|
Re: حوار الوثبة .. اخر الفرص الضائعة للحفاظ عل� (Re: ابوبكر القاضى)
|
كم تكون الدولة مريحة وراقية ومتقدمة لمواطنيها عندما تكون مختصرة في المساحة .. دولة صغيرة ذات قلة عزيزة من البشر خير من دولة كبيرة مليئة بغوغائية البشر ،، دولة صغيرة خالصة لأهلها دون تلك النوعيات المعيبة أشكالاَ وألوانا ،، وتكون بخاصية البشرية ذات العقول الواعية المثقفة العالية ،، ثرواتها وإمكانياتها تغطي حاجات سكانها وتفيض ،، خالية من تلك الجماعات الغوغائية ،، ونحن نشاهد من حولنا تلك الدول الصغيرة حجماَ ومساحةَ وتعداداَ يعيش مواطنوها أحسن أنواع العيش .. ومعدلات الدخل للفرد فيها عالية بتلك الدرجة ،، فما الذي يجعلنا نتمسك بذلك السودان الشاسع بذلك القدر الهالك للجميع ؟؟ ،، ذلك السودان الذي لا يتنعم فيه المواطن بالسعادة طوال العمر والحياة ،، فهو ذلك العائش في العذاب والجحيم من يوم مولده وحتى ساعة رحيله ،، وما هي القدسية والأهمية التي تجعلنا نتمسك بوحدة السودان وكأنها نهاية المطاف ؟؟ ،، وتلك نغمة يرددها البعض كالببغاء : ( الحفاظ على وحدة السودان ) .. وكأن تلك النغمة هي الغاية القصوى والأمنية الأخيرة لكل أبناء السودان ،، والبعض من الجهلاء يظن أن التهديد بتقسيم السودان يخيف الآخرين ،، ولا يدري ذلك الجاهل بأن الكل في هذا السودان قد بلغ ذلك الحد من الضائقة في العيشة وعدم الراحة ،، وقد ملت الناس من حياة كلها شقاء وعناء وحروب وقتال وتناحر في ظلال السودان الشاسع ،، تلك الأحوال القاسية التي تجعل من الكل يتمنى التواجد في دولة صغيرة مختصرة خاصة بـه ،، دولة خالية ونظيفة من كل ألوان المنقصات ،، وخالية من ذلك النوع من أصناف البشر البدائي ،، وخالية من المجموعات الخاملة الكسولة التي لا تجيد شيئاَ في الوجود غير الثرثرة والبكاء والنحيب ،، تلك المجموعات التي ابتلى الله بها السودان الشاسع ،، وتلك الأماني أصبحت الآن شائعة في أحلام السودانيين الأحرار .. والكل يتمنى أن يعيش في دولة خاصة صغيرة مثل دولة قطر أو دولة الكويت أو دولة الإمارات العربية المتحدة ،، أو غيرها من الدول الصغيرة ،، تلك الدول التي تتمتع بالقليل من نوعيات البشر وفي نفس الوقت تتمتع بثرواتها وإمكانياتها وبأفكار أبناءها المثقفين .. وهي تلك الدول البعيدة جدا عن المواجع وعن فلقة الدماغ ،، تتمتع بثرواتها التي تكفيها وتكفي جيرانها والقادمين عليها ،، بينما نحن في هذا السودان الواسع الشاسع نهدر الأعمار في الفارغة مع مجموعات لا تستحق المعية ،، ومن الأفكار التي بدأت تراود الأذهان قيام إمارات سودانية مختارة بحرص شديد ،، حيث تلك الإمارات التي تضم المناطق المتقدمة من السودان إنساناَ وحضارياَ وثقافياَ وتقارباَ في الأعراف والتقاليد والألوان والدين والأصول ،، فإذن نغمة ( السودان الموحد ) أصبحت الآن لا تجذب الكثيرين من أبناء السودان ،، والعبرة ليست بالمساحات الشاسعة ولكن العبرة في ذات الإنسان وفي ذات الثقافة وفي ذات العقليات . وفي ذات الحياة الرغدة الهانئة .
|
|
|
|
|
|