات وتحتمي بالشعب السوداني ،، فيضحي الشعب السوداني بالغالي والنفيس حتى يمكنها من السلطة ،، ثم تتنازع تلك الأحزاب فيما بينها وتتآمر مع الجيش السوداني ليتمكن حزب من الأحزاب السودانية من احتكار السلطة ,, ثم فجأة ينقلب السحر على الساحر ،، وعند ذلك يذوق الجميع مرارات الديكتاتورية والعسكرية ,, وتدور الدائرة مرة أخرى بنفس الوتيرة فيستغيث الجميع بالشعب السوداني من أجل الخلاص ،، ذلك الشعب المغلوب على أمره في كل التجارب .. والذي لم يهنأ إطلاقا بالرفاهية والهناء في يوم من الأيام ،، لا في ظل حكم الأحزاب ولا في ظل حكم العسكر .
ولكن الشعب السوداني هذه المرة وضع حدا فاصلاُ لتلك المهزلة الفارغة المستديرة ،، فلا دعم لمعارضة سودانية فاشلة بمعنى الكلمة ،، ولا مساندة لحكومات عسكرية ظالمة بمنتهى القسوة ،، ولسان حال الشعب السوداني يقول : إلى متى يلبي الشعب طلبات المعارضة المتمثلة في الأحزاب السودانية ؟؟ .. إلى متى يدعم الشعب السوداني حزب الأمة الذي خان الديمقراطية في يوم من الأيام وسلم السلطة للديكتاتور عبود ؟!! .. وإلى متى يدعم الشعب السوداني الحزب الشيوعي السوداني الذي خان الديمقراطية واحتل السلطة في السودان بقيادة الديكتاتور جعفر النميري ؟!! ،، والصورة الحالية التي يمثلها النظام القائم ما هي صورة متكررة لمؤامرات الأحزاب السودانية ،، حيث المؤامرة الكبرى لحزب الإخوان المسلمين الذي خان الديمقراطية والذي احتل السلطة بقيادة الديكتاتور عمر حسن البشير ،، ومسمى المعارضة في هذا السودان يتمثل في أحزاب فاشلة انتهازية تريد السلطة لنفسها دون الأحزاب الأخرى ,, ولا يهمها أمر الشعب السوداني ومعاناته المتواصلة لا من بعيد ولا من قريب ،، حيث الغلاء والبلاء والتخلف والأمراض ,, ،، وقد يقول قائل : أن تغيير النظام القائم الحالي هو من مصلحة السودان ومن مصلحة الشعب السوداني ،، فنقول لذلك القائل : ( كذبا كاذب ) .. والتجارب لعشرات المرات ماثلة أمامنا ،، فهو بالتأكيد لمصلحة فئات ونخب معينة تنتظر دورها في تناول الوليمة المنهوبة الجاهزة من حقوق الشعب السوداني ،، وليس للشعب السوداني مصلحة في دغدغة المشاعر ( كالعادة ) باسم الشعارات الجوفاء الفارغة ،، حيث شعارات ونعوت محاربة الكيزان أو محاربة جهة من الجهات ،، فتلك لعبة مكشوفة لن تسري على الشعب السوداني ،، فالكل يتساوي لدى الشعب السوداني في المساوي والمفاسد والعيوب ،، فلا خير في جهة من الجهات ،، ولا مفاضلة لجهة من الجهات ،، والكل لدى الشعب السوداني يمثل الموت والعيشة الضنكة .
عباس علي حسين
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|