|
Re: فضيلي جماع : في جبال النوبة : هذه حرب إبادة (Re: ايليا أرومي كوكو)
|
الأخ الفاضل / ايليـــا أرومــي التحيات لكم وللقراء الكرام لا أحد من السودانيين المثقفين يريد تلك الحروب التي تجري في جبال النوبة أو في أي مكان في السودان إطلاقاَ ،، وكل أفراد الشعب السوداني يتمنون أن يسود السلام والأمن في جميع مناطق السودان ،، ولكنك بصورة مراوغة غير منصفة تتهرب من أسباب تلك الحروب المدمرة من أساسها في ساحات جبال النوبة ،، وبدلاَ من ذلك تخوض في تفاصيل المجريات التي تدور في تلك الساحات ،، من حروب الإبادة الجماعية ،، ومن تلك المعاملات الوحشية ،، والمحارق والتطهير العرقي ،، وتجتهد كثيراَ في تجسيد تلك الصور المظلمة ،، والقراء الذين تخاطبهم يملكون العقول ويعرفون الكثير عن تلك الإحداثيات ،، والسؤال الهام الذي يفرض نفسه هو : لقد عاشت مناطق جبال النوبة لآلاف وآلاف السنين في سلام وأمن وأمان فما الذي طرأ حتى اشتعلت تلك الحروب ؟؟؟ ،، وبالتأكيد فإن تلك الحروب لم تشتعل من تلقاء نفسها ،، ولكنها اشتعلت حين قامت فئات من أبناء جبال النوبة وحملت السلاح في وجه السلطات لتحقيق مطالب تخص مناطق جبال النوبة ،، وهنا لا أحد ينكر بعدالة تلك المطالب ،، ولا أحد يطلب من أبناء جبال النوبة أن لا يطالبوا بحقوقهم ،، ولكن هنالك طرق كثيرة لتحقيق تلك المطالب دون اللجوء لمنطق السلاح والحرب ،، وما دامت تلك الفئات من أبناء جبال النوبة اتخذت خيار الحرب في تحقيق مطالبها فإذن الحروب هي الحروب ،، والحروب لا تعرف الأخلاقيات ،، وكل تلك الممارسات القمعية التي تصفها من مسميات الإبادة الجماعية والمحارق والتدمير والتصفيات العرقية يدخل في مساوي الحروب في العالم ،، وهي متوقعة ما دامت الساحات هي ساحات اقتتال ومعارك ومكائد ومواجع ،، ولا يتوقع أحد من أبناء جبال النوبة الذين يريدون أن يحققوا مطالبهم بقوة السلاح من المثقفين السودانيين أن يطلبوا من السلطات أن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة التمرد في أي مكان في السودان !! ،، دون أن تواجه الحرب بالحرب ،، ولا يحدث ذلك في أي مكان في العالم ،، فالحروب تعامل بالحروب ،، والقسوة تعامل بالقسوة ،، والشدة تعامل بالشدة ،، وما دامت الحرب هي تلك السيرة المطلوبة والخيار للبعض من أبناء جبال النوبة فلا جدوى من الشكوى بعد ذلك ،، ولا يفيد الكلام كثيراَ عن الإحداثيات التي تجري في الميادين من إبادة جماعية ومحرقة وتدمير ،، وهل يعقل أن تقف السلطات المسئولة في أي بلد في العالم مكتوفة الأيدي وهي تتفرج على فئات تتمرد وتخرج عن الطاعة وتحارب وتصول وتجول وتدمر وتحرق ؟؟،، أي منطق ذلك وأي عقلية تلك ؟؟ ،، والخلاصة إذا أراد أبناء جبال النوبة التخلص من تلك الويلات والحروب المدمرة والإبادات الجماعية فالأمر في أيدي الجماعات التي تحمل السلاح من أبناء جبال النوبة ،، فإذا هي تريد مواصلة تلك الحروب لتحقيق غاياتها وقضاياها فالأحداث جارية والميادين مشتعلة ،، والنتائج في كفوف المجهول ،، وسوف تتواصل تلك الممارسات الوحشية من إبادات جماعية ومحارق وتدمير وخلافها رغم أنف الأطراف المتحاربة ،، لأن الحروب هي الحروب ،، وهي تعني الوبال وتعني الفوضى وتعني الويلات ،، وتعني إدخال الأطراف في كل ألوان الأوجاع التي تؤرق الأجفان ،، في الوقت الذي فيه لا تنفع الشكاوي ولا ينفع البكاء والنحيب من سوء الأحوال ،، وإذا هي تريد أن تخرج من دائرة الحروب فعليها أن تختار الأساليب الأخرى الكثيرة .. ومن تلك الأساليب الجلوس في طاولات الحوار والتوصل لحلول ترضى كل الأطراف .، دون التنازل عن حقوقها الجوهرية .
|
|
|
|
|
|